بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
حبيب الحق معلمنا واستاذنا وقدوتنا
نبينا ورسولنا ورسول رب العالمين للعالمين
محمد صلى الله عليه وسلم .
النسخ في اللغة : بمعنى الإزالة .
وفي اصطلاح أهل الإسلام : رفع حكم شرعي بحكم شرعي آخر بأمر الله .
والنسخ يكون فقط في الأحكام الشرعية (حلال وحرام) فهذه يبدلها الله متى شاء مصلحة لعباده وغير ذلك من عقائد او قصص لا نسخ فيه .
يقول بن جرير ((ولا يكون النسخ إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة. فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ)) .
.
مثال : زيارة القبور
أول الأمر كان العرب أمة تعظم الأصنام وتعبدها ويعبودون قبور الصالحين ... ولذلك حرم رسول الله زيارة القبور بأمر الله ثم لما ثبت الأمر بالمسلمين ومكن الله الإسلام والتوحيد في قلوبهم قال لهم رسول الله "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت" .
تماماً كتعامل الطبيب مع المريض لقد راعى حالة المريض في علاجه ليس لجهل بل لحكمة ... فوالله إن نسخ الأحكام إعجاز في الإسلام يبين أن هذه الأحكام من عند الله عز وجل الحكيم الخبير الذي ربى هؤلاء الصحابة بيد نبيه حتى جعلهم يفتحون العالم أجمع في نصف قرن ووالله ما فعلتها أمة قبلهم بل وأسلمت الأمم ودخلوا في دين الله أفواجا لمجرد رؤية من رباهم الله و رسوله .
.
.
.
وفي المسيحية أيضاً نجد الناسخ والمنسوخ :-
فالخنزير كان حراماً في العهد القديم مع أطعمة كثيرة وصار في العهد الجديد كل شئ حلال وما من شئ نجس .
اتفضل اسمع البابا شنودة
.
وأيضاً الطلاق ..
متى 19
7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطّلق . 8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم ان تطلّقوا نساءكم.ولكن من البدء لم يكن هكذا . 9 واقول لكم ان من طلّق امرأته الا بسبب الزنى وتزوج باخرى يزني.والذي يتزوج بمطلّقة يزني .
.
إذن هناك مراحل ثلاث لحكم الطلاق :
1- كان حراماً منذ البدء (متى 8:19) .
2- ثم نسخت حرمة الطلاق بأنه صار حلالاً لأجل قساوة قلوب اليهود (متى 8:19) .
3- ثم نسخ اليسوع هذا الحكم فصار حراماً كما كان منذ البدء ! (متى 9:19) .
ماذا تسمي هذا يا أستاذ تيتو ؟.
.
ويقول القس أنطونيوس فكري في تفسير (تث 23 : 19-20) :
كان هذا فى مرحلة روحية بدائية فعليهم أن يقرضوا إخوتهم بدون ربا أما الأجانب الوثنيين. فيسمح لهم بالربا معهم فالله يعلمهم المحبة تدريجياً وأول خطوة أن يحبوا إخوتهم ويقرضوهم دون ربا حتى فى المستقبل يمكن أن يفعلوا هذا مع الجميع:p01sdsed22: ولنلاحظ أن شريعة العهد الجديد " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم..." ما كان ممكناً لهذا الشعب البدائى أن يتقبلها. وبالإضافة أن التمييز فى المعاملة بين اليهودى وغير اليهودى يحمل معنى الإستنكار لوثنيتهم فينفروا من عباداتهم (مت42:5 ، 12:7 + لو35:6) هذه هى شريعة العهد الجديد شريعة الذين نموا فى الحياة الروحية " المحبة للجميع" .
.
ويقول معجم اللاهوت : "لقد أتم يسوع الشريعة ومحا بدمه العهد القديم:p015: وهكذا حسب بولس الرسول , لقد غدا العهد القديم باطلا:p01sdsed22: لدرجة أن من يتابع المحافظة عليه يساوى من ينكر المسيح وينكر قوة الصليب الخلاصية الوحيدة:huh:" .(معجم اللاهوت الكاثوليكي ص 267) .
.
وتقول ترجمة العهد الجديد للرهبنة اليسوعية (عب 7 : 18-19) تحت عنوان ((نسخ الشريعة القديمة)) :
"وهكذا نسخت الوصية السابقة لضعفها وقلة فائدتها لأن الشريعة لم تبلغ شيئا إلى الكمال , فاستبدل بها رجاء أفضل منها نتقرب به إلى الله" , وتقول نفس الترجمة أيضاً (عب 7 : 12-13) : "... فقد أبطل الأمر الأول ليقيم الأمر الآخر" .
وجاء فيها أيضاً (اف 15:2) : "وألغى شريعة الوصايا وما فيها من أحكام .." .
.
:p015::p015:
.
.
والمُصيبة بأه يا أستاذ تيتو ان النسخ في المسيحية ليس في الشرائع فقط بل وفي العقائد ..!
يقول القمص زكريا بطرس في كتابه "الله واحد في ثالوث ص2" .. في معرض كلامه عن أن التثليث جاء على مراحل :
"والواقع أنه عندما يكون الإنسان طفلا، تعطى له الحقائق العويصة مبسطة مجملة، ولكن عندما ينضج هذا الطفل ويكمل إدراكه، لا تشبعه المعلومات المجملة المبسطة، وإنما يسعى باحثاً عن دقائق الأمور وتفاصيلها، إذ يضحي عقله مستعداً لتقبلها واستيعابها.
وهذا هو الحال مع البشرية، فعندما كانت في مرحلة الطفولة الفكرية. أعطاها الرب صورة مجملة عن ذاته، على قدر ما تستطيع أن تدرك. ولهذا يقول بولس الرسول "وأنا أيها الأخوة لم أستطيع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح.سقيتكم لبناً لا طعاماً. لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون". (1كو3: 1و2). وعندما نمت عقلية المؤمنين، بدأ الرب يعلن عن ذاته بطريقة دقيقة، فكشف عن حقيقة الثالوث في الوحدانية".ا.هـ .
يعني القمص زكريا بطرس يعترف أن الرب قال في العهد القديم "أنا واحد" ثم نسخ ذلك بقوله لهم في العهد الجديد "أنا ثالوث وثلاثة أقانيم كل واحد يجلس على يمين الآخر" مرعاة لعقول عبيده .:p015:
وهذا غير جائز في حق الله لأنه لو تعارض الخبرين فبالقطع قد كذب أحدهما وهذا ما لا يجوز في حق الله !
ففي العقائد والأخبار لا يجوز النسخ عقلاً ولا نقلاً بل يسمى هذا تناقضاً صريحاً .
.
.
سؤالي هو :
كيف بدل الرب حكمه من زواج الاخوة إلى تحريم زواج الأخوة كما جاء بالكتاب المقدس ؟.
.
المفضلات