3580 - ( خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ ؛ الذي لا أهل له ولا ولد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 71 :
$باطل$
رواه عباس الترقفي في "حديثه" (1/ 2) : حدثنا رواد بن الجراح ، عن سفيان ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة مرفوعاً . ومن طريق الترقفي رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (180/ 2) ، وكذا أبو القاسم المهراني في "الفوائد المنتخبة" (2/ رقم11- من نسختي) ، وابن عدي (141/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (6/ 198و11/ 225) ، وابن عساكر (2/ 131/ 2و6/ 143/ 1) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1) ، وقال المهراني :
"هذا حديث غريب من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، تفرد بروايته رواد عن الثوري ، وقد رواه عنه غيره" .
ورواه العقيلي أيضاً (137) من طريق رواد به ، وروى عن الإمام أحمد أنه قال في رواد :
"لا بأس به ، صاحب سنة ؛ إلا أنه حدث عن سفيان بأحاديث مناكير" ، ثم ساق له هذا الحديث وقال :
"حديث باطل" .
وكذا قال الذهبي . وقال ابن أبي حاتم (2/ 420) :
"قال أبي : هذا حديث منكر" .
وقال في مكان آخر (2/ 132) كما قال أحمد :
"هذا حديث باطل" .
ونقل الذهبي في "الميزان" عن أبي حاتم أنه قال :
"منكر لا يشبه حديث الثقات ، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي : أن رجلاً جاء إلى رواد ، فذكر له هذا الحديث ، فاستحسنه وكتبه ، ثم حدث به بعد ، يظن أنه من سماعه" .
قلت : وذلك لأنه كان اختلط .
وقد روى نحو هذا الذي قاله أبو حاتم ابن جرير الطبري في "تفسيره" تحت حديث آخر ضعفه ابن كثير به ، سيأتي تخريجه برقم (6550) .
قلت : وقد روي موقوفاً ، فقال الحاكم في "المستدرك" (4/ 486) : أخبرنا أبو عبدالله الصفار : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة : حدثنا الحسن بن الوليد : حدثنا سفيان ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
"يأتي على الناس زمان يغبط فيه الرجل لخفة حاله ، كما يغبط الرجل اليوم بالمال والولد" .
قال : فقال له رجل : أي المال يومئذ خير ؟ قال : "سلاح صالح ، وفرس صالح ، يزول معه أينما زال" . وقال :
"صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه" ! وكذا قال الذهبي في "تلخيصه" !
وفيه نظر ، بل هو إسناد ضعيف مظلم ، وبيان ذلك من وجوه :
الأول : أن أبا الزعراء اثنان ؛ متقدم ، واسمه عبدالله بن هاني الكندي الأسدي ، أبو الزعراء الكبير ، له رواية عند الترمذي وغيره ، عن ابن مسعود وهو صدوق ؛ كما قال أبو حاتم .
وأما المتأخر فاسمه : عمرو بن عمرو ، ويقال : ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي الأصغر ، وهو مجهول لا يعرف ، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" هو والذي قبله ، على أنه قد ذكرهما في الطبقة الثالثة ، مشيراً بذلك إلى انقطاعه ، وقد ذكروا في ترجمته أنه لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل .
لكن الحديث هنا من رواية سفيان ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ، وهذا مما لا يعرف ؛ لأنه على ذلك يكون الراوي عنه إنما هو عمرو بن عمرو المتأخر طبقة ؛ فقد ذكروهما في الرواة عن أبي الزعراء المتأخر طبقة ، وقد قال الحافظ المزي (16/ 242) :
"وأما أبو الزعراء الأكبر هذا ؛ فلا تعرف له رواية إلا عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب ، ولا يعرف له راو ؛ إلا سلمة بن كهيل ، ولم يدركه سفيان بن عيينة ، ولا أحد من أقرانه" .
قلت : ولعل العلة في هذا الخلط من الآتي ذكره ، وهو :
الوجه الثاني : (محمد بن إبراهيم بن أرومة) ؛ فقد جهدت في البحث عن ترجمة له ، دون الوقوف عليها ، مع أنهم قد ترجموا لأبيه (إبراهيم بن أرومة) ، وهو الأصبهاني الحافظ ، كما ترجموا للراوي عنه شيخ الحاكم (أبي عبدالله الصفار) ، انظر "تاريخ الإسلام" (25/ 179) ، و "تذكرة الحفاظ" (2/ 628) .
