صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 41 إلى 45 من 45
 
  1. #41
    سرايا الملتقى
    د/احمد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3030
    تاريخ التسجيل : 6 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 4,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 32
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    1. وهذا القسم قد اختلف الفقهاء فيه على ثلاثة اقوال # احدها ان الذمي يستتاب منه كما يستتاب المسلم منه وهذا قول طائفة من المدنيين كما تقدم وكان هؤلاء لم يروه نقضا للعهد لان ناقض العهد يقتل كما يقتل المحارب ولا معنى لاستتابة الكافر الاصلي والمحارب وانما رأوا حده القتل فجعلوه كالمسلم وهو يستتيبون المسلم فكذلك يستتاب الذمي على قول هؤلاء فالأشبه ان استتابة من السب لا تحتاج إلى إسلامه بل تقبل توبته مع بقائه على دينه # القول الثاني انه لايستتاب لكن ان اسلم لم يقتل وهذا قول ابن القاسم وغيره وهو قول الشافعي وهو احدى الروايتين عن احمد وعلى طريقة القاضي لم يذكر فيه خلاف بناء على انه قد نقض عهده فلا يحتاج قتله إلى استتابة لكن اذا اسلم سقط عنه القتل كالحربي # القول الثالث انه يقتل بكل حال وهو ظاهر كلام مالك واحمد لان قتله وجب على جرم محرم في دين الله وفي دينه فلم يسقط عنه موجبه بالإسلام كعقوبته على الزنى والسرقة والشرب وهذا القول هو الذي يدل عليه أكثر الادلة المتقدم ذكرها

    فصل # السب الذي ذكرنا حكمه من المسلم هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه وهو الذي دل عليه قوله تعالى ^ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ^ # فهذا أعظم ما تفوه به الالسنة فاما ما كان سبا في الحقيقة والحكم لكن من الناس من يعتقده دينا ويراه صوابا وحقا ويظن ان ليس فيه انتقاص ولاتعييب فهذا نوع من الكفر حكم صاحبه اما حكم المرتد المظهر للردة او المنافق المبطن للنفاق والكلام في الكلام الذي يكفر به صاحبه او لايكفر وتفصيل الاعتقادات وما يوجب منها الكفر او البدعة فقط وما اختلف فيه من ذلك ليس هذا موضعه وانما الغرض ان لايدخل هذا في قسم السب الذي تكلمنا في استتابة صاحبه نفيا واثباتا والله اعلم
    فصل # فان سب موصوفا بوصف او مسمى باسم وذلك يقع على الله سبحانه او بعض رسله خصوصا او عموما لكن قد اظهر انه لم يقصد ذلك اما لاعتقاده ان الوصف او الاسم لا يقع عليه او لانه وان كان يعتقد وقوعه عليه لكن ظهر انه لم يرده لكون الاسم في الغالب لا يقصد به ذلك بل غيره فهذا القول وشبهه حرام في الجملة يستتاب صاحبه منه ان لم يعلم انه حرام ويعزر مع العلم تعزيرا بليغا لكن لا يكفر بذلك ولايقتل وان كان يخاف عليه الكفر # مثال الاول سب الدهر الذي فرق بينه وبين الاحبة او الزمان الذي احوجه إلى الناس او الوقت الذي ابلاه بمعاشرة من ينكد عليه ونحو ذلك مما يكثر الناس قوله نظما ونثرا فانه انما يقصد ان يسب من فعل ذلك به ثم انه يعتقد او يقول ان فاعل ذلك هو الدهر الذي هو الزمان فيسبه وفاعل ذلك انما هو الله سبحانه فيقع السب عليه من حيث لم يعتمده المرء والى هذا اشار النبي بقوله لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر بيده الامر وقوله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى يقول ابن ادم يا خيبة الدهر وانا الدهر بيدي الامر أقلب الليل والنهار فقد نهى النبي عن هذا القول وحرمه ولم يذكر
    كفرا ولا قتلا والقول المحرم يقتضي التعزيز والتنكيل # ومثال الثاني ان يسب مسمى باسم عام يندرج فيه الانبياء وغيرهم لكن يظهر انه لم يقصد الانبياء من ذلك العام مثل ما نقل الكرماني قال سالت احمد قلت رجل افترى على رجل فقال يا ابن كذا وكذا إلى ادم وحواء فعظم ذلك جدا وقال نسال الله العافية لقد اتى هذا عظيما وسئل عن الحد فيه فقال لم يبلغني في هذا شيء وذهب إلى حد واحد وذكر هذا أبو بكر عبد العزيز ايضا فلم يجعل احمد رضي الله عنه بهذا القول كافرا مع ان اللفظ يدخل فيه نوح وادريس وشيث وغيرهم من النبيين لان الرجل لم يدخل ادم وحواء في عمومه وانما جعلها غاية وحدا لمن قذفه والا لو كانا من المقذوفين تعين قتله بلا ريب ومثل هذا العموم في مثل هذا الحال لايكاد يقصد به صاحبه من يدخل فيه من الانبياء فعظم الإمام احمد ذلك لان احسن احواله ان يكون قذف خلقا من المؤمنين ولم يوجب الا حدا واحدا لان الحد هنا ثبت للحي ابتداء على اصله وهو واحد وهذا قول أكثر المالكية في مثل ذلك

    1. ذهب سحنون واصبغ وغيرهما في رجل قال له غريمه صلى الله على النبي محمد فقال له الطالب لا صلى الله على من صلى عليه قال سحنون ليس هو كمن شتم النبي او شتم الملائكة الذين يصلون عليه اذا كان على ما وصف من الغضب لانه انما شتم الناس وقال اصبغ وغيره لا يقتل انما شتم الناس وكذلك قال ابن أبي زيد فيمن قال لعن الله العرب ولعن الله بني إسرائيل ولعن الله بني ادم وذكر انه لم يرد الانبياء وانما اردت الظالمين منهم ان عليه الادب بقدر اجتهاد السلطان # وذهب طائفة منهم الحارث بن مسكين وغيره إلى القتل في

