بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
وقد حكي في مرآة الزمان عن المأمون، أنه قال: حدثني أبي يعني هارون الرشيد، عن أبيه المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه عليّ، عن أبيه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيد القوم خادمهم» وذكر أنه مما يؤثر عن المأمون أنه كان يقول: استخدام الرجل ضيفه لؤم.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 9 : ضعيف . روي من حديث ابن عباس و أنس بن مالك و سهل بن سعد . 1 - أما حديث ابن عباس ، فيرويه يحيى بن أكثم القاضي عن المأمون قال : حدثني أبي عن جده عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعا . و فيه قصة . أخرجه أبو القاسم الشهرزوري في " الأمالي " ( ق 180 / 2 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( ق 139 / 1 مجموع 107 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 187 ) من طرق عن يحيى به . و قد اختلفوا عليه ، فبعضهم رواه هكذا ، و بعضهم جعل عكرمة مكان الجد ، و بعضهم جعله من مسند عقبة بن عامر . و لهذا قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : " و في سنده ضعف و انقطاع " . 2 - و أما حديث أنس ،فيرويه حم بن نوح : حدثنا سلم بن سالم عن عبد الله بن المبارك عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ : " خادم القوم سيدهم ، و ساقيهم آخرهم شربا " . أخرجه المخلص في قطعة من " الفوائد " ( 284 ) و ابن أبي شريح الأنصاري في " جزء بيبى " ( 169 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علته سلم بن سالم و هو البلخي الزاهد ، أجمعوا على ضعفه كما قال الخليلي . و قال ابن حاتم : " لا يصدق " . و حم بن نوح ، ترجمة ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 319 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث قال السيوطي في " الجامع الصغير " : " رواه أبو نعيم في " الأربعين الصوفية " عن أنس " . فتعقبه المناوي بقوله : " في صنيعه إشعار بأن الحديث لا يوجد مخرجا لأحد من الستة ، و إلا لما أبعد النجعة ، و هو ذهول ، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المذكور عن أبي قتادة ، و رواه أيضا الديلمي " . و أقول : ليس هو عند ابن ماجه بتمامه ، و إنما له منه : " ساقي القوم آخرهم شربا " . أخرجه ( 3434 ) من طريق أخرى عن أبي قتادة مرفوعا . و هذا القدر منه صحيح ، فقد أخرجه مسلم أيضا ( 2 / 140 ) من هذا الوجه في حديث نومهم عن صلاة الفجر في السفر . و يبدو لي أن المناوي قلد الديلمي في هذا العزو ، فقد قال السخاوي في آخر الكلام على حديث الترجمة : " ( تنبيه ) : قد عزاه الديلمي للترمذي و ابن ماجه عن أبي قتادة فوهم " . و قلده السيوطي أيضا ، فعزاه في " الجامع الكبير " ( 2 / 51 / 2 ) لابن ماجه عن أبي قتادة . و أما في " الجامع الصغير " فبيض له ، فإنه قال : " عن أبي قتادة " ! و لم يذكر مصدره ، فقال المناوي : " و عزاه في " الدرر المشتهرة " لابن ماجة من حديث قتادة . و في " درر البحار " للترمذي ! و للحديث طريق أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ : " يا ويح الخادم في الدنيا ، هو سيد القوم في الآخره " . و هو موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " معلقا ، فقال (8 / 53 ) : " و حدث أحمد بن عبد الله الفارياناني : حدثنا شقيق بن إبراهيم عن إبراهيم بن أدهم عن عباد ابن كثير عن الحسن عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى لله عليه وسلم يقول : فذكره " ، و قال : " هذا مما تفرد به الفارياناني بوضعه ، و كان وضاعا ، مشهورا بالوضع " . و اتهمه ابن حبان أيضا بالوضع ، فاقتصار الحافظ السخاوي على قوله : " و إسناده ضعيف جدا " ، لا يخلو من تساهل ، و ذكر أنه منقطع أيضا ، يعني بين الحسن و أنس قلت : و عباد بن كثير هو البصري ، و قال البخاري : " تركوه " . و قال النسائي : " متروك " . و في لفظ آخر : " إذا كان يوم القيامة نادى مناد على رؤوس الأولين و الآخرين : من كان خادما للمسلمين في دار الدنيا ، فليقم و ليمض على الصراط ، آمنا غير خائف ، و ادخلوا الجنة أنتم و من شئتم من المؤمنين ، فليس عليكم حساب ، و لا عذاب " . رواه أبو نعيم بإسناده السابق و هو موضوع كما عرفت ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و إني لأشم منه أن واضعه صوفي مقيت ! 3 - و أما حديث سهل بن سعد ، فقد أخرجه الحاكم في " التاريخ " بسند ضعيف كما حققته في تعليقي على " المشكاة " ( 3925 ) .
المفضلات