2811- ( إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ، ويفرق بين اثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار ).
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/331 :
$ضعيف جدا$
رواه أحمد ( 3/417 ) ، وابن أبي خيثمة في " التاريخ " ( ص 13- مصورة الجامعة الإسلامية ) ، والحاكم ( 3/504 ) ، وابن بشران أيضا في " الأمالي " ( 173-174 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 1/285/908 ) ، وأبو نعيم في " المعرفة " ( 1/79/1 ) عن هشام بن زياد عن عمار بن سعد عن عثمان بن الأرقم المخزمي عن أبيه الأرقم مرفوعا .
قلت : هذا إسناد ضعيف جدا ؛ هشام بن زياد - وهو أبو المقدام المدني - متروك كما قال الحافظ .
وعمار بن سعد ؛ هو المعروف بابن عابد المؤذن ، وقد روى عنه جماعة ، ووثقه ابن حبان ، وغمره البخاري بقوله :
" لا يتابع على حديثه " .
وعثمان بن الأرقم ؛ قال ابن أبي حاتم ( 3/144 ) :
" روى عنه عطاف بن خالد وعمار بن سعد " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
(/1)
________________________________________
2812- ( من قرأ : ( قل هو الله أحد ) مرة بورك عليه ، فإن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله ، فإن قرأها ثلاثا بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ، وإن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له بها اثني عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة : انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا ، فإن قرأها مئة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ؛ ما خلا الدماء والأموال ، فإن قرأها مئتي مرة كفر عنه ذنوب خمسين سنة ؛ ما خلا الدماء والأموال ، وإن قرأها ثلاث مئة مرة كتب له أجر اربع مئة شهيد كل قد عقر جواده وأهريق دمه ، وأن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/332 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر ( 5/149/1 ) عن محمد بن مروان عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : وهذا : موضوع ؛ آفته محمد بن مروان - وهو السدي الصغير - وهو كذاب ، وأبان بن أبي عياش متروك .
ولا أعلم في فضل قراءة ( قل هو أحد ) ألف مرة حديثا ثابتا ، بل كل ما روي فيه واه جدا ، وقد وجدت في جزء " فضائل سورة الإخلاص " للحافظ أبي محمد الخلال حديثين لا بأس بذكرهما :
" من قرأ ( قل هو الله أحد ) ألف مرة كان أحب إلى الله عز وجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سيبل الله " .
أخرجه الخلال ( ق 195/2 ) : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار : حدثنا أحمد بن محمد المكي : حدثنا محمد بن يوسف بن أخي حجاج بن الشاعر : حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أحمد بن محمد المكي لم أعرفه ، وكذا محمد بن يوسف ، فأحدهما آفته ، فإن من فوقهما من رجال الشيخين ، والصفار ثقة كما قال الخطيب ( 10/40 ) .
والحديث الآخر بلفظ :
" من قرا : ( قل هو الله أحد ) إحدى وعشرين ألف مرة ، فقد اشترى نفسه من الله عز وجل ، وهو من خاصة الله عز وجل " .
أخرجه الخلال ( 199/2 ) عن دينار قال : سمهت مولاي أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا .
ودينار هذا تالف متهم ؛ قال ابن حبان :
" يروي عن أنس أشياء موضوعة " .
وقد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخياري في " فوائده " عن حذيفة مرفوعا به دون قوله : " وهو من خاصة الله عز وجل " وقال : " ألف مرة " . ولم يتكلم عليه المناوي بشيء .
(/1)
________________________________________
2813- ( أطيب اللحم لحم الظهر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/334 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 2/312 ) والحاكم ( 4/111 ) ، وأحمد ( 1/203-204 ) ، والحميدي ( 549 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/225 ) ، والبغوي في " شرح السنة " ( 11/299 ) من طريق مسعر قال : أخبرني رجل من فهم ( زاد أحمد وغيره : قال : وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن ، قال : وأظنه حجازيا ) قال :
كنا عند عبد الله بن الزبير بالمزدلفة ، فنحر لنا جزورا ، فقال عبد الله بن جعفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلقى اللحم ( وفي رواية : والقوم يلقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم ) ، قال : وقال رسول صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وتابعه المسعودي قال : حدثنا شيخ قدم علينامن الحجاز قال :
" شهدت عبد الله بن الزبير ... " الحديث نحوه .
