صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 68
 
  1. #21
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    تابع للمنظومة السابقة


    الضلال والضلالة:
    هو كل طريق لا يؤدي إلى المقصود كالذي يدور في حلقة مفرغة (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدّا) مريم آية 75. متى ما سلك الإنسان سبلاً أخرى غير السبيل الصحيح فهو لن يصل إلى المقصود فهو ضالّ لأنه لا بد من الإتجاه نحو الهدف عن طريق السبيل الصحيح (قل هذه سبيلي) يوسف آية 108، (ولا تتبعا السبل فتفرّق بكم عن سبيله) الانعام آية 153. والضلال نسبي وقد يُصاب به الصالحون كما جاء على لسان موسى عليه السلام (وما أنا من الضالين)، ومطلق وهو ضلال العقيدة كعبادة الأصنام ونحوها ويُطلقها تعالى على الكافرين غير الموحّدين (واغفر لأبي إنه كان من الضالّين)الشعراء آية 86 . وقد تأتي ضلّ بمعنى تاه (الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)الكهف آية 104 ، لم يكن سعيهم في الطريق المرسوم.



    الجُرم:
    هناك فرق بين الجَرم الذي هو من الحسم والجزم من أنواع القطع فهناك قطع سريع ونوع بتر ونوع قطع فرعي (لا جَرَم أنهم في الآخرة من الخاسرين)هود آية 23، هذا قطع نهائي قد يكون هناك قطع يمكن أن يلتحم بعده المقطوع أما النهائي فهو ما لا يمكن أن يلتحم ويعود كما كان.


    أما الجُرم والمجرم والجريمة: فالمجرم هو الذي بفعله انقطع عن مجتمعه انقطاعاً كاملاً فهو منذ وجوده يسعى لأن يكون هو في ناحية والمجتمع كله في ناحية أخرى بحيث أن كل سعيه ينحصر بأن يتميّز عنهم ولا يكون بينهم وبينه صلة بل يقضي عمره كله في مكره بهم. والجريمة لغة من بعض معانيها النواة فالإنسان عندما يأكل التمرة يرمي بالنواة ولا يبقى بينه وبينها صلة.

    ولو علم الناس كلمة مجرم لفهموا معناها فهناك إجرام نسبي لا يأخذ الحد الكبير في الإجرام لكنه ذنب لا يمحوه الصلاة والصوم ومن الإجرام النسبي تعسّف الأزواج مع زوجاتهم أو أبنائهم بضربهم إلى حد العوَق فهذا مجرم قطع ما بين نفسه وبين زوجه وأولاده ويوم القيامة يعاقبه الله تعالى عقاباً شديداً، وإجرام مطلق كالحاكم الذي عزل نفسه عن شعبه وكان ماكراً بهم ويتسلط عليهم فهو مجرم جبار متكبر ظالم متسلط هذا الذي يعامله الله تعالى بصغار (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون)الانعام آية 124 ، والمكر هو التفاف الأغصان بعضها على بعض بحيث لا يعرف الناس أي ورقة تنتمي لأي غصن، والإجرام المطلق مثل فرعون مثلاً الذي سخّر كل الناس لخدمته وتفنن في مكره بهم فالمجرم لا بد في النهاية من أن يُخذل قبل أن يموت (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون)الانعام آية 123 ، مثل فرعون والنمرود وغيرهم حتى في التاريخ المعاصر.

    والعذاب أنواع هناك عذاب أليم وعظيم وشديد ومهين وكل عذاب يليق بأحد الناس

    فالعذاب المهين مثلاً يكون على القيم والكرامة فلو أُلقي القبض على أحدهم بتهمة صك مزور وكان هذا المزور تاجراً كبيراً عظيماً أو عاملاً بسيطاً أما هذا الأخير فقد يُسجن أياماً قليلة ثم يفرج عنه أما التاجر فيهان لأن الإهانة عنده تساوي السجن عشرات السنين. وقوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) يدل على أن حساب يوم القايمة عذاب مهين ومن هذه الإهانة أن لا يُسأل المجرم عن ذنبه وهذا إمعان في إهانته واحتقاره بحيث أنه لم يُعطى حتى المجال أن يدافع عن نفسه وهذا منتهى الصّغار للمجرم، ولهذا جاء في قوله تعالى (فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان)الرحمن آية 39 ، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى (تالله لتسئلن عما كنتم تعملون)النحل آية 93.


