1 سورة الزخرف، الآية: 23.
2 سورة الزخرف، الآية: 24.
3 سورة المائدة، الآية: 104.
4سورة البقرة، الآية: 170.
5سورة يوسف، الآية: 38.
6سورة الطور، الآية: 21
7سورة المؤمنين، الآيتان: 23 ـ 24.
ص -63- فجعلوا ما عليه آباؤهم حجة يعارضون بها ما جاءهم به نبيهم نوح - عليه السلام -.
وقوم صالح يقولون له: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}1. وقوم إبراهيم يقولون له: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}2.وفرعون يقول لموسى عليه السلام: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}3.ومشركوا العرب يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قال لهم: (قولوا لا إله إلا الله)؛ قالوا: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاّ اخْتِلاقٌ}4.
ثانيا: ومن الشبه التي يدلي بها عباد القبور اليوم: ظنهم أن مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول الجنة، ولو فعل الإنسان ما فعل؛ فإنه لا يكفر، وهو يقول: لا إله إلا الله، متمسكين بظواهر الأحاديث التي ورد فيها أن من نطق بالشهادتين؛ حرم على النار.
والجواب عن هذه الشبهة: أن هذه الأحاديث ليست على إطلاقها، وإنما هي مقيدة بأحاديث أخرى جاء فيها؛ أنه لا بد لمن قال: لا إله إلا الله أن يعتقد معناها بقلبه، ويعمل بمقتضاها، فيكفر بما يعبد من دون الله؛ كما في حديث عتبان: "فإن الله حرم النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله "، وإلا فالمنافقون يقولون لا إله إلا الله بألسنتهم، وهم في الدرك الأسفل من النار، ولم ينفعهم النطق بلا إله إلا الله؛ لأنهم لا يعتقدون ما دلت عليه بقلوبهم، وفي (صحيح مسلم): "من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه، وحسابه على الله"؛ فعلق النبي صلى الله عليه وسلم حرمة المال والدم على أمرين: الأول: قول: لا إله إلا الله. والثاني: الكفر بما يعبد من دون
المفضلات