    مسالة المصلي ونحوها وكذلك قال أبو موسى بن مناس فيمن قال لعنه الله إلى ادم أنه يقتل وهذه مسألة الكرماني بعينها وهذا قياس أحد الوجهين لاصحابنا فيمن قال عصيت الله في كل ما امرني به فان أكثر اصحابنا قالوا ليس ذلك بيمين لانه انما التزم المعصية كما لو قال محوت المصحف او شربت الخمر ان فعلت كذا ولم يظهر قصد ارادة الكفر من هذا العموم لانه لو اراده لذكره باسمه الخاص ولم يكتف بالاسم الذي يشركه فيه جميع المعاصي # ومنهم من قال هو يمين لان مما امره الله به الايمان ومعصيته فيه كفر ولو التزم الكفر بيمينه بان قال هو يهودي او نصراني او هو برئ من الله او من الإسلام او هو يستحل الخمر والخنزير او لايراه الله في مكان كذا ان فعل كذا ونحوه كان يمينا في المشهور عنه
    ووجه هذا القول ان اللفظ عام فلا يقبل منه دعوى الخصوص ولعل من يختار هذا يحمل كلام الإمام احمد على ان القائل كان جاهلا بان في النسب انبياء # ووجه الاول ان أبا بكر رضي الله عنه كتب إلى المهاجر بن أبي امية في المراة التي كانت تهجو المسلمين يلومه على قطع يدها ويذكر له انه كان الواجب ان يعاقبها بالضرب مع ان الانبياء يدخلون في عموم هذا اللفظ ولان الالفاظ العامة قد كثرت وغلب ارادة الخصوص بها فاذا كان اللفظ لفظ سب وقذف وللأنبياء ونحوهم من الخصائص والمزايا ما يوجب ذكرهم بأخص اسمائهم اذا اريد ذكرهم والغضب يحمل الانسان على التجوز في القول والتوسع فيه كان ذلك قرائن عرفية ولفظية وحالية في انه لم يقصد دخولهم في العموم لا سيما اذا كان دخول ذلك الفرد في العموم لا يكاد يشعر به # ويؤيد هذا ان يهوديا قال في عهد النبي والذي اصطفى
    موسى على العالمين فلطمه المسلم حتى شكاه إلى النبي ونهى النبي عن تفضيله على موسى لما فيه من انتقاض المفضول بعينه والغض منه ولو ان اليهودي اظهر القول بان موسى أفضل من محمد لوجب التعزير عليه اجماعا أما بالقتل او بغيره كما تقدم التنبيه عليه
    فصل # والحكم في سب سائر الانبياء كالحكم في سب نبينا فمن سب نبيا مسمى باسمه من الانبياء المعروفين كالمذكورين في القران او موصوفا بالنبوة مثل ما يذكر حديثا ان نبيا فعل كذا او قال كذا فيسب ذلك القائل او الفاعل مع العلم بانه نبي وان لم يعلم من هو أو يسب نوع الانبياء على الاطلاق فالحكم في هذا كما تقدم لان الايمان بهم واجب عموما وواجب الايمان خصوصا بمن قصه الله علينا في كتابه وسبهم كفر وردة ان كان من مسلم ومحاربة ان كان من ذمي

    1. وقد تقدم في الادلة الماضية ما يدل على ذلك بعمومه لفظا او معنى وما اعلم احدا فرق بينهما وان كان أكثر كلام الفقهاء انما فيه ذكر من سب نبيا فانما ذلك لمسيس الحاجة اليه وانه وجب التصديق له والطاعة له جملة وتفضيلا ولا ريب ان جرم سابه أعظم من جرم ساب غيره كما ان حرمته أعظم من حرمة غيره وان شاركه سائر اخوانه من النبيين والمرسلين في ان سابهم كافر محارب حلال الدم # فاما ان سب نبيا غير معتقد لنبوته فانه يستتاب من ذلك اذا كان ممن علمت نبوته بالكتاب والسنة لان هذا جحد لنبوته ان كان ممن يجهل انه نبي واما ان كان ممن لايجهل انه نبي فانه سب محض ولا يقبل قوله اني لم اعلم انه نبي

    فصل # فاما من سب ازواج النبي فقال القاضي أبو يعلى من قذف عائشة بما براها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الاجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الائمة بهذا الحكم # فروي عن مالك من سب أبا بكر جلد ومن سب عائشة قتل قيل له لم قال من رماها فقد خالف القران ولان الله تعالى قال ^ يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا كنتم مؤمنين ^ # وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري سمعت القاسم بن محمد
    يقول لاسماعيل بن اسحاق اتى المأمون بالرقة برجلين شتم احدهما فاطمة والاخر عائشة فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الاخر فقال إسماعيل ما حكمهما الا ان يقتلا لان الذي شتم عائشة رد القران وعلى هذا مضت سيرة اهل الفقه والعلم من اهل البيت وغيرهم

    1. قال أبو السائب القاضي كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه في كل سنة بعشرين الف دينار إلى مدينة السلام يفرق على سائر ولد الصحابة وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة فقال يا غلام اضرب عنقه فقال له العلويون هذا رجل من شيعتنا فقال معاذ الله هذا رجل طعن على النبي قال الله تعالى ^ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات

    والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ^ فان كانت عائشة خبيثة فالنبي خبيث فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وانا حاضر رواه اللالكائي # وروي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد انه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام اليه بعمود فضرب به دماغه فقتله فقيل له هذا من شيعتنا ومن يتولانا فقال هذا سمى جدي قرنان
    ومن مسمي جدي قرنان استحق القتل فقتله # واما من سب غير عائشة من ازواجه ففيه قولان # احدهما انه كساب غيرهن من الصحابة على ما سيأتي # والثاني وهو الاصح ان من قذف واحدة من امهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها وقد تقدم معنى ذلك عن ابن عباس وذلك لان هذا فيه عار وغضاضة على رسول الله واذى له أعظم من اذاه بنكاحهن بعده وقد تقدم التنبيه على ذلك فيما مضى عند الكلام على قوله ^ ان الذين يؤذون الله ورسوله ^ الاية والامر فيه ظاهر
    فصل # فاما من سب احدا من اصحاب رسول الله من اهل بيته وغيرهم فقد اطلق الإمام احمد انه يضرب ضربا نكالا وتوقف عن كفره وقتله # قال أبو طالب سألت احمد عمن شتم اصحاب النبي قال القتل اجبن عنه ولكن اضربه ضربا نكالا # وقال عبد الله سألت أبي عمن شتم رجلا من اصحاب النبي قال ارى ان يضرب قلت له حد فلم يقف على الحد الا انه قال يضرب وقال ما اراه على الإسلام # وقال سالت أبي من الرافضة فقال الذين يشتمون
    او يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما # وقال في الرسالة التي رواها أبو العباس احمد بن يعقوب الاصطخري وغيره وخير الامة بعد النبي أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم اصحاب رسول الله بعد هؤلاء الاربعة خير الناس لا يجوز لاحد ان يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب
    على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له ان يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وان ثبت اعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت او يراجع # وحكى الإمام احمد هذا عمن ادركه من اهل العلم وحكاه الكرماني عنه وعن اسحاق والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم # وقال الميموني سمعت احمد يقول ما لهم ولمعاوية نسأل الله
    العافية وقال لي يا أبا الحسن اذا رأيت احدا يذكر اصحاب رسول الله بسوء فاتهمه على الإسلام # فقد نص رضي الله عنه على جواب تعزيره واستتابة حتى يرجع بالجلد وان لم ينته حبس حتى يموت او يراجع وقال ما اراه على الإسلام واتهمه على الإسلام وقال اجبن عن قتله # وقال اسحاق بن راهويه من شتم اصحاب النبي يعاقب ويحبس # وهذا قول كثير اصحابنا منهم ابن أبي موسى قال ومن سب السلف من الروافض فليس بكفؤ ولا يزوج ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة الا ان يتوب ويظهر توبته وهذا في الجملة قول عمر بن
    عبد العزيز وعاصم الاحول وغيرهما من التابعين # قال الحارث بن عتبة ان عمر بن عبد العزيز اتى برجل سب عثمان فقال ما حملك على ان سببته قال ابغضه قال وان ابغضت رجلا سببته قال فامر به فجلد ثلاثين سوطا # وقال إبراهيم بن ميسرة ما رايت عمر بن عبد العزيز ضرب انسانا قط الا انسانا شتم معاوية فضربه اسواطا رواهما اللالكائي