    المُنكر:
    هو الذي ينكره المجتمع أو العرف الصالح وهو عكس الحسن وهذا يتغير من جيل إلى جيل ولهذا يُراعى العُرف ما دام صالحاً لذا لا ينبغي أن يخرج أحدهم عن العرف، أو هو الأمر الذي تُقبّحه الشريعة فهناك ذنوب تُقبّحها الشريعة لكنها في عرف الناس أخفّ والعكس صحيح.


    البغي :
    غير الظلم فالظلم كما قلنا هو أخذ حق الغير بدون قهر والبغي أخذ حق غيرك بالقوة والتعسّف كأن يكون للشخص نفوذاً وقوة فيأخذ بها حقوق الآخرين. والتفرق بين المسميات هذه يترتب عليه أن لكل نوعاً من هذه الذنوب علاج خاص به وعقوبة خاصة به أيضاً. فيجب معرفة نوع الذنب لإيجاد العلاج المناسب الخاص به. ولذلك نلاحظ أن الأنبياء جاءوا لأقوام كل قوم منهم عنده عيب معين خاص به فأعطى تعالى لكل قوم علاجاً خاصاً بهم. فإذا كثرت الآثام في القوم يكون العلاج بالنزاهة وتطهير النفس بحيث يأنف من هذه الذنوب التي تترك في نفسه أثراً وشعوراً بالتدني. والخطيئة في العبادات وهي كل خطيئة ناتجة عن عمل مشروع أصلاً كالصلاة مثلاً يطوّرها الإنسان حتى يخرج بها عن المشروع، هنا العلاج يكون بتعليم الإتّباع الصحيح حق الإتّباع (فاتّبعوني يحببكم الله) فلا يجب أن يُسفّه القوم المبتدعون وعلى الداعية أن يُبيّن لهم السنّة الصحيحة ويعلمهم الإتباع الصحيح حتى يعرفوها حق المعرفة ويعرفون حكم الشرع فيها، والخطيئة مثل العاطفة والهوى التي تسوق الإنسان، وقد جاء في الحيث :"لاتكونا عون الشيطان على أخيكم" "لا يؤمن أحدكم إلا أن يكون هواه.."
    فيجب عدم المبادرة إلى تسفيه المبتدعين واتهامهم بالكفر (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران آية 159 ، (وقولا له قولاً ليّنا)طه آية 44 ، فالمؤمن يُخطئ عن حسن نيّة.

    أما السوء والسيئات فهي تسبب لصاحبها حزناً ولذلك فإن علاجها يكون بالدرء أي الحث على عمل الحسنات التي تمحو السيئات (ويدرؤون بالحسنة السيئة)الرعد آية 22 ، وكما جاء في الحديث عن الرسول :salla:"أتبع الحسنة السيئة تمحها" فمن عمل سوءاّ ترك في نفسه نوعاً من الحزن والكآبة يعالج الأمر بعمل الحسنات مكانها حتى يدرأها.


    وأضيف على هذه الكلمات كلمة لمم (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) سورة النجم آية 32
    وكلمة زلل (فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات)البقرة آية 209 ، والله أعلم أنها تدخل في هذه المنظومة.



    يتبع ....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  2. #22
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    سؤال: وصف الله تعالى قوم لوط بأنهم أهل فاحشة (أهل لواط) ، هل عُذبوا بسبب هذا ؟


    الفاحشة في القرآن هو كل ما يزيد عن حده فيقال طول فاحش إذا زاد عن الحدّ، وجاء في القرآن الكريم كما قلنا سابقاً الفاحشة بأنها إما الزنى أو نكاح المحارم أو اللواطة .

    والفواحش هي من الذنوب التي لا تُخلّد في النار والأنبياء جاءوا لأقوامهم لمرحلتين أولاً التوحيد وثانياً تخليصهم من الذنوب مثل اللواطة وتطفيف الكيل والميزان فعندما عاقب الله تعالى آل لوط في الدنيا لا لارتكابهم الفواحش وإنما أخذهم بالكفر والشرك وإن كانوا من أهل الفواحش فلو آمن قوم لوط بلوط لكان عاقبهم عاقبة اللواط في الدنيا فقط ولكانت العقوبة حدّية كحدّ الزنى أو غيره وطالما أقيم عليه الحد وتاب وكفّر عن سيئاته لا يُعاقب.
    والله تعالى يعاقب الذين يحبهم في الدنيا بحيث لا يخرجون من الدنيا وعليهم ذنب فيعاقب على الجرائم الدنيوية حتى لا يبقى عليهم عذاب أو حساب في الآخرة كما جاء في الحديث القدسي (وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي عذابين أو أمنين أو خوفين) أو كما جاء في الحديث (إذا أحبّ الله عبداً أصاب منه)،

    أما الكافر فله عذابين (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) (النار يُعرضون عليها غدواً وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب).