ثم إن (الحسن بن الوليد) ، كذا وقع في "المستدرك" ، وله ترجمة قصيرة في "أخبار أصبهان" لم أتمكن منها من الحكم عليه بأنه هو ؛ بينما جاء في "تهذيب الكمال" (6/ 495-496) :
الحسين بن الوليد القرشي مولاهم ، أبو علي ، ويقال : أبو عبدالله الفقيه النيسابوري . ثم ذكر في شيوخه سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة .
ومن هذا التحقيق يتبين أن العلامة (سراج الدين) المعروف بـ (ابن الملقن) ؛ إنما لم يورد هذا الحديث في كتابه "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبدالله الحاكم" لأنه لم يضعه هو ليستدرك على المختصر كما هو صريح عنوان الكتاب .
وقد اغتر بالتصحيح المتقدم بعض الكتاب من المغرب في كلمة نشرتها له جريدة "المسلمون" بتاريخ السبت 28/ذي الحجة 1418 العدد (690) ، والكلمة نافعة لكنه تسرع ، فقال بعد أن نقل تصحيح الحاكم و الذهبي :
"وهذا من الموقوف الذي له حكم الرفع ؛ إذ لا مجال للرأي فيه" .
قلت : وهذا فيه نظر لو صح ، فكيف وفيه ما علمت من العلل . 3581 - ( خيركن أطولكن يداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 75 :
$موضوع$
أخرجه أبو يعلى (13/ 7430) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 6) عن أم الأسود ، عن منية ، من حديث أبي برزة قال :
[ كان ] للنبي صلي الله عليه وسلم تسع نسوة ، فقال يوماً : ... فذكره ، فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار ! قال :
"لست أعني هذا ، ولكن أصنعكن يدين" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة منية هذه ؛ قال الذهبي :
"تفردت عنها أم الأسود" . ولهذا قال الحافظ :
"لا يعرف حالها" .
قلت : فما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال : "إسناده حسن" . ليس بحسن ، لا سيما والمحفوظ في هذه القصة أنه قال لهن : "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" .
أخرجه البخاري (1/ 359) ، ومسلم (7/ 144) ، والنسائي (1/ 352) ، وأحمد (6/ 121) من طرق عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً .
وفي رواية مسلم أنها زينب بنت جحش ، وهو الصواب .
وفي رواية البخاري أنها سودة بنت زمعة ، وهي وهم كما حققه الحافظ في "الفتح" ، ووقع له وهم نبهت عليه تحت الحديث (6335) .
ثم رأيت كلام الهيثمي في "المجمع" ونصه (9/ 248) :
"رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن ؛ لأنه يعتضد بما يأتي" .
يعني الحديث المشار إليه الآتي عن ميمونة بلفظ :
"أولكن ترد علي الحوض أطولكن يداً" .
وهو حديث موضوع ؛ فيه مجمع على تركه ، وهو مسلمة بن علي الخشني ؛ قال الهيثمي : "وهو ضعيف" .
وقد ترتب من تساهل الهيثمي هذا وتسامحه في اقتصاره على تضعيفه فقط للخشني أن اعتبر بعضهم حديثه هذا شاهداً لحديث الترجمة ! فقد عزاه الحافظ في "المطالب العالية" (1/ 257/ 879) لـ "مسند أبي بكر بن أبي شيبة" ، فعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بقوله :
"لم يحكم البوصيري عليه بشيء ، بل قال : له شاهد من حديث عائشة" !
وسكت عليه الشيخ ولم يتعقبه بشيء ، بل إنه لما أعاده الحافظ في مكان آخر (4/ 131/ 4146) علق عليه مقوياً له بقول الهيثمي المذكور آنفاً ! وهذا من شؤم التساهل في النقد !
ولم يتنبه لهذا المعلق على مسند "أبي يعلى" ، فقال (13/ 425) - وهو يترجم لمنية - :
"ما رأيت فيها جرحاً ، ولم ترو منكراً ، فهي على شرط ابن حبان ، وقد حسن الحافظ في "المسند" إسنادها" .
ثم نقل كلام الهيثمي في هذا الحديث ، وفي حديث ميمونة الآتي .
وقد خفي عليه - لأنه حديث عهد بهذا العلم - أن الحديث منكر جداً ، بل موضوع ؛ لمخالفته لحديث عائشة المذكور ، وذلك من ناحيتين :
الأولى : في لفظه ؛ فإن فيه : "أسرعكن .." ، فهو من معجزاته صلي الله عليه وسلم العلمية ، وفي هذا "خيركن .." ، فهو من الفضائل ، فشتان ما بينهما ! والمقصود بالحديث زينب رضي الله عنها على الأصح ، كما يأتي بيانه تحت حديث ميمونة (6335) ، وعائشة أفضل كل زوجاته صلي الله عليه وسلم وخيرهن ، كما هو معلوم .
