صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 34
 
  1. #21
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي




    " رفع الهمة بهدي سلف الأمة "

    سلسلة علمية منهجية دعوية , نقدمها لشبابنا في زمن مسخت فيه الهوية وزعزع فيه الانتماء , وسطت فيه الماديات والشهوات على قلوب الشباب والفتيات, واهتزت فيه الثوابت الحقيقية,
    لا نقدمها لحضاراتكم من باب الترف الفكري , ولا من باب الثقافة الذهنية الباردة الباهتة , التي لا تتعامل إلا مع الأقوال فحسب وتتجاهل الأفعال والأحوال .
    لا نقدمها من باب التنظير دون التفعيل والتطبيق والتغيير, ولا من باب القصص والحواديت.
    و والله ما تكلمنا في تلك السلسلة من باب الأهلية وإنما من باب المسؤولية.


    نقدمها لكم في زمن قدم فيه كثير من التافهون و الغافلون والخائبون لكي يكونوا القدوة والأسوة , وأخر فيه المتقون الصادقون الصالحون , الذين هم القدوة الفعلية الحقيقية.
    لا نقدمها من باب الطرفة الفكرية ولا القصة الخيالية و إنما هي سيرة عملية منهجية نستلهم منها الدروس والعبر ونستمد منها ضوءاً ينير لنا الطريق ومفتاحاً يفتح لنا المغاليق,
    نقدمها لكي تعي الأمة قدر رجالها وعظمائها , لكي نستل جرثومة الداء ونقف على حقيقة الدواء,
    من خلال هدي هؤلاء الأتقياء الأنقياء الغر الميامين .

    أحبتي في الله
    نحن اليوم على موعد مع رجل من طراز فريد , نحن مع الرجل الذي عاين طائر الفاقه يحوم حول حب الإيثار فألقى له ذلكم الرجل حب الحب على روض الرضا واستلقى على فراش الفقر آمناً مطمئناً فرفع الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة وتركه هنالك ثم علا على أفنان وأغصان شجرة الصدق ليغرد لهذا الرجل بأغلى وأعلى المدح وهو يتلوا في حقه قول ربه " وسيجنبها الأنقى , الذي يؤتي ماله يتزكى , وما لأحد عنده من نعمة تجزى , إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى , ولسوف يرضى " يا ترى من هو ذلك الرجل ؟؟؟
    إنه صاحب النبي في الحضر والأسفار , ورفيقه الشفيق في جميع الأطوار , وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار , والممدوح في الذكر الحكيم بمفخر فاق به كل الأخيار وعامة الأبرار .
    إنه فضل كل من فاضل، وفاق كل من جادل وناضل، ونزل فيه: " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل " الحديد 10
    تجرد من الأموال والأعراض، وانتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض، صار للمحن هدفاً، وللبلاء غرضاً، وزهد فيما عز له جوهراً كان أو عرضاً، تفرد بالحق، عن الالتفات إلى الخلق .
    إنه السابق إلى التصديق , إنه الملقب بالعتيق , إنه المؤيد من الله بالتوفيق
    إنـــــــــه ..................... أبو بكر الصديق " رضي الله عنه وأرضاه "
    إنه الرجل الأمة
    نعم إنه رجل بأمة فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه " لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر "
    اسمه ونسبه :
    اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي.
    واسم أمه:أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر، ماتت مسلمة.
    وفي تسميته بعتيق ثلاثة أقوال: أحدهما ما روي عن عائشة انها سئلت: لِمَ سُمي أبو بكر عتيقاً؟ فقالت: نظر إليه رسول الله. صلى الله عليه وسلم فقال: هذا عتيق الله من النار.
    والثاني: أنه اسم سمّته به أمه، قاله موسى بن طلحة.
    والثالث: أنه سمي به لجمال وجهه - قاله الليث بن سعد.
    وقال ابن قتيبة لقبّه النبي. صلى الله عليه وسلم بذلك لجمال وجهه سماه النبي. صلى الله عليه وسلم صِدّيقاً وقال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلا.
    وكان علي بن أبي طالب يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء: " الصديق " .
    اسماء زوجاته :
    الاولي : قتيلة بنت عبد العزي بن عبد الله . انجبت له عبد اللهواسماء .
    الثانية : ام رومان بنت عامر بن عويمر . انجبت له عبد الرحمن وعائشة .
    الثالثة : اسماء بنت عميس . انجبت له محمداالرابعة : حبيبة بنت خارجة بنزيد . انجبت له ام كلثوم بعد وفاته .
    أسماء أولاده :
    وكان له من الولد: عبد الله، وأسماء ذات النطاقين وأمهما قتيلة، وعبد الرحمن، وعائشة - أمهما أم رومان - ومحمد، وأمه أسماء بنت عُميس، وأم كلثوم. وأمها حبيبة بنت خارجة بن زيد، وكان أبو بكر لما هاجر إلى المدينة نزل على " خارجة " فتزوج ابنته.
    فأما عبد الله: فانه شهد الطائف.
    وأما أسماء: فتزوجها الزبير فولدت له عدةً ثم طلقها، فكانت مع ابنها عبد الله إلى أن قتل وعاشت مائة سنة.
    وأما عبد الرحمن: فشهد يوم بدر مع المشركين ثم أسلم.
    وأما محمد: فكان من نساك قريش، إلا أنه أعان على عثمان يوم الدار، ثم ولاه علي بن أبي طالب مصر فقتله هناك صاحب معاوية.
    وأما أم كلثوم: فتزوجها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
    ذكر صفته :
    كان أبو بكر رضي الله عنه نحيفاً خفيف العارضين معروق الوجه ناتيء الجبهة أجنى لايستمسك، إزاره يسترخي عن حقويه، عاري الأشاجع يخضب بالحناء والكتم. عن أنس قال: كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم.
    وعن قيس بن أبي حازم قال: دخلت مع أبي على أبي بكر وكان رجلاً نحيفاً خفيف اللحم، أبيض.
    حياته قبل الإسلام :
    لقد كان رضي الله عنه قبل الإسلام من سادة قريش ومن خير شبابها وكان مثل النبي صلى الله عله وسلم ولم يكن يسهر في نادياً من نوادي قريش مع الشباب ولم يشرب الخمر أبداً لا في الجاهلية ولا في الإسلام وكان كريما حيياً جواداً خلوقاً وقد قيل فيه كما قيل في النبي " فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق .... الحديث " والحديث مخرج بطوله في صحيح البخاري