    وبالمناسبة فإن تسمية الفاحشة باللواطة نسبة إلى لوط عليه السلام أمر لم يرد في القرآن والتسمية خطأ أصلاً لكن ما جاء في القرآن عن هذه الفعلة القبيحة هو (الفاحشة) ولكن لأن قوم لوط هم الذين فعلوا هذه الفاحشة أطلق الناس على الفاحشة إسم اللواطة وهذا لا يجوز.


    يتبع إن شاء الله ....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  3. #23
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    هذه أسئلة أخرى وردت في الحلقات ...ننقلها للإفادة



    سؤال: ما فائدة تكرار كلمة خلقنا في آية سورة المؤمنون أما كلمة جعل فجاءت مرة واحدة فقط؟

    في سورة المؤمنون (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14})

    هناك فرق بين الجعل والخلق فالجعل هو أن تُغيّر الصيرورة فنقول جعلت الماء ثلجاً أي أنه لم يكن فصار كما جاء في قوله تعالى (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي) لم يكن هارون وزيراً من قبل فصار وزيراً.

    أما الخلق فهو مرحلة مستقلة عن غيرها والخلق هو من مادة بخلاف الإبداع الذي هو من عدم بدليل قوله تعالى (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) النار مخلوقة قبل الجان. وقوله تعالى (إني خالق بشراً من طين) استخدام حرف من يفيد أن الطين موجود وخلق آدم من مادة موجودة هي الطين أما قوله تعالى (جاعل في الأرض خليفة) لم يكن فيها خليفة فصار فيها.



    سؤال: هل كان آدم موجوداً قبل عملية الأنسنة؟

    هناك فرق بين البشر والإنسان فالبشر يدخل في المملكة الحيوانية أي أنه يتّحد مع الحيوانات في الصفات العضوية أما الإنسان هو الذي لديه العلوم الإنسانية.



    سؤال: ما الفرق بين اصطفى واختار؟

    الإختيار هو أن تختار من غير متشابهات كأن أختار قلماً من بين ورقة وكتاب وقلم (وربك يخلق ما يشاء ويختار). أما الإصطفاء فهو أن أختار من بين أشياء متناظرة متشابهة (إن الله اصطفى آدم) اصطفاه من متناظرين كان هناك مخلوقات مشابهة لآدم



    سؤال: يقول تعالى عن المؤمنين: (سيماهم في وجوههم )ما هي سمات الكافرين يوم القيامة؟

    يُعرف الكافرون بسيماهم (يُعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام) وسيماء الكافرين يوم القيامة هي وجوههم السوداء الزرقاء التي فيها شيء من البهت (وجوههم مسودة) وهذا هو سواد الخوف لا سواد لون البشرة لأنه لا فرق عند الله بين أبيض وأسود
    (يوم يُحشر المجرمون إلى جهنم زرقا).


    يتبع ....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  4. #24
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    حرف الباء

    منظومة بتر

    بتر– بتك-


    بتر :
    بمعنى قطع وهي عادة تُطلق على قطع الذنَب ثم أُطلق على قطع العَقِب فيقال فلان أبتر أي مقطوع من الولد ويقال مقطوع ذكره عن الخير كلّه (إن شانئك هو الأبتر) سورة الكوثر آية 3.

    بتك:

    هو قطع الأعضاء والشعر مما لا ينبغي تفريقه مثل الأذن والشعر والأنف ولهذا سمّي السيف الباتك ومنه قوله تعالى (فليبتكنّ آذان الأنعام)سورة النساء آية 119.

    وهنا لا بد من التفريق بين تغيير خلق الله وتبديل خلق الله: أما تغيير خلق الله فالمقصود منه هو التغيير الجزئي مع الإبقاء على أصل المخلوق كتغيير جنس الإنسان من ذكر إلى أنثى أو العكس. أما تبديل خلق الله فهو وضع أحد البديلين مكان الآخر.



