صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 62
 
  1. #31
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    الباب السابع: رأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية فيالعالم(ما عدا الولايات المتحدة)


    الرأسمالية اليهودية
    Jewish Capitalism
    «الرأسمالية اليهودية» مصطلح يفترضوجود تشكيل رأسمالي يهودي مستقل، وهو أمر مناف للواقع، ولذا فإننا نفضل استخداممصطلح «الرأسماليون الأمريكيون اليهود» أو «الرأسماليون الأمريكيون من اليهود» أو «الرأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة».

    البورجوازية اليهودية
    Jewish Bourgeoisie
    «البورجوازية» كلمة مأخوذة بالنسب إلى كلمة «بورج» أي «المدينة»، وهي كلمة موجودة في عدة لغاتأوربية. وعبارة «البورجوازية اليهودية» تفترض وجود طبقة بورجوازية مستقلة عنالبورجوازيات المختلفة وهو ما يعني أيضاً وجود «تاريخ يهودي مستقل». وحيث إن أعضاءالجماعات اليهودية في العالم لا يلعبون دوراً مستقلاًّ عن المجتمعات التي يوجدونفيها، فلا يمكن الحديث عن بورجوازية يهودية بشكل عام، وإنما يمكن الحديث عن «اليهودمن أعضاء البورجوازية الإنجليزية» أو «اليهود من أعضاء البورجوازية الأمريكية» وهكذا. ومـع هـذا، فقد لعـب أعضاء الجمـاعات اليهـودية في الغـرب دوراً متـميِّزاًنوعـاً ما فـي نشــوء الرأسمـالية، وهي قضـية ناقشـها كل مـن ماركس وفيبر وسومبارت.

    الرأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية
    Jewish Capitalists
    من المصطلحات الشائعة في الخطاب السياسي العربي والغربي مصطلح «الرأسماليةاليهودية» و«البورجوازية اليهودية» و«رأس المال اليهودي». وهي مصطلحات، شأنها شأنمصطلحات مثل «الشخصية اليهودية» و«القومية اليهودية»، تفترض أن ثمة وجوداًاقتصادياً يهودياً مستقلاًّ عن التشكيلات الاقتصادية المختلفة وتطوُّراً اقتصادياًيهودياً مستقلاً عن التطورات الاقتصادية العامة في المجتمعات التي عاش أعضاءالجماعات اليهودية في كنفها. وهذا افتراض غير دقيق ومقدرته التفسيرية والتصنيفيةضعيفة، ويؤدي في النهاية إلى عدم فهم حركيات التطور والتغيير بين أعضاء تلكالجماعات. ولذا، فإننا نفضل استخدام مصطلح «الرأسماليون الأمريكيون اليهود» أو «الرأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية» أو أي مصطلح مماثل يفيد عدم وجودرأسمالية يهودية مستقلة. فالرأسمالية الأمريكية، على سبيل المثال، تضم رأسماليينأمريكيين لهم انتماءات إثنية مختلفة، فالانتماء الإثني الخاص هو الفرع والجزء،والرأسمالية الأمريكية هي الأصل والكل.
    ومما لا شك فيه أن أعضاء الجماعاتاليهودية لعبوا دوراً فعالاً في نشوء وتطوُّر الرأسمالية في العالم الغربي، ولكن لايمكن اعتبارهم مسئولين عن ظهورها. فتطوُّر الرأسمالية في الغرب مرتبط بظواهر لم يكنلليهود أي دور فيها، مثل: حركات الاكتشاف والقرصنة، ثم الاستعمار التجاريالاستيطاني في القرن السادس عشر، والإصلاح الديني، والترشيد والعلمنة. وقد تناولكلٌّ من ماركس وفيبر وسومبارت هذه القضية.

    أما من ناحية تطوُّر اليهودكرأسماليين في إطار الحضارة الغربية، فهذا مرتبط بوضعهم كجماعة وظيفية تضطلع بوظائفمالية محددة، فقد كان منهم من اشتغل بالتجارة والربا، وكان منهم من اشتغل بالأعمالالمالية الأخرى، مثل يهود الأرندا ويهود البلاط، ثم كان منهم أخيراً الرأسماليونالمحدثون. وكان أعضاء الجماعة في وظائفهم المختلفة، حتى الانقلاب التجاري، تابعينللحاكم أو الطبقة الحاكمة وليس لهم أي استقلال اقتصادي عن النظم التي وجدوا فيها،فكانوا تابعين لها يعيشون على أطرافها وفي خدمتها. ومما لا شك فيه أن أعضاءالجماعات اليهودية استفادوا من العلاقات الدولية التي نشأت بينهم، فكان يهود البلاطيستوردون الحبوب من يهود الأرندا ويوفرون لبعضهم البعض نظاماً ائتمانياً يسهل عمليةانتقال البضائع والأرباح، ولكنهم مع هذا ظلوا أساساً جزءاً من كل.

    ويمكنتقسيم دور بعض أعضاء الجماعات اليهودية كرأسماليين داخل التشكيل الحضاري الغربي،إلى ثلاثة أقسام:

    1
    ـ الرأسماليون من يهود اليديشية في شرق أوربا، خصوصاًروسيا. وبلغ بعضهم درجات عالية من الثراء وتخصَّصوا في بعض الصناعات والسلع مثلالسكك الحديدية والغلال، كما حدث مع أسرة جونزبرج. ولكنهم كانوا قلة نادرة تعيشخارج منطقة الاستيطان بعيداً عن أية جماهير يهودية وكانت حريصة على الاندماج فيالمجتمع الروسي. أما داخل منطقة الاستيطان ذاتها، فكان يوجد صغار الرأسماليين الذينامتلكوا نحو نصف الصناعات داخل المنطقة. ولم يكن هؤلاء قوة سياسية حقيقية، فقدكانوا يعانون ـ شأنهم شأن بقية قطاعات المجتمع الروسي ـ من التناقض الأساسي فيروسيا القيصرية بين الشكل السياسي المتكلس والوضع الاقتصادي المتطور. وكانوايستأجرون عمالاً من أعضاء الجماعات اليهودية، ولكن كثيراً ما كانت تنشأ الصراعاتالطبقية بين هؤلاء وأولئك فينظم العمال ضدهم الإضرابات، ويحاولون هم استئجار عمالغير يهود.

    وقد قامت الثورة البلشفية بالقضاء على الرأسمالية الروسية بما فيذلك الرأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية. ومع هذا، استمر بعض التجار اليهود فيممارسة نشاطهم، بل ازدهروا في فترة النظام الاقتصادي الجديد (نيب)، بل كانت هناكنسبة من اليهود بين تجار السوق السوداء في الستينيات. ولكننا في هذه الحالة لانتحدث عن رأسماليين يمتلكون وسائل الإنتاج وإنما نتحدث عن صغار الانتهازيين وتجارالعملة وما شابه ذلك. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وظهور الاقتصاد الحر في روسياوأوكرانيا وغيرهما من الجمهوريات التي تُوجَد بها جماعات يهودية كبيرة نسبية، نتوقعأن تشتغل أعداد كبيرة منهم في القطاع التجاري والصناعي الاستهلاكي (وهذا هو النمطالسائد في الغرب).

    2
    ـ في وسط أوربا، خصوصاً ألمانيا، برز كثير من أعضاءالجماعات اليهودية الرأسماليين، وهؤلاء هم ورثة يهود البلاط ولعبوا دوراً مهماً فيتطوُّر الرأسمالية والصناعة الألمانية. وقد تم القضاء على هؤلاء مع استيلاء هتلرعلى الحكم، فهاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الولايات المتحدة وفلسطين بما تبقَّى منرؤوس أموالهم وصُودرت أموال الباقين.

    3
    ـ أما الرأسماليون من أعضاءالجماعات اليهودية في بلاد غرب أوربا والولايات المتحدة، فلهم مكانة مختلفة إذيُلاحَظ أن النُخَب الحاكمة في هذه البلاد، بعد أن ظهرت فيها ثورة تجارية، وبعد أنظهرت فيها طبقة بورجوازية محلية، وجدت أن استيطان الجماعات اليهودية فيها سيـساعدهاعلى تحقيق كثير من طموحـاتها وسـيزودها بكثير من الخدمات. ومن هذا المنظور، تمتوطين اليهود في هولندا وإنجلترا في القرن السابع عشر ثم في العالم الجديد. وقدازدهر الرأسماليون من أعضاء الجماعات اليهودية في هذه البلاد، ولكن نسبتهم ظلتصغيرة كما ظل رأس المال الذي يمتلكونه والصناعات التي يديرونها تتضاءل في الأهميةقياساً إلى المصانع ورؤوس الأموال الضخمة في هذه البلدان. وقد لاحظ كارل ماركس فيالمسألة اليهودية أن أصغر رأسمالي أمريكي يجعل روتشيلد يشعر وكأنه شحاذ.

    ولعبت عائلة روتشيلد في إنجلترا وفرنسا، وعائلات مونتيفيوري وساسونومونتاجو في إنجلترا، دوراً مهماً في القطاع المالي والمصرفي في بلدهم حيث ساهموافي تمويل الحكومات والحروب وفي تطوير الرأسمالية في أوربا وفي تمويل المشاريعالرأسمالية الإمبريالية خلال القرن التاسع عشر. كما تخصَّص الرأسماليون اليهود فيإنجلترا مثل إسرائيل سيف وسيمون ماركس في القطاع التجاري، وبخاصة في مجال المتاجرالمتكاملة متعددة الأقسام. وفي فرنسا، برز خلال القرن العشرين بعض رجال الصناعةالمهمين من اليهود مثل مارسل داسو وأندريه سيتروين. ولكن رغم أهمية دورهم وحيويتهمفلم يكن لهم دور يهودي مستقل.

    أما الرأسماليون من يهود الولايات المتحدة،فإن تجربتهم مختلفة إلى حدٍّ ما، فقد استقروا في مجتمع استيطاني يتسم بدرجات عاليةمن العلمنة والحركية، وقد استفاد المهاجرون اليهود من هذا الوضع وراكموا الثروات (انظر الأبواب المعنونة «فرنسا» ـ «إنجلترا» ـ «رأسماليون من أعضاء الجماعاتاليهودية في الولايات المتحدة»).

    أما بالنسبة لدور أعضاء الجماعات اليهوديفي تطوُّر الرأسمالية في العالم العربي، فلا تمكن دراسته إلا في سياق الغزوالاستعماري الغربي للمنطقة وتحويل أعضاء الجماعات اليهودية في العالم العربي إلىمادة استيطانية تدور في فلك المنظومة الإمبريالية الغربية.

    وستتناول مداخلهذا الباب بعض الرأسماليين من أعضاء الجماعات اليهودية في العالم، نبدؤها بعائلةروتشيلد التي كان لها فروع مختلفة في أوربا ثم نتناول بعض الرأسماليين من أعضاءالجماعة اليهودية في فرنسا ثم إنجلترا وألمانيا وروسيا وجنوب أفريقيا وكندا. ثمننتقل بعد ذلك إلى الشرق الأقصى، ونركز على الرأسماليين من أعضاء الجماعـةاليهـودية في مصر كدراسة حالة مُمثِّلة، وأخيراً بقية العالم العربي.






  2. #32
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    عائلـــة روتشــيلد
    The Rothschilds
    عائلة من رجال المالويهود البلاط الذين تحوَّلوا بالتدريج إلى رأسماليين من أعضاء الجماعات اليهودية،ويعود أصل العائلة إلى فرانكفورت في القرن السادس عشر. والاسم «روتشيلد» منقول منعبارة ألمانية تعني «الدرع الأحمر» وتشير كلمة «درع» هنا إلى ذلك الدرع الذي كانعلى واجهة منزل مؤسِّس العائلة إسحق أكانان. وقد حققت عائلة روتشيلد مكانة بارزة فيعالم المال والبنوك في أوربا بدءاً من القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين. وتاريختطوُّر العائلة هو أيضاً تاريخ يهود البلاط واختفائهم وتحوُّلهم إلى مجرد أعضاء فيالرأسمالية الغربية الرشيدة ثم التشكيل الإمبريالي الغربي (الذي كان يُخطِّطلاقتسام الدولة العثمانية والاستيلاء على ثروات الشرق). ودعم الأسرة للمشروعالصهيوني في فلسطين، ليس تعبيراً عن وجود مصالح يهودية مستقلة وإنما تعبير عنمعدلات الاندماج في الحضارة الغربية في تشكيلها القومي والإمبريالي.

    وكانماجيراشيل روتشيلد (1743 ـ 1812) تاجر العملات القديمة هو الذي وسَّع نطاق العائلةفي مجال المال والبنوك، بعد أن حقق ثروة طائلة أثناء حروب الثورة الفرنسية من خلالعمله في بلاط الأمير الألماني وليام التاسع. وقد تفرَّق أبناؤه الخمسة وتوطنواوأسسوا أفرعاً لبيت روتشيلد في خمسة بلاد أوربية هي: إنجلترا وفرنسا والنمساوإيطاليا بالإضافة إلى ألمانيا. وبالتالي، فقد أقاموا شبكة من المؤسسات الماليةالمرتبطة ببعضها البعض.

    أسس الابن الأكبر نيثان ماير روتشيلد (1777ـ 1836) فرع بيت روتشيلد في إنجلترا، وتزوج أخت زوجة موسى مونتفيوري الثري والمالي اليهوديوزعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا. وأتاحت له هذه الزيجة دخول أوساط المجتمعاليهودي السفاردي في إنجلترا سريعاً. واكتسب نيثان ماير روتشيلد مكانة مرموقة فيعالم المال أثناء الحروب النابليونية حيث ساهم في تمويل إنفاق الحكومة الإنجليزيةعلى جيشها في أوربا، واستعان في ذلك بأخيه جيمس روتشيلد المقيم في فرنسا، كما ساهمفي تمويل التحويلات البريطانية إلى حلفائها في أوربا. وقد استطاعت عائلة روتشيلد،خلال تلك الفترة، تدبير ما يقرب من 100 مليون جنيه إسترليني للحكومات الأوربية. وبعد الحرب، كانت هذه العائلة هي الأداة الرئيسية في تحويل التعويضات الفرنسية إلىالحلفاء وفي تمويل القروض والسندات الحكومية المخصصة لعمليات إعادة البناء. واكسبتههذه المعاملات المالية مكانة متميِّزة في جميع أنحاء أوربا ودعمت مركز مؤسستهكواحدة من أبرز المؤسسات المالية الأوربية في تلك الفترة.

    وكان نيثانروتشيلد يتسم بالدهاء المالي والتجاري. فخلال فترة الحروب النابليونية، نجح هووإخوته، من خلال عمليات تهريب السلع من إنجلترا إلى أوربا، في تحقيق مكاسب ضخمة. كما استغل إمكانياته في الحصول على المعلومات والأخبار بشكل سريع نسـبياً، بفضـلشبـكة الاتصـالات التي أسستها العائلة فيما بينها، لتحقيق أرباح طائلة لمؤسسته. وكان نيثان من أوائل من علموا بانتصار إنجلترا على قوات نابليون في معركة ووترلو. وكان ذلك يعني ارتفاع أسعار سندات الحكومة الإنجليزية. إلا أن نيثان أسرع ببيع حجمكبير من سنداته حتى يوهم الجميع بأن إنجلترا خسرت الحرب، وهو ما دفع الكثيرين إلىالتخلص من السندات التي في حوزتهم، الأمر الذي أدَّى بدوره إلى انخفاض أسعار هذهالسندات بشكل حاد. وهنا قام بشراء هذه السندات بثمن بخس مُحقِّقاً من وراء ذلكأرباحاً طائلة حيث قفزت أسعار السندات إلى أعلى، عقب إعلان خبر انتصار إنجلتراوهزيمة نابليون. وظل نيثان يستغل قدرته على الحصول على المعلومات والأخبار سواءالخاصة بالتطورات السياسية أو الخاصة بالأمور المالية في التلاعب من خلال عملياتالبيع والشراء الواسعة النطاق في أسعار الأسهم والسندات مُحقِّقاً لنفسه ولمؤسستهمكاسب ضخمة.

    وبعد وفاة نيثان ماير، تولَّى أكبر أبنائه ليونيل نيثانروتشيلد (1806ـ 1879) إدارة مصالح بيت روتشيلد في لندن. وكان ليونيل أول عضـويهـودي في البرلمان الإنجليزي. وقد اشـترك في عمليات مالية مهمة، من بينها تدبيرقرض قيمته 16 مليون جنيه لتمويل حرب القرم. كما قدم ليونيل التمويل اللازملدزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا، الذي كانت تربطه به صداقة وثيقة، لشراء نصيب مصر فيأسهم قناة السويس عام 1875، وهي عملية تمت في كتمان وسرية تامة بعيداً عن الخزانةالبريطانية، ولم يُبلَّغ البرلمان البريطاني بها إلا بعد إتمامها. ولا شك في أنمساهمة بيت روتشيلد في تقديم القروض للخديوي إسماعيل ولأعيان مصر، وما تبع ذلك منتَضخُّم المديونية المالية لمصر ثم ما جر ذلك وراءه من امتيازات أجنبية ثم تَدخُّلبريطاني في آخر الأمر بحجة الثورة العرابية، كل ذلك تم في إطار المصالح الإمبرياليةالرأسمالية التي كانت تسعى لفصل أهم أجزاء الإمبراطورية العثمانية عنها تمهيداًلتحطيمها وتقسيمها.

    وقد اشترك ليونيل روتشيلد أيضاً في إقامة السككالحديدية في فرنسا والنمسا بالتعاون مع فروع بيت روتشيلد في البلدين. وقد بادرروتشيلد بإقامة هذه المشاريع بعد أن تبيَّن له مدى نجاح وأهمية السكك الحديدية فيإنجلترا التي كانت أول دولة تطوِّرها، وهو ما يعكس تبادل فروع بيت روتشيلد للخبراتوالتجارب فيما بينها. كما قامت مؤسسته بتمويل جهود الاستعماري سيسل رودس لإقامةإمبراطورية ضخمة لصناعة وتجارة الماس في جنوب أفريقيا.

    ويُلاحَظ أن الزواجمن داخل العائلة ظل النمط الغالب بين أعضائها، وهو تقليد كان يهدف إلى الحفاظ علىالثروة داخل العائلة وتدعيم العلاقات فيما بينها. وقد تمسكت العائلة بقاعدة صارمةفي زواج الأبناء. ففي حين كان يُسمَح لبنات روتشيلد بالزواج من غير اليهود، لميُسمَح بذلك للذكور الذين كان يئول لهم النصيب الأكبر من ثروة العائلة وإدارةأعمالها. ومن الواضح أن المعيار المُستخدَم هنا معيار غير يهودي، وقد كان آلروتشيلد يحاولون بذلك الحفاظ على الثروة لا على الانتماء اليهودي. وقد كان اليهودي،حسب الشريعة، هو من يولد لأم يهودية، ولذا فإن زواج بنات روتشيلد من غير اليهود كانيعني أن أولادهم (اليهود الحقيقيين) سينشأون في بيوت غير يهودية وأن آباءهم منالأغيار.

    وتزوج ليونيل روتشيلد من ابنة عمه كارل روتشيلد (الذي كان قداستقر في نابولي). واهتمت الزوجة بالمشاريع الخيرية للعائلة، وبخاصة بناء المدارساليهودية الحرة. ونالت هذه المدارس اهتماماً خاصاً من العائلة، وكانت هذه المدارسقد أقيمت أساساً لخدمة أبناء المهاجرين اليهود الأوائل من شرق أوربا الذين جاءوابثقافتهم اليديشية وتقاليدهم الدينية، وهو ما كان يثير قلقاً بين أعضاء الجماعةاليهودية المندمجين في إنجلترا؛ لما قد يمثله ذلك من تهديد لمواقعهم الطبقيةومكانتهم الاجتماعية. وهذه المدارس بالتالي، كانت تهدف إلى استيعابهم ودمجهم وصبغهمبالثقافة الإنجليزية. وقد أصبح دعم عائلة روتشيلد للصهيونية (فيما بعد) أداة لإبعادهذه الهجرة برمتها عن بلادهم بعد أن تزايد حجمها في نهاية القرن التاسع عشر، أي أنهكان دعماً صهيونياً توطينياً.

    وقد تولَّى ناثانيل ماير روتشيلد (1840 ـ 1915) إدارة بيت روتشيلد بعد وفاةوالده، وأصبح أول فرد في عائلة روتشيلد يحصل علىلقب لورد. كما ورث البارونية من عمه سير أنتوني دي روتشيلد (1810 ـ 1876). وقد كانتله علاقات صداقة مع ولي العهد البريطاني الذي أصبح فيما بعد الملك إدوارد السابع،ومع كلٍّ من بلفور ولويد جورج رئيس وزراء بريطانيا آنذاك. وقد اهتم ناثانيل روتشيلدبأوضاع الجماعات اليهودية في شرق أوربا التي تدهورت بسبب تعثُّر عملية التحديثوتعرُّض جميع الأقليات للاضطهاد. فرفض تدبير القروض للحكومة القيصرية احتجاجاً علىذلك رغم أن والده ظل يمثل الحكومة الروسية في المجالات المالية لمدة 20 عاماً. ورغمعدم تعاطفه مع الصهيونية، إلا أنه رحب بمشاريع هرتزل لتوطين اليهود.

    أماابنه الأكبر ليونيل والتر روتشيلد (1868 ـ 1937)، فقد ترك عالم المال والبنوكوتخصَّص في علوم الأحياء والطبيعة. وتعود أهمية ليونيل والتر إلى أنه كان يمتلكحديقة حيوانات خاصة، كما أن وعد بلفور أخذ شكل خطاب موجه إليه. وقد أيد ليونيل منذعام 1917 الجهود الدبلوماسية لكلٍّ من حاييم وايزمان (الذي أصبح أول رئيس لإسرائيل) وناحوم سوكولوف الرامية إلى إصدار تعهُّد بريطاني بشأن تأسيس «وطن قومي» لليهود. وكان ليونيل روتشيلد يرى أن الوجود الصهيوني في فلسطين لابد أن يأخذ شكل دولة لاشكل وطن قومي وحسب، وأن هذا يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، ومن ثم مصالحعائلة روتشيلد. وعند إصدار وعد بلفور، كان روتشيلد رئيساً شرفياً للاتحاد الصهيونيلبريطانيا وأيرلندا. كما كان أثناء الحرب العالمية الأولى من مؤيدي إنشاء الفيلقاليهودي الذي دخل فلسطين مع الجيش البريطاني.

    ومن الجدير بالذكر أن عائلةروتشيلد، مثلها مثل غيرها من عائلات أثرياء اليهود المندمجين في المجتمع البريطاني،كانت في البداية رافضة لصهيونية هرتزل السياسية بسبب تَخوُّفهم مما قد تثيره منازدواج في الولاء، وهو ما يشكل تهديداً لمكانتهم ووضعهم الاجتماعي. وقد ساهمتالعائلة في تأسيس «عصبة يهود بريطانيا League of British Jews» المناهضة للصهيونية. لكن هذا الموقف تبدَّل فيما بعد حيث تبيَّن أن وجود كيان صهيوني استيطاني في المشرقالعربي يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، وذلك إلى جانب أن الصهيونية كان يتمتقديمها في ذلك الوقت كحل عملي لتحويل هجرة يهود شرق أوربا إلى فلسطين بعيداً عنإنجلترا وغرب أوربا.

    كما استقر في بريطانيا جيمس أرماند دي روتشيلد (1878 ـ 1957) ابن إدمـوند دي روتشـيلد، والذي حصــل على الجنسية البريطانية، وأصبح عضواًفي البرلمان البريطاني وخدم في الجيش البريطاني في كلٍّ من فرنسا وفلسطين أثناءالحرب العالمية الأولى. وكان من بين مهامه تجنيد المتطوعين من بين المستوطنيناليهود في فلسطين للالتحاق بالفيلق اليهودي. كما أُلحق ضابطاً بمشاريع عديدة فيفلسطين، وترأَّس هيئة الاستيطان اليهودي في فلسطين التي كانت تدير المستوطنات التيأسسها والده في فلسطين. وخصَّص في وصيته عند وفاته مبالغ كبيرة لإقامة مشاريع منأهمها إنشاء مبنى الكنيست في القدس.

    وفي فرنسا، أسس جيمس ماير دي روتشيلد (1792 ـ 1868) فرع بيت روتشيلد في باريس عام 1812. وأصبح شخصية مالية احتفظتبنفوذها الواسع في عالم المال رغم تغيُّر الحكومات، فعمل على تدبير القروض لملوكالبوربون، وكان مقرباً للملك لويس فيليب حيث تولى إدارة استثماراته المالية الخاصة،كما قدَّم قروضاً عديدة للدولة. كما شارك لفترة طويلة من عمره في رسم السياسةالخارجية الفرنسية. وفي أعقاب ثورة 1848، استمر بيت روتشيلد في تقديم خدماتهالمالية وقام بتدبير القروض لنابليون الثالث. وشهدت هذه الفترة منافسة شديدة بينبيت روتشيلد وبين المؤسسة المالية المملوكة للأخوين اليهوديين إسحق وإميل بيرييرداخل فرنسا وخارجها. كما حصل جيمس ماير على امتياز بناء سكك حديد الشمال الفرنسيةالتي ظلت ملكاً لعائلة روتشيلد حتى عام 1940.

    وقد ورثه خمسة أبناء من بينهمماير ألفونس جيمس دي روتشيلد (1827 ـ 1905) والذي تولَّى من بعـده إدارة بيتروتشيلد عام 1854، وترأَّس سكك حديد الشمال، كما أصبح أيضاً عضواً في مجلس إدارةبنك فرنسا. وبعد هزيمة فرنسا عام 1870 ـ 1871 في الحرب الفرنسية البروسية، أدارماير ألفونس روتشيلد المفاوضات الخاصة بالتعويضـات والديون الفرنسـية الواجب سدادهاللجانب البروسي.

    ومن بين الأبناء الخمسة أيضاً، إدموند روتشيلد (1845 ـ 1934) الذي تعود أهميته إلى دعمه للنشاط الاستيطاني اليهودي في فلسطين (انظر: «إدموند روتشيلد»). وترأَّس حفيده إدموند (1926 ـ ) رئاسة لجنة التضامن مع إسرائيلفي عام 1967 التي ترأَّسها من قبله جي دي روتشيلد (1909 ـ ) وهو حفيد ماير ألفونس. وقام إدموند خلال الخمسينيات والستينيات باستثمارات عديدة في إسرائيل، بخاصة فيقطاعي السياحة والعقارات. كما ترأَّس جي النداء اليهودي الموحَّد. وعند وقوع فرنساتحت الاحتلال الألماني عام 1940، تم الاستيلاء على ممتلكات العائلة وفرَّ أفرادهاإلى إنجلترا والولايات المتحدة حيث ظلوا طوال فترة الحرب. واستعادت العائلة الجزءالأكبر من ممتلكاتها وثرواتها عقب انتهاء الحرب.

    وفي النمسا، أسس سولومونماير دي روتشيلد (1774 ـ 1855) آخر يهودي بلاط في أوربا فرع الأسرة في فيينا. وكانصديقاً لمترنيخ زعيم الرجعية الأوربية الذي ساعده في التغلب على أزمات مالية عديدة،وصدر قرار إمبراطوري بمنح سولومون وإخوته الأربعة البارونية وذلك عام 1822 بعد بضعةأيام من حصول حكومة مترنيخ على قرض ضخم من بيت روتشيلد. كما أن علاقة سولومونروتشيلد بأفراد أسرته المنتشرين في أرجاء أوربا أتاحت له أن يكون مصدر معلوماتمهماً لمترنيخ حول التطورات السياسية الجارية على الساحة الأوربية. ويُقال إنه ساعدمترنيخ على الهرب أثناء ثورة 1848 وأخفاه في منزله. ومن أهم إنجازات سولومونروتشيلد بناء أول خط سكك حديدية في النمسا وتأسيس بنك كريديتا نستالت النمساوي الذيأصبح فيما بعد بنك الدولة النمساوية. وخلفه ابنه سولومون روتشيلد (1803 ـ 1872) الذي عُيِّن في البرلمان النمساوي.

    وشهدت الأسرة تدهوراً حاداً في وضعها فيظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدتها أوربا بعد الحرب العالمية الأولىوالتي انتهت باستيلاء النظام النازي على مؤسستهم عام 1938 بعد ضم النمسا إلىألمانيا النازية. وتمت تصفية فرع بيت روتشيلد في النمسا بعد رحيل لويس دي روتشيلد (1882 ـ 1955) إلى الولايات المتحدة.

    وفى ألمانيا، واصل أمشل ماير فونروتشيلد (1773 ـ 1855) أعمال الأسرة في فرانكفورت، وقدَّم قروضاً كبيرة لعديد منالحكام الألمان. وكان أمشل أكبر مموِّلي الحركة اليهودية الأرثوذكسية. وخلفه مايركارل (1820 ـ 1886) من نابلي، وكان رجعياً في آرائه ومؤيداً لبروسيا وبسمارك. وقدانقرض فرع الأسرة في فرانكفورت بموت وليام كارل ( 1828 ـ 1901).

    وقد أسسكارل ماير روتشيلد (1788 ـ 1855) فرع نابلي، وقدم خدمات مالية عديدة للدويلاتالإيطالية، وخصوصاً الدولة البابوية، إلا أن هذا الفرع كان أقل الفروع أهمية، وقدأُغلق بعد عام 1861.



    ويتضح مما سبق أن عائلة روتشيلد، كغيرها من العائلاتاليهودية المالية الكبيرة في أوربا، كانت في البداية من يهود البلاط ثم أصبحت تشكلجزءاً من نسيج الرأسمالية الرشيدة الذي كان آخذاً في التشكُّل خلال القرنين الثامنعشر والتاسع عشر، وهي فترة اتسمت بتحولات عميقة داخل المجتمعات الأوربية وبتزايُدحدة الاضطرابات السياسية والصراعات العسكرية وبتنامي الأطماع الاستعمارية. فشاركبيت روتشيلد في تمويل الجيوش والحروب، وفي تسوية التعويضات والديون، وفي تمويلمشاريع إعادة بناء ما دمرته الحروب وفي تقديم القروض للعديد من الملوك والزعماء،وفي تمويل المشاريع والمخططات الاستعمارية والتي كان المشروع الصهيوني في فلسطين فينهاية الأمر يشكل جزءاً منها.

    وقد تضاءلت أهمية عائلة روتشيلد مع نموالنظام المصرفي الرأسمالي الحديث القائم على العلاقات بين المؤسسات الماليةالمختلفة والذي حل محل نظام التجارة والربا القديمين. كما أن نمو حجم التعاملاتالمالية في العالم قلَّص حجم رأس المال المتوافر في يد الرأسماليين اليهود (منعائلة روتشيلد وغيرهم) قياساً إلى حجم رؤوس الأموال المُتداوَلة داخل النظامالرأسمالي العالمي، وذلك رغم ازدياده من الناحية المطلقة. ويُعَدُّ اسـم روتشـيلد،في الأدبيـات اليهـودية والصهيونية، رمزاً للثري اليهودي الخيِّر الذي يجزل العطاءلإخوانه في الدين ولا ينساهم البتة. أما في أدبيات العداء لليهود، فهو مثل للجشعوالطمع وامتصاص الدماء والتآمر العالمي من جانب الصيارفة اليهود.














  3. #33
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    إميل (1800-1875) وإسحق (1806-1880) بريير
    Emile and Isaac Pereire
    أخوانفرنسيان يهوديان من رجال المال والاقتصاد والصحافة، ولدا في فرنسا لعائلة سفارديةمن أصل برتغالي، وتأثرا بفكر سان سيمون الاشتراكي النزعة وانضما إلى دائرته، وكتباعديداً من المقالات السياسية والاقتصادية في الصحف الفرنسية لاقت اهتماماً واسعاً. وفي عام 1832، قام إميل بريير بتحرير جريدة جلوب السان سيمونية ثم جريدة ليناسيونال الصادرة عن الحزب الجمهوري في الفترة ما بين عامي 1832 و1835. وكانلاهتمام إمـيل بريير بالمشاريع الصناعية الحـديثة، وخـصوصاً السـكك الحديدية، أنفتح باب التعاون في هذا المجال بين الأخوين بريير من جهة وبين عائلة روتشيلد من جهةأخرى، فاشتركا معاً في بناء خطوط السكك الحديدية المهمة في فرنسا. ولكن هذا التعاونلم يدم طويلاً إذ انتقل الأخوان بريير للتعاون مع واحد من أكبر منافسي عائلةروتشيلد وهو المالي اليهودي الثري آشيل فولد الذي عيَّنه نابليون الثالث (لويسبونابرت) وزيراً للمالية عام 1849 واشترك الطرفان معاً عام 1852 في تأسيس مصرفكريدي موبيليه وهو أول مصرف استثماري حديث في فرنسا نجح في جذب إيداعات آلافالمستثمرين الصغار. وأصبح هذا المصرف الذراع المالي للإمبراطورية الفرنسية، وساهمفي إدخال تغييرات جذرية في سوق المال الفرنسي، كما نجح في الحصول على امتيازات بناءالسكك الحديدية في فرنسا والنمسا وإسبانيا وروسيا.

    وقد شكَّل الأخوانبريير، ومصرفهما الجديد، تهديداً مباشراً لنفوذ عائلة روتشيلد وقوتها المالية فيأوربا، الأمر الذي دفعها لتعبئة جميع مواردها لمواجهة هذه المنافسة الخطيرة. وانتهىهذا الصراع الضاري، الذي امتدت أحداثه بين أوربا وأمريكا اللاتينية، بانهيار مصرفكريـدي موبيليه عــام 1867 وضيــاع أمـوال آلاف المودعين، الأمر الذي أفقد الأخوينبريير الكثير من مصداقيتهما ومكانتهما.

    وقد كان الأخوان بريير عضوين فيالبرلمان الفرنسي خلال حقبة الستينيات من القرن التاسع عشر. كما أصدر إسحق، فيالفترة ما بين عامي 1876 1880، جريدة لا ليبرتيه (الحرية) والتي سجَّل فيها آراءهالخاصة حول القضايا السياسية والاقتصادية والصناعية. ولعل الصراع الضاري الذي داربين الأخوين بريير من جهة وعائلة روتشيلد من جهة أخرى يبين أن الحديث عن " رأسماليةيهودية مستقلة ذات مصالح مستقلة " لا أساس له من الصحة، وأنه تصوُّر صهيوني معادلليهود في آن واحد. ومع هذا، فحينما اضطر إدموند درومون للاستقالة من جريدة لاليبرتيه اتهم إسحق بريير بالعنصرية وكتب كتابه فرنسا اليهودية الذي يبين فيه مؤامرةالرأسمالية اليهودية ضد فرنسا وفقرائها.

    أندريه سيتروين (1878-1935(
    Andre Citroen
    من رجال الصناعة الفرنسيين. نجح بعد الحرب العالمية الأولىفي تصمـيم وإنتاج سـيارة السـيتروين الصغيرة التي نالت إقبالاً شعبياً كبيراً. أماخلال الحرب العالمية الأولى، فقد لعب دوراً مهماً في مجال صناعة الذخيرة الفرنسيةإذ أسس مصنعاً أنتج ملايين القنابل. وبعد الحرب، حوَّل سيتروين مصنعه إلى مصنعسيارات لإنتاج سيارات صغيرة، وقد نجح نجاحاً ساحقاً (وسُمِّي «هنري فورد الفرنسي»). وعند وفاته عام 1935، كان ثُلُث السيارات في فرنسا يحمل شعار «ماركة سيتروين».

    ومن أهم إسهاماته، مسابقة السيارات سيتروين عبر أفريقيا. وهي مسابقة أثبتتثلاثة أشياء:

    1
    ـ أنه يمكن إقـامة خـط اتصـال دائم وسريع بين الجزائر وغربأفريقيا.

    2
    ـ أدَّى السباق إلى إنشاء محطات على الطريق الذي يربطالمستعمرات الفرنسية.

    3
    ـ فتـح السـباق المجال أمام اسـتخدام السيارات فيحركة الاكتشافات.

    ولعل هذا هو إسهام سيتروين الأساسي في خدمة التشكيلالاستعماري الغربي الفرنسي. ومن إسهاماته الأخرى أنه أول من وضع نظام إشارات مرورضوئية في باريس، واستخدم برج إيفل في الإعلانات الضوئية. وكان أول من استخدمالأضواء الكاشفة المسلطة على قوس النصر في ميدان الكونكورد.

    ورغم جهودهلتوسيع نشاط مؤسسته داخل وخارج فرنسا، إلا أنه اضطر إلى تصفية أعماله عام 1934 إثرمشاكل مالية مترتبة عن أزمة الكساد العالمي. وقد تم إعادة تنظيم المؤسسة بعد أنانتقلت ملكيتها لشركة ميشلن الفرنسية.

    مارســل داســو (1892-1986(
    Marcel Dassault
    مهندس فرنسي ومصمم ومنتج الطائرات. تنصَّر بعد عامين منإطلاق سراحه من معسكرات الاعتقال النازية،وعمل بالسياسة، وانتُخب في البرلمانالفرنسي.وصمَّم أول طائرة نقل تعمل بأربعة محركات،وطائرات المستير والميراجالمقاتلة التي استخدمتها قوات الطيران الإسرائيلية.وقد صمَّمت الصناعات العسكريةالإسرائيلية طائرة الكفير بعد أن سربت تصميمات طائرات الميراج من شركة داسو.







  4. #34
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    عائلــة جولدسـميد
    The Goldsmid Family
    عائلة ماليةبريطانية من يهود الإشكناز تعود جذورها إلى هارون جولدسميد، الذي تُوفي عام 1782،وكان قد استقر في لندن في منتصف القرن الثامن عشر قادماً من أمستردام. وأسَّس فيلندن مع ابنه الأكبر جورج جولدسميد (1743 ـ 1812) مؤسسة تجارية باسم هارون جولدسميدوابنه والتي أصبحت فيما بعد تحمل اسم جولدسميد وإلياسون. أما ابنه الثاني أشرجولدسميد (1750 ـ 1822)، فأسس مع يعقوب موكاتا مؤسسة موكاتا وجولدسميد للسمسرة فيمجال بيع وشراء سبائك الذهب والفضة. وأصبح أخواه بنيامين جولدسميد (1755 ـ 1808) وأبراهام جولدسميد (1756 ـ 1810) من رجال المال المرموقين في لندن، وبخاصة خلالحروب الثورة الفرنسية، حيث أسسا معاً عام 1777 مؤسسة للسمسرة في الأوراق المالية،ونجحا خلال فترة الحرب في كسر احتكار المؤسسات المصرفية الكبيرة على القروض العامةوهو ما أتاح للحكومة شروطاً أفضل في هذا المجال. وقد كان الأخوان من المقربين إلىالعائلة المالكة البريطانية. وكان لهذه العلاقة أثر في التمهيد لانعتاق اليهود فيبريطانيا فيما بعد. وقد أسَّس بنيامين أول مؤسسة إشكنازية خيرية كبيرة في بريطانياوأدَّى النشاط المالي المهم للعائلة وعلاقتها بصفوة المجتمع البريطاني إلى تآكُلهيمنة الأرستقراطية السفاردية على الجماعة اليهودية في لندن.

    وقد انتحربنيامين أثر أزمة نفسية، كما انتحر شقيقه أبراهام من بعده نتيجة أزمة مالية حادةتعرضت لها مؤسسة العائلة.

    ومن أبرز أفراد العائلة:

    ـ سير إسحق ليونجولدسميد (1778 ـ 1859) ابن أشر جولدسميد. وهو أول من حمل من بين أعضاء الجماعةاليهودية في بريطانيا لقب «البارونية». وكان جولدسميد شريكاً في مؤسسة موكاتاوجولدسميد وحقَّق ثروة كبيرة من خلال تمويل عمليات بناء السكك الحديدية. وتركَّزنشاطه في البرتغال وتركيا والبرازيل ومنحه ملك البرتغال عام 1846 لقب بارون بالميراتقديراً لجهوده في حل الخلافات المالية بين البرتغال والبرازيل.

    وكانجولدسميد ممن دافعوا بقوة عن قضية إعتاق اليهود في إنجلترا، كما كان من مؤسسي كليةيونفيرستي كوليج في لندن والتي تُعَدُّ من أوليات مؤسسات التعليم العالي غيرالطائفية في إنجلترا. وقد لعب جولدسميد دوراً بارزاً أيضاً في تأسيس المعبدالإصلاحي في إنجلترا.

    ـ سير فرانسيس هنري جولدسميد (1808 ـ 1878) ابن إسحقليون جولدسميد، والذي دافع مع والده عن قضية إعتاق يهود إنجلترا إلى أن تحقَّق ذلكبالفعل عام 1859. دخل البرلمان عام 1860 وظل عضواً به حتى وفاته، ودخل البرلمان معهأيضاً أخوه فريدريك ديفيد (1816 ـ 1866). وقد كان جولدسميد أول يهودي يُسمَح لهبالانضمام إلى سلك المحاماة البريطاني عام 1833. وقد اهتم جولدسميد بقضايا يهود شرقأوربا، وعُيِّن نائباً لرئيس الجمعية الأنجلو يهودية عام 1871.

    ـ سيرجوليان جولدسميد (1838 ـ 1896) ابن فريدريك ديفيد. وقد كان أيضاً عضواً فيالبرلمان، كما قاد الجمعية الإنجليزية اليهودية (ترأَّسها في الفترة 1886 ـ 1895) في مساعيها من أجل الدفاع عن حقوق الجماعات اليهودية خارج بريطانيا، كما ترأَّساللجنة الروسية اليهودية (منذ تأسيسها عام 1882 وحتى عام 1894) التي أثارت قضيةأوضاع الجماعات اليهودية في روسيا القيصرية.

    وكان ألبرت إدوارد وليامسونجولدسميد من أبرز أفراد العائلة المؤيدين للصهيونية. وُلد في بومباي بالهند حيث كانوالده هنري إدوارد جولدسميد (1812 ـ 1855)، الذي كان ينتمـي إلى فـرع العائلةالمتنصِّر، يشغل عدة مناصب مهمة في إدارة الاحتلال البريطاني للهند. وتخرَّج ألبرتمن الكلية العسكرية الملكية عام 1866 واشترك في حرب البوير (1899 ـ 1902) في جنوبأفريقيا. وعاد ألبرت إلى العقيدة اليهودية واهتم بالشئون اليهودية، فساهم في مشاريعالبارون دي هيرش لإعادة توطين يهود شرق أوربا في دول أمريكا اللاتينية،وسافر إلىالأرجنتين عام 1892 حيث مكث لمدة عام ساعد خلاله في توزيع الأراضي على المُستوطنيناليهود.وكان ألبرت من المتحمسين لهرتزل، وساعد عام 1898 في تأسيس الاتحاد الصهيونيالإنجليزي،كما اشترك عام 1903 في لجنة العريش التي شُكلَت لبحث إمكان توطين اليهودفي شبه جزيرة سيناء.

    عائلــة ساســون
    The Sassoon Family
    عائلة يهودية سفاردية من التجار ورجال الصناعة والمال حقَّقت ثراءً كبيـراًومكـانة مرموقة في بــلاد الشـرق، وهو ما دعـا إلى وصفهـا بـ «روتشيلد الشرق». كماساهمت من خلال شبكاتها التجارية والمالية الواسعة في خدمة مصالح الرأسماليةوالإمبريالية البريطانية وأطماعها المتنامية في تلك الفترة، وبخاصة في الهندوالصين.

    وتعود جذور العائلة إلى العراق حيث كان مؤسس العائلة الشيخ ساسونبن صالح (1749 ـ 1829) يعمل كبيراً للصيارفة لدى والي بغداد، كما ظل رئيساً للجماعةاليهودية في بغداد لمدة أربعين عاماً. وقد انتقل ابنه ديفيد ساسون (1793 ـ 1864) إلى الهند عام 1833 حيث استقر في بومباي التي كانت تُعتبَر آنذاك بوابة التجارةللهند والشرق الأقصى. واتسعت تجارته لتشمل العراق وإيران والصين ووسط آسيا واليابانوإنجلترا. واحتكر تجارة الغزل الهندي والمنسوجات الإنجليزية والأفيون (وهي ثلاث سلعارتبطت بآليات الاستعمار البريطاني في الشرق). واكتسب ساسون الجنسية البريطانية عام 1853 ووصل حجم ثروته عند وفاته إلى خمسة ملايين من الجنيهات.

