وهنا أسوق محادثة صغيرة أبكتني دارت بين النبي صلى الله عليه و سلم و بين أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها في كتاب الطبقات لابن سعد.
النبي صلى الله عليه و سلم: "يا صفية إن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقى بقومك".
أم المؤمنين صفية: "يا رسول اللَّه إن اللَّه "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" وأنا قد هويتُ الإسلام وصدَّقْتُ بك قبل أن تدعونى حيث صِرْت إلى رَحْلِكْ ومالى في اليهودية أرَبٌ ومالى فيها والد ولا أخ وخيّرتنى الكفر والإسلام فاللَّه ورسوله أحبّ إلى من العتق وأن أرجع إلى قومي"
ومن المعروف في المسيحية أن الرق معمول به و ها هو بولس يخاطب العبيد بقوله : "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة" أفسس 6 : 5 - 7
فهنا المعاملة بالمثل فكما يسبي المشركون المسلمين يسبي المسلمون المشركين .. و لعلنا نتذكر ماذا حدث في بداية معركة اليمامة مع مسيلمة حينما أخذ المشركون امرأة خالد بن الوليد و خلصها المسلمون منهم .. لقد ورد حديث عظيم في صحيح مسلم يقول فيه النبي صلى الله عليه و سلم "من لطم مملوكاً له أو ضربه فكفارته عتقه" .. و حديث آخر يقول "من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه ومن أخصى عبده أخصيناه " و كانت آخر كلماته صلى الله عليه و سلم قبل وفاته "الصلاة وما ملكت ايمانكم .. و أوصيكم بالنساء خيرا" و يقول "الله الله فيما ملكت ايمانكم" و يقول "أيما امرأة ولدت من سيدها فانها حرة إذا مات" ففي أي شريعة نجد مثل هذا؟
هل أتت شريعة قبل الشريعة المحمدية تقول بالعفو بدون مقابل عن الأسير المحارب الذي كان يريد قتلك؟! .. قد يحدث تبادل للأسرى .. أو يأخذ منه الإمام فدية كما فعل صلاح الدين مع المعتدين من الصليبيين في بيت المقدس بعد المقدرة عليهم .. و قد يقتل بعضهم ممن فجر في العداوة كما فعل صلاح الدين في من سب النبي صلى الله عليه و سلم .. و قد يسترقه لأجل مسمى لأنه حارب الله على أرضه و ما أكثر ما حث الإسلام على عتق الرقاب .. يقول القديس إيزيدور المسيحي "أوصي العبيد بأن لا يطمعوا في التحرر من الرق ولو أراده أسيادهم"
إن الدين عند الله الإسلام .. إنه دين واحد .. و لكنها شرائع لكل أمة
يقول سفر التثنية الإصحاح 20 العدد 10 - 14
حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ
فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.
وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا فَحَاصِرْهَا.
وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ.
لا يوجدحديث واحد يحث المسلمين على تحطيم رؤوس الأطفال و شق الحوامل و استعباد من سالم المسلمين؟
ا
تسبى الذراري و تعامل معاملة حسنة حتى يختلطوا بالمسلمين فإن رأوا أن يسلموا أسلموا و إن رأوا أن لا يسلموا فهم أحرار في اختيارهم و لهم المكاتبة و قد جعل الإسلام من مصادر انفاق الزكاة تحرير الرقاب و العبيد
.. الحكمة من الاسترقاق و السبي هي إعطاء فرصة للكافر لأجل أن يبدو له ماهية الإسلام وفي هذا فوز له حيث سينجو من عذاب الله فإذا رأى الإمام المصلحة في استرقاقهم وتوزيعهم على الجنود كغنائم حرب و أن هذا الصنيع سيترتب عليه أن يعيش هذا الرقيق الكافر بالله في بيت إسلامي وفي مجتمع إسلامي وسينظر بهدوء للإسلام والغالب كما هو ثابت أن هذا النظر الهادئ سيقوده إلى الإيمان وبهذا يتخلص من الكفر وسيقوده إيمانه إلى أعظم فوز على الإطلاق وهو الظفر برضا الله والنجاة من النار والدخول إلى الجنة فيكون الأسر والاسترقاق سبباً له لهذا الفوز العظيم وإذا كان الأسر والاسترقاق قد أفقده حريته لبعض وقت فقد أكسبه الإيمان ونتائج الإيمان ثم استرداد حريته سيكون سهلاً له إذ أن هناك تشريع إسلامي مرغوب فيه وهو مكاتبة الرقيق على أن يسمح له سيده بالعمل والكسب وبجمع مبلغاً من المال يقدمه فداءاً له لعتقه وهذه المكاتبة مرغوب فيها كما : "فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً" ومن مصارف الزكاة معونة هؤلاء المكاتبين وغيرهم من الأرقاء بصرف جزء من مال الزكاة لتحرير هؤلاء العبيد. *
المفضلات