بسم الله الرحمن الرحيم
ليعذرني الإخوة ، فعندي تعقيب بسيط على مسألة تطبيق حد الزنا في الإسلام ، فكما هو معلوم فالحدود في الإسلام هي عقوبات ردعية ، ليعتبر كل من تسوّل له نفسه ارتكاب المعصية التي تؤدي إلى إقامة الحد . و بالنسبة لحد الزنا ، فإن شروط تطبيقه تكاد تكون تعجيزية ، اللهم إلا إذا ظهر الحمل أو وقع الاعتراف من الجاني ، إذ يشترط الإسلام ما يأتي :
- أربعة شهود عدول .
- أن يكونوا أربعتهم قد اتفق لهم أن شاهدوا الفعل بوضوح كامل أي أن يروا الإيلاج ، لا مجرد حركات لا يبين من ورائها شيء .
- أن لا يختلفوا في شهاداتهم أمام القاضي ، فإذا اختلفوا أصبحوا هم المدانين ، فيعاقب أربعتهم بالجلد .
و لنتأمل بعد ذلك هل يمكن في مجتمع مسلم أن يأتي الزاني فعلته أمام الملأ ؟ طبعا ، لا ، لأنه سيستتر ، ثم إن الإسلام يحرّم التجسس على أعراض الناس ، فلا يؤخذ بشهادة المتجسسين إذا اتفق أن شاهدوا فعلا كهذا في بيت من البيوت ، بل إنهم هم الذين سيعاقبون على تجسسهم . و عليه ، فإن الإسلام يشدّد في تلبية شروط إقامة حد الزنا إلى درجة التعجيز ، حتى لا يستخف من هب و دب بأرواح الناس و لا بأحكام الله .
المفضلات