    وقد ورثهثمانية أبناء، تولَّى أكبرهم عبد الله (ألبرت فيما بعد) ساسون (1817 ـ 1897) إدارةتجارة أبيه ومد نشاطها إلى قطاع الصناعة حيث افتتح أول مصنع كبير للنسيج في بومباي،كما أنشأ أول مرفأ بحري على ساحل الهند الغربي، الأمر الذي مهَّد لتحوُّل بومبايإلى ميناء حديث. وكانت بومباي، مثلها مثل غيرها من مدن الشرق، تشهد تحولاًاقتصادياً كبيراً في تلك الفترة نتيجة افتتاح قناة السويس عام 1869. كما اتسع نشاطشركة ساسون إلى مجال التأمين والبنوك والزراعة أيضاً. وانتقل عبد الله (ألبرت) إلىإنجلترا في أواسط السبعينيات من القرن التاسع عشر حيث أصبحت لندن المركز الرئيسيلشركة ساسون. وكان أول من انتقل من الإخوة إلى إنجلترا، عام 1858، هو ساسون ديفيدساسون (1832 ـ 1867) حيث بدأت الدوائر التجارية في لندن التعرف من خلال نشاطه علىقوة وإمكانيات بيت ساسون. ونجح ساسون في دفع مصالح الشركة في إنجلترا إلى الأمام منخلال نشاطه في سوق القطن أثناء الحرب الأهلية الأمريكية.

    وحصل ألبرت (عبدالله) على البارونية عام 1890 تقديراً لجهوده ونشاطه في الهند. كما كانت له ولأخويهرءوبين (1853 ـ 1905) وآرثر (1840 ـ 1912) علاقة صداقة وطيدة مع ولي العهدالبريطاني الذي أصبح فيما بعد الملك إدوارد السابع. وبانتقال مركز نشاط العائلة منالهند إلى إنجلترا، شهدت الأسرة تحولاً سريعاً من أسرة يهودية شرقية شديدة التدينإلى أسرة يهودية بريطانية زاد اندماج أعضائها في المجتمع الإنجليزي الغربي وزادارتباطهم بالطبقة البورجوازية الصناعية البريطانية التي كانت تشهد ازدهاراًوتدعيماً لثرائها وقوتها في تلك الفترة. وارتبطت عائلة ساسون بعائلة روتشيلدالمالية الثرية، حينما تزوج إدوارد ساسون بن ألبرت ساسون (1856 ـ 1912) ابنة جوستافروتشيلد في باريس عام 1887. وقد كان إدوارد أول فرد في عائلة ساسون يعمل فيالسياسة، حيث كان عضواً في البرلمان، وعمل من خلال هذا المنصب على تحسين الاتصالاتالتلغرافية بين الهند وإنجلترا.

    واستمر سولومون ساسون (1841 ـ 1894) فيمتابعة أعمال الأسرة في الشرق، وكان والده قد أرسله في سن مبكرة إلى شنغهاي وهـونجكونج لمتابعة تجـارة الأسـرة، فأصبح رئيس الجماعة اليهودية هناك. ثم عاد إلى الهندعام 1877 حيث تولَّى إدارة الشركة حتى تاريخ وفاته. كما ترأَّس بنك بومباي وغرفةالتجارة. ومن بين الإخوة الثمانية، انفصل إلياس ساسون (1820 ـ 1880) عن الشركةالأم، وأسس هو وابنه يعقوب (1844 ـ 1916) شركة خاصة بهما ومنافسة للشركة الأم. واتسعت أعمالها لتشمل بلاد الشرق وأوربا وأفريقيا وأمريكا وحققت نجاحاً فاق نجاحالشركة الأم. وتولَّى يعقوب إدارة الشركة بعد وفاة أبيه، ووسع أعمالها في الهند،وأسَّس مصنعاً ضخماً للنسيج وأول مصنع للصباغة في بومباي. كما أسَّس البنك الشرقيالمحدود (إيسترن بانك ليمتد) ومقره الرئيسي لندن.

    وكان آخر كبار رجال المالوالأعمال في عائلة ساسون هو فيكتور ساسون (1881 ـ 1961) ابن إدوارد إلياس ساسونوالأخ الأصغر ليعقوب ساسون حيث ساهم في القطاع الصناعي في الهند وكان عضواً فيالبرلمان ورئيساً للجماعة اليهودية البريطانية في الهند. إلا أن التحولات التي كانتجارية في الهند في تلك الفترة، وكذلك تنامي حركة التحرر الوطني، أدَّتا إلى انكماشأعماله فيها. فاتجه إلى تأسيس مؤسسة مصرفية في هونج كونج عام 1930 ونقل أعماله منالهند إلى الصين حيث عُرف بأنه « الرجل الذي شيَّد شنغهاي الحديثة ». إلا أنه معاحتلال اليابان لشنغهاي خلال الحرب العالمية الثانية، ثم تولِّي الحكومة الشيوعيةالحكم في الصين واستيلائها على مصالح الشركة، نقل فيكتور أعماله إلى جزر الباهاماعام 1948 ولم يترك ابناً يرثه بعد وفاته.

    ويتضح، مما سبق، أن ثروة عائلةساسون ونشاطها المالي والتجاري ارتبطا إلى حدٍّ كبير بمصالح الإمبراطوريةالبريطانية حيث نما مع نمو الاستعمار البريطـاني ومصـالحه الرأسمـالية في الشـرق،وأخـذ يخبو مـع أفـول نجــم الإمبراطـورية البريطانية وتنـامي حركات التحـررالوطنـي في الهنـد والصين وغيرهما من بلاد الشرق.







  5. #35
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    عائلــةمونتاجــو
    The MontaguFamily
    عائلة يهودية إنجليزية من رجال المالوالسياسة، من أصل سفاردي. وفي عام 1853، أسَّس صمويل مونتاجو (1832 ـ1911) البنكالتجاري: صمويل مونتاجو وشركاه، الذي ساهم من خلال نشاطه في مجال المبادلات الماليةفي تحويل لندن إلى المركز الرئيسي للمقاصة في سوق المال العالمي. وظلت الخزانةتستشيره في العديد من الشئون المالية. وحصل صمويل عام 1907 على لقب «بارون»، كماأصبح عضواً في البرلمان.

    واهتم مونتاجو بالشئون اليهودية، فسافر إلى فلسطينوروسيا والولايات المتحدة، إلا أنه ظل معارضاً بشدة للصهيونية. وكان ولداه الاثنانلويس صمويل مونتاجو (1869 ـ 1927) وإدوين صمويل مونتاجو (1879 ـ 1924) من معارضيالصهيونية أيضاً. حيث عارض إدوين، الذي احتل عدة مناصب سياسية مهمة، وعد بلفور. وساهمت ضغوطه على الوزارة البريطانية في تعديل النص الأصلي بحيث لا تصبح الدولةاليهودية المزمع إنشاؤها دولة كل يهود العالم وإنما دولة من يرغبون في الهجرةإليها. وقد أعرب عن أسفه لأن حكومته اتجهت إلى الاعتراف بشعب لا وجود له. كما أعربأخوه عن أنه لا يعتبر اليهودية سوى ديانة. ويُعتبَر موقف عائلة مونتاجو من الحركةالصهيونية تعبيراً عن بعض الاتجاهات بين أعضاء الجماعات اليهودية المندمجين التيرفضت الصهيونية واعتبرتها تعبيراً عن عقلية الجيتو في خلطها بين الدين والقومية،كما رأت أن اليهود لا يشكلون سوى أقليات دينية يعتنق أعضاؤها الديانة اليهوديةوينتمون مثلهم مثل غيرهم من المواطنين إلى دولتهم القومية التي هي مصدر ثقافتهمومركز ولائهم. وقد رأى هؤلاء أن الصهيونية تشكل عقبة في طريق الاندماج السوي.

    سامسون جدعون (1699-1762(
    Samson Gideon

    من رجال المالالإنجليز. حقق ثروة كبيرة من خلال المضاربات، وكان من العناصر البارزة في تدبيرالقروض للحكومة البريطانية في منتصف القرن الثامن عشر. وساهمت استشارته الماليةللحكومة البريطانية في الحفاظ على الاستقرار المالي للبلاد في فترات الحروبوالقلاقل السياسية. وقد تزوج من امرأة غير يهودية، وتنصَّر أبناؤه.

    هـنري دي ورمـز (1840-1903(
    Henry Deworms
    تاجر ورجل دولةبريطاني يهودي. وُلد لعائلة يهودية تجارية ثرية ذات أصول ألمانية. درس القانون ثمالتحق بتجارة والده. وفي عام 1880، دخل البرلمان عن حزب المحافظين واختير عام 1885سكرتيراً برلمانياً لدى المجلس التجاري للحكومة البريطانية. وفي عام 1888، أصبحعضواً في المجلس الملكي الخاص (بالإنجليزية: بريفي كاونسيل Privy Council)، وعُيِّنفي العام نفسه وحتى عام 1892 وكيلاً لوزير الخارجية لشئون المستعمرات. وفي عام 1895، رُفع إلى مرتبة النبلاء.

    وكان لورمز اهتمام بالشئون والقضايااليهودية لا يختلف كثيراً عن اهتمامات الساسة الإنجليز من غير اليهود. فقد ناصرقضية يهود رومانيا داخل البرلمان البريطاني، واحتل منصب أمين صندوق ونائب رئيسالمعبد الموحَّد، كما ترأَّس الجمعية الإنجليزية اليهودية في الفترة بين عامي 1872، 1886 إلا أنه أُرغم على الاستقالة بعد زاوج ابنته من مسيحي.

    إرنسـتكاسـل (1852-1921)
    Ernest Cassel
    مالي بريطاني وُلد في مدينة كولونيابألمانيا ابناً لمصرفيّ ألماني يهودي. انتقل إلى إنجلترا وهو في السادسة عشرة، وعملكاتباً لدى تاجر حبوب، ثم انضم فيما بعد إلى مؤسسة مصرفية مملوكة لعائلة يهودية،ونجح في تسوية بعض مشاكل المؤسسة في السويد وتركيا وأمريكا اللاتينية. وبعد أنحقَّق كاسل قدراً كبيراً من النجاح في هذه المؤسسة، اتجه إلى تأسيس مؤسسة ماليةخاصة به وأصبح من الشخصيات المالية العالمية. إذ شملت عملياته المالية تمويلالحكومات الأجنبية، مثل حكومات الصين والمغرب، وحكومات أمريكا اللاتينية. كما سـاهمفي تمويل عملية تأسـيس البنك الأهـلي المصري وبناء خزان أسوان. ومُنح كاسل لقب «سير» تقديراً لخدماته للإمبراطورية البريطانية في مصر. وكان من المقربين للملكإدوارد السابع سواء باعتباره صديقاً أو باعتباره مستشاراً مالياً. وتحوَّل كاسل عندينه واعتنق المسيحية الكاثوليكية، كما تزوجت حفيدته ووريثته إدوينا كاسل (1901 ـ 1960) من الإيرل ماونتباتن، عم ملكة بريطانيا.

    سيمون ماركس (1888-1964)
    Simon Marks
    من رجال التجارة والصناعة في إنجلترا، وكذلك منمؤيدي الحركة الصهيونية، وهو صاحب مجموعة متاجر ماركس وسبنسر المتكاملة (متعددةالأقسام). هاجر والده إلى إنجلترا قادماً من روسيا عام 1882، وبدأ عمله كبائع متجولوتدرَّج في تجارته حتى فتح العديد من المتاجر الصغيرة التي نمت وتطورت إلى أن أصبحتمجموعة ضخمة من المتاجر المتكاملة المعروفة باسم «ماركس وسبنسر». وكان النموالصناعي، الذي تزايدت وتيرته منذ منتصف القرن التاسع عشر، قد أفرز طبقة وسطىمتنامية وفي حاجة إلى مثل هذه المتاجر. وكانت خبرات أعضاء الجماعات اليهودية، وكذلكتراثهم التجاري، تؤهلهم لاقتحام هذه المجالات التي كانت لا تزال في بدايتها،وبالتالي تتسم بقدر كبير من المخاطرة.

    وقد تولَّى سيمون إدارة الشركة بعدوفاة أبيه، فحققت في ظل قيادته نجاحاً تجارياً ومالياً ضخماً. وقد شاركه في أعمالهإسرائيل موسى سييف، زميل الدراسة وصهره (تزوج كلٌّ منهما أخت الآخر). وقد كان ماركسوسييف من مؤيدي الصهيونية، وقد ساعدا حاييم وايزمان في مجهوداته للحصول على وعدبلفور. كما شارك ماركس في المفاوضات السياسية بين القيادات الصهيونية والحكوماتالبريطانية حتى قيام دولة إسرائيل. كما اشترك في البعثة الصهيونية لمؤتمر باريسللسلام. ساهم هو وسييف في تأسيس معهد دانيال سييف للبحوث عام 1934 في فلسطين، والذيتطوَّر عنه معهد حاييم وايزمان للعلوم عام 1949 بعد قيام دولة إسرائيل. وساهم ماركسفي دعم التطور الاقتصادي لإسرائيل كما قدَّم ملايين الجنيهات كتبرعات لها.

    وجاء تأييد ماركس للحركة الصهيونية، مثله مثل غيره من أثرياء اليهودالمندمجين، باعتبارها حلاً لمشكلة يهود شرق أوربا الذين كانت هجرتهم إلى الغرب تهددأوضاع ومكانة اليهود المندمجين. وكانت الحركة الصهيونية تعكس ارتباط مصالحه ومصالحغيره من أثرياء اليهود بمصالح الرأسمالية الإمبريالية البريطانية التي كانت تسعىإلى إقامة قاعدة لها في المشرق العربي.

    وقد حصل ماركس على لقب «سير» عام 1944 تقديراً لخدماته خلال الحرب العالمية الثانية. كما حصل على لقب «بارون» عام 1961.

    إسرائيل سييف (1889-1972(
    Israel Sief
    من رجالالتجارة والصناعة البريطانيين، وكذلك من مؤيدي الصهيونية. وُلد في إنجلترا لعائلةمن أصل ليتواني هاجرت إلى إنجلترا حيث أسَّس والده تجارة ناجحة لاستيراد المنسوجات. والتحق سييف بتجارة أبيه ثم التحق عام 1915 بمؤسسة ماركس وسبنسر المملوكة لصديقهوصهره سيمون ماركس. ونجحا سوياً، خلال 50 عاماً من العمل المشترك، من تطوير الشركةوتحديث تجارة التجزئة. وقد تولَّى سـييف رئاسـة الشـركة بعـد وفاة سيمون ماركس عام 1964.

    وكان سييف ومعه ماركس وصهره هاري ساخر من مؤيدي الصهيونية. وقد كانسييف سكرتيراً للجنة الصهيونية التي ذهبت إلى فلسطين عام 1918 برئاسة وايزمان.

    أسس سييف عام 1934 معهد ديفيد سييف للبحوث في فلسطين والذي تطوَّر عنه معهدوايزمان للعلوم عام 1949 بعد قيام إسرائيل. وترأَّس سييف بعض المنظمات الصهيونية فيبريطانيا، كما ساهمت زوجته ربيكا في تأسيس التنظيم النسائي للمنظمة الصهيونيةالعالمية.

