السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حبيب حبيب, مبارك عليك ما غدوت به من نعمة الإسلام العظيم, وما تخلصت منه من ضلال الشرك الأثيم. وهنيئًا لك_ ذا الفقار _ما اختارك الله له من فضل العمل, وحسن الخصل, وزين الأمل, هنيئًا لك أن كنت سببًا في إخراج الحبيب حبيب من نار لظى, نزاعة للشوى.
حبيب حبيب, الشيء بالشيء يذكر, لقد ذكرتنا بعهد الصحب الأخيار, وهديتي لك هذه: يقول عبد الله بن سلام: وكتمت إسلامي من يهود, ثم جئت رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _فقلت له: يا رسول الله, إن يهود قوم بهت, وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك، وتغيبني عنهم, ثم تسألهم عني، حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني. قال: فأدخلني رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _في بعض بيوته ودخلوا عليه فكلموه. وسألوه, ثم قال لهم: أي رجل الحصين بن سلام فيكم؟ قالوا: سيدنا وابن سيدنا، وحبرنا وعالمنا. قال: فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم, فقلت لهم: يا معشر يهود, اتقوا الله, واقبلوا ما جاءكم به, فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة باسمه وصفته, فإني أشهد أنه رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _وأومن به وأصدقه وأعرفه. فقالوا : كذبت, ثم وقعوا بي. قال: فقلت لرسول الله_ صلى الله عليه وسلم _: ألم أخبرك_ يا رسول الله _أنهم قوم بهت, أهل غدر وكذب وفجور؟! قال: فأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي، وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث فحسن إسلامها.
يا حبيب, القوم هم قوم غدر وبهت, لقد طعنوك كما فعل يهود من قبله بعبد الله, ولعلَّنا نكتب سيرتكم وسيرة إخوة لك فيما شاء الله أن ييسره لنا إذا أفسح لنا في العمر.
المفضلات