أخي الفاضــل إن كنت تقصـد بالولاء أن لا أتخــذه ولي أمــر أو حــاكم علي فأنــا أقرك على هـذا لقـوله تعــالى ( لا يتخـذ المؤمنـون الكافرين أولــياء من دون المؤمنـين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقـوا منهم تقـاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصـير ) وهذا ما ناقشته مع أخي الفاضل أباعلي الفلسـطيني في موضوع كسر ضلع سيدة نساء العالمين في قسم الرد على الشبهات حول السـنة النبوية ، أمــا قولك بأن لا تعـارض بين البر والتبري الذي هو البراء فهـذا ما لا يوافقـك عليـه كل ذي عقـل ومنطـق فالمعنــيان متضــادان تمــاما فكيف أبر شــخصا وأحسن إليه وفي نفس الوقت أبغضـه وأتبرأ منـه إلا أن أكـون منـافقا والعـياذ بالله
أخي الكريم
العاقل حقا هو من يعقل أن عقله قاصر أمام حكم وشرع الله عز وجل
وقد بين وأوضحنا أنه لا تعارض في الشرع بين عقيدة الولاء والبراء وبين الإحسان إلي الكفار الغير محاربين
وأن كلا الأمرين واجب مفروض علي كل مسلم
"إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقكم يا شيخنا إبن جبرين لمحزونون"
العاقل حقا هو من يعقل أن عقله قاصر أمام حكم وشرع الله عز وجل
أكرمك الله - أخي - في جنـانه وأســكنك فســيحها ، فأنـا لا أقول بإعمــال العقـل أمــام حكم الله وشـرعه ولا أظن عـاقلا يقـول بهـذا ، بل أعمـله في فهم شرع الله وحكمـه فهو عز وجل الذي يقـول ( لا ينهاكم الله عن الذين) ، الآية ثم يردف في الآية اللاحقـة بقوله عز من قال ( إنما ينهاكم عن الذين ) فكلمة ( إنمـا ) تفيـد حصر النهي عن الفئـة التي تحـددت صفتهم بعد الاسم الموصول ( الذين ) ، فهــناك طائفتـان إحـداهما لا ينهانا الله عنـها والأخـرى ( فقط ) هي من ينهانا عنهـا فلا نودهم ولا نبرهم ولا نحسن إليهم ولو كانوا إخـواننا أو أبنـاءنا أو عشـيرتنا كمـا حـدد الباري عز وجـل موقف نوح عليه السـلام من ابنه أنه ليس من أهله وكمـا هو الحـال في موقف ابراهيم عليه السـلام والذين معـه ،
المفضلات