نعم يا سمير ... كل ما حُرم على المسلمين فهو مضر لهم ، و ذلك مصداقاً لقوله تعالى :
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
فالمحرمات خبائث .... و الخبائث تضرنا ..... ثم إننا نحن معشر المسلمين ، نعبد الله تعالى و نأتمر بأوامره و ننتهي بنواهيه ، دون أن نعلم الأسباب ... لأنه هو وحده يعلم و لا يُسأل لماذا افترض فرضا ، أو حرم محرماً ....
و الضرر ليس جسديا فحسب ، و إنما يدخل فيه الضرر النفسي و المادي و المعنوي و ضرر المجتمع ... إلى غير ذلك من الأضرار ...
فإن ذُكرت الأسباب ، فذاك ... و إن لم تذكر فواجب علينا الالتزام بالأمر ...
و مع تطور العلم و التكنولوجيا ، أصبحنا ندرك أكثر أسباب تحريم ما حرم الله تعالى ، و تبين لنا أكثر أن هذا التحريم هو في صالحنا ، لأن الله و رسوله أبعدوا عنا كل ما يضرنا ..
و لسنا ملزمين بالبحث عن أسباب التحريم ، بقدر ما نحن ملزمون بالالتزام ... فإن ظهرت الأسباب مع مرور الوقت ، فلا بأس ...
فالخمر وحده على سبيل المثال ، له من الأضرار ما لا يُعد و لا يُحصى .. نفسياً و جسدياً و اجتماعياً
كما بين لنا العلم الحديث فوائد الأوامر التي أمرنا الله بها ، كالصيام مثلاً ، ثبت أنه علاج للجسم و يجعله يستريح و يجدد نشاطه ، و يسمح للجهاز الهضمي بتجديد أنسجته التالفة .... الى غير ذلك ..
و هنا أضرب لك مثالاًً بسيطاً ..
لديك طفل في الثالثة من عمره ، و تقول له إياك أن تلمس الجمرة لأنها ستحرقك !
فهو لا يستوعب الضرر الذي ستُحدثه له الجمرة لأن عقله لا يُدرك ذلك بعد .. فيتجه بالرغم من ذلك للجمرة و يمسكها بيده ، فتُحرقه !
فيكون بذلك عصى أمرك ، و أضر نفسه !!
و تصور الآن أنك أخذت نفس الطفل الى الطبيب ليُعطيه حُقنة لِعلاجه من مرض ما ، ستراه يبكي و يصرح لأنه لا يُريد الحقنة ، و لأنه يظن أنها ستضره ، في الوقت الذي ستفيده .....
فإن تُرِك الطفل يختار ، لرفض أن يُعطى الحُقنة بالرغم مِن أنها ستُفيده ...
فيكون بذلك عصى أمرك ، و أضر نفسه !!
فإن كبر الطفل ، أدرك و استوعب أكثر ما فيه ضرره ، و ما فيه إفادته ..
و هذا هو مربط الفرس ، حيث أن الله تعالى افترض علينا أشياء ، و منع عنا أخرى ، لأنه يعلم طبيعتنا و يعلم ما يتناسب مع أجسامنا و أرواحنا ...
فتجد من يأتمر بهذه الأوامر و ينتهي عن النواهي ، يحيى عيشة هانئة ، و يحس بسعادة داخلية و راحة نفسية لا يحسها غيره ممن لا يلتزم بأوامر الله و يجتنب نواهيه ...
المفضلات