4871 - ( لا تفتح الدنيا على أحد ؛ إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 475 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 16) - والسياق له - ، والبزار في "مسنده" (1/ 440/ 311 - بيروت) من طريق ابن لهيعة : حدثنا أبو الأسود أنه سمع محمد ابن عبدالرحمن بن لبيبة يحدث عن أبي سنان الدؤلي :
أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين ، فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق ، فكان فيه خاتم ، فأخذه بعض بنيه ، فأدخله في فيه ، فانتزعه عمر منه ، ثم بكى عمر رضي الله عنه . فقال له من عنده : لم تبكي وقد فتح الله لك ، وأظهرك على عدوك ، وأقر الله عينك ؟! فقال عمر رضي الله عنه : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... (فذكره) وأنا أشفق من ذلك ! وقال البزار :
"لا يروى إلى بهذا الإسناد" .
قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ فيه علتان :
الأولى : ابن لبيبة ؛ قال في "الميزان" :
"قال يحيى : ليس حديثه بشيء . وقال الدارقطني : ضعيف . وقال آخر : ليس بالقوي" .
والأخرى : ابن لهيعة ؛ سيىء الحفظ .
وبه أعله الزبيدي في "شرح الإحياء" (8/ 53) . وسكت عنه العراقي (3/ 188) !
قلت : ومن ذلك تعلم خطأ - أو تساهل - المنذري في قوله :
"رواه أحمد - بإسناد حسن - والبزار ، وأبو يعلى" !
على أنني لم أره في "مسند عمر" من "مسند أبو يعلى" ؛ لكن النسخة التي عندي سيئة !
ثم علمت بواسطة "مجمع الزوائد" (3/ 122 و 10/ 236) أن أبا يعلى إنما رواه في "الكبير" ، وهذا غير معروف اليوم ؛ بخلاف الأول ، فمنه نسخ مصورة ، وقد طبع في دمشق .
ثم إن الهيثمي حسن إسناده في الموضع الثاني ؛ تبعاً للمنذري !
وأعله في الموضع الأول بابن لهيعة ؛ فأصاب .
وعزاه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 376/ 3142) للديلمي فقط ! وسكت عنه فما أحسن !
ولم أره في "مسند الفردوس" ، وهو في أصله "الفردوس" (5/ 214/ 7992) .
(/1)
4872 - ( اليوم الرهان ، وغداً السباق ، والغاية الجنة ، والهالك من دخل النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 477 :
$موضوع بهذا التمام$
أخرجه الطبراني (3/ 171/ 1) ، وابن سمعون في "الأمالي" (ق 169/ 2) ، وابن عدي (27/ 2) ، وابن عساكر (12/ 9/ 1) عن أصرم ابن حوشب : أخبرنا قرة بن خالد وغيره عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً . وقال ابن عدي - وقد ساقه في جملة أحاديث لأصرم هذا - :
"وهذه الأحاديث بواطيل عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا" .
قلت : وهو كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث" . ونحوه قول الحاكم ، والنقاش :
"يروي الموضوعات" .
لكن روي الحديث من طريق أخرى في حديث لعائشة ببعض اختصار ، ولفظه :
"من سأل عني أو سره أن ينظر إلي ؛ فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر ، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ، رفع له علم فشمر إليه ، اليوم المضمار ، وغداً السباق ، والغاية الجنة أو النار" .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 258) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سليمان بن أبي كريمة ؛ وهو ضعيف" .
وهو في "الأوسط" (4/ 152/ 3265) . وقال :
"لم يروه عن هشام إلا سليمان ، تفرد به عمرو" .
يعني : ابن هاشم البيروتي ، وهو صدوق يخطىء .
قلت : ولذلك أشار المنذري (4/ 108) إلى تضعيفه . وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 203) :
"وإسناده ضعيف" .
(تنبيه) : زاد الطبراني في حديث الترجمة :
"أنا الأول ، وأبو بكر المصلي ، وعمر الثالث ، والناس بعد على السبق ؛ الأول فالأول" .
وروى ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (1/ 30/ 2) عن عون بن عبدالله أنه كان يقول :
اليوم المضمار ، وغداً السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار .
وأخرج الثقفي في "المشيخة النيسابورية" (199/ 1) عن أبي مصعب : حدثني علي بن أبي اللهبي عن محمد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبدالله يقول ... فذكره مرفوعاً بلفظ :
"أنتم اليوم في المضمار ، وغداً السباق ، فالسبق الجنة ، والغاية النار ، بالعفو تنجون ، وبالرحمة تدخلون ، وبأعمالكم تقتسمون" .
قلت :وهذا ضعيف جداً ؛ علي هذا ؛ قال الذهبي :
"له مناكير ؛ قاله أحمد . وقال أبو حاتم والنسائي : متروك . وقال ابن معين : ليس بشيء" . زاد في "اللسان" :
"وقال العقيلي : متروك الحديث . ونقل عن البخاري : منكر الحديث ... وقال الحاكم : يروي عن ابن المنكدرأحاديث موضوعة يرويها عنه الثقات" .
وقد روي الحديث موقوفاً ؛ يرويه إسماعيل ابن علية عن عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي قال :
نزلنا من المدائن على فرسخ ، فلما جاءت الجمعة ؛ حضر [أبي] وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال :
إن الله عز وجل يقول : (اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغداً السباق .
فقلت : لأبي : أيستبق الناس غداً ؟ قال : يا بني ! إنك لجاهل ، إنما يعني : العمل اليوم ، والجزاء غداً ! فلما جاءت الجمعة الأخرى ؛ حضرنا ، فخطبنا حذيفة فقال :
إن الله عز وجل يقول : (اقتربت الساعة وانشق القمر) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغداً السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة .
أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (27/ 51) ، والحاكم (4/ 609) . وقال "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : فيه عنده موسى بن سهل بن كثير ؛ وهو آخر من روى عن ابن علية ؛ قال الذهبي نفسه في "الميزان" :
"ضعفه الدارقطني . وقال البرقاني : ضعيف جداً" .
ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه :
"ضعيف" .
فلا وجه لتصحيحه من طريقه . لكنه لم يتفرد به ؛ فهو متابع من ثقة عند ابن جرير . لكن (إسماعيل ابن علية) روى عن عطاء بعد الاختلاط .
إلا أنه قد تابعه عنده شعبة ، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط .
وتابعه أيضاً سفيان : عند ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 287) ، وهو سفيان الثوري ؛ سمع منه قبل الاختلاط أيضاً ، فصح الإسناد ؛ والحمد لله .
وقد أشار إلى ذلك أبو نعيم بقوله - عقب الحديث في "الحلية" (1/ 281) - :
"رواه جماعة عن عطاء مثله" .
(/1)
4873 - ( أما إنه أول طعام دخل بطن أبيك منذ ثلاثة أيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 480 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (2/ 1) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 37/ 2) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 298) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 315/ 10430) من طريق أبي الوليد الطيالسي قال : حدثنا عمار ابن عمارة أبو هاشم صاحب الزعفراني قال : حدثنا محمد بن عبدالله أن أنس بن مالك حدثه :
أن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم جاءت بكسرة خبز إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال :
"ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟!" قالت : قرص خبزته ؛ فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة . قال ... فذكره .
وأخرجه أحمد (3/ 213) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 128) في ترجمة محمد بن عبدالله هذا . وقال - في رواية - :
"الراسبي" . وسقطت هذه النسبة من "المسند" .
والراسبي هذا ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" (1/ 207 - مخطوط) ، وهو عمدة المنذري (4/ 109) ثم الهيثمي (10/ 312) في قولهما :
"رواه أحمد والطبراني ، ورواتهما ثقات" !
قلت : والبخاري لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك صنع ابن أبي حاتم (3/ 2/ 308) . وقال الذهبي - بعد أن ساق له هذا الحديث - :
"مجهول ، مر" .
قلت : وكأنه يشير إلى قوله المتقدم :
"محمد بن عبدالله . عن ابن عمر . وعنه محمد بن مرة ، مجهول" !
وهذا مشكل ؛ فإن من المعلوم من نص الذهبي نفسه ؛ أن من يقول فيه :
"مجهول" ولا يسنده إلى قائل ؛ فهو قول أبي حاتم فيه ، وعلته ؛ فصنيع الذهبي يشير إلى أن الترجمتين هما واحدة ، وأن أبا حاتم قال في صاحب هذا الحديث :
"مجهول" ! وهذا وقع مصرحاً في "اللسان" ؛ فإنه قال :
"مجهول . قاله أبو حاتم" !
مع أن أبا حاتم قد فرق بين الترجمتين ، فلم يذكر في هذا شيئاً ؛ كما سبقت الإشارة إليه . وقال قبله :
"محمد بن عبدالله . رأى ابن عمر يأكل بفرق . روى عنه محمد بن مرة الكوفي ، وهو مجهول لا يدرى من هو ؟" . لكنه قال بعد ترجمة :
"محمد بن عبدالله البصري . سمع أنساً . مجهول" .
فالظاهر أن هذا هو عمدة الذهبي والحافظ فيما قالا ، ومن الظاهر أن البصري هذا هو صاحب هذا الحديث ؛ فقد قال البخاري في ترجمته :
"يعد في البصريين" . وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ؛ لجهالة البصري هذا . والله أعلم .
(تنبيه) : ثم وجدت الحديث في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" لأبي الشيخ (ص 285) من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث عن عمار أبي هاشم به ؛ إلا أنه وقع فيه :
"محمد بن سيرين" ! وهذا خطأ فاحش ؛ أظنه تحرف على الطابع أو الناسخ ، والصواب : "محمد الراسبي" ؛ كما تقدم عن "تاريخ البخاري" ، وهو عنده من هذه الطريق .
(/1)
4874 - ( إن الله تبارك وتعالى لم يأمرني بكنز الدنيا ، ولا باتباع الشهوات ، فمن كنز دنيا يريد به حياة باقية ؛ فإن الحياة بيد الله ، ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً ، ولا أخبأ رزقاً لغد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 482 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (15/ 2) عن الزهري عن رجل عن ابن عمر قال :
خرجت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار ، فجعل يلتقط من التمر ويأكل ، فقال :
"يا ابن عمر ! ما لك لا تأكل ؟! قلت : يا رسول الله ! لا أشتهيه . قال
"لكني أشتهيه ، وهذا صبح رابعة لم أذق طعاماً ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر ! إذا بقيت في قوم يخبؤن رزق سنتهم ؟!" . قال : فوالله ما برحنا حتى نزلت : (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ؛ غير الرجل الذي لم يسم .
ولعله - من أجله - أشار المنذري في "الترغيب" (4/ 109) إلى تضعيفه بتصديره إياه بصيغة التمريض : "روي" . وقال :
"رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب (الثواب)" .
ثم رأيته في كتابه الآخر : "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 303-304) ؛ أخرجه من طريق يزيد بن هارون : أخبرنا الجراح بن منهال عن الزهري عن عطاء عن ابن عمر به . وقال :
"الزهري : هو عبدالرحيم بن عطاف" .
قلت : وهذا التفسير غريب ؛ فإنه على رغم أني لم أجد من ترجم عبدالرحيم هذا ؛ فقد ذكروا في ترجمة الجراح بن منهال أنه روى عن الزهري ، والمراد به عند الإطلاق : محمد بن مسلم الزهري الإمام المشهور .
ومع ذلك ؛ فقد نبهني هذا الإسناد على تحريف في كتاب "الجوع" ؛ فقد وقع فيه : "الحجاج بن المنهال الجزري" ! فتبينت أنه خطأ ؛ والصواب : "الجراح بن المنهال" وهو الجزري ، وأما الحجاج بن المنهال فليس جزرياً .
وإذا ثبت هذا ؛ فالجراح الجزري متروك متهم بالكذب ، فالإسناد ضعيف جداً .
وأفاد الشيخ أبو الفضل الغماري - في تعليقه على "الأخلاق" - أن ابن أبي حاتم رواه في "تفسيره" ؛ فزاد بين الزهري وعطاء رجلاً لم يسمه .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 258) من طريق أبي محمد بن حيان - وهو أبو الشيخ - من طريق التي في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" ؛ إلا أنه قال :
الحجاج بن منهال عن الزهري عن عبدالرحيم بن عطاء عن عطاء ...
فأدخل التفسير في الإسناد ، وسمى الراوي عن (الزهري) : (الحجاج) مكان : (الجراح) !
ولعل هذا - الثاني - هو الأرجح ؛ لموافقته لما في "تفسير ابن أبي حاتم" ؛ فإنه قال في "سورة العنكبوت" (6/ 289/ 2) : حدثنا محمد بن عبدالرحمن الهروي : [حدثنا يزيد بن هارون] : حدثنا الجراح بن منهال الجزري عن الزهري [عن رجل] عن ابن عمر ...
والهروي هذا صدوق ؛ كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 327) .
وتابعه عبد بن حميد ؛ فقال في "المنتخب" (2/ 39/ 814) : أنبأنا يزيد بن هارون : أنبأنا أبو العطوف الجراح بن منهال الجزري ...
وإذا ترجح أن الراوي عن الزهري هو : الجراح بن المنهال الجزري ؛ فيكون الحديث ضعيف الإسناد جداً ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"الجراح بن منهال أبو العطوف عن الزهري ؛ تركوه" . وقال ابن كثير - عقب الحديث - :
"حديث غريب ، وأبو العطوف الجزري ضعيف" .(/1)4875 - ( شربتان في شربة ، وإدامان في قدح ؟! لا حاجة لي فيه ، أما إني لا أزعم أنه حرام ، ولكني أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة ، أتواضع لله ، فمن تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ، ومن استغنى أغناه الله ، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 485 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 464/ 4891) ، وابن عساكر في "مدح التواضع" (92/ 1-2) وغيرها عن نعيم بن مورع العنبري : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل . فقال ... فذكره . وقال ابن عساكر :
"حديث غريب ، تفرد به نعيم هذا" .
قلت : وهو ضعيف جداً ؛ قال النسائي :
"ليس بثقة" . وقال ابن عدي :
"يسرق الحديث" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال الحاكم . وأبو سعيد النقاش :
"روى عن هشام أحاديث موضوعة" . وقال أبو نعيم :
"روى عن هشام مناكير" .
قلت : وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الدارقطني عنه . وقال :
"تفرد به نعيم ، وليس بثقة" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلىء" (2/ 128) بأن الطبراني أخرجه في "الأوسط" من هذه الطريق (!) وله شاهد .
ثم ساقه من حديث أنس نحوه مختصراً ؛ دون قوله :
"ولكني أكره ..." ؛ وسكت عليه ! وقد قال الهيثمي - عقبه (5/ 34) - :
"وفيه محمد بن عبدالكريم بن شعيب ؛ ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" .(/1)4876 - ( بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد . يعني : علياً رضي الله تعالى عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 486 :
$موضوع$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1124-1125) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 207/ 1) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا محمد بن عبدالرحيم بن شروس الحلبي عن ابن ميناء عن أبيه عن عائشة قالت :
رأيت النبي صلي الله عليه وسلم التزم علياً وقبله ، ويقول ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ المتهم به ميناء - وهو ابن أبي ميناء الزهري - ؛ اتفقوا على تضعيف ؛ سوى ابن حبان فذكره في "الثقات" !
وكذبه بعضهم ، فقال أبو حاتم :
"منكر الحديث ، روى أحاديث مناكير في الصحابة ، لا تعبأ بحديثه ، كان يكذب" .
وابنه : اسمه عمر ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 135) ؛ عن أبيه :
"مجهول" .
وتبعه الذهبي في "الميزان" . ثم الحافظ في "اللسان" ؛ وقال هذا :
"ووجدت عنه حديثاً منكراً" . ثم ساق له حديثاً آخر غير هذا من طريق ابن شروس هذا بإسناده .
وابن شروس ؛ كأنه مجهول ؛ فإني لم أجده إلا في هذا الإسناد ، وبه ذكره ابن أبي حاتم فقال (4/ 1/ 8) :
"محمد بن عبدالرحيم بن شروس الصنعاني . روى عن عمر بن مينا عن أبيه عن عائشة . روى عنه سويد بن سعيد" .
ولم يذكره الذهبي ، ولا العسقلاني ! وهو مما ينبغي أن يستدرك عليهما .
وسويد بن سعيد ؛ فيه ضعف ؛ لأنه كان يتلقن .
وخفي على الهيثمي ترجمة بعض هذا الإسناد ؛ فقال (9/ 138) :
"رواه أبو يعلى ، وفيه من لم أعرفه" !(/1)4877 - ( ردوه لحالته الأولى ؛ فإنه منعتني وطاءته صلاتي الليلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 488 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي في "الشمائل" (ص 188) : حدثنا أبو الخطاب زياد ابن يحيى البصري : حدثنا عبدالله بن ميمون (الأصل : مهدي ، وهو خطأ) : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال :
سئلت عائشة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : من أدم حشوه من ليف . وسئلت حفصة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : مسحاً نثنيه ثنيتين فينام عليه . فلما كان ذات ليلة قلت : لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له ، فثنيناه له بأربع ثنيات . فلما أصبح قال :
"ما فرشتموا لي الليلة ؟!" . قال : قلنا : هو فراشك ؛ إلا أننا ثنيناه بأربع ثنيات ؛ قلنا : هو أوطأ لك . قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالله بن ميمون - وهو القداح المكي - ، وهو متروك . بل قال الحاكم :
"روى عن عبيدالله بن عمر أحاديث موضوعة" .
