[الأرثوذكس و الدوسيتيين ]
من هم الدوسيتيين ؟؟
هذه الهرطقة أنكرت التجسد. وكلمة دوسيتيين جاءت من اللفظ اليونانى "دوكين" أي "يظهر" فهم في رأيهم أن المسيح ظهر في صورة جسد، لكنه لم يتجسد، أي هو كان خيالاً لا حقيقة، وبالتالى فهو لم يتألم حقيقة
وكما نرى النقطة الهامة فى أعتقاد الدوسيتيين ...أنهم لم يعتقدوا ان المسيح كان له جسد حقيقى ...ولكنه كان خيالا .. وبتالى لم يتألم فى الحقيقة ولم يجوع .... الخ
فهل ظهر هذا المعتقد على مخطوطات الكتاب المُقدس ؟؟؟
نــــــعم وفى مواضع عدة ...
يقول ايرمان (1)
الصراع حول العقائد الظهورية المتعلقة بالمسيح كان له تأثيرٌ على النسَّاخ الذين كانوا يقومون بنسخ الكتب التي أصبحت في النهاية هي العهد الجديد
لنأخذ بعض الأمثلة
لوقا (فاندايك)
22: 43 و ظهر له ملاك من السماء يقويه
22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض
نلاحظ وبشدة ان العدد 43 و 44 يدمران عقيدة الدوسيتيين ...حيث يظهران يسوع شخص يحتاج لتقوية ...وكان عرقه كقطرات الدم
ولكن هناك مخطوطات قديمة لا تحتوى على العددين 43 و44 ..كالفاتيكانية والبردية 75 ...وفى نفس الوقت تم أقتباسهم بواسطة اباء الكنيسة القدامى مثل جوستينوس الشهيد (2) .... فماذا تفسير هذا الأمر ؟؟؟
هل العددين تم أضافتهم للمخطوطات أم تم حذفهم من المخطوطات ؟؟؟
يُجيب علينا ايرمان ويقول (3)
جوستينوس وأضرابه من مسيحيي ماقبل الأرثوذكسية فهموا أن هذه الأعداد أظهرت في شكل نابض بالحياة أن يسوع لم "يظهر" فحسب أنه إنسان : بل لقد كان بالفعل إنسانًا في كل شئ . يبدو من المحتمل،إذن،وحيث أن هذه الأعداد ،كما رأينا،لم تكن جزءا أصليًّا في إنجيل لوقا، أنَّها أضيفت لأغراض مضادة للدوسيطيين(الظهوريين) لأنها ترسم صورة واضحة تمامًا لبشرية يسوع الحقيقية.
من وجهة نظر مسيحيي ما قبل الأرثوذكسيّة ، كان من الأهمية بمكان تأكيد المسيح كان إنسانًا حقيقيًّا من لحمٍ ودمٍ لأنَّ لحمه المذبوح و دمه المسفوك هما تحديدًا الذان جلبا لنا الخلاص - ليس في الظاهر وإنَّما في الحقيقة .
وهنا يجيب علينا ايرمان .. ان العددين لم يكونا من إنجيل لوقا ...ولكن تم أضافتهم لإنجيل لوقا ...للرد على الدوسيتيين
اما بروس متزجر قال (4)
Their presence in many manuscripts, some ancient, as well as their citation by Justin, Irenaeus, Hippolytus, Eusebius, and many other Fathers, is proof of the antiquity of the account. On grounds of transcriptional probability it is less likely that the verses were deleted in several different areas of the church by those who felt that the account of Jesus being overwhelmed with human weakness was incompatible with his sharing the divine omnipotence of the Father, than that they were added from an early source, oral or written, of extra-canonical traditions concerning the life and passion of Jesus. Nevertheless, while acknowledging that the passage is a later addition to the ####, in view of its evident antiquity and its importance in the ####ual tradition, a majority of the Committee decided to retain the words in the #### but to enclose them within double square brackets.
الترجمة بتصرف
وجود النص فى مجموعة من المخطوطات القديمة واستشهاد الاباء جوستين و####ناوس وهيبولتس ويوسابيوس وعدد اخر من الاباء القدامي دليل علي أقدمية النص ....
يمكن ان تكون حذفته بعض الكنائس لانه يدل علي ضعف المسيح حيث يتعارض مع اشتراك المسيح فى القدرة الالهية مع الاب ....
أو تم أضافته من مصدر شفهى او مكتوب من الكتب غير القانونية التي تحكي قصة الام المسيح
ورغم أننا نعرف ان الفقرة اضافة لاحقة للنص فانه بالنظر الي كونها قديمة ومهمة في التراث الكتابي فأغلبية اللجنة قرررت الأحتفاظ بالأعداد ولكن يتك وضعها بين أقواس
اما بروس تيرى فقد أشار الى رأى لجنة النقد النصى والتى وضعت العددين بين أقواس مما يدل أنها تشك فى أصالة العددين ...وسرد رأى متزجر أنه ربما تم حذف العددين لعدم قبول ذلك على شخصية يسوع من قبل النساخ ..وبتالى ربنا يكون العدد الأصيل وتم حذفه (5)
وقد رجح ايضا جورج كاسبر الرأى القائل بوضع الأعداد بين أقواس (6)
لنرى المخطوطة الفاتيكانية المحذوف منها العددين بجانب المخطوطة السينائية بشكلها الحالى لنرى موضع التحريف
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
والسؤال الان هل العددان أصليان ؟؟ أم تم أضافتهم ؟؟؟ ... لا يهمنا كثيراً فالعلماء مختلفين كما نرى ..الشاهد ان هناك مخطوطات بها الأعداد وهناك مخطوطات محذوف منها الأعداد ... وبتالى لدينا الان اما تحريف بالنقص أو تحريف بالزيادة
مثال أخر
لوقا
22: 19 و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري
22: 20 و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم
الجزء الملون بالأحمر فى نهاية العدد 19 والعدد 20 .. محذوفة من المخطوطة البيزية .....فياترى هل المخطوطة البيزية هى الصحيحة والعبارة مضافة لباقى المخطوطات أم العكس ؟؟؟
من الواضح ان هذة الجملة تمحى تماما ًمعتقد الدوسيتيين ...ولذلك رجع بارت ايرمان أن هذة العبارة مضافة من النساخ المسيحيين ...لتدمير معتقد الدوسيتيين
يقول ايرمان ...
يبدو أن تلك الأعداد أضيفت للتأكيد على جسد المسيح الحقيقيِّ ودمه الذان ضحى بهما حقيقةً من أجل الآخرين. من المحتمل أن لا يكون هذا التأكيد وجهة نظر تخصُّ لوقا، لكنَّ مصدره بالتأكيد كان نسَّاخ ماقبل الأرثوذكسية الذين حرَّفوا نصوص لوقا التي بين أيديهم لكي يجابهوا عقائد الظهوريين المتعلقة بطبيعة المسيح مثل عقيدة مرقيون
لنـــــرى المخطوطة البيزية محذوف منها النص ...بالمقارنة مع المخطوطة السينائية
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
مثال أخر
لوقا
24: 51 و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء
بالطبع جملة اصعد الى السماء ...تدمر عقيدة الدوسيتيين لأنها تدل ان للمسيح جسد حقيقى ...ولكن هذة الجملة غير موجودة فى المخطوطة البيزية ومحذوفة ...!!
فهل حذفها الدوسيتيين من المخطوطة البيزية ...حتى يؤكدوا معتقدهم ؟؟
أم أضافها المسيحيين حتى يؤكدوا بطلان عقيدة الدوسيتيين ؟؟؟
يرى بارت ايرمان ان هذة العبارة مضافة من المسيحيين لبيان بطلال عقيدة لدوسيتيين
يقول ايرمان (7)
نحن نعلم أن مسيحيي ماقبل الأرثوذكسيّة أرادوا أن يؤكدوا على الطبيعة المادية الحقيقية لمغادرة يسوع للأرض:لقد غادر يسوع بشكل ماديٍّ وسيعود ثانية بصورة ماديَّة ليأتي معه بالخلاص الماديِّ.وعلى هذا النحو قاموا بمجادلة الظهوريين الذين تمسكوا بأن هذا كله كان ظهورًا . من المحتمل أن ناسخًا كان مشتركًا في هذه المناظرات قام بتنقيح نصِّه لكي يؤكِّد على هذه القضيَّة
اما متزجر فيرى العكس ويقول (8)
بعدما أوضح ان الراجح هو أن العبارة أصلية ولكن تم حذفها من المخطوطات
حذف هذه الجملة فى بعض الشواهد القليله يمكن تفسيره كالاتى
Finally, (5) the omission of the clause in a few witnesses can be accounted for either (a) through accidental scribal oversight occasioned by homoeoarcton (καια … καια …) or (b) by deliberate excision, either (i) in order to relieve the apparent contradiction between this account (which seemingly places the ascension late Easter night) and the account in Ac 1.3–11 (which dates the ascension forty days after Easter), or (ii) in order to introduce a subtle theological differentiation between the Gospel and the Acts
اما نتيجة خطأ نسخى عادى بسبب تشابه بعض الكلمات
أو أنه حذف معتمد :-
لتخفيف التناقض بين هذة الجملة (الصعود فى آواخر ليلة عيد الفصح ) وبين التناقض الموجود فى سفر أعمال الرسل (3-11) -1 ...(صعود المسيح بعد 40 يوم من عيد الفصح )
أو ... لأدخال تمييز لاهوتى بين سفر الأعمال وبين إنجيل لوقا
لنرى المخطوطة البيزية أعلى المخطوطة الفاتيكانية لنرى موضع التحريف
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
ولو نلاحظ بالطبع ان كل الأمثلة تقريبا تقع فى إنجيا لوقا ...هذا بسببب ان هذة الطائفة لم تكن تؤمن الإ بإنجيل لوقا فقط
[الأرثوذكس والغنوصيين ]
من هم الغنوصيين ؟؟
مُلخص معتقد هذة الفرقة انها كانت تؤمن أن الكون يوجد فية الهين .. اله للشر واخر للخير
وكانت تقسم المسيح الى يسوع الإنسان ( الذي كان إنسانًا كاملا) و المسيح الإله (الذي كان إلهًا كاملا) (9)
مثال لحدوث تحريف للرد على الغنوصيين
استعان الغنوصيين للتأكيد على عقيتدهم بنص من إنجيل مرقس
15: 34 و في الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا الوي الوي لما شبقتني الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني
يقول ايرمان (10)
لدينا من الأدلة القوية ما يجعلنا نفترض أن بعض الغنوصيين أخذوا هذه الجملة الأخيرة التي قالها يسوع على معناها الحرفيِّ لكي يثبتوا أن هذه اللحظة هي التي انفصل فيها المسيح ذو الطبيعة الإلهية عن يسوع (حيث أن اللاهوت لا يمكن أن يذوق الفناء والموت ). الدليل يأتي من الوثائق الغنوصية التي تعتقد في أهمية هذه اللحظة من حياة يسوع .
