:basmala:
فقد انتشر في مجتمعاتنا في الفترة الأخيرة ظاهرة فسخ الخطوبة قبل الزواج بفترة قصيرة ، المشكلة لا تقتصر على الفسخ انما على تبعات الفسخ ... تبعات نفسية ومادية واجتماعية
واهمها التبعات الاجتماعية ..حيث يتعامل المجتمع مع هذه القضية بطريقة سلبية خاصة في المجتمعات المتقاربة أو ما تسمى (المجتمعات القبلية ) حيث تؤمن بالاسرة الممتدة وهيمنتها على المجتمع ومعرفتهم لأدق التفاصيل عن بعضهم ، في مثل هذه المجتمعات عندما ينفصل الشاب عن الفتاة يحاول كل من الطرفين لوم الآخر في سبب الانفصال ، خاصة الفتاة تضع اللوم على الشاب حتى تكون فرصتها أفضل في الزواج مرة أخرى .
ونجد أن فرصة الشاب للارتباط مرة أخرى أعلى منها لدى الفتاة وذلك بسب نظرة المجتمع السلبية للفتاة حيث يتحجج الشباب بحجج واهيه منها .. كيف أرضى بفتاة رأها شاب قبلي أو جلس معها ومن هذه الحجج... هاهي ام المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها كانت متزوجة قبل رسولها ولديها أولاد ... وهاهي الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس تزوجت من ابن عم رسول الله جعفربن ابي طالب :radi: وتزوجت من اثنين من صحابة رسول الله وكانوا خلفاء في هذه الأمة أبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ما تردد واحد منهم في الزواج منها بل تزوجها علي :radi: وفاءً لصاحبه أبو بكر ( فقد كانت متزوجة وليست مخطوبة فقط ) ، ونجد كثيراً في ذلك الزمان أن تتزوج المرأة من رجل آخر سواء توفي عنها زوجها وأصبحت أرملة أم طلقها زوجها لا كان عيبا ولا خطأ .
فإذا كان الشاب لا يرغب بالزواج من فتاة بسبب خلق معين أو لا تتناسب صفاتها مع ما يريد فهذا حقه وحقه أن يتزوج بفتاة لم ترتبط بشاب قبله ولكن أيضا أن لا تظلم الفتاة بسب مثل هذه الشروط.
أخي وأخيتي بالله / قدوتنا رسول الله :salla: وصحابته الكرام رضوان الله عليهم فلماذا لا نقتدي بهم وننهي هذه النظرات السلبية ولنفكر بعقلانية أكثر ولا نسير إلى طريق أكثر ظلمة وجهلا وتخلفاً ،ولا نريد أن تبقى ظاهرة رفض الشباب الارتباط بفتاة فسخت خطوبتها مشكلة عالقة تؤرق المجتمع، ، فيما تبقى ((الأنثى)) ضحية اتهامات المجتمع الذي لا يرحم.
وأقول لأختي منى... تحري عن الأمر وتريثي و لا تتعجلي بالفسخ و تأكدي مما وصلك من أخبار عن خطيبك فإذا ثبت ما سمعتي عنه لا تمضي قدماً بالزواج ودائما أقول ( يفوتنا القطار أفضل من أن يدهسنا ) ولا تأبهي لنظرة المجتمع و التجئي إلى الله واقرعي باب السماء بالدعاء ليعوضك الله خيرا منه والله لا يوجد أحدا لجأ إلى الله بصدق ورد خائباً، أما أخواتك فسيعوضهن الله خيرا أيضا ويرزقهن أزوجاً صالحين ، أما أن تمضي قدما في زواجك وأنتي على علم بأخلاق خطيبك من أجل إرضاء الناس وكلامهم فهذا اكبر خطأ ترتكبنه ، فبحثي أختي الحبيبة عن السعادة و الهدوء النفسي لك ولأهلك فلا تقحمي نفسك في دوامة أنتي في غنى عنها وتستطيعين تجنبها من الآن ولا تلقي بالاً للآخرين لأن الجميع بعد فترة سينسى الأمر ويمضي في حياته كأن شيء لم يكن ، وتبقى أنتي وحدك وأهلك عالقين في الأمر ولن يتحمل أحد من هؤلاء الناس الذين نلقي لهم بالا مسؤولية أي قرار اتخذتموه .
وأتمنى من الله التوفيق لأختي منى ويوفقها للاختيار الصحيح وأن يستر الله على جميع إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات في شتى بقاع الأرض
المفضلات