أثبتنا إذن بأن أهل السنة والجماعة لا يقدمون مذهبا على دليل صحيح من الكتاب أوالسنة .
ومازلت في انتظار مصدر الأخ عبد الحق الذي زعم أن الإمام النووي قال : "اذا لم اجد ما ينفي او يجزم بثبوت ومن عدمه ارجعه لقلة اجتهادي "
لأن هذا القول الذي يزعم الأخ عبد الحق أنه قرأه في إحدى كتب الإمام النووي ، لا وجود له في كل كتب وشروحات الإمام النووي مطلقاً .
ومازلت أيضا في انتظار الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة على مشروعية هذه الصلاة والأوراد البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان .
(فالدعاء هو العبادة) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . والعبادات - كما هو معروف في علم الأصول - توقيفية . (يعني موقوفة بدليل) .
لا أصلي إلا بدليل .
ولا أزكّي إلا بدليل .
ولا أصوم إلا بدليل .
فمتى جاء الدليل للتحليل التزمت ، ومتى جاء بالمنع امتنعت .
هكذا حفظ الله هذا الدين العظيم .. وأُغلق الباب أمام أهل الابتداع من الصوفية وغيرهم ممن يقدّمون الأهواء ويبحثون على أدلّتها من الكتاب والسنة .
ولا دليل على هذه الأوراد البدعية التي تنسِب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طياتها سر الوجود .
ولي تعليق على ما تفضّل به الأخ هداه الله ..
فهو يقول في معرض رده على الدكتور محمد :
وللرجوع لسؤالك تحت اي بند تجعل الاحتفال فاقول الحداثة
كصلاة التسبيح وصلاة التراويح والمستحبات ككل
فهذه التي ذكرت يا أخي - هدانا الله وإياك - ليست من الحداثة ..
صلاة التسبيح ، وصلاة التراويح منصوص عليهما في سنة رسول الله عليه وسلم بدليل ..
وكذلك سائر المستحبات .
فأرجو منك أن تهتم بدراسة العلم الشرعي وعلم الرجال ، بدلا من الالتفات إلى هذه العبادات البدعية .
فاما عن صلاة التسبيح :
فعَنْ عكرمة عَنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ للعبَّاسِ ابنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ : « يَا عبَّاسُ يَا عَمَّاهُ ! أَلا أُعْطيكَ ، أَلا أَمْنَحُكَ ، أَلا أَحْبُوكَ ، أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ ؟ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ : أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَدِيمَهُ وَ حَديِثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، صَغِيرَهُ وَكَبِيَرهُ ، سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ ، عَشْرَ خِصَالٍ : أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ في أَوَّلِ رَكْعَةٍ فَقُلْ وَأَنْتَ قَائِمٌ : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهً إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشَراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، ثُّمَ تَهْوِي سَاجِدَاً فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، ثُمَّ تَسْجُدُ وَتُقُولُهَا عَشْراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، فَذلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ ، تَفْعَلُ ذلِكَ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ، إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً» .
أخرجه أبو داوود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
قال أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس : صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسناداً . وقال البيهقي : كان عبد الله بن المبارك يصليها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض ، وفي ذلك تقوية للحديث . وقال عبد العزيز ابن أبي داود وهو أقدم من ابن المبارك : من أراد الجنة فعليه بصلاة التسبيح ، وحضّ على استحبابها من الشافعية أبو حامد والجويني والغزالي وغيرهم .
وأما عن التراويح :
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ليالٍ ، ولما كانت الثالثة أو الرابعة لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ : ( لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ ) . رواه البخاري ( 1129 ) ، وفي لفظ مسلم (761) ( وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ صَلاةُ اللَّيْلِ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا ) .
فما دليلك يا عبد الحق على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟
مع العلم بأن لا أحد من أهل العلم أو من المؤرخين قد جزم بأن رسول الله عليه وسلم قد ولد يوم كذا .. والراجح أنه ولد يوم يوم 9 من ربيع الأول وليس في الثاني عشر منه.
يعني أنتم الآن تحتفلون بوفاته والعياذ بالله .
فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم 12 من ربيع الأول .
المفضلات