لله در الشاعر
والدعاوى ما لم تقيموا عليها ** بينات أبناؤها أدعياء
و ما تفضلت به ضيفنا المحترم فى هذا الجزء من مشاركتك الاولى اقل ما يوصف به انه كلام جرائد لا اكثر ولا اقل فمن هو الدكتور الشنققيرى هذا و من هو محمد البيومى هذا .. من هؤلاء يا عزيزى و ما دليلك على ما نسبته اليهم و هل تعتقد انه ولو صح ما نقلته عنهم فهم حجة على الاسلام .. نحن يا عزيزى لسنا فى كنيسه كى نلتزم بكل ما قاله علمائنا فليس عندنا احد معصوم الا رسول الله فكل يؤخذ منه و يرد الا رسول الله ... و مع هذا سألبى طلبك بهدم ما تعتقده من قواعده حتى لا يخيل اليك بأن ما اتيت به شئ ...
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ
هذا الكلام العجيب الذى لا يقبله عاقل ولا تشهد له قواعد اللغة العربية و لا نصوص القرآن و نصوص كتابه الذي يقدّس .
هذا الكلام الغامض الذي لم يفهمه مرقس نفسه لا يساوي شيئا إذا ما عرضناه على الوحيين قرآنا وسنّة والعهدين: القديم والجديد :
1 _ من القرآن والسنّة :
· :
﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾سورة المائدة الآية :(73)
ما ورد في الآية الكريمة يقطع الطريق على كل قاطع طريق .لص يسرق من المباني ليقلب المعاني .
إن المثلثين بنص القرآن القاطع الدلالة و الثبوت كفّار .فهل بعد الكفر ذنب و معصية؟
القرآن يرفض التثليث و يمقت المثلثين و يعتبرهم ضالين . والنبي صلى الله عليه و سلم باهَلَ نصارى نجران و لم يقبل منهم مقولتهم . و أرسل إلى النجاشي و لم يقبل منه إلا الإسلام هو وقساوسته .فلو كان النبي صلى الله عليه و سلم يقبل عقيدة أولئك لأقرّهم على ما هم عليه .و أرسل إلى عظيم القبط المقوقس و دعاه إلى الإسلام. و لم يقبل منه إلا هداياه .ولم يقل كلمة ثناء واحدة على معتقده الذي وصفته أنت أيها القمص بالصحيح.
·سورة الإخلاص ترد مزاعم المتخرّصين .و تقضي على فِرَى المفترين . :
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾
وتمعّن أيها القارئ في سبب نزولها كما قال بعض المفسرين:
روى الإمام الترمذي رحمه الله عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم انسب لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد الله ...
قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله :
حسن دون عبارة لم أثبتها فلله الحمد و المنة.
الشّاهد: سبب النزول هو أن الكفار جاؤوا يسألون عن نسب الله تعالى .فلم يجدوا ما يرضي عقيدتهم الوثنية .و النسب هو تاج رؤوس النصارى يجدونه كلما وقعت أعينهم على الصفحة الأولى من صفحات العهد الجديد.هذا الكتاب الذي سنلقي عليه نظرة و نرى ما يقول .
قال الدكتور منقذ بن محمود السقار حفظه الله تعالى في كتابه الله واحد أم ثلاثة :
إن المتأمل في الأسفار المقدسة يرى بوضوح غرابة دعوة التثليث وتسطع أمامه أصالة التوحيد في النصرانية وبهاؤه، فقد دلت عليه عشرات النصوص الصريحة الناصعة في وضوحها، والتي تؤكد بأن معتقد المسيح وتلاميذه، ومن قبلهم أنبياء الله هو توحيد الله عز وجل.
2 : النصوص الموحدة في العهد القديم
تتلألأ دعوة التوحيد في العهد القديم، وتنطق بها النبوات، وتكثر حولها وصاياهم، وتتسابق النصوص، وهي تؤكد أصالة هذا المعتقد، منها:
ما جاء في سفر التثنية من وصايا موسى - عليه السلام - التي كتبها الله لموسى على لوحي الحجر، وأمر بني إسرائيل بحفظها، وجاء المسيح بعده فأكد عليها "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك، ولتكن هذا الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك، وقُصّها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يديك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (التثنية 6/4-9).
" أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (التثنية 5/6).
ومنها وصية الله لموسى - عليه السلام - وبني إسرائيل: " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر، من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما، مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض" (الخروج 20/2-4).
وفي سفر الملوك: "ليعلم كل شعوب الأرض أن الرب هو الله، وليس آخر" (الملوك (1) 8/60).
وجاء في مزامير داود: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب ويمجدون اسمك، لأنك عظيم أنت، وصانع العجائب، أنت الله وحدك" (المزمور 86/9-10) هو وحده الله، وليس يشاركه في اسمه أو ألوهيته أحد، بما في ذلك المسيح عليه السلام.
وجاء في إشعيا: "يقول الرب: ..قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون، أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص، أنا أخبرت وخلصت.." (إشعيا 43/10-12).
" أيها الرب إلهنا خلصنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك" (إشعيا 37/20).
" أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السماوات وحدي باسط الأرض، من معي؟!" (إشعيا 44/ 24)، فأين هذا ممن جعل الواحد ثلاثة، وأوكل الخلق إلى غيره؟
" أنا الرب وليس آخر، لا إله سواي " (إشعيا 45/5).
وجاء في نبوة إشعيا أيضاً " يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري. ومن مثلي ينادي، فليخبر به ويعرضه لي.. هل يوجد إله غيري، ولا صخرة لا أعلم به" (إشعيا 44/6-9).
- ومثله كثير في أسفار العهد القديم. (انظر ملاخي 2/10، الملوك (1) 8/27، …).
3 النصوص الموحدة في العهد الجديد
وكذا جاءت أسفار العهد الجديد تؤكد تفرد الخالق بالألوهية والربوبية، وتذكر ذلك على لسان المسيح وحواريّيه.
- يقول المسيح: " ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد، الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد، المسيح" (متى 22/9-10).
ومثل ذلك أيضاً ما جاء في متى: " وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (متى 19/17).
وكذا قول يوحنا " كلم يسوع بهذا، ورفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة، مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضاً، إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد، ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته، وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يوحنا 17/2-3)، فليس من إله على الحقيقة إلا واحد، وهو الله تعالى، سبحانه.
ولما جرب الشيطانُ يسوع - عليه السلام - وقال له: " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي، حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متى 4/10، ومثله في لوقا 4/8).
وقال المسيح - عليه السلام - لليهود: "أنتم تعملون أعمال أبيكم.فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله. فقال لهم يسوع: لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من قبل الله وأتيت، لأني لم آت من نفسي، بل ذاك أرسلني" (يوحنا 8/41-42).
والتوحيد معتقد تلاميذ المسيح وتلاميذهم، كما نقل عنهم ذلك العهد الجديد مراراً
ومنه ما جاء على لسان التلميذ يعقوب: "أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل" (يعقوب 2/19)، وأما القول بألوهية غير الله فليس من الحُسن في شيء.
ويقول: "واحد هو واضع الناموس القادر أن يخلص ويهلك" (يعقوب 4/12).
ويقول يهوذا: "الإله الحكيم الوحيد مخلصنا" (يهوذا 25).
بل وحتى بولس نجد له بعض النصوص التي تعترف لله بالوحدانية، ومن ذلك قوله: "يوجد إله واحد ووسيط بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح" (تيموثاوس (1) 2/5) إله واحد، له رسول واحد يبلغ الله من خلاله وحيه وهديه، هذا الرسول هو الإنسان يسوع.
ويقول واصفاً الله بالوحدانية وغيرها من صفات الجلال والكمال: " المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب، الذي وحده له عدم الموت، ساكناً في نور، لا يدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس، ولا يُقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية" (تيموثاوس (1) 6/15-16).
- ويقول: "لكن الله واحد" (غلاطية 3/20).
فهذه النصوص وكثير مثلها تتحدث عن الإله الواحد، وليس في واحد منها أو غيرها حديث عن الإله المتعدد الأقانيم المتوحّد في الجوهر الذي يدعيه النصارى.
و خلاصة القول :
إن عقيدة التثليث لم ترد في كتاب النصارى بعهديه فضلا عن القرآن الكريم .و قصد ضيفنا الكريم مرقس إيهام المسلمين بتأصُّل عقيدتهم عندنا . و هذه طريقة من طرق النصارى يحاولون جاهدين إيهام المسلمين أن ما عندهم عندنا من أمثال الثالوث و التجسد و القرابين المقدسة و ما شابه .لكن و الحق يقال إنها سوق كاسدة و بضاعة بائرة هذه التي يعرضها النصارى .و الدليل أنهم حيارى أمام معتقدهم ذلك لا يستطيعون فهمه فضلا عن تفسيره .و حتى إن فسروه وقعوا في مهالك و مآزق لا تجعلهم إلا أضحوكة للناس.
الآن أترك المجال لضيفنا الكريم للتعقيب و أتمنى ان نرى منه خيراً و الا يضيع من وقته و وقتنا الكثير فى تعلقيات ليس لها اى فائده وليس علها اى دليل فكما قلت لك يا عزيزى :
والدعاوى ما لم تقيموا عليها ** بينات أبناؤها أدعياء
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
المفضلات