عندي بعض التعقيبات على أصل الموضوع الذي وضعه الزميل أنطونيوس في منتداه :
أولاً : كما هو معلوم لأبسط طالب علم أن الشرك نوعان :
شرك أكبر و هو ما يناقض أصل التوحيد و ينافيه بالكليّة و هو الذي يؤدي إلى خروج صاحبه من الملة ما لم يوجد مانع يمنع لحوق هذا الحكم به .
شرك أصغر و هو لا ينقض أصل التوحيد و لكنه ينافي كمال التوحيد .
ثانياً : بغض النظر عن الإختلاف في روايات الحديث فإن عبارة ( ما شاء الله و شئت ) هي من عبارات الشرك القولي اللفظي و هي من الشرك الأصغر الذي لا ينافي التوحيد بالكلية و بالتالي فإن ما شنّع عليه الزميل من أن النبي استحى و خجل من بيان حق ربه إنما هو راجع في الحقيقة إلى فهم الزميل الخاطئ فالشرك في اللفظ أتى النهي عنه بالتدريج و قد يؤخر بيانه لقرب عهد بجاهلية مثلاً و هذا من فقه الدعوة بحيث يكون تقديم الأهم على المهم ، أما الشرك الأكبر فقد نفاه النبي صلى الله عليه و سلم من أول الدعوة و لم يؤخر بيانه بتاتاً .
فإذا علمت هذا و تقرر لديك بما هو معلوم مسبقاً ان أصل دعوة رسول الله و جميع الأنبياء هي التوحيد الخالص من إيمانٍ بالله و كفرٍ بالطاغوت تبين لك أن دعوى الزميل متهافتة فالنبي صلى الله عليه و سلم مدرسة التوحيد و هذه أسمى غايات دعوته التي لم يتوانى يوماً عن بيانها .
أتمنى أن تكون الأمور قد توضّحت
المفضلات