تدفع نساء فلسطين فاتورة حساب باهظة، يحصّلها الاحتلال الصهيوني من دمائهن، فيستشهدن ويعتقلن ويحرمن من حقهن بالحياة الآمنة والحرية الكاملة.
فبشأن اعتقالهن، فإن الكثيرين يجهلون، وحتى من المعنيين بحقوق المرأة التي تحيي يومها العالمي، وجود نحو مائة من نساء فلسطين قابعات في سجون العدو الصهيوني أسيرات، في ظروف تفتقد إلى أدنى حدود الإنسانية، حتى أن المطالبة بإطلاق سراحهن أصبحت تذكر في المناسبات.
جمعية "واعد" للأسرى والمحررين تؤكد أن الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة ، منها الاكتظاظ داخل الغرف، ما يضطرهن للنوم على الأرض، كما أن الأقسام والغرف مليئة بالحشرات والفئران ، كما تتفنن إدارة السجون في فرض عقوبات على الأسيرات ، تشمل فرض الغرامات المالية والحرمان من الزيارة والاحتجاز في الزنازين الانفرادية والتفتيش العاري أمام سجانات.. وغير ذلك من الممارسات الوحشية الصهيونية التي تحول اعتقالهن لجريمة بحق الإنسانية.
أي يوم عالمي لها؟!
تقول الجمعية في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه اليوم السبت (8/3): "حسب آخر الإحصائيات بأن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ العام 1967 قرابة عشرة آلاف مواطنة فلسطينية، حيث شاركت المرأة إلى جانب الرجل في دورها الوطني والنضالي في مقاومة الاحتلال.
وخلال انتفاضة الأقصى اعتقلت سلطات الاحتلال حوالي سبعمائة فلسطينية، وزجت بهن في زنازين وغرف التحقيق وفي السجون المظلمة ذات الظروف القاسية، ولا يزال رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني مائة وسبعة عشر أسيرة، وجميعهن اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى، ويمثلن ما نسبته ( 1.2 في المائة) من إجمالي عدد الأسرى البالغ أكثر من 9300 أسير، وحسب أماكن السكن فإن هناك (107) أسيرة من محافظات الضفة الغربية، و(6) أسيرات من القدس، و(4) أسيرات من قطاع غزة.
أسيرات قاصرات .. وتعذيب :
ومن بين الأسيرات خمس أسيرات لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً، ومن بين الأسيرات (60) أسيرة محكومة، و(51) أسيرة موقوفة، و(6) أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة.
وأضافت الجمعية أن أوضاع الأسيرات شهدت تصعيداً خطيراً هذا العام (2008) من قبل إدارة السجون الصهيونية، حيث تقوم بحملة قمعية منظمة ضد الأسيرات، ولا تزال مستمرة في ممارسة كافة وسائل التعذيب والإهانة بحق الأسيرات، كذلك عملية الفصل بينهن وتوزعهن على ثلاث سجون، ولا تتهاون إدارة السجون في ابتكار اعنف أساليب التعذيب من اجل زيادة معاناة الأسيرات وكذلك تدمير الشخصية والحالة النفسية للأسيرة للسعي وراء تخريب البيئة الاجتماعية والنفسية لكافة الأسيرات، وتدمير شخصية الأسيرة لتصبح غير قادرة على العطاء والبناء.
التفتيش العاري للأسيرات :
وأوضحت الجمعية أن إدارة السجون لا تزال تمارس سياسة التفتيش العاري بحق الأسيرات، وهو ما يشكل خرقاً واضحاً للاتفاقيات الدولية التي تنص على حسن معاملة الأسرى والأسيرات، كذلك لا تتورع إدارة السجن عن الاعتداء الجسدي على الأسيرات بالضرب ورش الغاز السام، ورش الماء البارد في فصل الشتاء، وحرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية.
كذلك تقوم إدارة السجون بعمليات اقتحام لغرف الأسيرات في ساعات متأخرة من الليل، حيث تعبث في ملابسهن، وتقلب محتويات الغرف رأساً على عقب بهدف التفتيش عن "أشياء ممنوعة"، وتستخدم إدارة السجون أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن.
ولا بد من الإشارة هنا إلى الأسيرات اللاتي يقضين في سجون الاحتلال الصهيوني أحكاماً بالسجن المؤبد، ومن أشهرهن أحلام التميمي (16 مؤبداً)، وقاهرة السعدي من جنين (4 مؤبدات)، ودعاء الجيوسي (3 مؤبدات)، ولينا الجربوني (1 مؤبد)، وسناء شحادة (1 مؤبد)، وآمنة منى (1 مؤبد).
صفقة "شاليط"
ويعوّل الأسرى بشكل عام، والأسيرات بصورة خاصة، على إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الصهيوني ومجاهدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحتفظ بالجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط منذ ما يزيد عن عشرين شهراً.
وتطالب الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني لإتمام صفقة التبادل والإفراج عن الجندي شاليط الإفراج عن جميع الأسيرات النساء من سجون الاحتلال إضافة إلى جميع الأطفال والمرضى وأصحاب المحكوميات العالية.
المركز الفلسطيني للإعلام
المفضلات