السلام عليكم.
عاد المماليك إلى مصر، وقتل الظاهر بيبرس أميره سيف الدين قطز وربما كان للخلاف السابق بين المماليك البحرية الذين منهم بيبرس والمماليك المعزية الذين منهم قطز، وقد اضطر المماليك البحرية للعودة إلى مصر بعد أن فرّوا منها عندما لم يجدوا لهم مقاماً في الشام لهجوم التتار فكان لابدّ من الاتفاق لحماية ديار الإسلام، فلما أصبحت ديار الإسلام في أمان من هجوم التتار عاد الخلاف وظهر من جديد، وقتل قائد جناح المماليك البحرية أمير المماليك المعزية، وربما كان سبب هذا القتل ما بقي في نفس بيبرس من قطز عندما رفض إعطاءه ولاية حلب،
(سبب القتل هو الخلاف السابق بين المماليك.)
رؤية لسبب قتل بيبرس لقطز لها من يساندها ولكن لها ايضا من يعارضها. والعلم لله.
من البداية والنهاية.
ولما كسر الملك المظفر قطز عساكر التتار بعين جالوت ساق وراءهم ودخل دمشق في أبهة عظيمة وفرح به الناس فرحا شديدا ودعوا له دعاء كثيرا، وأقر صاحب حمص الملك الاشرف عليها، وكذلك المنصور صاحب حماه، واسترد حلب من يد هولاكو (1)، وعاد الحق إلى نصابه ومهد القواعد، وكان قد أرسل بين يديه الامير ركن الدين بيبرس البند قداري ليطرد التتار عن حلب
ويتسلمها ووعده بنيابتها، فلما طردهم عنها وأخرجهم
منها وتسلمها المسلمون استناب عليها غيره وهو علاء الدين ابن صاحب الموصل، وكان ذلك سبب الوحشة التي وقعت بينهما واقتضت قتل الملك المظفر قطز سريعا، ولله الامر من قبل ومن بعد.
ايضا من البداية والنهاية(لم يذكر بان بيبرس قد قتل قطز صراحة.)
وذلك أن السلطان الملك المظفر قطز لما عاد قاصدا مصر، وصل إلى ما بين الغزالي والصالحية، عدا عليه الامراء فقتلوه هنالك،
وكان الامير ركن الدين بيبرس البند قداري قد اتفق مع جماعة من الامراء على قتله، فلما وصل إلى هذه المنزلة ضرب دهليزه وساق خلف أرنب، وساق معه أولئك الامراء فشفع عنده ركن الدين بيبرس في شئ (3) فشفعه، فأخذ يده ليقبلها فأمسكها وحمل عليه أولئك الامراء بالسيوف فضربوه بها، وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حتى قتلوه رحمه
الله، ثم كروا راجعين إلى المخيم وبأيديهم السيوف مصلتة، فأخبروا من هناك بالخبر، فقال بعضهم من قتله ؟ فقالوا: ركن الدين بيبرس، فقالوا أنت قتلته ؟ فقال: نعم، فقالوا: أنت الملك إذا، وقيل لما قتل حار الامراء بينهم فيمن يولون الملك، وصار كل واحد منهم يخشى غائلة ذلك، وأن يصيبه ما أصاب غيره سريعا، فاتفقت كلمتهم على أن بايعوا بيبرس البند قداري، ولم يكن هو من أكابر المقدمين، ولكن أرادوا أن يجربوا فيه، ولقبوه الملك الظاهر، فجلس على سرير المملكة وحكمه، ودقت البشائر وضربت الطبول والبوقات وصفرت الشغابة، وزعقت الشاووشية بين يديه، وكان يوما مشهودا وتوكل على الله واستعان به، ثم دخل مصر والعساكر في خدمته، فدخل قلعة الجبل وجلس على كرسيها، فحكم وعدل وقطع ووصل وولى وعزل، وكان شهما شجاعا أقامه الله للناس لشدة احتياجهم إليه في هذا الوقت الشديد والامر العسير،
من تاريخ ابن خلدون(السبب هو الثار لمقتل اقطاي وفيه الجملة التي ذكرتها سابقا *واعتلاه بيبرس بالسيف*القتل جماعي وليس بيبرس وحده)
(مقتل المظفر وولاية الظاهر بيبرس) * كان البحرية من حين مقتل أميرهم اقطاى الجامدار يتحينون لاخذ ثاره وكان قطز هو الذى تولى قتله فكان مستريبا بهم ولما سار إلى التتر ذهل كل منهم عن شأنه وجاء البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لانفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الاسلام وأهله نأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقدارى وأنز الاصبهاني وبليان الرشيدى وبكتون الجوكندارى وبندوغار التركي فلما انهزم التتر من الشأم واستولوا عليه وحسر ذلك المد وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثار اقطاى فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين أجمعوا أن يبرزوا به في طريقهم فلما قارب مصر ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعا في بعض أصحابه فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعا لليدين والفم ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم وقام دون فارس الدين اقطاى على ابن المعز ايبك وسأل من تولى قتله منكم فقالوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه الظاهر وبعثوا ايدمر الحلى بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك.
هذا ما وجدته في المصدرين المذكورين ويتضح من خلال ما كتبته الاخت صفاء ان.
كل الامراء قد اتفقوا على قتل قطز وان بيبرس لم يكن اكبر الامراء بل واحدا منهم ولم يتفقوا على خليفة قطز بعد قتله وان القتل تم جماعيا وكان بيبرس من ضرب الضربة القاضية بسيفه. وعند العودة الى المعسكر سال المماليك الموالون لقطز المقتول. من الذي قتله فخاف الامراء الذين قتلوا فقالوا بيبرس ليتخلصوا من الثار ولكن بيبرس كان رابط الجاش فقال انا الذي قتلته عندها انصاع له الجميع وبايعوه لحسن سيرته فيهم عندما كان في خدمة الصالح نجم الدين ايوب ولحسن بلائه في عين جالوت.
اما اسباب القتل فهي التالية.
* نقمة المماليك الموالين على قطز لقتله فارس الدين اقطاي بامر ايبك. فقد تشردوا في الشام وعانوا كثيرا هربا من قطز قبل ان يعودوا الى خدمته لمواجهة التتار ومنهم بيبرس.
* قطز وعد بيبرس بحلب ولكنه تراجع خوفا منه ولا يستغرب بانه قد وعد اكبر المماليك باقطاعات ليطمعهم فيحاربوا معه التتار ولكنه تراجع بعد النصر خوفا من انقلابهم عليه.
*بعض المماليك كانوا حاقدين على قطز لانه عزل السلطان الذي كان قبله لانه صغير السن. والطمع يحرك النفوس كل منهم كان يقول سبقني الى المكيدة فلم يحركوا ساكنا عند موته.
هذا ما وصلت اليه والله اعلم.
يتبع بالنسبة للنقاط التالية
المفضلات