    وحماس سييف للحركة الصهيونية، مثله مثل غيره من أثرياء اليهودالمندمجين في الغرب، يعود إلى أنها تشكِّل حلاًّ لمشكلة يهود شرق أوربا الذين هددتهجرتهم إلى الدول الغربية مكانة ومصالح اليهود المندمجين فيها. كما كانت مصالحأثرياء اليهود في بريطانيا مرتبطة بمصالح الرأسمالية والإمبريالية البريطانية التيكانت تسعى إلى إقامة قاعدة لها في المشرق العربي. وقد حصل سييف على لقب «بارون» عام 1966.






  6. #36
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    فيكــتور جـولانـز (1893-1967(
    Victor Gollancz
    ناشرإنجليزي ومؤلف، وُلد لعائلة يهودية أرثوذكسية مرموقة وتلقَّى دراسته في جامعةأكسفورد. وقد تمرَّد جولانز على أرثوذكسية أسرته وعلى القيم المحافظة للطبقاتالوسطى بصفة عامة ومال إلى الاشتراكية وإلى الفكر السلمي فيما بعد، إلا أنه ظل شديدالشغف بالدين إلى درجة شبه صوفية. وتأثر أثناء دراسته باليهودية الليبرالية، إلاأنه اتجه أكثر نحو المسيحية. واعتبر أن رسالة النبي عيسى ليست إلا تتويجاً للتراثاليهودي، ولكنه مع هذا لم يعتنق المسيحية.

    ودخل جولانز مجال النشر فيالعشرينيات. وفي عام 1927، أسَّس دار نشر خاصة به. ومع وصول النازية إلى السلطة فيألمانيا، وجه جولانز نشاطه نحو النشر السياسي، وأسَّس بالتعاون مع جون ستارشيوهارولد لاسكي نادي كُتَّاب اليسار الذي عمل على توفير الكتب السياسية بأسعارضئيلة. وتحوَّل هذا النادي إلى حركة اجتماعية وسياسية واسعة النطاق، وضم في فترةالذروة 60.000 عضواً، إلا أن المعاهدة الألمانية السوفيتية لعام 1939 والتي اعتبرهاجولانز خيانة لا تُغتفَر عجَّلت بنهاية النادي.

    وخلال الحرب العالميةالثانية وبعدها، نشط جولانز في مجال القضايا الإنسانية والسلمية، فساعد على غوثوإنقاذ ضحايا النازية، كما ساعد ضحايا الحرب من الألمان، ودعا إلى المصالحة معألمانيا وإلى إعادة بنائها، كما اشترك في أنشطة الجمعيات والمنظمات البريطانيةالعاملة لإلغاء عقوبة الإعدام. كما كان جولانز من أوائل من نادوا بنزع السلاحالنووي وبتوحيد أوربا.

    أما بشأن فلسطين، فقد أيد جولانز الوجود الصهيونيعلى أرضها، وحارب منذ عام 1945 سياسة الحكومة البريطانية تجاه الاستيطان اليهوديبها، وعمل على تأمين دخول اللاجئين من اليهود إلى فلسطين، وأيَّد إقامة دولةإسرائيل. إلا أنه أثار الجدل في الأوساط الصهيونية والإسرائيلية بسبب دعوته إلىضرورة قيام اليهود بمساعدة وغوث الفلسطينيين بعد حرب 1948 (وفيما بعد في قطاع غزة).

    وقد ظل جولانز ينادي بالمصالحة بين اليهود والألمان وبين اليهود والعرب،وعارض محاكمة أيخمان في إسرائيل كما عارض عقوبة الإعدام الصادرة ضده، وأصدر عام 1961 كتاباً بعنوان قضية أدولف أيخمان ليعبِّر عن موقفه هذا. وكان عضواً في مجلسإدارة الجامعة العبرية في الفترة ما بين عامي 1952 و1964. وحصل على وسام الشرف منألمانيا عام 1953، وهو أول شخص غير ألماني يحصل على مثل هذا الوسام، وحصل على لقبسير عام 1965.

    سـيجموند ووربـورج (1902-1982(
    Sigmund Warburg
    مالي بريطاني يهودي وُلد في ألمانيا لعائلة واربورج المالية الثرية، وتلقَّىتعليمه في المدارس الألمانية. وكان أول طالب يهودي يلتحق بواحدة من المدارسالألمانية البروتستانتية العريقة. تلقَّى تدريبه المالي والمصرفي في مؤسسة العائلةفي هامبورج ثم في المؤسسة المالية لآل روتشيلد في لندن ثم في عدد من المؤسساتالمالية الأمريكية من بينها مؤسسة كون لويب وشركاه التي كان اثنان من أفراد فرععائلة ووربورج بالولايات المتحدة شريكين بها. وفي عام 1930، عاد إلى ألمانيا حيثأصبح شريكاً في مؤسسة ووربورج وأسَّس أول فرع لها في برلين. ومع مجئ النازي إلىالحكم، انتقل سيجموند ووربورج إلى إنجلترا (عام 1933). وفي عام 1934، اشترك مع ماكسووربورج ومجموعة من المصارف في إقامة مؤسسة مالية صغيرة في أمستردام هي دوتشانترناشيونال كوربوريشن مهمتها مساعدة يهود ألمانيا على إخراج أموالهم خارج البلادوتحويلها إلى إنجلترا والولايات المتحدة وفلسطين. وفي إنجلترا، أقام ووربورج عام 1938 مؤسسته المالية الخاصة والتي أصبحت تعرف منذ عام 1946 باسم «إس. جي. ووربورج S.G. Warburg». وقد اكتسب ووربورج المواطنة البريطانية عام 1939 وعمل مع المخابراتالبريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد نمت مؤسسة ووربورج سريعاً وتحولت إلىواحدة من أهم المصارف الاستثمارية البريطانية وكان لها دور ريادي في تحديث هذاالقطاع المصرفي في إنجلترا. وحقق ووربورج مكانة مرموقة في الدوائر المصرفية الدوليةومُنح لقب «سير» عام 1966.

    ورغم أن ووربورج كان في البداية رافضاًللصهيونية إلا أنه ساهم في توطين المهاجرين اليهود في فلسطين خلال الثلاثينيات. وفيأعقاب الحرب العالمية الثانية، توسَّط لديه حاييم وايزمان وديفيد بن جوريون ليضغطعلى الحكومة البريطانية حتى تفتح باب الهجرة أمام اليهود إلى فلسطين وحتى تُسرعبإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين. وقدَّم ووربورج مسـاهمات مالـية عديدةلإسـرائيل، بخاصة لمعهد وايزمان للعلوم، وشارك في دفع عملية التقارب بين مصروإسرائيل في أعقاب مبادرة الرئيس المصري أنور السادات عام 1977، وهو ما مهَّدالطريق أمام توقيع معاهدة السلام بين البلدين. كما طرح خطة اقتصادية شاملة أطلقعليها اسم «الاستثمار من أجل السلام» تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية في الشرقالأوسط من خلال فتح المنطقة أمام الاستثمارات الأوربية والأمريكية، وهو الإطار الذيتدور فيه ما تُسمَّى محادثات السلام العربية الإسرائيلية.

    جوزيـــفمندلســون (1770-1848(
    Joseph Mendelssohn
    مالي يهودي ألماني، والابنالأكبر لموسى مندلسون (1729 ـ 1786) رائد حركة الاستنارة اليهودية. وأسَّس عام 1795مؤسسة مصرفية أصبحت من أكبر المؤسسات المالية، وساهمت في تحويل برلين إلى مركز ماليدولي. وشاركت مؤسسته في تحويل التعويضات الفرنسية بعد هزيمة نابليون، كما نشطت فيمجال تمويل بناء السكك الحديدية في ألمانيا وخارجها، وفي تدبير القروض لروسيا علىوجه الخصوص.

    وكان مندلسون وأخوه أبراهام مندلسون (1776 - 1835)، الذي شاركهفي أعماله المالية لفترة من الوقت، من اليهود المندمجين والمرتبطين بدوائر اليهودالمؤمنين بفكر الاستنارة. وقد تنصَّر أحد أبناء جوزيف مندلسون كما تنصَّر أبراهاموزوجته وأبناؤه.

    وتم ضم بنك مندلسون عام 1939 إلى بنك ألماني آخر بعد مجيءالنازي للسلطة في ألمانيا.

    إميـــل راتنــاو (1838-1915(
    Emil Rathenau
    مهندس، ومن رجال الصناعة الألمان. وكان أول من أدخل نظام الهاتف فيالخدمة البريدية في برلين. كما اهتم باختراعات أديسون في مجال الكهرباء، فأسَّسشركة للبحث والتطوير في هذا المجال وهي شركة ايه. إي. جي. AEG التي أصبحت، في ظلإدارته وإدارة ابنه وولتر من بعده، من أكبر المؤسسات الصناعية في أوربا، ومن أهمهافي مجال المعدات الكهربائية.

    وولتــــر راتنـــاو (1867-1922(
    Walther Rathenau
    رجل دولة وصناعة، ومفكر ألماني. ابن رجل الصناعة الألمانيإميل راتناو (1838 - 1915) مؤسس شركة الكهرباء الألمانية العملاقة آيه. إي. جي. AEG وقد ترأَّس راتناو هذه الشركة بعد وفاة أبيه وعمل على توسيع وتنويع نشاطها بحيثأصبحت من أكبر المؤسسات الألمانية والأوربية.

    وقد عمل بالسياسة، فالتحقخلال الحرب العالمية الأولى بوزارة الحربية الألمانية حيث أسَّس قسم المواد الخام،واستطاع من خلال هذا المنصب تطبيق نظرياته حول الاقتصاد الموجَّه والتخطيط المركزي. وبالفعل، يعود إليه الفضل، من خلال البرنامج الذي وضعه لتعبئة موارد البلاد، في أنتواصل ألمانيا الحرب لمدة أربعة أعوام برغم مصاعبها الاقتصادية الحادة. واشترك بعدالحرب في المفاوضات الخاصة بتعويضات الحرب، وعُيِّن عام 1922 وزيراً لخارجيةألمانيا (جمهورية وايمار) ووقَّع من خلال هذا المنصب اتفاقيـة رابالو مـع الاتحـادالسوفيتي. وتعرَّض راتناو لانتقادات حادة من المنظمات والتيارات اليمينية بسببسياساته المتعلقة بدفع التعويضات للحلفاء والتصالح مع روسيا البلشفية. وساهمتالعناصر المعادية لليهود في زيادة حدة هذه الاتهامات إلى أن اغتيل راتناو عام 1922على أيدي عناصر يمينية متطرفة.

    وظل موقف راتناو من عقيدته وهويته اليهوديةمُبهماً، فأول عمل نشره هو مقال أشار فيه إلى اليهود باعتبارهم «شعب الخوف» (بالألمانيــة: فورخت فولكFurcht Volk) الذين طوروا ملكاتهم الفكرية للدفاع عنأنفسهم. وقد تراسل مع فيلهلم شواز (1863 ـ 1941) وهو من دعاة فكرة الفولك الألمانيةوأحد المعادين لليهودية. واعتبره راتناو من أعز أصدقائه. وكتب راتناو عام 1909 فيمجلة نيو فراي برس مقالاً يحتـوي هـذه العبارة: « يوجد ثلاثمائة شخص يعرف كل واحدمنهم الآخر،هم الذين يتحكمون في المصير الاقتصادي لأوربا ويختارون حلفاءهم من هذهالحلقة ». وقد فُسِّرت هذه الجملة بأنها دليل على مدى صدق بروتوكولات حكماء صهيون.

    وكان راتناو من اليهود المندمجين شديدي الاعتزاز بألمانيتهم. ومن ثم، عارضالصهيونية وظل يدعو إلى ضرورة اندماج أعضاء الجماعة اليهودية في المجتمع الألمانيبل إلى انصهارهم، حتى اتُهم بأنه يهودي كاره لنفسه، خصوصاً أنه وجه انتقاداً عميقاًلما يُسمَّى «الشخصية اليهودية». ومع هذا، انتقد راتناو وبشدة اتجاه اليهود نحوالتنصُّر حيث اعتبر ذلك شكلاً من أشكال الانتهازية التي لا تهدف إلا لتحقيق مكاسباجتماعية واقتصادية.

    وتأثر في مرحلة لاحقة من حياته بالأفكار الصوفية، وبدأيُظهر تقديراً لما اعتبره مساهمات اليهود الفكرية والأخلاقية والاقتصاديةللإنسانية. وانعكست هذه الاتجاهات في كتاباته وفي فلسفته الخاصة التي جمعت بين مسحةصوفية وبين رؤية واقعية للحياة. فأدان راتناو الإيمان المطلق بالتكنولوجيا وبكلٍّمن العقلانية والمادية، ودعا إلى العودة إلى القيم الروحية. ومن ناحية أخرى، دعاإلى إقامة مجتمع تعاوني واقتصاد قائم على الميكنة والتخطيط المركزي تقوده صفوةمثقفة. وأيَّد في الوقت نفسه الليبرالية السياسية والفردية الأخلاقية.







  7. #37
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    عائلـــة جـونزبـورج
    The Guenzburg Family
    عائلة روسـيةيهودية شـهيرة تخصَّص أعضاؤها في أعمال الصيرفة، وكانوا قادة الجماعة اليهودية فيروسيا لمدة ثلاثة أجيال، كما كانوا بمثابة الوسـطاء (شـتدلان) بين يهود روسياوالسلطات القيصرية. وقد بدأ ازدهار هذه الأسرة في العقود الأولى من القرن التاسععشر حينما حصلوا على امتيازات مصانع لتقطير الخمور وعملوا كمتعهدين عسكريين. وزادنطاق استثمارهم من خلال مصرف جونزبرج الذي أُسِّس في بطرسبرج عام 1859. واستثمرواأموالهم في السكك الحديدية ومناجم الذهب وحققوا مكاسب كثيرة. وكانت أسرة جونزبرجتمثل دوق هس ـ دارمستادت في روسيا، ومنحهم الدوق لقب بارون عام 1871 كما منحهم حقتوارثه. وكان أعضاء أسرة جونزبرج من المدافعين عن مُثُل حركة التنوير والمحاولاتالرامية إلى دمج اليهود، وكانوا من معارضي النشاطات الصهيونية. ومؤسس العائلة هوالبارون جوزيف يوزيل (1812 ـ 1868) الذي ساهم في تأسيس جماعة نشر الثقافة بين يهودروسيا (1863) وتبرَّع من أجل تطوير التعليم اليهودي وكذلك لتشجيع اليهود علىالاشتغال بالزراعة. وكان ابنه الثاني البارون هوراس (نفتالي هرز) (1833 ـ 1909) شريكاً في المصرف الذي كانت تمتلكه الأسرة ومستشاراً في الدولة وقنصلاً لدوق هس.