    1. وقد تقدم انه كتب في رجل سبه لا يقتل الا من سب النبي ولكن اجلده فوق راسه اسواطا ولولا اني رجوت ان ذلك خير له لم افعل # وروى الإمام احمد حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم الاحول قال اتيت برجل قد سب عثمان قال فضربته عشرة اسواط قال ثم عاد لما قال فضربته عشرة اخرى قال فلم يزل يسبه حتى ضربته سبعين سوطا # وهذا هو المشهور من مذهب مالك قال مالك من شتم النبي قتل ومن شتم اصحابه ادب # وقال عبد الملك بن حبيب من غلا من الشيعة إلى بغض

    عثمان والبراءة منه ادب ادبا شديدا ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه اشد ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت ولا يبلغ به القتل الا في سب النبي # وقال ابن المنذر لا اعلم احدا يوجب قتل من سب من بعد النبي # وقال القاضي أبو يعلى الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة ان كان مستحلا لذلك كفر وان لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر سواء كفرهم او طعن في دينهم مع إسلامهم # وقد قطع طائفة من الفقهاء من اهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة قال محمد بن يوسف الفريابي وسئل عمن
    شتم أبا بكر قال كافر قيل فيصلى عليه قال لا وسأله كيف يصنع به وهو يقول لا اله الا الله قال لا تمسوه بايديكم ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته # وقال احمد بن يونس لو ان يهوديا ذبح شاة وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ولم اكل ذبيحة الرافضي لانه مرتد عن الإسلام # وكذلك قال أبو بكر بن هانيء لا تؤكل ذبيحة الروافض
    والقدرية كما لا تؤكل ذبيحة المرتد مع انه تؤكل ذبيحة الكتابي لان هؤلاء يقامون مقام المرتد واهل الذمة يقرون على دينهم وتؤخذ منهم الجزية # وكذلك قال عبد الله بن ادريس من اعيان ائمة الكوفة ليس لرافضي شفعه لانه لا شفعة الا لمسلم # وقال فضيل بن مرزوق سمعت الحسن بن الحسن يقول
    لرجل من الرافضة والله ان قتلك لقربة إلى الله وما امتنع من ذلك الا بالجوار وفي رواية قال رحمك الله قد عرفت انما تقول هذا تمزح قال لا والله ما هو بالمزح ولكنه الجد قال وسمعته يقول لئن امكننا الله منكم لنقطعن ايديكم وارجلكم # وصرح جماعات من اصحابنا بكفر الخوارج المعتقدين البراءة من علي وعثمان وبكفر الرافضة المعتقدين لسب جميع الصحابة الذين كفروا الصحابة وفسقوهم وسبوهم # وقال أبو بكر عبد العزيز في المقنع واما الرافضي فان كان
    يسب فقد كفر فلا يزوج # ولفض بعضهم وهو الذي نصره القاضي أبو يعلى انه ان سبهم سبا يقدح في دينهم او عدالتهم كفر بذلك وان كان سبا لا يقدح مثل ان يسب أبا احدهم او يسبه سبا يقصد به غيظه ونحو ذلك لم يكفر # قال احمد في رواية أبي طالب في الرجل يشتم عثمان هذه زندقة وقال في رواية المروذي من شتم أبا بكر وعمر وعائشة ما اراه على الإسلام وقال في رواية حنبل من شتم رجلا من اصحاب النبي ما اراه على الإسلام # قال القاضي أبو يعلى فقد اطلق القول فيه انه يكفر بسبه لاحد من
    الصحابة وتوقف في رواية عبد الله وابي طالب عن قتله وكمال الحد وايجاب التعزير يقتضي انه لم يحكم بكفره # قال فيحتمل ان يحمل قوله ما اراه على الإسلام اذا استحل سبهم بانه يكفر بلا خلاف ويحمل اسقاط القتل على من لم يستحل ذلك بل فعله مع اعتقاده لتحريمه كمن ياتي المعاصي قال ويحتمل ان يحمل قوله ما اراه على الإسلام على سب يطعن في عدالتهم نحو قوله ظلموا وفسقوا بعد النبي واخذوا الامر بغير حق ويحمل قوله في اسقاط القتل على سب لا يطعن في دينهم نحو قوله كان فيهم قلة علم وقلة معرفة بالسياسة والشجاعة وكان فيهم شح ومحبة للدنيا ونحو ذلك قال ويحتمل ان يحمل كلامه على ظاهره فتكون في سابهم روايتان احداهما يكفر والثانية يفسق وعلى هذا استقر قول القاضي وغيره حكوا في تكفيرهم روايتين # قال القاضي ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف # ونحن نرتب الكلام في فصلين احدهما في حكم سبهم مطلقا والثاني في تفصيل احكام السب

    1. اما الاول فسب اصحاب رسول الله حرام بالكتاب والسنة # اما الاول فلأن الله سبحانه يقول ^ ولا يغتب بعضكم بعضا ^ وادنى احوال الساب لهم ان يكون مغتابا و ^ ويل لكل همزة لمزة ^ والطاعن عليهم همزة لمزة وقال ^ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ^ وهم صدور المؤمنين فانهم هم المواجهون بالخطاب في قوله تعالى ^ يا ايها الذين امنوا ^ حيث ذكرت ولم يكتسبوا ما يوجب اذاهم لان الله سبحانه رضي عنهم رضى مطلقا بقوله تعالى ^ والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبوعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ^ فرضي عن السابقين من غير اشتراط احسان ولم يرض عن التابعين الا ان يتبعوهم باحسان و ^ لقد رضي الله عن المؤمنين اذا يبايعونك تحت الشجرة ^ والرضى من الله صفة

    قديمة فلا يرضى الا عن عبد علم انه يوافقه على موجبات الرضى ومن رضى الله عنه لم يسخط عليه ابدا وقوله تعالى ^ اذ يبايعونك ^ سواء كانت ظرفا محضا او ظرفا فيها معنى التعليل فان ذلك ظرف لتعلق الرضى بهم فانه يسمى رضى ايضا كما في تعلق العلم والمشيئة والقدرة وغير ذلك من صفات الله سبحانه وقيل بل الظرف يتعلق بنفس الرضى وانه يرضى عن المؤمن بعد ان يطعيه ويسخط عن الكافر بعد ان يعصيه ويحب من اتبع الرسول بعد اتباعه له وكذلك امثال هذا وهذا قول جمهور السلف واهل الحديث وكثير من اهل الكلام وهو الاظهر وعلى هذا فقد بين في مواضع اخر ان هؤلاء الذين رضي الله
    عنهم هم من اهل الثواب في الاخرة يموتون على الايمان الذي به يستحقون ذلك كما في قوله تعالى ^ والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم ^ # وقد ثبت في الصحيح عن النبي انه قال لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة # وايضا فكل من اخبر الله أنه رضي عنه فانه من اهل الجنة وان كان رضاه عنه بعد ايمانه وعمله الصالح فانه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح عليه فلو علم انه يتعقب ذلك ما يسخط الرب لم يكن من اهل ذلك # وهذا كما في قوله تعالى ^ يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ^
    ولانه سبحانه وتعالى قال ^ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم ^ وقال سبحانه وتعالى ^ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ^ و ^ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ^ الاية و ^ كنتم خير امة اخرجت للناس ^ ^ وكذلك جعلناكم امة وسطا ^ وهو أول من وجه بهذا الخطاب فهم مرادون بلا ريب وقال سبحانه وتعالى ^ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رءوف رحيم ^ فجعل سبحانه ما افاء الله على رسوله من اهل القرى للمهاجرين والانصار والذين جاءوا من بعدهم مستغفرين للسابقين وداعين الله ان لايجعل في قلوبهم غلا لهم فعلم ان الاستغفار لهم وطهارة القلب من الغل لهم امر يحبه الله ويرضاه ويثني على فاعله كما انه قد امر
    بذلك رسوله في قوله تعالى ^ فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ^ و ^ فاعف عنهم واستغفر لهم ^ ومحبة الشيء كراهة لضده فيكون الله سبحانه وتعالى يكره السب لهم الذي هو ضد الاستغفار والبغض لهم الذي هو ضد الطهارة وهذا معنى قوله عائشة رضي الله عنها امروا بالاستغفار لاصحاب محمد فسبوهم رواه مسلم # وعن مجاهد عن ابن عباس قال لا تسبوا اصحاب محمد فان
    الله قد امرنا بالاستغفار لهم وقد علم انهم سيقتتلون رواه الإمام احمد # وعن سعد بن أبي وقاص قال الناس على ثلاث منازل فمضت منزلتان وبقيت واحدة فأحسن ما انتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت قال ثم قرأ ^ للفقراء المهاجرين ^ إلى قوله ^ ورضوانا ^ فهؤلاء المهاجرون وهذه منزلة قد مضت ^ والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ^ إلى قوله ^ ولو كان بهم خصاصة ^ قال هؤلاء الأنصار وهذه منزلة قد مضت ثم قرا ^ والذين جاءوا من بعدهم ^ إلى قوله ^ رحيم ^ قد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة فاحسن ما انتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت يقول ان تستغفروا لهم ولان من
    حاز سبه لعينه او لعنته لم يجز الاستغفار له كما لا يجوز الاستغفار للمشركين لقوله تعالى ^ ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم ^ وكما لا يجوز ان يستغفرلجنس العاصين مسمين باسم المعصية لان ذلك لا سبيل اليه ولانه شرع لنا ان نسأل الله ان لايجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا والسب باللسان أعظم من الغل الذي لاسب معه ولو كان الغل عليهم والسب لهم جائزا لم يشرع لنا ان نسأله ترك مالا يضر فعله ولانه وصف مستحقي الفيء بهذه الصفة كما وصف السابقين بالهجرة والنصرة فعلم ان ذلك صفة لهم وشرط فيهم ولو كان السب جائزا لم يشترط في استحقاق الفيء ترك امر جائز كما لايشترط ترك سائر المباحات بل لو لم يكن الاستغفار لهم واجبا لم يكن شرطا في استحقاق الفيء لان استحقاق الفيىء لا يشترط فيه
    ما ليس بواجب بل هذا دليل على ان الاستغفار لهم داخل في عقد الدين واصله # واما السنة ففي الصحيحين عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل أحد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولانصيفه




    لما تماسكت الدموعُ وتنبه القلبُ الصديعُ
    قالوا الخضوع سياسةٌ فليبدُ منك لهم خضوعُ

    وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيعُ
    إن يسلبِ القومُ العدا ملكي، وتسلمني الجموعُ
    فالقلب بين ضلوعِهِ لم تسلمِ القلبَ الضلوعُ
    لم أُستلبْ شرف الطباعِ! أيسلب الشرف الرفيعُ

    قد رمتُ يوم نزالهمْ ألا تحصنني الدروعُ
    وبرزتُ ليس سوى القميصِ على الحشا شيءٌ دفوعُ

    وبذلت نفسي كي تسيلَ إذا يسيلُ بها النجيعُ
    أجلي تأخر لم يكنْ بهواي ذلي والخضوعُ

    ما سرت قطّ إلى القتالِ وكان من أملي الرجوعُ
    شيم الأولى، أنا منهمُ والأصلُ تتبعه الفروع

  2. #42
    سرايا الملتقى
    د/احمد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3030
    تاريخ التسجيل : 6 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 4,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 32
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    1. وفي رواية لمسلم واستشهد بها البخاري قال كان بين خالد ابن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله لا تسبوا اصحابي فان احدكم لو انفق مثل أحد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيفه # وفي رواية للبرقاني في صحيحه لا تسبوا اصحابي دعوا لي

    اصحابي فان احدكم لو انفق كل يوم مثل أحد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيفه # والاصحاب جمع صاحب والصاحب اسم فاعل من صحبه يصحبه وذلك يقع على قليل الصحابة وكثيرها لانه يقال صحبته ساعة وصحبته شهرا وصحبته سنة قال الله تعالى ^ والصاحب بالجنب ^ قد قيل هو الرفيق في السفر وقيل هو الزوجة ومعلوم ان صحبة الرفيق وصحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها وقد اوصى الله به احسانا ما دام صاحبا وفي الحديث عن النبي خير الاصحاب عنه الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند
    الله خيرهم لجاره وقد دخل في ذلك قليل الصحبة وكثيرها وقليل الجوار وكثيره وكذلك قال الإمام احمد وغيره كل من صحب النبي سنة او شهرا او يوما او راه مؤمنا به فهو من اصحابه له من الصحبة بقدر ذلك # فان قيل فلم نهى خالد عن ان يسب اصحابه اذا كان من اصحابه ايضا وقال لو ان احدكم انفق مثل أحد ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه # قلنا لان عبد الرحمن بن عوف ونظراءه هم من السابقين الاولين الذين صحبوه في وقت كان خالد وامثاله يعادونه فيه وانفقوا اموالهم قبل الفتح وقاتلوا وهو أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد الفتح
    وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد فنهى خالدا ونظراءه ممن اسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل ان يسب اولئك الذين صحبوه قبله ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه كنسية خالد إلى السابقين وابعد # وقوله لاتسبوا اصحابي خطاب لكل أحد ان يسب من انفرد عنه بصحبته وهذا كقوله في حديث اخر ايها الناس اني اتيتكم فقلت اني رسول الله اليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت فهل انتم تاركوا لي صاحبي فهل انتم تاركوا لي صاحبي او كما قال بابي هو وامي قال ذلك لما
    غامر بعض الصحابة أبا بكر وذاك الرجل من فضلاء اصحابه ولكن امتاز أبو بكر بصحبة انفرد بها عنها # وعن محمد بن طلحة المدني عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن ابيه عن جده قال قال رسول الله ان الله اختارني واختار لي اصحابا جعل لي منهم وزراء وانصارا واصهارا فمن سبه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين
    لايقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وهذا محفوظ بهذا الاسناد # وقد روى ابن ماجة بهذا الاسناد حديثا وقال أبو حاتم في محمد هذا محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به على انفراده
    ومعنى هذا الكلام انه يصلح للاعتبار بحديثه والاستشهاد به فاذا عضده اخر مثله جاز ان يحتج به ولا يحتج به على انفراده # وعن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي من احبهم فقد احبني ومن ابغضهم فقد ابغضني ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله ومن اذى الله فيوشك ان يأخذه رواه الترمذي وغيره
    من حديث عبيدة ابن أبي رائطة عن عبد الرحمن بن زياد عنه وقال الترمذي غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه # وروي هذا المعنى من حديث انس أيضا ولفظه من سب اصحابي فقد سبني ومن سبني فقد سب الله رواه ابن البناء وعن عطاء بن أبي رباح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من سب أصحابي
    رواه أبو احمد الزبيري حدثنا محمد بن خالد عنه وقد روي عنه عن ابن عمر مرفوعا من وجهه اخر رواهما اللالكائي # وقال علي بن عاصم انبأ أبو قحذم حدثني أبو قلابة عن
    ابن مسعود قال قال رسول الله اذا ذكر القدر فاسمكوا واذا ذكر اصحابي فامسكوا رواه اللالكائي # ولما جاء فيه من الوعيد قال إبراهيم النخعي كان يقال شتم أبي بكر وعمر من الكبائر وكذلك قال أبو اسحاق السبيعي
    شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال الله تعالى ^ ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ^ واذا كان شتمهم بهذه المثابة فاقل ما فيه التعزير لانه مشروع في كل معصية ليس فيها حدا ولا كفارة وقد قال انصر اخاك ظالما او مظلوما وهذا مما لا نعلم فيه خلافا بين اهل الفقه والعلم من اصحاب النبي والتابعين لهم باحسان وسائر اهل السنة والجماعة فانهم مجمعون على ان الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم والترضي عنهم واعتقاد محبتهم وموالاتهم وعقوبة من اساء فيهم القول # ثم من قال لا اقتل بشتم غير النبي فانه يستدل بقصة أبي بكر المتقدمة وهو ان رجلا اغلظ له وفي روايه شتمه فقال له أبو برزة اقتله فانتهره وقال ليس هذا لاحد بعد النبي وبانه كتب إلى المهاجر بن أبي امية ان حد الانبياء ليس يشبه الحدود كما
    تقدم ولان الله تعالى ميز بين مؤذي الله ورسوله ومؤذي المؤمنين فجعل الاول ملعونا في الدنيا والاخرة وقال في الثاني ^ فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ^ ومطلق البهتان والاثم ليس بموجب للقتل وانما هو موجب للعقوبة في الجملة فتكون عليه عقوبة مطلقة ولا يلزم من العقوبة جواز القتل ولان النبي قال لا يحل دم امرىء مسلم يشهد ان لا اله الا الله الا بإحدى ثلاث كفر بعد ايمان او زنى بعد احصان او رجل قتل نفسا فيقتل بها ومطلق السب لغير الانبياء لا يستلزم الكفر لان بعض من كان على عهد النبي كان ربما سب بعضهم بعضا ولم يكفر احدا بذلك ولان اشخاص الصحابة لا يجب الايمان بهم باعيانهم فسب الواحد لا يقدح في الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر # واما من قال يقتل الساب او قال يكفر فلهم دلالات احتجوا بها # منها قوله تعالى ^ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ^ إلى قوله تعالى ^ ليغيظ بهم الكفار ^ فلابد ان يغيظ بهم الكفار واذا كان الكفار يغاظون بهم فمن غيظ

    1. بهم فقد شارك الكفار فيما اذلهم الله به واخزاهم وكبتهم على كفرهم ولا يشارك الكفار في غيظهم الذين كبتوا به جزاء لكفرهم الا كافر لان المؤمن لا يكبت جزاء للكفر # يوضح ذلك ان قوله تعالى ^ ليغيظ بهم الكفار ^ تعليق للحكم بوصف مشتق مناسب لان الكفر مناسب لان يغاظ صاحبه فاذا كان هو الموجب لان يغيظ الله صاحبه باصحاب محمد فمن غاظه الله باصحاب محمد فقد وجد في حقه موجب ذاك وهو الكفر # قال عبد الله ابن ادريس الاودي الإمام ما امن ان يكونوا قد ضارعوا الكفار يعني الرافضة لان الله تعالى يقول ^ ليغيظ بهم الكفار ^ وهذا معنى قول الإمام احمد ما اراه على الإسلام # ومن ذلك ما روى عن النبي انه قال من ابغضهم فقد

    ابغضني ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله وقال فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا واذى الله ورسوله كفر موجب للقتل كما تقدم وبهذا يظهر الفرق بين اذاهم قبل استقرار الصحبة واذى سائر المسلمين وبين اذاهم بعد صحبتهم له فانه على عهده قد كان الرجل ممن يظهر الإسلام يمكن ان يكون منافقا ويمكن ان يرتد فأما اذا مات مقيما على صحبه النبي وهو غير مزنون بنفاق فاذاه اذى مصحوبه قال عبد الله بن مسعود اعتبروا الناس باخدانهم وقالوا % عن المرء لا تسال وسل عن قرينه % فكل قرين بالمقارن يقتدي %

    1. وقال مالك رضي الله عنه انما هؤلاء قوم ارادوا القدح في النبي فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في اصحابه حتى يقال رجل

    سوء كان له اصحاب سوء ولو كان رجلا صالحا كان اصحابه صالحين او كما قال وذلك انه ما منهم رجل الا كان ينصر الله ورسوله ويذب عن رسول الله بنفسه وماله ويعينه على اظهار دين الله واعلاء كلمة الله وتبليغ رسالات الله وقت الحاجة وهو حينئذ لم يستقر امره ولم تنتشر دعوته ولم تطمئن قلوب أكثر الناس بدينه ومعلوم ان رجلا لو عمل به بعض الناس نحو هذا ثم اذاه احدا لغضب له صاحبه وعد ذلك اذى له والى هذا اشار ابن عمر قال نسير بن ذعلوق سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول لا تسبوا اصحاب محمد فان مقام احدهم خير من عملكم كله رواه اللالكائي
    وكانه اخذه من قول النبي لو انفق احدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد احدهم او نصيفه وهذا تفاوت عظيم جدا # ومن ذلك ما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الامي الي انه لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الامنافق رواه مسلم # ومن ذلك ما خرجاه في الصحيحين عن انس ان النبي قال اية الايمان حب الأنصار واية النفاق بغض الأنصار وفي
    لفظ قال في الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق # وفي الصحيحين ايضا عن البراء بن عازب عن النبي انه قال في الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله # وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال لا يبغض الأنصار رجل امن بالله واليوم الاخر

    1. وروى مسلم ايضا عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي قال لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الاخر # فمن سبهم فقد زاد على بغضهم فيجب ان يكون منافقا لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر وانما خص الأنصار والله اعلم لانهم هم الذين تبؤوا الدار والايمان من قبل المهاجرين واووا رسول الله ونصروه ومنعوه وبذلوا في اقامة الدين النفوس والاموال وعادوا الاحمر والاسود من اجله واووا المهاجرين وواسوهم في الاموال وكان المهاجرون اذ ذاك قليلا غرباء فقراء مستضعفين ومن عرف السيرة وايام رسول الله وما قاموا به من الامر ثم كان مؤمنا يحب الله ورسوله لم يملك ان لا يحبهم كما ان المنافق لا يملك ان لا يبغضهم واراد بذلك والله اعلم ان يعرف الناس قدر الأنصار لعلمه بان الناس يكثرون والانصار يقلون وان الامر سيكون في المهاجرين فمن شارك الأنصار في نصر الله ورسوله بما امكنه فهو شريكهم في الحقيقة كما

    ^ يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله ^ فبغض من نصر الله ورسوله من اصحابه نفاق # ومن هذا رواه طلحة بن مصرف قال كان يقال بغض بني هاشم نفاق وبغض أبي بكر وعمر نفاق والشاك في أبي بكر كالشاك في السنة # ومن ذلك ما راوه كثير النواء عن إبراهيم بن الحسن بن
    الحسن بن علي بن أبي طالب عن ابيه عن جده قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله يظهر في امتي في اخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام هكذا راوه عبد الله ابن احمد في مسند ابيه # وفي السنة من وجوه صحيحة عن يحيى بن عقيل حدثنا كثير ورواه ايضا من حديث أبي شهاب عبد ربه بن نافع الخياط
    عن كثير النواء عن إبراهيم بن الحسن عن ابيه عن جده يرفعه قال يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الإسلام وكثيرالنواء يضعفونه # وروى أبو يحيى الحماني عن أبي جناب الكلبي عن أبي سليمان الهمداني او النخعي عن عمه عن علي قال قال لي النبي يا علي انت وشيعتك في الجنة وان قوما لهم نبز يقال لهم الرافضة ان ادركتهم فاقتلهم فانهم مشركون قال علي ينتحلون حبنا اهل البيت وليسوا كذلك واية ذلك انه يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
    ورواه عبد الله بن احمد حدثني محمد بن إسماعيل الاحمسي حدثنا أبو يحيى # ورواه أبو بكر الاثرم في سننه حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا فضيل بن مرزوق عن أبي جناب عن أبي سليمان الهمداني عن رجل من قومه قال قال علي قال رسول الله الا ادلك على عمل اذا عملته كنت من اهل الجنة وانك من اهل الجنة انه سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فان ادركتموهم فاقتلوهم فانهم مشركون قال وقال علي رضي الله عنه سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة اية ذلك انهم يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما

    1. ورواه أبو القاسم البغوي حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا محمد بن خازم عن أبي جناب الكلبي عن أبي سليمان الهمداني عن علي رضي الله عنه قال يخرج في اخر الزمان قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة يعرفون به وينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا واية ذلك انهم يشتمون أبا بكر وعمر اينما ادركتموهم فاقتلوهم فانهم مشركون


    1. وقال سويد حدثنا مرون بن معاوية عن حماد بن كيسان عن ابيه وكانت اخته سرية لعلي رضي الله عنه قال سمعت عليا يقول يكون في اخر الزمان قوم لهم نبز يسمون الرافضة يرفضون الإسلام فاقتلوهم فانهم مشركون فهذا الموقوف على علي رضي الله عنه شاهد في المعنى لذلك المرفوع # وروي هذا المعنى مرفوعا من حديث أم سلمة وفي اسناده سوار ابن مصعب وهو متروك


    1. وروي ابن بطة باسناده عن انس قال قال رسول الله ان الله اختارني واختار لي اصحابي فجعلهم انصاري وجعلهم اصهاري وانه سيجيء في اخر الزمان قوم ينتقصونهم الا فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم الا فلا تناكحوهم الا فلا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم عليهم حلة اللعنة وفي هذا الحديث نظر # وروى ما هو اغرب من هذا واضعف رواه ابن البناء عن أبي هريرة قال قال رسول الله لا تسبوا اصحابي فان كفارتهم القتل # وايضا فان هذا ماثور عن اصحاب النبي فروى أبو الاحوص

    عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم قال بلغ علي بن أبي طالب ان عبد الله بن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر فهم بقتله فقيل له تقتل رجلا يدعو إلى حبكم اهل البيت فقال لايساكنني في دار ابدا # وفي رواية عن شباك قال بلغ عليا ان ابن السوداء انتقص أبا بكر وعمر قال فدعاه ودعا بالسيف او قال فهم بقتله فكلم فيه فقال لا يساكنني ببلد انا فيه فنفاه إلى المدائن وهذا
    محفوظ عن أبي الاحوص وقد رواه النجاد وابن بطه واللالكائي وغيرهم ومراسيل إبراهيم جياد لا يظهر علي رضي الله عنه انه يريد قتل رجل الا وقتله حلال عنده ويشبه والله اعلم ان يكون انما تركه خوف الفتنه بقتله كما كان النبي يمسك عن قتل بعض المنافقين فان الناس تشتتت قلوبهم عقب فتنة عثمان رضي الله عنه وصار في عسكره من اهل الفتنة اقوام لهم عشائر لو اراد الانتصار منهم لغضبت لهم عشائرهم وبسبب هذا وشبهه كانت فتنة الجمل # وعن سلمه بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي قال قلت لابي ياابت لو كنت سمعت رجلا يسب عمر بن الخطاب ماكنت تصنع به قال كنت اضرب عنقه هكذا رواه الاعمش عنه # ورواه الثوري عنه ولفظه قلت لابي يا ابت لو اتيت برجل يشهد على عمر ابن الخطاب بالكفر اكنت تضرب عنقه قال نعم رواهما الإمام احمد وغيره

    1. ورواه ابن عيينه عن خلف بن حوشب عن سعيد بن عبد الرحمن ابن ابزي قال قلت لابي لو اتيت برجل يسب أبا بكر ماكنت صانعا قال اضرب عنقه قلت فعمر قال اضرب عنقه وعبد الرحمن ابن ابزي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ادركه وصلى خلفه واقره عمر رضي الله عنه عاملا على مكة وقال هو ممن رفعه الله بالقران بعد ان قيل له انه عالم بالفرائض قاريء لكتاب الله واستعمله على رضي ا لله عنه على خراسان


    1. وروى قيس ابن الربيع عن وائل عن البهي قال وقع بين عبيد الله بن عمر وبين المقداد كلام فشتم عبيد الله المقداد فقال عمر علي بالحداد اقطع لسانه لايجتريء أحد بعده بشتم أحد من اصحاب النبي وفي رواية فهم عمر بقطع لسانه فكلمه فيه اصحاب محمد فقال ذروني اقطع لسان ابني حتى لا يجتريء أحد بعده

    يسب احدا من اصحاب محمد رواه حنبل وابن بطة واللالكائي وغيرهم ولعل عمر انما كف عنه لما شفع فيه اصحاب الحق وهم اصحاب النبي ولعل المقداد كان فيهم # وعن عمر بن الخطاب انه اتى باعرابي يهجو الأنصار فقال لولا ان له صحبة لكفيتكموه رواه أبو ذر الهروي # ويؤيد ذلك ما روى الحكم بن جحل قال سمعت عليا يقول
    لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما الا جلدته جلد المفتري # وعن علقمة بن قيس قال خطبنا علي رضي الله عنه فقال انه بلغني ان قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولوكنت تقدمت في هذا لعاقبت فيه ولكني اكره العقوبة قبل التقدم ومن قال شيئا من ذلك فهو مفتر عليه ما على المفتري خير الناس كان بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر رواهما عبد الله بن احمد
    وروى ذلك ابن بطة اللالكائي من حديث سويد بن غفلة عن علي في خطبة طويلة خطبها # وروى الإمام احمد باسناد صحيح عن ابن أبي ليلى قال تداروا في أبي بكر وعمر فقال رجل من عطارد عمر أفضل من أبي بكر فقال الجارود بل أبو بكر أفضل منه قال فبلغ ذلك عمر
    قال فجعل يضربه ضربا بالدرة حتى شغر برجليه ثم اقبل إلى الجارود فقال اليك عني ثم قال عمر أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله في كذا وكذا ثم قال عمر من قال غير هذا اقمنا عليه ما نقيم على المفتري # فاذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري لمن يفضل عليا على أبي بكر وعمر او من يفضل عمر على أبي بكر مع ان مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب علم ان عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير
    فصل # في تفاصيل القول فيهم # اما من اقترن بسبه دعوى ان عليا اله او انه كان هو النبي وانما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره بل لاشك في كفر من توقف في تكفيره # وكذلك من زعم منهم ان القران نقص منه ايات وكتمت او
    زعم ان له تأويلات باطنة تسقط الاعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم
    التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم # واما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل او الجبن او قلة العلم او عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التاديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء # واما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الامر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد # واما من جاوز ذلك إلى ان زعم انهم ارتدوا بعد رسول الله الا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا او انهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب ايضا في كفره فانه مكذب لما نصه القران في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره
    متعين فان مضمون هذه المقالة ان نقلة الكتاب والسنة كفار او فساق وان هذه الامة التي هي ^ كنتم خير امة اخرجت للناس ^ وخيرها هو القرن الاول كان عامتهم كفارا او فساقا ومضمونها ان هذه الامة شر الامم وان سابقي هذه الامة هم شرارها وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيء من هذه الاقوال فانه يتبين انه زنديق وعامة الزنادقة انما يستترون بمذهبهم وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بان وجوههم
    تمسخ خنازير في المحيا والممات وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الا صحاب وما جاء فيه من الاثم والعقاب




    لما تماسكت الدموعُ وتنبه القلبُ الصديعُ
    قالوا الخضوع سياسةٌ فليبدُ منك لهم خضوعُ

    وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيعُ
    إن يسلبِ القومُ العدا ملكي، وتسلمني الجموعُ
    فالقلب بين ضلوعِهِ لم تسلمِ القلبَ الضلوعُ
    لم أُستلبْ شرف الطباعِ! أيسلب الشرف الرفيعُ

    قد رمتُ يوم نزالهمْ ألا تحصنني الدروعُ
    وبرزتُ ليس سوى القميصِ على الحشا شيءٌ دفوعُ

    وبذلت نفسي كي تسيلَ إذا يسيلُ بها النجيعُ
    أجلي تأخر لم يكنْ بهواي ذلي والخضوعُ

    ما سرت قطّ إلى القتالِ وكان من أملي الرجوعُ
    شيم الأولى، أنا منهمُ والأصلُ تتبعه الفروع

  3. #43
    سرايا الملتقى
    د/احمد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3030
    تاريخ التسجيل : 6 - 12 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 4,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 32
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    1. وبالجملة فمن اصناف السابة من لاريب في كفره ومنهم من لايحكم بكفره ومنهم من يرتدد فيه وليس هذا موضع الاستقصاء في ذلك وانما ذكرنا هذه المسائل لانها في تمام الكلام في المسألة التي قصدنا لها # فهذا ما تيسر من الكلام في هذا الباب ذكرنا ما يسره الله واقتضاه الوقت والله سبحانه يجعله لوجهه خالصا وينفع به ويستعملنا فيما يرضاه منم القول والعمل # والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما إلى يوم الدين