    قطع:
    هو فصل الشيء مدرَكاً بالبصر كالأجسام أو مدركاً بالبصيرة كالأشياء المعقولة ومن ذلك قطع الأعضاء كما في قوله تعالى (لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف) سورة الاعراف آية 124 ، وقوله (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) سورة المائدة آية 38 ،وقوله (وسقوا ماءً حميماً فقطّع أمعاءهم)سورة محمد آية 15 ، وتقال لقطع الثوب (فالذين كفروا قُطّعت لهم ثياب من نار) سورة الحج آية 19.

    وقطع الوصل هو الهجران وقطع الرحم يكون بالهجران ومنع البِرّ (وتقطعوا أرحامكم) سورة محمد آية 22 ، (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) سورة الرعد آية 25 .

    وقطع الأمر بمعنى فصله (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) سورة النمل آية 32 ، وقطع دابر الإنسان هو إفناء نوعه (فقطع دابر الذين ظلموا)سورة الانعام آية 45 ، (وأن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) الحجر آية 66 ، وقوله (إلا أن تُقطّع قلوبهم) سورة التوبة آية 110 ،إما ندماُ على تفريطهم أو بالموت.


    بتّ:
    تقال لقطع الحبل والوصل ولم ترد هذه الكلمة في القرآن الكريم.



    يتبع ....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  5. #25
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    منظومة البِرّ

    البر - التفضل - الإنعام - الإحسان- المنّة- الرحمة ...الفرق بينهم

    : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون و ما تنفقوا من شيء فإن لله به عليم ) [ سورة آل عمران : 93].

    و أخوات البر في القرآن الكريم البر ـ الإحسان ـ التفضل .


    والبر هو العمل الواجب الشاق جداً فكل عمل سواء كان عبادة أو جهاداً أو إكراماً أو إنفاقاً يكون براً إذا كان واجباً لا هوادة فيه و كان شاقاً جداً و هو دليل الصدق لا يعرف صدقك عند الله إلا بالفتنة و الابتلاء : ( ألم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين ) [سورة العنكبوت 3].

    : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم على الغيب و لكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) [ سورة آل عمران : 179] .

    هذا بالعمل الشاق إذا أديته فقد نلت البر .

    (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون ) ، فأنت عندك عدة أموال و لكن أحبها إليك المال الفلاني فتنفقه في سبيل الله إنفاقاً واجباً و هذا هو البر .


    الإحسان : هو السلوك الشاق مندوب أي ليس واجباً فمثلاً كظم الغيظ على من أغاظك و أنت قادر على إنفاذ غيظك و إنما تكظمه لوجه الله ندباً و ليس فرضاً و لمشقته الزائدة فإن هذا من الإحسان ( الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ) [ سورة آل عمران : 134] .

    (و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) [سورة الشورى : 40] .

    و العفو ليس سهلاً و لكن في غاية المشقة .


    الإنعام : هو ابتداء النعمة قبل أن يسألها احد منك ، أنت أعلى ممن تنعم عليه و النعمة لا تكون إلا من الأعلى إلى الأدنى ، فتكون من أمير إلى رعيته فينعم عليها إنعاماً ابتدائيا لا يسأل فيه إلى رعيته فينعم عليهم ، فالنعمة من الأعلى إلى الأدنى ، أما إذا سألتها فليست نعمة .



    أما التفضل : هو تمييز أحد الناس بميزة لكي يتميز عن غيره ، أنت تخص واحداً من الناس بميزة معينة و بالتالي أنت لا تكون إلا ذا شأن ، إذا كنت ذا شأن فأكرمت واحداً من الناس إكراماً لكي يتميز عن بقية أقرانه فهذا هو التفضل .

    : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) [سورة الإسراء: 70].

    و : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم ) [سورة النساء : 34].



    يتبع....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  6. #26
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    تابع للمنظومة السابقة



    أما المنة :
    المنة لا يستطيع أحد أن يفعلها إلا صاحب تلك المنة ، أن تهب واحداً حياته ، أو أن تنقذه من الغرق أو أن تعفوا عنه و قد حكم عليه بالإعدام و هذا في الدنيا لا يفعلها إلا الملوك أصحاب النفوذ الواسع و رب العالمين هو أولى الناس بها و لا تليق إلا بالله تعالى و لقد من الله على سيدنا موسى
    : ( و لقد مننا عليك مرة أخرى ) [ سورة طه : 37].


