يا اخوان قد اقتطفت لكم هذه الباقة من الكلام العطر من كتاب علو الهمة للشيخ محمد اسماعيل المقدم ...
... الحركة ولود , و السكون عقيم , و الحركة في قاموس الدعاة هي الحياة و السكون هو الموت ...
قال الجيلاني : " الحركة بداية , و السكون نهاية " ... و بالحركة انتشر المسلمون الاوائل مثل شعاع الشمس في أقطار الأرض , يفتحون في قلوب العباد , و يدعون الى التوحيد , و يحطمون الطواغيت , و يقودون الناس الى الجنة , و بالحركة صاروا في ظلمات الحياة سراجا و هاجا , فاذا الباطل رماد بعد التهاب , و خمود بعد حركة ...
و هذا الامام الشافعي رحمه الله يصور عشقه الحركة و بغضه للجمود ...
إني رايت وقوف الماء الماء يفسده *** ان ساح طاب و ان لم يجر لم يطب
و الاسد لولا فراق الأرض ما افترست *** و السهم لولا فراق القوس لم يطب
و الشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لملها الناس من عجم و من عرب
و هذا الشاعر الاسلامي وليد الاعظمي يهيب بالداعية ان يتحرك و يحرك الآخرين مبتدئا بعشيرته الاقربين :
كن مشعلا في جنح ليل حالك *** يهدي الانام الى الهدى و يُبَينُ
و انشط لدينك لا تكن متكاسلا *** و اعمل على تحريك ما هو ساكنُ
و ابدأ بأهلك ان دعوت فانهم ***أولى الورى بالنصح منك و أقمنُ
و الله يأمر بالعشيرة اولا *** و الأمر من بعد العشيرة هينُ
و هذا "القرضاوي" يجادل الخاملين , و يحاج الخامدين , و يوبخ الهامدين :
قالوا السعادة في السكون *** و في الخمول و في الخمود
في العيش بين الاهل لا *** عيش المهاجر و الطريد
في المشي خلف الركب في *** دعة و في خطو و ئيد
في ان تقول كما يقال *** فلا اعتراض و لا ردود
في ان تسير مع القطيع *** و أن تقاد و لا تقود
في أن تصيح لكل وال *** عاش عهدكم المجيد
قلت الحياة هي التحرك *** لا السكون و لا الهمود
و هي الجهاد و هل يجا *** هد من تعلق بالقعود
و هي التلذذ بالمتاعب *** لا التلذذ بالرقود
هي ان تذود عن الحياض *** و أي حر لا يذود
هي أن تحس بان كأس *** الذل من ماء صديد
هي أن تعيش خليفة *** في الأرض شأنك أن تسود
و تقول لا و نعم إذا ما *** شئت في بصر حديد
المفضلات