    عائلــة بولياكـوف
    The Poliakoff Family
    عائلة يهوديةروسية من رجال المال والصناعة كان لها دور مهم بقيادة الإخوة الثلاثة يعقوب وصمويلوإليعازر في تأسيس البنوك وبناء السكك الحديدية في روسيا خلال النصف الثاني منالقرن التاسع عشر.

    اشترك يعقوب بولياكوف (1872 ـ 1909) في تأسيس العديد منالبنوك الروسية، كما احتل منصب نائب رئيس هيئة الاستيطان اليهودية في روسيا. أماأخوه صمويل بولياكوف (1837 ـ 1888)، فكان من أهم من ساهموا في بناء السكك الحديديةفي روسيا والتي كانت ذات أهمية كبيرة في صادرات روسيا من الحبوب، كما ساهم في بناءالسكك الحديدية الإستراتيجية في رومانيا خلال الحرب الروسية - التركية (1877ـ 1878). واهتم صمويل بمجال التعدين، وأسس بعض البنوك العقارية المهمة في روسيا. كمااهتم بالتعليم المهني، فأسَّس مدرسة فنية لتعليم بناء السكك الحديدية وأخرىللتعدين، وبادر بتأسيس منظمة إعادة التأهيل والتدريب (أورت) التي كانت تهدف إلىإعادة تأهيل اليهود تأهيلاً مهنياً وإلى تعليمهم الحرف المختلفة، وهو ما قد يساعدعلى تحويلهم إلى عنصر اقتصادي منتج. أما أليعازر بولياكوف (1842 ـ 1914)، فقد اشتركفي بناء السكك الحديدية مع أخيه. وكان من أبرز رجال البنوك في موسكو، فأسَّس بنكبولياكوف عام 1877. كما ساهم في تطوير الصناعات في روسيا وإيران. وحصل كلٌّ منالإخوة الثلاثة على لقب «نبيل».

    وكان الإخوة بولياكوف يشكلون جزءاً منالبورجوازية الروسية التي بدأ يدخلها مموِّلون من أعضاء الجماعة اليهودية في روسيافي النصف الثاني من القرن التاسع عشر مع بداية عملية التنمية والتحديث. وكانت هذهالبورجوازية تشكل شريحة صغيرة من أعضاء الجماعات اليهودية في روسيا وتتجه بحكمارتباط مصالحها بالدولة الروسية نحو الاندماج في المجتمع الروسي والانفصال عنالجماهير اليهودية. ونظراً لأن المسألة اليهودية في روسيا كانت تُشكِّل خطراًبالنسبة لهذه الشريحة، فإننا نجد أن مساهمات الإخوة بولياكوف، مثلهم مثل غيرهم منأثرياء اليهود المُتروِّسين، كانت تأخذ اتجاهين:

    1
    ـ إعادة تأهيل أعضاءالجماعة اليهودية لكي يشكلوا عنصراً اقتصادياً منتجاً يسهل لهم عملية الاندماج فيالمجتمع الروسي، وهو ما كانت تسعى إليه أيضاً الدولة القيصرية.

    2
    ـ إعادةتوطين الفائض البشري من أعضاء الجماعة اليهودية خارج روسيا من خلال نشاط هيئةالاستيطان اليهودية.

    وهذه أيضاً هي أهداف ما نسميه «الصهيونية التوطينية»،أي صهيونية يهود العالم الغربي المندمجين الذين يحاولون مساعدة البلاد التي يعيشونفي كنفها على التخـلص مـن الفائض البشـري اليهـودي.

    بارنــتبارناتــو (1852-1897(
    Barnett Barnato
    من رجال المال والتعدين. وُلد فيإنجلترا، ثم هاجر إلى جنوب أفريقـيا عـام 1873 حـيث التحق بشقيقه الذي كان يعمل فيتجارة الماس. وقد بـدءا معاً، هـو وشـقيقه، في شـراء حقوق التنقيب عن الماس، ثماستطاعا في عام 1881 تأسيس شركة بارناتو للتعدين التي أصبحت المنافس الأكثر خطورةلشركة دي بيرز للتعدين المملوكة لسيسل رودس والتي كانت تهدف إلى السيطرة على صناعةالماس في جنوب أفريقيا. وانتهى التنافس بين الشركتين بفوز سيسل رودس ودمج الشركتينعام 1888 لتكونا معاً «مناجم دي بيرز الموحَّدة» التي أصبحت الشركة الرئيسيةالمسيطرة على سوق الماس العالمي حتى اليوم، وقد احتفظ بارناتو في هذه الشركة بمنصبالمدير مدى الحياة.

    واتجه بارناتو، بعد ذلك، إلى تطوير مناجم الذهب التيكانت قد اكتُشفت حديثاً، وأصبحت مجموعة شركات بارناتو من كبريات الشركات المنتجةللذهب. وتُوفي بارناتو منتحراً عام 1897 حيث ألقى بنفسه من السفينة التي كانت تقلهإلى إنجلترا.

    ليونيـل فيلبـس (1855-1936)
    Lionel Philips
    من رجال المال والتعدين في جنوب أفريقيا. وُلد في لندن ثم هاجر إلى جنوبأفريقيا بعد اكتشاف مناجم الماس هناك. ولعب دوراً مهماً في تنظيم صناعة الماس فيجنوب أفريقيا وفي التنظيم المالي والتطوير الفني لمناجم الذهب، وترأَّس بعض الشركاتالتعدينية المهمة، كما كان رئيساً لغرفة المناجم. وحُكم عليه بالغرامة والنفي بعدتورُّطه في مؤامرة سياسية كانت تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، إلا أنه عاد للبلاد بعدحرب البويرBoer

    (1899
    ـ 1902) وأصبح عضواً في البرلمان ومُنح البارونية عام 1912.

    سـولومون جـول (1865-1931(
    Sololmon Joel
    من رجالالمال والتعدين في جنوب أفريقيا. وقد كان هو وأخواه أولاد أخى بارنيت بارناتو رجلالمال والتعدين اليهودي الثري وورثته. وتعاون جول وشقيقاه مع عمهم في تطوير مناجمالذهب في جنوب أفريقيا. وبعد انتحار عمه ومقتل أحد أخويه، أصبح جول مدير إمبراطوريةعمه المالية والتعدينية التي كانت تشمل نصيباً في شركة دي بيرز للماس وهي الشركةالمسيطرة على سوق الماس العالمي حتى اليوم.

    وقد تميَّز جول بإنفاقه الباذخوالاستعراضي،وهو ما كان يميِّز الجيل الجديد من أثرياء ومليونيرات جنوب أفريقيا فيبدايات القرن العشرين.

    إرنســـت أوبنهايمـــر (1880-1957(
    Ernest Oppenheimer
    من رجال الصناعة والمال في جنوب أفريقيا. وُلد فيألمانيا والتحق في سن مبكرة بشركة لتجارة الماس في لندن وقد أرسلته عام 1902 إلىجنوب أفريقيا حيث حقق نجاحاً كبيراً في مجال تجارة الماس. وأسَّس عام 1917 المؤسسةالأنجلو ـ أمريكية التي أصبحت تسيطر على شبكة واسعة من المصالح الصناعية والماليةوالتعدينية. وفي عام 1929، ترأَّس أوبنهايمر مجلس إدارة شركة دي بيرز العملاقةللماس، وبالتالي أصبح على رأس صناعة الماس في جنوب أفريقيا. وأصبحت هذه الشركة، فيظل إدارته، الشركة المسيطرة على تجارة الماس في العالم. كما كانت له مساهمات مهمةفي اكتشاف وتطوير مناجم الذهب بعد الحرب العالمية الثانية.

    وحصل أوبنهايمرعلى لقب «سير» عام 1921، وكان عضواً في البرلمان لمدة 14 عاماً. ورغم إنفاقه، هووزوجته الأولى، بسخاء على المصالح والأعمال الخيرية اليهودية، إلا أنه تنصَّر عندزواجه الثاني من كاثوليكية، كما تنصَّر ابنه هاري فردريك (1908) الذي تولَّى إدارةإمبراطورية أبيه التعدينية والمالية والصناعية، كما ساهم في تطوير صناعة الماس فيإسرائيل.

    صـــمويل برونفـمان (1891-1971(
    Samuel Bronfman
    من رجال الصناعة الكنديين.التحق في سن مبكرة بتجارة أبيه في مجال الفندقة،ثمدخل مجال تجارة الخمور.ونجح،بعد فترة، في امتلاك أكبر معمل لتقطير الخمور في كنداوالعالم.وأصبح برونفمان من أبرز الشخصيات العاملة في مجال تقطير الخمور في العالم.

    ترأَّس برونفمان الفرع الكندي للمؤتمر اليهودي، كما احتل منصب نائب رئيسالمؤتمر اليهودي العالمي، وشارك بشكل بارز في مجهودات المنظمات اليهودية للضغط علىالأمم المتحدة عند تأسيسها عام 1945 لبحث وضع فلسطين وتأمين الوجود الصهيوني بها. وقد اتسع إنفاقه الخيري، وبخاصة في المجالات الاجتماعية والثقافية الخاصة بالجماعةاليهودية والخاصة بالنشاطات الصهيونية.

    ويُعتبَر موقف برونفمان منالصهيونية مثل موقف غيره من اليهود المندمجين في المجتمعات الرأسمالية والذينيعتبرونها مصدراً للهوية الحضارية في ظل مجتمعات تآكلت فيها القيم الحضاريةوالأخلاقية، وتشكل هذه الهوية بالنسبة إليهم انتماءً حضارياً دينياً وليس انتماءًسياسياً قومياً. كما أن تأييدهم لإسرائيل ينبع من كونها مركزاً وقاعدة للحضارةوالمصالح الغربية في الشرق.







  8. #38
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    دور الجماعات اليهودية الاقتصاديفي مصر في العصـر الحديث
    Economic Role of the Jewish Communities in Egypt in Modern Times
    ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، كانلعدد من العائلات والشخصيات اليهودية المصرية شأن كبير في أحوال مصر الاقتصادية وفيشئونها المالية والتجارية والصناعية. وكانت أغلب هذه العائلات من اليهود السفاردالذين وفدوا إلى مصر خلال القرن التاسع عشر وانضووا تحت الرعويات الأجنبية حتىيستفيدوا من الامتيازات القانونية والاقتصادية الممنوحة للأقليات الأجنبية في مصرخلال تلك الفترة، والتي أتاحت لهذه الأقليات، في ظل الوجود الاستعماري البريطاني،احتلال مكانة داخل الاقتصاد المصري لا تناسب حجمها الحقيقي. وقد قامت هذه العائلاتاليهودية بتمثيل المصالح الأوربية المختلفة داخل مصر، سواء كانت فرنسية أو بريطانيةأو إيطالية أو غيرها، وقامت بدور الوسيط لرأس المال الأوربي الباحث عن فرصالاستثمار داخل البلاد، أي أنها لعبت دور الجماعة الوظيفية المرتبطة بالاستعمارالغربي (ومما يجدر ملاحظته أن هذا الدور نفسه قامت به بعض الجماعات الأوربية وشبهالأوربية الأخرى، خصوصاً اليونانيين الذين حققوا قوة اقتصادية ومكانة اجتماعيةمماثلة تقريباً لما حققته طبقة كبار الأثرياء من اليهود).

    وتركَّز نشاط هذهالعائلات اليهودية في الأنشطة المالية الربوية والائتمانية والتجارية، واندمجتبيوتات المال اليهودية في علاقات ووساطة مع البنوك الأوربية وارتبط نشاطها بالدرجةالأولى باقتصاديات زراعة وتجارة القطن وخدمة المصالح الاقتصادية الاستعماريةالبريطانية التي كانت تخطِّط لتحويل مصر إلى مزرعة للأقطان. ولعبت مجموعة عائلاتقطاوي وسوارس ورولو ومنَسَّى وموصيري الدور الأكبر في هذا المجال وفي الاقتصادالمصري بشكل عام.

    لقد ساهمت الجماعات المصرفية اليهودية في عملية التوسعالزراعي في مصر، واشتركت في عملية تصفية الدائرة السنية عام 1880 وبيعها لكبارالملاك الجدد ثم في تأسيس البنك العقاري المصري في العام نفسه بالتعاون مع رأسالمال الفرنسي، للقيام بعمليات إقراض القطاع الزراعي الخاص الجديد وتمويل أعمالالزارعة وشراء الأقطان. وفي عام 1897، قامت هذه الجماعات المصرفية، بالتعاون مع رأسالمال البريطاني، بتأسيس البنك الأهلي المصري بهدف تمويل المشروعات الخاصة بالتوسعالاقتصادي والاستعماري البريطاني في مصر مثل مشروع بناء خزان أسوان وقناطر أسيوط أوتنظيم شـبكة الري في حوض النيل إلى جانب تمويل عمليات شراء ما تبقَّى من أراضيالدائرة السنية من قبل كبار الملاك.

    واشتركت العائلات اليهودية أيضاً فيتأسيس الشركات العقارية العديدة التي أقيمت في إطار مبيعات أراضي الدائرة السنية ثمفي إطار الحجوزات العقارية بعد تَراكُم الديون على كبار وصغار الملاك المصرييننتيجة انخفاض الطلب على القطن المصري. وقد تأسَّس أكثر هذه الشركات في الفترة مابين عامي 1880 و1905، وقامت بامتلاك الأراضي واستغلالها وبإقامة المشروعات العقاريةوالصناعية عليها وكذلك المضاربة فيها لتحقيق تَراكُم سريع لرأس المال. ومن أهم هذهالشركات شركة أراضي الشيخ فضل، وشركة وادي كوم أمبو. ومن أهم المشاريع الصناعيةالزراعية التي أقامها اليهود على أراضي الدائرة السنية شركة عموم مصانع السكروالتكرير المصرية التي أُقيمت عام 1897 بالتعاون مع رأس المال الفرنسي واحتكرتلفترة طويلة إنتاج السكر في مصر.

    وساهم أعضاء الجماعات اليهودية أيضاً فيإقامة الهياكل الأساسية اللازمة للتوسع الزراعي، وخصوصاً اللازمة لنقل وتجارة القطنوغيرها من المحاصيل الزراعية، فاهتموا بإنشاء خطوط النقل الحديدية مثل شركة سككحديد قنا ـ أسوان (1895)، وشركة سكك حديد الدلتا المصرية المحدودة وهما أهم شركتينلنقل الأقطان والسكر من الأراضي ومعامل التكرير. كما ساهموا في تأسيس شركة ترامالإسكندرية (عام 1896) التي كانت تقوم بنقل الأقطان إلى البورصة، واشتركوا أيضاً فيإدارة بعض الشركات الملاحية مثل شركة الملاحة الفرعونية التي سُجلت عام 1937 وكانتتحتكر تقريباً نقل البضائع المصرية بحرياً. وإلى جانب مساهمتهم في تأسيس كثير منشركات النقل البري والبحري، ساهم أعضاء الجماعات اليهودية في مصر في عملية التوسعالعمراني التي صاحبت التوسع الزراعي. فساهموا، على سبيل المثال، في تأسيس حي سموحةبالإسكندرية وحي المعادي بالقاهرة، وفي إدارة العديد من شركات تقسيم وبيع الأراضيوشركات صناعة البناء.

    كما لعب المموِّلون اليهود من أعضاء الجماعاتاليهودية دوراً أساسياً في مجال تصدير القطن والمحاصيل الزراعية، وكان أكثر من 50%من الشركات المصدرة للقطن في الإسكندرية (قبل التأميم) مملوكة لهم. وكان أعضاءالجماعات اليهودية يحتلون مواقع إدارية مهمة في الشركات الأخرى، كما تركزوا فيالقطاعات الخاصة وفي تصدير بعض المحاصيل الزراعية المهمة مثل البصل والأرز. ونشطوافي عمليات استيراد السلع والوكالة التجارية للشركات الأجنبية، وبخاصة مع بدايةالعشرينيات، لاستغلال وفرة الأموال في أيدي أغنياء الحرب والرواج الذي جاء في أعقابانتهاء الحرب العالمية الأولى. وقد قامت المحلات التجارية الكبيرة المملوكةللعائلات اليهودية، مثل محلات شيكوريل وشملا وبنزيون وعدس وغيرها، بتسويق هذهالواردات السلعية، خصوصاً المنسوجات البريطانية.

    وقد ارتبطت العائلاتاليهودية، سواء من خلال المؤسسات المالية والائتمانية أو من خلال المؤسسات التجاريةالتي كانت تمتلكها والتي كان أفرادها يحتلون فيها مواقع إدارية مهمة، بشبكة منعلاقات العمل المتداخلة تدعمها علاقات المصاهرة.

    ويمكن تقدير مدى مساهمةأعضاء الجماعات اليهودية في مصر في الشركات والقطاعات الاقتصادية المختلفة من خلالعضويتهم في مجالس إدارة الشركات المساهمة التي سيطرت على أهم قطاعات الأعمال في مصرمنذ أواخر القرن التاسع عشر. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن اليهود احتلوا 15,4% منالمناصب الرئاسية و16% من المناصب الإدارية عام 1943، وانخفضت هذه النسبة إلى 12,7% و12,6% عامي 1947 و1948، وإلى 8,9% و9,6% عام 1951. وتشير إحصاءات أخرى إلى أن نسبةاليهود في مجالس إدارة الشركات المساهمة كانت 18% عام 1951. والواقع أن هذه نسبمرتفعة إذا ما قـورنت بنسـبتهم لإجمالي السكان والتي بلغت عام 1950 نحو 0,4% فقط.

    وكان معظم رأس المال اليهودي متمركزاً عام 1956، وقبل قرارات التأميم، فيالشركات العقارية يليه قطاع حلج وغزل ونسج القطن ثم التأمين والبنوك. وكانت هذهالقطاعات هي أكثر القطاعات ربحية في الاقتصاد المصري، وبخاصة خلال الفترة التيأعقبت انتهاء الحرب العالمية الأولى وحتى بداية الخمسينيات.

    وفي شأن دورأعضاء الجماعات اليهودية في اقتصاد مصر، منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى عملياتالتأميم عام 1956، يمكننا أن نلاحظ ما يلي :

    1
    ـ لعب أعضاء الجماعاتاليهودية دوراً مهماً لا باعتبارهم يهوداً وإنما باعتبارهم أعضاء في التشكيلالاستعماري الغربي الذي أتوا معه (وقد جاءت معهم أيضاً الأقليات الغربية الأخرى مثلاليونانيين والإيطاليين والإنجليز... إلخ) واستقروا ضمن إطار الامتيازات الأجنبيةوأسسوا علاقات مع المجتمع هي في جوهرها علاقات اسـتعمارية. ولذا، يُلاحَظ بشـكلملموس غياب يهود مصر المحليين، خصوصاً القرّائين، عن هذا القطاع الاقتصادي النشيط،فلم يكن عندهم رأس المال ولا الكفاءات ولا الاتصالات للاضطلاع بمثل هذا الدور.
    2
    ـ يُلاحَظ أن كبار المموِّلين من أعضاء الجماعات اليهودية لعبوا دورالجماعة الوظيفية الوسيطة بين الاقتصاد العالمي الغربي والاقتصاد المحلي. وقامأعضاء الجماعات اليهودية بدور ريادي نشيط في عدد من الصناعات والقطاعات الاقتصاديةالجديدة التي يتطلب ارتيادها كفاءة غير عادية وجسارة، وهو الدور الذي يلعبه أعضاءالجماعات الوظيفية، وقد اشترك فيه معهم المموِّلون من أعضاء الجاليات الأجنبيةالأخرى.

    3
    ـ تركَّز هؤلاء المموّلون في صناعات وقطاعات مالية قريبة منالمستهلك (حلج القطن ـ المصارف ـ تسويق السلع ـ العقارات...إلخ) وهي قطاعات بعيدةعن الصناعات الثقيلة. ويعزى نشاط أعضاء الجماعات اليهودية في قطاع الزراعة إلى نظامملكيةالأراضي في مصر الذي فتح الباب على مصراعيه للأجانب (اليهود وغيرهم(.

    4
    ـ ومع تزايُد فاعلية القوى الوطنية ونشاطها في القطاع الاقتصادي، بدأنشاط الطوائف الأجنبية يتراجع بما في ذلك نشاط المموِّلين من أعضاء الجماعاتاليهودية.

    5
    ـ وحينما تم التأميم عام 1956، كان ذلك تتويجاً لتصاعُد هذهالحركة واختزالاً لبقية المرحلة. وقد كان قرار التأميم موجَّهاً ضد المموِّلينالأجانب والمصريين ممن كان الحكم المصري يرى أن نشاطهم يربط الاقتصاد الوطني بعجلةالاستعمار الغربي ويعوق عمليات التنمية من خلال الدولة والتي تبناها هذا النظامالوطني. ولذا، فقد هاجر كثير من هؤلاء المموِّلين وغيرهم من المموِّلين الأجانبوالمصريين.

    لكل ما تقدَّم، يكون من الصعب جداً الحديث عن «رأسمالية يهوديةفي مصر» أو «مخطَّط يهودي للهيمنة والسيطرة على الاقتصاد الوطني في مصر». فقدومأعضاء الجماعات اليهودية إلى مصر ونشاطهم الاقتصادي فيها وخروجهم منها تم داخل إطارالاستعمار الغربي، ولم يكن هناك بُعد يهودي يعطي خصوصية يهودية لنشاط الجماعةاليهودية في مصر. وإذا كان هناك 10% من المناصب الإدارية الرئاسية في أيد يهودية،فإن نحو 90% من هذه المناصب تظل في أيد غير يهودية، ونسبة كبيرة منها في أيدياليونانيين والإيطاليين وغيرهم. وإذا كان ثمة تعاطُف مع الحركة الصهيونية، فإنه لميأخذ شكل ظاهرة عامة أو نمط متكرر وإنما كان اتجاهاً فردياً يمكن تفسيره هو الآخرفي إطار انتماء المموِّلين من أعضاء الجماعات اليهودية إلى التشكيل الاستعماريالغربي. وتجب الإشارة إلى أن تأييد بعض الأثرياء اليهود للنشاط الصهيوني يمكن أننضعه في إطار ما يُسمَّى «الصهيونية التوطينية»، فقد شهدت مصر خلال أواخر القرنالتاسع عشر هجرة أعداد من يهود شرق أوربا (الإشكناز) إليها، كان أغلبهم من الشبابالفقير وكانوا يختلفون ثقافياً وعقائدياً وطبقياً عن الأرستقراطية السفارديةالمصرية. كما تورَّط كثير منهم في الأنشطة المشبوهة، خصوصاً الدعارة، وهو ما دفعالسفارد لإطلاق لقب «شلخت»، أي الأشرار، عليهم. وكان وجودهم يهدد بخلق أعباء ماديةومشاكل اجتماعية محرجة لأثرياء اليهود. ولذلك، فقد كان دعم بعض أعضاء الأرستقراطيةالسفاردية للأنشطة الصهيونية في مصر يهدف إلى تحويل هذه الهجرة إلى فلسطين بعيداًعن مصر. كما سعى بعضهم لدى السلطات المصرية لوقف الهجرة اليهودية القادمة إلى مصركليةً.

    هذا، ويمكن القول بأن وضع يهود مصر والدور الذي اضطلعوا به هو نمطمتكرر بين أعضاء الجماعات اليهودية وأعضاء الجماعات الوظيفية الغربية الأخرى فيالعالم العربي ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر.






  9. #39
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    عائلــة رولــو
    The RoloFamily
    «رولو» اسم عائلة يهودية سفاردية جاءت إلى مصر خلالالنصف الأول من القرن التاسع عشر واحتفظت بالجنسية البريطانية. وقد امتلك روبينرولو مؤسـسة تجارية تخصَّـصت أسـاساً في استيراد النيلة (صبغة). وفي عام 1870، أسسولداه جياكومو (يعقوب) (1847 ـ 1917) وسيمون، مع بعض الشركاء، مؤسسة مالية وتجاريةباسم «روبين رولو وأولاده وشركاهم». وتعاونت عائلة رولو من خلال هذه المؤسسة مععائلتي قطاوي وسوارس في العديد من المشاريع التي أقاموها بالتعاون مع الماليالبريطاني سير إرنست كاسل ـ خصوصاً مشاريع الدائرة السنية وإقامة سكك حديد حلوانوتأسيس البنك العقاري المصري والبنك الأهلي المصري. وخلال الأزمة الاقتصادية التيحدثت عام 1907، صفَّى جياكومو المؤسسة ثم أقام مع أبنائه الثلاثة مؤسسة رولو وشركاهوالتي جمعت بين الأنشطة المصرفية والمالية وتجارة الجملة في القطن والسكر والأرزوالفحم والبن، كما امتلكت حصصاً كبيرة في بعض الشركات العقارية الكبرى (مثل: شركةوادي كوم أمبو وشركة أراضي الشيخ فضل) وشركة مصانع السكر. وعند وفاته، ترك جياكومورولو ثروة من العقارات تُقدَّر بنحو 70 ألف جنيه. أما ابنه الأكبر روبير جياكومورولو (1876 ـ ؟ )، فقد درس في بريطانيا، وانتُخب رئيساً للطائفة اليهودية فيالإسكندرية في الفترة 1934 ـ 1948. وكان روبير جياكومو مناهضاً للصهيونية، واستقالمن رئاسة الطائفة عام 1948 قبل اندلاع حرب فلسطين مباشرة بسبب خلافه مع حاخامالإسكندرية المؤيد للصهيونية.

    أما روبير رولو (1869 ـ؟ )، فحقق مكانة مهمةفي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر، ودرس القانون في باريس ثم تولَّى رئاسةعدد من مجالس إدارة الشركات التي ساعد أباه في تأسيسها. وكان مستشاراً قانونياًللملك فؤاد الأول ومقرباً له فقام بدور الوسيط بين القصر ودار المندوب الساميالبريطاني، وعملت زوجته وصيفة للملكة نازلي. وحصل هو على لقب «سير» عام 1938. وكانروبير جياكومو من كبار أعضاء الجماعة اليهودية في مصر، ولكنه لم يشارك في شئونها.

    عائلة ســوارس
    The Suares Family
    «سوارس» اسم عائلةسفاردية من أصل إسباني استقرت في مصر منذ أوائل القرن التاسع عشر، وحصلت علىالجنسية الفرنسية. وقد أسَّس الإخوة الثلاثة، روفائيل (1846 ـ 1902) ويوسف (1837 ـ 1900) وفيلكس (1844 ـ 1906)، مؤسسة سوارس عام 1875. وفي عام 1880، قام روفائيلسوارس، بالتعاون مع رأس المال الفرنسي ومع شركات رولو وقطاوي، بتأسيس البنك العقاريالمصري، كما قام بالتعاون مع رأس المال البريطاني الذي مثَّله المالي البريطانياليهودي سير إرنست كاسل بتأسيس البنك الأهلي المصري عام 1898 وتمويل بناء خزانأسوان. كما اشترك سوارس مع كاسل وعائلة قطاوي في شراء 300 لف فدان من أراضي الدائرةالسنية وإعادة بيعها إلى كبار الملاك والشركات العقارية. كذلك اشترك سوارس مع رأسالمال الفرنسي في تأسيس شركة عموم مصانع السكر والتكرير المصرية عام 1897 والتيضمتها عام 1905 شركة وادي كوم أمبو المساهمة، وكانت من أكبر المشاريع المشتركة بينشركات قطاوي وسوارس ورولو ومنَسَّى، وكانت واحدة من أكبر الشركات الزراعية في مصر. وفي مجال النقل البري، أسست العائلة شركة «سوارس لعربات نقل الركاب»، وتعاونت مععائلة قطاوي في إقامة السكك الحديدية. كما امتلكت العائلة مساحات واسعة من الأراضيالزراعية وأراضي البناء في وسط القاهرة حيث سُمِّي أحد الميادين باسم «ميدان سوارس» (مصطفى كامل الآن). وامتلكت عائلة سوارس حصصاً وأسهما في العديد من الشركات، واحتلكثير من أفرادها مواقع رئاسية وإدارية في كثير منها. فتولى ليون سوارس (ابن فليكسسوارس) إدارة شركة أراضي الشيخ فضل وإدارة شركة وادي كوم أمبو. وعند وفاة أبيه، تركليون مؤسسة سوارس ليخلف أباه في إدارة البنك الأهلي والبنك العقاري المصري. ولمتلعب عائلة سوارس دوراً كبيراً في شئون الجماعة اليهودية باستثناء إدجار سوارس الذيتولَّى رئاسة الجماعة في الإسكندرية في الفترة من 1914 ـ 1917.

    عائلـة شيكوريل
    The Cicurel Family
    عائلة يهودية سفارديةمن أصل إيطالي. وقد جاء مورينو شيكوريل إلى مصر قادماً من تركيا واستقر فيها، وعملبأحد محلات عائلة هانو اليهودية، ثم اشترى المحل عام 1887. وفي عام 1909، افتتحمحلاًّ جديداً في ميدان الأوبرا والذي حوَّله أبناؤه سالومون ويوسف وسالفاتور إلىواحد من أكبر المحلات التجارية في مصر. وفي عام 1936، انضمت لهم عائلة يهودية أخرى،فأصبحوا يمتلكون معاً مجموعة محلات أركو.

    وقد كان يوسف (بك) شيكوريل منمؤسسي بنك مصر (عام 1920)، كما كان أخوه سلفاتور (بك) شيكوريل عضواً في مجالس إدارةالعديد من الشركات وعضواً في مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية ثم رئيساً لها. وكان ضمن البعثة الاقتصادية المصرية التي سافرت إلى السودان بهدف تعميق العلاقاتالتجارية بين البلدين وفتح مجالات جديدة أمام رؤوس الأموال المصرية في السودان. وفيعام 1946، ترأَّس سلفاتور الطائفة الإسرائيلية خلفاً لرينيه قطاوي (وكان آخر رئيسلها)، كما ترأَّس المنظمة الصهيونية بالقاهرة وكان من مؤسسي جماعة أصدقاء الجامعةالعبرية.

    عائلـة قطـاوي
    The Cattaui Family
    عائلة مصريةيهودية برز عدد من أفرادها في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر في أواخر القرنالتاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العـشرين، وترجع أصـولها إلى قرية قطا شـماليالقاهرة. بدأ دور هذه العائلة مع نزوح أليشع حيدر قطاوي إلى القاهرة في أواخر القرنالثامن عشر حيث حصل ابنه يعقوب (1801 ـ 1883) على امتيازات من الحكومة للقيامبأنشطة تجارية ومالية، وكان أول يهودي مصري يمنح لقب «بك». كما حصل على لقب «بارون» من الإمبراطورية النمساوية المجرية التي حملت العائلة جنسيتها. وقد أوكلت إليـهنظـارة الخزانة في فترة حكم الخديوي عباس الأول (1849 ـ 1854)، واحتفظ بهذا المنصبخلال حكم الوالي سعيد والخديوي إسماعيل، وتولَّى في أواخر أيامه رئاسة الجماعةاليهودية في القاهرة التي كانت تُسمَّى «الطائفة الإسرائيلية». وبعد وفاته، خلفهابنه موسى قطاوي (1850 ـ 1924) في رئاسة الطـائفة، واختـير عــضواً في البرلمانالمصري، كما مُنح لقب الباشوية. وكان موسى قطاوي من كبار رجال المال والبنوك،وتولَّى إدارة عدد من الشركات وساهم في تمويل مشاريع السكك الحديدية في صعيد مصروشرق الدلتا ومشاريع النقل العام في القاهرة بالتعاون مع عائلات سوارس ورولوومنَسَّى.

    وبعد وفاة موسى، انتقلت رئاسة الطائفة إلى يوسف أصلان قطاوي (1816 ـ 1942) الذي درس الهندسة في باريس وعمل عند عودته موظفاً في وزارة الأشغالالعامة. ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة أصول صناعة السكر وعاد إلى مصر ليؤسس مصنعاًللسكر، واختير عضواً في العديد من المجالس الاستشارية للمؤسسات الصناعية والماليةواشترك عام 1920 بالتعاون مع طلعت حرب ويوسف شيكوريل في تأسيس بنك مصر. وفي عام 1915، كان يوسف قطاوي عضواً في الوفـد المصري السـاعي إلى التفـاوض مع بريطانيالنـيل الاستقلال لمصر، كما اختير عام 1922 عضواً في اللجنة التي أُسندت إليها مهمةوضع دستور مصري جديد في أعقاب الثورة المصرية (1919) والتصريح البريطاني بمنح مصراستقلالها الشكلي (1923). وقد عمل يوسف أصلان قطاوي وزيراً للمالية عام 1924 ثموزيراً للمواصلات عام 1925، وانتُخـب عام 1923 عضـواً في مجلس النواب عن دائرة كومأمبو، كما كان عضواً في مجلس الشيوخ في الفترة من 1927 وحتى 1936. ونشر عام 1935دراسة بالفرنسية تدافع عن سياسة الخديوي إسماعيل الاقتصادية. وقد تزوج من عائلةسوارس اليهودية الثرية وكانت زوجته وصيفة للملكة نازلي.

    وبعد وفاة يوسفأصلان، انتُخب ابنه أصلان ليشغل مقعد أبيه في مجلس الشيوخ عام 1938، كما عملسكرتيراً عاماً لمصلحة الأملاك الأميرية التابعة لوزارة المالية ومندوباً عنالحكومة المصرية في شركة قناة السويس ومندوباً للحكومة في البنك الأهلي المصري. أماابنه الثاني رينيه، فقد اختير عام 1943 رئيساً للجماعة اليهودية في القاهرة. وكانعضواً في البرلمان كما كان يدير عدة مشروعات اقتصادية، ونشر بين عامي 1931 و 1936ثلاثة مجلدات تشكل تأريخاً لفترة حكم محمد علي. وكان يوسف قطاوي من مؤسسي جمعية مصرللدراسات التاريخية اليهودية. وفي عام 1957، غادر الأخوان رينيه وأصلان مصر واستقرافي أوربا.

    أما آخر الشــخصيات البارزة في عائلة قطاوي، وهو جورج قطاوي، فقدكانت اهتماماته أدبية في المقام الأول حيث نشر عدة دراسات عن الأدبين الإنجلـيزيوالفرنســي، كما كان يكتـب الشـعر بالفرنسية. وقد اعتنق المذهب المسيحي الكاثوليكيمع العـديد من المثقـفين المصريين اليهود السفارد الذين تخلوا عن اليهودية.

    وعلى عكس ما تدَّعي بعض المصادر الصهيونية، ليس ثمة ما يشير إلى تعاطُفالشخصيات الرئيسية في عائلة قطاوي مع المشروع الصهيوني من بعيد أو قريب، ولا إلىقيامهم بأية أنشطة من شأنها دعم هذا المشروع. بل عارض كلٌّ من يوسف أصلان قطاويوابنه رينيه قطاوي الصهيونية، حينما تولَّى كلٌّ منهما رئاسة الطائفة اليهودية فيمصر. وحذر رينيه قطاوي يلون كاسترو، زعيم الحركة الصهيونية في مصر، من الدعوةللهجرة إلى فلسطين باعتبار أن ذلك يمس علاقة الجماعة بالسلطات المصرية. كما دعتعائلة قطاوي إلى اندماج أعضاء الجماعة اليهودية في المجتمع المصري وشجع يوسف أصلانقطاوي تأسيس « جمعية الشبان اليهود المصريين » (1934/1935) وجريدة الشمس الأسبوعيةالصادرة بالعربية، وقد كان هدفهما «تمصير» أعضاء الجماعة وتعميق انتمائهم للوطنالمصري.

    عائلــة مِنَسَّــــى
    The Menasce Family
    «منَسَّى» أو «دي منَسَّى» أو «منَسَّه»، لكن النطق الشائع في مصر هو «منشه». ويُوجَد شارع في الإسكندرية يُسمَّى «شارع منشَّه». ومنَسَّه عائلة يهودية سفارديةجاءت إلى مصر من إسبانيا، ويعود أول ذكر لوجودها في مصر إلى القرن الثامن عشر. بدأيعقوب دي منَسَّى (1807 ـ 1887) حياته صرَّافاً في حارة اليهود، وتدرَّج في عملهحتى أصبح صراف باشا للخديوي إسماعيل. ثم أسس بالتعاون مع يعقوب قطاوي مؤسسة ماليةوتجارية (بيت منَسَّى وأولاده) أصبح لها أفرع في مانشستر وليفربول ولندن وباريسومارسيليا وإستانبول، كما اشترك بالتعاون مع الخديوي إسماعيل في تأسيس البنك التركيالمصري، وارتبط نشاطه بكثير من شركات ومشاريع عائلتي قطاوي وسوارس.

    وفي عام 72/1873، مُنح يعقوب دي منَسَّى الحماية النمساوية، وفي عام 1875 مُنح لقبالبارونية والجنسية النمساوية المجرية تقديراً للخدمات التي قدمها للتجارةالنمساوية المجرية ـ المصرية. وترأَّس يعقوب دي منَسَّى الطائفة اليهودية فيالقاهرة عام 1869، ثم انتقل عام 1871 إلى الإسكندرية حيث أسَّس معبد منَسَّى ومقابرمنَسَّى ومدارس منَسَّى، وترأَّس ابنه ديفيد ليفي دي منَسَّى (1830ـ 1885) رئاسةالطائفة في الإسكندرية وخلفه في رئاستها ابنه جاك (1850 ـ 1916) الذي احتفظ بها حتىاندلاع الحرب العالمية الأولى حينما اعتبرته السلطات البريطانية عدواً لأنه كانيحمل الجنسية النمساوية المجرية. وقد نقل جاك أعمال الأسرة من الأعمال الماليةوالمصرفية إلى تجارة القطن والسكر المربحة، واشترى مساحات واسعة من الأراضي في دلتاوصعيد مصر. ووصلـت ثروته عند وفاته إلى ما بين 300 و500 ألف جنيه مصري.

    أماالشقيق الأصغر فليكس يهودا (1865 ـ 1943)، فدرس في فيينا وأسَّس فرع بيت منَسَّى فيلندن وترأَّس الطائفة اليهودية في الإسكندرية في الفترة ما بين عامي 1926 و1933. وكان فليكس دي منَسَّى صديقاً لحاييم وايزمان، فأسَّس وترأَّس اللجنة المؤيدةلفلسطين عام 1918 كما مثَّل الحركة الصهيونية المصرية في لندن لدى المؤتمر الثانيعشر (1921).

    أما ابنه جان قطاوي دي منَسَّى (1896 ـ؟ ) فقد اعتنقالكاثوليكية وانضم إلى الرهبان الدومينيكان وقام بالدعوة إلى المسيحية فيالإسكندرية (وهذا نمط متكرر بين اليهود السفارد الذين كانوا يعيشون في الشرقالعربي).







  10. #40
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    عائلـة موصـيري
    The Mosseri Family
    «موصيري» اسمعائلة يهودية سفاردية من أصل إيطالي استقرت في مصر في النصف الثاني من القرن الثامنعشر. وقد احتفظت العائلة بالجنسية الإيطالية. وحقَّق يوسف نسيم موصيري ثروته منالتجارة. وبعد وفاته عام 1876، أسَّس أبناؤه الأربعة مؤسسة يوسف نسيم موصيريوأولاده. وتزوج الابن الأكبر نسيم (بك) موصيري (1848 ـ 1897) من ابنة يعقوب قطاوي،وأصبح نائب رئيس الطائفة الإسرائيلية في القاهرة وهو منصب توارثته العائلة من بعده. ولم تحقِّق عائلة موصيري انطلاقتها الحقيقية إلا في أوائل القرن العشرين (1904) عندما أسَّس إيلي موصيري (1879 ـ 1940) ابن نسيم (بك)، بالتعاون مع إخوته الثلاثةيوسف (1869 ـ 1934) وجاك (1884 ـ 1934) وموريس، بنك موصيري. حقَّق إيلي موصيريمكانة مرموقة في عالم المال والأعمال في مصر، وكان قد درس الاقتصاد في إنجلتراوتزوج من ابنة فليكـس سـوارس. وكانت تربطـه علاقات وثيقة بإسـماعيل صدقي، كما كانتله مصالح عديدة في فرنسا وعلاقات وثيقة ببيوت المال الأوربية اليهودية مثل بيوتروتشيلد ولازار وسليجمان، كما كان يمثل المصالح الإيطالية في مصر.

    ومنأفراد العائلة الآخرين جوزيف موصيري الذي أسَّس شركة «جوزي فيلم» للسينما عام 1915والتي أقامت وأدارت دور السينما واستوديو للإنتاج السينمائي وتحوَّلت إلى واحدة منأكبر الشركات العاملة في صناعة السينما المصرية. أما فيكتور موصيري (1873ـ 1928)،فكان مهندساً زراعياً مرموقاً وكانت له إسهامات مهمة في مجال زراعة القطن وصناعةالسكر.

    وقد ارتبط اثنان من أعضاء عائلة موصيري بالنشاط الصهيوني، فقد أسَّسجاك موصيري الذي درس في إنجلترا وحضر المؤتمر الصهيوني الحادي عشر (عام 1913) المنظمة الصهيونية في مصر (عام 1917). أما ألبير موصيري (1867 ـ 1933)، فدرس الطبفي فرنسا حيث تعرَّف إلى هرتزل ونوردو، وبدأ في إصدار جريدة صهيونية باسم «قديماه» وخدم في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى كطبيب. وبعد الحرب، ترك الطبوبدأ (عام 1919) في إصدار جريدة أسبوعية في القاهرة بعنوان إسرائيل صدرت في البدايةبالعبرية فقط ثم بالعربية والفرنسية بعد ذلك. وقد استمرت زوجته في إصدار الجريدةبعد وفاته وحتى عام 1939 حينما هاجرت إلى فلسطين. وقد خدم ابنهما مكابي موصيري(1914ـ 1948) كضابط في البالماخ وقُتل في إحدى العمليات العسكرية أثناء حرب 1948.

    فيكتور هراري (1857-1945(
    Victor Harari
    مموِّل مصري يهوديسفاردي اسمه (سير) فيكتور. جاء والده إلى مصر في الثلاثينيات من القرن التاسع عشرقادماً من بيروت. وقد أكمل هراري دراسته في إنجلترا وفرنسا، ثم عمل موظفاً في وزارةالمالية المصرية وأصبح مدير الحسابات المركزية ثم مدير الخزانة، كما كان مندوبالحكومة المصرية في لجنة إصلاح ميزانية الأوقاف. وفي عام 1905، بدأ نشاطه الخاصوأصبح مُمثِّلاً للمالي البريطاني اليهودي سير إرنست كاسل، وترأَّس عدداً منالشركات التي أُقيمت بالتعاون بين كاسل ومجموعة قطاوي ـ سوارس ـ منَسَّى ـ رولو،وانتخب عام 1929 عضواً بمجلس إدارة البنك الأهلي المصري. وحصل على لقب سـير عام 1928 تقديراً للخدمـات التي قدَّمها للحكومة البريطانية.

    يوسـفبتشـوتـو (1857-1945(
    Joseph Betshoto
    اقتصادي مصري يهودي وُلد فيالإسكندرية لعائلة سفاردية ذات أصول إيطالية قدمت إلى مصر من حلب. وقد بدأ حياتهموظفاً في مؤسسة تجارية، وأسَّس عام 1896 تجارته الخاصة فأقام عام 1917 شركةلاستيراد المنسوجات القطنية. واكتسب بتشوتو سمعة طيبة كخبير اقتصادي، كما كان عضواًفي مجالس إدارة عدد من الشركات وعضواً بالغرفة التجارية بالإسكندرية. وعُيِّن عام 1922 عضواً بالمجلس الاقتصادي للحكومة المصرية. وكان بتشوتو متعاطفاً مع الحركةالوطنية المصرية، فانضم إلى حزب الوفد وانتُخب عضواً بمجلس النواب ثم دخل مجلسالشيوخ عام 1924. كما كان نائباً لرئيس اللجنة المؤيدة لفلسطين والتي تأسست عام 1918 ورئيساً للبناي بريت (أبناء العهد) في الإسكندرية.





 

صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اليهود واليهودية والصهاينة والصهيونية الجزء السابع
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 2010-10-27, 05:42 AM
  2. اليهود واليهودية والصهاينة والصهيونية الجزء الخامس
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 05:58 AM
  3. اليهود واليهودية والصهاينة والصهيونية الجزء الرابع
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 2010-10-25, 05:39 AM
  4. اليهود واليهودية والصهاينة والصهيونية الجزء الثالث
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 69
    آخر مشاركة: 2010-10-25, 05:31 AM
  5. اليهود واليهودية والصهيونية والصهاينة الجزء الثاني
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 96
    آخر مشاركة: 2010-10-25, 05:04 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML