إذاً أنت لازلت غير مقتع بالنسخ ، على الرغم من انك قلت من قبل أنه في عصر نوح كان حكم أكل الخنزير جائز بامر من الله الذي أحل ذلك بأن قال للبشر كل ما على الأرض حلال لكم ، ولكنه في عهد موسى ألغى هذا الحكم بأن وضع حكم آخر يحرم فيه أكل لحم الخنزير .
ومع ذلك فأنت أسميت هذا التبديل في الحكم " تدرجاً " ورفضت أن يكون التدرج هذا هو النسخ
ربما كان مفهومك للتدرج هو تحريم ما كان مباحاً على وجه الأصل كأن نقول تحريم الخمر فهو كان مباح ومن ثم حرم في وقت الصلاة وبعدها حرم قطعاً .. فإن كان هذا تعريفك فأنا أتفق معك فيه ، ولكن هل يتفق هذا مع مثالنا ؟ !
إن قلت لا فأنت منصف وإن قلت نعم فيجب أن آتيك بدليل آخر .. وليس الأمر بعسير فالأمثلة كثيرة
ولكن هذا دليل دامغ يقطع دابر أي محاولة للتأويل
(اللاويين)(Lv-20-10)(. واذا زنى رجل مع امرأة فاذا زنى مع امرأة قريبه فانه يقتل الزاني والزانية.)
الأمر واضح هذا حكم لا يختلف عليه اثنين الزاني يُقتل
بينما نجد في إنجيل يوحنا
(انجيل يوحنا)(Jn-8-3)( وأحضر إليه معلمو الشريعة والفر يسيون امرأة ضبطت تزني، وأوقفوها في الوسط، 4 وقالوا له: -يامعلم، هذه المرأة ضبطت وهي تزني 5 وقد أوصانا موسى في شريعته بإعدام أمثالها رجما بالحجارة، فما قولك أنت؟
" تعليق : هكذا فهم اليهود شريعة موسى بأن الزاني يقتل بأمر من الله في الناموس المنزل على موسى وقد طلبوا قول عيسى في هذا الأمر ونحن أمام أمرين .. إما أن يطبق عيسى أوامر الناموس أو ينسخها بحكم جديد وهذا ما سنعرفه من باقي القصة "
6 سألوه ذلك لكي يحرجوه فيجدوا تهمة يحاكمونه بها. أما هو فانحنى وبدأ يكتب بإصبعه على الأرض 7 ولكنهم ألحوا عليه بالسؤال، فاعتدل وقال لهم: -من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر 8 ثم انحنى وعاد يكتب على الأرض 9 فلما سمعوا هذا الكلام انسحبوا جميعا واحدا تلو الآخر، ابتداء من الشيوخ. وبقي يسوع وحده، والمرأة واقفة في مكانها 10 فاعتدل وقال لها: -أين هم أيتها المرأة؟ ألم يحكم عليك أحد منهم؟ 11أجابت: -لا أحد ياسيد-. فقال لها: -وأنا لا أحكم عليك. اذهبي ولا تعودي تخطئين!-)
هكذا تم نسخ حكم الزنى الموثق في العهد القديم بحكم عيسى .. ولماذا لا تطبقون حكم موسى اليوم ؟!!
أما أنك نرفض النسخ البتة فهذا يحتم عليك رفض قول بولس :
(العبرانيين)(Heb-7-15:19)( ومما يزيد الأمر وضوحا أن يقام كاهن غيره على مثال ملكي صادق 16 لم يصر كاهنا بحسب شريعة وصية بشرية، بل بحسب قوة حياة ليس لها زوال، 17 لأن الشهادة التي أديت له هي: -- أنت كاهن للأبد على رتبة ملكي صادق . 18 وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها، 19 فالشريعة لم تبلغ شيئا إلى الكمال، وأدخل رجاء أفضل نتقرب به إلى الله. )
الزميل العزيز تيتو ..
أنا لا أنتقل إلى أي نقطة قبل أن أنهي سابقتها ، فعليك الإنصاف في قبول النسخ في الشرائع السابقة قبل أن نتكلم على ما قدمه الإسلام ..
أنتظرك وأتمنى أن أجدك منصفاً
المفضلات