حواجز بيت فوريك والباذان .. مصائد وذل وعذاب بالألوان
نابلس - مراسل نداء القدس
على الرغم من كثرة ألوان العذاب الذي تقدمه حواجز القهر والإذلال في مداخل مدينة نابلس بالضفة الغربية على طبق من فضة للمواطنين إلا أن جنود الاحتلال لا يكتفون بذلك ويطلبون المزيد لهؤلاء الضيوف من الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى الذين قدموا رغما عنهم إلى هذه الحواجز ليشاركوا الآخرين برحلات العذاب والقهر والإذلال التي عنوانها " عناء يومي وعذاب قصري ".
فمن منا لم يشاهد حاجزا أو جنديا يحمل سلاحه ويتلذذ في تعذيب المواطنين، والكثير منا تم احتجازه بين الكتل الاسمية والترابية على تلك الحواجز، وسط حراسة وكاميرات وعدوان منظم، وفصول هذه المعاناة يتم تطبيقها تحت أشعة الشمس المحرقة والهدف هو الإذلال والقهر.
في كل قضية مهما كانت ربما يكون هناك شاهد عليها وربما يموت هذا الشاهد، إلا انه حواجز بيت فوريك والباذان شمال نابلس لا زالت خير شاهد ودليل قاطع على جرائم العدو الصهيونية أمام حركة وتنقل المواطنين اليومية.
الحواجز جزء من حياة الفلسطينيين
كثيرة هي الحواجز والتي تنتشر على مداخل مدينة نابلس وبين بلداتها وقراها المختلفة، وهي موجودة منذ عدة سنوات، فعلى حاجزي الباذان وبيت فوريك تقوم قوات الاحتلال يومياً باحتجاز مئات المواطنين والمركبات دون مبررات أمنية واضحة، ولا يبدو أن ممارسات التضييق تقتصر على الإجراءات الضاغطة على الفلسطينيين نفسياً عبر تأخيرهم واحتجازهم، بل إنها تتعدى ذلك لتثقل كاهلهم ماديا أيضا.
فمنذ خروج الأهالي في ساعات الصباح يشدد العدو الصهيوني من التدابير العسكرية المفروضة على مداخل ومخارج المدينة من الاتجاهات لتشمل العذابات والآهات جميع مناحي الحياة اليومية للمواطنين.
تعددت الأسباب والعدو واحد
أسلوب الاحتلال في قهر وظلم الشعب الفلسطيني على اختلال جرائمه الا انه نفس الهدف الذي يربوا إليه هذا العدو وهو امتهان كرامة الشعب الفلسطيني والحد من حرية الفلسطينيين.
وأضافت قوات الاحتلال مزيدا من الحواجز العسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية التي تصل مدينة نابلس بقراها وبلدتها وشددت من حصارها على المحافظة ومنعت جميع السيارات والمواطنين من الخروج منها أو الدخول إليها. ويقول جهاد الشايب 25 عاما وهو طالب جامعي من سكان بلدة واد الباذان ان قوات عززت دورياتها على مفترقات الطرق والحواجز، خاصة حاجز الباذان وهو الهم الأكبر للمواطنين.
ويضيف الشايب بالقول:" جنود الاحتلال يقومون بإيقاف السيارات المارة واحتجاز ركابها لساعات طويلة بعد التدقيق في هوياتهم، كما أغلقت قوات الاحتلال الطرق الترابية الفرعية القريبة من هذا الحاجز لعدم تمكن المواطنين من سلوكها والتي يسلكها المواطنون للوصول إلى المدينة".
لا حق للفلسطينيين بالاجتياز
والغريب بالأمر أن احد جنود الاحتلال على حاجز بيت فوريك اخبر المواطنين بأنه لا حق لهم باجتياز الحاجز وان جنود الاحتلال يقدمون لهم خدمة إنسانية عندما يسمحون لهم بالاجتياز.
المواطنة ام عامر حنني من بلدة بيت فوريك تقول ": لقد تفاجانا عندما خرج علينا احد الجنود وهو يصرخ علينا ويقول " لا حق للفلسطينيين بالاجتياز لهذا الحاجز "، وعندما حاولنا نقاشه بالموضوع قام بشتمنا والصراخ علينا وتهديدنا بمنعنا من الاجتياز.
وتقول حنني:" لم يعف كبر سن أحد المواطنين مكوثه 3ساعات على الحاجز العسكري والذي أرهقته أشعة الشمس المرتفعة، حيث عوقب دون أي مبررات سوى طلبه من الجنود الإسراع في تفتيشه ليدخل المدينة.
ويتبع جنود الاحتلال أساليب استفزازية ومهينة بحق المواطنين من أجل إرغامهم على العودة وعدم اجتياز الحاجز بعد
التدقيق الطويل في هوياتهم وأمتعتهم الشخصية وانتظارهم المؤلم تحت أشعة الشمس الحارقة.
للتنكيل وقتل ذات الفلسطينيين
قوات الاحتلال منذ الصباح تحكم حصارها العسكري المشدد على المدينة ومنعت المواطنين من دخول المدينة أو مغادرتها سيراً على الأقدام عبر الطرق والمنافذ الترابية الوعرة، و أصبحت المدينة معزولة بالكامل عن محيطها الخارجي.
وأدت الإجراءات العسكرية المشددة إلى عدم تمكن العديد من الطلبة والموظفين من الوصول إلى جامعاتهم وأماكن عملهم داخل المدينة والمحافظات الأخرى.
وأكد العديد من سائقي المركبات العمومية أن قوات الاحتلال المنتشرة على مداخل نابلس تقوم بإيقاف المركبات وتحرير المخالفات المرورية لهم وتمنعهم من الوصول إلى مدينة نابلس إلا بعد الإذلال والتفتيش في بعض الحالات وغالبا ما يتم إرجاع العديد من المواطنين الذين تقل أعمارهم عن ال35 عاما.
وتزداد المعاناة اليومية للمواطنين في كافة أنحاء الوطن حيث أن السماح بالمرور يخضع لمزاج جنود الاحتلال المتمرسين خلف أسلحتهم الرشاشة على الحواجز الاحتلالية لقتل الذات الفلسطينية والوصول إلى نقطة يضعف عندها الشعب الفلسطيني بشكل كامل وتكسر صلابته فهل يصل الاحتلال لمبتغاه ؟
المصدر : خاص نداء القدس
المفضلات