171 - " من ولد له مولود ، فسماه محمدا تبركا به ، كان هو و مولوده في الجنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 319 ) :
موضوع .
رواه ابن بكير في " فضل من اسمه أحمد و محمد " ( ق 58 / 1 ) و من طريقه أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 157 ) حدثنا حامد بن حماد بن المبارك
العسكري حدثنا إسحاق بن يسار أبو يعقوب النصيبي حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا
حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا ، و قال
ابن الجوزي : في إسناده من تكلم فيه ، و لم يزد ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 106 ) بقوله : قلت : هذا أمثل حديث ورد في الباب ، و إسناده
حسن ، و مكحول من علماء التابعين و فقهائهم وثقه غير واحد ، و احتج به مسلم في
" صحيحه " ، و روى له البخاري في " الأدب " ، و الأربعة ، وثقه ابن معين
و النسائي ، و ضعفه ابن المديني و قال أبو حاتم : ليس بالمتين ، و قال مرة :
كان صدوقا ، و قال أبو زرعة : لا بأس به ، والله أعلم .
قلت : لقد أبعد السيوطي عفا الله عنه النجعة فأخذ يتكلم على بعض رجال السند
موهما أنهم موضع النظر منه ، مع أن علة الحديث ممن دونهم ، ألا و هو حامد بن
حماد العسكري شيخ ابن بكير قال الذهبي في " الميزان " : روى عن إسحاق بن يسار
النصيبي خبرا موضوعا هو آفته ، ثم ساق له هذا .
و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " .
و لذلك قال المحقق ابن القيم : إنه حديث باطل ، كما نقله الشيخ القاري في
" موضوعاته " عنه ، ( ص 109 ) و أقره .
و غفل عن هذا التحقيق المناوي فأقر تحت الحديث الآتي ( 437 ) السيوطي على
تحسينه فلا تغتر به ، ثم وجدت ابن عراق قد تعقب السيوطي في " تنزيه الشريعة "
( 82 / 1 ) بمثل ما تعقبته به ، إلا أنه زاد فقال : لكن وجدت له طريقا أخرى
أخرجها ابن بكير أيضا والله أعلم .
قلت : و سكت عليه ! و فيه ثلاثة لم أجد من ذكرهم ، فأحدهم آفته .
(1/248)
________________________________________
172 - " قال الله لداود : يا داود ابن لي في الأرض بيتا ، فبنى داود بيتا لنفسه قبل
البيت الذي أمر به ، فأوحى الله إليه : يا داود بنيت بيتك قبل بيتي ؟ قال : أي
رب هكذا قلت فيما قضيت : من ملك استأثر ، ثم أخذ في بناء المسجد ، فلما تم سور
الحائط سقط ، فشكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه أنه لا يصح أن تبني لي بيتا
! قال : أي رب و لم ؟ قال : لما جرى على يديك من الدماء ، قال : أي رب أو لم
يكن ذلك في هواك ؟ قال : بلى و لكنهم عبادي و إمائي و أنا أرحمهم ، فشق ذلك
عليه فأوحى الله إليه : لا تحزن فإني سأقضى بناءه على يد ابنك سليمان ... " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 320 ) :
باطل موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5 / 12 ) و " مسند الشاميين " ( ص 62 و
99 ـ المصورة ) ، و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 300 ) و عنه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 200 ) ، عن محمد بن أيوب بن سويد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم
ابن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير مرفوعا ، و قال ابن الجوزي :
موضوع ، محال ، تتنزه الأنبياء عن مثله و يقبح أن يقال : أبيح له قتل قوم أو
أمر بذلك ، ثم أبعد بذلك عن الرضا ، كيف و قد
في حق العصاة : *( و لا
تأخذكم بهما رأفة في دين الله )* قال ابن حبان : و محمد بن أيوب يروي الموضوعات
و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 170 ) و قال : قلت : أخرجه الطبراني و ابن
مردويه في " التفسير " و قد وافق صاحب " الميزان " على أنه موضوع ، قال
أبو زرعة : محمد بن أيوب رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة .
و قال ابن حبان ، كان يضع الحديث ، و الموضوع منه قصة داود ، و أما سؤال سليمان
الخصال الثلاث فورد من طرق أخرى .
قلت : و قد حذفت السؤال منه و أشرت إليه بالنقط ( ... ) لأنه صحيح من حديث
عبد الله بن عمرو ، و قد صححه جمع كما هو مبين في " التعليق الرغيب " ( 2 /
137 ) ، و راجع تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ( 2 / 288 / 1334 ) ، و قد أورده
بتمامه الهيثمي ( 4 / 7 - 8 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " و فيه محمد
ابن أيوب ابن سويد الرملي و هو متهم بالوضع .