    و لقد منّ علينا بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم : ( لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث منهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) [ سورة آل عمران : 164 ] .
    و هذه منه عظيمة لا يستطيع أحد أن يفعلها إلا الله سبحانه و تعالى


    و لقد عرفنا في هذه العجالة الموجزة الفرق الدقيق بين هذه الكلمات التي تبدو في الظاهر كأنها واحدة ، فنقول بررت بأبيك ، و تفضل إليك أخوك ، و أنعم عليك الملك ، و تفضل عليك رئيسك و منَّ الله عليك.


    كلها عطاء و لكن لكل كلمة جرساً و همساً و نفساً و لفتة و دقة تختلف عن الكلمة الأخرى قطعاً ، نعود الآن لكي نشرح الكلمات كلمة كلمة ، و نبين كيف أستعملها القرآن الكريم و كيف وظفها ذلك التوظيف الهائل الذي يعطي ذلك التوظيف موضوعاً كاملاً تستطيع أن تكتب فيه بحثاً هائلاً بمجرد اختيار كلمة واحدة

    فالله سبحانه و تعالى قال: ( و كان فضل الله عليك عظيماً ) و لم يقل إنعامه عليك فالله منّ على الناس منّاً و تفضل على محمد تفضلاً لأن محمد متميز أفضل الناس .


    نبدأ بكلمة البر : البر هو العمل الصالح الشاق بكل أنواعه مادام واجباً و إذا صار البر منك سجية و دأباً و عادة فأنت بَرٌ : ( إن كنا ندعوه إنه هو البر الرحيم )[سورة الطور : 28].
    فالبَر هو كثير البِر بالآخرين و ما من أحد أكثر براً بعباده من الله

    و لو قال أنا أبر والدتي لما كانت لتعطي نفس المعنى لإننا نبر بأمهاتنا و لكن قد يحدث منا شيء في يوم من الأيام قد يعكر صفوها ونحن بارون بأمهاتنا و لكننا لم نصل إلى الحد أن نكون بَراً، البَر مطلق و البر نسبي فرب العالمين و هو بر فبره مطلق ، فسيدنا عيسى عليه السلام من معجزاته كان بَراً مطلقاً بأنه لم يسيء إليها يوماً هذا البر ، وحينئذ البر مأخوذ من البر ضد البحر و البر واسع و لو أن واقع الحال أن المياه أكثر من اليابسة و لكن كما نعرف أن المحيطات و البحار مساحتها أكبر من اليابسة و لكن ما قيمة ذلك إذا كانت حركتك في البحر محدودة أن لا تتحرك داخلها إلا في الفلك ، فحركتك في البحار على سعة البحار هي حركة محدودة أما في البر فأنت تركض (اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب )[سورة ص: 42 ].

    و (الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها )[سورة النساء : 97].


    فمن البر و سعة البر أستخدم الله سبحانه و تعالى هذه الكلمات على كل الأعمال التي ينبغي أن يكون أداؤها واسعاً لاحظ دقة الآيات الكريمة ، طبعاً نحن كلنا يعرف أن الأعمال متنوعة منها أعمال فروض و منها أعمال أركان وواجبات و منها سنن و هناك أوليات ، رب العالمين يحدثنا عن الأمم لا تأبه بصغائر الأعمال تؤديها كيفما أتفق لا تقف عندها طويلاً لأنها مشغولة بأداء المهام العظمى فإذا رأيت الأمة تنشغل بصغائر الأمور فأعلم أن هذا دليل على عجزها ، عاجزة ، بليدة متخلفة جبانة ، شحيحة تنشغل بصغائر الأمور :


    قال الشاعر :

    و تعظم في عين الصغير صغارها و تصغر في عين العظيم العظائم

    العظيم يرى في مهام الأمور أنها سهلة و يقوم بها و كأنها سهلة و لكن الصغير ينشغل بالتفاهات و الصغائر .


    لاحظ في القرآن لما حول الله القبلة وهو له المشارق و المغارب كيف ضج الناس من يهود و نصارى و مشركين ( سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء على صراط مستقيم ) [سورة البقرة : 142].

    فجعلوا منها نقاش ومشكلة كبيرة و كأن الدنيا قامت و هذا دليل التفاهة : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل والسائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون )[سورة البقرة : 177].


    فنلاحظ في هذه الآية أنها جمعت العمل الصالح الشاق من ألفه إلى يائه ، ابتداءً بالإيمان بالله و انتهاءً باليوم الآخر و ما بينهما من إيمان بالرسل و الغيب .

