صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 35
 
  1. #21
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الشبهة الثانية
    استدراك بعض الصحابة عليه

    ذهب البعض ممن لا خبرة لهم بطبيعة استدراك بعض الصحابة رضي الله عنهم على بعض، إلى القول: بضعف ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه
    أو ضعف ما استدرك عليه خاصة، وذلك لأنه قد استدرك عليه من قبل عائشة وابن عمر رضي الله عنهما.

    ويجاب عن هذه الشبهة بما يأتي:
    1 إن استدراك عائشة وابن عمر رضي الله عنهما عليه كان من الأمور التي اقتضتها طبيعة الحوار العلمي، والمذاكرة التي كانت تحصل بين الصحابة رضي الله عنهم أحياناً، إذ قد استدرك أكثر من صحابي على غيره رواية أو مسألة علمية، فأقنع صاحبه بها، أو اقتنع هو بما عند صاحبه فيها، وهذا أمر معروف عند العلماء، ولا سيما المحدثين منهم، وهو لا يؤثر في عدالة المستدرك عليه ولا في أمانته، كما لا تؤثر مخالفة الثقة لثقة مثله: في عدالتهما، أو فيما يرويان من روايات.

    وكان استدراك عائشة وابن عمر رضي الله عنهما على أبي هريرة يسير في هذا الإطار.
    - إن استدراك عائشة رضي الله عنها عليه مستفاد مما روي أنها دعت أبا هريرة، فقالت له: يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي صلى الله عليه وسلم، هل سمعت إلا ما سمعنا، وهل رأيت إلا ما رأينا؟ قال : يا أماه إنه كان يشغلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني والله ما كان يشغلني عنه شئ.(1)
    ففي هذا الحديث نرى أبا هريرة رضي الله عنه يجيب عائشة رضي الله عنها على تساؤلاتها بما يبدو أنها قد اقتنعت به، إذ لم ترد أو تعلق عليه بشئ، لما فيه من صراحة وواقعية يسلم بها ذوو النفوس الكريمة والمقاصد السليمة.

    وبهذا يتضح أن استدراكها ما هو إلا تساؤل أرادت منه الجواب عليه، فلما أجابها بما أجابها به، عرفت أن عنده ما ليس عندها، وأنه قد سمع ما لم تسمعه
    ورأى ما لم تره، نظراً لملازمته التامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانشغالها رضي الله عنهما بما تنشغل به النساء المتزوجات عادة.
    ومما يؤكد عدم انشغاله رضي الله عنه بغير السماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تقدم عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أنه دخل عليه رجل، فقال: يا أبا محمد والله ما ندري هذا الغلام اليماني أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم أم أنتم؟ فقال طلحة: والله ما يشك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، إن كنا قوماً أغنياء لنا بيوت وأهلون، كنا نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، ثم نرجع وكان أبو هريرة رضي الله عنه مسكيناً لا مال له ولا أهل ولا ولد، إنما كانت يده مع يد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يدور معه حيث ما دار، ولا نشك أنه قد علم ما لم نعلم، وسـمع ما لم

    (1) الحاكم: المستدرك 3/509، وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي عليه ويراد بالاستدراك هنا: الاعتراض، لا الاستدراك الاصطلاحي
    وهو استدراك إمام على إمام: أحاديث لم يخرجها في كتابه، مع وجود شرطه فيها، وذلك مثل ما فعل الحاكم في المستدرك على الصحيحين.

    ولم يتهمه أحد منا أنه تقوّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل. (1)
    3 وأما استدراك ابن عمر رضي الله عنهما عليه، فهو اعتراضه عليه في حديث (اتباع الجنازة) وهو ما روي أنه مرّ بأبي هريرة رضي الله عنه، وهو يحدث عن النبي صلى الله عليه سلم: "من تبع جنازة فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد" فقال ابن عمر: يا أبا هريرة: انظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق إلى عائشة رضي الله عنها، فقال لهاك يا أم المؤمنين أنشــدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من تبع جنازة، فصلى عليها فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان؟" فقالت: اللهم نعم.
    فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس، ولا صفق بالأسواق، إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها، أو أكلة يطعمنيها، فقال ابن عمر: يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمنا بحديثه.(2)

    4 هذا ولم يكن أبو هريرة رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي استدرك عليه من قبل بعض إخوانه من الصحابة، وإنما قد استدرك على غيره

    فقد استدركت عائشة رضي الله عنها على ابن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، كما استدرك بعضهم عليها، وهو أمر معروف
    ____________________
    (1) الحاكم 3/511-512.
    (2) أحمد: المسند 19/121، والحاكم: المستدرك 3/510-511، واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي عليه والغرس: يراد به غرس صغار النخل، إشارة إلى انشغالهم بالبساتين والضيعات عن الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم.
    عندالعلماء كما أسلفنا ليس هذا موضع بسطه.

    ومما تقدم يتأكد لنا: أن استدراك بعض الصحابة على بعض لم يترتب عليه تكذيب للمستدرك عليه

    ولا خدش لعدالته، أو انتقاص لأمانته، كما توهم الجاهلون ذلك.






  2. #22
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    الشبهة الثالثة
    اهتمامه بشبع بطنه
    اتهم البعض أبا هريرة رضي الله عنه بالاهتمام بشبع بطنه، وأنه ما صحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا لذلك، معولاً في شبهته هذه على ما روي من قوله: "كنت أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ملء بطني"، وقوله: "كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها، أو أكلة يطعمنيها" وما في معناهما من عبارات.