    إسلامه رضي الله عنه :
    كان أبو بكر رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له فيه كبوة إلا أبا بكر فإنه ما تردد فيه " والحديث من باب الأمانة العلمية في سنده ضعف ولكن يشهد له ما رواه أبو نعيم في الحلية وبن عساكر بسند حسن من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما كلمت أحداً في الإسلام إلا أبى علي وراجعني الكلام إلا بن أبي قحافة فإني لم أكلمه في شئ إلا قبله واستقام عليه " وهذه شهادة من النبي أن أبا بكر كان أكثر الناس استقامة على دين الله
    إذا تذكَّرتَ شجواً من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
    خير البرية أتقاها وأعدلها ... إلا النبيَّ وأوفاها بما حملا
    الثانيَ التالي المحمودَ مشهده ... وأول الناس حقاً صدّق الرُّسلا





  2. #22
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    أبو بكر حول الرسول :
    لقد كان النبي أحب الناس إلى أبي بكر بل ولقد كان أبي بكر من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن عمرو بن العاص قال : " فَأَتَيْتُهُ أي - النبي- فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ
    " رواه البخري في صحيحه وغيره
    كانت الصديقة وأبيها أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم
    وحين الهجرة من مكة إلى المدينة خرج الجميع إلى المدينة إلا أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم
    وقد روى البخاري عن محمد بن الحنفية – بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وأرضاه قال " قُلْتُ لِأَبِي, أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ
    "
    وهذه شهادة من علي رضي الله عنه وأرضاه أن خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو الصديق رضي الله عنه .
    ولقد كان وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتغير إذا أغضب أحد أبي بكر ولو كان عمر ففي الحديث الذي رواه البخاري وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ – أي خاصم أو دخل في خصومة - فَسَلَّمَ وَقَالَ إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ – أي النبي صلى الله عليه وسلم - يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا لَا فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا
    "
    هذه هي مكانة الصديق في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند صحيح من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " وقال الالباني في المشكاة حديث صحيح
    فوالله ما ارتقى الصديق رضي الله عنه هذا المرتقى وما بلغ هذه المكانة إلا بعدما تم إيمانه واستلقى على عرش اليقين يقيه حين لم يدع سبيل من سبل الخير إلا وأسرع إليها كالريح المرسلة
    ففي الحديث الذي رواه البخاري في الادب المفرد ومسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال "فمن تبع منكم اليوم جنازة." قال أبو بكر رضي الله عنه: انا. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟" قال أبو بكر رضي الله عنه. أنا. قال "فمن عاد منكم اليوم مريضا." قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن في أمريء، إلا دخل الجنة".
    ولقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان في وجوده أو في غير وجوده ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال : " صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ – أي أنهما ليسا موجودان في هذا المجلس - وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ "
    ما هذا الجمال وما هذا الجلال وما هذه الشهادة التي شهدها الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى للصديق وللفاروق رضي الله عنهما ولنا حلقة جميلة ومهيبة لفاروق الأمة الأواب عمر بن الخطاب بإذن الله تعالى
    ويدل هذا الحديث أن أبا بكر قد تم إيمانه وقد تم تصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم
    بل ولقد صدقه لأبعد من ذلك وذلك يوم الإسراء ولقد كان شعاره إذا تأزمت الأمور وتشككت الصدور " إن كان قد قال فقد صدق "
    قالها يوم الإسراء ولم يتردد فيها ولم يتهته فيها ولم يتلعثم فيها فلقد قال حين أخبر عن حادثة الإسراء " إن كان محمد قال ذلك فقد صدق "
    وها هو في صلح الحديبية كان مثالاً في الصدق واليقين فقد حدث ما حدث من الشروط الجائرة والظالمة
    فحين قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم " ألست نبي الله حقا؟ قال: (بلى). قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: (بلى). قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: (إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري). قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: (بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام). قال: قلت: لا، قال: (فإنك آتيه ومطوف به). قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقا، قال بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنه على الحق؟ قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به، قال: بلى، أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به.
    قال الزهري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا . " والحديث مخرج بطوله في صحيح البخاري
    أرئيتم الفارق هذا هو الفارق الذي جعل الصديق هو خير الأمة بعد نبيها نعم نحن نحب الفاروق ولكن يأبى الله ورسوله أن يتقدم أحد على الصديق فلقد قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغضب حين أراد عمر في مرض النبي أن يتقدم ليصلي بالناس إماماً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأبى الله ورسوله لا يتقدم أحد على صديق الأمة " رضي الله عنه وأرضاه .
    ونراه في الهجرة قد فاض حنانه وقد فاض حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم نراه يمشي أمام النبي تارة وخلف النبي تارة وعن يمينه تارة وعن يساره تارة فحين سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك , فقال يا رسول الله إن مشيت خلفك خفت أن تؤتى من أمامك , وإن مشيت أمامك خشيت أن تؤتى من خلفك " والحديث رواه البيهقي مرسل ولكن له شواهد ترقيه إلى مرتبة الحسن
    عن أنس بن مالك، قال: لما كان ليلة الغار، قال أبو بكر: يارسول الله دعني، فلأدخل قبلك فإن كانت حية أو شيء كانت لي قبلك، قال: ادخل، فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى جحراً جاء بثوبه فشقه ثم ألقمه الجحر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع، قال: فبقى جحر فوضع عقبه عليه، ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم فأين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بالذي صنع، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال: " اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة " . فأوحى الله تعالى إليه: " إن الله قد استجاب لك " .
    ويقول الصديق في رواية البراء بن عازب في الصحيحين في يوم الهجرة " انْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ فَقُلْتُ هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي قَالَ نَعَمْ فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنْ الْغُبَارِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ هَكَذَا ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالْأُخْرَى فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ "
    يا الله ما هذا الحنان وماهذ الحب وما هذا الجلال " فشرب حتى رضيت "
    ولننتقل إلى يوم من أصعب الأيام التي مرت على الأمة بل هو أصعب الأيام التي مرت على الأمة وهو اليوم الذي نام فيه المصطفى على فراش الموت ولقد ذكرنا تفاصيل ذلك اليوم في الحلقة السابقة .
    في هذا اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم طاشت العقول وضاقت الصدور وعم الذهول لَمّا تُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَامَ عُمْرُ بْنُ الْخَطّابِ ، فَقَالَ إنّ رِجَالًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ يَزْعُمُونَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ تُوُفّيَ وَإِنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا مَاتَ وَلَكِنّهُ ذَهَبَ إلَى رَبّهِ كَمَا ذَهَبَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فَقَدْ غَابَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمّ رَجَعَ إلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ قِيلَ قَدْ مَاتَ وَوَاللّهِ لَيَرْجِعَنّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَمَا رَجَعَ مُوسَى ، فَلَيَقْطَعَنّ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ زَعَمُوا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَات
    قَالَ وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْر ٍ حَتّى نَزَلَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حِينَ بَلَغَهُ الْخَبَرُ ، وَعُمَرُ يُكَلّمُ النّاسَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَى شَيْءٍ حَتّى دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُسَجّى فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ عَلَيْهِ بُرْدٌ حِبَرَةٌ فَأَقْبَلَ حَتّى كَشَفَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . قَالَ ثُمّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَبّلَهُ ثُمّ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي ، أَمّا الْمَوْتَةُ الّتِي كَتَبَ اللّهُ عَلَيْك فَقَدْ ذُقْتهَا ، ثُمّ لَنْ تُصِيبَك بَعْدَهَا مَوْتَةٌ أَبَدًا . قَالَ ثُمّ رَدّ الْبُرْدَ عَلَى وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلّمُ النّاسَ فَقَالَ عَلَى رِسْلِك يَا عُمَرُ أَنْصِتْ فَأَبَى إلّا أَنْ يَتَكَلّمَ فَلَمّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ لَا يَنْصِتُ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ كَلَامَهُ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إنّهُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمّدًا فَإِنّ مُحَمّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللّهَ فَإِنّ اللّهَ حَيّ لَا يَمُوتُ . قَالَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { وَمَا مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ } . قَالَ فَوَاَللّهِ لَكَأَنّ النّاسُ لَمْ يَعْلَمُوا أَنّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ حَتّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ يَوْمئِذٍ قَالَ وَأَخَذَهَا النّاسُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَإِنّمَا هِيَ فِي أَفْوَاهِهِمْ قَالَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ عُمَرُ وَاَللّهِ مَا هُوَ إلّا أَنْ سَمِعْت أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا ، فَعَقِرْت حَتّى وَقَعْت إلَى الْأَرْضِ مَا تَحْمِلُنِي رِجْلَايَ وَعَرَفْت أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ مَاتَ . "
    لقد كان بليغا عاقلا متزن ملهم مفهم عالما تقيا نقيا محب لله ورسوله ويحبه الله ورسوله .





  3. #23
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    أبو بكر وعطاؤه للاسلام :
    لما مات رسول الله اجْتَمَعَتْ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلَامِهِ نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَا وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ عُمَرُ بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ


    فَتَكَلّمَ أَبُو بَكْر ٍ فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِاَلّذِي هُوَ أَهْلُهُ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّي قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِي ؛ وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِي ؛ الصّدْقُ أَمَانَةٌ وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيّ عِنْدِي حَتّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقّهُ إنْ شَاءَ اللّهُ وَالْقَوِيّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتّى آخُذَ الْحَقّ مِنْهُ إنْ شَاءَ اللّهُ لَا يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ إلّا ضَرَبَهُمْ اللّهُ بِالذّلّ وَلَا تَشِيعُ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلّا عَمّهُمْ اللّهُ بِالْبَلَاءِ أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِذَا عَصَيْتُ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ . قُومُوا إلَى صَلَاتِكُمْ يَرْحَمُكُمْ اللّهُ .
    قال علي رضى الله عنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرنا في امرنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضيناه لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فقدمنا أبا بكر.
    وعن عطاء بن السائب قال لما استخلف أبو بكر اصبح غاديا إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر وأبو عبيدة فقالا له أين تريد يا خليفة رسول الله قال السوق قالا تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين قال فمن أين أطعم عيالي قالا له انطلق حتى نفرض لك شيئا فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة وما كسوه في الرأس والبطن.
    وعن حميد بن هلال قال لما ولي أبو بكر الخلافة قال أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم افرضوا لخليفة رسول الله. صلى الله عليه وسلم ما يغنيه فقالوا نعم برداه إذا اخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف فقال أبو بكر رضي الله عنه رضيت.
    ولما ولي استعمل عمر على الحج ثم حج أبو بكر من قابل ثم اعتمر في رحب سنة اثنتي عشرة فدخل مكة ضحوة فأتى منزله وأبو قحافة جالس على باب داره معه فتيان يحدثهم فقيل له هذا ابنك فنهض قائما وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته فنزل عنها وهي قائمة فجعل يقول يا أبهْ لا تقم ثم التزمه وقبّل بين عيني أبي قحافة جعل أبو قحافة يبكي فرحا بقدومه وجاء والي مكة عتاب بن أسيد و سهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام فسلموا عليه فقالوا السلام عليك يا خليفة رسول الله وصافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله. صلى الله عليه وسلم ثم سلموا على أبي قحافة فقال أبو قحافة يا عتيق هؤلاء الملأ فاحسن صحبتهم فقال أبو بكر يا أبه لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت عظيما من الأمر لا قوة لي به ولا يدان إلا بالله.
    وقال هل من أحد يتشكى ظلامة؟ فما أتاه أحد فاثنى الناس على واليهم.





  4. #24
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    جهاد أبى بكر :
    لقد دخل الناس فى دين الله أفواجًا، وقلَّ عدد المشركين الذين يعبدون الأصنام، وطهرت الجزيرة العربية من الشر، لكن بعض الذين دخلوا فى الإسلام كان منهم ضعاف الإيمان، ولم يكن الإيمان قد استقر فى قلوبهم، وقد دخله بعضهم طمعًا فى الأراضى والأموال.
    وكانت وفاة الرسول فرصة لهؤلاء وأولئك لكى يظهروا ما أخفوه خلال الفترة الماضية، ولكى يعلنوا ردتهم عن الدين الحنيف، فماذا يفعل الصديق، والخلافة فى أول عهدها ؟!
    إن هناك جماعة منعت الزكاة، وأخرى ارتدت، بل ادعى بعض الناس منهم النبوة !
    جيش أسامة:
    لقد كان على أبى بكر -رضى الله عنه- أن يواجه هؤلاء جميعًا. وليس هذا فقط بل كان عليه أن يؤمِّن حدود الدولة الإسلامية ضد الأعداء الخارجيين، وكان الرسول ( قد أعدَّ لذلك جيشًا بقيادة أسامة بن زيد، ولكنه ( مات قبل أن يبرح الجيش المدينة، وظل أسامة بجيشه على حدود المدينة ينتظر الأوامر!
    وراح الجميع يفكرون فى مواجهة أعداء الأمة الإسلامية الوليدة!
    وكان رأى بعض المسلمين أن توجه كل الجهود إلى محاربة المرتدين، وأن يؤجل إنفاذ جيش أسامة لمحاربة الروم إلى ما بعد القضاء على المرتدين، وأن يتفرغ أبو بكر لذلك، ولكن أبا بكر وقف شامخًا راسخًا، يؤكد العزم على قتالهم جميعًا فى كل الجبهات
    فلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا
    قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ
    " [متفق عليه]
    قام الصحابة للصديق وقالوا له فلتأجل بعث اسامة ويصر أن يتم بعث أسامة قائلا: "والله لو ظننت أن السباع تخطفنى لأنفذت بعث أسامة كما أمر الرسول " [ابن كثير].
    فقال الصحابة إن كان لا بد فاختر قائداً أخر , فقال الصديق ايختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم قائداً على الجيش وأعزله أنا .
    ثم قام ليمشي بجوار اسامة ليبذل له النصئح الغالية وكان اسامة على حصانه وأبوبكر بجواره يمشي على الارض فقال له المربى المهذب اسامة بن زيد يا خليفة رسول الله إما أن اترجل – يعني امشي على الارض – وإما أن تركب , فقال الصديق رضى الله عنه وماذا على أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله , ثم قال الصديق لاسامة " لا تغدرو ولا تخونوا , ولا تحرقوا نخلا ًولا تقطعوا شجرة مثمرة , ولا تقتلوا طفلاً , ولا شيخ كبير , ولا امرءة , ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا للأكل , وستمرون على أقواما في الصوامع تفرغوا للعبادة فدعوهم , ثم قال انطلقوا بسم الله





  5. #25
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    جيش العلاء بن الحضرمى :
    كان ملك البحرين، قد أسلم فى عهد الرسول ، وأقام فى رعيته الإسلام والعدل، وعندما مات رسول الله ومات ملك البحرين، ارتد أهل البحرين، وقال قائلهم: لو كان محمد نبيّا ما مات.
    وبقيت بالبحرين قرية يقال لها جُوَاثا ثابتة على دينها، فقد قام فيها رجل من أشرافهم وهو الجارود بن المعلى، وكان ممن هاجروا إلى رسول الله ، فقال: يا معشر عبد القيس إنى سائلكم عن أمر فأخبرونى إن علمتموه. قالوا: سَلْ. قال: أتعلمون أنه كان لله أنبياء قبل محمد؟ قالوا: نعم. قال: تعلمونه أم ترونه؟ قالوا: نعلمه. قال: فما فعلوا؟ قالوا: ماتوا. قال: فإن محمدًا مات كما ماتوا، وإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: ونحن أيضًا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. وثبتوا على إسلامهم [ابن كثير].
    وأرسل أبو بكر العلاء بن الحضرمى أحد كبار الصحابة إلى حرب المرتدين من أهل البحرين، وكان العلاء على معرفة بأحوال هذه البلاد لأن الرسول كان قد أرسله ليجمع الزكاة من أهلها.
    وحدث فى هذه الغزوة أن نزل العلاء منزلا فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم، وبقوا على الأرض ليس معهم شىء سوى ثيابهم، وذلك ليلا، ولم يقدروا منها على بعير واحد، فأصاب الناس همٌّ عظيم وجعل يوصى بعضهم إلى بعض، فنادى منادى العلاء، فاجتمع الناس إليه، فقال: أيها الناس، ألستم المسلمين؟ ألستم فى سبيل الله؟ ألستم أنصار الله؟ قالوا: بلى. قال: فأبشروا والله لا يخذل الله مَنْ كان فى مثل حالكم. ونودى لصلاة الصبح حين طلع الفجر، فصلى بالناس، ثم جثا على ركبتيه، وجثا الناس، واستمر فى الدعاء حتى طلعت الشمس، وجعل الناس ينظرون إلى سراب الشمس يلمع مرة بعد مرة وهو يجتهد فى الدعاء، فوجدوا إلى جانبهم غديرا عظيمًا من الماء.


    فمشى ومشى الناس إليه فشربوا واغتسلوا، فما انتهى النهار حتى أقبلت الإبل من كل مكان بما عليها لم يفقدوا شيئًا من أمتعتهم.
    والتقى جيش العلاء بالمرتدين فهزموهم، وفروا منهم فى البحر إلى "دارين"، فتبعهم المسلمون، لكنهم عندما وصلوا إلى ساحل البحر ليركبوا، وجدوا أن المسافة بعيدة،ولو انتظروا حتى يجهزوا المراكب التى سوف يعبرون عليها، لتمكن الأعداء من الهروب، فاقتحم العلاء البحر بفرسه وهو يقول: يا أرحم الراحمين، يا حكيم يا كريم، ويا أحد يا صمد، يا حى يا محيى، يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت يا ربنا. وأمر الجيش أن يقولوا ذلك، ففعلوا وعبر بهم الخليج بإذن الله، فقطعه إلى الساحل الآخر، فقاتل عدوه وهزمهم، وأخذوا غنائمهم وأموالهم. ولم يفقد المسلمون فى البحر شيئًا سوى عليقة فرس.
    وكان مع الجيش راهب من أهل هجر، فأسلم وقال: خشيت إن لم أفعل أن يمحقنى الله لما شاهدت من الآيات، ولقد علمت أن القوم لم يعانوا بالملائكة إلا وهم على أمر الله، فحسن إسلامه [ابن كثير: البداية والنهاية].
    لقد خرج المؤمنون خالصة نواياهم، غايتهم العزة لدين الله العظيم، من أجل ذلك أمدهم الله بكراماته، وأيدهم بنصره.
    لقد هزت هذه الجيوش الجزيرة العربية هزّا عنيفًا، وأعادت المارقين والخارجين إلى حظيرة الإيمان من جديد؛ ليعرفوا أن الله هو الحق المبين، وأن رسوله ( هو خاتم النبيين، وإذا كان محمد قد مات، فإن دين الإسلام الذى جاء به باق إلى يوم القيامة بإذن الله.
    وكان جيش أسامة الذى أرسله أبو بكر لمحاربة الروم قد حقق الهدف الذى بعث من أجله، فَأَمَّنَ الحدود، وأعاد الثقة إلى النفوس!
    وعرف الروم أن الدولة الإسلامية مازالت قوية، لم تضعف، وفى استطاعتها أن تصد كيد الأعداء.
    وفى وقت بعث أسامة، كان بعض مانعى الزكاة قد جاءوا إلى أبى بكر، فلما رأوا تصميمه على أخذ الزكاة، رجعوا إلى قبائلهم وأغروهم بالقضاء على الإسلام، والاستيلاء على المدينة، وكان أبوبكر قد وضع بعض الصحابة على أنقاب المدينة؛ لأنه توقَّع إغارتهم، وعندما اتجهوا بالفعل إلى المدينة، وعرف أبو بكر أوصى الواقفين على الأنقاب بالصبر، ثم اتجه هو وبعض الصحابة، إليهم ولقنوا هؤلاء المرتدين درسًا لا يُنسى، حتى يعلموهم وغيرهم أن الدولة الإسلامية لم تضعف بعد وفاة النبى .
    كما عمل أبو بكر رضى الله عنه على القضاء على كل من تسول له نفسه أن يطعن فى دين الله، كأولئك الذين ادعوا النبوة أمثال الأسود العنسى وسجاح التى أسلمت فيما بعد، ومسيلمة الكذاب الذى أرسل إليه أبو بكر جيشًا هزمه شر هزيمة فى موقعة اليمامة، حيث قتل الله الكذاب بعد ما استشهد كثير من الصحابة وخاصة بعض حملة القرآن منهم.





  6. #26
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    فتوحات أبى بكر :
    انتهت حروب الردة، وتم القضاء على كل من ادعى النبوة كالأسود العنسى، ومسيلمة الكذاب، وسجاح. ورجع الهدوء والاستقرار إلى الجزيرة العربية.
    وبدأت أنظار المسلمين تتجه ناحية حدود دولتهم، فالفرس يقفون فى وجه الدعوة الإسلامية، ويساندون أعداءها. والروم يحاربون الدعوة وينصرون خصومها.
    أبو بكر والفرس :
    بدأت عداوة الفرس للمسلمين فى عهد الرسول ، عندما أمر ملك الفرس عامله على اليمن أن يرسل من عنده رجلا ليقتل رسول الله أو يأسره بعدما أرسل له النبى من يدعوه إلى الإسلام ولكن الله أهلك ملك الفرس عندما ثار عليه قومه وحفظ رسوله حتى مات.
    وعندما ارتدت العرب ظن الفرس أن العرب المرتدين سيقضون على الإسلام فى مهده، ولكن الله خَيَّبَ ظنهم، فعادوا يكيدون للإسلام، فما كان من أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلا أن بعث إليهم خالد بن الوليد، وتحرك الجيش بقيادته نحو العراق، ونزل الحيرة فدعا أهلها إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب. ولهم أن يختاروا الموقف الذى يناسبهم، فلا إكراه فى الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين! والإسلام أحب إلى كل مسلم من الجزية أو الحرب.
    وقبل أهل الحيرة أن يدفعوا للمسلمين الجزية ويعيشوا فى أمان وسلام، وكانت هذه أول جزية تؤخذ من الفرس فى الإسلام.
    وسار خالد بجيشه إلى الأنبار، فهزم أهلها حتى نزلوا على شروطه، وقبلوا دفع الجزية أيضًا. ثم اتجه إلى "عين التمر"، ومنها إلى "دومة الجندل"، وفتحهما عنوة وقهرًا بعد أن رفض أهلها الإسلام والجزية وأعلنوا الحرب! فعاد البطل الفاتح منتصرًا بعد أن أَمَّنَ حدود الدولة الإسلامية الناشئة من ناحية الفرس.
    مواجهة الروم :
    لكن خطر الروم ما زال يهدد الدولة الإسلامية !! فهذا هرقل إمبراطور الروم قد جمع قواته على حدود فلسطين؛ وحرض العرب المجاورين له على معاداة المسلمين ليوقف المد الإسلامى والزحف المبارك، ولكن كلمة الله لابد أن تكون هى العليا، وكلمة الذين كفروا هى السفلى! لابد أن يزيل أبو بكر رضى الله عنه كل العوائق التى تقف فى طريق الدعوة الإسلامية، وتتربص بها، تريد القضاء عليها!
    ودعا أبو بكر المجاهدين لحرب الروم فى الشام، وأعلن التعبئة العامة ليلقن كل الذين يفكرون فى العدوان على الإسلام والمسلمين درسًا لا ينسى، وتحركت الجيوش من "المدينة المنورة" وبتشكيل أربع فرق يقودها قواد عباقرة عظام.
    كان على رأس الأولى: "عمرو بن العاص" ووِجْهَتُه "فلسطين".
    وكان على رأس الثانية "يزيد بن أبى سفيان" ووجهته دمشق.
    وكان على رأس الثالثة "الوليد بن عقبة" ووجهته "وادى الأردن".
    أما الرابعة فكان على رأسها "أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح" ووجهته "حمص".





  7. #27
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    منجزات أبى بكر :
    كان عهد أبى بكر امتدادًا لعصر النبى ، لم يكن إلا متبعًا ومنفذًا لكل ما أشار به الرسول أو أمر به، لم يبتدع أبو بكر -رضى الله عنه- شيئًا يخالف ما كان عليه رسول الله ، بل كان كل شىء يسير وفقًا لشريعة الإسلام، وانشغل الناس فى فترة خلافته بقتال المرتدين والفتوحات الإسلامية.


    ولم يبق فى المدينة إلا من استبقاهم أبو بكر لحمايتها، ولاستشارتهم ولتبادل الرأى معهم، وعلى رأس هؤلاء: عمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص.
    وكانت المدينة المنورة فى عهده عاصمة الدولة الإسلامية ومركز الحكم ومقر الخلافة.
    قسم أبو بكر الجزيرة العربية إلى ولايات جعل على كل منها أميرًا، يؤم الناس فى الصلاة، ويفصل بينهم فى القضايا، ويقيم الحدود؛ فكان على "مكة" عتاب بن أسيد، وعلى صنعاء المهاجر بن أمية، وعلى عمان والبحرين العلاء بن الحضرمى.
    وقد اتخذ الصديق عمر قاضيًا على المدينة، وجعل أبا عبيدة أمينًا على بيت مال المسلمين.
    ولقد كانت فترة حكمه قصيرة، لكنها كانت حاسمة فى تاريخ الإسلام، فقد واجه أحرج المواقف، وربما وقف وحده عند إصراره على محاربة المرتدين فى وقت اتجه فيه باقى المسلمين إلى المسالمة، قائلين: كيف نحارب الجزيرة العربية كلها؟! لكنه بإيمانه ويقينه وصدقه سرعان ما ضم المسلمين إلى رأيه، ثم سار بهم جميعًا يدكّ صروح الشرك، ويقضى على الشكوك والأوهام!
    ولم يتوقف عند هذا، بل راح يحطم قصور كسرى وقيصر.
    رحم الله أبا بكر لقد تمثلت فيه كل المعانى الإسلامية الرائعة.

    جمع المصحف :
    استشهد كثير من حفظة القرآن وقرائه فى حروب الردة، وهنا أشار عمر -رضى الله عنه- على أبى بكر بضرورة جمع القرآن الكريم ؛ حيث كان مكتوبًا على سعف النخيل، وقطع الجلد، وألواح عظام الإبل، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت ومعه بعض أصحابه بتولى هذه المهمة العظيمة.
    وقاموا بتدوين القرآن كله فى دقة متناهية بالترتيب الذى أمر به رسول الله (، ودون أى تغيير، وسموه مصحفًا.
    إن القرآن هو دستور المسلمين، وقد تعهد الله بحفظه، وكان أبو بكر أول من أسهم فى هذا الحفظ رحمه الله.
    ذكر مرض أبي بكر ووفاته رضي الله عنه
    عن عبد الله بن عمر قال: كان سبب موت أبي بكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كمد فما زال جسمه يحري حتى مات وعن ابن هشام أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان حريرة أهديت لأبي بكر. فقال الحارث لأبي بكر: ارفع يا خليفة رسول الله والله ان فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت في يوم واحد فرفع يديه فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة.
    وقيل: كان بدء مرضه أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ خمسة عشر يوماً.
    وعن أبي السفر قال: مرض أبو بكر فعاده الناس، فقالوا: ألا ندعو الطبيب؟ قال قد رآني. قالوا: فأيَّ شيءٍ قال لك؟ قال: اني فعَّال لما أريد.
    وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط قال: لما حضر أبا بكر الصديق الموت دعا عمر فقال له " اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وانه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضته، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله عليهم، حق لميزان يوضع فيه الحقُ غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بأتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحقَّ لميزانٍ يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً، وان الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: اني لأخاف أن لا الحق بهم وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه فإذا ذكرتهم قالت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغباً راهباً، لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله. فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن أنت ضيعّت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت، ولست تعجزه.
    وعن عائشة قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا عبدٌ نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح كان يسقي بستانا له، فبعثنا بهما إلى عمر. قالت: فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً.
    وعنها قالت: لما حضر أبا بكر الوفاة جلس فتشهد ثم قال: " أما بعد يا بنية، فان أحب الناس غنىً إلي بعدي أنتِ، وإن أعز الناس علي فقراً بعدي أنت، وإني كنت نحلتُك جدادا عشرين وسقا من مالي فوددت والله انك حزته وإنما هو أخواك وأختاك قالت قلت هذان أخواي فمن أختاي قال ذو بطن ابنة خارجة فإني أظنها جارية وفي رواية قد القي في روعي أنها جارية فولدت أم كلثوم.
    وعنها قالت لما ثقل أبو بكر قال أي يوم هذا قلنا يوم الاثنين قال فإني أرجو ما بيني وبين الليل قالت وكان عليه ثوب عليه ردع من مشق فقال إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين جديدين وكفنوني في ثلاثة أثواب فقلنا أفلا نجعلها جددا كلها قال لا إنما هو للمهلة فمات ليلة الثلاثاء أخرجه البخاري.
    وكان آخر ما تكلم به:( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين [يوسف: 101]. ولم يترك ثروة طائلة، وإنما ترك ذكرى طيبة. وحسبه أنه جمع المسلمين، ووحّد كلمتهم، وأمَّن حدود الدولة، ولقَّن الأعداء درسًا لا يُنسى.
    قال أهل اليسر توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين وأوصى أن تغسله أسماء زوجته فغسلته وأن يدفن إلى جنب رسول الله. صلى الله عليه وسلم وصلى عليه عمر بين القبر والمنبر ونزل في حفرته ابنه عبد الرحمن وعمر وعثمان وطلحة بن عبيد الله.
    رحمه الله ورضي عنه وحشرنا في زمرته أماتنا على سنته ومحبته.





  8. #28
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    مناقب ابو بكر الصديق رضى الله عنه :
    " إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا " التوبة40
    " وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى{17} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى{18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى{21} " الليل
    " وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " الزمر33
    " لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " الحديد10
    " وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " النور22
    قول النبي صلى الله عليه وسلم " إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ إِنْ يَكُنْ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْعَبْدَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ " رواه البخاري
    وقال صلى الله عليه وسلم " قَالَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي وَقَدْ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " رواه مسلم
    وعن ابن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال يا محمد مالي ارى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره فقال يا جبريل انفق ماله علي قبل الفتح قال فان الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر عليه السلام اسخط على ربي؟ أنا عن ربي راض عن ربي راض، أنا عن ربي راض.
    وقال صلى الله عليه وسلم " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الترمذي وقال الالباني صحيح
    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ
    أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ قَالَ أَبِي كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ قَالَ فَإِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ
    عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
    قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولُ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ
    عن أنس بن مالك قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فرجف بهم، فقال: (أثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
    أخرجه البخاري في صحيحه هكذا.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر " فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟ رواه أحمد.
    وفي الحديث الطويل الذي ذكره البخاري في صحيحه " فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك. ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: (ائذن له وبشره بالجنة). فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة. فدخل أبو بكر رضي الله عنه وجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف، ودلى رجليه في البئى كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف عن ساقيه.
    قول النبي صلى الله عليه وسلم إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر . صححه الالباني
    قول عمر رضي اللّه عنه: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي. فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فجئت بنصف مالي.
    فقال: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. وجاء أبو بكر بكل ما عنده.
    فقال: يا أبابكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم اللّه ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.
    قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه " " لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر "
    قول الامام على رضى الله عنه " خير الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر , ولا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب امرئ مؤمن "
    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي
    " أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " رواه البخاري
    وذكر محمد بن إسحاق أنه أسلم على يد أبي بكر من العشرة خمسة عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.
    ودفع أبو بكر عقبة بن أبي معيط عن رسول اللّه لما خنق رسول اللّه وهو يصلي عند الكعبة خنقاً شديداً. وقال:
    " أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ "





  9. #29
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    نفع الهمة من تلك الهمة :
    دروس وعبر :

    والأن بعد أن قرأت هذه السيرة العطرة الفائح جمال ريحها نستطيع أن نقول أن الصديق كانت به كل شمائل الرجولة وكل حسنات المروءه لقد كان صادقاً مصدقاً لكل ما جاء به النبي الكريم ولقد كان الصديق تقياً وعابداً وزاهداً كريماً جواداً متصدقا ً أمينا ً رجل بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ يعرف حق الله فيؤديه ويعرف أمر الله فيعمل به ويعرف نهى الله فينتهي عنه لقد كان حيياً نقياً عالماً فقيهاً كما فسرنا في سابق كلامنا .
    واقعنا المرير :
    لو نظرنا إلى حالنا إلى حال الصديق رضى الله عنه وأرضاه لشعرنا بضئالة شديدة وحقارة كبيرة فنحن نعرف أمر الله ونجتنبه ونعرف نهى الله ونأتيه نعصى الاله ولا نستحي منه ونأمن مكره مع أن الصديق المبشر بالجنة في أكثر من موقف قال " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما آمن مكر الله " ألم أقل لكم والله إني لاشعر بحقرة نفسي إلى جوار الصديق وأشعر أني لست بشئ بجانب الصديق


    ولقد غيبنا الغرب الحاقد عن هؤلاء الافاضل حتي نضل ولا نرى قدوة فنقدي بهم فنضل كما ضلوا ونشقى كما شقوا , والله إننا لو وزن إيماننا بإيمان هذا الصديق الكريم لرجح إيمانه كما قال عمر وما أدراك ما عمر , ووالله إن القلب لينفطر لما عليه شبابنا في هذه الايام التي اصبح قدوتهم فيها المغنين والممثلين ولاعبى الكرة , ونسوا أن القدوة الحقيقة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 , وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي , عضوا عليها بالنواجز " .

    المعالجة والتطبيق :
    يجب علينا أيها الاحبة أن نرجع إلى ديننا وأن نطالع سير الاطهر الابرار من صحابة وتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ولقد أعجبتني كلمة قالها شيخنا أبو إسحاق الحويني " إن مجرد مطالعة سير الققم إفادة عظيمة مما يرفع همتك " , فلننظر كيف كان الصديق كريما ولنقتدي به في كرمه وسخاءه وتصدقه
    ولننظر كيف كان تقيا فلنقتدي بتقوته وبأفعاله الكريمة , ولننظر إلى حبه لرسول الله لنقتدي به ولنتعلم كيف يكون الحب لله ولرسوله , ولننظر إلى أدبه وهو يحاور الانصار والمهاجرين لنتعلم نحن أدب الحوار مع كل من نعرف ومن لا نعرف , ولننظر إلى حكمته لنتعلم كيف تكون الحكمة وكيف يكون الفقه في دين الله تعالى وفي الدنيا أيضاً , ولننظر إلى خوفه ورجاءه لله لنتعلم الخوف والرجاء .

    وحب صحابة المختـار ديـنٌ &&& أدين بـه،وعنـوانُ النجابـة
    فقـد كانـوا جنـوداً أوفيـاءً &&& لدين الله ، قـد رغبـوا ثوابـه
    كتـاب الله يمدحهـم ،ويثنـي &&& رسولُ الله إذ جـدّوا الإجابـة
    دعوا صحبي ، فما منكم يوازي &&& نصيفاً منهمُ،فهـمُ الصحابـة
    هم الأحبابُ والأعـوان دومـاً &&& ومن يكرَهْهُـمُ أودى صوابَـه
    فمن يكـرهْ "أبا بكـر" تعـامى &&& وخالط قلبَـَه الضـلُّ وشابـه
    فمن بعد الرسـول سـواه طود &&& لدين اللـه من وهـن أصابـه
    فثبـّتَ ركنَـه بأسـاً وعـدلاً &&& وجمّع شملَـه وحمى رحـابَـه
    وخضّد شوكـة المرتـد قهـراً &&& وكسّر سهْمه ولـَوى حِرابـه
    وأرسـل جنده شـرقاً وغربـاً &&& فأشرقـت العقيـدة مستطـابـة
    وكان الحـق في يمنـاه يسعى &&& وجال النصر يستهوي ركابـه

    أحبتي في الله ما كان من توفيق فمن الله وحده
    وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
    وأسأل الله في نهاية هذه الحلقة أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال , وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ونسأل الله أن يجمعنا مع النبي المصطفى وأصحابه الاخيار في جنات ونهر ومقعد صدق عند مليك مقتدر إنه ولى ذلك والقادر عليه
    أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
    سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك
    المراجع :
    1- القرآن العظيم
    2- صيح البخاري
    3- صحيح مسلم
    4- السلسلة الصحيحة للالباني
    5- البداية والنهاية لابن كثير
    6- الحلية لأبي نعيم
    7- صفة الصفوة لمحمد بن الجوزي
    8- سيرة بن هشام
    9- تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق
    10- ائمة الهدى ومصابيح الدجى للشيخ محمد حسان


    منقول للأمانة






  10. #30
    أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3069
    تاريخ التسجيل : 14 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 219
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أكناف الشام
    الوظيفة : سلفي مندس ومتآمر
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    سلمت يمينكِ أختي الفاضلة على هذا الموضوع القيم وهذا الاختيار الموفق

    نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكِ وحسنات كل من يقرأها

    تقبلي مروري وفائق احترامي




    [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=royalblue][B]قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:{لا يؤخذ العلم عن أربعة:سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،وصاحب بدعة يدعو الناس إلى هواه،ومن يكذب في حديث الناس وإن لم يكذب في الحديث النبوي،وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به}
    [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

 

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لو معاك ثلاث وردات تهدي كل وردة لمن
    بواسطة لا تسئلني من أنا في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2010-07-22, 03:07 AM
  2. عِظَم الهمة
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2009-07-06, 11:30 PM
  3. كارثة تهدد المجتمع المصري
    بواسطة السيف البتار في المنتدى ساحة الأستاذ السيف البتار
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2009-06-10, 03:35 AM
  4. لمن تهدي هذه العبارات من الأعضاء ...؟
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 2008-09-03, 01:53 PM
  5. لمن تهدي هذه العبارة؟؟!!
    بواسطة زهراء في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2008-03-20, 02:57 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML