التنجيم دراسة شرعية ورد على الشبهات

[الهزبر]

السلام عليكم

الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

إن كل سبيل يطلب فيه الإنسان معرفة الغيب وكل دعوى يزعم فيها الإنسان أنه يشارك الله فيما استأثر به لنفسه لا بد وأن يعتمد على التمويهات والخداع التي يتقلبها عادة السذج من الناس. فإذا اقتنعوا بها نمقوها وزخرفوها، وزادوا وأنقضوا، وجادلوا وماروا فيكونون بهذا دعاة للباطل، وباعة للكذب والبهتان. فالمنجمون ودعاتهم من جنس هؤلاء. فقد سمعوا ظنونهم الكاذبة علماً، وتمويهاتهم وخداعهم أصلاً، وكذبهم وبهتانهم حكماً.

وقد قسمنا أدلة بطلان صناعتهم الى 3 أقسام


القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون.

القسم الثاني: الأدلة على اعتقادهم أن لهذه الكواكب تأثيراً في هذا الكون.

القسم الثالث: الأدلة على فساد أحكام النجوم المزعومة، والتي تبين أن هذه الأحكام ظنون كاذبة.

[الهزبر]

السلام عليكم

الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

إن كل سبيل يطلب فيه الإنسان معرفة الغيب وكل دعوى يزعم فيها الإنسان أنه يشارك الله فيما استأثر به لنفسه لا بد وأن يعتمد على التمويهات والخداع التي يتقلبها عادة السذج من الناس. فإذا اقتنعوا بها نمقوها وزخرفوها، وزادوا وأنقضوا، وجادلوا وماروا فيكونون بهذا دعاة للباطل، وباعة للكذب والبهتان. فالمنجمون ودعاتهم من جنس هؤلاء. فقد سمعوا ظنونهم الكاذبة علماً، وتمويهاتهم وخداعهم أصلاً، وكذبهم وبهتانهم حكماً.

وسنعرض هنا -إن شاء الله- الأدلة على فساد صناعتهم. وسأبين أنهم يعتمدون على مجرد الظنون الكاذبة مما يدل على أن هذا العلم المزعوم لا حقيقة له، وأه ليس بعلم، بل هو كلام جعله هؤلاء على هيئة قوانين تهيئ الناس لقبول باطلهم. وقد قسمنا الادلة على النحو التالي.

القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون.

القسم الثاني: الأدلة على اعتقادهم أن لهذه الكواكب تأثيراً في هذا الكون.

القسم الثالث: الأدلة على فساد أحكام النجوم المزعومة، والتي تبين أن هذه الأحكام ظنون كاذبة.

[الهزبر]

السلام عليكم

القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون.

من المنقول

لقد ذكرنا في المشاركات الاولى الادلة النقلية على ان الله هو الخالق للكون وانه هو المدبر الوحيد للكون وقد دحض ذلك قول كل من يعتبر النجوم الهة او عقولا مدبرة.

ولكن مع ذلك فهناك ادلة اخرى كثيرة لمن اراد تتبعها تسفّه القول وقائله بان النجوم الهة او ان لها تدبير وتصرفا بهذا الكون.

قال تعالى:

{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} سورة النحل، الآية: 12.

و:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة لقمان، الآية: 29.

وقال:

} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} سورة فاطر، الآية: 13

: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} سورة الحج، الآية: 18.

تلك الايات البينات تبين ان الشمس والقمر والنجوم مخلوقات لله تعالى وان الله قد سخرها للانسان ولم يامره بعبادتها فان كان الله هو الذي خلق الانسان وهو ذاته خالق النجوم فكيف نعبدها من دون خالقنا وخالقها. ثم هل يدبر الكون من يحتاج الى من يدبر له امره؟ هل للشمس ارادة الا تشرق في احد الايام؟ لا! فلن تكون لها ارادة علينا اذا.

[الهزبر]

السلام عليكم

القسم الأول: الأدلة على فساد اعتقادهم بأن هذه الكواكب آلهة، أو أن لها تصرفاً في هذا الكون.

من المعقول

الدليل الأول:

ان القول بان الكواكب لها تدبير في العالم الأرضي بمعنى تدخل الكواكب في رزق العباد وآجالهم يقتضي من الكواكب أن تكون مختارة مريدة. وذلك ينتفي من خلال متابعتنا لحركاتها.
فلو كانت هذه الكواكب مريدة مختارة لتباينت حركاتها واختلفت دون اتباع نظام دوريّ ولما بقيت حركاتها أبدا كما نعرفها ولما تمكنا من توقعها من خلال العلم التجريبي.

الدليل الثاني:

لو كانت تلك الكواكب آلهم متصرفة لكانت متصرفة في الحوادث الارضية مستقلة بها. ولكن اعتقدا عبدة الكواكب يعارض ذلك لأنهم يرون بأن الحدث الأرضي الذي ينتج بسبب الكواكب لا بد ان تتظافر عدة أسباب فلكية في تكوينه وبذلك لا يكون الكوكب الفلاني مثلا مستقلا بموت أحد الملوك وذلك ينفي عن الكواكب صفة الالوهية لان الالوهية في مفهومها تقتضي أن يكون الاله مستقلا عن غيره في التدبير عكس الكواكب التي تشترك في المفعول (حسب اعتقاد عبدتها) فلا يمكن بالتالي ان يكون الها من يحتاج الى غيره في تدبير امر من امور الارض. فكل كوكب يحتاج الى كوكب اخر ليدبر امرا وبالتالي انتفت عنه صفة الغنى عن غيره والتصقت به صفة الافتقار الى غيره فهو ليس الها.

الدليل الثالث:

لو كانت لهذه الكواكب اثار في الارض لعلمناها من خلال العلم التجريبي مثلا نلاحظ بالاستقراء موت ملك من الملوك كلما رأينا شهابا او كلما اقترن احد البرجين ببعضهما وهذا لم يحدث مع تكرر بعض الظواهر الفلكية فمن القديم ونحن نرى الكسوف والخسوف ولم نر لذلك أحداثا تتكرر على الأرض تكررا يقينيا.

الدليل الرابع:

من يسير الكون حال أفول تلك الكواكب؟ ومن يدبر شؤون العباد عندما تغيب تلك الكواكب؟ وكيف تختلف أحوال الناس من الغنى والفقر والنقمة والنعمة والموت والحيات والكوارث والنصر والهزيمة وغيرها وحركة الكواكب لا تتغير ولا تتبدل؟ فهل يعني أفول الشمس نصرا لهذا وهزيمة لذلك؟

[الهزبر]

السلام عليكم

يتبع القسم الثاني