    الخاتمة # خاتمة الدراسة والتحقيق # لقد وصلنا من خلال تحقيقنا ودراستنا لهذا الكتاب القيم الصارم المسلول على شاتم الرسول إلى نتائج عديدة واقترحات مفيدة تتلخص فيما يلي #1 لقد ظهر في هذا الزمان امور هي من قواسم الظهور من لعن الدين وسب رسول رب العالمين والمجاهرة بذلك على رؤوس الملأ اجمعين بلا رادع ولا وازع من خلق او دين وما ذلك الا لاسباب منها الجهل المزري الذي وقع فيه كثير من الناس في معرفة حكم ساب النبي وحده الشرعي ومنها عدم تنفيذ الحدود على الشاتمين والمرتدين حتى ظهر اولئك الزنادقة الذين جاهروا بالاستهزاء والسب على مرأى ومسمع من الناس اجمعين #2 نظرا لجهل الكثير من المنتسبين إلى الإسلام بهذا الحكم والحد الشرعي فاننا نقترح ان تقوم الجهات المسؤولة بجعل هذا الكتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول كمرجع في المرحلة الجامعية او يلخص ويكون ضمن المناهج في احدى المراحل الدراسية لكي يدرك الطلاب هذا الامر ادراكا صحيحا وينتشر بين الناس معرفة حكم الساب وحده الشرعي #3 حيث ان هذا الموضوع مهم جدا واهميته لا تخفى على ذي مسكة في
    عقله في مشارق الارض ومغاربها فيا حبذا لو يترجم هذا الكتاب وغيره من كتب شيخ الإسلام القيمة إلى اللغات الاخرى ليعم النفع بها باذن الله تعالى فما احوج الناس اليوم إلى ادراك حقيقة هذا الامر الخطير #4 لقد اصبح تحقيق النصوص القديمة علما ذا قواعد واصول وان كتب سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى في حاجة الي تجديد احيائها وتحقيق مخطوطاتها بل وان المطبوعات منها في حاجة إلى تحقيق ايضا تحقيقا علميا ونشرها بطريقة تناسب هذا العصر واننا نتمنى من الله تعالى ان يوفق الباحثين والدارسين في اعادة طبع وتحقيق جميع الكتب والرسائل التي لم تحقق تحقيقا علميا حسب القواعد والاصول المعروفة في علم التحقيق وذلك حتى تظهر كتب تراثنا الإسلامية سليمة من التصحيف والتحريف والاخطاء وغيرها #5 ان يناط تحقيق كتب سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى بمن عرف عنه محبته لهم وسيره على منهاج النبوة وان لا توضع في ايدي غيرهم لكي لا يظهر التحقيق وفيه من الانهزامية والتهجم على ائمتنا رحمهم الله تعالى وتجريحهم بما لايليق ولا يحق كما وقع في تحقيق كتاب احكام اهل الذمة للإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى الذي حققه د صبحي الصالح ونشر في عام 1983 م #6 مقابلة النصوص المنقولة من المصادر والمراجع في الكتاب مع النسخ المخطوطة او النسخة الاصل لها فوائد ملموسة في عملية التحقيق
    والمقابلة فمنها ان المقابلة مع ذلك المصدر تعتبر مقابلة لنسخة اخرى اضافية ومنها تقويم العبارات وتصحيحها وخاصة اذا حدث خطأ من الناسخين ومنها زيادة عبارات او كلمات تفيد في فهم المعنى وتوضحيه خاصة اذا نقل النص في الكتاب مختصرا او محرفا من قبل الناسخين ومنها تحديد بداية النقول ونهايتها وانه اذ ذاك فاننا نرى ان لا يكتفى في التحقيق بمجرد مقابلة النسخ الخطية فحسب بل وبمقابلة النصوص ايضا مع المصادر والمراجع المنقول منها ان امكن الباحث او المحقق إلى ذلك سبيلا #7 ان من الواجب على القادرين من المسلمين ان يعنوا عناية جادة بامر سب نبينا او الاستهزاء بشئ من الدين وأن ينشروا بين الناس الوعي الصحيح والادراك السليم لهذا الامر الخطير بمختلف الوسائل الدعوية وان تنشر مثل هذه المؤلفات القيمة لائمتنا الكرام رحمهم الله تعالى بعد تحقيقها وتصحيحها بدقة كاملة حتى لا نسمع ولا نسمح في ديارنا بشئ فيه اذى الله ورسوله وعباده المؤمنين #8 ان السب كفر في الظاهر والباطن سواء اعتقد فاعله انه حرام أم كان مستحلا له وان شاتم الرسول يقتل بكل حال عند الحنابلة سواء كان مسلما او كافرا ولا يستتاب ولا تقبل له توبة وان سب الذمي للرسول ينقض العهد ويوجب القتل ولا تقبل له توبة والمشهور في مذهب الإمام مالك قتل الساب بدون استتابة وحكمه حكم الزنديق اذا كان مسلما واذا كان ذميا فاسلم ففيه روايتان في الاولى لا يقتل وفي الثانية يقتل ومذهب جمهور الشافعية ان الساب كالمرتد اذا تاب سقط عنه القتل
    وذهب أبو بكر الفارسي إلى انه لايسقط عنه القتل بالتوبة وعند الصيدلاني اذا سب بالقذف ثم تاب سقط عنه القتل وجلد ثمانين للقذف وعند الاحناف ان الساب كالمرتد في سائر احكام الردة #9 الردة على قسمين مجردة ومغلظة وتقبل توبة المرتد المجرد عند عامة اهل العلم وروي عن الحسن البصري انه يقتل ولو اسلم واشهر الروايتين عن الإمام مالك والإمام احمد ان استتابة المرتد واجبة وفي الثانية مستحبة والمشهور عند الإمام أبي حنيفة ان الاستتابة مستحبة وهو ايضا قول للإمام الشافعي الا انه قال في أحد قوليه يستتاب فان تاب في الحال والا قتل ومذهب الجمهور ان المرتد يؤجل ثلاث ايام بعد الاستتابة #10 ان حقيقة السب هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف وهو ما يفهم عنه السب في عقول الناس #11 ان الحكم في سب سائر الانبياء عليهم الصلاة والسلام كالحكم في سب نبينا محمد #12 ان الساب لله عز وجل من المسلمين يجب قتله بالاجماع لانه صار بذلك كافرا مرتدا بل اسوأ من الكافر وان الذمي من اذا سب الله تعالى بما لا يتدين به مثل اللعن والتقبيح فهو سب يقتل به واذا سب الله تعالى بما يتدين به مثل قول النصارى ان لله ولدا وصاحبة ففيه خلاف عند العلماء

    1. 13 ان سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله تعالى منه كفر إجماع بلا خلاف وان من سب غير عائشة من ازواج النبي رضي الله عنهن حكمه كحكم سب عائشة على الارجح #14 ان سب الصحابة رضي الله عنهم حرام بالكتاب والسنة واجماع الامة وان من سبهم وجب تاديبه وعقوبته ولا يجوز العفو عنه ومن اقترن بسبه للصحابة ان عليا اله او انه هو النبي وانما اخطأ جبريل في الرسالة فهو كافر بالاجماع بل لاشك كفر من لا يكفره ومن زعم ان الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا بعد رسول الله الا عددا يسيرا او انهم فسقوا عامتهم فهذا ايضا لا شك في كفره #15 إن من زعم ان القران نقص منه وزيد فيه وكتمت منه ايات او زعم ان له تأويلات تسقط الاعمال فلا شك في كفره ايضا




    لما تماسكت الدموعُ وتنبه القلبُ الصديعُ
    قالوا الخضوع سياسةٌ فليبدُ منك لهم خضوعُ

    وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيعُ
    إن يسلبِ القومُ العدا ملكي، وتسلمني الجموعُ
    فالقلب بين ضلوعِهِ لم تسلمِ القلبَ الضلوعُ
    لم أُستلبْ شرف الطباعِ! أيسلب الشرف الرفيعُ

    قد رمتُ يوم نزالهمْ ألا تحصنني الدروعُ
    وبرزتُ ليس سوى القميصِ على الحشا شيءٌ دفوعُ

    وبذلت نفسي كي تسيلَ إذا يسيلُ بها النجيعُ
    أجلي تأخر لم يكنْ بهواي ذلي والخضوعُ

    ما سرت قطّ إلى القتالِ وكان من أملي الرجوعُ
    شيم الأولى، أنا منهمُ والأصلُ تتبعه الفروع

  4. #44

    عضو جديد

    marwen غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5804
    تاريخ التسجيل : 13 - 11 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    السلام عليكم اخواني
    اخوكم تونسي و اريد طلب العلم الشرعي عند شيخ عالنت فهل من مساعد من فضلكم رد علي هذا ايميلي inconu1@live.fr
    وبارك الله فيكم





  5. #45
    سرايا الملتقى
    mego650 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1405
    تاريخ التسجيل : 13 - 10 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 4,940
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : Cairo, Egypt, Egypt
    الاهتمام : Muslim - Sunni, Free Chat Rooms | Paltalk دكتور . مصطفى محمود, يِلعنْ رُوحَك يا حافِظ, مشايخ وبرضه د
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    هل لك في البالتوك يا أخي ؟





    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"






    منتديات البشارة الإسلامية



 

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عمر المناصير تحت مجهر الصارم الصقيل.
    بواسطة الصارم الصقيل في المنتدى الأعلانات والإقتراحات والشكاوي
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 2010-10-04, 10:48 PM
  2. سلسلة ( الصارم المسلول على من آذى الرسول )
    بواسطة من دار الارقم في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-02-28, 11:52 AM
  3. السيف المسلول لنسف سلسلة كذب نظافة الرسول
    بواسطة سيف الحتف في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2010-01-05, 01:50 PM
  4. تعليق الشيخ سعيد عبدالعظيم على كتاب " الصارم المسلول " مهم جداً
    بواسطة إسلام علي في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-10-18, 08:21 PM
  5. الصارم القرضاب في نحر من سب أكارم الأصحاب
    بواسطة أبوحمزة السيوطي في المنتدى المخطوطات الإسلامية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-07-21, 09:02 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML