السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..........
المشاركه خرجت باللون الأحمر بغير إرادتنا واستغربنا ذلك ، ونعتذر لأفضالك
.....
أخي في الله السيد الفاضل " فارس الإسلام "
جيد أنك بدأت بهذا المثال فهو خير مثال يقض النسخ ويثبت بطلان الناسخ والمنسوخ ، ويُثبت ما فيه من أذيه وتعدي وتجرأ على كلام الله ووحيه الخاتم ، وهدم لبعض مفاخر هذا الدين العظيم .
فقد هدم النساخ مفخره من مفاخر هذا الإسلام العظيم ، في إنصاف المرأه وضمان حق من حقوقها ، وهو شوكه في حلق من قال إن الإسلام لم يُعطي المرأه حقوقها ، وهي في أصعب الحالات التي تمر فيها واحلكها هو موت زوجها ومن يرعاها ، وهو أمر نُفاخر به العالم والدنيا ، أن للمرأه المحزونه والمجروحه والتي فارقها زوجها ، لها حق ووصيه من الله أن تمكث في بيتها سواء عندها أولاد أم لا ، وأن لا تُخرج من بيتها ، ولصاحب وولي الأمر حمايتها ومنع أي احد من إخراجها ، وهذا ما كانت تحتاجه المرأه عندما كانت تُزوج غريبه وفي غير ديار أهلها ، ولنقل قبل 400 عام مثلاً ، ولم تكن هُناك وسائل المواصلات والإتصالات كما هو اليوم ، حيث لو كانت إمرأه من المغرب العربي تم تزويجها لشخص في الكويت مثلاً ومات زوجها ، فلها الحق ووصيه من الله أن تمكث في بيتها حول كامل " سنه كامله مُعززه مُكرمه " ، حتى تتدبر أمرها وتتصل بأهلها ، أو تجد زوج بالحلال بعد إنتهاء العده ، لا أن يقوم من حولها بطردها مُباشرةً أو بعد ال 4 شهور و 10 ايام ، وخاصةً إذا لم يكن لها أولاد ، فيُقال لها زوجك ومات ماذا بقي لك عندنا ، إبحثي عن أهلك والحقي بهم .
وللأسف لو ذهبت للمحاكم الشرعيه لن تجد هذا الحق ، لماذا لأن النساخ نسخوه ، وسيُحاسبهم الله حساباً عسيراً على ذلك " بدلوا وغيروا " .
كيف تنسخ هذه الآيه ومن هو الذي وصلت به الجرأه والتحدي لله بأن يُلغي ويُبطل وصاياه ، وهو الذي طلب من الأُمم ومن أنبياءهم وعبر التاريخ بحفظ وصاياه ، وهذه هي الآيه التي ظن لا ندري هل هو بتعمد واصرار وترصد أو قصور في الفهم ، بأنها تتحدث عن عدة الزوجه .
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة240
هذه الآيه التاليه هي آية العده التي تعتدتها الزوجه بعد وفاة زوجها ، وهي مفخرةً من مفاخر هذا الإسلام العظيم ، بأنه حفظ للإنسان كرامته حتى وهو تحت وفي باطن الأرض ، وتحت الثرى ، وبطريقه مُشدده أكثر مما لو هو حي وفوق الأرض .
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة234
.......
أخي الكريم أين النسخ فيما أشرت إليه ، ألوجود الخمس كلمات الأول وتشابههن في الآيتين " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً..." تشابه مطلع الآيتين وقصور الفهم والتفسير ، يجب أن يكون هُناك نسخ ونتسخ ومنسوخ .
بالله عليك كيف آيتين من كتاب الله تأتيان بهذا الترتيب تنسخان بعضهما البعض
هاتان آيتان من كتاب الله المُحكم ، والذي كُل آيه فيه مُحكمه وبائنه ومُبينه ومُفصله ، كُل آيه مُنفصله عن الأُخرى وتتحدث عن أمر لا علاقة لهُ بالأمر الآخر ، عن من يُتوفى عنها زوجها .
في الآيه الأُولى تتحدث عن " وصيه " فرضها الله على أن تكون لمن يتوفى عنها زوجُها ، بأن لها الحق حول كامل أي سنه كامله ، أن لا تُخرج من بيتها ، أو تُطرد منهُ ، أو تُكره على إخراجها من بيت الزوجيه ، وإرغامها على ذلك ، وهذا حق شرعي فرضه الله ، ووصيه فرضها الله ، بأن تبقى مُعززه مُكرمه ، ويُنفق عليها من ورثة زوجها ، لمُدة سنه كامله حتى تتدبر أمرها خلال هذه الفتره .
ولها الحق بالخروج من بيتها إن هي أرادت ، ولا تُكره على ذلك بعد إنقضاء العده والتي هي 4 شهور و10 أيام ، من ضمن مدة الحول
أما في الآيه الثانيه فالموضوع الذي تتحدث عنهُ الآيه موضوع آخر مُختلف تماماً وهو " عدة الوفاه " ، وهي عدة الزوجه التي تعتدها ، بعد وفاة زوجها ، وهي حق شرعي فرضه الله لهُ ، وهي مما يسجل لهذا الدين ويُفتخر به ، بأن للزوج كرامه وحق على زوجته وهو تحت التُراب ، وبأن تتربص بنفسها لمدة 4 شهور و10 أيام ، وهي عليها أشد مما لو كان زوجها حياً وعندها ، وذلك لمُراقبتها لنفسها على أن لا ترتكب أي خطأ .
وهذه العده تكون من ضمن الحول الذي أوصى الله به ، كحق للزوجه الأرمله التي يُتوفى عنها زوجها لأن تمكث في بيتها ، ومع أولا دها إن كان لها أولاد ، وأن لا يتم طردها من بيتها قبل الحول ، إلا إذا هي خرجت بعد إكمال العده .
وهذه من مفاخر هذا الدين ، مفخرة حق الأرمله بالمكوث في بيتها حول كامل ، وهذا في مصلحة من هي مُتزوجه في بلاد بعيده وبعيداً عن أهلها ، حيث يتسنى لها تدبر أمرها والأتصال مع أهلها...إلخ ، ومفخرة حق الزوج المُتوفي وهو تحت الثرى ، بأن لهُ حق على زوجته لأربعة أشهر و10 أيام ، أن تتربص بنفسها ومن ضمنها تأكدها من خلو رحمها من حمل يعود على زوجها المُتوفي .
أين النسخ في ذلك أخي الفاضل ، الفقط ولورود " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " هذا النص في بداية الآيتين ، يعني وجود نسخ فيهما .
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَعَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّاللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْعِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْالألْبَابِ }آل عمران 7
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَالَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23
ما علاقة الآيتين السابقتين ببعضهما البعض إلا أنهما من كلام الله ووحيه ، وآيتان من القُرآن ، وكُل آيه تتحدث عن موضوع غير عن الموضوع الذي تتحدث عنهُ الآيه الأُخرى ، حتى تنسخ إحداهما الأُخرى .
فالآيه الأُولى تتحدث عن أمر الله بأن يوصي من يترك ورثاً وخيراً كثيراً عند موته ، أن يوصي للوالدين ولمن يُحب من أقاربه لمن هُم من غير الورثه ، ويخصهم بشيء مما ترك ، وبالذات الوالدين لما لهما من حق ومكانه .
والآيه الثانيه تتحدث عن الوصيه للزوجه التي يموت زوجُها ، أن تبقى في بيتها ومع أولادها عام وحول كامل ، وأن لا تُكره وتُجبر على الخروج منهُ خلال هذه الفتره ، إلا إذا خرجت بإرادتها بعد تمام عدتها ، وذهبت إلى أهلها او تزوجت .
ألورود كلمة " وصيه " وموت وتشابه في الكلمات يجب أن تنسخ الآيه الآيه الأُخرى
وهذا المثال ورد في كتاب الرساله " للبخاري " في الناسخ والمنسوخ ، وفي غيره
أخي الكريم النسخ كما عرفناه لك هو تعريف الله لهُ ، ولا مجال لأحد أن يعترض
أما قولك رفع الحكم ليس نسخ ، كما هو في الآيتان من سورة الأنفال
" {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65
{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال66
المفضلات