المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق رسول الله
واضح أن صورة التصوف في ذهنك مخالفة تماماً لحقيقة التصوف والصوفية فإن التصوف هو العمل بالكتاب والسنة والإهتمام بالجانب السلوكي والأخلاقي وجانب المعاملات وهذا هوا نهج المصطفي صلي الله عليه وسلم
لأن التصوف هو العمل باكتاب والسنة فلا شك أن الرعيل الأول كله من الصوفية
ما تقول محض ادعاء و إن رجال التصوف الذين يعتد بهم فسدت عقيدتهم و سلوكهم و كانوا من ابعد الناس عن كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و إن قرأت في كتاب طبقات الشعراني وقفت على سير كثير من المنحلين الشاذين و العياذ بالله و إليك بعض النماذج :
يقول ابن عربي في كتابه ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي ــــــــ إذا لم يكن ديني إلى دينه دانى
لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ ــــــــ فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائفٍ ــــــــ وألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجهت ــــــــ ركائبه فالدين ديني و إيماني .
و أنت تتأسى به و لذلك اخترت كلمة عاشق لأن الصوفية دين حب الصور و عشقها و الهيام و محبة سكر الهوى و الخلاعة و المجون و الرقص و الطرب و ما إلى ذلك من اللهو و العبث و الإقبال على خدمة الشيطان و العياذ بالله .
قال الشعراني في طبقاته المجلد الأول :
ومنهم الشيخ إبراهيم العريان
رضي الله تعالى عنه، ورحمه
كان رضي الله عنه إذا دخل بلداً سلم على أهلها كباراً، وصغاراً بأسمائهم حتى كأنه تربى بينهم، وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً فيقول: السلطان، ودمياط باب اللوق بين القصرين، وجامع طيلون الحمد لله رب العالمين فيحصل للناس بسط عظيم، وكان رضي الله عنه إذا صحا يتكلم بكلام حلو حتى يكاد الإنسان لا يفارقه، طلع لنا مراراً عديدة في الزاوية وسلم علي باسمي، واسم أبي، وأمي ثم قال: للذي بجنبه أيش اسم هذا، وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول: هذه ضرطة فلان ، ويحلف على ذلك، فيخجل ذلك الكبير منه مات رضي الله عنه سنة نيف، وثلاثين وتسعمائة رضي الله عنه.
فانظر الخلاعة كيف أنه يترضى على فاسق انخرمت مروءته يتعرى أمام الناس و حتى اسمه يدل عليه فاسمه العريان و يا للعار !!
و انظر هذا كيف خالف القرآن الكريم و السنة النبوية
رب العالمين يقول :
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف : 31]
قال الطبري مفسرا :
القول في تأويل قوله : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لهؤلاء الذين يتعرَّون عند طوافهم ببيته الحرام، ويبدون عوراتهم هنالك من مشركي العرب
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
احفظ عورتك
و ذكر الشعراني في طبقاته عن علي وحيش من مجاذيب النجارية رضي الله عنه كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال، وكان يأتي مصر، والمحلة، وغيرهما من البلاد، وله كرامات، وخوارق، واجتمعت به يوماً، في خط بين القصرين فقال لي، وديني للزلباني فوديته له فدعا لي، وقال الله يصبرك على ما بين يديك من البلوى، وأخبرني الشيخ محمد الطنيخي رحمه الله تعالى قال: كان الشيخ: وحيش رضي الله عنه يقيم عندنا في المحلة في خان بنات الخطا وكان كل من خرج يقول: له قف حتى أشفع فيك عند الله قبل أن تخرج فيشفع فيه، وكان يحبس بعضهم اليوم، واليومين، ولا يمكنه أن يخرج حتى يجاب في شفاعته، وقال يوماً لبنات الخطا اخرجوا فإن الخان رائح يطبق عليكم فما سمع منهن إلا واحدة فخرجت ووقع على الباقي فمتن كلهن، وكان إذ رأى شيخ بلد أو غيره ينزله من على الحمارة، ويقول له أمسك رأسها لي حتى أفعل فيها فإن أبي شيخ البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم، والناس يمرون عليه، وكان له أحوال غريبة، وقد أخبرت عنه سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه فقال هؤلاء يحيلون للناس هذه الأفعال، وليس لها حقيقة. مات رحمه الله تعالى بالنجارية سنة سبع عشرة وتسعمائة رضي الله عنه.
فها أنتم ترون أن من يشار غليهم بالبنان يأتون المنكرات و العياذ بالله .
و قال الشعراني أيضا :
ومنهم الشيخ الصالح عبد القادر السبكي رحمه الله تعالى
أحد رجال الله تعالى: كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه كثير التلاوة للقرآن كثير الشطح لا يصبر على معاشرته إلا أكابر الفقراء.
وكان كثير التشعيث لمن عرف منه أنه يعتقده، وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران، والمسافات البعيدة من اطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته وكان ليله كله تارة يقرأ، وتارة يضحك، وتارة يكلم نفسه إلى الصباح، وكان إذا ذهب إلى السوق يسخره أهل الحارة في قضاء حوائجهم فيقضيها لهم على أتم الوجوه، وكان له في خرجه وعاء واحد يشتري قيه جميع ما يطلبه الناس من المائعات فكان يضع فيه الشيرج، والعسل، والزيت الحار، وغير ذلك ثم يرجع فيعصر من الإناء لكل أحد حاجته من غير اختلاط، وكان له حمارة يجعل لها ولأولادها براقع على وجوهها، ويقول إنما أفعل ذلك خوفاً من العين، وكان إذا لم يجد مركباً يعدي فيه يركبها ويسوقها على وجه الماء إلى ذلك البر، وكان يتكلم بالكلام الذي يستحي منه عرفاً، وخطب مرة عروساً فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها.
وقال انظري أنت الآخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن أو فيه برص أو غير ذلك ثم مسك ذكره، وقال انظري هل يكفيك هذا، وإلا فربما تقولي هذا ذكره كبير لا أحتمله أو يكون صغيراً لا يكفيك فتقلقي مني وتطلبي زوجاً أكبر آلة مني، وكان له بنت يحملها على ظهره أي موضع ذهب حتى كبرت، وهو يحملها على كتفه، وهو يقول: خوفاً من أولاد الزنا، وكان ربما ذهب ليغسل لها ثوبها في البركة فيحفر لها في الأرض، ويردم التراب عليها حتى ينشف ثوبها، وركب آخر عمره الخيول المسومة، ولبس لباس الأمراء، ووضع الريش في عمامته كالجاويش فكان كل من رآه يعتقد أنه جاويش، وكان الباشا داود لا يرد له كلمة، وكذلك الدفتردار وابن بغداد، وغيرهم من قضاة الشرع، وربما ادعى على بعض المنكرين عليه دعاوي باطلة في ظاهر الشرع، وحكم له القضاة بها لا يستطيعون مخالفته قهراً عليهم، وأخرب دوراً كثيرة من المنكرين عليه رضي الله عنه لكونه كان كثير العطب. مات سنة نيفة، وتسعمائة.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق رسول الله
التصوف هو العمل بالكتاب والسنة
قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين :
اعلم أن المريد في ابتداء أمره ينبغي أن لا يشغل نفسه بالتزويج فإن ذلك شغل شاغل يمنعه من السلوك ويستجره إلى الأنس بالزوجة ومن أنس بغير الله تعالى شغل عن الله ولا يغرنه كثرة نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان لا يشغل قلبه جميع ما في الدنيا عن الله تعالى حديث كان لا يشغل قلبه عن الله تعالى جميع ما في الدنيا تقدم فلا تقاس الملائكة بالحدادين ولذلك قال أبو سليمان الداراني من تزوج فقد ركن إلى الدنيا وقال ما رأيت مريدا تزوج فثبت على حاله الأول وقيل له مرة ما أحوجك إلى امرأة تأنس بها فقال لا آنسني الله بها أي أن الأنس بها يمنع الأنس بالله تعالى وقال أيضا كل ما شغلك عن الله من أهل ومال وولد فهو عليك مشئوم. انتهى قول الغزالي بنصه
فالمتصوفة خالفوا كتاب الله تعالى :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ] [ الرعد : 38]
فأخبر سبحانه و تعالى أن المصطفين من الأخيار تزوجوا و لهم أبناء .
و ورد في الحديث الصحيح :
جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي
فعد النبي صلى الله عليه و سلم الزواج من سنته و الترك للزواج تارك لسنته و العجيب الغريب أنهم يدعون الناس إلى التبتل فتأمل و هذه من عادات الرهبان و في كتاب النصارى منه شيء كثير و مما جر عليهم الوبال مسألة الجب قال الشعراني في طبقاته :
كان سيدي على الخواص رضي الله عنه يقول: ما رأيت قط أحداً من أرباب الأحوال دخل مصر إلا، ونقص حاله إلا الشيخ عبد الرحمن المجذوب، وكان مقطوع الذكر قطعه بنفسه أوائل جذبه، وكان جالساً على الرمل صيفاً، وشتاء، وإذا جاع أو عطش يقول أطعموه، وأسقوه، وكان ثلاثة أشهر يتكلم وثلاثة أشهر يسكت، وكان يتكلم بالسرياني.انتهى قوله بالحرف
و ها أنت ترى أن أكابرهم و المشار إليهم بالبنان يخالفون كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا بأس من نقل بعض النصوص من كتاب النصارى التي نهل منها هؤلاء :
ـ{ انجيل متى إ 19} {ع 12 لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات. من استطاع أن يقبل فليقبل». }ـ
ـ{ الرسالة الأولى الى كورونثوس إ 7} {ع 8 ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا. }ـ
ـ{ الرسالة الأولى الى كورونثوس إ 7} {ع 1 وأما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل أن لا يمس امرأة. }ـ
فهذه نصوص تدعو إلى الرهبنة و عدم الزواج و هي نصوص جرت على أوربا وبالا و شرا مستطيرا .قال ابو الحسن الندوي في كتابه ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين :
كان نتيجة هذه الرهبانية أن خلال الفتوة والمروءة التي كانت تعد فضائل ، عادت فاستحالت عيوباً ورذائل ، وزهد الناس في البشاشة وخفة الروح والصراحة والسماحة والشجاعة والجرأة وهجروها ، وكان من أهم نتائجها أن تزلزلت دعائم الحياة المنزلية ، وعم الكنود والقسوة على الأقارب ، فكان الرهبان الذين تفيض قلوبهم حناناً ورحمة ، وعيونهم من الدمع ، تقسو قلوبهم وتجمد عيونهم على الآباء والأمهات والأولاد ، فيخلفون الأمهات ثكالى والأزواج أيامي والأولاد يتامى ، عالة يتكففون الناس ، ويتوجهون قاصدين الصحراء . همهم الوحيد أن ينقذوا أنفسهم في الآخرة لا يبالون ماتوا أو عاشوا ، وحكى (( ليكي )) من ذلك حكايات تدمع العين وتحزن القلب .
وكانوا يفرون من ظل النساء ويتأثمون من قربهن والاجتماع بهن ، وكانوا يعتقدون أن مصادفتهن في الطريق والتحدث إليهن ولو كن أمهات وأزواجاً أو شقيقات تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية . وروى (( ليكي )) من هذه المضحكات المبكيات شيئاً كثيراً . انتهى قوله بالحرف .
و قال في موضع آخر :
أما النصرانية الرومية فقد حاولت عبثاً تغيير الفطرة وإزالتها وجاءت بنظام لا تطيقه الفطرة الإنسانية ولا تسيغه . وحملت النفوس ما لا طاقة لها به فرغبت فيه كرد فعل ضد المادية الطاغية واحتملته كارهة ، ثم تخلصت منه وثارت عليه ولم تقدر النصرانية - بإسرافها في الرهبانية والزهد ومكابرتها للفطرة والواقع أن تصلح ما فسد من أخلاق الناس وعوائدهم ، وتمسك بضبع المدينة الساقطة إلى الهاوية وتمنعها من التردي . فكانت حركة الفجور والإباحة وحركة الغلو في الزهد والرهبانية تسيران في البلاد النصرانية جنباً إلى جنب ، بل الأصح أن الرهبانية كانت معتزلة في الصحارى والخلوات لا سلطان لها على الحياة . وحركة الخلاعة والإباحة كانت زاخرة طامة في المدن والحواضر . اهـ
و خلاصة القول إن الصوفية فتحت أبوابا من الشر و الفساد على الأمة لا يغلقها إلا العودة إلى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و ما وضع الأمريكان لأيديهم في أيدي المتصوفة للقضاء على المسلمين لمن أكبر الأدلة على أن المتصوفة من أبعد الناس عن نهج الإسلام بغلقهم لأبواب الجهاد و فتحهم أبواب الذل و السماع و اختلاط الرجال و النساء و زيارة القبور و التبرك بها و تقديم القرابي لها و التوسل بالموتى و إن شاء الله سياتي مزيد بيان ذلك بحول الله و قوته .
ملحظ مهم :
لم يستطع الصوفي أن يعقب على مكتوبي له و المتعلق باسمه و اسم الصوفية .
سؤالي لك بسهولة :
1 _ ما مظاهر عمل الصوفية بكتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
2 _ لماذا ارتبط اسم التصوف بالقبورية و السماع و البدع ؟
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
المفضلات