    : ( و آتى المال على حبه ذو القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل ..) ، هذه كلمة عظيمة إياك أن تعتبرها إنشاء ، فمثلاً واحد عنده مال هو أغلى من عينيه و المال أغلا من النفس فقد يبذل نفسه في سبيل ماله و لا يبذل ماله في سبيل نفسه و كم من إنسان قتل في سبيل ماله قال صلى الله عليه و سلم : (من قتل دون ماله فهو شهيد ) [سنن النسائي : 1898].

    و هنا ( آتى المال على حبه ) أي يحب المال حب عظيم و على ذلك يعطيه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب ثم أقام الصلاة و آتا الزكاة ، فقد يقول قائل هل تسقط الزكاة نقول : لا ...الزكاة هي الحد الأدنى المفروض عليك في الحالات . و إعطاء المساكين و ابن السبيل و اليتامى و ذو القربى هذه فرض كفاية أما إيتاء الزكاة فهي فرض عين ، فهي فرض كفاية على كل من يجد قريب فقير أو مسكين أو يجد منقطع أو ابن سبيل و هو في حاجة ماسة و في غير أيام الزكاة فعليك أن تعطيه من حر مالك و هذا فرض كفاية إذا كان أبناء المجتمع لم يقوموا به فالكل آثم و لو قام به بعضهم سقط عن الباقين .


    و : ( و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا )
    العهود : هي كل علاقة بين اثنين طالب و أستاذ , جندي ضابط ، بائع و مشتري .

    : ( الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس ..

    و هذه كلها تصب في هذه الخانة و قلنا أن البر هو الأعمال الشاقة فأنت أصبت بأمراض جسدية لها ألم هائل فقلت الحمد لله أو أصبت بخسائر اقتصادية كبيرة أو فقر أو جوع و قال الحمد لله حين البأس في الحرب و هو صابر : ( أولئك الذين صدقوا ) .


    ولو قرأنا تاريخ السير النبوية و تاريخ الأجيال الأولى المباركة ، لا تراهم انشغلوا بما انشغلت به الآن ، الناس في العالم الإسلامي منذ 15 سنة مشتغلون بما هو قاسم لها كيف يكون حجم اللحية كيف تسفط اللحية ، ما سمعنا أن اثنين من الصحابة قالوا هذا . كم طول الثوب ؟...... ناس تجعله فوق الكعب شبراً و ناس شبرين و ناس إصبعين .... و لقد أنشغل الناس بهذه الأمور التي هي أقل من تحويل القبلة و : (ليس البر أنو تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب ....)


    قال صلى الله عليه و سلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذباً)[سنن الترمذي :2038و قال حديث حسن صحيح ].

    ‏و لقد أنشغل الصحابة بالأمور العظام : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [سورة الحشر: 9].


    يتبع.....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  7. #27

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    بارك الله فيك غاليتي دانة

    مجهود مبارك ومواضيع فيمة





  8. #28
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزتي بديني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك غاليتي دانة
    مجهود مبارك ومواضيع فيمة
    وبارك الله فيكِ أختي عزتي بديني
    سررتُ بمرورك ِ العطر







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  9. #29
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    تابع للمنظومة السابقة



    الإحسان : هو السلوك الاجتماعي المندوب الشاق الذي يكون غير ملزم إنما مندوب .

    : ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه وأعد لهم جناة تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم )[سورة التوبة : 100]. فالمندوب أفضل من الفرض من حيث الأجر فالذي يرفع الدرجات هو المندوب و ليس الفرض و الفرض ينقذك من النار فالصوم في رمضان ينقذك من النار أما أن تحسن الصوم فهذا يرفع الدرجات و الصلاة هكذا فالركوع و قراءة الفاتحة و السجود تنقذك من النار لكن خشوعها و اطمئنانها ترفع درجاتك فالنوافل إذاً أرجى من الفروض و لذلك قال الله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون .)[سورة النحل : 90].


    والإحسان هو أفضل من العدل مع أن العدل واجب ، فالإحسان هو زيادة على العدل ، فأنت تعفو عمن ظلمك هذا ليس عدلاً بل هو إحسان فالعدل أن آخذ حقي منه لكن الأجر و رفع الدرجات بالعفو عنه ، لذلك الله سبحانه قال (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )[سورة العنكبوت : 69] .

    مثلاً أنت شيخ أو أمير ثم يعتدي عليك أحد بكلام أو سفاهة أو ما شاكله ذلك من موأمرة أو تخريب ، ثم تعفو و أنت قادر على أخذ حقك ، أنت لا يمكن أن تفعل ذلك إلا لله فالإحسان أن تعفو عمن ظلمك و أن تعفو و أن تعطي من حرمك و أن تصل من قطعك .


    الناس تأبى هذا و هي مجبولة على الانتقام و حب التعالي ، أن كنت تتواضع و تعفو لله تعالى فالله معك : ( من كظم غيظاً و هو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا و إيماناً) [كنز العمال : 5822] فالإحسان يقابل البر في السلوك و لكنه مندوب وليس فرضاً .لذلك ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون ..) فالصحابة بادروا كل واحد لديه مال غالى عليه أنفقه،

    أما الحج المبرور، لمشقته الحج من الصعب جداً أن تؤديه كما أراد الله ، ففي كل عام لو قمنا بإحصاء كم من الناس أدنى مناسك الحج كما : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج و ما تفعلوا من خير يعلمه الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب ) [سورة البقرة : 197] تجدهم قلة.

    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان و إني ضعيف ! فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه : الحج ) [مجمع الزوائد :5257]. و لهذا كم من الحجاج يكون حجه مبروراً ...


    و سيدنا يوسف لما كان في السجن قال له أصحابه (و دخل معه السجن فتيان قال أحداهما إني أراني أصر خمراً و قال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ) [سورة يوسف : 36] فقد كان يداوي المريض و يعطي المحتاج و قد أوقف نفسه لتخفيف ويلات المسجونين المادية و المعنوية و هو ليس ملزماً بهذا و بمشقة هذا العمل .

    الله سبحانه و تعالى أمرنا بالإحسان للوالدين : (و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله و بالوالدين إحساناً ) [سورة البقرة : 82]. و لم يقل الله بالوالدين براً ، فعلينا أن نفهم القرآن ، و لهذا هذه الحلقات تعطينا أسلوباً دقيقاً للتعامل مع كتاب الله لو قال رب العالمين فقط بروا الوالدين أي إذا جاعا أن تطعمها طعاماً و إذا عريا أن تعطيهما ثياباً ....لا ..... قال ( بالوالدين إحساناً ) و في آية أخرى و قال ( حسنا ) أي حسناً و إحساناً أي حسناً بالقول و إحساناً بالفعل لذلك بكل السلوكيات الأخلاقية عليك أن تتعامل مع أمك و أبيك و ليس فقط بالبر قال صلى الله عليه و سلم : عن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إن لي مالاً وولداً . و إن أبي يريد أن يجتاح مالي . فقال : ( أنت و مالك لأبيك )[سنن ابن ماجة: 2291 ].

    وإذاً إحسان وليس بر و البر لا يقتضي هذا و عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان تحتي امرأة و كنت أحبها ، و كان عمر يكرهها ، فقال لي : طلقها ، فأبيت ، فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " طلقها " قال الترمذي حديث حسن صحيح . [ البخاري : 5973].

    : ( و لا تقل لهما أفٍ ) هذا إحسان ،

    عن عبد الله بن عمرو قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الجهاد فقال :ألك والدان ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ) [سنن الترمذي : 1722] حسن صحيح .

    و جاء رجلٌ النبي صلى الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله ! ما حق الوالدين علي ولدهما ؟ قال ( هما جنتك ونارك ..)[سنن ابن ماجة: 3662 ].

    و إذا غضب عليك أحد أبويك لا يقبل منك عمل و لهذا إن هذه الآمة المباركة التي كرمها الله سبحانه و تعالى بالإسلام و شاعت فيها الأسرة الرائعة بحيث ما من أمة في الدنيا لها من الأسرية المترابطة مثل هذه الأمة لأن بدت فيها في هذا العصر عصر المادة و الإنترنت و العولمة ظواهر بسيطة و لكن يجب القضاء عليها فوراً مثل شيوع دار المسنين عند بعض الدول العربية حيث نسمع أن أحد الأبناء يذهب بأبيه و يلقيه في دار العجزة على هذا الابن أن يعلم أنه لن يقبل منه عمل و لن تقبل منه توبة و سوف لن ييسر الله نطق الشاهدتين عند الموت ، إن هذه ظواهر و حالات قليلة في مجتمع يزيد عن المليار مسلم و لكن خطيرة و هذه الأمة لا ينبغي أن تصل لهذا الدرك أبداً ، لأن هذه أخطر ما يمكن أن توسم به هذه الأمة بأخلاقياتها ، قد نكون ضعفاء قد نكون فقراء قد نكون..... قد نكون ...و لكن لا أحد يتهمنا بسوء الأخلاق ، هذه أمة مترابطة عرضها كامل و شرفها كامل و ترابطها الأسري كامل فالثوب الأبيض تؤثر فيه قطرة حبر ، و هذه بقعة حبر في ثوب الأمة إذا شاع بين الناس أن يذهبوا بآبائهم و أمهاتهم إلى دور العجزة أو المسنين و هذه قد تكون نادرة و لم تصبح ظاهرة حتى الآن و لكنها موجعة فلكل من له أب أو أم و ألقى بهما في دار العجزة عليه أن يذهب عليهما و إلا هلك ، لأن الله لا يبارك له في رزقه ، و لا في عمره ، ولا في ذريته وسوف يفعل أبناؤه كما فعل بأبيه .

    قال صلى الله عليه وسلم : ( بروا آباؤكم تبركم أبناؤكم ) [الجامع الصغير للسيوطي : 3138].

    و لذلك قال الله عز و جل أحسنوا ولم يقل بروا فإنه مطلوب في كل شيء حتى في القتل قال صلى الله عليه و سلم " و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة " .


    وعن رب العالمين ربط زيادة الرزق و زيادة العمر بالبر بالوالدين و الأرحام . قال صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يوسع له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه "[متفق عليه ] . لهذا يأبى كرم الله و يأبى حياء الله سبحانه و تعالى أن يعذب عبداً و أبوه و أمه راضيان عنه و تأبى غيرة الله أن ينعم صالحاً أو صحابياً أو ولياً و أمه أو أبوه غضبان عليه.



    يتبع....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  10. #30
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الإنعام : : ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) [سورة إبراهيم : 34].
    أي أنكم قد تقصرون في شكر نعمي و لكني أغفر لكم بعض التقصير و لهذا من قال عندما يصبح أو يمسي اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد و لك الشكر حتى ترضى فقد أدى شكر يومه ، و من قال حين يمسي فقد أدى شكر ليله.



    التفضل : : ( و لقد فضلنا بعض النبيين على بعض و آتينا داود زبورا) [سورة الإسراء : 55] . و : ( و لقد كرمنا بين آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) [سورة الإسراء: 70] .
    ما من مخلوق إلا و قد فضل عليه ابن آدم و لهذا جعله الله المخلوق الوحيد المختار و سخر كل ما في هذا الكون له من أجل هذا فإن صالحي البشر أفضل من صالحي الملائكة لأنهم ليسوا مجبرين .


    المنة : هي النعمة التي لا يستطيعها غير المنان سبحانه و تعالى و المنة هي النعمة التي لا يسأل المنعم عن ثوابها : ( قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) فالمن هي النعمة العظمى التي لا يستطيع أحدٌ غير معطيها أن يعطيها و المن بالمعنى الآخر هي التذكير بها على الممنون عليه ، و هذه لا تليق إلا بالله وهي من البشر مفسدة و عيب .

    الرحمة : هي إعطاء النعمة لمن لا يستحقها و أن يرفع العقوبة عن من يستحقها و لذلك هذه الرحمة تأليه لان الله سبحانه و تعالى يحب فلاناً فيعطيه نعمة لا يستحقها لم يقدم أسبابها و لم يباشر لها عملاً جاءته هكذا أو كان يستحقها عقاباً معيناً فعفا عنه رحمة به .



    يتبع ....







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فى البدء كان الكلمة....والكلمة كان عند الله .. وكان الكلمة ايه يا ترى ؟
    بواسطة أحمد عبد الرحمن في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2010-08-14, 06:59 AM
  2. أندرو وماريو ..و وفاء قسطنطين وأخواتها
    بواسطة جمال المر في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-04-02, 05:09 AM
  3. لمن تقول هذه الكلمة
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 2010-03-30, 07:37 PM
  4. شاهدوا هذة الكلمة
    بواسطة سمير صيام في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-01-12, 03:33 PM
  5. الكلمة الطيبة
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى العلم والثقافة العامة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2008-08-12, 01:11 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML