بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،كان لابد من ذكر الحقيقة التى يقولها المنهج العلمى فبعد سنوات خمسة من البحث فى هذه المسألة،قطعت فيها بفضل الله وحده برأى قاطع يقوم على عدة اساسات:
اولا ذو القرنين القرأنى هو نفسه ذوالقرنين التوراتى المذكور فى سفر دانيال وكما تؤكد كتب التراث وكما روى عن الإمام محمد بن جعفر فإن ذا القرنين القرأنى هو افريدون فى الاسطورة الفارسية وكل هذه المسميات لشخص واحد هو كيروش الإخمينى .
ثانيا الأثار التى تتحدث عن عروبة ذى القرنين مثلها مثل الأثار التى تتحدث عن عروبة الملوك الذين عاصروا ابراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام،فمن وجهة نظر كتب التراث كل الفراعنة والملوك كانوا عربا وهذا سببه محاولة الأقوام العربية نسبة انفسهم إلى تاريخ ومجد فنسبوا الأمجاد الأرية إليهم ولم يكن للعرب اى مجد قبل الإسلام فذو القرنين وملكة سبأ المعاصرة لسليمان كانوا من الشعوب الأرية وكذلك كل الملوك العظام المذكورين فى اشعار العرب،والفتوحات المذكورة فى اشعار العرب ليست لملوك عرب بل للملوك الأريين الذين كانوا عبر تاريخ الشرق الأوسط هم اهل الفتح والغزو،وهم الذين تصدوا ليأجوج ومأجوج(الإمبراطورية السكيثية) وهم الذين فتحوا بلاد الترك وبلاد الروم كما فى فتوحات كيروش وداريوس.
ثالثا الشبهات التى اثيرت حول عقيدة كيروش او كورش مبنية على سوء الفهم والنظرية المادية الماركسية فى قراءة التاريخ فكورش لم يتودد لإله بابل عبثا او سياسة ولكن لأن إله بابل مردوخ او مردوك يرمز للذات الإلهية فمردوخ هو المعتلى او العلى العظيم،والتوحيد هو الأصل عند كل الشعوب ولكن بمرور الوقت دخل التجسيم إلى صورة الإله فصار مردوخ فى صورة جسم كما وقع لرحمن إله اليمن وايل اله الفينقيين ويهوه اله الإسرائيليين وزيوس إله الإغريق واهورامزدا إله الفرس فكل هؤلاء كانوا علما على اله السماء وهو الله عزوجل ثم وقع الشرك فى الصفة تاليا،وكورش عندما ذكر الإلهين نابو وبعل لم يذكرهما كإلهين بل كحاميين له وبالبحث العميق عن صفات نابو وبعل سنجد انهما لم يكونا من مجمع الألهة الرئيسى وصفاتهما تشبه كثيرا صفات الملاكين جبريل وميكائيل ويُحتمل انهم من الملائكة الذين بمرور الزمن تحولوا فى نظر البعض الهة كما فعل العرب حين عبدوا الملائكة والجن قبل الإسلام وكورش لم يثبت عنه سجوده لصنم واما إستعانته بالوثنيين فى جيشه فهذا من باب الضرورة.
رابعا القصص التى تتكلم عن لقاء ذى القرنين بإبراهيم عليه السلام لا تتكلم عن ذى القرنين القرأنى بل تتكلم عن ذى قرنين اخر وهو المعروف بالضحاك او عبدالله بن الضحاك وهو امبراطور الهكسوس الكبير وقد عاصر النبى إبراهيم عليه السلام ثلاثة من ملوك الهكسوس،وواحد منهم كان ملكا على العرب ولهذا نجد قصة لقاء ابراهيم بذى القرنين فى مكة موجودة فى العهد القديم ولكن تستبدل ذى القرنين بأبيمالك ملك جرار:وابيمالك معناها الملك الأب او الملك الكبير،وكان الهكسوس الذين احتلوا مصر وهم انفسهم الكاسيون الذين احتلوا العراق زمن النبى ابراهيم عبارة عن تجمعات تسمى الاحلامو او الأحلاف لكل مجموعة ملك يقودها.
خامسا قصة ان سبب تسمية ذى القرنين بضربة على رأسه تسببت بموته،هذه قصة اسطورية لا تُنسب إلى الوحى قط لأن الموتى فى المعارك لا يعودون للحياة(ولقد سبقت كلمتنا انهم اليها لايرجعون)ولكن القصة تحوير اسطورى لما عاناه كورش فى شبابه قبل سيطرته على الحكم.
سادسا واخيرا:يأجوج ومأجوج ليسوا من الغوامض الأسطورية بل هم انفسهم شعبا جوج وماجوج فى سفر حزقيال وايضا فى سفر الرؤية وجوج وماجوج هما الشعبان اللذان كونا اضخم دولة عبر التاريخ والجغرافيا،هذه الدولة حملت اسم السكيث زمن كيروش ودارا وتكفل كيروش بمنع اذاها وشرها الذى كان واقعا بوفرة قبل ان يحكم كما سجل الكتاب المقدس،وهذه الدولة حملت إسم الهون والأن تحمل إسم روسيا الإتحادية والعجيب انها دائما وابدا كانت اكبر دولة فى العالم من حيث المساحة والموارد ولم تنجح امة فى التاريخ من تغيير تركيبتها السكانية ابدا،ومسألة ان يأجوج ومأجوج محبوسون وراء السد اجاب عنها العلماء الكبار كابن كثير ومحمد انور الكشميرى والسعدى بأنها لا تصح نسبتها إلى النبى عليه الصلاة والسلام والصحيح عن النبى عليه الصلاة والسلام كما فى البخارى ومسلم وله شاهد فى القرأن الكريم ان يأجوج ومأجوج يختلطون ببقية البشر ويموجون مع البشر بعضهم فى بعض.
المفضلات