سئل محدث العصر العلامة الشيخ محمد ناصرالدين الألباني – رحمه الله :
س: لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك" .
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي } وكأنه يقول : {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك} .
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي} " .
[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87 ]
قد قال علامة الجزائر الشيخ "أبو عبد المعزّ محمد علي فركوس" مُوضّحا لمعنى السلفية و أنه لا يُعاب التسمي بها، و سبب ظهور التسمية "السلفية":
"..هذا، و لا يُعاب التسمي ب"السلفية" أو ب"أهل السنة و الجماعة" أو ب"أهل الحديث" أو ب"الفرقة الناجية"،لأنه اسمٌ شرعي استعمله أئمّةُ السلف و أطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة "أهل الكلام و الفلسفة" أو في مقابلة "المتصوّفة و القبوريين و الطّرقيين و الخرافيين"، أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة "أهل الأهواء و البِدع" من الجهمية و الرافضة و المعتزلة و الخوارج و غيرِهم.لذلك لما سُئل الإمام مالك رحمه الله:مَنْ أهلُ السّنة؟ قال:"أهلُ السّنة الذين ليس لهم لقب يُعرفون به لا جهمي و لا قَدَري و لا رافضي"، و مراده رحمه الله أنّ أهلَ السنة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابُه، و بقوا متمسّكين بوصيّتِه صلى الله عليه وسلم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، و من هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأَ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّزَ أهلُ الحق من أهل الباطل و الضلال، وقد أشار ابنُ سيرين رحمه الله إلى هذا المعنى بقوله:" لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا:سمّوا لنا رجالَكم ، فيُنظَرُ إلى أهل السنة فيُؤخذ حديثُهم، و يُنظر إلى أهل البِدع فلا يُؤخَذ حديثهم".
هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثبات و الأئمة الفحول إلى تجريدِ أنفسهم لترتيب الأصول العظمى و القواعد الكبرى للاتّجاه السلفي و المعتقد القرآني، و من ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، و قطع طريق كل مبتدع."(السلفية منهجُ الإسلام و ليست دعوة تحزّب و تفرّق و فساد"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"
مجموع الفتاوى 4/ 149
السؤال : ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري ، هل هي تزكية ؟؟؟
فأجاب رحمه الله : إذا كان صادقا أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس ، مثل ما كان السلف يقول ، فلان سلفي ، فلان أثري ، تزكية لا بد منها ، تزكية واجبه .
) التحفة المهدية لمن سأل عن معنى السلفية ص 35) وهي من محاضرة مسجلة بعنوان: "حقالمسلم"، في 16/1/1413 بالطائف)
هل يجوز التسمي بالسلفي، والأثري؛ علمًا بأنَّنا لَم نر أحدًا من أهل العلم السابقين كالأئمةالأربعة -رحمهم الله-، ومن جاء بعدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابنالقيم -رحمهما الله-، ومن جاء بعدهم كأئمة الدعوةالنجدية، وعلى رأسهم ا لإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله-، ومن جاء بعدهم من أهل العلم كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وفضيلة الشيخ العلامة الْمُحدث محمد ناصرالدين الألباني-رحمه الله- لَم نرهم تسموابِهذا الاسم أفتونا مأجورين؟
أجاب الشيخ حفظه الله
التسمي بالسلفي والأثري مباحٌ، وجائزٌ لمن هو متَّبعٌ في منهجه،وعقيدته، وعمله للسلف، فإنَّ تسمَّى بذلك خدعةً للسلفيين، ومكرًا بِهم فهومنافق، وإن تسمَّى بذلك وهو مقصر في العمل؛ بعيدٌ عمَّا كان عليه السلف، فهومراءٍ، ومن تسمَّى بذلك وهو مستقيمٌ على منهج السلف بحسب طاقته، فذلك هوالذي وافق اسمه مسمَّاه، وظاهره باطنه، ولعلَّ أولئك الأئمة تركوا التسمي بذلك؛ لأنَّ في هذه التسمية شيءٌ من التزكية، فخافوا من أن يزكوا أنفسهم بذلك؛ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُبِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: من الآية32] والله أعلم.
الفتاوى الجليةللعلامة أحمد بن يحيى بن محمد شبير النجمي حفظه الله(ج1\ ص 37(
السؤال : هل من تسمى بالسلفية يعتبر حزبي ؟
الجواب : التسمي بالسلفية إذا كان حقيقة لا بأس به أما إذا كان مجرد دعوى ، فإن هلا يجوز له أن يتسمى بالسلفية وهو على غير منهج السلف قألأشاعرة - مثلا - يقولون : نحن أهل السنة والجماعة ، وهذا غير صحيح ، لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنةوالجماعة ، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين .
وكلا يدعي وصلا بليلى ***** وليلى لا تقر لهم بذاكا
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين ، أما أنه يريد أ ن يجمع بين : الضب ، والنون : كما يقولون ، أي : يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر ،فلا يمكن هذا أو يجمع بين النار والماء في كفة ، فلا يجتمع لأهل السنة والجماعة معمذهب المخالفين لهم كالخوارج ، والمعتزلة ، والحزبين ممن يسمونهم : المسلم المعاصر، وهو الذي يريد أن يجمع الضلالات أهل العصر مع منهج السلف ، فلا يصلح آخر هذهالأمة إلا ما أصلح أولها . فحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها .
الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص 16
سئل- الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى :- عن حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها ؟
فأجاب بقوله : ( أمر طيب سواء انتسبت إلى السلفية أم السنة ...وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين ..)شريط (التحذير من البدع ) الشريط ا لثاني (التحفة المهدية ص 37)
وفتاوى العلماء فى الانتساب الى السلف وصحة ذلك اكثر من تحصى
اما عن كلام العلامة ابن عثيمين فانما يقصد به اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حق فلا شك أن هذا خلاف السلفية فالسلف كلهم يدعون الى الإسلام و الإلتئام حول سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يضللون من خالفهم عن تأويل اللهم إلا في العقائد فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال لكن بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذاصار يضلل كل من خالفه ولم كان الحق معه واتخذها بعضهم منهجا حزبيا كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب الى الإسلام وهذا الذي ينكر ولا يمكن اقراره
اما الانتساب الى السف بقول هذه الدعوة سلفية او دعوة السلفية او هذا سلفى الى غير ذلك فهو جائز لما تقدم من فتاوى العلماء رحمهم الله ففرق اخى بارك الله فيك
المفضلات