لذلك ،على سبيل المثال ، يقتبس إنجيل بطرس غير القانوني (apocryphal) ،الذي راودت البعضَ الشكوكُ في احتوائه على عقائد انقسامية بخصوص طبيعة المسيح ،هذه الكلمات بطريقة مغايرة نوعًا ما فيقول :" قوتي،قوتي،لقد غادرتني!" الأمر الأشد وقعًا هو أن النص الغنوصي المعروف باسم إنجيل فيليب ذكر النص ثمَّ أُعطاه تفسيرا انقساميًّا :"إلهي ، إلهي ، لماذا أيها السيد (Lord) تركتني ؟" ولأنَّه قال هذه الكلمات على الصليب فلابد أنَّه في هذه اللحظة ذاتها قد انقسم
فما هو رد فعل المسيحيين الأرثوذكس تجاة هذا العدد ؟؟؟
بكل بساطة غيره أحدهم فى المخطوطة البيزية من الهي الهي لماذا تركتني الى الهي الهي لماذا تسخر منى ...!!
لماذا ؟؟؟؟
يرد علينا ايرمان ويقول
لماذا إذن حرَّف النُسَّاخ هذا النص... إذا سلَّمنا بمدى فائدتها لمن يدافعون عن العقائد التي تخصُّ طبيعة المسيح وذلك من وجهة نظر الإنقساميين ،فحينها سيظلُّ هناك سؤالٌ صغيرٌ عن سبب ذلك. لقد كان كُتَّابُ عصر ما قبل الأرثوذكسية معنيِّين بأن لا يستخدمَ خصومُهم الغنوصيُّون النص ضدهم فقاموا بإحداث تغيير هامٍّ ومتناغمٍ مع السياق الذي عاشوا في ظله....وذلك لكي يقال من الآن فصاعدًا عن الله إنه سخر من يسوع بدلا من أن يقالَ عنه إنَّه تركه.
اذاً بسبب استشهاد الغنوصيين بهذا العدد .... حرف نساخ المخطوطة البيزية المخوطة البيزية .... وبدلوا النص الى ....لماذا تسخر منى ..!!!!
لنرى المخطوطة الفاتيكانية ...فوق المخطوطة البيزية ....التى حدث فيها التحريف ... لنرى موضع التحريف
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
والحقيقة الكلام فى هذا الشأن يطول وكُتب فيه مؤلفات كما قولنا ولكن نختم بجملة بارت ايرمان ونقول
كانت النزاعات اللاهوتية التي اندلعت في القرنين الثاني والثالث من بين أسباب هذه التحريفات لأنَّ النسَّاخَ أحيانًا عدَّلوا نصوصهم في ضوء العقائد التي اعتنقها التبنيُّون والظهوريُّون والانقساميون فيما يتعلق بالمسيح وطبيعته،
يُتبع
1- Misquoting Jesus - pg 164
2- t e x tual commentary - bruce metzger
3- Misquoting Jesus - pg 165
4- t e x tual commentary - bruce metzger
5- A Student's Guide to New Testament t e x tual Variants
6- Canon and t e x t of the New Testament - By Gregory Caspar - pg 518
7- Misquoting Jesus - pg 169- 170
8- t e x tual commentary - bruce metzger
9- Misquoting Jesus - pg 170
انظر ايضا تاريخ الفكر المسيحى - دكتور حنا خضرى - الجزء الأول صفحة 396 - 400
10 - Misquoting Jesus - pg 172- 173
المفضلات