    وهذا اتهام باطل أيضاً من وجوه:
    1- عدم فهم صاحب هذه الشبهة لمراد أبي هريرة رضي الله عنه من قوله: كنت أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ملء بطني، وما في معناه، وعدم معرفته بما دفعه إلى هذا القول، وذلك لأن مراد أبي هريرة من ذكره لشبع بطنه فيما روي عنه من روايات هو: بيان تفرغه التام لملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظه لما سمعه منه، وأنه لم يشغله عن ذلك شاغل، حتى لقمة العيش التي قد تشغل غيره، حيث وجدها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ما قال ذلك عبثاً أو سذاجة، كما زعم البعض، وإنما أراد به الرد علي من قالوا: إن أبا هريرة قد أكثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يفهم من قوله: "إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، إني كنت امرأً مسكيناً، أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهمالحديث".(1)


    (1) البخاري 4/247: كتاب البيوع، ومسلم بشرح النووي16/52-53 واللفظ للبخاري، والصفق: هو صوت وضع اليد باليد عند التبايع.
    ومن رده الذي تقدم قريباً على استدراك ابن عمر رضي الله عنهما عليه بقوله: "لم يكن يشغلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس، ولا صفق بالأسواق، إنما كنت أطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة يعلمنيها، أو أكلة يطعمنيها".
    1- لو كان همه إشباع بطنه لكان بإمكانه البحث عنه عند أمير من أمراء اليمن، أو رئيس قبيلة من قبائلها، يعمل عنده بزراعة، أو رعي مواش، أو غير ذلك، ولوفر على نفسه عناء السفر، وترك الأهل والعشيرة والبلد، وبالهجرة من اليمن إلى الحجاز، إلى رجل لم يكن ملكاً، أو ذا سلطان أو مال يومها، ولم يكن قد تخلص من أعدائه الثلاثة المتربصين به الدوائر: المشركين في مكة وغيرها، والمنافقين في المدينة وحولها، واليهود المجاورين لها، وكانت احتمالات النصر والهزيمة كلها واردة في المقاييس البشرية والمادية.

    ولم تغب هذه الاحتمالات عن ذهب أبي هريرة الشاب الفطن واليماني الحكيم، وهو يحث رحاله نحو المدينة، نحو النور الذي شع فيها: ملبياً دعوة الحق، دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعوة الإيمان بالله الواحد الأحد، وقد شهد بعد وصوله المدينة بيومين أو ثلاثة: غزوة خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1)
    وشهد معه المشاهد بعدها، ولازمه حتى وفاته، وحفظ منه لم يحفظه كثيرون سواه، ممن تشرفوا بصحبته صلى الله عليه وسلم، نعم يحث رحاله متوجهاً إلى طيبة وهو ينشد:
    __________________________________
    (1) البخاري 5/74.

    يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت (1)
    1- لو كان همه إشباع بطنه، لترك ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم، وبحث عمن يشبعها له من موسري الصحابة رضي الله عنه أو غيرهم من أهل المدينة، بعمل أو غيره إذا لم يتيسر له إشباعها في أكثر أيام ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، إذا كان لا يحصل في بعض الأيام على أكثر من تمرة أو تمرتين، أو شربة لبن، أو ما قارب ذلك، فقد روي عنه أنه قال: خرجت يوماً من بيتي إلىالمسجد فوجدت نفراً، فقالوا: ما أخرجك؟ قلت : الجوع فقالوا: ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع، فقمنا فدخلنا على رسول الله، فقال: "ما جاء بكم هذه الساعة"؟ فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر، فأعطى كل رجل منا تمرتين، فقال:"كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا".(2)
    كما روي عنه أنه قد أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قدح لبن، فأمره أن يدعو أهل الصفة، وكان عريفهم، فدعاهم فلما جلسوا قال:" خذا يا أبا هريرة فأعطهم"، فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى، حتى أتيت على جميعهم، وناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه إلى مبتسماً، وقال:"بقيت أنا وأنت" قال: "فاشرب"، فشــربت، قال:"اشرب"،
    __________________________
    (1) أبو نعيم: الحلية 1/379، وابن كثير: البداية والنهاية 8/107.
    (2) الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/592.

    فشربت، فما زال يقول "اشرب" فأشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد لها مساغاً، فأخذ فشرب الفضلة". (1)
    وهذه الرواية مع ما دلت عليه من أمور عظيمة، كزيادة اللبن ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، وعنايته بفقراء المسلمينن وتقديمه
    لهم بالشرب على نفسه، وفرحه بشبعهم، وضربه المثل الأروع في ذلك، فإنها دلت أيضاً على مدى ما كانوا يعانون من جوع وحاجة، ومنهم:
    أبو هريرة المتهم بالاهتمام بشبع بطنه، بل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشبع ثلاث ليال تباعاً، فقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض، وعنها قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد ناراً، إنما هو التمر والماء. (2)

    وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:"ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا".(3)
    وإذا كان هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، فكيف حال أبي هريرة من على شاكلته؟، وهل مثله وهو في هذه الحال يتهم بالاهتمام بإشباع بطنه؟ وماذا يفيده الاهتمام بذلك مع عدم وجود أو قلة ما يقدمه لها لتشبع؟؟؟
    ________________________________
    (1) تقدمت هذه الرواية في فقرة: حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم التعريف بالصفة وأهلها هناك.
    (2) البخاري 7/181.
    (3) أبو نعيم: الحلية 1/93.

