|
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
هل فات الأوان لتبدأ من جديد ؟
إن فرص النجاح متاحة لكل واحد منا , إذا عرف كيف يكتشف منطقة تفوقه
والبحث عن هذه المنطقة ليس بمشكلة كما قد يتصور البعض منا ,
ولو أننا نخصص من وقتنا بضع ساعات يومياً , نخلو فيها إلى أنفسنا
لنبحث عما في داخل رؤوسنا من أفكار لاستطعنا بمجهود بسيط
أن نضع أقدامنا على بداية الطريق الذي يوصلنا
إلى ما نتطلع إليه من نجاح وفلاح في حياتنا كلها .
يروي برنالد هالدين في كتابه " كيف تجعل من النجاح عادة ؟
" قصة رجل جاوز الثالثة والأربعين من عمره , جاءه يوماً يقول :
" درست القانون وأنا أعمل اليوم محامياً , ولكنني أشعر بعد مرور خمسة عشر عاماً
على ممارستي لهذه المهنة , أنني لم أحقق النجاح الذي كنت أتطلع إليه وأنا
طالب في كلية الحقوق , لم أكمل تعليمي بعد ! "..
وقال هالدين : " وقلت للرجل : عد إلى سنوات طفولتك وصباك , حاول أن تتذكر عملاً
, أي عمل قمت به وشعرت بلذة ومتعة وأنت تؤديه ,
ألم يكن لك أي ميول أو اتجاهات أخرى في أي مجال ؟ " .
وجلس الرجل صامتاً يفكر فترة طويلة , وفي النهاية بدأ يتكلم وكأنه تذكر شيئاً
.. وبدأ يروي قصته , قال : " لقد كان والدي يمتلك بندقية صيد كبيرة ..
وكان قد كف عن ممارسة هواية الصيد لفترة طويلة , ثم قرر فجأة أن يعود إليها ,
وبحث عن بندقيته فلما وجدها كان الصدأ قد علاها ,
وأصبحت غير صالحة للاستعمال فما كان منه إلا أن ألقى بها جانباً
وقرر العدول عن الخروج مع رفاقه للصيد ! ..
وكنت يومها صبياً لم أتجاوز عشرة من عمري , وكنت أحب والدي ,
وما كدت أراه يعود إلى مقعده وشعل الغليون بين شفتيه ,
ويجلس في ملل يرقب النار المشتعلة في المدفأة , حتى شعرت بالأسف من أجله !
وعدت إلى البندقية وحملتها في هدوء إلى غرفتي , ثم أغلقت الباب عليّ ,
بعد أن قررت بيني وبين نفسي أن أفعل كل ما في وسعي لأعيدها إلى ما كانت عليه
وفي اهتمام شديد , رحت أفك أجزاءها قطعة بعد قطعة ثم نظفتها وأزلت الصدأ الذي كان يكسوها ,
وأعدتها إلى ما كانت عليه ,
إنني لا استطيع أن أنسى ذراعي والدي القويتين وهما يرفعانني في الهواء ثم يهبطا بي مرة أخرى
وهو يصيح :
" فليباركك الله يا بني " .
عندما عدت إليه ببندقيته صالحة للاستعمال مرة أخرى .. لقد أحسست يومها بفخر وزهو
لا يعادلهما شئ في الدنيا .. لقد منحني والدي يومها جنيهاً مكافأة لي "
.
ويقول هالدين : " وعدت أسأل صاحبي : هل قمت بأعمال مماثلة بعد ذلك ,
هل أعدت محاولاتك لإصلاح شئ خرب في البيت ؟ " ..
قال : " نعم , فعلت , لقد أصلحت ماكينة الحياكة التي تملكها أمي ,
وأعدت التيار الكهربائي بعد أن قطع مرة عن البيت , وأصلحت دراجة أختي الصغيرة ..
وفي كل مرة كنت أجد متعة وأنا أقوم بهذه الأعمال " .
وقلت للرجل أخيراً : " إن مكانك يا صديقي في مصنع كبير لا في مكتب المحاماة ! " ..
- ولكنني درست القانون لأن والدي أراد لي هذا الطريق ! ..
- ولماذا لا تدرس الهندسة ؟! ..
- أن أعود طالباً بعد أن جاوزت الأربعين ؟!..
- بالضبط .. التحق بكلية الهندسة وتعلم , فقد خلقت لتكون مهندساً ! ..
نظرة إلى الأمام
هذا المحامي الفاشل أصبح واحداً من أشهر مهندسي بريطانيا بعد أن جاوز الخمسين من عمره
يا له من مستوعب للمواهب , لم تمسسه يد , ذلك الذي كان يختفي داخل هذا الرجل الذي
تصور في لحظة من لحظات حياته أن الفشل هو نصيبه من هذه الحياة
منقول
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
تجنب الوقوع في فخ ..جَلْد الذات
كان مارك طاهياً كبيراً , ولقد كان يدير مطعماً ناجحاً , ويؤرقه طموح واحد :
أن يزكي مطعمه داخل مطبوعة ( دليل الطعام الجيد)!
لقد اعتقد أنه ليس بالكفاءة التي تجعله جديراً ولو بإشارة عابرة عنه ,
وهو مثل كثير من الناس , وكانت تغلب عليه شكوكه الذاتية,
ثم حدث أن هبط الشرف العظيم في أحد الأيام,
واعترفوا .. بتميزه في مقالة رائعة إلا أنه لم يشعر مع ذلك بالسعادة ! ...
لقد كان راغباً في أن يحظى بهذا الشرف طيلة حياته العملية ,
ولكنه الآن وبعد أن حصل عليه بات يشعر بالشقاء والتعاسة ! لماذا ؟ ..
لأنه بدلاً من أن يقيم نفسه بطريقة أفضل نتيجة لهذا الإنجاز الذي حققه ,
عمد إلى الإقلال من قيمة رأي دليل الطعام الجيد !
وكانت أموره تمضي على هذا النحو :
ليس هناك الكثير من الأهمية لتضميني داخل الدليل
ما دام يتضمن غيري من أمثالي ! ..
منقول
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
سقط فارتفع
تحكي كتب التاريخ أن يوليوس قيصر تعثّر أثناء نزوله من سفينة على شواطئ إفريقيا
ووقع على الأرض،
ومثل هذا المشهد قادر على بثّ الوهن بين الجنود واعتباره نذير شؤم؛
لكن يوليوس قيصر -المعروف بسرعة بديهته وموهبته في الارتجال- فتح ذراعيه كاملتين،
ثم احتضن الأرض وقبّلها؛ وذلك كرمز للاشتياق للفتح والانتصار؛
فتبسّم جنوده واستبشروا خيراً.
إن من أهم القوانين التي نحتاج إلى أن نقف عندها كثيراً لفهم واقعنا بشكل أفضل؛ ذلك الذي يقول:
لا تدع الأشياء التي ليس لك يدٌ في تغييرها، تأخذك عن الأشياء التي لك يد في تغييرها.
إن أمر الله قائم، ومن الفطنة التي تبعث السعادة والسرور أن نتعامل مع قضاء الله تعاملاً إيجابياً؛
فيرى الله منا تسليماً لقضائه، ورضى بقدره، وامتثالاً لأمره.
منقول
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
اليأس يدعونا للجلوس على المقعد الرمادي
زعموا أن بطة رأت في الماء ضوء كوكب فظنته سمكة،
فحاولت أن تصيدها،
فلما جربت ذلك مراراً علمت أنه ليس بشيء يصاد فتركته.
ثم رأت من بعد ذلك سمكة،
فظنت أنها مثل الذي رأته بالأمس فتركتها ولم تطلب صيدها.
وهكذا أضاعت البطة فرصة صيد السمكة
بسرعة استسلامها إلى اليأس وتكاسلها عن المحاولة
منقول
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
ماذا أخفى جحا داخل المنديل؟!
ذات صباح قام جحا، وهو حكيم كبير طالما تظاهر بالجنون بلف بيضة في منديل،
وذهب إلى وسط ميدان يقع في مدينته، ثم قال موجها كلامه للمارة :
ـ ستقام اليوم مسابقة مهمة فمن يكتشف الذي في داخل هذا المنديل، سيحصل على ما في داخله كجائزة له!
نظر الحاضرون بعضهم إلى بعض في حيرة وتساءلوا :
ـ كيف لنا أن نعلم ذلك، فليس أحدنا بمنجم أو عراف!
وواصل جحا حديثه في إصرار قائلا:
ـ ما بداخل المنديل له قلب أصفر بلون صفار البيض، ويحيط به سائل كلون بياض البيض
الذي بدوره يوجد في داخل قشرة يمكن تحطيمها بسهولة، وهو رمز للخصوبة،
ويذكرنا بالعصافير التي تطير باتجاه أعشاشها. والآن من يستطيع إخباري بما أخفيه؟!
فكر الحاضرون بأن جحا يمسك بيضة بين يديه،
ولكن جلاء الإجابة حال دون أن يُعرض أحدهم نفسه للخجل أمام الآخرين.
وماذا لو لم تكن بيضة؟ وكانت شيئا آخر ذا أهمية بالغة، نتاج الخيال الخصب للحكماء؟
فالنوة صفراء اللون والسائل المحيط بها لربما يكون مستحضرا كيميائيا...
إن هذا المجنون يريد أن يصبح أحدهم مثارا للسخرية!
قام جحا بإلقاء السؤال عليهم مرتين متتالين، وأيضا لم يرد أحد..
عندئذ فتح هو المنديل بنفسه، وأظهر البيضة للجميع قائلا:
ـ كان جميعكم يعرف الإجابة، ولكن أيا منكم لم يجرؤ على التعبير عن ذلك بالكلمات.
إن الحلول قد منحنا الله إياها بكل كرم من عنده،
ولكن أولئك الذين اعتادوا البحث عن حلول أكثر تعقيدا
ينتهي بهم الحال دون فعل أي شيء!
منقول
-
رقم العضوية : 2027
تاريخ التسجيل : 14 - 4 - 2010
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 43
المشاركات : 177
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 4
- مشكور
- مرة 0
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 10
البلد : مصر
الاهتمام : مقارنة الاديان
الوظيفة : محاسب قانونى
معدل تقييم المستوى
: 15
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pharmacist
ـ كان جميعكم يعرف الإجابة، ولكن أيا منكم لم يجرؤ على التعبير عن ذلك بالكلمات.
إن الحلول قد منحنا الله إياها بكل كرم من عنده،
ولكن أولئك الذين اعتادوا البحث عن حلول أكثر تعقيدا
ينتهي بهم الحال دون فعل أي شيء!
للاسف انا تفكير كده برده
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم
للاسف انا تفكير كده برده
حاول بالتدريج التغيير للأفضل أخينا الفاضل بارك الله فيكم
الألف ميل يبدأ بخطوة
تشرفت بمروركم الطيب
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
حكاية غراب
عطش غراب مدة ثلاثة أيام، فصار يبحث عن الماء،
و بينما هو يتردّد في طلب الماء،صادف إناء فيه ماء قليل،
فصار يدخل منقاره في الإناء فلا يصل إلى الماء،
ثمّ تفكّر ،
فخطر بباله أنّه إذا ألقى جملة أحجار و حصى في الإناء ارتفع الماء،
ففعل ذلك،
فارتفع الماء إلى أن أمكنه الشرب و الرّي،
فشرب وارتوى.
معناها :
الفكر الصائب من ذوي الألباب، يكون سببا في تسهيل الأمور الصعاب.
منقول
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
فضل الذكاء والفهم والمعرفة وحسن الإطلاع
قصه غلام من بني هاشم والحجاج بن يوسف الثقفــي
خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن
عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار
وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟
فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج : ويلك أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ،
فقال الحجاج: أحفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام
فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون
وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،
ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم بل قال : السلام عليكم
فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً
ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان. فقال الغلام :
(أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين)
فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج
أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك
يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام : عبد الملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء اقتله يا أمير المؤمنين
فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبد الملك بن مروان.
فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه.
فقال الحجاج : اضربوا عنقه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام
ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك
ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام : من ثلى بني غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام
وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة
فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء.
فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك.
فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك.
فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟
فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج .
فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟
قال الغلام : قال الله تعالى
" ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة"
قال الحجاج : ابن من أنت ؟
قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟
فأجاب الغلام : بنو طي .
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك؟
فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم .
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً ؟
فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم
وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت
فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً ؛؛
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟
فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟
فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟
فقال الغلام : هل القرآن هارب منى حتى أحفظه.
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي .
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟
وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟
وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟
وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟
و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟
فقال الغلام :
أما أعظم آية فهي آية الكرسي
وأحكم آية (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)
وأعدل آية (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)
وأخوف آية (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم)
وأرجى آية (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها)
وآية فيها عشر آيات بينات هي (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب)
وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي (وجاءوا على قميصه بدم كذب) وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي
(وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء)
فصدقوا ودخلوا النار
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق
وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
وآية فيها قول الأنبياء (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
وآية فيها قول الملائكة (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)
وأية فيها قول أهل الجنة (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور)
وآية فيها قول أهل النار (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)
وآية فيها قول إبليس (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛
والذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛
وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛
والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛
والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛
والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛
والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟
فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز
فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين
وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض
ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بني آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب .
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟
فقال الغلام :
إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء ؛؛
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا؛؛
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛
فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟
فقال الغلام : صيام رمضان.
فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟
فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا .
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة .
ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده
ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك.
فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي.
حيث يقول :
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر و إيسار
فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك
ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام
فغمزته الجارية وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة
فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم .
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك
فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟
فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً
بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه
منقول بتصرف
-
مراقبة الأقسام العامة
رقم العضوية : 3445
تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 4,093
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 13
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 25
التقييم : 13
البلد : الأردن - بلاد الشام
الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
الوظيفة : صيدلانية
معدل تقييم المستوى
: 18
إنما أبغض فعله
مرّ أبو الدرداء على جماعةٍ قد تجمهروا على رجلٍ
وجعلوا يضربونه , ويشتمونه ..
فأقبل عليهم وقال ما الخبر ؟
قالوا : رجلٌ وقع في ذنبٍ كبير ..
قال : أرأيتم لو وقع في بئرٍ أفلم تكونوا تستخرجونه منه ؟
قالوا : بلى
قال : لا تسبوه ولا تضربوه وإنما عظوه وبصروه ,
واحمدوا الله الذي عافاكم من الوقوع في ذنبه ..
قالوا : أفلا نبغضه ؟!
قال : إنما أبغض فعله , فإذا تركه فهو أخي ..
فأخذ الرجل ينتحب ويًعلنُ توبته
منقول
|
|
المفضلات