المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف العضب
هذه الرواية باطلة مكذوبة ، قال عنها الحافظ ابن كثير لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح (تفسير ابن كثير) .
وقال القرطبي رحمه الله : " والأحاديث المروية في نزول هذه الآية , ليس منها شيء يصح ". (تفسير القرطبي) .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترتجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69 .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقد جاء بعد الآيات التي أوردتيها :
{ إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ..} (النجم : 23 ) .
فهل يعقل أن يمدح آلهتهم ثم يقول بعدها "إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ" ! .
ثم انه من المفترض أيضاً بحسب الرواية المكذوبة أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم : (وان شفاعتهم لترتجى) ثم قال بعدها بحسب سياق السورة : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا .. } ( النجم : 26 ) .
فهل يعقل هذا ؟!
إذن فالرواية باطلة مكذوبة ؛ لعدة أسباب :
1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .
2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى : " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ " (الحاقة : 44) .
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) (الاسلام في قفص الاتهام - دار الفكر) .
ونُسِفت الشبهة .. فبهت الذي كفر .
المفضلات