(1/249)
________________________________________
173 - " فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :
موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " العظمة " ( 1 / 297 / 42 ) و عنه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3 / 144 ) من طريق عثمان بن عبد الله القرشي حدثنا إسحاق بن
نجيح الملطي حدثنا عطاء الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : عثمان
و شيخه كذابان ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 227 ) بقوله : قلت :
اقتصر العراقي في " تخريج الإحياء " على تضعيفه ، و له شاهد .
قلت : ثم ساق من رواية الديلمي و هذا في " مسنده " ( 2 / 46 ) بسنده إلى سعيد
ابن ميسرة سمعت أنس بن مالك يقول : تفكر ساعة في اختلاف الليل و النهار خير من
عبادة ألف سنة .
قلت : هذا مع كونه موقوفا و مغايرا للفظ الحديث فهو موضوع أيضا ، سعيد بن ميسرة
قال الذهبي : مظلم الأمر ، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات ، و قال الحاكم :
روى عن أنس موضوعات ، و كذبه يحيى القطان .
قلت : فمثله لا يستشهد به و لا كرامة ! و لذلك فقد أساء بذكره في " جامعه " .
(1/250)
________________________________________
174 - " إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ، ناداه مناد من السماء : أين تذهب يا أفسق الفاسقين ؟! " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 322 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 75 ) من طريق الطبراني قال : حدثنا علي بن
سعيد الرازي قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال : حدثنا الوليد بن موسى
الدمشقي قال : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعا
و قال : غريب من حديث الحسن و يحيى و الأوزاعي ، تفرد به الوليد بن موسى القرشي
و هو ضعيف ليس كالوليد بن موسى الدمشقي .
قلت : و ابن موسى هذا القرشي قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : منكر
الحديث ، و قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ،
و له حديث موضوع .
قلت : و لعله يشير إلى هذا الحديث فإنه ظاهر الوضع لأن الارتفاع بالبناء القدر
المذكور في هذا الحديث ليس ذنبا بله كبيرة حتى يحكم على فاعله بأنه أفسق
الفاسقين ، فقاتل الله الوضاعين ما أقل حياءهم و أجرأهم على النار .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بهذا اللفظ و بلفظ : " من بنى فوق
عشرة أذرع ناداه مناد من السماء : يا عدو الله إلى أين تريد " ، و قال : رواه
الطبراني عن أنس ، أما شارحه المناوي فقال : أغفل المصنف من خرجه ، و عزاه في
" الدرر " إلى الطبراني عن أنس ، و فيه الربيع بن سليمان الجيزي أورده الذهبي
في " ذيل الضعفاء " و قال : كان فقيها دينا لم يتقن السماع من ابن وهب .
قلت : تعصيب الجناية بالجيزي مع أن فوقه من هو أشد ضعفا منه ليس من الإنصاف في
شيء ألا و هو الوليد بن موسى القرشي فقد عرفت مما سبق أنه متهم ، ثم إن الحسن
هو البصري و هو على جلالة قدره مدلس و لم يصرح بسماعه من أنس فهو منقطع .
ثم إن الحديث لم يورده الهيثمي في " المجمع " و إنما أورد فيه ( 4 / 70 ) ما
نصه : و عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببنية قبة لرجل من
الأنصار فقال : " ما هذه " ؟ قالوا : قبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" كل بناء ، و أشار بيده على رأسه أكبر من هذا فهو وبال على صاحبه يوم
القيامة " ، رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات .
قلت : هذا رواه أبو داود في " سننه " ( 3 / 347 و 348 ) بنحوه من طريق آخر تبين
فيما بعد أنه جيد ، كما قال الحافظ العراقي ، فنقلته إلى " الصحيحة "
( 8830 ) .
(1/251)
________________________________________
175 - " من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة بحمله على عاتقه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 324 ) :
باطل .
أخرجه الطبراني ( 3 / 71 / 2 ) و ابن عدي ( 333 / 1 - 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 246
) من طريق المسيب بن واضح حدثنا يوسف عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي
عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و قال أبو نعيم و ابن عدي : غريب من
حديث الثوري تفرد به المسيب عن يوسف ، ثم رواه أبو نعيم ( 8 / 252 ) من طريق
محمد يعني ابن المسيب حدثنا عبد الله بن خبيق حدثنا يوسف بن أسباط به .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل يوسف بن أسباط قال أبو حاتم : كان رجلا عابدا ،
دفن كتبه ، و هو يغلط كثيرا ، و هو رجل صالح ، لا يحتج به ، كما في " الجرح "
( 4 / 2 / 418 ) ، و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " و الهيثمي في
" المجمع " ( 4 / 70 ) و قال : رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه المسيب بن
واضح وثقه النسائي و ضعفه جماعة .
