اين بين القرآن حكم اطفال الانابيب ؟
هل تعلمون ما الذي أوقع هذا الغر الثرثار في مطب هذه الأسئلة الساذجة ؟
الغر يستشهد بقول الله تعالى : "{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89"
ففهم من قوله تعالى : "تبيانا لكل شيئ" يعني ان الله تحدث في القرآن عن كل الفرعيات والمسائل التي نواجهها في حياتنا بالتفصيل وبالإسم ، فأخذ الثرثار يهذي بأسئلة نقلها عن جهلاء مثله تتكلم عن مسائل فقهية فرعية ، وخفي عن الجهول بأن القرآن قد أعطاني الحجة، وأعطاني ما أستند إليه حينما لا أجد نصاً في كتاب الله، فالقرآن ذكر القواعد والأصول، وأعطاني حَقَّ الاجتهاد فيما يعِنّ لي من الفروع، وما يستجدّ من قضايا، وإذا وُجِد في القرآن حكم عام وجب أن يُؤخذ في طيّه ما يُؤخذ منه من أحكام صدرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله وكله.
فقال:{ وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ.. }[الحشر: 7].
يقول إمامنا الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره لهذه الآية :
القرآن الكريم.. تبياناً: أي بياناً تاماً لكل ما يحتاجه الإنسان، وكلمة (شيء) تُسمّى جنس الأجناس. أي: كل ما يُسمّى " شيء " فبيانُه في كتاب الله تعالى.
فإنْ قال قائل: إنْ كان الأمر كذلك، فلماذا نطلب من العلماء أن يجتهدوا لِيُخرجوا لنا حُكْماً مُعيّناً؟
نقول: القرآن جاء معجزة، وجاء منهجاً في الأصول، وقد أعطى الحق تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم حق التشريع، ف:{ وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ.. }[الحشر: 7].
إذن: فسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم قَوْلاً أو فِعْلاً أو تقريراً ثابتة بالكتاب، وهي شارحة له ومُوضّحة، فصلاة المغرب مثلاً ثلاث ركعات، فأين هذا في كتاب الله؟ نقول في قوله تعالى:{ وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ... }[الحشر: 7]. "
وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القضية حينما أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه ـ قاضياً لأهل اليمن، وأراد أن يستوثق من إمكانياته في القضاء. فسأله: " بِمَ تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فإنْ لم تجد؟ قال: فبُسنة رسول الله، قال: فإنْ لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو ـ أي لا أُقصّر في الاجتهاد.
فقال صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسولِ الله لما يُرضي الله ورسوله ".
إذن: فالاجتهاد مأخوذ من كتاب الله، وكل ما يستجد أمامنا من قضايا لا نصّ فيها، لا في الكتاب ولا في السنة، فقد أبيح لنا الاجتهادُ فيها.
لقد خفي عن الأكاديمي الجهول أيضا بأن هناك علماً عندنا اسمه "علم أصول الفقه" وهو علم استنباط الأحكام من أدلتها الشرعية ..
القرآن أعطانا أصول وقواعد يا ثرثاري العزيز ، فحينما يقول القرآن : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) انحل/72 ، و "(نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة/223 ، فهو بذلك يخص الحرث بامرأة الرجل ، وهذا يقتضي أن تكون المرأة غير الزوجة غير محل لحرثه .
وعلى ذلك فإذا واجهتنا في حياتنا مسألة فرعية تتعلق بالإنجاب كأطفال الأنابيب عرفنا حينها بانه إذا كان خروج المني من زوج ، وبويضة من زوجته ، ثم تم تلقيحهما ثم وضعت البويضة في رحم الزوجة ، كان ذلك حلالا .
لأنهما زوج وزوجة .
أما باقي حالات التلقيح فحرام ، كأن يجري التلقيح بين نطفة مأخوذة من زوج وبويضة مأخوذة من امرأة ليست زوجته ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم زوجته ، أو كأن يجري التلقيح بين نطفة رجل غير الزوج وبويضة الزوجة ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم الزوجة ، أو كأن يجري تلقيح خارجي بين بذرتي رجل أجنبي وبويضة امرأة أجنبية وتزرع اللقيحة في رحم الزوجة ، كان ذلك حرام شرعاً.
لأن القرآن الكريم يقول "نساؤكم حرث لكم" و المراة الأجنبية ليست من نسائنا حتى تكون حرث لنا .
ولكن الجهول ظن بأن الله تعالى سينزل آية في كل مسألة فرعية ..
لقد ظن بأن آية ستنزل في القرآن هذا نصها : "إخصاب البويضة بالحيوان المنوي في أنبوب اختبار بعد أخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة بعد غسلها لكي يحصل إخصاب ثم تعاد البويضة المخصبة إلى الأم ، حلال إذا كان بين زوجين ، وحرام إذا تدخل طرف أجنبي".
صدق الله العظيم
إيه الغباء ده ؟
إذن فسؤال الغر الجهول الذي فضحناه بجهله مئات المرات حتى الآن ، سؤال غبي جدا .
فالحمد لله الذي أنزل علينا كتابا تبياناً لكل شيئ
المفضلات