أخرجه احمد ( 1/205 ) .
وتابعه أيضا ربة بن مصقلة عن رجل من بني فهم عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا .
أخرجه الحاكم وقال :
" قد صح الخبر بالإسنادين " .
قلت : مدارهما على الرجل الفهمي ، فإن صدق ظن مسعر أن اسمه محمد ابن عبد الرحمن ، لم يفد شيئا لأنه لا يعرف ، كما يشير إلى ذلك قول أبي نعيم عقب الحديث :
" محمد بن عبد الرحمن مدني ، تفرد بالرواية ( يعني لهذا الحديث ) عن عبد الله بن جعفر ، ولا أعلم روايا عنه غير مسعر " .
قلت : وهو من الرواة الذين فات المصنفين في التراجم ذكره في كتبهم ! وما ذكره أبو نعيم من التفرد مردود بقول أحمد في " المسند " ( 1/204 ) ك حدثنا نصر ابن باب عن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن جعفر مرفوعا .
ولكنه إسناد واه جدا ؛ حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس ، وطذلك قتادة .
ونصر بن باب ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" قال االبخاري : يرمونه بالكذب " .
ولضعف هذا الإسناد الشديد ؛ فلا يصلح شاهدا للذي قبله ، فيبقى الحديث على ضعفه حتى نجد له شاهدا معتبرا .
وقد وجدت له شاهدا آخر ، ولكنه كسابقه في الضعف أو أشد ، فإن فيه أصرم ابن حوشب وهو كذاب خبيث كما قال ابن معين ، أخرجه الطبراني والحاكم من طريقه ، وهو مخرج في " الروض " ( 376 ) .
لكن ذكر له الهيثمي ( 5/36 ) شاهدا آخر من حديث عبد الله بن محمد قال :
" ... وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام ، فأقبل القوم يلقمونه اللحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره ، وقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف " .
قلت : هو متهم بسرقة الحديث ؛ كما قال الحافظ في " التقريب " ، فيخشى أن يكون سرقه من بعض الضعفاء ، فلا يستشهد أيضا بحديثه . والله أعلم .
ثم وجدت فيه علة أخرى غفل عنها الهيثمي أو تساهل ، فإن إسناده في " أوسط الطبراني " ( 2/308/2/9634 ) هكذا : حدثنا يعقوب بن إسحاق : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر به .
ووقع في الأصل خطأ في اسم عبد الرحمن بن زيد فصحتحه من " مجمع البحرين " ومن ترجمة الراوي عن يحيى الحماني وهو ابن عبد الحميد .
وعبد الرحمن هذا متروك .
(/1)
________________________________________
2814- ( أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/336 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/122 ) عن الهيثم بن جماز عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الهيثم بن جمار ؛ قال النسائي وغيره :
" متروك الحديث " . وقال الساجي :
" متروك جدا ، ذكره البرقي في الكذابين " . وضعفه آخرون .
والحديث قال المناوي بعد عزو السيوطي إياه للديلمي :
" وفيه ضعف " .
قلت : وكأنه قال ذلك بناء على القاعدة المعروفة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف . وإلا لو وقف على سنده ، وعرف شدة ضعف روايه لم يقل ذلك إن شاء الله تعالى . ويؤيد أنه لم يقف عليه ، أن السيوطي ذكره بعده من رواية المرهبي عن يحيى بن أبي كثير مرسلا بزيادة " وأفضل العبادة الدعاء " فقال المناوي عقبه :
" وأردف المسند بهذا المرسل إشارة إلى تقويته به " .
قلت : وأنت ترى أن المسند هو من طريق يحيى بن أبي كثير ، غاية ما في الأمر أن بعضهم أرسله خلافا للهيثم الذي وصله ، ففي هذه الحالة لا يجوز تقوية الموصول بالمرسل ، لأنه من قبيل تقوية الضعيف بنفسه ، ومثل هذا لا يخفى على المناوي ، ولكنه لم يقف على إسناد الموصول كما ذكرنا ، فوقع في مثل هذا الخطأ ، والمعصوم من عصمه الله .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 8/90/2 ) عن الهيثم بن جماز به مرسلا لم يذكر أبا هريرة ، وفيه الزيادة .
(/1)
________________________________________
2815- ( اعبد الله لايشرك به شيئا ، وزل مع الحق حيث زال ، واقبل الحق ممن جاء به ضغير أو كبير ، وإن كان بغيضا بعيد ، واردد الباطل ممن جاء به صغير أو كبير ، وإن كان حبيبا قريبا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/337 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/53 ) من طريق عبد القدوس بن حبيب : حدثني مجاهد عن عبد الله بن مسعود قال :
" قلت : يا رسول الله ! ( وفي نسخة الحافظ : للنبي صلى الله عليه وسلم ) علمني كلمات جوامع موانع ، فقال : ... " فذكره .
ثم روى من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! علمني ، قال : اذهب فتعلم القرآن ، حتى أتاه ثلاثا كل ذلك يقول ( ص ) ، فلما أتاه الرابعة قال : نعم ؛ اقبل الحق ممن أتاك به .. فذكره " .
قلت : وهذا موضوع ، آفته من الطريق الأولى عبد القدوس بن حبيب - وهو الشامي الوحاظي - قال عبد الرزاق :
" ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب ، إلا لعبد القدوس " .
وقال الفلاس :
" أجمعوا على ترك حديثه " .
وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
وفي الطريق الأخرى محمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - وهو كذاب وضاع .
(/1)
________________________________________
2816- ( أطيب الشراب الحلو البارد ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/338 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي في " السنن " ( 2/115 ) من طريق معمر ويونس عن الزهري ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الشراب أطيب ؟ قال : " الحلو البارد " .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد ، وقد وجدته موصولا من طريق زمعة بن صالح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه ابن عدى ( 151/1 ) : حدثنا المفضل الجندي : حدثنا يونس بن محمد العدني : حدثنا يزيد بن أبي حكيم عنه .
قلت : والعدني هذا لم أجد له ترجمة .
وزمعة بن صالح ضعيف ؛ فلا يحتج به ، لا سيما وقد خالفه الثقتان معمر ويونس .
نعم له شاهد من طريق إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عباس مرفوعا به .
أخرجه أحمد ( 1/338 ) .
ولكنه ضعيف لجهالة الرجل .
والحديث روي عن معمر موصولا من فعله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحمد ( 6/38 ) ، والحميدي ( 257 ) : حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة :
" كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد " .
ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي أيضا في " السنن " وفي " الشمائل " ( 1/302 ) ، والحاكم ( 4/137 ) وقال :
" صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي . وأما الترمذي فأعله بالإرسال فقال :
" والصحيح ما روى الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " .
ثم ساقه من طريق عبد الله بن المبارك : حدثنا معمر ويونس عن الزهري به كما تقدم . وقال :
" وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وهذا أصح من حديث ابن عيينة " .
وله طريق أخرى عن عروة ، ولكنها واهية . أخرجه الحاكم من طريق عبد الله ابن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به .
ذكره شاهدا للطريق التي قبلها ، وتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : عبد الله هالك " .
(/1)
________________________________________
2817- ( أظل الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛ من أنظر معسرا أو ترك لغارم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/340 :
$ضعيف$
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد مسند أبيه " ( 1/73 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 141 ) عن هشام بن زياد قال ك حدثني أبي عن محجن مولى عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال :
" لا يتابع عليه " . يعني زيادا ، وروى عن البخاري أنه قال :
" حديث ليس بالمرضي " . ثم قال العقيلي :
" وقد روي بأسانيد جياد من غير هذا الوجه " .
قلت : لكن ليس في شيء منها ذكر ( الغارم ) ، واللفظ الموجود : " الغريم " ، وهما مختلفان معنى ؛ راجع إن شئت الباب ( 14 ) من " الصدقات " من كتابي " صحيح الترغيب " .
(/1)
________________________________________
2818- ( من إكفاء الدين تفصح النبط ، واتخاذهم القصور الأمصار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/340 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/183/1 ) بسند قوي عن عمران بن تمام : أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس قال :
"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : .. " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله كلهم ثقات غير عمران هذا ، فقد ضعفه أبو حاتم بهذا الحديث فقال ابنه ( 3/1/295 ) عنه :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : كان عندي مستورا ، إلى أن حديث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث منكر أنه قال : .." .
قلت : فذكره . قال الحافظ في " اللسان " عقبه :
" يعني فافتضح " .
قلت : فقد أشار إلى أنه ضعيف جدا . والله أعلم .
(/1)
________________________________________
2819- ( اعتموا تزدادوا حلما ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/341 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني ( 1/26/2 ) ، وابن عدي ( 333/2 ) وأبو عبد الله الضبي في " المجلس الحادي والستون من الأمالي " ( 2/2) ، وابن الزفتي في " حديث هشام بن عمار " ( ق 83/2 ) ، والحاكم ( 4/193 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/235/1 ) ، وابن عساكر ( 5/341/1 ) من طرق عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا به . وزاد ابن عدي - وعنه البيهقي - :
" والعمائم تيجان العرب " .
وهي عند الضبي من هذا الوجه عن علي بن أبي طالب من قوله .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، عبيد الله بن أبي حميد ؛ قال البخاري وأبو حاتم :
" منكر الحديث " . وقال البخاري مرة :
" يروي عن أبي المليح العجائب " .
قلت : وهذا منها . وقال الحافظ في " التقريب " :
" متروك الحديث " .
ولذلك لما قال الحاكم عقبه :
" صحيح الإسناد " . تعقبه الذهبي بقوله :
" عبيد الله تركه أحمد " .
قلت : وقد اختلف عليه في إسناده ، فرواه من ذكرنا عنه هكذا ، غير ابن الزفتي ، فرواه من طريق هشام بن عمار : أخبرنا سعيد ( يعني ابن يحيى اللخمي ) عنه لم يذكر فيه " عن أبيه " فأرسله .
وخالفهم عتاب بن حرب فقال : حدثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن ابن عباس مرفوعا به دون الزيادة .
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 169 - زوائده ) وأبو الشيخ في " الأمثال " رقم - 248 ) وقال :
" لا نعلم له طريقا عن ابن عباس إلا هذا ، واختلف فيه على أبي المليح ( ! ) فرواه عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه ، وإنما أتى الاختلاف من عبيد الله لأنه لم يكن حافظا " .
قال الحافظ ابن حجر في " الزوائد " عقبه :
" قال الشيخ ( يعني الهيثمي ) : وعبيد الله متروك " .
قلت : وعتاب بن حرب - وهو المزني البصري - ضعفه عمرو بن علي ؛ كما قال ابن أبي حاتم ( 3/2/12 ) عن أبيه .
وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس ؛ خلافا لما ذكر البزار ، فقد قال الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/183 ) : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي : أخبرنا هلال بن بشر : أخبرنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لما علمت من قول أبي حاتم في عمران هذا من روايته الحديث الذي قبله .
والنرسي هذا وهو ابن أخي العباس بن الوليد النرسي ؛ كما في " معجم الطبراني الصغير " ( ص 177 ورقم 147 من " الروض " ) ، لم أجد له ترجمة .
قلت : وفت على وهمين في هذا الحديث لبعض الأفاضل :
الأول : قال الحافظ في " الفتح " ( 10/232 ) وقد ذكر الحديث من الطريق الأولى بدون الزيادة .
" أخرجه الطبراني والترمذي في " العلل المفرد " ، وضعفه البخاري ، وقد صححه الحاكم فلم يصب ، وله شاهد عند البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا " .
ووجه الوهم فيه أن إسناد البزار هو من طريق المشهود له عبيد الله بن أبي حميد المتروك كما تقدم بيانه ، بخلاف طريق الطبراني فإنها من طريق أخرى كما رأيت ، فلعل قوله : " البزار " من طغيان القلم ، أراد أن يكتب الطبراني فكتب البزار . على أنه لا يصلح عندي شاهدا لشدة ضعف عمران بن تمام . والله أعلم .
والآخر : أن المناوي قال في " فيض القدير " وقد أورد السيوطي الحديث بالزيادة من رواية ابن عدي والبيهقي :
" ثم قال - أعني البيهقي - : لم يحدث به إلا إسماعيل بن عمرو ... ( ثم حكى تضعيف العلماء له ولشيخه يونس بن أبي إسحاق ، ثم قال : ) ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه ، ولم يتعقبه المؤلف إلا بأن له شاهدا . وأصله قول ابن حجر في ( الفتح ) ... " .
ثم ساق كلام " الفتح " المتقدم .
قلت : فأوهم المناوي أن الشاهد فيه الزيادة أيضا ، وليس كذلك ، ولذلك كان حقه أن ينقل كلام " الفتح " تحت الحديث الذي أورده السيوطي من رواية الطبراني عن أسامة بن عمير ، والطبراني والحاكم عن ابن عباس بدون الزيادة ، وأورده قبيل رواية ابن عدي والبيهقي بدون الزيادة ، فلو أنه فعل ذلك لما أوهم .
ولقد أوهم شيئا آخر ؛ وهو أنه ليس في طريق الزيادة سوى إسماعيل بن عمرو ، مع أن فيها عبيد الله بن أبي حميد كما تقدم في أول هذا التخريج .
على أن إسماعيل بن عمرو وشيخه يونس لا يبلغ بهما الوهن إلى الضعف الشديد ، فإعلال الحديث بهما دون عبيد الله المتروك ؛ مما لا يخفى فساده عند العارفين بهذا العلم الشريف .
وجملة القول أن الحديث ضعيف جدا أصلا وزيادة .
ثم وجدت لابن أبي حميد متابعا ؛ وهو أبو بكر الهذلي قال : عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا بلفظ :
" سافروا تصحوا ، واعتموا تحلموا " .
أخرجه ابن عدي ( 3/334 ) ، وابن وضاح كما في " الجامع الكبير " ( 14553 ) .
وأبو بكر هذا متروك الحديث ؛ فلا تنفع متابعته . ومن غرائب السيوطي أنه لما ساق الحديث من رواية ابن وضاح قال : عن أبي المليح ... ولم يبدأ فيه بذكر أبي بكر الهذلي !
(/1)
________________________________________
2820 - ( أعدى عدوك زوجتك التي تصاحبك ، وما ملكت يمينك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/345 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/122 ) عن أبي بكر السامري : حدثنا إبراهيم بن [ الجنيد ] : حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي مالك الأشعري مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :
الأولى : الانقطاع بين سعيد وأبي مالك الأشعري ، فإنهم ذكروا في ترجمة سعيد أنه لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وجابر مات بعد السبعين ، وأبو مالك الأشعري مات سنة ثماني عشرة .
الثانية : اختلاط سعيد نفسه ؛ رماه بذلك أحمد وغيره .
الثالثة : إبراهيم بن الجنيد وهو الرقي ؛ مجهول .
الرابعة : أبو بكر السامري ؛ لم أعرفه .
والحديث بيض له المناوي ، فكأنه لم يقف على إسناده .
(/1)
يتبع بعون الله
******************
المفضلات