صفحة 4 من 9 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 88
 
  1. #31
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة الزخرف، الآية: 23.
    2 سورة الزخرف، الآية: 24.
    3 سورة المائدة، الآية: 104.
    4سورة البقرة، الآية: 170.
    5سورة يوسف، الآية: 38.
    6سورة الطور، الآية: 21
    7سورة المؤمنين، الآيتان: 23 ـ 24.
    ص -63- فجعلوا ما عليه آباؤهم حجة يعارضون بها ما جاءهم به نبيهم نوح - عليه السلام -.
    وقوم صالح يقولون له: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا}1. وقوم إبراهيم يقولون له: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}2.وفرعون يقول لموسى عليه السلام: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}3.ومشركوا العرب يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قال لهم: (قولوا لا إله إلا الله)؛ قالوا: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاّ اخْتِلاقٌ}4.
    ثانيا: ومن الشبه التي يدلي بها عباد القبور اليوم: ظنهم أن مجرد النطق بلا إله إلا الله يكفي لدخول
    الجنة، ولو فعل الإنسان ما فعل؛ فإنه لا يكفر، وهو يقول: لا إله إلا الله، متمسكين بظواهر الأحاديث التي ورد فيها أن من نطق بالشهادتين؛ حرم على النار.
    والجواب عن هذه الشبهة: أن هذه الأحاديث ليست على إطلاقها، وإنما هي مقيدة بأحاديث أخرى جاء فيها؛ أنه لا بد لمن قال: لا إله إلا الله أن يعتقد معناها بقلبه، ويعمل بمقتضاها، فيكفر بما يعبد من دون الله؛ كما في حديث عتبان: "فإن الله حرم النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله "، وإلا فالمنافقون يقولون لا إله إلا الله بألسنتهم، وهم في الدرك الأسفل من النار، ولم ينفعهم النطق بلا إله إلا الله؛ لأنهم لا يعتقدون ما دلت عليه بقلوبهم، وفي (صحيح مسلم): "من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه، وحسابه على الله"؛ فعلق النبي صلى الله عليه وسلم حرمة المال والدم على أمرين: الأول: قول: لا إله إلا الله. والثاني: الكفر بما يعبد من دون





  2. #32
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة هود، الآية: 62.
    2 سورةالشعراء، الآية: 74.
    3 سورة طه، الآية: 51.
    4 سورة ص، الآية: 7.

    ص -64- الله. ولم يكتف بمجرد النطق بلا إله إلا الله؛ فدل على أن الذي يقول: لا إله إلا الله، ولا يترك عبادة الموتى والتعلق بالأضرحة، لا يحرم ماله ولا دمه.
    ثالثا: ومن الشبه التي يدلون بها أيضا: دعواهم أنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية شرك، وهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وأن هذا الذي يمارسونه عند الأضرحة من عبادة الموتى ودعائهم من دون الله لا يسمى شركا عندهم.
    والجواب عن هذه الشبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون في هذه الأمة مشابهة لليهود والنصارى فيما هم عليه، ومن جملة ذلك اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنها لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمته بالمشركين، وحتى تعبد فئات من أمته الأوثان، وقد حدث في هذه الأمة من الشرك والمبادىء الهدامة والنحل الضالة ما خرج به كثير من
    الناس عن دين الإسلام وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
    رابعا: ومن الشبه التي تعلقوا بها: قضية الشفاعة؛ حيث يقولون: نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله؛ لأنهم أهل صلاح ومكانة عند الله؛ فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم.
    والجواب: أن هذا هو عين ما قاله المشركون من قبل في تسويغ ما هم عليه، وقد كفَّرهم الله، وسمَّاهم مشركين؛ كما في قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}1.
    والشفاعة حق؛ ولكنها ملك لله وحده؛ كمال : {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً}2 فهي تطلب من الله من الأموات؛ لأن الله لم يرخص





  3. #33
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة يونس، الآية: 18.
    2 سورة الزمر، الآية: 44.

    ص -65- في طلب الشفاعة من الملائكة ولا من
    الأنبياء ولا غيرهم؛ لأنها ملكه سبحانه، وتطلب منه؛ ليأذن للشافع أن يشفع، وليس كما هو عند المخلوقين من تقدم الشفعاء لديهم بدون إذنهم، ويضطرون إلى قبول الشفاعة؛ لحاجتهم إليهم، وإن لم يرضوا عن المشفوع فيه؛ لأنهم يحتاجون إلى الأعوان والوزراء، أما الله سبحانه؛ فلا يشفع أحد إلا بإذنه ورضاه عن المشفوع فيه، {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}1.
    خامسا: ومن شبه هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء والصالحين لهم مكانة عند الله، ونحن نسأل الله بجاههم ومكانتهم.
    والجواب: أن المؤمنين كلهم أولياء الله، ولكن الجزم لشخص معين أنه ولي لله يحتاج إلى دليل من الكتاب والسنة، ومن ثبت ولايته بالكتاب والسنة؛ لم يجز لنا الغلو فيه والتبرك به؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، والله أمرنا بدعائه مباشرة؛ دون اتخاذ وسائط بيننا وبينه، ولأن هذا هو التعليل الذي علل به المشركون من قبل؛ أنهم اتخذوا هؤلاء شفعاء ووسائط بينهم وبين الله، يسألون الله بجاههم وقربهم؛ فأنكر عليهم ذلك.
    يان أنواع من الشرك الأكبر:
    الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر، والشرك الأكبر ينافي التوحيد ويخرج من الملة، وله أنواع كثيرة سبق بيان بعضها بما يمارس حول الأضرحة، وهناك أنواع أخرا أخرى؛ منها:
    1 - الشرك في الخوف:
    الخوف كما عرفه
    العلماء: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة، وهو ثلاثة أقسام:
    --------------------------------





  4. #34
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة النجم، الآية: 26.
    ص -66- الأول: خوف السر، وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أو ميت أو غائب من جن أو إنس أن يصيبه بما يكره.
    كما قال الله عن قوم هود عليه السلام؛ أنهم قالوا له: {إِنْ نَقُولُ إِلاّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ}، وقد خوف المشركون رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من أوثانهم؛ كما : {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِه}1.
    وهذا الخوف من غير الله هو الواقع اليوم من عباد القبور وغيرها من الأوثان؛ يخافونها ويخوِّفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله، وهذا النوع من الخوف من أهم أنواع العبادة، يجب إخلاصه لله وحده؛ :{فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}2، و:{فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}3.
    وهذا الخوف من أعظم مقامات الدين وأجلها، فمن صرفه لغير الله؛ فقد أشرك بالله الشرك الأكبر، والعياذ بالله.
    الثاني من أنواع الخوف: أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض
    الناس. فهذا محرم، وهو شرك أصغر، وهذا هو المذكور في قوله تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}4.
    وهذا - أيضا - هو الخوف المذكور في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لا يحقر أحدكم نفسه. قالوا: يا رسول الله! كيف يحقر أحدنا نفسه؟ ، قال: يرى أمرًا لله عليه





  5. #35
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة الزمر، الآية: 36.
    2 سورة آل عمران، الآية: 175.
    3 سورة المائدة، الآية: 3.
    4 سورة آل عمران، الايتان: 173 ـ 175.

    ص -67- فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله - عز وجل - له يوم
    القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس. فيقول الله - عز وجل -: فإياي كنت أحق أن تخشى".
    الثالث من أنواع الخوف: الخوف الطبيعي. وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك. فهذا ليس بمذموم؛ كما في قصة موسى - عليه السلام -:{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}1.
    أما النوع الأول الذي هو خوف السر. فهو من أعظم أنواع العبادة؛ فيجب إخلاصه لله - عز وجل، وكذلك النوع الثاني؛ فهو من حقوق العبادة ومكمِّلاتها.
    ومعنى قوله تعالى:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}2، أي: يخوفكم بأوليائه.{فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} نهي من الله للمؤمنين أن يخافوا غيره، وأمر لهم أن يقصروا خوفهم عليه، فإذا أخلصوا الخوف وجميع أنواع العبادة؛ أعطاهم ما يريدون، وأمَّنهم مما يخافون؛ : {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}3.
    قال الإمام ابن القيم: "ومن كيد عدو الله أن يخوف المؤمنين من جنده وأوليائه؛ لئلا يجاهدوهم ولا يأمروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر، وأخبر تعالى أن هذا من كيد الشيطان وتخويفه، ونهانا أن نخافهم، فكلما قوي إيمان العبد؛ زال منه خوف أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمانه؛ قوي خوفه منهم.
    و:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}4.
    فأخبر سبحانه أن مساجد الله لا يعمرها إلا أهل الإيمان بالله واليوم






  6. #36
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة القصص، الآية: 21.
    2 سورة آل عمران، الآية: 175.
    3 سورة الزمر، الآية: 36.
    4 سورة التوبة، الآية: 18.
    ص -68- الآخر الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا بجوارحهم، وأخلصوا له الخشية دون سواه؛ فأثبت لهم عمارة المساجد بعد أن نفاها عن المشركين؛ لأن عمارة المساجد لا تكون إلا بالطاعة والعمل الصالح، والمشرك وإن عمل؛ فعمله {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً}1. أو {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}2، وما كان كذلك؛ فالعدم خير منه.
    فلا تكون المساجد عامرة عمرانا صحيحا إلا بالعمل الصالح، المؤسس على الإخلاص التوحيد والعقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع والخرافات، وليس عمارتها بالطين والزخرفة وفخامة البناء فقط، أو إشادتها على القبور؛ فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك.
    وقوله تعالى:{وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللَّهَ}: قال ابن عطية: يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة، ولا محالة أن الإنسان يخشى المحاذير الدنيوية، وقد كتب معاوية - رضي الله عنه - إلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - يطلب منها أن تكتب له كتابا توصيه فيه ولا تكثر عليه؛ فكتبت له عائشة - رضي الله عنها - ما نصه: إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من التمس رضى الله بسخط
    الناس؛ كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس"، والسلام. رواه أبو نعيم في (الحلية) ورواه ابن حبان في (صحيحه)؛ بلفظ: "من التمس رضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله؛ سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ".
    قال شيخ الإسلام ابن تسمية - رحمه الله -: "وكتبت عائشة إلى معاوية وروي أنها رفعته: "من أرضى الله بسخط
    الناس؛ كفاه مؤونة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله؛ لم يغنوا عنه من الله شيئا"، هذا اللفظ المرفوع، ولفظ





  7. #37
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة النور، الآية: 39
    2 سورة إبراهيم، الآية: 18.
    ص -69- الموقوف: "من أرضى الله بسخط
    الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله؛ عاد حامده من الناس له ذامّا"، وهذا من أعظم الفقه في الدين؛ فإن من أرضى الله بسخطهم؛ كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح، والله يتولى الصالحين، والله كاف عبده،{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}1، والله يكفيه مؤونة الناس بلا ريب، وأما كون الناس كلهم يرضون عنه؛ فقد لا يحصل ذلك، ولكن يرضون عنه إذا سلموا من الأغراض، وإذا تبين لهم العاقبة. ومن أرضى الناس بسخط الله؛ لم يغنوا عنه من الله شيئا؛ كالظالم الذي يعض على يديه، وأما كون حامده ينقلب ذامّا؛ فهذا يقع كثيراً، ويحصل في العاقبة؛ فإن العاقبة للتقوى، ولا تحصل ابتداء عند أهوائهم" انتهى كلامه - رحمه الله - .
    ومن هذا الحديث برواياته يتبين أن الإنسان إذا كان يطلب بعمله إرضاء الله بماس يسخط
    الناس؛ حصل على مصلحتين عظيمتين: رضى الله تعالى ورضى الناس. ومن كان بالعكس يطلب بعمله إرضاء الناس بما يسخط الله - عز وجل، حصل له مضرتان: سخط الله وسخط الناس؛ فدل على أن إرضاء الله تعالى يجمع الخير كله، وأن إرضاء الناس بما يسخط الله يجمع الشر كله، نسأل الله العافية والسلامة.
    هذا ويجب أن نعلم أن الخوف من الله - سبحانه - يجب أن يكون مقرونا بالرجاء والمحبة؛ بحيث لا يكون باعثا على القنوط من رحمة الله - عز وجل، فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؛ بحيث لا يذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن من مكر الله؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله ينافيان التوحيد؛ :{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}2.
    و:{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}3.


    1 سورة الطلاق، الآية: 2.
    2 سورة الأعراف، الآية: 99.
    3 سورة يوسف، الآية: 87

    ص -70- و:{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاّ الضَّالُّونَ}1. قال إسماعيل بن رافع: "من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة".
    وقال
    العلماء: القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم.
    فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله ولا يعتمد على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته؛ كما عن أنبيائه:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}2، وقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً}3.
    والخوف والرجاء إذا اجتمعتا؛ دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها، أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عن العمل الصالح، وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعل المعاصي.
    قال بعض
    العلماء: من عبد الله بالحب وحده؛ فهو صوفي، ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن؛ كما وصف الله بذلك خيرة خلقه؛ حيث يقول - سبحانه -:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}4.
    وقد وصف الله الذين أهملوا جانب الخوف واندفعوا في المعاصي وأمنوا من العقوبة بأنهم الخاسرون؛ ف: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا

    1 سورة الحجر، الآية: 56.
    2 سورة
    الأنبياء، الآية: 90.
    3 سورة الاسراء، الآية: 57.
    4 سورة الاسراء، الآية: 57.

    ص -71- بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}1.
    ومعنى الآيات أن الله لما ذكر حال أهل القرى المكذبين للرسل المتمادين في الكفر والمعاصي؛ ذكر أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من مكر الله وعدم الخوف منه، ومكر الله هو أنه إذا عصاه العبد وأغضبه أنعم عليه بأشياء يظن العبد أنها من رضى الله عنه وهي استدراج له؛ فهؤلاء الكفرة أمنوا مكر الله بهم لمَّا استدرجهم بالسراء والنعم، وعصوا رسلهم، وتمادوا في المعاصي، حتى أهلكهم الله، وحذر من جاء بعدهم أن يفعل مثل فعلهم فيصيبه ما أصابهم؛ فقال - سبحانه -:{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}2.
    قال بعض
    العلماء: خوف العبد ينشأ من أمور هي:
    أولاً: معرفته بالجناية وقبحها.
    ثانيا: تصديقه بالوعيد، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
    ثالثا: كونه لا يعلم؛ لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.
    وبهذه الثلاثة يتم له الخوف قبل الذنب وبعده، ويكون خوفه أشد.
    وكان
    الأنبياء عليهم السلام لا ينقطع أملهم بالله أبداً، ولا ييأسون من رحمة الله في جميع الأحوال، مهما اشتد الخطب وضعفت الأسباب.
    فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام لما بشرته الملائكة بالولد مع كبر سنه وحال زوجه التي يستبعد معها حصول الولد؛ قال عند ذلك: {وَمَنْ يَقْنَطُ

    1 سورة الأعراف، الآيتان: 97 ـ 99.
    2 سورة الأعراف، الآية: 100.
    ص -72- مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاّ الضَّالُّونَ}1، لأنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك وأعظم، لكنه قال للملائكة: {أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}2، قال ذلك على وجه التعجب والتفكر في عظيم قدرة الله ورحمته.
    وهذا نبي الله يعقوب عليه السلام، لما أشتد به الأمر، وتأزم الحال بفراق بنيه؛ عظم رجاؤه بالله وطمعه برحمته، وقال لبنيه الحاضرين عنده: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}3، وقال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً}4.
    وهذا نبيا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله عنه: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}5، فعظم رجاؤه عند الشدة، ويقول: "واعلم أن الفرج مع الكرب".
    والله - سبحانه - ينهى عباده الذي كثرت ذنوبهم وعظمت جرائمهم أن يحملهم ذلك على القنوط من رحمته وترك التوبة منها؛ : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}6، فنهى - سبحانه - عباده أن تحملهم كثرة ذنوبهم على ترك التوبة واليأس من المغفرة.
    وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اليأس من روح الله من الكبائر؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر؟ فقال: "الإشراك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله". وعن ابن مسعود؛ قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح






  8. #38
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    1 سورة الحجر، الآية: 56.
    2 سورة الحجر، الآية: 54.
    3 سورة يوسف، الآية: 87.
    4 سورة يوسف، الآية: 83.
    5 سورة التوبة، الآية: 40.
    6 سورة الزمر، الآيتان: 53 ـ 54.

    ص -73- الله"؛ لأن القنوط من رحمة الله سوء ظن بالله، وجهل بسعة رحمته ومغفرته، والأمن من مكر الله جهل بالله وبقدرتهن وثقة بالنفس، وإعجاب بها، وفي ذلك تنبيه على أن يكون العبد دائما بين الخوف والرجاء، فإذا خاف؛ فلا يقنط ولا ييأس، بل يرجو رحمة الله، وإذا رجا؛ فلا يتمادى به الرجاء حتى يأمن العقوبة.
    وكان بعض السلف يستحبون للعبد أن يقوي في حال
    الصحة جانب الخوف، وفي حالة المرض وعند الموت جانب الرجاء.
    فتوازن
    القلب بين الخوف والرجاء يدفع على العمل الصالح والبعد عن المعاصي والتوبة من الذنوب، أما إذا اختل توازن القلب، فمال إلى جانب واحد؛ فإن هذا مما يعطل حركة العمل، ويعرقل سبيل التوبة، ويوقع الهلاك.
    وفيما قصه الله عن الأمم السابقة التي عطلت جانب الخوف فحل بها عقاب الله خير مذكر لأهل الإيمان.
    فها هم قوم هود يقولون له:{سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلاّ خُلُقُ الأوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ}1.
    والخوف والرجاء من أعظم أنواع العبادات، يجب إخلاصهما لله - عز وجل، والإخلال بهما إخلال بالتوحيد وإفساد للعقيدة.
    2- الشرك في المحبة:
    قلنا فيما سبق: إن الخوف من الله تعالى لا بد أن يكون مقرونا بمحبته سبحانه؛ لأن تعبده بالخوف فقط هو أصل دين الخوارج؛ فالمحبة هي أصل دين الإسلام الذي تدور عليه رحاه؛ فبكمال محبة الله يكمل دين الإسلام، وبنقصها ينقص توحيد الإنسان.








  9. #39
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    --------------------------------
    1 سورة
    الشعراء، الآيات: 136 ـ 139.
    ص -74- والمراد بالمحبة هنا محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع وكمال الطاعة وإيثار المحبوب على غيره؛ فهذه المحبة خالصة لله، لا يجوز أن يشرك معه فيها أحد؛ لأن المحبة قسمان: محبة مختصة، وهي محبة العبودية التي تستلزم كمال الذل والطاعة للمحبوب، وهذه خاصة بالله - سبحانه تعالى، والقسم الثاني محبة مشتركة، وهي ثلاثة أنواع:
    النوع الأول: محبة طبيعية؛ كمحبة الجائع للطعام.
    النوع الثاني: محبة إشفاق؛ كمحبة الوالد لولده.
    النوع الثالث: محبة أنس وألف؛ كمحبة الشريك لشريكه والصديق لصديقه.
    وهذه المحبة بأقسامها الثلاثة لا تستلزم التعظيم والذل، ولا يؤاخذ أحدبها، ولا تزاحم المحبة المختصة؛ فلا يكون وجودها شركا، لكن؛ لا بد أن تكون المحبة المختصة مقدمة عليها.
    والمحبة المختصة - وهي محبة العبودية - هي المذكورة في قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}1.
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله على هذه الآية: "أخبر تعالى أن من أحب من دون الله شيئا كما يحب الله تعالى؛ فهو ممن اتخذ من دون الله أندادًا في الحب والتعظيم".
    وقال ابن كثير رحمه الله: "يذكر تعالى حال المشركين في
    الدنيا وما لهم في الآخرة من العذاب والنكال؛ حيث جعلوا لله {أَنْدَاداً}؛ أي أمثالاً ونظراء،{يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}؛ أي: يساوونهم بالله في المحبة والتعظيم".






  10. #40
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    --------------------------------
    1 سورة البقرة، الآية: 165.

    ص -75- وهذا الذي قاله ابن كثير رحمه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ كما حكى الله هذه التسوية عنهم في قوله: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}1، وقوله تعالى:{ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}2.
    وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}3، أي: أشد حبا لله من أصحاب الأنداد لله، وقيل: أشد حبا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم. فدلت الآية على أن من أحب شيئا كحب الله؛ فقد اتخذه ندّاً لله.
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: "وفيه أن من اتخذ ندّاً تساوى محبته محبة الله؛ فهو الشرك الأكبر".
    وقلنا قريبا: إن محبة الله التي هي محبة العبودية، يجب أن تقدم على المحبة التي ليست عبودية، وهي المحبة المشتركة؛ كمحبة الآباء والأولاد والأزواج والأموال؛ لأن الله توعد من قدَّم هذه المحبة على محبة الله؛ : {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}4، فتوعد سبحانه من قدم هذه المحبوبات الثمان على محبة الله ورسوله والأعمال التي يحبها، ولم يتوعد على مجرد حب هذه الأشياء؛ لأن هذا شيء جُبل عليه الإنسان ليس اختياريّا، وإنما توعد من قدم محبتها على محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ورسوله؛ فلا بد من إيثار ما أحبه الله من عبده وأراده على ما يحبه العبد ويريده؛ فمحبة الله لها علامات تدل عليها:
    منها: أن من أحب الله تعالى: فإنه يقدم ما يحبه الله من الأعمال على






 

صفحة 4 من 9 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قواعد الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى العقـيدة الإسلامية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2011-01-16, 08:38 PM
  2. كلمات في ميزان الاعتقاد (1- أهل السنة و الجماعة)
    بواسطة أبو صهيب المصري في المنتدى العقـيدة الإسلامية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-11-02, 06:22 AM
  3. جمعية هداية: المكتب التعاوني للدعوة و الإرشاد
    بواسطة هداية في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-11-01, 04:51 PM
  4. جمعية هداية: المكتب التعاوني للدعوة و الإرشاد
    بواسطة هداية في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-11-01, 04:48 PM
  5. جمعية هداية: المكتب التعاوني للدعوة و الإرشاد
    بواسطة هداية في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-10-30, 04:06 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML