السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اجل بارك الله فيك ليس بالضرورة ان يتفق الوف العلماء في كل شيء. ذلك بالنسبة للفروع اما الاصول يا اخي فوجب الاتفاق فيها خاصة بين اهل المذهب الواحد وحتى وان حدث وشرد احد العلماء عن الحق في مسالة فانها لا تكون من المسائل التي يقوم عليها المذهب ووجب حينها على الجمهور(جمهور المذهب) رده الى الحق كما يرونه
. و هذا ما أتحدث عنه هو الاختلاف في فروع العقائد و أما الأصول فلا خلاف فيها و قد ذكرت لك شيئا منها
و خاصة عند أهل السنة والجماعة " أشاعرة وماتريدية " الذين يذمون التقليد في العقائد
فمن الطبيعي أن نجد اختلافات كثيرة و غالبا ما يكون الخلاف لفظي ليس إلا مثلا كالخلاف بين الأشاعرة و بين الماتريدية على إثبات صفة التكوين التي يثبتها الماتريدية و الخلاف هنا مجرد خلاف لفظي لا يمس الجوهر
اما أمثلة التعارض والتناقض في الامور التي لا يجب ان تقع في المذهب الواحد فخذ هذا المثال.
يقول القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني في كتاب الانصاف ص 24.
قال في كتاب "الإنصاف": (فنص تعالى على إثبات أسمائه وصفات ذاته، وأخبر أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، كما قال عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} القصص88، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
الرحمن27، واليدين اللتين نطق بإثباتهما له القرآن في قوله عز وجل: {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، المائدة64،وقوله: {ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وأنهما ليستا جارحتين، ولا ذوي صورة وهيئة، والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن، وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام، فقال عز وجل: {ولتصنع على عيني} طه39 و{تجري بأعيننا} القمر14، وأن عينه ليست بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس
. هذا هو كلام الإمام القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني و هو نجم يتلألأ في سماء أهل السنة الذي نسميه بالتفويض
و خاصة أن الإمام الباقلاني من المتقدمين
أو قال هي راجعة إلى الذات
أو قال هي على معناها الظاهري
أو قال أنا لا أنفي عن الله إلا ما نفاه عن نفسه و بالتالي فلا أنفي الجوارح و الأعضاء !!
فكلام الباقلاني هنا يوافق معتقد جمهور السلف و يخالف معتقد من يتسمى اليوم بالسلفية
فأهل السنة على إثبات صفات الله و أسمائه من غير كيف و لا حد و شتان بين إثبات الصفات عند أهل السنة و بين إثبات الصفات عند الوهابية فالاشتراك في اللفظ و الاختلاف في المعنى
قال الإمام الحافظ البيهقي :
فأما قوله عز وجل : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فلا يجوز أن يحمل على الجارحة ، لأن الباري جل جلاله واحد ، لا يجوز عليه التبعيض ، ولا على القوة والملك والنعمة والصلة لأن الاشتراك يقع حينئذ بين وليه آدم وعدوه إبليس ، فيبطل ما ذكر من تفضيله عليه لبطلان معنى التخصيص ، فلم يبق إلا أن يحملا على صفتين تعلقتا بخلق آدم تشريفا له ، دون خلق إبليس تعلق القدرة بالمقدور ، لا من طريق المباشرة ، ولا من حيث المماسة . اهـ
و قال الإمام ناصر السنة أبو الحسن الأشعري :
وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شيء، إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد .
وأن له سبحانه وجها بلا كيف، كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) .
وأن له سبحانه يدين بلا كيف، كما قال سبحانه: (خلقت بيدي) ، وكما قال: (بل يداه مبسوطتان).
وأن له سبحانه عينا بلا كيف، كما قال سبحانه: (تجري بأعيننا) .اهـ الإبانة
و جاء في العقيدة الصلاحية :
قد استوى الله على العرشِ كما
شاءَ ومن كَيَّفَ ذاكَ جسَّما
والاستواءُ لفظةٌ مشهورةْ
فنَكِلُ الأمرَ إلى الله كما
فوَّضَهُ مَنْ قبلَنا منْ عُلَمَا
والخوضُ في غوامضِ الصفاتِ
والغوصُ في ذاكَ من الآفاتِ
إذ في صفاتِ الخلقِ ما لا عُلِما
فكيفَ بالخالِقِ فانحُ الأسلما
فقد يظن أحد ما أن الباقلاني رحمه الله هنا يثبت لله جارحة أو جزء من الذات أو ... فسارع بنفي الجوارح و الحواس و الأجناس و الصورة و الهيئة عن الله سبحانه و تعالى
فهل أنت يا أخي تخالف شيوخ الوهابية " السلفية " و تتبع السلف الصالح
و تنزه الله عن الجوارح و الأجناس
و إذا كنت تثبت لله يد و يدين فلماذا لا تثبت له الأيدي ؟؟!!
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} (71) سورة يــس
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
و أنا أسألك سؤالا هل خلق الله آدم بيده أم بيديه ؟؟!!= بما أنك تثبت يد حقيقية =
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (75) سورة ص
أخبرنا محمد بن خلف قال : حدثنا آدم قال : حدثنا أبو خالد سليمان بن حيان قال : حدثني محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو خالد : وحدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو خالد : وحدثني داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو خالد : وحدثني ابن أبي ذباب قال : حدثني سعيد المقبري ، ويزيد بن هرمز ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا له ، فجلس فعطس ، فقال : الحمد لله فقال له ربه : يرحمك ربك ، ائت أولئك الملائكة فقل : السلام عليكم ، فأتاهم فقال : السلام عليكم ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله ، ثم رجع إلى ربه تعالى فقال له : هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم " *السنن الكبرى للنسائي
و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول " والذي نفسي بيده " صحيح البخاري ومسلم – موطأ مالك -..
فهل نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين أحشائه الشريفة أم في يد الله سبحانه و تعالى ؟
هل يثبت الرازي او الجويني او البوطي او انت اخي الدمشقي ما اثبته الباقلاني لله؟
. و هل ينفي ابن باز و ابن عثيمين و الفوزان و الحويني و شيوخ الوهابية و أنت ما نفاه الباقلاني و الطحاوي و الإسماعيلي و أئمة الحديث و السلف الصالح عن الله سبحانه و تعالى ؟؟ .. أتمنى ذلك
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي :
تعالى – أي الله – عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. العقيدة الطحاوية
قال الإمام الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث :
وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف شاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.
ولا يعتقد فيه الأعضاء، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
وَمَعَ ذَلِكَ فَمُعْتَقَد سَلَف الْأَئِمَّة وَعُلَمَاء السُّنَّة مِنْ الْخَلَف أَنَّ اللَّه مُنَزَّه عَنْ الْحَرَكَة وَالتَّحَوُّل وَالْحُلُول لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء .
قال الإمام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم :
قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْإِمَام الْمَازِرِيّ : هَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل ؛ لِأَنَّ الْيَمِين إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الْمُنَاسِبَة لِلشِّمَالِ لَا يُوصَف بِهَا الْبَارِي سُبْحَانه وَتَعَالَى ؛ لِأَنَّهَا تَتَضَمَّن إِثْبَات الشِّمَال ، وَهَذَا يَتَضَمَّن التَّحْدِيد ، وَيَتَقَدَّس اللَّه سُبْحَانه عَنْ التَّجْسِيم وَالْحَدّ . اهـ
قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله ينزل إلى سماء الدنيا » ، أو « إن الله يرى في القيامة » ، وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ، ونصدق بها بلا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القرآن .اهـ لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي الحنبلي
يتبع .....
المفضلات