يوجد هذا السفر باليونانية واللاتينية، الأولى تحوي على الأقل 84 آية أكثر من الأخيرة "
المصدر
وهذا كان عن الأصل فماذا عن الترجمات ؟
سأكتفي الآن بوضع رسالة القديس جيروم إلى قداسة البابا داماز في القرن الرابع الميلادي وسوف تعرف بنفسك حجم المصيبة .
" المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم
بداية المقدمة
حول مراجعة نصوص الأناجيل الربعة
إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم،
تحثني على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب حقا من النص اليوناني.
أنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم
القديم وأعيده إلى الطفولة. وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى في نفس الوقت
أنهم سيحكمون فيه على عملي.فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك
بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه ، بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته ، لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات ، لأنني تجرأت وأضفت ، وغيّرت، وصححت في هذه الكتب القديمة ؟
وحيال مثل هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعي ،
الأمر الأول : أنك أنت الذي أمرتنى بذلك ؛
والأمر الثانى : إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقاً.
وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفي بعض المصداقية على
مخطوطات الترجمة اللاتينية ، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب ، لأن هناك من
الأناجيل بعدد الاختلافات بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب
اعتماداً على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التي أساء فهمها المترجمون
الجهلاء ، أو بدلوها بسوء نية ، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.
وإذا كان علينا دمج المخطوطات، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول
اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من
جانب الذين تصوروا أنهم علماء، أو الإضافات التي أدخَلها الكتبة النعسانين ؟
إنني لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التي
لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى
اللاتينية. ولا أود أن ابحث هنا ما الذي سيقوله أكويلاّ أو سيماك ، أو لماذا
آثر تيودوسيان إختيار موقف الوسط بين المترجمين القدامى والحداث. لذلك سأعتمد على الترجمة التي يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون.
وأتحدث الآن عن العهد الجديد، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا
إنجيل متّى الذي كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره في منطقة اليهودية. إن
هذا الإنجيل يختلف يقيناً عن الذي بلُغتنا نظرا لتعدد المصادر التي استعانوا
بها لتكوينه. وقد آثرت أن ارجع إلى نص أساسي ، فلا أود الإستعانة بترجمات
المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التي يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين ، ولا أن
يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التي وصلتنا بلغات شعوب
مختلفة توضح مدى الأخطاء التي بها. وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ
المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأنني لم أستفد منها شيئاً.
وهذه المقدمة المتواضعة تقترح أن يكون ترتيب الأناجيل الإسمي على النحو
التالي :متّى ، مرقس ، لوقا ، ويوحنا. وقد تمت مراجعتها من عدة مخطوطات
يونانية قديمة.وهي لا تبعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية. فلم أقم إلا بتصويب الأجزاء التي بدت بعيدة عن المعنى الحقيقي وتركت الأجزاء الأخرى كما
وصلتنا في صياغتها البدائية و وضعت حرف (ب). أما الترجمات التي قام بها
يوسبيوس من القيصرية ، المقسمة إلى عشرة أجزاء ، وفقا لأمونيوس السكندرى ،
فقد ترجمتها إلى لغتنا التزاما بالمعنى اليوناني فحسب. وإن كان هناك أي فضولي
يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة أو التي تختلف تماما عن تقسيمة
العشرة يمكنه معرفة ذلك. لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت في كتبنا، وهو ما
يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر، وأشرت إليه بحرف (ح).
لقد وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها، لذلك ترى خلطاً شديداً في
الترجمات اللاتينية. فأحد الكتبة قد قال أكثر وفي الآخر قد أضافوا إذا تصوروا
أنه أقل. وأن مرقس في أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتّى ، وأن متّى ينقل عن
يوحنا ومرقس ، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب. فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذي وقع في يده. لذلك عند قراءة الكشف الذي أقترحه لن يكون هناك أي خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل منها بعد أن استبعدت الخلط والأخطاء.
ففي الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متّى ومرقس ولوقا ويوحنا.
وفي الثانى لا يوجد توافق إلا بين متّى ومرقس ولوقا ، وفي الثالث بين متّى
ولوقا ويوحنا ، وفي الرابع بين متّى ومرقس ويوحنا، وفي الخامس بين متّى
ولوقا ، وفي السادس بين متّى ومرقس ، وفي السابع بين متّى ويوحنا ، وفي
الثامن بين لوقا ومرقس، وفي التاسع بين لوقا ويوحنا. و في العاشر ستجد كل مل
هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد في الأناجيل الأخرى. و في كل إنجيل على حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق.
الرقم سيكون باللون السود ، وسيتضمن رقماً آخر تحته بالأحمر، لكي يدل في أي إنجيل يوجد ذلك الجزء المعنى. فعند فتح الكتاب ومحاولة معرفة أي فصل ينتمي لهذه الترجمة أو تلك فإن ذلك سيتضح فوراً من الرقم الذي أضفته من أسفل. وعند الرجوع إلى بداية الطبعة التي توجد فيها القوائم معاً وبفضل اسم الترجمة
المحدد في بداية كل إنجيل يتم العثور على رقم كاتبه مع العناوين المختلفة لكل
منهم. ويوجد بجوار هذا الأخير أسماء الفقرات المماثلة. وهكذا يمكن الإطلاع
على الأرقام الموجودة في نفس الفصل. وما أن تتم معاينة هذه المعلومات يمكن
التوصل إلى كل واحد مع مراعاة الأرقام التي تم تحديدها يمكن معرفة الأجزاء
المتشابهة أو المتماثلة(ب).
أرجو أن تكون بخير في المسيح وألا تنسانى يا قداسة البابا ".
يتبع ..
المفضلات