أخي الفاضل الشهاب
عندما سألتك أن صفة الكلام غير صفة العلم أم لا ؟؟
أجبت (( هما صفتان تختلفان من حيث أنهما يقتضيان أمرا زائدا على القيام بالذات ، فتعلق الكلام هو تعلق دلالة ، و تعلق العلم هو تعلق انكشاف ، لكنهما يشتركان في اندرجاهما تحت قسم الحكم العقلي ، و كلاهما ينتميان إلى صفات المعاني كالإرادة و القدرة و السمع و البصر . و أنا أوظف التعلق هنا بمعناه الاصطلاحي عند علماء الكلام ، أي بمعنى الاقتضاء ، كاقتضاء العلم معلوما ينكشف به ، و اقتضاء الكلام معنى ينكشف به . ))
بغض النظر عن مصطلحات أهل الكلام التي تستخدمها فأنت هنا تعترف أن صفة الكلام صفة مختلفة عن صفة العلم و هو المطلوب ، أما كونهما يندرجان تحت قسم الحكم العقلي و ينتميان إلى صفات المعاني فهذا خارج عن نطاق السؤال فأنا لم أسألك عن هذا أصلاً و إن كنت أتمنى أن توضح لنا ماذا تقصد بالحكم العقلي هنا ؟؟؟
تقول تعقيباً على تعريفي لصفة الكلام
(( تعريفك لمفهوم الكلام هنا هو تعريف عام ، أريد التخصيص ، فهل تقصد بذلك الكلام الذي يقتضي الصوت و الحرف ، و أن الله متكلم بصوت و بحرف ؟ كما أريد أن تشرح لي معنى أن كلام الله يحتمل آحادا حادثة ؟ ))
و أنا ما أدراني ما الذي يدور بخلدك حتى تقول لي أنك تريد التخصيص ؟؟؟
على العموم تعريفي لصفة الكلام تعريف شامل و لا غبار عليه .
بالنسبة للصوت و الحرف فنعم الله سبحانه يتكلم بصوت و حرف و نثبت له ما أثبت لنفسه و إلا أخبرنا يا من تنكر الصوت و الحرف كما قلت في مشاركتك السابقة (( أريد القول إنني لا أنسب الصوت و الحرف إلى كلام الله ، فموسى - عليه السلام - سمع الله بلا صوت و لا حرف ، على نحو لا نعلمه ، لكنه جائز في الشرع و في العقل . )) هل القرآن الذي تقرأه و تتقرب إلى الله بقراءته كلام الله أم لا ؟؟؟ لا بد لك أن تقول أنه كلام الله و عليه أسألك هل هذا الكلام من حروف أم لا ؟؟ إن قلت من حروف فلم أنكرت الحرف مسبقاً ؟؟ و إن قلت أنه كلام من غير حروف فهذه مكابرة تخالف الشرع و العقل و بطلانها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، فإنه من المعلوم أن القرآن الذي نقرأه و الذي هو كلام الله مكون من حروف بل قد دل على ذلك الحديث (( لا أقول ألم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ))
و الأن أنت مطالب بإخبارنا بناءً على ماذا أنكرت الحرف هنا ؟؟؟
أما بالنسبة للصوت فكلامك متناقض تماماً عند نفي الصوت فأنت تقول تعقيباً على المثال الذي ذكرته في مشاركتي السابقة عن سيدنا موسى و تكليم الله إياه (( سمع الله بلا صوت و بلا حرف )) فهذا كلام متناقض فبما أن موسى سمع الله إذن هو سمع صوتاً فكيف لك أن تنكره و تزعم أنه سماع بلا صوت ؟؟؟
و قد جاء في صحيح البخاري ما يثبت الصوت و ذلك من طريق أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ))
و عليه قولك بعدها أيضاً باطل (( و لذلك قلت إن تكليم الله - عز و جل - لموسى - عليه السلام - هو بلا كيف ، أي أن معناه لا يعلمه إلا الله )) بل معنى الكلام معلوم لدينا و لكن كيفه مجهول و هذا مطابق لجواب الإمام مالك للرجل الذي سأله عن الاستواء و جوابه رحمه الله يندرج على كافة الصفات أما جهل معنى الكلام فهو لأهل التجهيل المفوضة الذين يفوضون المعنى و الكيف بخلاف السلف الذين يفوضون الكيف و يثبتون المعنى .
قولك (( كما أريد أن تشرح لي معنى أن كلام الله يحتمل آحادا حادثة ؟ ))
وضحته في كلامي أكثر من مرة و سألتك سؤالاً واضحاً بناءً عليه و لكنك لم تجب بوضوح و عليه أكرر السؤال لتعلم ما معنى الآحاد الحادثة
(( لما كلّم الله موسى ألم يكن كلامه حادثاً في ذلك الوقت ؟؟؟ ))
بإختصار أريد أن تخبرنا هل كلّمه الله في ذلك الوقت أم لا ؟؟ إن كان كلّمه في ذلك الوقت فالكلام حدث في ذلك الوقت و إن أنكرت ذلك فأنت تنكر صريح القرآن ؟؟؟
تقول (( و كلام الله واحد أزلي ، قائم بذاته لأن القول بغير ذلك يؤدي إلى نتائج معينة سنتحدث عنها عندما أتلقى إجابتك عن مقصودك بالكلام الإلهي . ))
طبعاً هذا الكلام واضح البطلان فلو كان كلام الله واحد أزلي لكانت التوراة نفس القرآن نفس الإنجيل و لكان الأمر الإلهي نفس النهي الإلهي نفس الطلب نفس الخبر نفس الانشاء و هذا مما يعلم ببداهة العقول فساده و بطلانه .
النتائج التي ستتكلم عنها أظنها معروفة لدي و يبدو لي أنك أشعري أو متأثر بالطرح الأشعري و عليه أقول لك أنني أؤمن أن صفة الكلام صفة ذاتية وفعلية فهي باعتبار نوعها قديمة فالله لم يزل متكلماً متى شاء و لكنها باعتبار آحادها حادثة لدلالة النصوص الشرعية على ذلك .
أخيراً توضيح بسيط على عدم ضبطك لما تطرح
لما قلت لك مسبقاً عن استخدامك لمصطلحات أهل الكلام قلت رداً على ذلك (( فأنا لا أقصد به ههنا وجها من وجوه مصطلحات المتكلمين )) و لكنك سرعان ما أثبت خلاف ذلك بقولك في المشاركة التي تليها
(( و أنا أوظف التعلق هنا بمعناه الاصطلاحي عند علماء الكلام ))
ختاماً لم ترد على سؤالي السابق ((أخي الكريم أفهمنا ماذا تقصد بارتباط صفة الكلام بصفة العلم ، ماذا تقصد بمصطلح الارتباط ؟؟ )) و كذلك لم تخبرنا ما معنى التعلق الذي تقصده ؟؟
المفضلات