بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
أختي الكريمة المحتاجة للنصيحة :
إن مشكلتك تتلخص في نقطتين
الاولى هي تأثير طريق الدعوة على العبادات
الثانية هي الخوف من أن يكون عملك في الدعوة من الرياء
بالنسبة للنقطة الأولى أقول إن الدعوة إلى الله هي عبادة عظيمة وهي فرض كفاية على الأمة ويكفينا قول الله تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
وقوله جل في علاه : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
ويكفي انها وظيفة الأنبياء والرسل وأن لها من الفضل ما قال الله تعالى فيه (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وبالرغم من أن الدعوة إلى الله عبادة وبها من الأجر عظيمه إلا أننا يجب ألا نهمل العبادات الأخرى والفروض التي فرضها الله عليها ويجب أن نعرف كيف نعدل بين هذا وذلك (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)
إن لنا في رسول الله إسوة حسنة فقد كان دعو إلى الله ويصلي ويصوم و يأتي بالطاعات ولم ينسى أنه بشر يتزوج ويضحك ويمزح
ويجب أن تضعي نصب عينيكِ كلام الله وهو القائل : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )
ثانياً وهو الخوف من الرياء وأقول في أبسط الكلمات ، إن هذا يا أختي من تلبيس إبليس فلا تحسبي ان إبليس له طريق واحدة للوسوسة وإنما سبله كثيرة ومنها أن يأتي إلى المؤمن ويقول له أن تفعل ذلك رياء ألا ترى أنك تكتب المكتاب وتنتظر الرأي بدل الأجر ، أما ترى أنك تدخل المسجد من أجل أن يراك الناس ، أما تجد أنك تقول كلمة الحق للناس وأنت لا تعمل بها والكثير الكثير من هذه الأقوال التي تدفع المرء لترك العمل مخافة الوقوع في الرياء ولهذا يجب أن نستحضر النية لله عند البدء في العمل والاستعاذة بالله من الشيطان والمضي قدماً في العمل غير مبالين بوسوسته فهندما يأتي الشيطان ويقول لي انت تذكر الله بصوت عالي ليرى الناس انك تسبح فأقول في نفسي خسئت يا إبليس وأزيد في صوتي ليراني الناس وانا اسبح فيرون أن هناك رجال تسبح الله فينظرون حالهم وأكون بهذا قد أمرت بالمعروف وأغلقت باب الشيطان
قال النخعي : إذا اتاك الشيطان وأنت في صلاة ، فقال : أنت مراء فزدها طولا .
فالرياء عود من الثقاب يشتعل في النفوس فيجب ان نطفئ تلك الشعلة دائما بين الحين والآخر
أما ملازمتك للاخوة ومحبتك لهم في الله وتواجدك معهم من أجلهم فهذا لا شيئ فيه ونحن يا أختي دائماً نتسابق إلى الخير ونغبط بعضنا بعضاً عليه
أتمنى ألا أكون قد أطلت وأسأل الله أن يكون في مداخلتي ولو الشيئ البسيط الذي يطمئن به قلبك وأعتذر عن التأخر
وأي استفسار أو مناقشة مستعد لها إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله
المفضلات