والأخرى : أن فيه أنهن كن يقسن أيديهن بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، وفي هذا أنهن فعلن ذلك بحضرته صلي الله عليه وسلم ، فأي نكارة أصرح من هذه ؟!
وأما قوله : "وقد حسن الحافظ في "المسندة" إسنادها" .
فلا أدري ما مستنده في ذلك ، وهو يعني "مسندة المطالب العالية" ؛ فإن نسخة المكتبة المحمودية من "المسندة" (ق35/ 1و171/ 1) ليس فيها التحسين المذكور ، ويستبعد مثله عن الحافظ !
3582 - ( خير هذه الأمة أولها وآخرها ، أولها فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وآخرها فيهم عيسى ابن مريم ، وبين ذلك ثبج أعوج ليسوا مني ، ولست منهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 77 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 123) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا عبدالله بن سليمان : حدثنا محمد بن خلف العسقلاني : حدثنا الفريابي ، عن الأوزاعي ، عن عروة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله . وعروة هو ابن رويم اللخمي ، وهو ثقة كثير الإرسال . ومن دونه ثقات أيضاً ؛ غير أحمد بن إسحاق ؛ فلم أعرفه .
3583 - ( خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً من حج ، أو مفطراً من رمضان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 78 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 114) من طريق أبي نعيم ، عن سلمة بن سواية ، عن ابن حدر الكلبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وسلمة بن سواية . لم أعرفه .
ومثله ابن حدر الكلبي .
لكن ذكر المناوي أن في إسناد الديلمي "أبو جناب الكلبي ، ضعفه النسائي والدارقطني" . فالظاهر أنه تحرف على الناسخ ، فكتب "ابن حدر" ، وإنما هو "أبو جناب" . 3584 - ( خيرهن أيسرهن صداقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 78 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (135) ، وابن حبان في "صحيحه" (1255-زوائده) ، والطبراني (3/ 109/ 2) عن رجاء بن الحارث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات غير رجاء بن الحارث ؛ فقال الذهبي : "ضعفه ابن معين وغيره" . وقال العقيلي : :حديثه ليس بالقائم" ، وقال عن هذا الحديث :
"ولا يتابع عليه إلا من جهة مقاربة ، وقد روي نحو هذا اللفظ بإسناد غير هذا فيه لين أيضاً ، والرواية الصحيحة حديث محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" .
قلت : ولعل الإسناد الآخر الذي أشار إليه العقيلي هو من طريق جابر بن يزيد الجعفي ؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 281) :
"رواه الطبراني بإسنادين ، في أحدهما جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وقد وثقه شعبة والثوري ، وفي الآخر رجاء بن الحارث ، ضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجالهما ثقات" .
3585 - ( خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، فاخترت الشفاعة ؛ لأنها أعم وأكفى ، أترونها للمتقين ؟! لا ، ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 79 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 583) ، وابن أبي داود في "البعث" (86/ 45) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (1/ 158/ 1) ، وأبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (175/ 2) ، وأبو علي إسماعيل الصفار في "حديث عبدالله المخرمي" (116/ 2) من طريق أبي بدر : حدثنا زياد بن خيثمة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ...
قلت : وهذا إسناد حسن فيما يبدو ، رجاله ثقات رجال مسلم ، وفي أبي بدر - واسمه شجاع بن الوليد بن قيس السكوني - كلام يسير من جهة حفظه ، وقال الحافظ :
"صدوق ، ورع ، له أوهام" .
قلت : وإني لأخشى أن يكون قد وهم في إسناد هذا الحديث ؛ فقد خولف فيه ؛ فقال الحسن بن عرفة في "جزئه" (رقم94-منسوختي) ، وعنه ابن أبي داود في "البعث" (رقم44) ، والعسكري في "التصحيفات" (1/ 316) ، ورزق الله التميمي في "جزئه" (154/ 1) : حدثني عبدالسلام بن حرب ، عن زياد بن خيثمة ، عن نعمان بن قراد ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
ومن طريق ابن حرب أخرجه المخلص أيضاً .
وعبدالسلام ثقة حافظ محتج به في "الصحيحين" .
وقال الإمام أحمد (2/ 75) : حدثنا معمر بن سليمان الرقي أبو عبدالله : حدثنا زياد ابن خيثمة ، عن علي بن النعمان بن قراد ، عن رجل ، عن عبدالله بن عمر به .
وهكذا رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (791-بتحقيقي) .
وبالجملة ؛ فالحديث لم يطمئن القلب لصحته ؛ لاضطراب الرواة في إسناده على زياد بن خيثمة ، على هذه الوجوه الثلاثة ، والوجهان الأخيران أرجح عندي ؛ لأن راوي الأول منهما أوثق من راوي الوجه الأول منها . وكذلك راوي الوجه الثالث ثقة ؛ وهو معمر بن سليمان الرقي ، وقد اختلف هذان الثقتان أيضاً ؛ فقال الأول منهما : "زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد عن عبدالله بن عمر" . وخالفه الآخر ، فقال : "علي بن النعمان بن قراد" بدل : نعمان بن قراد . ثم أدخل بينه وبين ابن عمر رجلاً لم يسمه . وقد رجح العلامة أحمد شاكر ثبوت كل من الوجهين ، وأطال الكلام في ذلك ، فإن صح ذلك فالعلة عندي جهالة النعمان هذا ؛ فقد قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 446) :
"النعمان بن قراد ، ويقال : علي بن النعمان بن قراد ، روى عن ابن عمر ، روى عنه زيادة بن خيثمة" . وأما ابن حبان فأورده على قاعدته في "ثقات التابعين" (1/ 239) ، واعتمده الشيخ أحمد شاكر ، فصحح الحديث لذلك ، فلم يصب ، ولعله استروح لقول الحافظ المنذري في "الترغيب" (4/ 221) :
"رواه أحمد والطبراني ، وإسناده جيد" !
قلت : وكل ذلك ذهول عن قاعدة ابن حبان في توثيقه المجهولين كما بينه الحافظ في مقدمة "اللسان" . وزدناه بياناً في "الرد على التعقيب الحثيث" ، فتذكر هذا ؛ فإنه مهم .
نعم ؛ للحديث أصل من طريق أخرى عن أبي موسى مرفوعاً به ، دون قوله "لأنها أعم ..." إلخ .
أخرجه أحمد (4/ 404) من طريق عاصم ، عن أبي بردة عنه به ؛ وفيه قصة .
وهذا إسناد حسن .
وتابعه حمزة بن علي بن مخفر ، عن أبي بردة به ؛ وزاد :
"وعلمت أنها أوسع لهم" .
أخرجه أحمد أيضاً (4/ 415) .
وحمزة هذا مجهول .
وتابعهما عبدالملك بن عمير ؛ عن أبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى عنه .
أخرجه ابن أبي عاصم (821) .
وله شاهد من حديث عوف بن مالك الأشجعي ، وهو مخرج في "الروض النضير" (1019) ، و "تخريج المشكاة" (5600) .
وآخر من مرسل الحسن البصري مرفوعاً .
أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1625) بسند صحيح عنه . 3586 - ( خير سليمان بين الملك والمال والعلم ، فاختار العلم ، فأعطي الملك والمال ؛ لاختياره العلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 82 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 127) عن محمد بن تميم ، عن حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع . آفته محمد بن تميم ، والظاهر أنه الفارياناني ؛ اسم قرية كما في "معجم البلدان" لياقوت ، وهو كذاب يضع الحديث ؛ كما قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 343) . وقال الحاكم : كذاب خبيث .
وحفص بن عمر العدني ؛ ضعيف .
والحكم بن أبان ؛ صدوق له أوهام .
3587 - ( الحظ الحسن يزيد الحق وضوحاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 82 :
$ضعيف$
رواه السلفي في "أحاديث وحكايات" (79/ 1) عن أحمد بن عبيد ابن ناصح أبو جعفر : حدثنا ابن الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الكلبي أو ابنه ، وهو هشام بن محمد بن السائب ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"تركوه كأبيه ، وكانا رافضيين" .
قلت : وأبوه شر منه ، قال الذهبي : "كذبه زائدة وابن معين وجماعة" .
وله شاهد من حديث أنس ، أخرجه الخطيب في "الجامع" (4/ 154/ 2) عن عاصم بن مهاجر الكلاعي ، عن أبيه : قال الحسن ، عن أنس مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه أبو الحسين الأبنوسي في "الفوائد" (25/ 2) لكن ليس عنده "قال الحسن ..." .
وكذلك رواه الثعلبي في "تفسيره" (3/ 149/ 1) ، وكذلك رواه الديلمي (2/ 137/ 1) ؛ إلا أنه قال : "عن أبيه ، عن سلمة ، وكانت له صحبة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ عاصم بن مهاجر وأبوه وسلمة ؛ مجهولون لم يترجموهم ؛ سوى قول الذهبي في الأول منهم - وقد ساق له هذا الحديث كما رواه الأبنوسي والثعلبي - :
"هذا خبر منكر" . ولم يزد هو ولا الحافظ ابن حجر على ذلك شيئاً !
3588 - ( الخلق الحسن زمام من رحمة الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 83 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 135) من طريق الحاكم : حدثنا أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان : حدثنا محمد بن حامد أبو بكر النيسابوري الهروي : حدثنا الذهلي : حدثنا أبو نعيم : حدثنا سفيان الثوري ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده أبي موسى مرفوعاً .
قلت : أورده البيهقي في "الشعب" من طريق محمد بن حامد هذا ، وقال :
"وهم فيه هذا الشيخ ، وليس له من هذا الوجه أصل" .
كذا في "لسان الميزان" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي الشيخ في "الثواب" عن أبي موسى . فتعقبه المناوي بقوله :
"وأخرجه الحاكم والديلمي والبيهقي في "الشعب" باللفظ المزبور عن أبي موسى المذكور من طريقين ، وقال : كلا الإسنادين ضعيف" .
قلت : وإطلاقه العزو إلى الحاكم يشعر بأنه أخرجه في "المستدرك" ، وما رأيته فيه . والله أعلم .
3589 - ( الخلق الحسن لا ينزع إلا من [ ولد ] حيضة ، أو ولد زنية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 84 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 135) عن علي بن محمد بن مهرويه : حدثنا السليل بن موسى ، عن أبيه موسى بن السليل الصنعاني ، عن أبيه ، عن بشر ابن رافع ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وبه :
"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله ، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف بشر بن رافع .
والسليل بن موسى وأبوه وجده ؛ لم أعرفهم .
وعلي بن محمد بن مهرويه ؛ قال الحافظ في "اللسان" :
"قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل همذان" :
تكلموا فيه ، محله عندنا الصدق" .
3590 - ( الخلق كلهم عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 85 :
$ضعيف جداً$
أبو يعلى في "مسنده" (163/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (8/ 18/ 2) ، والحارث في "مسنده" (221 من زوائده) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ورقة 167 وجه 2) وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (22/ 1) ، وأبو الحسن القزويني في "الأمالي" (185/ 2) ، وأبو بكر الخبائري في "الأمالي" (16/ 1) من طريق يوسف بن عطية الصفار ، عن ثابت ، عن أنس .
وهكذا رواه ابن النقور في "القراءة على الوزير أبي القاسم" (2/ 20/ 1) ، والباطرقاني في "مجلس من الأمالي" (رقم4- من نسختي) ، وكذا المخلص في "المجلس الأول من المجالس السبعة" (48/ 2) ، وأبو القاسم بن الوزير في "الأمالي" (15/ 1) ، والقضاعي (106/ 2) ، ونصر المقدسي في "الأربعين" (رقم11) وقال :
"حديث حسن المتن غريب الإسناد ، تفرد به يوسف بن عطية الصفار" .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وذكر له الذهبي هذا الحديث من مناكيره .
وروي من حديث ابن مسعود ، أخرجه الهيثم بن كليب في "المسند" (52/ 1) : حدثنا ابن أبي العوام : حدثنا أبي : أخبرنا سعيد بن محمد الوراق ، عن موسى ابن عمير مولى آل جعدة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 61/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (6/ 341) ، والخطيب (6/ 334) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 28) من طريق أخرى عن ابن عمير به .
وكذا رواه الضياء في "المنتخب من مسموعاته بمرو" (135/ 2) ، وكذا أبو نعيم في "الحلية" (4/ 237) وقال :
"تفرد به موسى" .
قلت : هو أبو هارون الكوفي ؛ متروك أيضاً ، وقد كذبه أبو حاتم .
وروي من حديث أبي هريرة بلفظ :
"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله ، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله" .
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 136) بإسناده المتقدم في الحديث الذي قبله ، وهو واه كما سلف .
(تنبيه) : سكت الحافظ السخاوي عن إسناد حديث ابن مسعود ، فاغتر به الشيخ عبدالله الغماري فجوده ! وقد كنت انتقدته مع أشياء أخرى في تعليقي على رسالة العز بن عبدالسلام "بداية السول" ، فتراجع عنه بمكر وخبث في رسالة له أسماها : "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع" ! وحمل مسؤولية خطئه الحافظ السخاوي ، فرددت عليه ، وبينت جنفه وظلمه في مقدمة المجلد الثالث من هذه "السلسلة" ، فراجعها إن شئت تعرف من جهل هذا الغماري وبهته وسوء خلقه وسلاطة لسانه ما لا يخطر على بال أحد . والله المستعان .
وإنما يثبت من هذا الحديث ما جاء في بعض طرقه التي ذكرها السخاوي بلفظ :
"خير الناس أنفعهم للناس" .
ولذلك خرجته في "الصحيحة" (427) .
المفضلات