قلت : قد تابعه عبد الله بن خبيق كما سبق ، فعلة الحديث من شيخهما ابن أسباط ،
ثم إن له علة أخرى هي الانقطاع بين أبي عبيدة و أبيه عبد الله بن مسعود فإنه لم
يسمع منه و أشار لهذا الحافظ العراقي فقال في " تخريج الإحياء " ( 4 / 204 ) :
رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد فيه لين و انقطاع ، و الحديث قال
الذهبي في ترجمة المسيب : و هذا حديث منكر ، و قال ابن أبي حاتم في " العلل "
( 2 / 115 و 116 ) : سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط ..
قلت : فذكره ، قال : قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد .
(1/252)
________________________________________
176 - " لا تسقوني حلب امرأة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 325 ) :
منكر .
أخرجه وكيع في " الزهد " ( 3 / 494 / 408 ) حدثنا قيس بن الربيع عن امرئ القيس
عن عاصم بن بحير عن ابن أبي الشيخ المحاربي قال : أتانا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : " نصركم الله يا معشر محارب ! لا تسقوني ... " .
و أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 43 ) من طريقين آخرين عن قيس بن الربيع
به ، و زاد أحدهما : قال قيس بن الربيع : فرأيت امرأ القيس إذا أتى بشيراز
( كذا ) قال : حلاب امرأة هذا ؟ .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ابن أبي الشيخ لا يعرف إلا في هذا الحديث بهذا
الإسناد ، أورده ابن الأثير و غيره هكذا في الصحابة .
و عاصم بن بحير ـ بالحاء المهملة مكبرا أو مصغرا ـ كما في" الإكمال " و غيره
و لم أجد له ترجمة ، و امرؤ القيس ، أورده في " الميزان " بروايته هذه عن عاصم
و قال : قال الأزدي : حدث بخبر منكر لا يصح ، و كذا في " اللسان " .
و قيس بن الربيع ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق ، تغير لما كبر ، و أدخل
عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به .
قلت : فلا يبعد أن يكون هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم مما أدخله عليه ابنه و
الله أعلم .
(1/253)
________________________________________
177 - " من بنى بنيانا في غير ظلم و لا اعتداء ، أو غرس غرسا في غير ظلم و لا اعتداء كان أجره جاريا ما انتفع به أحد من خلق الرحمن تبارك و تعالى " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 326 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 3 / 438 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 416 - 417 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " ( 20 / 187 / رقم 410 و 411 ) من طريق زبان بن فائد عن
سهل بن معاذ الجهني عن أبيه مرفوعا .
و هذا ضعيف من أجل زبان فإنه ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته كما قال الحافظ في
" التقريب " ، و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 70 ) : رواه أحمد و الطبراني
في " الكبير " و فيه زبان بن فائد ضعفه أحمد و غيره ، و وثقه أبو حاتم .
(1/254)
________________________________________
178 - " من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 327 ) :
موضوع .
أخرجه الترمذي ( 3 / 318 ) و ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " و ابن عدي ( 296
/ 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 339 - 340 ) من طريق محمد بن الحسن بن أبي
يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا ،
و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، و ليس إسناده بمتصل ، و خالد بن معدان لم
يدرك معاذ بن جبل .
قلت : أنى له الحسن إذن ؟ ! فإنه مع هذا الانقطاع فيه محمد بن الحسن هذا ، كذبه
ابن معين و أبو داود كما في " الميزان " ثم ساق له هذا الحديث ، و لهذا أورده
الصغاني في " الموضوعات " ( ص 6 ) و من قبله ابن الجوزي ( 3 / 82 ) ذكره من
طريق ابن أبى الدنيا ثم قال : لا يصح محمد بن الحسن كذاب ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 293 ) بقوله : قلت : أخرجه الترمذي و قال : هذا حديث حسن
غريب ، و له شاهد .
قلت : ثم ذكر الشاهد و هو من طريق الحسن قال : كانوا يقولون : " من رمى أخاه
بذنب تاب إلى الله منه ، لم يمت حتى يبتليه الله به " ، و هو مع أنه ليس مرفوعا
إليه صلى الله عليه وسلم ، فإن في سنده صالح بن بشير المري ، و هو ضعيف كما في
" التقريب " فلا يصح شاهدا لضعفه و عدم رفعه ، و قد رواه عبد الله بن أحمد في
" زوائد الزهد " ( ص 281 ) قال أخبرت عن سيار حدثنا صالح المري قال : سمعت
الحسن يقول : فذكره ، و له شاهد آخر مرفوع و لكنه ضعيف فانظر أجوبة ابن حجر على
القزويني مع مقدمتي لها المنشورة في آخر " المشكاة " بتحقيقنا ( ج 3 ص ح ) .
(1/255)
________________________________________
179 - " الدعاء سلاح المؤمن ، و عماد الدين ، و نور السموات و الأرض " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 328 ) :
موضوع .
أخرجه أبو يعلى ( 439 ) و ابن عدي ( 296 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 492 ) و القضاعي
( 4 / 2 / 1 ) من طريق الحسن بن حماد الضبي حدثنا محمد بن الحسن بن الزبير
الهمداني حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي
رضي الله عنه مرفوعا ، و قال الحاكم : هذا حديث صحيح فإن محمد بن الحسن هذا هو
التل و هو صدوق في الكوفيين و وافقه الذهبي و هذا منه خطأ فاحش لأمرين :
الأول : أن فيه انقطاعا كما ذكره الذهبي نفسه في " الميزان " بين علي بن الحسين
و جده علي بن أبي طالب .
الآخر : أن محمد بن الحسن الهمداني هذا ليس هو التل الصدوق كما قال الحاكم ،
و إنما هو محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني الكذاب المذكور في الحديث
المتقدم و يدل على هذا أمور :
1 - أن الذهبي نفسه أورد الحديث في ترجمته بعد أن نقل تكذيبه عن ابن معين
و غيره ، و كذلك أورده ابن عدي في ترجمته ، فإيراد السيوطي الحديث في
" الجامع " خطأ.
2 - أن الحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 147 ) و قال : رواه أبو يعلى
و فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد و هو متروك .
3 - أن محمد بن الحسن التل لم يذكر في شيوخه جعفر بن محمد ، و إنما ذكر هذا في
شيوخ محمد بن الحسن الهمداني .
4 - أن التل لم ينسب إلى همدان ، و إنما نسب إليها ابن أبي يزيد ، فالظاهر أن
لفظة ( الزبير ) تحرفت على بعض الرواة في " المستدرك " من ( أبي يزيد ) ،
و بناء عليه ذهب الحاكم إلى أنه التل فأخطأ والله أعلم .
و الجملة الأولى من الحديث وردت من كلام الفضيل بن عياض ، رواه السلفي في
" الطيوريات " ( 64 / 1 ) ، و رويت في حديث آخر لا يصح و هو :
(1/256)
________________________________________
180 - " ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم و يدر لكم أرزاقكم ؟ تدعون الله ليلكم
و نهاركم ، فإن الدعاء سلاح المؤمن " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 329 ) :
ضعيف .
رواه أبو يعلى ( 3 / 346 / 1812 ) من طريق سلام بن سليم عن محمد بن أبي حميد عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 147 ) : رواه أبو يعلى من حديث
جابر بن عبد الله و فيه محمد بن أبي حميد و هو ضعيف .
و أما قول الشيخ العجلوني في " الكشف " ( 1 / 403 ) عقب الحديث المتقدم و قول
الهيثمي هذا : و قال ابن الغرس : قال شيخنا : صحيح ، فلعله أراد باعتبار
انجباره فتدبر .
قلت : قد علمت أن الحديث الذي قبله موضوع فلا تأثير له في تقوية هذا الحديث
الضعيف ، كما هو مقرر في علم المصطلح .
على أن له علة أخرى تبينت لي بعد أن وقفت على إسناده في " مسند أبي يعلى " ،
فإنه قال : حدثنا أبو الربيع حدثنا سلام يعني ابن سليم عن محمد بن أبي حميد عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله به .
قلت : سلام هذا هو الطويل المدني ، و هو متروك متهم بالوضع فإعلال الحديث به
أولى من إعلاله بمحمد بن أبي حميد و قد مضى له حديث موضوع برقم ( 58 ) و آخر
ضعيف توبع عليه برقم ( 26 ) فالحديث موضوع أيضا كالذي قبله ، و ليس ضعيفا فقط
كما كنا عللناه بابن أبي حميد من قبل بناء على عبارة الهيثمي فتنبه .
(1/257)
________________________________________
يتبع ...
المفضلات