صفحة 4 من 12 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 112
 
  1. #31
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي




    آسف على عدم تنسيق مداخلة النصراني؛ فأخطاؤه تعدت الآلاف!!





  2. #32
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    [justify] [/justify][justify][/justify][justify]
    <FONT size=5><FONT face="Traditional Arabic">أيها (al kharek), قد تستطيع أن تخدع القارئ للوهلة الأولى بهذه الكلمات: (لن أهينك بعد في أي حوار؛ فأخلاقي كمسيحي أرقى من ذلك؛ لأن قيمتي في المسيح أعلى)؛ ذلك أنَّك تظهر للقارئ أنَّني أنزلت بك كيلاً من الشتائم, وأنت أرقى من أن تنزل لمستوى الشتنائم, وأرجو من الله أن تكون كذلك.
    ولكن اعلم أنَّ كلامك كبرود حبر يتلألأ فيها البصر، فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر؛ أي ينبهر به القارئ في أول الأمر, فإذا ما تأمَّله وجده ضعيفًا متناقضًا لا يحمل في طياته صدق القول, ولا حسن الملحظ. فأنت تعلق على قولي: (لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا) بقولك: (أولا, شكرًا علي هذا الأسلوب في مناداتي, فأنا لا شيء, بل إن قوتي في المسيح, وقيمتي في المسيح), وتناسيت أنَّك قلت لي في المداخلة رقم (17) ما يلي: (نحن في انتظار الرد من المدعو _الداعي_), فلماذا تستخف بعقلك؟! لعمري إنَّ أسلوبك أشدُّ وأنكى!!
    ثمَّ نأتي لما يظهر ضعف حجَّتك, ووهن قولك عندما علَّقت على قولي: (وهنا ظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية من حيث الأمر والنَّهي) بقولك: (شكرا لك علي منادتي بالجاهل, فهذا من كرم اخلاقك...فسبك لي لن ينفي هذا). وهنا_ أيها القارئ _انظر إلى أسلوب المناظر الذي يحاول فيه أن يلبس الحق بالباطل, وكيف يتهمني بسبه وشتمه زورًا وبهتانًا؛ فهو يعتبرني أنَّني ناديته بالجاهل, والحقيقة أنَّني لم أنادِه, بل قلت: (وهنا يظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية), فأنا أصف قلَّة علمه بأساليب اللغة العربية بناءً على استنتاجاته التي تنبئنا عن مدى جهله اللعين باللغة العربية, وهذا ليس مناداةً له بالجاهل, وليس وصفًا له بالجاهل, ولا سبًّا له, بل هو إخبار عن علمه الضئيل المضمحل بأساليب اللغة العربية, وهو نفسه قال لي: (اللغة العربانية ليست لغتي), وبما أنَّ اللغة العربانية ليست لغته, ولم يتعلمها بحقٍّ فهو جاهل بها, وهذا ليس شتمًا له ولا سبًّا, بل انظر_ أيها القارئ _كيف فهم من قولي سابق الذكر أنَّني ناديته مع أنَّني لم أناده, وهذا خير دليل على جهله في أساليب اللغة العربية, فهو لم يستطع أن يميز النداء من الخبر, فاعتبر الخبر نداءً, وهل هناك شيء أدلُّ على صدق وصفنا لكلامه ممَّا وقع فيه من عدم التمييز بين الخبر والنداء؟ فأنا لم أقل له: (يا جاهل), ولم أقل له: (أيها الجاهل), فكيف ناديته بالجاهل؟! ثمَّ إنني إذا قلت: أنا معلوماتي قليلة باللغة الإنجليزية, فأنا جاهل بأساليب الإنجليز في كلامهم, فهل أنا أشتم نفسي, قطعًا لا.
    وعليه, نطلب ممن يصف نفسه أنه كريم الخلق أن يكون كذلك قولاً وفعلاً, فهو لما اعتبرني قد ناديته بالجاهل قد كذب عليَّ, وألبس الحقَّ بالباطل, وقد أنكر الله Y عليهم هذا الأسلوب النكد, فقال: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾, (آل عمران: 71). وقد أنكر عليهم أن يأمروا الناس بالخير من دون أنفسهم, فقال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾, (البقرة: 44). وقال المتوكل الليثي:


    لا تَنْهَ عن خُلُقِ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عارٌ عليكَ إذا فَعَلْتَ عَظِيمُ


    فحن نطلب منك أن تأمر بالتزام الأخلاق وأن تلتزمها, وإلا فقلمك سوف يفضحك بسقطات لسانك التي نثرتها هنا وهناك.
    ولنأت الآن إلى ما حسبت نفسك به أنك أتيت بشيء, وهو لا شيء, بل قذفت بنفسك في الضلال المبين فيما سطرت, وبيان هذا ما يلي:
    قولك:
    اي في المعاجم الرجز له معاني كثيره لكن في تلك الايه يقصد به شئ معين الا وهو (الشرك و عباده الاوثان) ..هذا بالنسبه للمعاجم العربيه و المقصود بالرجز في تلك الايه و ليس علي عموم الكلمه.
    الجواب:
    لقد قلت لك: أقصى ما جاءت به التفاسير والمعاجم هو تفسير لفظ (الرجز) بما يلي: (الأوثان, والمأثم, والإثم, وصنما إصاف ونائلة, والعذاب, والذنب, وعبادة الأوثان, والشرك, الشيطان ووسوسته, والقذر). وقصدت من هذا القول أنَّه لم يقل أحد من المفسرين أنَّ النبي_ صلى الله عليه وسلم _كان يعبد الأصنام وأمره الله بتركها, بل اكتفوا بتفسير لفظ الرجز بما سبق, وكانت كتاباتهم في وقت يكفي به تفسير الألفاظ, وهم يفهمون ما هو المقصود من الآية, فهل قال أحد من المفسرين إن النبي كان يعبد الأوثان, وأمره الله بتركها؟ لم يقل أحد ذلك, ولكنَّهم فسروا لفظ الرجز بعبادة الأوثان, ولم يفهموا من الآية أن النبي كان يعبد الأوثان, بل هذا فهمك الخاص جدًّا, فأين قال مجاهد أن النبي كان يعبد الأصنام؟ وأين قال ابن عباس ذلك؟ لن تجد منهم إلا تفسير لفظ الرجز, ولم يقل أحد منهم أن النبي كان عابدًا للأوثان. فلا تفترِ على الصحابة أنهم قالوا إن نبيهم كان يعبد الأوثان, بل هذا فهم خاصٌّ بك, ونحن_ من جهتنا _لا نثق بفهمِ مَنْ قال عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي).
    نعم, هكذا كان تفسيرهم, كان يكتفي الواحد فيهم من ذكر معنى اللفظ, والباقون من جهتهم يفهمون معنى السياق الدلالي, أي يفهمون المراد من الآية من دون أدنى لَبْسٍ, ولمَّا شعر ابن كثير في عهده بعد كثرة دخول العجم في الإسلام, وضعف السليقة العربية, لما شعر ابن كثير بذلك كان يزيد على تفسير اللفظ ما يلزم, فلمَّا شعر ابن كثير أنَّ الاكتفاء بتفسير لفظ (الرجز) بـ(عبادة الأوثان) قد يوهم بعضَ العجم ومَنْ ضَعُفَتْ سَلائقُهم في فهم السياق الدِّلالي أنَّ النبي محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _كان عابدًا للأوثان قبل البعثة, لما شعر ابن كثير بحصول هذا التوهم قال بعد سرد تفسير الرجز بأنَّها الأوثان أو الأصنام أو المعصية:" وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك". أي مهما كان تفسير الرجز, فليس بالضرورة أن يكون قائمًا بما نهاه الله عنه, وما قال هذا القول إلا دفعًا للتوهم الذي قد يقع به العجم وضعاف اللغة العربية ممن اختلط بالعجم. ولم يكتف ابن كثير بقوله, بل ضرب شاهدًا لغويًّا على وجود هذا الأسلوب في اللغة العربية, فقال:" كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾. وقوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ".
    أراد المناظر (al kharek) أن يدحض قول ابن كثير, فقال: (الرد ببساطه: اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك؟؟؟ اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا ... سوف اترك الحكم للقارئ), وجيد أنَّه قال:" سوف اترك الحكم للقارئ".
    أيها القارئ, انظر مَنْ يردُّ على عالم من أجلِّ علماء التفسير واللغة العربية, يردُّ عليه من يقول عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي), ولا أدري كيف تجرَّأ على مناقشة أمر لا يفهمه؟!! ففاقد الشيء لا يعطيه, والأدهى من ذلك والأمرُّ أنَّه لم يستشهد على صحة قوله بقول أيِّ عالم لغوي, فيا حسرة على قلوب قد مسَّها العمى؛ فأصبحت كالكوز مجخيًا!!
    إنَّنا حتى نفكِّر في مناقشة قوله عليه أن يقول: قال الخليل كذا, وقال سيبويه كذا, وقال الكسائي كذا, وقال الأخفش كذا, وقال الفراء كذا, وقال ابن جني كذا, وقال الجرجاني كذا, وقال الباقلاني كذا. نعم, هذا علم يؤخذ من أهله, وليس من شخص رسائله في المنتدى زاخرة بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية, ووافرة بذلك.
    ومع هذا, فلا مانع من إيراد ثغرات جوابه للقارئ الكريم. لقد لجأ المناظر إلى النهي المسبوق بـ(لا), وفي الآيتين جاء النهي بـ(لا): الأولى: ﴿وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ, والثانية: ﴿وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ. ولكنه غفل أو تغافل أنَّ الآية بدأت بالأمر وليس بالنهي, ففي الأولى: ﴿اتَّقِ اللَّهَ, وفي الثانية: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ. وإزاء هذه المناقشة لرده نقول:
    1. الدرس الثاني من دروس اللغة العربية في هذه المناظرة هو نوع الأمر؛ فالأمر نوعان: سلبي وإيجابي.
    2. الأمر السلبي: هو الأمر الذي ينهاك عن فعل, نحو: دَعْ, انتهِ, اتركْ, اهجر. وحتى يصبح الفعل إيجابيًّا يسبق بـ(لا), فتقول: لا تدع, لا تنته, لا تترك, لا تهجر.
    3. الأمر الإيجابي: هو الأمر الذي يطالبك بفعل, نحو: اقتل, ذق, اعبد, اسخر. وحتى يصبح سلبيًّا يسبق بـ(لا), فتقول: لا تقتل, لا تذق, لا تعبد, لا تسخر.
    4. الفعل (اهجر) فعل سلبي؛ لأنها ينهى عن فعل, وعبارة: (والرجز فاهجر) تساوي: (ولا تعبد الأوثان).
    5. على فهم المناظر, عندما قال الله لنبيه: (اتق الله), فالنبي ليس متقيا لله, وإذا قال موسى لهارون: (وأصلح), فهارون كان يفسد, وهذا هو الخطل بعينه, فهل قال مفسر بهذا؟ أو قال لغويٌّ بهذا؟ قطعًا لا.
    6. مثال المناظر: (اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك). ممكن نعم, وممكن لا؛ فقد يكون مفتاح الكهرباء لا تصله الكهرباء؛ لأنَّ التيار منفصل؛ فأضع يدي فيه؛ لألعب, فتقول لي أمي: لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, وأنا أفهم من قولها أنَّها تنهاني عن اللعب بمفتاح الكهرباء؛ لئلا يرجع التيار الكهربائي فجأة فأتضرر.
    7. مثال آخر, قد تقول لي أمي: يا بني, عن السهر فابتعد, وأكلَ الحلويات فاهجر. فقولها لي: (وأكلَ الحلويات فاهجر) يفهم منه أمران: فهي إمَّا تنهاني عن أكل الحلويات؛ لأنِّي أأكلها, وإمَّا تنصحني بأمر قبل أن أقع فيه.
    8. نكمل مثالك: (اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا). سأقول لك ماذا يعني. لو تزوج رجل, وقبل أن يضاجع زوجه أهانته ليلة زفافه, فقال له أهله: اهجر امرأتك؛ لأنَّها أهانتك, وهو لم يجامعها بعد, فهل هذا يعني أنَّه كان يجامعها؟ قطعًا لا. أنا لا أختلف معك على معنى الهجر, ولكن أختلف معك بأمور هي من أساليب التعبير في اللغة العربية, فلا يشترط أن تقول لشخص اهجر كذا أن يكون فاعلاً له.
    9. وحتى يطمئنَّ القارئ أورد له بعضًا من المسائل التي تعبر عن هذا الأسلوب في كلام العرب. مع العلم أنَّ هذا الأسلوب لا يوجد في أي لغة غير لغة العرب, وهذا يدفعنا إلى التريث, وعدم الظن بالمناظر الظنون؛ لأنَّ هذا الأسلوب في التعبير لا يوجد في أي لغة من لغات العالم غير اللغة العربية, والظاهر أن لغة المناظر هي اللغة القبطية, واللغة القبطية هي خالية من هذا الأسلوب في التعبير. وللاستزادة على القارئ أن يرجع إلى ثلاثة مراجع رئيسة في هذا المضمار, وهي: المزهر في علوم اللغة لأبي بكر السيوطي, وفقه اللغة للصاحبي, والكليات لأبي البقاء. ولنضرب أمثلة على هذا الأسلوب:
    · قال الهُذليُّ : (أطَعتُ العِرْسَ في الشَّهواتِ حتى ... أعادَتْني أَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ), وهو لم يكن قبل أسيفاً حتى يعود إلى تلك الحال. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: كيف يعود أسيفًا وهو لم يكن كذلك؟! إذن كان أسيفًا.
    · يقولون: عادَ فلانٌ شيخاً, وهو لم يكن شيخاً قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شيخًا, لما عاد شيخًا, كيف يقول عاد وهو لم يكن كذلك؟!
    · يقول الله حكاية على لسان شعيب: ﴿قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ﴾, (الأعراف: 89).
    ·وشعيب لم يكن في ملتهم قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شعيب في ملتهم لما قال إن عدنا!!
    · يقول الله واصفًا حال الكفر وأهله: ﴿يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾, (البقرة: 257). والكفار لم يكونوا في نور حتى يخرجوا منه. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكونوا في نور لما قال يخرجونهم.
    وأنا أكتفي بهذه الأمثلة اليسيرة من لغة العرب, وهذه الأمثلة تجدها_ أيها القارئ _تحت مبحث: (بابُ نظم للعرب لا يقولُه غيرهم). ومن هذه الأساليب قوله: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, وهو لم يكن يومًا عابدًا للأوثان حتى يهجرها. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن عابدًا للأوثان, لما قال له اهجرها.
    إنَّ في هذه الأمثلة مسلكَ هدايةٍ لمن يروم طريقها, ولكنَّ أهل الكبر والعناد قد قال الله عنهم: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾. فالنزيه ذو اللب يتراجع عن فهمه المعوج, واستدلاله الأعراج بآية المدثر من أن النبي كان عابدًا للأوثان, ولكن من عمي قلبه حاله: (عنزة ولو طارت). فإنا لله, وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله, والحمد لله ربِّ العالمين.
    وللنتقل الآن إلى مناقشة رأي الرازي. لقد كان الحديث على أنَّ الآية لا توجب بالضرورة أن يكون النبي_ صلى الله عليه وسلم _عابدًا للأوثان, وهذا الأمر قد أجاب عنه الرازي في المسألة الثانية من المسائل التي تخصُّ الآية, ونحن إنَّما نستدلُّ بالجزء الذي يعنينا, وهو هنا الحديث عن أنَّ الآية لا تفيد بالضرورة أنَّ النبي عبد الأوثان قبل البعثة, أو تودد إليها كما يزعم الأفَّاكون, وهذا الحديث موجود في المسألة الثانية, ولكنَّ المناظر قد قال لي عندما اقتصرت على الجزء الذي يلزم حديثنا قال لي: (أَخْذُ مسألةٍ دون الباقي لا يعبر عن أمانة علمية, بل يعبر عن تضليل لنفسك ولغيرك). ولا يدري المناظر أنَّ الجمع بين المسألتين سيكون قاصمة ظهر له, وسينسف رأيه نسفًا. ولأنِّي حريص على الأخذ بيديه للخير, فإنِّي سأحاول إزالة الصمم من أذنه, والغشاوة عن عينه, والران عن قلبه, والله الموفق. قال الرازي:
    ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, (المدثر: 5). فيه مسائل:
    المسألة الأولى: ذكروا في الرجز وجوهاً,
    · الأول: قال العتبي: الرجز العذاب, قال الله تعالى: ﴿لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز﴾, [الأعراف: 134], أي العذاب. ثم سمي كيد الشيطان رجزاً لأنه سبب للعذاب، وسميت الأصنام رجزاً لهذا المعنى أيضاً، فعلى هذا القول تكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي، ثم على هذا القول احتمالان, أحدهما: أن قوله: ﴿والرجز فاهجر﴾ يعني كل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره، والتقدير وذا الزجر فاهجر, أي ذا العذاب فيكون المضاف محذوفاً. والثاني: أنه سمي إلى ما يؤدي إلى العذاب عذاباً تسمية للشيء، باسم ما يجاوره ويتصل به.
    · القول الثاني: أن الرجز اسم للقبيح المستقذر, وهو معنى الرجس، فقوله : ﴿والرجز فاهجر﴾ كلام جامع في مكارم الأخلاق, كأنه قيل له: اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز، وهذا يشاكل تأويل من فسر قوله : ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ﴾, [المدثر: 4] على تحسين الخلق وتطهير النفس عن المعاصي والقبائح.
    المسألة الثانية: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية، قال: لولا أنه كان مشتغلاً بها وإلا لما زجر عنها بقوله: ﴿والرجز فاهجر﴾, والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران، كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا.
    أرأيت_ أيها القارئ _كيف أن المناظر وقع في واحدة من اثنتين: فإمَّا أنَّه لم يستطع أن يفهم المسألتين فاعتبرني مضللاً لنفسي وللقارئ, وإمَّا أنَّه أراد أن يلصق للرازي ما لم يقله إذا اعتبر المسألة الأولى تقرُّ أن النبي عابدًا للأوثان, أو مقترفًا للآثام. وأحلاهما مرٌّ.
    أيها القارئ, الرازي بحث في المسألة الأولى معنى الرجز, وهذا ما فعله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم, فهم يفسرون معنى الرجز, ولا يعتبرون نبيهم عابدًا للأوثان لأنهم فسروا معنى الرجز بعبادة الأوثان أو الشرك أو الآثام, ثمَّ الرازي نفسه قد ردَّ هذا الفهم السقيم من الآية في المسألة الثانية, فقال: (احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية), والمناظر نلحقه بالفئة التي تحدث عنها الرازي, وهم في الأغلب العجم وضعاف اللغة العربية, فهل وافقهم الرازي على فهم هذا؟ لا؛ لأنَّ الرازي دحض فهمهم السقيم للآية بقوله: (والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران), ثمَّ مثل لهم بتعبير من تعابير العرب, فقال: (كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا).
    أرأيت_ أيها القارئ _كيف أنَّ الرازي الذي فسر الرجز بما فسره السابقون كابن عباس ومجاهد ومع ذلك نفى أن تكون الآية دليلاً على أن النبي كان عابدًا للأوثان. ولا أدرى أين هو تجافي استدلالي مع الأمانة العلمية بالنقل؟!! وهذا ردٌّ على (al kharek) ليس من الداعي, بل من الرازي, ولا تعقيب على مفسر ذي باع في اللغة والتفسير. وهذه دعوة للمناظر إلى فهم أقوال المفسرين قبل أن يأتي لنا بما يقسم ظهره هو, ويؤيد رأينا من حيث لا يشعر. والحمد لله ربِّ العالمين.
    ثمَّ نعلق على قول المناظر بعدما سقنا له طائفة من التفاسير, إذ قال لنا: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ ..فهي مجرد رد علي ما يثار من شبهات و من الكتب التراثيه و اقوال الصحابه المقربين لنبي الاسلام في زمنه ..فجاءوا بتفاسير من عقلهم ليردوا علي الشبهات..لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح).
    لمَّا رأى المناظر أنَّ هذه التفاسير تنسف له رأيه الذي هو أوهى من بيت العنكبوت قال بكل صلف: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ), نعم, فأنت لا تريد أن تخرج من الظلمات إلى النور؛ لأنَّ عينيك لم تعد تحتمل أشعة النور؛ لأنَّك مكثت دهرًا طويلاً وأبدًا بعيدا في التيه والضلال, ونور الحقِّ الذي يصدع ويبرق سبب لعينيك ألمًا, وقولك: (لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح) هو قول حقٍّ أردت به باطلاً, فكأنَّ هذه الكتب العظيمة تصرح برأيك وتشي به, وتناسيت أنَّ رأيك هو رأيٌ خاصٌّ جدًّا بك, ولو كنت منصفًا, لتأملت قول ابن عجيبة في البحر المديد: (﴿والرُّجزَ فاهجرْ﴾, أي: دم على هجرانها، قاله الزهري وغيره). أرأيت_ أيها المناظر _كيف أنَّ هذا رأي قاله الزهري الذي عاش مع مجاهد وعكرمة, وقاله غيره كذلك, على أنَّ مجاهد وعكرمة لم يقولا برأيك, وإنما هم فسَّرا لفظ (الرجز), وأنت أخذت تبني استنتاجات على مقدمات وضعتها هي أوهى من بيت العنكبوت, والرازي قد أتى مقدماتك التي بنيت عليها رأيك من قواعدها فخرَّت عليك تلك المقدمات, ونسفها الرازي لك نسفًا, فهي قاع صفصف.
    ونلحق بهذه المباحث اللغوية الخطل الذي وقع فيه المناظر عندما قال: (عربي مبين و به كلمات غير مفهومه و كلمات اعجميه ..عجبي علي هذا العربي المبين), فالله يقول: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾, أي بلسان عربي خالصٍ, أي لا يوجد في القرآن أي شيء لم يستخدمه العرب لا من حيث الأساليب ولا من حيث المعاني, أمَّا المعاني ذات الدلالات المتعددة فهي من لغة العرب, وأمَّا الألفاظ المعربة فقد استخدمتها العرب, قال امرؤ القيس:


    مهَفْهَفَةٌ بَـيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ...تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ


    فلفظ (السجنجل) هو لفظ رومي معرب يعني المرآة. إذن, لا يوجد أي شيء في القرآن ليس من كلام العرب وأساليبهم, وهذا هو معنى الآية, فانتبه واحذر, ولا تتعثر. ولا تفسر من دون توثيق كلامك. وبالنسبة لتعليقك على قولي: (هذا هو درسي الأول لك في أساليب التعبير في اللغة العربية) لم أستغربه؛ وقد قلت لك من قبل: (لكنَّك لن تنتفع منه إن كنت رافضًا للحق), وعدم انتفاعك لا يضيرني في شيء.
    وننتقل الآن إلى حديث المناظر عن سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾, (الحج: 52). وهنا لا بدَّ من حقائق نرصفها رصفًا:
    1. سبب نزول أي آية يخضع لعلم الحديث من حيث سنده ومتنه, وهنا سنقصر حديثنا على سند سبب نزول هذه الآية.
    2. يقول ابن المبارك:" الإسناد من الدين. ولولا الإسناد, لقال من شاء ما شاء". وقال ابن حزم:" نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي_ صلى الله عليه وسلم _مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل". وتاريخ الرجال هو الذي أماط اللثام عن الرواة الكذابين, قال سفيان الثوري:" لما استعمل الرواة الكذب, استعملنا لهم التاريخ". وهنا سوف نخضع سند سبب النزول حتى نعالجه بعلم الحديث.
    3. قال ابن كثير عن هذه الروايات, روايات الغرانيق:" وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا، وكلها مرسلات ومنقطعات، فالله أعلم.". فالحمد لله أن أبطل هذا الخطل. وكلام القاضي عياض في الشفاء (2/107)، قال رحمه الله: "فاعلم، أكرمك الله أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين: أحدهما: في توهين أصله. والثانى: على تسليمه. أما المأخذ الأول: فيكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل.. وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال: لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير، وتعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع إسناده، واختلاف كلماته، فقائل يقول: إنه فى الصلاة، وآخر يقول: قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة، وآخر يقول: قالها وقد أصابته سنة، وآخر بقول: بل حدث نفسه فسها، وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه وإن النبي_ صلى الله عليه وسلم _لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك، وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قرأها فلما بلغ النبي_ صلى الله عليه وسلم _ذلك قال: "والله ما هكذا أنزلت". إلى غير ذلك من اختلاف الرواة. ومن حكيت هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية. وممن أنكرها الإمام ابن خزيمة وقال: "هذا من وضع الزنادقة" وهذا هو الصواب. للاستزادة, انظر: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص-314 لمحمد أبي شهبة، ونصب المجانيق لإبطال قصة الغرانيق لمحمد ناصر الدين الألباني.
    4. وبهذا, ما جئت به لا محلَّ له من الإعراب, ولا يطلبني إلى وقفة أطول. فالحمد لله أن هيَّأ للإسلام من يصون له أصوله وفروعه, ويدفع عنه انتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, وتحريف الغالين.
    5. تعودنا من بعض الجهلة أن يقول لنا: هذه روايات موجودة في كتب تفسيركم, بل في أمهاتها, ونحن نقول لهم: إن كتب التفاسير ذكرت أسانيد هذه الروايات, وكتب الأحاديث ذكرت أسانيد هذه الروايات, وبذلك يقولون لنا لا تأخذوا هذه الروايات من دون أن تثبت صحة سندها, فالحمد لله على هذه النعمة.
    وقبل الانتقال إلى نقطة أخرى لا بدَّ من التنويه لأمر جلل أتاه المناظر, فهو حاول أن يلبس على القارئ ذكر السجود في الرواية؛ كأنَّ النبي والصحابة والمشركين سجدوا للأوثان, وهذا لعمري لهو الخطل, وقد وضع به ضغثًا على إبالة؛ ذلك أن السجود الذي حصل هو ليس للأصنام كما أراد إيهامنا المناظر, بل هو سجود استجابة لآخر آية في السورة, ألا وهي: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾, (62). وهذه آية من ست عشرة آية فيه سجود في القرآن الكريم, والسجود لله وحده, وليس للأصنام والأوثان كما أراد إيهامنا المناظر.
    وعليه, لم يأت لنا المناظر بأية رواية تثبت أن النبي سجد يومًا لصنم. فهل تملك؟! نوال الرواية دونه خرط القتاد, فاحفظ على نفسك وقتها, ولا تحاول أن تركض وراء السراب, فالحقيقة التي تأبى أن تنطمس تنبئنا أن النبي_ صلى الله عليه وسلم _لم يسجد قبل البعثة لأي وثن, ولو حدث هذا لما نال من عصمته شيئًا؛ لأنَّه قبل النبوة. فالحمد لله رب العالمين.
    وننتقل إلى جوابك على سؤالي الذي هو: (إذا كان القرآن من عند محمد, فلماذا يفضح نفسه, ويقول للناس أنا كنت أعبد الأوثان؟), وجوابك: (ان نبي الاسلام كان يعيش وسطهم و يرونه و يتعاملون معه ..فكان يتقرب للاوثان وهو شئ كان يحدث أمامهم ..فاذا كذب وقال لا يتقرب الي الاوثان فكان فكانوا سيفتضح كذبه ..لكن في جميع الايات نري انه كان ضالا فوجد ..كانت له ذنوب اثقلت ظهره.. الخ .فهو اجاب بالحقيقه لانهم يعرفون الحقيقه فلماذا ينفيها عن قريش؟؟؟), ولنناقش هذا الجواب:
    1. جيد أنك قلت: (سؤال يبدو انه معقول).
    2. هو لم يسأل عن حاله قبل البعثة فأجاب عن السؤال بالحقيقة التي تزعمها, بل الآيات هي التي بادرت هذا الأمر.
    3. هو نفسه كان يقول أمام قريش:" لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟! وهو نفسه قال:"لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟!
    4. إنَّ هذين الحديثين ينسفان جوابك نسفًا؛ ذلك أن القائل هو هو.
    5. لو كان القرآن من عند محمد لما ذكر نفسه إلا بخير, أو على الأقل لم يخلد ذكره الوثني في القرآن, وهذا أمر منطقي يدحض جوابك, بل يقتلعه من جذوره.
    6. لقد سبق أن قلنا لك: قال القاضي: وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا_ عليه السلام _بكل ما افترته، وعَيَّرَ كُفَّارُ الأممِ أنبياءها بكلِّ ما أمكنها واختلقته، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة، ولم نجد في شيء من ذلك تعييرًا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمِّهِ بترك ما كان قد جامعهم عليه. ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين، وبتلونه في معبوده محتجين، ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل، ففي إطباقهم على الاعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾, (البقرة: 142). كما حكاه الله عنهم". أي: لو علمت قريش أنَّ محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _سحد يومًا لصنم مما كانت تعبد لقالت له: كيف تركت آلهتك التي كنت تعبدها؟! كيف تذم آلهتك التي نشأت على عبادتها؟! وعدم قولهم له ذلك دليل سافر على أنَّه لم يسجد يومًا لصنم, وإلا فقد عايروه بذلك, وهذا الذي لم يثبت.
    7. وأقول: لو سحد قبل البعثة لصنم لما نال ذلك من عصمته شيئًا؛ لأن العصمة بعد النبوة.

    <FONT size=5>8. <FONT face="Traditional Arabic">أما ما توهمته من الآيتان؛ فوجدك ضالا عن الحق فهداك, أي وجدك غير مدرك الحق وأنت تتعبد في غار حراء, فهداك للحق الذي أنت عليه, وهذه دليل على نبوته, فلو كان القرآن من عنده لما خاطب نفسه بهذا الخطاب. ورفعنا عنك وزرك, قال القرطبي:" <B><FONT color=red>أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية ؛ لأنه كان_ صلى اللّه عليه وسلم _في كثير من مذاهب قومه ، وإن لم يكن عبد صنما و





  3. #33
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    أيها (al kharek), قد تستطيع أن تخدع القارئ للوهلة الأولى بهذه الكلمات: (لن أهينك بعد في أي حوار؛ فأخلاقي كمسيحي أرقى من ذلك؛ لأن قيمتي في المسيح أعلى)؛ ذلك أنَّك تظهر للقارئ أنَّني أنزلت بك كيلاً من الشتائم, وأنت أرقى من أن تنزل لمستوى الشتنائم, وأرجو من الله أن تكون كذلك.
    ولكن اعلم أنَّ كلامك كبرود حبر يتلألأ فيها البصر، فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر؛ أي ينبهر به القارئ في أول الأمر, فإذا ما تأمَّله وجده ضعيفًا متناقضًا لا يحمل في طياته صدق القول, ولا حسن الملحظ. فأنت تعلق على قولي: (لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا) بقولك: (أولا, شكرًا علي هذا الأسلوب في مناداتي, فأنا لا شيء, بل إن قوتي في المسيح, وقيمتي في المسيح), وتناسيت أنَّك قلت لي في المداخلة رقم (17) ما يلي: (نحن في انتظار الرد من المدعو _الداعي_), فلماذا تستخف بعقلك؟! لعمري إنَّ أسلوبك أشدُّ وأنكى!!
    ثمَّ نأتي لما يظهر ضعف حجَّتك, ووهن قولك عندما علَّقت على قولي: (وهنا ظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية من حيث الأمر والنَّهي) بقولك: (شكرا لك علي منادتي بالجاهل, فهذا من كرم اخلاقك...فسبك لي لن ينفي هذا). وهنا_ أيها القارئ _انظر إلى أسلوب المناظر الذي يحاول فيه أن يلبس الحق بالباطل, وكيف يتهمني بسبه وشتمه زورًا وبهتانًا؛ فهو يعتبرني أنَّني ناديته بالجاهل, والحقيقة أنَّني لم أنادِه, بل قلت: (وهنا يظهر جهلك الحالك بأساليب اللغة العربية), فأنا أصف قلَّة علمه بأساليب اللغة العربية بناءً على استنتاجاته التي تنبئنا عن مدى جهله اللعين باللغة العربية, وهذا ليس مناداةً له بالجاهل, وليس وصفًا له بالجاهل, ولا سبًّا له, بل هو إخبار عن علمه الضئيل المضمحل بأساليب اللغة العربية, وهو نفسه قال لي: (اللغة العربانية ليست لغتي), وبما أنَّ اللغة العربانية ليست لغته, ولم يتعلمها بحقٍّ فهو جاهل بها, وهذا ليس شتمًا له ولا سبًّا, بل انظر_ أيها القارئ _كيف فهم من قولي سابق الذكر أنَّني ناديته مع أنَّني لم أناده, وهذا خير دليل على جهله في أساليب اللغة العربية, فهو لم يستطع أن يميز النداء من الخبر, فاعتبر الخبر نداءً, وهل هناك شيء أدلُّ على صدق وصفنا لكلامه ممَّا وقع فيه من عدم التمييز بين الخبر والنداء؟ فأنا لم أقل له: (يا جاهل), ولم أقل له: (أيها الجاهل), فكيف ناديته بالجاهل؟! ثمَّ إنني إذا قلت: أنا معلوماتي قليلة باللغة الإنجليزية, فأنا جاهل بأساليب الإنجليز في كلامهم, فهل أنا أشتم نفسي, قطعًا لا.
    وعليه, نطلب ممن يصف نفسه أنه كريم الخلق أن يكون كذلك قولاً وفعلاً, فهو لما اعتبرني قد ناديته بالجاهل قد كذب عليَّ, وألبس الحقَّ بالباطل, وقد أنكر الله Y عليهم هذا الأسلوب النكد, فقال: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾, (آل عمران: 71). وقد أنكر عليهم أن يأمروا الناس بالخير من دون أنفسهم, فقال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾, (البقرة: 44). وقال المتوكل الليثي:

    لا تَنْهَ عن خُلُقِ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عارٌ عليكَ إذا فَعَلْتَ عَظِيمُ

    فحن نطلب منك أن تأمر بالتزام الأخلاق وأن تلتزمها, وإلا فقلمك سوف يفضحك بسقطات لسانك التي نثرتها هنا وهناك.
    ولنأت الآن إلى ما حسبت نفسك به أنك أتيت بشيء, وهو لا شيء, بل قذفت بنفسك في الضلال المبين فيما سطرت, وبيان هذا ما يلي:
    قولك:
    اي في المعاجم الرجز له معاني كثيره لكن في تلك الايه يقصد به شئ معين الا وهو (الشرك و عباده الاوثان) ..هذا بالنسبه للمعاجم العربيه و المقصود بالرجز في تلك الايه و ليس علي عموم الكلمه.
    الجواب:
    لقد قلت لك: أقصى ما جاءت به التفاسير والمعاجم هو تفسير لفظ (الرجز) بما يلي: (الأوثان, والمأثم, والإثم, وصنما إصاف ونائلة, والعذاب, والذنب, وعبادة الأوثان, والشرك, الشيطان ووسوسته, والقذر). وقصدت من هذا القول أنَّه لم يقل أحد من المفسرين أنَّ النبي_ صلى الله عليه وسلم _كان يعبد الأصنام وأمره الله بتركها, بل اكتفوا بتفسير لفظ الرجز بما سبق, وكانت كتاباتهم في وقت يكفي به تفسير الألفاظ, وهم يفهمون ما هو المقصود من الآية, فهل قال أحد من المفسرين إن النبي كان يعبد الأوثان, وأمره الله بتركها؟ لم يقل أحد ذلك, ولكنَّهم فسروا لفظ الرجز بعبادة الأوثان, ولم يفهموا من الآية أن النبي كان يعبد الأوثان, بل هذا فهمك الخاص جدًّا, فأين قال مجاهد أن النبي كان يعبد الأصنام؟ وأين قال ابن عباس ذلك؟ لن تجد منهم إلا تفسير لفظ الرجز, ولم يقل أحد منهم أن النبي كان عابدًا للأوثان. فلا تفترِ على الصحابة أنهم قالوا إن نبيهم كان يعبد الأوثان, بل هذا فهم خاصٌّ بك, ونحن_ من جهتنا _لا نثق بفهمِ مَنْ قال عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي).
    نعم, هكذا كان تفسيرهم, كان يكتفي الواحد فيهم من ذكر معنى اللفظ, والباقون من جهتهم يفهمون معنى السياق الدلالي, أي يفهمون المراد من الآية من دون أدنى لَبْسٍ, ولمَّا شعر ابن كثير في عهده بعد كثرة دخول العجم في الإسلام, وضعف السليقة العربية, لما شعر ابن كثير بذلك كان يزيد على تفسير اللفظ ما يلزم, فلمَّا شعر ابن كثير أنَّ الاكتفاء بتفسير لفظ (الرجز) بـ(عبادة الأوثان) قد يوهم بعضَ العجم ومَنْ ضَعُفَتْ سَلائقُهم في فهم السياق الدِّلالي أنَّ النبي محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _كان عابدًا للأوثان قبل البعثة, لما شعر ابن كثير بحصول هذا التوهم قال بعد سرد تفسير الرجز بأنَّها الأوثان أو الأصنام أو المعصية:" وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك". أي مهما كان تفسير الرجز, فليس بالضرورة أن يكون قائمًا بما نهاه الله عنه, وما قال هذا القول إلا دفعًا للتوهم الذي قد يقع به العجم وضعاف اللغة العربية ممن اختلط بالعجم. ولم يكتف ابن كثير بقوله, بل ضرب شاهدًا لغويًّا على وجود هذا الأسلوب في اللغة العربية, فقال:" كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾. وقوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ".
    أراد المناظر (al kharek) أن يدحض قول ابن كثير, فقال: (الرد ببساطه: اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك؟؟؟ اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا ... سوف اترك الحكم للقارئ), وجيد أنَّه قال:" سوف اترك الحكم للقارئ".
    أيها القارئ, انظر مَنْ يردُّ على عالم من أجلِّ علماء التفسير واللغة العربية, يردُّ عليه من يقول عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي), ولا أدري كيف تجرَّأ على مناقشة أمر لا يفهمه؟!! ففاقد الشيء لا يعطيه, والأدهى من ذلك والأمرُّ أنَّه لم يستشهد على صحة قوله بقول أيِّ عالم لغوي, فيا حسرة على قلوب قد مسَّها العمى؛ فأصبحت كالكوز مجخيًا!!
    إنَّنا حتى نفكِّر في مناقشة قوله عليه أن يقول: قال الخليل كذا, وقال سيبويه كذا, وقال الكسائي كذا, وقال الأخفش كذا, وقال الفراء كذا, وقال ابن جني كذا, وقال الجرجاني كذا, وقال الباقلاني كذا. نعم, هذا علم يؤخذ من أهله, وليس من شخص رسائله في المنتدى زاخرة بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية, ووافرة بذلك.
    ومع هذا, فلا مانع من إيراد ثغرات جوابه للقارئ الكريم. لقد لجأ المناظر إلى النهي المسبوق بـ(لا), وفي الآيتين جاء النهي بـ(لا): الأولى: ﴿وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ, والثانية: ﴿وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ. ولكنه غفل أو تغافل أنَّ الآية بدأت بالأمر وليس بالنهي, ففي الأولى: ﴿اتَّقِ اللَّهَ, وفي الثانية: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ. وإزاء هذه المناقشة لرده نقول:
    1. الدرس الثاني من دروس اللغة العربية في هذه المناظرة هو نوع الأمر؛ فالأمر نوعان: سلبي وإيجابي.
    2. الأمر السلبي: هو الأمر الذي ينهاك عن فعل, نحو: دَعْ, انتهِ, اتركْ, اهجر. وحتى يصبح الفعل إيجابيًّا يسبق بـ(لا), فتقول: لا تدع, لا تنته, لا تترك, لا تهجر.
    3. الأمر الإيجابي: هو الأمر الذي يطالبك بفعل, نحو: اقتل, ذق, اعبد, اسخر. وحتى يصبح سلبيًّا يسبق بـ(لا), فتقول: لا تقتل, لا تذق, لا تعبد, لا تسخر.
    4. الفعل (اهجر) فعل سلبي؛ لأنها ينهى عن فعل, وعبارة: (والرجز فاهجر) تساوي: (ولا تعبد الأوثان).
    5. على فهم المناظر, عندما قال الله لنبيه: (اتق الله), فالنبي ليس متقيا لله, وإذا قال موسى لهارون: (وأصلح), فهارون كان يفسد, وهذا هو الخطل بعينه, فهل قال مفسر بهذا؟ أو قال لغويٌّ بهذا؟ قطعًا لا.
    6. مثال المناظر: (اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك). ممكن نعم, وممكن لا؛ فقد يكون مفتاح الكهرباء لا تصله الكهرباء؛ لأنَّ التيار منفصل؛ فأضع يدي فيه؛ لألعب, فتقول لي أمي: لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, وأنا أفهم من قولها أنَّها تنهاني عن اللعب بمفتاح الكهرباء؛ لئلا يرجع التيار الكهربائي فجأة فأتضرر.
    7. مثال آخر, قد تقول لي أمي: يا بني, عن السهر فابتعد, وأكلَ الحلويات فاهجر. فقولها لي: (وأكلَ الحلويات فاهجر) يفهم منه أمران: فهي إمَّا تنهاني عن أكل الحلويات؛ لأنِّي أأكلها, وإمَّا تنصحني بأمر قبل أن أقع فيه.
    8. نكمل مثالك: (اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا). سأقول لك ماذا يعني. لو تزوج رجل, وقبل أن يضاجع زوجه أهانته ليلة زفافه, فقال له أهله: اهجر امرأتك؛ لأنَّها أهانتك, وهو لم يجامعها بعد, فهل هذا يعني أنَّه كان يجامعها؟ قطعًا لا. أنا لا أختلف معك على معنى الهجر, ولكن أختلف معك بأمور هي من أساليب التعبير في اللغة العربية, فلا يشترط أن تقول لشخص اهجر كذا أن يكون فاعلاً له.
    9. وحتى يطمئنَّ القارئ أورد له بعضًا من المسائل التي تعبر عن هذا الأسلوب في كلام العرب. مع العلم أنَّ هذا الأسلوب لا يوجد في أي لغة غير لغة العرب, وهذا يدفعنا إلى التريث, وعدم الظن بالمناظر الظنون؛ لأنَّ هذا الأسلوب في التعبير لا يوجد في أي لغة من لغات العالم غير اللغة العربية, والظاهر أن لغة المناظر هي اللغة القبطية, واللغة القبطية هي خالية من هذا الأسلوب في التعبير. وللاستزادة على القارئ أن يرجع إلى ثلاثة مراجع رئيسة في هذا المضمار, وهي: المزهر في علوم اللغة لأبي بكر السيوطي, وفقه اللغة للصاحبي, والكليات لأبي البقاء. ولنضرب أمثلة على هذا الأسلوب:
    · قال الهُذليُّ : (أطَعتُ العِرْسَ في الشَّهواتِ حتى ... أعادَتْني أَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ), وهو لم يكن قبل أسيفاً حتى يعود إلى تلك الحال. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: كيف يعود أسيفًا وهو لم يكن كذلك؟! إذن كان أسيفًا.
    ·يقولون: عادَ فلانٌ شيخاً, وهو لم يكن شيخاً قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شيخًا, لما عاد شيخًا, كيف يقول عاد وهو لم يكن كذلك؟!
    · يقول الله حكاية على لسان شعيب: ﴿قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ﴾, (الأعراف: 89).
    ·وشعيب لم يكن في ملتهم قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شعيب في ملتهم لما قال إن عدنا!!
    · يقول الله واصفًا حال الكفر وأهله: ﴿يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾, (البقرة: 257). والكفار لم يكونوا في نور حتى يخرجوا منه. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكونوا في نور لما قال يخرجونهم.
    وأنا أكتفي بهذه الأمثلة اليسيرة من لغة العرب, وهذه الأمثلة تجدها_ أيها القارئ _تحت مبحث: (بابُ نظم للعرب لا يقولُه غيرهم). ومن هذه الأساليب قوله: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, وهو لم يكن يومًا عابدًا للأوثان حتى يهجرها. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن عابدًا للأوثان, لما قال له اهجرها.
    إنَّ في هذه الأمثلة مسلكَ هدايةٍ لمن يروم طريقها, ولكنَّ أهل الكبر والعناد قد قال الله عنهم: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾. فالنزيه ذو اللب يتراجع عن فهمه المعوج, واستدلاله الأعراج بآية المدثر من أن النبي كان عابدًا للأوثان, ولكن من عمي قلبه حاله: (عنزة ولو طارت). فإنا لله, وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله, والحمد لله ربِّ العالمين.
    وللنتقل الآن إلى مناقشة رأي الرازي. لقد كان الحديث على أنَّ الآية لا توجب بالضرورة أن يكون النبي_ صلى الله عليه وسلم _عابدًا للأوثان, وهذا الأمر قد أجاب عنه الرازي في المسألة الثانية من المسائل التي تخصُّ الآية, ونحن إنَّما نستدلُّ بالجزء الذي يعنينا, وهو هنا الحديث عن أنَّ الآية لا تفيد بالضرورة أنَّ النبي عبد الأوثان قبل البعثة, أو تودد إليها كما يزعم الأفَّاكون, وهذا الحديث موجود في المسألة الثانية, ولكنَّ المناظر قد قال لي عندما اقتصرت على الجزء الذي يلزم حديثنا قال لي: (أَخْذُ مسألةٍ دون الباقي لا يعبر عن أمانة علمية, بل يعبر عن تضليل لنفسك ولغيرك). ولا يدري المناظر أنَّ الجمع بين المسألتين سيكون قاصمة ظهر له, وسينسف رأيه نسفًا. ولأنِّي حريص على الأخذ بيديه للخير, فإنِّي سأحاول إزالة الصمم من أذنه, والغشاوة عن عينه, والران عن قلبه, والله الموفق. قال الرازي:
    ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, (المدثر: 5). فيه مسائل:
    المسألة الأولى: ذكروا في الرجز وجوهاً,
    · الأول: قال العتبي: الرجز العذاب, قال الله تعالى: ﴿لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز﴾, [الأعراف: 134], أي العذاب. ثم سمي كيد الشيطان رجزاً لأنه سبب للعذاب، وسميت الأصنام رجزاً لهذا المعنى أيضاً، فعلى هذا القول تكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي، ثم على هذا القول احتمالان, أحدهما: أن قوله: ﴿والرجز فاهجر﴾ يعني كل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره، والتقدير وذا الزجر فاهجر, أي ذا العذاب فيكون المضاف محذوفاً. والثاني: أنه سمي إلى ما يؤدي إلى العذاب عذاباً تسمية للشيء، باسم ما يجاوره ويتصل به.
    · القول الثاني: أن الرجز اسم للقبيح المستقذر, وهو معنى الرجس، فقوله : ﴿والرجز فاهجر﴾ كلام جامع في مكارم الأخلاق, كأنه قيل له: اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز، وهذا يشاكل تأويل من فسر قوله : ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ﴾, [المدثر: 4] على تحسين الخلق وتطهير النفس عن المعاصي والقبائح.
    المسألة الثانية: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية، قال: لولا أنه كان مشتغلاً بها وإلا لما زجر عنها بقوله: ﴿والرجز فاهجر﴾, والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران، كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا.
    أرأيت_ أيها القارئ _كيف أن المناظر وقع في واحدة من اثنتين: فإمَّا أنَّه لم يستطع أن يفهم المسألتين فاعتبرني مضللاً لنفسي وللقارئ, وإمَّا أنَّه أراد أن يلصق للرازي ما لم يقله إذا اعتبر المسألة الأولى تقرُّ أن النبي عابدًا للأوثان, أو مقترفًا للآثام. وأحلاهما مرٌّ.
    أيها القارئ, الرازي بحث في المسألة الأولى معنى الرجز, وهذا ما فعله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم, فهم يفسرون معنى الرجز, ولا يعتبرون نبيهم عابدًا للأوثان لأنهم فسروا معنى الرجز بعبادة الأوثان أو الشرك أو الآثام, ثمَّ الرازي نفسه قد ردَّ هذا الفهم السقيم من الآية في المسألة الثانية, فقال: (احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية), والمناظر نلحقه بالفئة التي تحدث عنها الرازي, وهم في الأغلب العجم وضعاف اللغة العربية, فهل وافقهم الرازي على فهم هذا؟ لا؛ لأنَّ الرازي دحض فهمهم السقيم للآية بقوله: (والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران), ثمَّ مثل لهم بتعبير من تعابير العرب, فقال: (كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا).
    أرأيت_ أيها القارئ _كيف أنَّ الرازي الذي فسر الرجز بما فسره السابقون كابن عباس ومجاهد ومع ذلك نفى أن تكون الآية دليلاً على أن النبي كان عابدًا للأوثان. ولا أدرى أين هو تجافي استدلالي مع الأمانة العلمية بالنقل؟!! وهذا ردٌّ على (al kharek) ليس من الداعي, بل من الرازي, ولا تعقيب على مفسر ذي باع في اللغة والتفسير. وهذه دعوة للمناظر إلى فهم أقوال المفسرين قبل أن يأتي لنا بما يقسم ظهره هو, ويؤيد رأينا من حيث لا يشعر. والحمد لله ربِّ العالمين.
    ثمَّ نعلق على قول المناظر بعدما سقنا له طائفة من التفاسير, إذ قال لنا: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ ..فهي مجرد رد علي ما يثار من شبهات و من الكتب التراثيه و اقوال الصحابه المقربين لنبي الاسلام في زمنه ..فجاءوا بتفاسير من عقلهم ليردوا علي الشبهات..لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح).
    لمَّا رأى المناظر أنَّ هذه التفاسير تنسف له رأيه الذي هو أوهى من بيت العنكبوت قال بكل صلف: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ), نعم, فأنت لا تريد أن تخرج من الظلمات إلى النور؛ لأنَّ عينيك لم تعد تحتمل أشعة النور؛ لأنَّك مكثت دهرًا طويلاً وأبدًا بعيدا في التيه والضلال, ونور الحقِّ الذي يصدع ويبرق سبب لعينيك ألمًا, وقولك: (لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح) هو قول حقٍّ أردت به باطلاً, فكأنَّ هذه الكتب العظيمة تصرح برأيك وتشي به, وتناسيت أنَّ رأيك هو رأيٌ خاصٌّ جدًّا بك, ولو كنت منصفًا, لتأملت قول ابن عجيبة في البحر المديد: (﴿والرُّجزَ فاهجرْ﴾, أي: دم على هجرانها، قاله الزهري وغيره). أرأيت_ أيها المناظر _كيف أنَّ هذا رأي قاله الزهري الذي عاش مع مجاهد وعكرمة, وقاله غيره كذلك, على أنَّ مجاهد وعكرمة لم يقولا برأيك, وإنما هم فسَّرا لفظ (الرجز), وأنت أخذت تبني استنتاجات على مقدمات وضعتها هي أوهى من بيت العنكبوت, والرازي قد أتى مقدماتك التي بنيت عليها رأيك من قواعدها فخرَّت عليك تلك المقدمات, ونسفها الرازي لك نسفًا, فهي قاع صفصف.
    ونلحق بهذه المباحث اللغوية الخطل الذي وقع فيه المناظر عندما قال: (عربي مبين و به كلمات غير مفهومه و كلمات اعجميه ..عجبي علي هذا العربي المبين), فالله يقول: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾, أي بلسان عربي خالصٍ, أي لا يوجد في القرآن أي شيء لم يستخدمه العرب لا من حيث الأساليب ولا من حيث المعاني, أمَّا المعاني ذات الدلالات المتعددة فهي من لغة العرب, وأمَّا الألفاظ المعربة فقد استخدمتها العرب, قال امرؤ القيس:

    مهَفْهَفَةٌ بَـيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ...تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ

    فلفظ (السجنجل) هو لفظ رومي معرب يعني المرآة. إذن, لا يوجد أي شيء في القرآن ليس من كلام العرب وأساليبهم, وهذا هو معنى الآية, فانتبه واحذر, ولا تتعثر. ولا تفسر من دون توثيق كلامك. وبالنسبة لتعليقك على قولي: (هذا هو درسي الأول لك في أساليب التعبير في اللغة العربية) لم أستغربه؛ وقد قلت لك من قبل: (لكنَّك لن تنتفع منه إن كنت رافضًا للحق), وعدم انتفاعك لا يضيرني في شيء.
    وننتقل الآن إلى حديث المناظر عن سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾, (الحج: 52). وهنا لا بدَّ من حقائق نرصفها رصفًا:
    1. سبب نزول أي آية يخضع لعلم الحديث من حيث سنده ومتنه, وهنا سنقصر حديثنا على سند سبب نزول هذه الآية.
    2. يقول ابن المبارك:" الإسناد من الدين. ولولا الإسناد, لقال من شاء ما شاء". وقال ابن حزم:" نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي_ صلى الله عليه وسلم _مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل". وتاريخ الرجال هو الذي أماط اللثام عن الرواة الكذابين, قال سفيان الثوري:" لما استعمل الرواة الكذب, استعملنا لهم التاريخ". وهنا سوف نخضع سند سبب النزول حتى نعالجه بعلم الحديث.
    3. قال ابن كثير عن هذه الروايات, روايات الغرانيق:" وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا، وكلها مرسلات ومنقطعات، فالله أعلم.". فالحمد لله أن أبطل هذا الخطل. وكلام القاضي عياض في الشفاء (2/107)، قال رحمه الله: "فاعلم، أكرمك الله أن لنا في الكلام على مشكل هذا الحديث مأخذين: أحدهما: في توهين أصله. والثانى: على تسليمه. أما المأخذ الأول: فيكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل.. وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال: لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير، وتعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع إسناده، واختلاف كلماته، فقائل يقول: إنه فى الصلاة، وآخر يقول: قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة، وآخر يقول: قالها وقد أصابته سنة، وآخر بقول: بل حدث نفسه فسها، وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه وإن النبي_ صلى الله عليه وسلم _لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك، وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي- صلى الله عليه وسلم -قرأها فلما بلغ النبي_ صلى الله عليه وسلم _ذلك قال: "والله ما هكذا أنزلت". إلى غير ذلك من اختلاف الرواة. ومن حكيت هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم فيها ضعيفة واهية. وممن أنكرها الإمام ابن خزيمة وقال: "هذا من وضع الزنادقة" وهذا هو الصواب. للاستزادة, انظر: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص-314 لمحمد أبي شهبة، ونصب المجانيق لإبطال قصة الغرانيق لمحمد ناصر الدين الألباني.
    4. وبهذا, ما جئت به لا محلَّ له من الإعراب, ولا يطلبني إلى وقفة أطول. فالحمد لله أن هيَّأ للإسلام من يصون له أصوله وفروعه, ويدفع عنه انتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, وتحريف الغالين.
    5. تعودنا من بعض الجهلة أن يقول لنا: هذه روايات موجودة في كتب تفسيركم, بل في أمهاتها, ونحن نقول لهم: إن كتب التفاسير ذكرت أسانيد هذه الروايات, وكتب الأحاديث ذكرت أسانيد هذه الروايات, وبذلك يقولون لنا لا تأخذوا هذه الروايات من دون أن تثبت صحة سندها, فالحمد لله على هذه النعمة.
    وقبل الانتقال إلى نقطة أخرى لا بدَّ من التنويه لأمر جلل أتاه المناظر, فهو حاول أن يلبس على القارئ ذكر السجود في الرواية؛ كأنَّ النبي والصحابة والمشركين سجدوا للأوثان, وهذا لعمري لهو الخطل, وقد وضع به ضغثًا على إبالة؛ ذلك أن السجود الذي حصل هو ليس للأصنام كما أراد إيهامنا المناظر, بل هو سجود استجابة لآخر آية في السورة, ألا وهي: ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾, (62). وهذه آية من ست عشرة آية فيه سجود في القرآن الكريم, والسجود لله وحده, وليس للأصنام والأوثان كما أراد إيهامنا المناظر.
    وعليه, لم يأت لنا المناظر بأية رواية تثبت أن النبي سجد يومًا لصنم. فهل تملك؟! نوال الرواية دونه خرط القتاد, فاحفظ على نفسك وقتها, ولا تحاول أن تركض وراء السراب, فالحقيقة التي تأبى أن تنطمس تنبئنا أن النبي_ صلى الله عليه وسلم _لم يسجد قبل البعثة لأي وثن, ولو حدث هذا لما نال من عصمته شيئًا؛ لأنَّه قبل النبوة. فالحمد لله رب العالمين.
    وننتقل إلى جوابك على سؤالي الذي هو: (إذا كان القرآن من عند محمد, فلماذا يفضح نفسه, ويقول للناس أنا كنت أعبد الأوثان؟), وجوابك: (ان نبي الاسلام كان يعيش وسطهم و يرونه و يتعاملون معه ..فكان يتقرب للاوثان وهو شئ كان يحدث أمامهم ..فاذا كذب وقال لا يتقرب الي الاوثان فكان فكانوا سيفتضح كذبه ..لكن في جميع الايات نري انه كان ضالا فوجد ..كانت له ذنوب اثقلت ظهره.. الخ .فهو اجاب بالحقيقه لانهم يعرفون الحقيقه فلماذا ينفيها عن قريش؟؟؟), ولنناقش هذا الجواب:
    1. جيد أنك قلت: (سؤال يبدو انه معقول).
    2. هو لم يسأل عن حاله قبل البعثة فأجاب عن السؤال بالحقيقة التي تزعمها, بل الآيات هي التي بادرت هذا الأمر.
    3. هو نفسه كان يقول أمام قريش:" لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟! وهو نفسه قال:" لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟!
    4. إنَّ هذين الحديثين ينسفان جوابك نسفًا؛ ذلك أن القائل هو هو.
    5. لو كان القرآن من عند محمد لما ذكر نفسه إلا بخير, أو على الأقل لم يخلد ذكره الوثني في القرآن, وهذا أمر منطقي يدحض جوابك, بل يقتلعه من جذوره.
    6. لقد سبق أن قلنا لك: قال القاضي: وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا_ عليه السلام _بكل ما افترته، وعَيَّرَ كُفَّارُ الأممِ أنبياءها بكلِّ ما أمكنها واختلقته، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة، ولم نجد في شيء من ذلك تعييرًا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمِّهِ بترك ما كان قد جامعهم عليه. ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين، وبتلونه في معبوده محتجين، ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل، ففي إطباقهم على الاعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾, (البقرة: 142). كما حكاه الله عنهم". أي: لو علمت قريش أنَّ محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _سحد يومًا لصنم مما كانت تعبد لقالت له: كيف تركت آلهتك التي كنت تعبدها؟! كيف تذم آلهتك التي نشأت على عبادتها؟! وعدم قولهم له ذلك دليل سافر على أنَّه لم يسجد يومًا لصنم, وإلا فقد عايروه بذلك, وهذا الذي لم يثبت.
    7. وأقول: لو سحد قبل البعثة لصنم لما نال ذلك من عصمته شيئًا؛ لأن العصمة بعد النبوة.
    8. أما ما توهمته من الآيتين؛ فوجدك ضالا عن الحق فهداك, أي وجدك غير مدرك الحق وأنت تتعبد في غار حراء, فهداك للحق الذي أنت عليه, وهذه دليل على نبوته, فلو كان القرآن من عنده لما خاطب نفسه بهذا الخطاب. ورفعنا عنك وزرك, قال القرطبي:" أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية ؛ لأنه كان_ صلى اللّه عليه وسلم _في كثير من مذاهب قومه ، وإن لم يكن عبد صنما ولا وثنا". ومن فسر الوزر هنا بالذنب فهو رأي من جوز الصغائر على الأنبياء, وعلى كلِّ تقدير هذا الكلام ليس فيه دلالة على أنه عبد الأوثان, والقرطبي ينفي هذا, وهذه أمور قبل البعثة, فلا تنال من عصمته شيئًا؛ لأن العصمة بعد النبوة.
    ولنقف عند الرواية التي ساقها في موضوع النسخ: أن رجلا كان معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _فقال بعضهم: ذهبت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر وأنا يا رسول الله، فقال رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _: إنها نسخت البارحة.
    هذه الرواية في الحقيقة حجة لي عليك, وشكرًا لك أنَّك سقتها لن, ولنعلق عليها وعلى كلامك من قبلها وبعدها على موضوع النسيان والنسخ:
    1. يظهر من كلامك أنك تنكر نسخ الأحكام الشرعية, وهذا مبحث آخر نبحثه في حينه, فلا تقحمه في المناظرة.
    2. انظر_ أيها القارئ _كيف لما أراد الله أن ينسخ سورة كيف نسيها جميع من يحفظونها في وقت واحد, وفزعوا إلى النبي كلٌّ يحدثه بما حلَّ فيه, فالسورة فقدت كلمح البصر, ولم يستطع أحد أن يتذكر منها ولو آية, وهذا حديث فيه دلالة صدق نبوة محمد, فمحمد النبي_ صلى الله عليه وسلم _بشر لا يستطيع أن ينسي الناس كلامه الذي حفظوه, ولكن الله قادر على إزالة القرآن من صدر أي إنسان؛ فدل هذا الحديث على أن القرآن من عند الله؛ لأنه لا يوجد قوة في العالم تنزع الكلام المحفوظ من صدور مجموعة في وقت واحد وجملة واحدة, فسبحان الله.
    3. أراك تستغرب قائلا: (لا اعرف علاقه كل ما ذكرته بسؤالي......هنا كيف ينسي نبي الاسلام كلام موحي له من اله الاسلام.. فهنا الايه لم تسنخ و لم ترفع بل هي موجوده. ولم اري في ردك الا مجموعه من الايات و التفاسير ليس لها علاقه بهذا الحديث بل اخذت تتكلم و ترد علي نفسك ..سبحان الله), ويظهر أنك نسيت سياق المناظرة أو تتناسى؛ فالتفاسير المسوقة تتحدث عن ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾, فالنسيان نوعان: نسيان نسخ, ونسيان يتبعه تذكر. قال الكواشي: إلاَّ ما شاء اللهُ أن ننسيكه على سبيل النسخ، أو تنساه ثم تذكره بعد. قال الشيخ السنوسي: والمحققون على منع النسيان لشيءٍ من الأقوال البلاغية قبل التبليغ، لإجماع السلف، وأما بعد التبليغ، فجائز؛ لأنه من الأعراض البشرية. الجامع لأحكام القرآن: (وقيل: إلا ما شاء اللّه أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك؛ فاذا قد نسي، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا. وقد روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله, فقال:" إني نسيتها". وقيل: هو من النسيان؛ أي إلا ما شاء اللّه أن ينسيك). فهذه بعض التفاسير التي جئتك بها تثبت ما يلي:
    · النسيان نوعان: نسيان على سبيل النسخ, ونسيان يتذكر بعده النبي.
    · النسيان بعد التبيلغ ثم تذكر ما نسي لا شيء فيه.
    · أنا أعرف أن الآية لم تنسخ, ولكن النبي نسيها بعد تبليغها ثم هيأ الله له الظروف لتذكرها.
    · لو كان النسيان مما يضره ويقدح في عصمته, لماذا يعترف أنه نسي الآية.
    · من حكم نسيان الآية أن الصحابة تعلموا أن الإمام إذا نسي آية في الصلاة فإنه يجوز تذكيره بها.
    · لقد قلت: (فنبي الاسلام ببساطه كان ينسي و حينما يقول شئ جديد يقول لقد نسخ الله ما قلته سابقا ..اي جعل اله الاسلام يرجع في كلامه), وهذا الافتراء تفضحه الرواية التالية: روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أُبَيُّ أنها نسخت، فسأله, فقال:" إني نسيتها". أرأيت, لم يقل نسخت كما افتريت عليه لما حسب أبي بن كعب ذلك, ولكن قال:" إني نسيتها". ولو نسخت لما تذكرها أبي بن كعب أصلا؛ والرواية التي جئت بها خير دليل على أن النسخ ينساه الجميع, وليس النبي فقط.
    · إذن, نعلم أن الآية لم تنسخ, ولكنه نسيها ثم تذكرها, وهذا النسيان حصل بعد تبليغها. وهذا لا شيء وفيه, لأنَّ العصمة في التبليغ وليست في الحفظ, وراجع المداخلات السابقة تجد نفسك بدأت تدور في دائرة مفرغة.
    ختامًا, بالنسبة لقولك: (اريد منك ان تعطيني اسم الكتاب الذي به اسلوب الانشاء لمعرفه صحه كلامك), ارجع للكتب الثلاثة التي ذكرتها في هذه المداخلة, وارجع إلى كتب البلاغة بشكل عام, وليكن الإيضاح في علوم البلاغة, أو جواهر البلاغة, أو غير ذلك.
    ملحظ:
    · إن كان عندك جديد فيما سبق نقاشه فاطرحه, وإلا فأمسك؛ لأنني لا أحب مناظرة تدور في دائرة مفرغة.
    · عندما تتحدث عن اللغة اسند قولك لأحد علماء اللغة.
    · إن لم يكن عندك شيء ذو بال فاطرح محورًا آخر للنقاش.
    · الفترة عندي من 16\6_1\8 هي فترة دوام صيفي, فأرجو تحمل الإبطاء في الرد بسبب هذا, والأمور ترجع طبيعية بعد 1\8 إن شاء الله.





  4. #34
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    آسف على عدم تنسيق مداخلة النصراني؛ فأخطاؤه تعدت الآلاف!!
    نسق مشاركتك فحسب أخي الحبيب ودع مشاركته كما هي ليتعرف القارئ على المستوى اللغوي للمحاور

    تسجيل متابعة ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  5. #35
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    سلام المسيح له المجد مع الجميع
    يقول الفاضل الداعي



    أ
    يها (al kharek), قد تستطيع أن تخدع القارئ للوهلة الأولى بهذه الكلمات: (لن أهينك بعد في أي حوار؛ فأخلاقي كمسيحي أرقى من ذلك؛ لأن قيمتي في المسيح أعلى)؛ ذلك أنَّك تظهر للقارئ أنَّني أنزلت بك كيلاً من الشتائم, وأنت أرقى من أن تنزل لمستوى الشتنائم, وأرجو من الله أن تكون كذلك.
    ولكن اعلم أنَّ كلامك كبرود حبر يتلألأ فيها البصر، فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر؛ أي ينبهر به القارئ في أول الأمر, فإذا ما تأمَّله وجده ضعيفًا متناقضًا لا يحمل في طياته صدق القول, ولا حسن الملحظ. فأنت تعلق على قولي: (لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا) بقولك: (أولا, شكرًا علي هذا الأسلوب في مناداتي, فأنا لا شيء, بل إن قوتي في المسيح, وقيمتي في المسيح), وتناسيت أنَّك قلت لي في المداخلة رقم (17) ما يلي: (نحن في انتظار الرد من المدعو _الداعي_), فلماذا تستخف بعقلك؟! لعمري إنَّ أسلوبك أشدُّ وأنكى!!

    الاخ يعتقد اني قلت له المدعو الداعي و قد احزنته كثيرا وقال بذلك اني اسلوبي فظ
    فاليك جميع شتائمك الي شخصي في جميع مداخلاتي و الحكم للقارئ يا محترم يا من لغتك تظهرك

    في المداخله رقم 12 قلت



    مرحبًا أيُّها al kharek,,

    المداخله رقم 14 تقول



    ألا يكفيني فهمُك المعوج, وتناولك الأعرج للأدلة

    مداخله 18



    مرحبًا أيُّها al kharek,,,

    ومع أنَّ هذا التفسير ينسف فهمك السقيم هذا, إلا أنَّي لن أعتبره موجودًا, وانسَ هذا الكلام؛ لأنَّني لم أردَّ عليك بعدُ يا هذا.


    والآن سأشرع في نقل التفاسير التي تنسف فهمك السقيم نسفًا




    ألهذه الدرجة أشرب قلبك بالعمى, واستتحكمت به طبقة الران فلم تبق منه شيئًا إلا كالكوز مجخيا؟!




    لا جرم أنَّ جدَّك هرقل كا أرجح عقلاً منك

    هذه هي الفاظك الجميله ..سامحك الرب و باركك فلن انزل بمستوي الحوار لتلك الكلمات بل ساركز علي اصل المداخله الا وهي ان نبي الاسلام ليس معصوم وهو ما ينسف كونه نبي اصلا عي حسب الفكر الاسلامي لمفهوم النبؤه



    لقد قلت لك: أقصى ما جاءت به التفاسير والمعاجم هو تفسير لفظ (الرجز) بما يلي: (الأوثان, والمأثم, والإثم, وصنما إصاف ونائلة, والعذاب, والذنب, وعبادة الأوثان, والشرك, الشيطان ووسوسته, والقذر). وقصدت من هذا القول أنَّه لم يقل أحد من المفسرين أنَّ النبي_ صلى الله عليه وسلم _كان يعبد الأصنام وأمره الله بتركها, بل اكتفوا بتفسير لفظ الرجز بما سبق

    ارجوا بعض التركيز ما جاء في المعاجم لمعني الرجز في الايه هذه بالذات هو الشرك و الاوثان
    (الرجز فأهجر) هذا ما جاء في المعاجم و يمكنك ان ترجع لها .اما المفسرين فلن يقولون انه كان يعبد الاوثان لانهم لم يعاصروا نبي الاسلام فكل تفاسيرهم هي اجتهادات ليس الا.



    وكانت كتاباتهم في وقت يكفي به تفسير الألفاظ, وهم يفهمون ما هو المقصود من الآية, فهل قال أحد من المفسرين إن النبي كان يعبد الأوثان, وأمره الله بتركها؟ لم يقل أحد ذلك

    اذا كانوا في وقت يفهم منه الالفاظ لكانوا اتفقوا علي تفسير الايات.لكنهم دائما مختلفون في كل شئ و في كل ايه مختلفون لا يعرفون اي الصواب فالكل عندم صواب و من اخطأ فله اجر و من اصاب فله اجران.



    ولكنَّهم فسروا لفظ الرجز بعبادة الأوثان, ولم يفهموا من الآية أن النبي كان يعبد الأوثان, بل هذا فهمك الخاص جدًّا,

    الشرك و الاوثان فهو كان متقرب من الاوثان ..لذلك من عاصروا يعرفوا هذا فالقرأن كتب و كل ايه لها سبب نزول في وقتها اذن من عاصروه لم يعترضوا علي ان يقال له و الرجز فأهجر اي اترك التقرب للاوثان . و الشرك..وانت تعرف ان امه كافره و ليست مؤمنه .فهمي ليس خاص بل هو ما يقوله المعجم ..شخص يقال له الرجز فأهجر و المعجم يفسر تلك الايه بان الرجز هو الشرك و الاوثان. فماذا يفهم؟؟؟



    فأين قال مجاهد أن النبي كان يعبد الأصنام؟ وأين قال ابن عباس ذلك؟ لن تجد منهم إلا تفسير لفظ الرجز, ولم يقل أحد منهم أن النبي كان عابدًا للأوثان. فلا تفترِ على الصحابة أنهم قالوا إن نبيهم كان يعبد الأوثان, بل هذا فهم خاصٌّ بك, ونحن_ من جهتنا _لا نثق بفهمِ مَنْ قال عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي).

    الم يكن متقرب للاوثان ..كيف اذن قال له و الرجز فأهجر...
    ثم هل تعتقد ان احد كان يجرئ ان يقول انه كان يعبد الاوثان؟؟؟ اليس من يشتم النبي يقتل حتي لو كان السب فعلا و شئ حقيقي فيه . اما العربانيه ليست لغتي لكني افهمها جيدا و الشرف لي انها ليست لغتي.


    نعم, هكذا كان تفسيرهم, كان يكتفي الواحد فيهم من ذكر معنى اللفظ, والباقون من جهتهم يفهمون معنى السياق الدلالي, أي يفهمون المراد من الآية من دون أدنى لَبْسٍ, ولمَّا شعر ابن كثير في عهده بعد كثرة دخول العجم في الإسلام, وضعف السليقة العربية, لما شعر ابن كثير بذلك كان يزيد على تفسير اللفظ ما يلزم, فلمَّا شعر ابن كثير أنَّ الاكتفاء بتفسير لفظ (الرجز) بـ(عبادة الأوثان) قد يوهم بعضَ العجم ومَنْ ضَعُفَتْ سَلائقُهم في فهم السياق الدِّلالي أنَّ النبي محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _كان عابدًا للأوثان قبل البعثة, لما شعر ابن كثير بحصول هذا التوهم قال بعد سرد تفسير الرجز بأنَّها الأوثان أو الأصنام أو المعصية:" وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك". أي مهما كان تفسير الرجز, فليس بالضرورة أن يكون قائمًا بما نهاه الله عنه, وما قال هذا القول إلا دفعًا للتوهم الذي قد يقع به العجم وضعاف اللغة العربية ممن اختلط بالعجم. ولم يكتف ابن كثير بقوله, بل ضرب شاهدًا لغويًّا على وجود هذا الأسلوب في اللغة العربية, فقال:" كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾. وقوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ ".

    هذا ما فهمه ابن كثير الذي لم يعاصر نبي الاسلام فقال لا يلزم تلبسه بشئ من هذا لانه لا يقدر ان يصدق انه كان متقرب للاوثان اما المثالين فهما خطأ و سوف اقول لك السبب في خطأهما

    يتم تقسيم الافعال فى اللغة العربية الى ماضي ومضارع وامر
    وتقسيم الافعال الى ماضي ومضارع هو تقسيم من الناحية الزمنية فلا يوجد زمن مستقبل للفعل الا بإضافة التسويف سوف افعل او سأفعل او سوف يفعل او سيفعل
    اما الفعل الامر فهو ليس تصنيف معتمد على الناحية الزمنية وانما على الصياغة التى يطلب او يأمر فيها المتكلم المخاطب او المأمور فعل امر معين
    وعليه فالفعل الماضى والفعل المضارع يكونان محلا للنفى اذا دخلت علي اى منهما اداة نفى
    اما فعل الامر اذا تم نفيه بلا فيسمى نهى
    وفيه يأمر المتكلم المخاطب او المأمور بألا يفعل امر معين كنهى صريح عن إتيان هذا الفعل
    وإذا كان من المعتاد ( فى اطار التشريعات ) ان يكون النهى فى صياغة عامة وليس موجها الى فرد معين مثل القول ( لا تقتل ) او ( لا تزنى ) حتى وان جاء الحديث بالمفرد
    إلا انه كذلك فى حالات النهى الموجه الى الفرد بصيغة ( لا تفعل ) ولأن محل النهى ( فى حد ذاته ) امر مستقبلى فلا يوضح ذلك حالة المخاطب او المأمور فى الماضي هل كان يفعل الامر المنهى عنه ولذلك ينهى عنه و يؤمر بعدم فعله ام ان النهى فى هذه الحالة مجرد وصية مستقبلية
    والفعل الامر كذلك ينقسم الى فعل امر ايجابي وفعل امر سلبى
    فعل الامر الايجابي هو الذى يأمر فيه المتكلم المخاطب بفعل امر معين كنشاط ايجابى من المأمور
    اما فعل الأمر السلبي فهو الذى يأتى فى صياغة تأمر المخاطب او المأمور بترك فعل معين او الكف و الإمتناع عنه كنشاط سلبى من المأمور
    وبالعقل يفهم من ذلك
    فى فعل الامر الايجابي ان المخاطب او المأمور لم يكن يفعل الشئ الذى أمر به قبل توجيه الأمر له وإلا
    فاذا كان يفعله فما جدوى ان يؤمر بفعله وهو اصلا يفعله
    بل من المنطقى ان تأتى الصياغة لتطالبه بالإستمرار فى فعله او الثبات على فعله
    اما فى
    فعل الامر السلبي
    والذى يتم مطالبة الشخص المأمور بترك امر معين او الكف عنه

    فلا يعقل ان يتم مطالبة شخص بترك شئ معين بفعل امر سلبي مالم يكن فاعلا له
    والا لأصبح ذلك مجرد لغو لا طائل من وراءه
    فلا يعقل ان أمر شخص غير مدخن بترك التدخين او التوقف عنه ( فعل امر سلبى ) لأنه اصلا لا يدخن وإن كان يعقل فى ذات الوقت ان انهاه عن التدخين واقول له لا تدخن
    لأن النهى متعلق بالمستقبل ولا يفصح عن الماضي
    اما فعل الأمر السلبي فمتعلق بالستقبل ويفصح عن الماضي

    فى قوله


    الأولى: ﴿وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾, والثانية: ﴿وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾

    حالتى نهى وسبق ان قلنا ان النهى لا يفصح عن الماضي
    اما فى قوله


    في الأولى: ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾, وفي الثانية: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ﴾.

    فأين فعل الامر السلبي الذى يطالب بالكف او الامتناع
    كلاهما فعل امر ايجابي


    أراد المناظر (al kharek) أن يدحض قول ابن كثير, فقال: (الرد ببساطه: اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك؟؟؟ اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا ... سوف اترك الحكم للقارئ), وجيد أنَّه قال:" سوف اترك الحكم للقارئ".
    أيها القارئ, انظر مَنْ يردُّ على عالم من أجلِّ علماء التفسير واللغة العربية, يردُّ عليه من يقول عن نفسه: (اللغة العربانية ليست لغتي), ولا أدري كيف تجرَّأ على مناقشة أمر لا يفهمه؟!! ففاقد الشيء لا يعطيه, والأدهى من ذلك والأمرُّ أنَّه لم يستشهد على صحة قوله بقول أيِّ عالم لغوي, فيا حسرة على قلوب قد مسَّها العمى؛ فأصبحت كالكوز مجخيًا!!

    بارك الله فيك ..ولا اريد ان اقول له ما هو الكوز ..فنحن ارقي من هذا ..اما لغه بدو الصحراء فلا تتحدث بها هنا في مكان محترم مثل هذا.

    إنَّنا حتى نفكِّر في مناقشة قوله عليه أن يقول: قال الخليل كذا, وقال سيبويه كذا, وقال الكسائي كذا, وقال الأخفش كذا, وقال الفراء كذا, وقال ابن جني كذا, وقال الجرجاني كذا, وقال الباقلاني كذا. نعم, هذا علم يؤخذ من أهله, وليس من شخص رسائله في المنتدى زاخرة بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية, ووافرة بذلك


    هكذا اذا تحدث مع شخص باللغه الاجنبيه ..فلن تقبل منه كلامه لان كلامه به اخطأ في اللغه العربيه ..ركز في المضمون حبيبي لكي ينير الله لك الطريق و تعرف الحق و الحق يحررك

    4. الفعل (اهجر) فعل سلبي؛ لأنها ينهى عن فعل, وعبارة: (والرجز فاهجر) تساوي: (ولا تعبد الأوثان).
    5. على فهم المناظر, عندما قال الله لنبيه: (اتق الله), فالنبي ليس متقيا لله, وإذا قال موسى لهارون: (وأصلح), فهارون كان يفسد, وهذا هو الخطل بعينه, فهل قال مفسر بهذا؟ أو قال لغويٌّ بهذا؟ قطعًا لا.

    سبق توضيح الفرق بين فعل الامر السلبى والنهى من حيث الإشارة او الإفصاح عن الماضي


    مثال المناظر: (اذا قلت لك يا الداعي لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, فهل يعني ذلك انك ادخلت اصبعك). ممكن نعم, وممكن لا؛ فقد يكون مفتاح الكهرباء لا تصله الكهرباء؛ لأنَّ التيار منفصل؛ فأضع يدي فيه؛ لألعب, فتقول لي أمي: لا تدخل اصبعك في مفتاح الكهرباء, وأنا أفهم من قولها أنَّها تنهاني عن اللعب بمفتاح الكهرباء؛ لئلا يرجع التيار الكهربائي فجأة فأتضرر
    من فمك ادينك يا عزيزي
    مالي انا و مال الكهرباء متوصله ام لآ
    فأنت قلت اضع يدي فيه لالعب ..اذن قد وضعت اصبعك في كل الاحوال .فليس من المعقول ان تقول لك والدتك لا تضع اصبعك في مفتاح الكهرباء وانت بعيد او تعمل شئ اخر فهكذا من فمك ادينك و شكرا لك .


    7. مثال آخر, قد تقول لي أمي: يا بني, عن السهر فابتعد, وأكلَ الحلويات فاهجر. فقولها لي: (وأكلَ الحلويات فاهجر) يفهم منه أمران: فهي إمَّا تنهاني عن أكل الحلويات؛ لأنِّي أأكلها, وإمَّا تنصحني بأمر قبل أن أقع فيه.

    خطأ
    فعل الامر السلبي لا يعقل ان يوجه لشخص مالم يكن فاعلا لمعكوسه ولذلك يوجه له فعل الامر السلبي



    8. نكمل مثالك: (اما اذا قلت لك زوجتك فأهجر...فماذا يعني هذا). سأقول لك ماذا يعني. لو تزوج رجل, وقبل أن يضاجع زوجه أهانته ليلة زفافه, فقال له أهله: اهجر امرأتك؛ لأنَّها أهانتك, وهو لم يجامعها بعد, فهل هذا يعني أنَّه كان يجامعها؟ قطعًا لا. أنا لا أختلف معك على معنى الهجر, ولكن أختلف معك بأمور هي من أساليب التعبير في اللغة العربية, فلا يشترط أن تقول لشخص اهجر كذا أن يكون فاعلاً له.

    شوف حبيبي انار الله عقلك و حياتك

    حينما اتيك بمثال لا تاتي لي بشئ نادرا جدا او شاذ لتجعله قاعده ...اتحدث عن الهجر
    بمعني شخص يهجر بلد او يهجر زوجه ..فهل معني ذلك انه لم يكن يعيش في تلك البلد او لم يعاشر تلك المرأه حتي يهجرها؟؟؟
    فلا تأتي بشئ شاذ لتجعله قاعده تتحدث منها.
    و اقول لك اذا اهانته سيقولون له لا تعاشر زوجتك لانها اهانتك و لن يقولون له اهجرها لانه لم يمسها بعد . فتلك الامور امور شاذه لا تأخذ كقاعده ..اذن جوابك عزيزي فاسد و الهجر يتحدث عن شئ تم فعله و الهجر اي الامر بتركه.

    وحتى يطمئنَّ القارئ أورد له بعضًا من المسائل التي تعبر عن هذا الأسلوب في كلام العرب. مع العلم أنَّ هذا الأسلوب لا يوجد في أي لغة غير لغة العرب, وهذا يدفعنا إلى التريث, وعدم الظن بالمناظر الظنون؛ لأنَّ هذا الأسلوب في التعبير لا يوجد في أي لغة من لغات العالم غير اللغة العربية, والظاهر أن لغة المناظر هي اللغة القبطية, واللغة القبطية هي خالية من هذا الأسلوب في التعبير. وللاستزادة على القارئ أن يرجع إلى ثلاثة مراجع رئيسة في هذا المضمار, وهي: المزهر في علوم اللغة لأبي بكر السيوطي, وفقه اللغة للصاحبي, والكليات لأبي البقاء. ولنضرب أمثلة على هذا الأسلوب:


    يعتد الاخ الحبيب علي التدليس في سرد الامور و يلبس الحق بالباطل و لنري بماذا اتي


    قال الهُذليُّ : (أطَعتُ العِرْسَ في الشَّهواتِ حتى ... أعادَتْني أَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ), وهو لم يكن قبل أسيفاً حتى يعود إلى تلك الحال. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: كيف يعود أسيفًا وهو لم يكن كذلك؟! إذن كان أسيفًا.

    حد فهم حاجه يا شباب؟؟؟ واحد راح لواحده مثلا و رجعته خائب ..كلمه اعادته بمعني انه ذهب من امامها .اذن ليس شرطا ان يكون اسفا ..فالجاهل بالاساليب اللغويه هو من يلبس الحق بالباطل و لا يفهم معني ما يقول .اعانك الله



    · يقولون: عادَ فلانٌ شيخاً, وهو لم يكن شيخاً قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شيخًا, لما عاد شيخًا, كيف يقول عاد وهو لم يكن كذلك؟!

    ما هي الجمله او البيت حتي نفهم معني الكلام ؟؟؟ عاد فلان شيخا ثم ماذا ؟؟ هل فهم معني الجمله اصلا؟؟ زياده في التوضيح من فضلك

    · يقول الله حكاية على لسان شعيب: ﴿قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ﴾, (الأعراف: 89).
    ·وشعيب لم يكن في ملتهم قط. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن شعيب في ملتهم لما قال إن عدنا!!

    في التفسير تجد ان كلمه تعود هنا بمعني تصير الي ملتنا ..فاللعب كله في كلمه (عاد) فقط
    اما الرجز في الايه واضحه و الهجر ايضا و اضح .فلم يقول ان الهجر له معني اخر .



    · يقول الله واصفًا حال الكفر وأهله: ﴿يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾, (البقرة: 257). والكفار لم يكونوا في نور حتى يخرجوا منه. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكونوا في نور لما قال يخرجونهم

    كالعاده لم يشرح الايه و التفسير حتي لا يفتضح الامر
    فالمعني هنا ان يخرجونهم من النور الي الظلمات بمعني ان هناك من أمن بعيسي _علي حسب التفسير_و لم يؤمن بمحمد فهو خرج من نور الايمان الصحيح بعيسي الي الظلام بعدم الايمان بمحمد
    اي انهم كانوا فعلا في نور .



    وأنا أكتفي بهذه الأمثلة اليسيرة من لغة العرب, وهذه الأمثلة تجدها_ أيها القارئ _تحت مبحث: (بابُ نظم للعرب لا يقولُه غيرهم). ومن هذه الأساليب قوله: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾, وهو لم يكن يومًا عابدًا للأوثان حتى يهجرها. والجاهل بأساليب اللغة العربية يقول: لو لم يكن عابدًا للأوثان, لما قال له اهجرها.

    الم يكن متقربا للوثن في يوما من الايام؟؟؟ اليكم معني الهجر و معني الرجز ..و اترك الحكم للقارئ ليفهم . وقد اوضحنا في الامثله التي أتي بها الاخ و التي تظهر المعني جليا .



    . فالنزيه ذو اللب يتراجع عن فهمه المعوج, واستدلاله الأعراج بآية المدثر من أن النبي كان عابدًا للأوثان, ولكن من عمي قلبه حاله: (عنزة ولو طارت). فإنا لله, وإنا إليه راجعون. ولا حول ولا قوة إلا بالله, والحمد لله ربِّ العالمين.

    مره اخري اسلوب تهكم و سب ..بارك الله فيك و اعانك علي عقلك ولن اتدني لهذا المستوي الاسلامي في الحديث .



    المسألة الأولى: ذكروا في الرجز وجوهاً,
    · الأول: قال العتبي: الرجز العذاب, قال الله تعالى: ﴿لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز﴾, [الأعراف: 134], أي العذاب. ثم سمي كيد الشيطان رجزاً لأنه سبب للعذاب، وسميت الأصنام رجزاً لهذا المعنى أيضاً، فعلى هذا القول تكون الآية دالة على وجوب الاحتراز عن كل المعاصي، ثم على هذا القول احتمالان, أحدهما: أن قوله: ﴿والرجز فاهجر﴾ يعني كل ما يؤدي إلى الرجز فاهجره، والتقدير وذا الزجر فاهجر, أي ذا العذاب فيكون المضاف محذوفاً. والثاني: أنه سمي إلى ما يؤدي إلى العذاب عذاباً تسمية للشيء، باسم ما يجاوره ويتصل به.
    · القول الثاني: أن الرجز اسم للقبيح المستقذر, وهو معنى الرجس، فقوله : ﴿والرجز فاهجر﴾ كلام جامع في مكارم الأخلاق, كأنه قيل له: اهجر الجفاء والسفه وكل شيء قبيح، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين المستعملين للرجز، وهذا يشاكل تأويل من فسر قوله : ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ﴾, [المدثر: 4] على تحسين الخلق وتطهير النفس عن المعاصي والقبائح.
    المسألة الثانية: احتج من جوز المعاصي على الأنبياء بهذه الآية، قال: لولا أنه كان مشتغلاً بها وإلا لما زجر عنها بقوله: ﴿والرجز فاهجر﴾, والجواب: المراد منه الأمر بالمداومة على ذلك الهجران، كما أن المسلم إذا قال: اهدنا فليس معناه أنا لسنا على الهداية فاهدنا، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية، فكذا ههنا.
    أرأيت_ أيها القارئ _كيف أن المناظر وقع في واحدة من اثنتين: فإمَّا أنَّه لم يستطع أن يفهم المسألتين فاعتبرني مضللاً لنفسي وللقارئ, وإمَّا أنَّه أراد أن يلصق للرازي ما لم يقله إذا اعتبر المسألة الأولى تقرُّ أن النبي عابدًا للأوثان, أو مقترفًا للآثام. وأحلاهما مرٌّ.

    مره اخري نقول
    عن فعل الامر السلبي و الايجابي
    ان تقول اهدنا فأنت تطلب ان يتم هدايتك لانك من الممكن ان تضل فتطلب الهدايه دائما وان لا تضل و تثبت في الهدايه
    اما الرجز فأهجر ..فهو شئ مختلف فهو فعل امر بترك شئ سلبي . فطلبتك منك ان تأتي بمثال مثله تماما لكي نفهم و لكن كل الامثله علي شاكله الرجز فأهجر تاتي بانه تم الفعل .
    سبق ان قلت من المفسرين من اصاب فله اجران و من اخطأ فله اجر...
    اما من عاصر النبي لم ينفوا تقربه للوثن

    ثمَّ نعلق على قول المناظر بعدما سقنا له طائفة من التفاسير, إذ قال لنا: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ ..فهي مجرد رد علي ما يثار من شبهات و من الكتب التراثيه و اقوال الصحابه المقربين لنبي الاسلام في زمنه ..فجاءوا بتفاسير من عقلهم ليردوا علي الشبهات..لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح).
    لمَّا رأى المناظر أنَّ هذه التفاسير تنسف له رأيه الذي هو أوهى من بيت العنكبوت قال بكل صلف: (كل تلك التفاسير لا تلزمني في شئ), نعم, فأنت لا تريد أن تخرج من الظلمات إلى النور؛ لأنَّ عينيك لم تعد تحتمل أشعة النور؛ لأنَّك مكثت دهرًا طويلاً وأبدًا بعيدا في التيه والضلال, ونور الحقِّ الذي يصدع ويبرق سبب لعينيك ألمًا, وقولك: (لكن الاصل موجود و هي امهات الكتب و التي بها الكلام الصحيح) هو قول حقٍّ أردت به باطلاً, فكأنَّ هذه الكتب العظيمة تصرح برأيك وتشي به, وتناسيت أنَّ رأيك هو رأيٌ خاصٌّ جدًّا بك, ولو كنت منصفًا, لتأملت قول ابن عجيبة في البحر المديد: (﴿والرُّجزَ فاهجرْ﴾, أي: دم على هجرانها، قاله الزهري وغيره). أرأيت_ أيها المناظر _كيف أنَّ هذا رأي قاله الزهري الذي عاش مع مجاهد وعكرمة, وقاله غيره كذلك, على أنَّ مجاهد وعكرمة لم يقولا برأيك, وإنما هم فسَّرا لفظ (الرجز), وأنت أخذت تبني استنتاجات على مقدمات وضعتها هي أوهى من بيت العنكبوت, والرازي قد أتى مقدماتك التي بنيت عليها رأيك من قواعدها فخرَّت عليك تلك المقدمات, ونسفها الرازي لك نسفًا, فهي قاع صفصف
    عجيب جدا ان تتوقع اني اصدق تفاسير حديثه معاصره لما يقال الان حول القران و نبي الاسلام و يريدون ان يلصقوا تفاسيرهم الخاصه و يجعلونها مثبته و رد علي ما يثار
    اما امهات الكتب فهي الاحق .
    ثم تأتي لي برأي الزهري ..وما ادراك ما الزهري هل تحب ان اكلمك عنه و ماذا قالوا عنه ؟؟
    ام فقط تأخذون ما يوافقك هواكم و حينما نتحدث عن قول للزهري تخرجون لنا انه كاذب و ضعيف و مدلس؟؟؟ فقط لانه يقول كلام لا يعجبكم ..و ما يعجبكم تحتجون به؟؟؟

    وننتقل الآن إلى حديث المناظر عن سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾, (الحج: 52).

    لقد تحدثت كثيرا و قلت لك اني ممكن اكتب لك ابحاث تفند ما قلته
    و سؤالي هو اليست تلك ايه في القرأن ..فما هو سبب نزولها اذا كان كل ما قيل خطأ
    في انتظار تفسير و سبب نزول تلك الايه ..هل تقدر ان تاتي لنا من امهات التفاسير بسبب النزول و التفسير لتلك الايه ..ام ستقول ان تلك الايه ليس لها سبب نزول و ليس لها تفسير ...؟؟؟
    و تذكر تفسير من امهات الكتب و ليس للمحدثين.في الانتظار



    وننتقل إلى جوابك على سؤالي الذي هو: (إذا كان القرآن من عند محمد, فلماذا يفضح نفسه, ويقول للناس أنا كنت أعبد الأوثان؟), وجوابك: (ان نبي الاسلام كان يعيش وسطهم و يرونه و يتعاملون معه ..فكان يتقرب للاوثان وهو شئ كان يحدث أمامهم ..فاذا كذب وقال لا يتقرب الي الاوثان فكان فكانوا سيفتضح كذبه ..لكن في جميع الايات نري انه كان ضالا فوجد ..كانت له ذنوب اثقلت ظهره.. الخ .فهو اجاب بالحقيقه لانهم يعرفون الحقيقه فلماذا ينفيها عن قريش؟؟؟), ولنناقش هذا الجواب:
    1. جيد أنك قلت: (سؤال يبدو انه معقول).
    2. هو لم يسأل عن حاله قبل البعثة فأجاب عن السؤال بالحقيقة التي تزعمها, بل الآيات هي التي بادرت هذا الأمر.
    3. هو نفسه كان يقول أمام قريش:" لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟! وهو نفسه قال:"لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما", فلماذا لم يخف أن ينفضح كذبه؟!

    لانه ببساطه شديده هذا حديث ..وكتب بعد وفاه نبي الاسلام ..فمن ادراك انه حقيقي و انه فعلا قال هذا؟؟ فأيهما اصدق حديث ام ايه قرأنيه؟؟

    وان كان هذا حديث ..فقل لي متي قاله و اين قاله و لمن ..فهل قاله لقريش فعلا؟؟؟



    5. لو كان القرآن من عند محمد لما ذكر نفسه إلا بخير, أو على الأقل لم يخلد ذكره الوثني في القرآن, وهذا أمر منطقي يدحض جوابك, بل يقتلعه من جذوره.

    من قال لك انه يريد تخليد اي شئ ..فمن جمع القرأن هو ابو بكر و ليس نبي الاسلام ..فعلي عهد نبي الاسلام كان فقط يكتب علي الحجاره و اللخاف و تلك اشياء لا تعيش طويلا وكان من يحفظ بعض السور و الايات و يختلفون فيها.
    فهو لم يريد ان يخلد اي شئ .

    يتبع





  6. #36
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    والله أجزم لك يا أخي أنه نفسه لا يعرف معني ما يكتب

    وأيضاً يحسب أن كل ما ذكر سباً

    ههه

    اكمل يا أخي هدانا وهداهم الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  7. #37
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    وللاستزادة على القارئ أن يرجع إلى ثلاثة مراجع رئيسة في هذا المضمار, وهي: المزهر في علوم اللغة لأبي بكر السيوطي, وفقه اللغة للصاحبي, والكليات لأبي البقاء. وهذه الأمثلة تجدها_ أيها القارئ _تحت مبحث: (بابُ نظم للعرب لا يقولُه غيرهم).
    إنَّنا حتى نفكِّر في مناقشة قوله عليه أن يقول: قال الخليل كذا, وقال سيبويه كذا, وقال الكسائي كذا, وقال الأخفش كذا, وقال الفراء كذا, وقال ابن جني كذا, وقال الجرجاني كذا, وقال الباقلاني كذا. نعم, هذا علم يؤخذ من أهله, وليس من شخص رسائله في المنتدى زاخرة بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية, ووافرة بذلك.
    لقد قلت قولا موثقًا من ثلاثة كتب رئيسة في هذا المضمار, فردودك على الأمثلة ما هو توثيقها؟!
    لا نريد رأيك؛ لأن اللغة العربانية ليست لغتك!!





  8. #38
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    قوانين ساحه الحوار الثنائي:
    رابعاً: المناظرة تكون بالدليل والبرهان, وليس على حسب تفيسر العضو.


    لأن النهى متعلق بالمستقبل ولا يفصح عن الماضي
    اما فعل الأمر السلبي فمتعلق بالستقبل ويفصح عن الماضي

    أنت لحد هذه اللحظة مخالف للقوانين!!
    أين التوثيق؟! وبعدها نبين للقارئ تماديك في الانتحال والتحريف.
    أين التوثيق؟!
    أين التوثيق؟!





  9. #39
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    سلام المسيح له المجد مع الجميع كل شئ في وقته ..انتظر حتي انتهي من الرد ...و كنت اتمني ان اجد رد علي شئ مهم وهو سبب نزول الايه 52 من سوره الحج...هل لها سبب نزول او تفسير ؟؟؟ لانه شئ مهم جدا جدا ولكنك ذهبت الي فعل الامر السلبي و الايجابي نكمل

    . لقد سبق أن قلنا لك: قال القاضي: وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا_ عليه السلام _بكل ما افترته، وعَيَّرَ كُفَّارُ الأممِ أنبياءها بكلِّ ما أمكنها واختلقته، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة، ولم نجد في شيء من ذلك تعييرًا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمِّهِ بترك ما كان قد جامعهم عليه. ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين، وبتلونه في معبوده محتجين، ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل، ففي إطباقهم على الاعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾, (البقرة: 142). كما حكاه الله عنهم". أي: لو علمت قريش أنَّ محمدًا_ صلى الله عليه وسلم _سحد يومًا لصنم مما كانت تعبد لقالت له: كيف تركت آلهتك التي كنت تعبدها؟! كيف تذم آلهتك التي نشأت على عبادتها؟! وعدم قولهم له ذلك دليل سافر على أنَّه لم يسجد يومًا لصنم, وإلا فقد عايروه بذلك, وهذا الذي لم يثبت.

    كلام جميل نعود ايضا الي الايه التي في سوره الحج ما سبب نزولها و ما هو تفسيرها الصحيح ؟؟؟ هل لديك تفسير صحيح لها و سبب نزول لها ام لآ؟؟ لانه تكمل الشيطان علي لسانه و سجد

    7. وأقول: لو سحد قبل البعثة لصنم لما نال ذلك من عصمته شيئًا؛ لأن العصمة بعد النبوة.

    عزيزي سجد لصنم في سوره الحج بعد النبؤه و تكلم الشيطان علي لسانه . و الي الان لم اري اي معني اخري لايه الرجز فأهجر بانه لم يكن متقرب للاوثان اللهم الا ان المسلمين الاوائل لا يقبلون عليه هذا لانه نبي فقط .

    8. أما ما توهمته من الآيتان؛ فوجدك ضالا عن الحق فهداك, أي وجدك غير مدرك الحق وأنت تتعبد في غار حراء, فهداك للحق الذي أنت عليه, وهذه دليل على نبوته, فلو كان القرآن من عنده لما خاطب نفسه بهذا الخطاب

    كالعاده ايه من كلام اله الاسلام لا يعرف معناها و اختلف المفسرون كالعاده في معناه واحد يقول تائه في شعب مكه ..و مره انه تاه من عمه و مره انه ضالا بمعني ان قومه كانوا علي ضلال ..ومره انها كانت منازله قبل النبؤه ...الخ من التأويلات الغير محدده ..وهم مساكين فعلا فلا يعرفون اين الحق فقط كلهم يتحدثون و من اخطأ فله اجر و من اصاب له اجران

    ورفعنا عنك وزرك, قال القرطبي:" أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية ؛ لأنه كان_ صلى اللّه عليه وسلم _في كثير من مذاهب قومه ، وإن لم يكن عبد صنما ولا وثنا". ومن فسر الوزر هنا بالذنب فهو رأي من جوز الصغائر على الأنبياء, وعلى كلِّ تقدير هذا الكلام ليس فيه دلالة على أنه عبد الأوثان, والقرطبي ينفي هذا, وهذه أمور قبل البعثة, فلا تنال من عصمته شيئًا؛ لأن العصمة بعد النبوة

    تفسير الطبري { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } يقول: وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر: «وَحَلَلْنا عَنْكَ وِقْرَكَ» { الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ } يقول: الذي أثقل ظهرك فأوهنه، وهو من قولهم للبعير إذا كان رجيع سفر، قد أوهنه السفر، وأذهب لحمه: هو نِقْضُ سَفَر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } قال: ذنبك. وقوله: { أنْقَضَ ظَهْرَكَ } قال: أثقل ظهرك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أَلَمَ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ }: كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { أنْقَضَ ظَهْرَكَ } قال: كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } يعني: الشرك الذي كان فيه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } قال: شرح له صدرَه، وغفر له ذنبَه الذي كان قبل أن يُنَبأ، فوضعه. وفي قوله: { الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ } قال: أثقله وجهده، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْله الثقيل، حتى يصير نِقْضاً بعد أن كان سميناً { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } قال: ذنبك الذي أنقض ظهرك: أثقل ظهرَك، ووضعناه عنك، وخفَّفنا عنك ما أثقل ظهرَك. http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?...0&LanguageId=1 و اتسأل ما هو هذا الذنب الذي يثقل الظهر ؟؟؟ هل هي صغائر ؟؟ فهل الصغائر تثقل الظهر؟؟؟ ثم اين الرد علي هذا الحديث ؟؟؟

    سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال : ( يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا ) . الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5038 خلاصة الدرجة: [صحيح] هنا كيف ينسي نبي الاسلام كلام موحي له من اله الاسلام.. فهنا الايه لم تسنخ و لم ترفع بل هي موجوده .ولم اري في ردك الا مجموعه من الايات و التفاسير ليس لها علاقه بهذا الحديث بل اخذت تتكلم و ترد علي نفسك ..سبحان الله .

    لعل المانع خير ثم ذهبت الي حديث ظننت انه يفيدك وقلت

    ولنقف عند الرواية التي ساقها في موضوع النسخ: أن رجلا كان معه سورة فقام يقرأها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _فقال بعضهم: ذهبت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر: ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر وأنا يا رسول الله، فقال رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _: إنها نسخت البارحة. هذه الرواية في الحقيقة حجة لي عليك, وشكرًا لك أنَّك سقتها لن, ولنعلق عليها وعلى كلامك من قبلها وبعدها على موضوع النسيان والنسخ: 1. يظهر من كلامك أنك تنكر نسخ الأحكام الشرعية, وهذا مبحث آخر نبحثه في حينه, فلا تقحمه في المناظرة. 2. انظر_ أيها القارئ _كيف لما أراد الله أن ينسخ سورة كيف نسيها جميع من يحفظونها في وقت واحد, وفزعوا إلى النبي كلٌّ يحدثه بما حلَّ فيه, فالسورة فقدت كلمح البصر, ولم يستطع أحد أن يتذكر منها ولو آية, وهذا حديث فيه دلالة صدق نبوة محمد, فمحمد النبي_ صلى الله عليه وسلم _بشر لا يستطيع أن ينسي الناس كلامه الذي حفظوه, ولكن الله قادر على إزالة القرآن من صدر أي إنسان؛ فدل هذا الحديث على أن القرآن من عند الله؛ لأنه لا يوجد قوة في العالم تنزع الكلام المحفوظ من صدور مجموعة في وقت واحد وجملة واحدة, فسبحان الله.

    هذه من انواع الكوميديا ؟؟ لماذا ؟ اذا كانوا كتبوها علي ورق فهل كانوا سينسوها ؟؟؟ ام ان وحي اله الاسلام متوقف علي الحفظ فقط؟؟؟ هل لانهم لم يقدروا علي حفظها كامله فمعني هذا انها نسخت ؟؟؟ حتي نبي الاسلام نفسه لم يستطع تذكر ما قاله فقال لهم انها نسخت !!!! فما هو العمل اذا كانت مكتوبه علي شئ ؟؟؟ فكر حبيبي

    3. أراك تستغرب قائلا: (لا اعرف علاقه كل ما ذكرته بسؤالي......هنا كيف ينسي نبي الاسلام كلام موحي له من اله الاسلام.. فهنا الايه لم تسنخ و لم ترفع بل هي موجوده. ولم اري في ردك الا مجموعه من الايات و التفاسير ليس لها علاقه بهذا الحديث بل اخذت تتكلم و ترد علي نفسك ..سبحان الله), ويظهر أنك نسيت سياق المناظرة أو تتناسى؛ فالتفاسير المسوقة تتحدث عن ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾, فالنسيان نوعان: نسيان نسخ, ونسيان يتبعه تذكر. قال الكواشي: إلاَّ ما شاء اللهُ أن ننسيكه على سبيل النسخ، أو تنساه ثم تذكره بعد. قال الشيخ السنوسي: والمحققون على منع النسيان لشيءٍ من الأقوال البلاغية قبل التبليغ، لإجماع السلف، وأما بعد التبليغ، فجائز؛ لأنه من الأعراض البشرية. الجامع لأحكام القرآن: (وقيل: إلا ما شاء اللّه أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك؛ فاذا قد نسي، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا. وقد روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله, فقال:" إني نسيتها". وقيل: هو من النسيان؛ أي إلا ما شاء اللّه أن ينسيك). فهذه بعض التفاسير التي جئتك بها تثبت ما يلي: · النسيان نوعان: نسيان على سبيل النسخ, ونسيان يتذكر بعده النبي. · النسيان بعد التبيلغ ثم تذكر ما نسي لا شيء فيه. · أنا أعرف أن الآية لم تنسخ, ولكن النبي نسيها بعد تبليغها ثم هيأ الله له الظروف لتذكرها. · لو كان النسيان مما يضره ويقدح في عصمته, لماذا يعترف أنه نسي الآية. · من حكم نسيان الآية أن الصحابة تعلموا أن الإمام إذا نسي آية في الصلاة فإنه يجوز تذكيره بها

    هل انا طلبت ان نتحدث عن ايه سنقرئك فلا تنسي؟؟؟ احدثك عن ان نبي الاسلام ينسي كلام اله الاسلام ؟؟؟ فما هو العمل اذا كتبه علي اي شئ هل كان سيقول انها نسخت ؟؟؟ اذا كتبت علي شئ مقروء لم يقدر احد ان يقول نسيتها او نسخت و كما قال محمد عماره النسخ في الاحكام الشرعيه جاء بسبب تغير الظروف اذن اذا بقي نبي الاسلام الان لنسخ كل القرأن لانه لا يصلح لهذا الزمان . اذن نبي الاسلام اذا كتب ما قاله لما اتي بشئ اسمه نسخ وهو تبرير لنسيانه ما قاله فقال ان الله رجع في كلامه و نسخ ما قاله ولا تنسي الحديث الذي قال ايه بالليل و نسخت في الصباح ..اي لم يمر عليها ساعات معدوده فما الفائده؟؟

    لقد قلت: (فنبي الاسلام ببساطه كان ينسي و حينما يقول شئ جديد يقول لقد نسخ الله ما قلته سابقا ..اي جعل اله الاسلام يرجع في كلامه), وهذا الافتراء تفضحه الرواية التالية: روي أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أُبَيُّ أنها نسخت، فسأله, فقال:" إني نسيتها". أرأيت, لم يقل نسخت كما افتريت عليه لما حسب أبي بن كعب ذلك, ولكن قال:" إني نسيتها". ولو نسخت لما تذكرها أبي بن كعب أصلا؛ والرواية التي جئت بها خير دليل على أن النسخ ينساه الجميع, وليس النبي فقط.

    حبيبي اذا كان القدوه ينسي كلام الله ..الذي هو نبي و موحي له فكيف ينسي كلام الوحي الالهي .فاذا هو نسي فمن الذي يتذكر ؟؟ اليست وظيفته قول كلام اله الاسلام ؟؟؟ فكيف ينسي كلام الوحي .

    · إذن, نعلم أن الآية لم تنسخ, ولكنه نسيها ثم تذكرها, وهذا النسيان حصل بعد تبليغها. وهذا لا شيء وفيه, لأنَّ العصمة في التبليغ وليست في الحفظ, وراجع المداخلات السابقة تجد نفسك بدأت تدور في دائرة مفرغة

    طلبت دليل ان العصمه في التبليغ فقط و ليست في الحفظ فهل اتيتني بها؟؟؟
    1_ في انتظار تفسير و سبب نزول صحيح لايه 52 من سوره الحج 2_ الحديث الذي فيه نسي قال نبي الاسلام ايه في الليل و نسخت في الصباح.
    3_ ماذا لو كان كل ما يقال يكتب ..فهل كان سنجد شئ اسمه الناسخ و المنسوخ؟؟؟





  10. #40
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الداعي
    الداعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1022
    تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 38
    المشاركات : 937
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فلسطين
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    شرطي 21
    إدارة عامة
    تاريخ التسجيل بالموقع: September, 2007
    المداخلات: 65





    العضو الـ al kharek والعضو الداعي,
    ننبهكما ان أسلوبكما في الحوار يخالف المستوي المطلوب من الأدب الحواري, التزما موضوع الحوار وأي مداخلة تحتوي علي اهانة للطرف الآخر أو تلميح بالاهانة سيتم حذفها ومعاقبة الخارج عن آداب الساحة, تم ترك مداخلاتكما المعنية للتوضيح, لن يتم التعامل بهذا التسامح من جهة الادراة علي اي خطأ مرة أخري ان تكرر. أداب الحوار شرط أساسي من شروط ساحات المنتدي ولن تتغاضي عنها الادارة. اعتبرا هذا بمثابة تنبيه أخير والا سيتم اتخاذ اللازم من اجراءات تجاه أي تصرف غير مسئول, اي مداخلة ستحتوي علي توضيح ان الطرف الآخر يهين صاحب المداخلة ستحذف هذه المداخلة أيضا لأن الابلاغ عن المداخلات المخالفة يتم بالعلامة المخصصة أعلي يسار المداخلة وليس في نص اي مداخلة حوارية.






 

صفحة 4 من 12 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مناظرة: (عقيدة الصلب والفداء). بين الداعي و hopeless_refugee
    بواسطة الداعي في المنتدى المناظرات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2010-07-15, 10:11 AM
  2. مناظرة: (هل القرآن حقٌّ؟). بين الداعي والأستاذ سامر.
    بواسطة الداعي في المنتدى المناظرات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2009-07-08, 07:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML