ثانيا ـ الضمير المستتر :
الضمير المستتر : هو الضمير الذي لا يذكر في الكلام ، وإنما يقدر تقديرا ، كأن نقدر الضمير " أنت " في قولنا : قم .
ينقسم الضمير المستتر إلى قسمين :
1 ـ ضمائر واجبة الاستثارة . 2 ـ ضمائر جائزة الاستثارة .
أولا ـ الضمير الواجب الاستثارة :
هو كل ضمير لا يصح أن يحل محله اسم ظاهر ، ولا ضمير منفصل ، ويرتفع بعامله الذي في الجملة نفسها .
الضمائر : أنا ـ نحن ـ أنت ـ هو .
أنا : الفعل المضارع : المضارع المبدوء بهمزة المتكلم . أعمل الواجب .
نحن : المضارع المبدوء بالنون . نلعب الكرة .
أنت : المضارع المبدوء بتاء المخاطب . تكتب الدرس .
هو : المضارع المبدوء بياء المخاطبة . يكتب الدرس
الفعل الأمر : المفرد المخاطب المذكر . قم مبكرا .
مرفوع بعض الأفعال الماضية ، ومرفوع بعض أدوات الاستثناء الناسخة " ليس ولا يكون " .
حضر الطلاب خلا طالبا .
انتهى الكتاب ليس صفحة .
انقضى الأسبوع لا يكون يوما .
مرفوع اسم الفعل المضارع والأمر : أف من الكذب . آمين . أواه . نزال .
فاعل المصدر النائب عن فعله : قياما للضيف . حضورا للفصل .
ثانيا ـ الضمير الجائز الاستثارة :
هو الضمير الذي لا يجوز أن يحل محله اسم ظاهر ، أو ضمير منفصل مرفوع بعامله الذي في الجملة نفسها .
الضمير : هو . الفعل الماضي إذا لم يرفع اسما ظاهرا أو ضميرا بارزا .
محمد كتب الدرس .
الفعل المضارع إذا لم يرفع اسما ظاهرا أو ضميرا بارزا .
الطفل ينام بكرا .
مرفوع الصفات المحضة : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة.
أخي قادم . الدرس مفهوم . العنب طعمه لذيذ .
مرفوع اسم الفعل الماضي . شتان . هيهات .
هي : فاطمة عملت الواجب . هند تساعد أمها .
اتصال الضمير وانفصاله
الأصل في الضمير البارز أن يكون متصلا ، ولكن إذا تعذر اتصاله جاء منفصلا .
أولا ـ وجوب اتصال الضمير البارز :
يجب اتصال الضمير البارز بالفعل متى أمكن الاتصال ، ولا يعدل عنه إلي الانفصال ما دام ذلك ممكن الاتصال ، لأن الضمير المتصل هو الأصل لأنه أكثر اختصارا من الضمير المنفصل ، ولكن استعمال الضمير يعود إلى الاختصار والكناية عن الاسم الظاهر ، فالضمير المتصل أولى في الاستعمال من الضمير المنفصل .
لذلك يجب أن نقول : كتبتُ الدرس ، وأكلنا الطعام ، وأكرمتك .
ولا نقول : كتب أنا الدرس ، وأكل نحن الطعام ، وأكرمت إياك .
لأن التاء أخصر من أنا ، والناء أخصر من نحن ، والكاف أخصر من إياك .
ثانيا ـ وجوب انفصال الضمير :
يجب انفصال الضمير في الحالات التالية :
1 ـ أن يتقدم الضمير على عامله .
نحو قوله تعالى { إياك نعبد وإياك نستعين }1 .
143 ـ وقوله تعالى : { إنما هو إله واحد فإياي فارهبون }2 .
وقوله تعالى : ر ما كنوا إيانا يعبدون }3 .
2 ـ إذا جاء الضمير محصورا بإلا ، أو إنما .
نحو : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا }4 .
144 ـ وقوله تعالى : { أمر ألا تعبدوا إلا إياه }5 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 الفاتحة . 2 ـ 51 النحل .
3 ـ 63 القصص . 4 ـ 23 الإسراء . 5 ـ40 يوسف .
وقوله تعالى : { إنما أنت منذر من يخشاها }1 .
وقوله تعالى : { إنما نحن مستهزئون }2 .
وقوله تعالى : { أنما هو إله واحد }3 .
3 ـ أن يكون العامل في الضمير مضمرا ، ويكثر ذلك في أسلوب التحذير .
نحو : إياك والكذب ، وإياك والخيانة ، وإياك والإهمال .
وأصل الكلام أن الضمير " إياك " هو " الكاف " في قولنا : أحذرك الكذبَ ، فحذفنا الفعل
" أحذر " وأبقينا على الضمير المتصل وهو " الكاف " ، وحيث أن الكاف لا يستقل بنفسه حذفناه وأتينا مكانه بالضمير المنفصل الذي يؤدي معناه وهو " إياك " فاستقل الضمير بنفسه .
4 ـ أن يكون العامل في الضمير معنويا وهو الابتداء .
145 ـ نحو قوله تعالى : { وهو العزيز الغفور }4 .
وقوله تعالى : { نحن أعلم بما يستمعون به }5 .
وقوله تعالى : { وأنا أول المؤمنين }6 .
5 ـ أن يكون العامل فيه حرف نفي .
146 ـ نحو قوله تعالى : { وما هم بضارين له من أحد }7 .
وقوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا }8 .
وقوله تعالى : { وما أنا بطارد الذين آمنوا }9 .
وقوله تعالى : { وما نحن بمؤمنين }10 .
ــــــــــــــ
1 ـ 45 النازعات . 2 ـ 14 البقرة .
3 ـ 19 الأنعام . 4 ـ 2 الملك .
5 ـ 47 الإسراء . 6 ـ 142 الأعراف .
7 ـ 102 البقرة . 3 ـ 142 الأعراف .
9 ـ 29 هود . 10 ـ 38 المؤمنون .
6 ـ أن يفصل بين الضمير وعامله بمعمول آخر .
147 ـ نحو قوله تعالى : { يخرجون الرسول وإياكم }1 .
7 ـ أن يقع الضمير بعد واو المصاحبة . نحو : سأذهب وإياك . وسرت وإياك .
8 ـ أن يفصل بين الضمير وعامله بلفظة " إما " .
نحو : ليقرأ الدرس إما أنا وإما هو . ليأكل الطعام إما أنت وإما أنا .
9 ـ أن يأتي الضمير منفصلا في الضرورة الشعرية .
كقول الشاعر :
وما أصاحب من قوم فأذكرهم إلا يزيدهمُ حبا إليَّ هم
والأصل في ذلك أن يقول الشاعر : يزيدونه حبا إليّ بدلا من قوله : يزيدهم حبا إليّ هم ، ولكنه فصل الضمير " هم " الثاني بكلمتي " حبا إليّ " للضرورة الشعرية .
ثانيا ـ جواز فصل الضمير مع إمكانية وصله .
يجوز فصل الضمير مع إمكان وصله في الحالات التالية : ـ
1 ـ إذا كان الضميران معمولين لأحد الأفعال الناصبة لمفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، فيجوز حينئذ فصل الضمير الثاني كما يجوز وصله ، ويشمل ذلك أعطى وأخواتها . نحو :
الكتاب أعطيته ، والمال وهبته .
148 ـ ومنه قوله تعالى : { أن يسألكموها فيخفكم }1 .
وقوله تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا }2 .
فالضمير الثاني وهو " هاء " الغائب لكونه مع الضمير الأول لا يمثلان في الأصل جملة أصلها المبتدأ والخبر ، جاز وصل الضمير ـ كما بينا في الأمثلة السابقة
ـــــــــــــ
1 ـ 60 الممتحنة . 2 ـ 37 محمد .
3 ـ 53 الأحزاب .
ـ مع إمكان فصله نحو : الكتاب أعطيتك إياه ، والمال وهبتك إياه .
أما إذا كان الفعل العامل في الضميرين ليس من الأفعال الناصبة لمفعولين أصلا ،
فالوصل أرجح . 149 ـ نحو قوله تعالى : { فسيكفيكهم الله }1 .
وقوله تعالى : { فقال اكفلنيها }2 . وقوله تعالى : { أنزلتموه من المزن }3 .
وقوله تعالى : { أنلزمكموها وأنتم لها كارهون }4.
2 ـ إذا كان الضميران معمولين لأحد الأفعال الناصبة لمفعولين أصلهما المبتدأ
والخبر ، كظن وأخواتها ، يجوز حينئذ وصل الضمير الثاني مع إمكان فصله .
نحو : ظننتنيه ، وحسبتنيه ، وخلتنيه .
150 ـ ومنه قوله تعالى : { ولو نشاء لأريناكم }5 .
وقوله تعالى : { إذ يريكهم الله }6 .
وفي هذه الحالة يجوز وصل الضمير كما ذكرنا آنفا ، كما يجوز فصله .
نحو : طننتني إياه ، وحسبتني إياه ، وأخلتني إياه .
3 ـ إذا كان الضميران معمولين لكان وأخواتها ، فيجوز وصل الضمير الثاني ، كما يجوز فصله . نحو : الصديق كنته .
ويجوز في هذه الحالة فصل لضمي أيضا نحو : الصديق كنتَ إياه .
ـــــــــــــــ
1 ـ 137 البقرة . 2 ـ 23 ص .
3 ـ 69 الواقعة . 4 ـ 28 هود .
5 ـ 30 محمد . 6 ـ 44 الأنفال .
المفضلات