الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه :
جزاكم الله خيراً أخي و نفع بكم و من بعد إذنك عندي تعليق بسيط على الموضوع
المشرف البالي المسمى البابلي مطالب باثبات عدة مقدمات أهمها :
الأولى : اثبات صحة الاحتجاج بقول التابعي في مسائل الاعتقاد .
الثانية : أن جلوس رسول الله على العرش يعد من الشرك .
فهو يقول
محمد سيزاحم ربه على كرسيه او عرشه ..!!
اذن !
من المشركين اذن ؟؟!!
فقد اقعدوا محمد مع ربهم ..
على عرشه ..!
على كرسيه !!
على السرير .. ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
اذن من هم المشركين ؟؟!!!
تحياتي
البابلي
فنحن نريد أن يثبت لنا ماهو الشرك في جلوس النبي - صلى الله عليه و سلم - على العرش و ما هو المحذور في هدا ؟
و للعلم فإن ظاهر اللفظ فيه أن محمد سيجلسه الله معه على العرش و ليس فيه ما يدل أن الله جالس على العرش بل غاية ما يدل أن الله عز و جل على عرشه مستو عليه استواءً يليق بجلاله و هذا الأمر ثابت بالكتاب و السنة و الاجماع و العقل و الفطرة و الأدلة على هذا لا تعد و لاتحصى و عليه فإن ما جاء عن بعض الأئمة من قبول هذا الأثر إنما هو في معرض ردهم على الجهمية نفاة الصفات الذين كانوا ينكرون علو الله على عرشه و الجهمية و من دار في فلكهم يستنكرون علو الله لوقوعهم بداية في التمثيل و التشبيه فظنوا بظنهم الفاسد أن إجراء الصفة على ظاهرها يستلزم منها التمثيل بالمخلوق و هذا الظن باطل فالصفة تتقيد بما تضاف إليه فإذا أضيفت للمخلوق فهم من ذلك أن هذا الأمر يختص بالمخلوق و إذا أضيفت إلى الخالق فإن هذا الأمر يختص بالخالق على الوجه الذي يليق به .
فالمقصود مما سبق لو فرضنا صحة ثبوت الخبر عن النبي و هو لا يصح لما كان بهذا محذور لأن هذا الأمر فضيلة للنبي صلى الله عليه و سلم فأين الشرك في الموضوع يا بالي ؟
و كما بين أخي ذو الفقار فإن الأحاديث المرفوعة لهذه الرواية كلها موضوعة و لاتصح عن النبي صلى الله عليه و سلم أبداً .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
(( وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل ردا لكتاب ابن فورك وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث قعود الرسول صلى الله عليه و سلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول
وقد يقال : إن مثل هذا لا يقال إلا توفيقا لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره سواء كان من المقبول أو المردود ))
درء تعارض العقل مع النقل الجزء 3 صفحة 19
الخلاصة :
الثابت في المقام المحمود هو الشفاعة الكبرى لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا موجود و ثابت في الصحيحين و هذا الرأي هو الصواب لدلالة الأحاديث الصحيحة عليه و لكن من يثبت الأمرين معاً الشفاعة و خصوصية جلوس النبي على العرش فلا تعارض أيضاً بينهما على رأي بعض أهل العلم و لا محذور إن شاء الله .
هذا و الله أعلى و أعلم
المفضلات