    4 لو كان مهتما بشبع بطنه أو بغيره من أعراض الدنيا، لأخذ كغيره شيئاً من الغنائم التي عرضها عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن سعد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك"؟ قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله؟ فنزع نمرة كانت على ظهري، فبسطها بيني وبينه، حتى كأني أنظر إلى النمل يدب عليها، فحدثني حتى استوعبت حديثه قال:"اجمعها فصرها إليك" فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدثني.(1)
    فأين كان هم أبي هريرة متجهاً إلى إشباع بطنه أم إلى العلم والتحصيل؟ قاتل الله الهوى إذا استبد بصاحبه أعمى بصره وبصيرته عن رؤية الحق وقوله.

    5 إن ذكره لما عاناه من جوع وفاقة، كان حرياً بأن يقدر له، لا أن يفسر تفسيراً مادياً نفعياً تافهاً، لما يدل عليه من واقعية وعدم إنكار لماضيه، أعانه على التواضع وعلى استشعار نعم الله تعالى عليه، وشكره عليها بعد أن وسع الله تعالى عليه، ورفع ذكره، وأعلى قدره بالإسلام والعلم والفضل، حيث نراه يلهج بحمد الله تعالى والثناء عليه كثيراً، من ذلك قوله:"الحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبا هريرة إماماً، بعد أن كان أجيراً الحديث".(2)
    وقوله:"الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن، الحمد لله الذي منّ على أبي هريرة بمحمد صلى الله عليه وسلمالحديث.(3)
    وبهذا يتضح لنا بطلان هذه الشبهة، وأن أبا هريرة ما صحب النبي صلى الله عليه وسلم لشبع بطنه، كما زعم الزاعمون، وإنما صحبه:
    إيماناً به، وحباً له، ورغبة في جمع ما جمع منه من علم وهدى ونور.

    _______________________________
    (1) أبو نعيم: الحلية 1/381، والذهبي: سير أعلام النبلاء 2/594.
    (2) ابن كثير: البداية والنهاية 8/113.
    (1) أبو نعيم: الحلية 1/383.





  3. #23
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الشبهة الرابعة
    كتمانه لبعض ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    من الشبه التي أثارها بعض أهل الأهواء: أن كتم بعض ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعد كتماناً للوحي الذي أمر الله تعالى رسوله بتبليغه للناس، مستندين في ذلك إلى ما صح عنه أنه قال: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته في الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم". (1)
    وفي رواية: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ما حدثتكم بها، ولو حدثتكم بحديث منها لرجمتموني بالأحجار". (2)

    هذا ويجاب على هذه البشهة بما يأتي:
    1 لقد أراد أبو هريرة رضي الله عنه: بالوعاءين وما في معناهما، قسمين أو مجموعتين من الأحاديث: أحدهما وهو الأكثر ما رواه للناس ونشره بينهم، وهو ما يجب تبليغه لهم، ولا يجوز كتمانه عنهم، والثاني وهو الأقل، ولعله لا يتجاوز الحديث أو الحديثين كثيراً، هو الذي أخفاه ولم يروه للناس، وذلك مما لا يطلـب العمل به، أو مما قد يثير فتنة، أو
    __________________
    (1) البخاري 1/192-193، كتاب العلم.
    (2) الحاكم: المستدرك 3/509، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي عليه.

    يترتب عليه اتكال، أو يلحق منه أذى، أو تكذيب لمن يرويه، أو غير ذلك، قال الذهبي: هذا على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع، أو المدح أو الذم، أما حديث يتعلق بحل أو حرام، فإنه لا يحل كتمانه بوجه، فإنه من البينات والهدى. (1) أي يجب بيانه للناس، ولا يجوز كتمانه.
    وقال ابن كثير: وهذا الوعاء الذي كان لا يظهره هو الفتن والملاحم وما وقع بين الناس من الحروب والقتال، وما سيقع، وهذه لو أخبر بها قبل كونها، لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه. (2)

    2- لم يكن أبو هريرة رضي الله عنه الصحابي الوحيد الذي كتم بعض ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كتموا بعض ما رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث، وكان منهم: معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقد روى مسلم عنه قال: "كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، قال: فقال: "يا معاذ تدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً، قال: قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس، قال: لا تبشرهم فيتكلوا". (3)
    ومنهم: عبادة بن الصامت رضي الله عنه، فقد صح عنه أنه قال في مرض موته: ما من حديث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسـلم
    ________________________
    (1) الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/597.
    (2) ابن كثير: البداية والنهاية 8/109.
    (3) مسلم بشرح النووي 1/232.


    لكم فيه خير إلا حدثتكموه، إلا حديثاً واحداً وسوف أحدثكموه اليوم، وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار".(1)
    قال القاضي عياض:"ومثل هذا عن الصحابة رضي الله عنهم كثير في ترك الحديث بما ليس تحته عمل، ولا تدعو إليه ضرورة
    أو ما تحتمله عقول العامة أو حشيت مضرته على قائله أو سامعه".(2)

    3 دعوة كبار الصحابة رضي الله عنهم إلى الإقلال من رواية الحديث، وحثهم على ذلك، لأسباب رأوها داعية للإقلال من روايته.
    فقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما يعمل به.
    قال ابن كثير: وهذا محمول من عمر على أنه خشي من الأحاديث التي قد تضعها الناس على غير مواضعها، وأنهم يتكلون على ما فيها
    من أحاديث الرخص، وأن الرجل إذا أكثر من الحديث ربما وقع في أحاديثه بعض الغلط أو الخطأ، فيحملها الناس عنه. (3)
    وصح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "حدثوا بما يعـرفون،
    ___________________________
    (1) مسلم بشرح النووي 1/229، ومعنى: أحيط بنفسي، قربت من الموت.
    (2) النووي شرح مسلم 1/229.
    (3) ابن كثير: البداية والنهاية 8/110.

    ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله". (1)
    كما صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".(2)
    وبهذا يبدو جلياً أن ما أخفاه أبو هريرة لا يخرج عن الأسباب التي أخفى من أجلها بعض الصحابة رضي الله عنهم ما أخفوه من روايات
    وأنه لم يكن كتماناً لما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغه للناسب كما توهم الواهمون.
    _______________
    (1) البخاري 1/199، كتاب العلم.
    (2) مسلم: المقدمة بشرح النووي 1/76.





  4. #24
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الشبهة الخامسة
    عزل عمر له عن ولاية البحرين

    من الشبه التي أثارها بعض أهل الأهواء أيضاً، قولهم: إن عزل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه له عن ولاية البحرين يثير الشك في أمانته.
    وهي شبهة باطلة لما يأتي:
    1 لم يكن عمر رضي الله عنه شاكاً في أمانة أبي هريرة رضي الله عنه، حين عزله عن ولاية البحرين، وإنما أراد بمساءلته له وعزله أن يقطع التساؤل حول ما نمى عنده من مال بعد ولايته للبحرين، وإن كان ذلك المال محدوداً، ولكن كما يقول المثل:"إذا لبس الفقير جديداً قيل: من أعطاك هذا"؟ وعلى افتراض أنه كان شاكاً في أمانته، فإن هذا الشك قد زال بعد سؤاله له عن مصدر هذا المال، وجواب أبي هريرة المقنع على سؤاله.

    فعن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين "أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدو الله وعدو كتابه، ولكن عدو من عاداهما، قال: فمن أين لك؟ قلت: خيل نتجت، وغلى رقيق لي، وأعطية تتابعت، فنظروا فوجدوه كما قال".
    ومما يؤكد اقتناع عمر رضي الله عنه بجوابه، وزوال شكه في أمانته، دعوته له لولاية البحرين مرة أخرى.
    فقد جاء في نفس الرواية "أنه لما كان بعد ذلك، دعا عمر ليوليه،

    فأبى، فقال: تكره العمل، وقد طلب العمل من كان خيراً منك: يوسف عليه السلام، فقال: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثاً واثنتين قال:
    فهلا قلت: خمساً؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، واقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي". (1)
    وهذه الرواية اصح رواية في موضوع عزل عمر له، عن ولاية البحرين، لثقة رواتها، وتعدد طرقها إلى التابعي الجليل محمد بن سيرين رضي الله عنه، وهي تفيد أن عزله لم يكن لخيانة، أو قلة أمانة، أو تقصير في واجب، وإلا فبماذا تفسر دعوة عمر رضي الله عنه له ليوله ثانية على البحرين بعد أن كان قد عزله عنها؟.

    2- كان من سياسة عمر رضي الله عنه المتميزة في الحكم متابعة الولاة والعمل ومساءلتهم، لأدنى ما يرفع عنهم أو يقال ضدهم، مهما علت مراتبهم، وسمت منازلهم في السبق إلى الإسلام، والفضل فيه، لذا نراه يحاسب أبا هريرة ويحاسب من هو دونه، ومن هو أعلى منه في مراتب الصحبة والفضل، كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد السابقين الأولين للإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومجابي الدعوة منهم، (2) وكان عمر رضي الله عنه قد عزله عن إمرة الكوفة، وقال بعد
    ___________________
    (1) الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/612، وابن كثير: البداية والنهاية 8/116.
    (2) ابن كثير : البدايةوالنهاية 8/79، والإصابة 2/33.

    ذلك في وصيته لأهل الشورى: "إن أصابت الإمرة سعداً فذاك، وإلا فليستعن به الذي يلي الأمر، فإني لم أعزله عن عجزن ولا خيانة" (1)
    وعمير بن سعد بن عبيد الأنصاري الصحابي، الذي كان يقال فيه: "عمير نسيج وحده"، وقيل: إن الذي وصفه بهذا هو عمر رضي الله عنه وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لعبد الرحمن بن عمير بن سعد: "ما كان بالشام أفضل من أبيك".(2)
    ومع هذا فقد روى الترمذي عن أبي إدريس الخولاني أن عمر رضي الله عنه عزله عن ولاية حمص وولى صحابياً آخر مكانه. (3)
    وعليه فمساءلة عمر لبعض ولاته، وعزلهم أحياناً، كانت سياسة له كما أسلفنا، وليست بالضرورة إدانة لمن يعزلهم، لعله أراد أن يسن بها سنة لمن بعده من الخلفاء والأمراء.
    _______________________
    (1) ابن كثير: البداية والنهاية 8/75، والإصابة 2/34.
    (2) الإصابة 3/32.
    (3) الترمذي: السنن 5/351.





  5. #25
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الشبهة السادسة
    اتهامه بموالاة بني أمية
    لم يكتف أهل الأهواء بما تقدم من الشبهات التي أثاروها زوراً على أبي هريرة رضي الله عنه، وكأن لهم عليه دماً أو حقاً مالياً، حيث ادعوا أنه كان يمالئ بني أمية، ويضع لمعاوية رضي عنه أحاديث في ذم علي بن أبي طالب رضي الله وكرّم الله وجهه، وهو ادعاء لا دليل عليه، ولا أساس له من الصحة، للأمور الآتية:
    1 لم يرد في كتب الحديث المعتمدة عند جمهور المسلمين من صحاح وغيرها شئ من الأحاديث المدعى ضعها فيما نعلم، وعلى المدعي أن يثبت ما ادعاه إن كان صادقاً، وأنى له ذلك؟.
    2 كيف يكتشف هؤلاء المرجفون وضع أبي هريرة للحديث، ولم يكتشف ذلك الرواة عنه من الصحابة وعدول التابعين، ومن تلاهم من علماء الجرح والتعديل، الذين لم يجاملوا أحداً على حساب دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
    3 كيف يضع الحديث وهو من رواة حديث: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" الذي شاركه في روايته نحو أربعين صحابي.(1)

    ____________________
    (1) النووي علي مسلم 1/68.


    1- ما الأحاديث التي وضعها لمعاوية؟ وكم عددها؟ وما الكتب التي أوردتها، حتى نعرف وزنها عند أهل العمل بالحديث.
    5- روت لنا كتب الحديث المعتمدة كثيراً من الروايات الصحيحة والحسنة عن أبي هريرة في مناقب آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم، وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم الله وجهه، وقد أوردنا طرفاً في (موضوع أبي هريرة وآل البيت) مما يغني عن إعادتها هنا، في حين لم ترو هذه الكتب عنه شيئاً في فضل معاوية رضي الله، أو غيره من بني أمية فيما أعلم.
    6 - لم يثبت أنه كُكِّف في عهد معاوية رضي الله عنه بمهمة أو علم يبرر هذه الشبهة الباطلة، اللهم إلا ما روي

    أنه ولي إمرة المدينة لمروان بن الحكم في بعض حجاته. (1)

    وهي إمرة لا تتجاوز حدود النيابة في الصلاة، والخطبة، وما يقرب منهما، لتأهله لذلك، ولقبولالناس له، لا لمودته منه لأبي هريرة

    لما بينهما من خلاف وتنافر ظهر جلياً في أكثر من موقف.
    من ذلك: ما روي عن الوليد بين رباح قال: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: "ما أنت بوال، وإن الوالي لغيرك، فدعه، يعني حين أرادوا دفن: الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك. قال: فأقبل عليه مروان مغضباً، فقال: يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا: أكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قدمت ورسول الله صلى الله عليه بخـيبر
    ______________
    (1) ابن سعد: الطبقات 4/336.


    وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين ستة سنوات، وأقمت معه حتى توفي، أدور معه في بيوت نسائه، وأخدمه

    وأغزو وأحج معه، وأصلي خلفه، فكنت والله أعلمالناس بحديثه. (1)
    وفي رواية: إن أبا هريرة قال لمروان: إني أسلمت، وهاجرت اختياراً وطوعاً، وأحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً شديداً، وأنتم أهل الدار

    وموضع الدعوة أخرجتم الداعي من أرضه، وآذيتموه وأصحابه، وتأخر إسلامكم عن إسلامي فندم مروان على كلامه له واتقاه. (2)
    ومن ذلك: ما روي عنه أنه قال: والذي نفسي بيده، يوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان.(3)
    وفي هذا ما فيه التعريض الواضح بمروان، ولكن للحاجة حكمها وللظروف مقتضياتها.

    6 لم يمل في الخلاف الذي حصل بين علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما إلى أحد منهما، وقد اعتزل الفتنة التي نشأت عن الخلاف بينهما مع من اعتزلها من الصحابة رضي الله عنهم، وسكن المدينة بعد عودته من البحرين قبل سنة أربع وعشرين من الهجرة، وبقي فيها إلى أن توفي بعد سنة خمسين من الهجرة كما أسلفنا، ومع ذلك لم يسلم من افتراء المفترين وتزوير المبطلين، الذين قوّلوه ما لم يقله، ومن ذلك: المقولة الباطلة التي تقول: "الصلاة خلف علـي أتم،
    _____________________
    (1) الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/605، وابن كثير: البداية والنهاية 8/111.
    (2) ابن كثير: البداية والنهاية 8/122.
    (3) الذهبي: سير أعلام النبلاء 2/610-611، والثلة: جماعة الغنم.

    والقصعة عند معاوية أدسم" والتي يرددها الجهلة والأغرار منالناس دون التأكد من صحة نسبتها إليه، وهي تدل على جهل مفتريها بالمسافة التي كانت تفصل بين أبي هريرة رضي الله عنه، وبين موقع الأحداث، بين المدينة المنورة التي كان يسكنها أبو هريرة، وبين (صفين) التي جرت فيها الأحداث المؤسفة والمؤلمة، والتي تقع على شاطئ الفرات الغربي بين الرقة وبالس، وهي مسافة تقرب من ألفي كيلو متر، وجهله أيضاً بواقع الأحداث ومجرياتها، حيث الصلاة فيها حرب وخوف لا تتم، لا خلف علي رضي الله عنه، ولا خلف غيره بالشكل المطلوب منها في حالات الأمن والسلم، كما أن دسم القصعة المزعومة لا يتوفر، ولا تستساغ القصعة نفسها بين أشلاء القتلى، وأنين الجرحى من أبناء الدم والدين، لا عند معاوية ولا عند غيره.
    هذا إذا كان مفتريها جاهلاً بذلك، أما إذا كان عالماً به، فيبدو أنه عدل عن المبدأ الإسلامي القائل: ]
    إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكافرون [ [النحل: 105] الآية.
    إلى المبدأ الميكافلي القائل :"الغاية تبرر الوسيلة".

    إن بغضإنسان لآخر يبرر الكذب والافتراء عليه إرضاء للهوى، واستجابة لإغواء الشيطان
    وهذا هو المصدر الأساس لكل ما أثير حول هذا الصحابي الجليل ورواياته من شبهات ومزاعم باطلة.






  6. #26
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    ورحم الله من قال:
    يا طالبي العلـم والروايات إن الروايات ذات آفات
    لا تأخذوا العلم عن أخي تهم إلا عن الجائز الشهادات
    إذا رضيتم منه الأمانة والد ين له طوفوا الأمانـات(1)
    ______________________
    (1) الخطيب: الكفاية 133.


    المطلب الثاني
    أسباب إثارة الشبهات حوله رضي الله عنه
    أثيرت الشبهات حول أبي هريرة رضي الله عنه ضمنالحملة العامة على الصحابة رضي الله عنهم، وعلى الرواة منهم خاصة، كعمران بن حصين، والبراء بن عازب، وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وآخرين، من قبل فئات وأشتات من الناس، من زنادقة ومبتدعة وغيرهم، وقد تلقف ما روي عن هذه الفئات: أعداء الإسلام والحانقون عليه من ملاحدة ومستشرقين، (1) وغيرهم ممن هالهم بناء الإسلام المتين، وخدمة أبنائه له وحرصهم عليه.
    وقد أضافوا إلى شبهات أسلافهم ما دفعهم إليه حقدهم الموروث وفهمهم المنحرف، وأخذ يردد شبهات هؤلاء وأولئك، بعض المعاصرين من المحسوبين على هذه الأمة، بدوافع شتى تعود في معظمها إلى الهوى والجهل وحب الظهور المجرد أحياناً، وذلك على حساب أفضل أجيال هذه الأمة وآمنها على دينها، وإرث نبيها صلى الله عليه وسلم، وقد نال أبا هريرة رضي الله عنه النصيب الأوفر من تلكالحملة الظالمة، والخائنة لأسباب أهمها:
    1 كونه أكثر من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً.
    2- أهمية ما اشتملت عليه أحاديثه، وشمولها لأغلب أمور الدين من عقائد وعبادات ومعاملات وسلوك وأخلاق وغير ذلك.

    - روايته لكثير من الأحاديث المتعلقة ببعض القضايا الخلافية، التي اعتمد عليها الجمهور في خلافهم مع غيرهم وكانت الحجة فيها لهم.
    4 رواية أئمة المحدثين لأحاديثه في كتبهم وفي مقدمتهم الإمامان البخاري ومسلم.
    وأهم ما يقصدون إليه:
    أولاً : التشكك به.
    ثانياً : التشكيك برواياته.
    ثالثاً : التشكيك بالكتب التي أخرجت هذه الروايات، وهذا غاية ما يسعى إليه أعداء السنة والمشايعون لهم من أغرار ومأجورين قديماص وحديثاً.
    5 الجهل بتأريخ حياته وكيفية جمعه لرواياته وحفظه لها واستعداده المتميز لذلك، وهذا بالنسبة لمن حسنت نواياهم، إن كان فيمن حملوا عليه من حسنت نواياهم.

    ويجدر بنا أن نورد هنا ما نقله الحاكم أبو عبد الله عن الحافظ أبي بكر بن خزيمة: حول أسبابالحمل والتقول على أبي هريرة رضي الله عنه وعلى رواياته، إذ قال ما ملخصه: وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم، فلا يفهمون معاني الأخبار، وهم إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرويها على خلاف مذهبهم، فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما نزهه الله تعالى عنه تمويهاً على الرعاع زاعمين أن أخباره لا تثبت بها الحجة، وإما خارجي إذا سمع أخبار أبي هريرة

    رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف مذهبهم لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة، أو قدري كفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر لم يجد حجة تؤيد صحة مقالته، كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها، أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره تقليداً بلا حجة ولا برهان تكلم في أبي هريرة ودفع أخباره التي تخالف مذهبه إلى أن قال: وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخباراً لم يفهموا معناها. اهـ (1)

    ويبدو أن من ذكرهم الإمام ابن خزيمة كانوا سلفاً لبعض المعاصرين اليوم الذين ينكرون بعض الأحاديث غير عابئين بتصحيح أهل العلم لها واعتدادهم بها، لمجرد أنهم لم يفهموا معانيها، أو لم تستسغها عقولهم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الرجوع إلى أقوال العلماء فيها، وتوجيههم لها، ولكن كان الإمام يحيى بن معين دقيقاً حين قال: كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء، فقيل له: يا أبا زكريا فالحديث؟ فقال:
    للحرب أقوام خلقوا لها وللدواوين حُسّابٌ وكُتّابُ. (2)
    _________________
    (1) الحاكم: المستدرك 3/513، ومعنى: اجتبى: اختار واصطفى.
    (2) الخطيب: الكفاية 93.






  7. #27
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    الخاتمة

    وبعد: فقد بان لنا من خلال هذه الدراسة السريعة لحياة الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه: أنها قد اتسمت بسمات بارزة
    أسهمت في بناء شخصيته ورفع مكانته وانتشار علمه، وقد تجلت تلك السمات بأمور أهمها:
    1 إسلامه وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة زادت على أربع سنين، وملازمته له فيها، وجمعه لكثير من العلم وأنواع الهدي والمعرفة بفضل تلك الملازمة.
    2 حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرصه على اتباعه وتأسيه به، قولاً وعملاً سلوكاً، بدى منه ذلك في أكثر من جانب من جوانب السلوك والعمل.
    3 عبادته وتقواه، وذكره الكثير للموت، وخوفه من يوم اللقاء، وتعوذه من النار وما يقرب إليها.
    4 تواضعه الجم، وسخاؤه المشهود به، وطيب أخلاقه، ودعابته، وصراحته، وحبالناس له.
    5 نشره للعلم، واهتمامه بالدعوة للدين، وتفننه فيها على نحو جعله من أبرز الدعاة وناشري العلم من الصحابة رضي الله عنهم

    بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    6 كثرة رواياته وصحتها، وجودة حفظه، وتمام ضبطه لها.

    7- ثبوت عدالة الصحبة له، وكذلك عدالة الرواية حيث روى عنه كثير من الصحابة رضي الله عنهم، وأشاد بعضهم بحفظه وعلمه

    كما روى عنه مئات التابعين، وأشادوا به ووثقوه، ووثقه كذلك من جاء بعدهم من علماء الأمة ممن يعتد بأقوالهم، ويرجع إليهم في هذا الأمر.
    8 حياده في الخلافات التي حدثت في أيامه بين بعض الصحابة رضي الله عنهم.
    9 حبه لآل البيت رضي الله عنهم، وروايته لكثير من مناقبهم وفضائلهم، وعدم ثبوب ما يدل على عدم رضاهم عنه كما يشاع زوراً.
    10 ثبوت بطلان ما أثير حوله من شبهات زائفة، وبيان أهم الأسباب الكامنة وراء إثارة تلك الشبهات والمزاعم الباطلة.
    11 وضع بعض أهل الأهواء أحاديث، لتأييد بدعهم من ناحية، وللتشكيك به وبرواياته من ناحية أخرى، وذلك لاشتمالها على مخالفات واضحة لحقائق الدين وتعاليمه النيرة، وهي معروفة لدى أهل هذا العلم.

    وفيما تقدم من سمات حياته رضي الله عنه ما يكفي للتدليل على سموّ مكانته ورفعة شأنه، وعلى حرمة النيل منه أو التعريض به، أو بغيره من الصحابة رضي الله عنهم، لما في النيل منهم من العقوق بهم، وعدم الوفاء لهم، على جهودهم الخيرة في نصرة الإسلام، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونقلهم لتعاليمه إلى من بعدهم، حتى وصل إلينا بلا عناء وبدون ثمن، ولما فيه من الاستخفاف بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة

    الواردة في بيان فضلهم والمحذرة من النيل منهم، ولما فيه أيضاً: من الاستهانة بصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    وما يترتب على ذلك من الاستهانة بالرسول صلى الله عليه وسلم، لأن فضل الصاحب من فضل المصحوب.
    وفي هذا بلاغ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل







  8. #28
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    فهرس المصادر والمراجع



    1- الاستيعاب في أسماء الأصحاب، للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر بهامشالإصابة، دار العلوم الحديثة.
    2- الإصابة في تمييز الصحابة، للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، دار العلوم الحديثة.
    3- البداية والنهاية، للحافظ أبي الفداء ابن كثير، دار الكتب العلمية، بيروت.
    4- التأريخ الكبير، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، نشر محمد أزهر.
    5- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق الشيخ عرفان عبد القادر حسونة، دار الفكر للطباعة والنشر.
    6- تذكرة الحفاظ، للحافظ، أبي عبد الله الذهبي دار إحياء علوم التراث العربي، بيروت.
    7- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي بيروت.
    8- سنن الإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، مراجعة وتعليق محمد بن محيي الدين عبد الحميد.
    9- سنن الإمام أبي عيسى الترمذي، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر للطباعة بيروت.
    10- سنن الحافظ، أبي عبد الله محمد يزيد بن ماجه تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
    11- سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة.
    12- صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري، دار الفكر.
    13- صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، بشرح النووي، دار الفكر، ومؤسسة مناهل العرفان بيروت لبنان.



    1- صحيح الإمام أبي حاتم محمد بن حبان التميمي، بترتيب ابن بلبان الفارسي، تقديم كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية بيروت.
    2- صفة الصفوة للإمام أبي الفرج ابن الجوزي تحقيق محمود فاخوري، ومحمد قلعة جي، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت.
    3- الطبقات الكبرى، للحافظ ابن سعد، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت.



    1- الكفاية في علم الرواية، لأبي بكر الخطيب البغدادي المكتبة العلمية بالمدينة المنورة.
    2- المستدرك على الصحيحين، للإمام أبي عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الكتاب العربي بيروت.
    3- مسند الإمام أحمد بن حنبل، شرح وفهرسة الشيخ أحمد محمد شاكر، دار المعارف.
    4- مسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ط دار الكتب العلمية، بيروت، ونشر دار الكتب المصرية.
    5- معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي، دار إحياء التراث العربي.
    6- معرفة علوم الحديث، للحاكم النيسابوري، دارة إحياء العلوم بيروت.
    7- مفتاحالجنة في الاحتجاج بالسنة، للحافظ جلال الدين السيوطي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
    8- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار الفكر بيروت.
    9- الموطأ، للإمام مالك بن أنس، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية عيسى الحلبي وشركاه.
    10- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نورالدين الهيثمي مؤسسة المعارف بيروت.
    11- النهاية في غريب الحديث، للحافظ مجد الدين ابن الأثير، تحقيق طاهر الزاوي، ومحمود الطناحي نشر المكتبة العلمية بيروت.



    الفهرس



    مقدمة: بقلم أ.د. عمر سليمان الأشقر5

    المبحث الأول: ترجمته وسيرته13
    1 اسمه ونسبه ……15
    2 إسلامه وصحبته 17
    3 حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخدمته له……19
    4-علمه وفضله ……23
    1- عبادته وتقواه 25
    2- تواضعه وكرمه وطيب أخلاقه ……27
    3- بره بأمه وحب الناس له 29
    4- حرصه على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم …… 31
    أقواله وحكمه



    1- 33
    2- رواياته وحفظه…………35
    شهادة أهل العلم له بالحفظ……36
    11 عدالته وضبطه ……39
    12 مسلكه في الرواية ……44
    المسلك الأول : هو الرواية المجردة للأحاديث النبوية 44
    المسلك الثاني : هو الرواية غير المجردة……45
    المرفوع والموقوف في روايات أبي هريرة 46
    13- اهتمامه بالدعوة وتبليغ العلم………47
    1 أسلوب الترغيب 50
    2 أسلوب الترهيب 51
    3 أسلوب المواجهة والمصارحة 51



    - موقفه من الخلافات التي حدثت في أيامه ……53
    15- أبو هريرة وآل البيت رضي الله عنهم55
    أولا ما روي عنه في مناقب علي رضي الله عنه55
    ثانيا ما روي عنه في مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه……56
    ثالثا ما روي عنه في مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما………57



    المبحث الثاني: الشبهات الباطلة التي أثيرت حوله وأسبابها 61

    المطلب الأول: الشبهات الباطلة التي أثيرت حوله……63
    الشبهة الأولى: كثرة رواياته………64
    الشبهة الثانية: استدراك بعض الصحابة عليه …….…72
    الشبهة الثالثة: اهتمامه بشبع بطنه……76
    الشبهة الرابعة: كتمانه لبعض ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم………82
    الشبهة الخامسة: عزل عمر له عن ولاية البحرين………86
    الشبهة السادسة: اتهامه بموالاة بني أمية…..…89
    المطلب الثاني: أسباب إثارة الشبهات حوله رضي الله عنه………94
    الخاتمة ………97
    فهرس المصادر والمراجع ………101
    فهرس المحتويات ……103







  9. #29

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    بارك الله فيك أختنا نورا ..

    حلقة خطيرة لأسدي السنة الشيخ الحويني والشيخ الخميس يكشفان فيها سر الطعن الشديد في أبو هريرة رضي الله عنه بالذات وباقي الصحابة رضوان الله عليهم :




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  10. #30

    عضو مميز

    الصورة الرمزية دام علاء العماد
    دام علاء العماد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2175
    تاريخ التسجيل : 20 - 5 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 39
    المشاركات : 315
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    الاهتمام : مقارنة الاديان و المذاهب
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    كم هو ثمين ما وضعته هنا في صفحات هذا الموضوع يا أختي الكريمة ، و كم هي خبيثة نوايا الشيعة الإمامية ، أرادوا أن يطعنوا في أبي هريرة رضي الله عنه لأنه روى الكثير من الأحاديث الصحيحة ، و غايتهم الأولى هي الطعن في كتب الصحاح عندنا ، فالذي يشك في الصحيح لا يجد حرجا في تكذيب الحديث الذي دونه في الدرجة و بهذه الحيلة الخبيثة أرادوا أن يطعنوا في مصداقية كتب الحديث عندنا ، و لكن هيهات هيهات ، و الله الذي لا إله إلا هو لو كنت شيعيا لحمدت الله الذي وفق شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لكتابة كتاب منهاج السنة ، هذا الكتاب الذي فضح حقيقة المذهب الشيعي ، و جعل علماء الشيعة يعيدون النظر في أحاديثهم التي يرونها عن الرسول صلى الله عليه و سلم و ال بيته الطيبين .

    جزاك الله خيرا يا أيتها الفاضلة الكريمة على كل هذه الصفحات القيمة ، أدعو الله الغفور الرحيم أن يرحمك و يرحم والديك و يرحم من علمك برحمته إنه هو الغفور الرحيم.





 

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أقوال كبار رجال دوله إسرائيل
    بواسطة قاصِف في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2011-04-26, 01:08 AM
  2. شبهة من حاقد حول أبى هريرة
    بواسطة التائب في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 2010-07-23, 11:55 AM
  3. لماذا التمسك بالأحاديث الباطلة ألا يكفيكم المتواتر و الصحيح؟
    بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-06-03, 09:40 AM
  4. خوله بنت الأزور
    بواسطة بنت خويلد في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2008-04-05, 02:14 PM
  5. ابو هريرة رضي الله عنه
    بواسطة زنبقة الاسلام في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2008-02-23, 01:46 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML