المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيتو
اولاً الصالح هو الله سبحانه وليس احد صالح إلا الله ومن يقول غير ذلك فهذا كفر .
إنما المسيح اراد ان يوجه هذا الشاب إلى الله تعالى وهنا الرب يسوع كان يتكلم من الناحية الأنسانية وعلى رغم من هذا فالمسيح هو صورة الله الغير منظرو
والمسيح لم يرفض كونه صالحاً ( فهو لم يقل لماذا تدعوني صالحاً ، أنا لست صالحاً ) ... ولكنه توقف قليلاً عند هذه الجملة ليوضح للشاب الغني معنى كلامه ، فالشاب الغني - كما يبدو من نهاية القصة – كان " يعتقد " أنه يفهم كل شيء ولكن المسيح توقف لكي يوضح له بأنه يفهم الظاهر فقط ولا يفهم روح المكتوب ومعاني الكلمات التي يتفوه بها ، وهو توقف عند نقطتين وهما مخاطبة المسيح بأنه " صالح " وأيضاً عند موضوع "حفظ الوصايا " ...
فالمسيح أعلن بوضوح أنه ليس فيه خطية وبالتالي فليس عنده اعتراض أن يقول له أحد أنه صالح ، فهو يقول عن كماله وعدم وجود خطية فيه في إنجيل يوحنا الإصحاح 8 والآية 46 :
" مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ "
* وليس ايضاً الأغنياء يدخلوا ملكوت السموات بل هنا اراد الرب يسوع المسيح ان من يحب الغنى اكثر من الله لا يدخو ملكوت السموات لأن كما يقول الكتاب محبة المال اصل لكل الشرور
فكيف اكون محب للمال ومحبة الله بعيدة عنى اكيد وادخل السماء
اولا صلاح المسيح وصلاح الله
لم ينفي المسيح عن نفسه الصلاح فهو لم يقل للرجل لاتدعوني صالحا بل سأل لماذا تدعوني صالحا ؟
فكيف ينفي الصلاح عن نفسه من تحدى الجميع قائلا من منكم يبكتني على خطية يو 8
وما هو موقف المسيح في كل سياق الانجيل دعنا نرى ماذا قال المسيح عن نفسه ؟
1- انا هو الراعي الصالح يو 11:10
2- فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش ابدا (يو 6 : 35)
3-انا هو الخبز الذي نزل من السماء (يو 6 : 41)
4- كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم
5-انا هو الباب ان دخل بي احد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى (يو 10 : 9)
6-اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني (يو 10 : 14)
ويعوزني الوقت لذكر الكثير من الشواهد التي تكلم فيها المسيح عن نفسه بصفات تدل على صلاحه
فسؤالي هل من سياق الانجيل نفهم ان المسيح ينكر الصلاح عن نفسه ؟ واذا كان ليس صالحا ألا واحد وهو الله والمسيح يقول عن نفسه انا هو الراعي الصالح فانا أتسأل اليس واحد صالح وهو الله ؟ فمن هو اذا الراعي الصالح ؟
هذا المثال لاينطبق على المسيح في حال تسجده فالمسيح والله شخص واحد والشاب لم يسال المسيح قائلا له يا الله كما المثال
سأعيد الاجابه مره اخرى للتوضيح
اولا هل رفض المسيح ان يكون صالحا بالطبع لا فهو من قال عن نفسه في يوحنا 10 انا هو الراعي الصالح
اذا لماذا اجاب المسيح هذه الاجابه لقد خاطب المسيح الشاب على أساس اعتقاده فيه لأنه لم يكن يعتقد أن المسيح هو الله وكأنه يقول له إن كنت تظن أني مجرد معلّم فلماذا تدعوني صالحا فالصالح واحد وهو الله فان كنت تعتقد اني معلم فقط فلماذا تدعوني صالح
وهذا ما يوضحه كل الكتاب ان المسيح لم ينكر صلاحه بل اعلنه كما ذكرت
اعلنه امام اعدائه متحديا اياهم قائلا من منكم يبكتني على خطيه يو 46:8
كما شهد بذلك تلاميذه الذين عاشوا معه وعرفوه, فقال بطرس عنه إنه لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر (1بطرس 2: 22)
وقال بولس عنه إنه قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات (عبرانين 7: 26
من هو هذا الذي يقول عن نفسه انه صالح ويتحدى الجميع على ان يجدو فيه خطيه ؟ من هو ذلك الذي لم يفعل خطيئه واحده ؟ من هو هذا القدوس ؟
لاحظت أن هذا الكلام منقول عزيزي تيتو .. فلا أعلم متى ستتخلى عن التفكير بعقول الآخرين ! .. لك عقل أنت أيضا يا عزيزي ! .. فاستخدمه رجاء ! .. ستحاسب على عدم استخدامه يوم القيامة !
على أية حال .. سأعلق على هذا الرد .. وهو رد طريف جدا ! .. فصاحبه يكاد لا ينتقل لسطر آخر إلا بعد أن يناقض نفسه .. يقول كلاما ثم ينقضه مرة أخرى بكلام آخر :
يقول :
اولاً الصالح هو الله سبحانه وليس احد صالح إلا الله ومن يقول غير ذلك فهذا كفر .
وأنا أتفق تماما مع قاله هنا .. إذن .. إذا أثبتنا لكم أن المسيح نفى الصلاح عن نفسه بطبيعتيه اللاهوتية والناسوتية ، فهذا يلزم منه عدم طبيعته اللاهوتية .. لأن الصفة المناقضة للصلاح يستحيل وصف الله سبحانه وتعالى بها .
يقول في البداية :
إنما المسيح اراد ان يوجه هذا الشاب إلى الله تعالى وهنا الرب يسوع كان يتكلم من الناحية الأنسانية
يقول هنا أن المسيح نفى الصلاح عن الناسوت وليس عن اللاهوت .. وهذا باطل من وجهين :
أولا .. لأن المسيح أثبت الصلاح للناسوت في عدد آخر .. وهذا تناقض .. حيث قال :
البشارة كما دوّنها يوحنا كلمة الله: الإصحاح: 10, عدد 14:
أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،(svd)
والغريب أن صاحب الرد استشهد بهذا العدد .. ولهذا السبب قلت أنه يناقض نفسه ورده طريف ..
ثانيا .. الأرثوذكس - وأنت منهم يا تيتو - لا يفصلون بين الطبيعة اللاهوتية والناسوتية للمسيح .. فهم يؤمنون أن المسيح عندما يتحدث عن نفسه لا يمكن القول أنه يتحدث عن طبيعته الناسوتية فقط ، أو عن طبيعته اللاهوتية فقط .. فهو له طبيعة واحد وليس طبيعتين !! .. وعليه فالمسيح نفى الصلاح عن طبيعته الواحدة "اللاهوتية+الناسوتية".. وهذا يلزم منه عدم ألوهيته .. لأنه يستحيل أن تكون الصفة المناقضة للصلاح صفة من صفات الله .
المفضلات