ثم هو منقطع بين محمد - والد جعفر ؛ وهو محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين - ؛ فإنه لم يدرك عائشة ، كما قال البيجوري في "حاشيته على الشمائل" ، وأتبع ذلك بقوله :
"لكن حقق ابن الهمام أن الانقطاع في حديث الثقات لا يضر" !!
ولم يتنبه أن هذا التحقيق المزعوم مخالف لما عليه علماء الحديث ؛ أن الانقطاع - بل الإرسال - علة في الحديث !
كما أنه كان الأولى به أن يعله بالعلة القادحة الظاهرة !
وقد وجدت للحديث إسناداً آخر ، هو خير من هذا ، ولكنه لا يرتفع به إلى أكثر من درجة الضعف !
وهو ما يرويه عبدالله بن رشيد : أخبرنا أبو عبيدة عن أبان عن إبراهيم الجعفي عن الربيع بن زياد الحارثي قال :
قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وفد العراق ، فأمر لكل رجل منا بعباء عباء ، فأرسلت إليه حفصة فقالت : يا أمير المؤمنين ! أتاك ألباب العراق ، ووجوه الناس ، فأحسن كرامتهم ، فقال : ما أزيدهم على العباء يا حفصة ! أخبريني بألين فراش فرشت لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأطيب طعام أكله عندك ؟ فقالت :
كان لنا كساء من هذه الملبدة ، أصبناه يوم خيبر ، فكنت أفرشه لرسول الله صلي الله عليه وسلم كل ليلة وينام عليه ، وإني ربعته ذات ليلة ... الحديث نحوه .
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 167) :
قلت : وعبدالله بن رشيد ؛ قال البيهقي :
"لا يحتج به" . وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال :
"مستقيم الحديث" .
والربيع بن زياد الحارثي ؛ قال البخاري :
"سمع عمر" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وروى عنه جمع .
وإبراهيم الجعفي : هو ابن عبدالأعلى مولى الجعفيين ، ثقة من رجال مسلم .
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن عائشة مختصراً ؛ ليس فيه حديث الترجمة .
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 465) : أخبرنا عمر بن حفص عن أم شبيب عن عائشة رضي الله عنها :
أنها كانت تفرش للنبي صلي الله عليه وسلم عباءة ثنيتين ، فجاء ليلة وقد ربعتها ، فنام عليها ، فقال :
"يا عائشة ! ما لفراشي الليلة ليس كما كان ؟!" . قلت : يا رسول الله ! ربعتها لك ! قال :
"فأعيديه كما كان" .
قلت : وأم شبيب هذه ؛ لم أجد من ذكرها .
وعمر بن حفص ؛ لعله عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن عائذ المدني ، أبو حفص المؤذن ، وجده المعروف بسعد القرظ ؛ فإنه من هذه الطبقة ؛ قال ابن معين :
"ليس بشيء" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" !
ولكن ؛ هل سمع منه ابن سعد ، أم سقط الواسطة بينهما ؟ وهذا الذي أرجحه . والله أعلم .
ثم وجدت لحديث حفصة طريقاً أخرى ؛ فقال ابن أبي الدنيا في "الجوع" (3/ 1) : حدثني عبدالله بن يونس قال : حدثني أبي قال : حدثني أبو معشر عن محمد بن قيس قال :
دخل ناس على حفصة بنت عمر ... فبعثوا إليه حفصة ، فذكرت ذلك له ، فقال : أخبريني بألين فراش فرشتيه لرسول الله صلي الله عليه وسلم قط ؟ قالت :
عباءة ثنيتها له باثنتين ، فلما غلظت عليه ؛ جعلتها له أربعة . قال : فأخبريني بأجود ثوب لبسه ؟ ... إلخ .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ لكنه منقطع ؛ محمد بن قيس - وهو المدني قاص عمر بن عبدالعزيز - ؛ لم يذكروا له رواية إلا عن أبي هريرة ، وجابر - ويقال : مرسل - ، وأبي صرمة الأنصاري .
وأبومعشر : هو زياد بن كليب الحنظلي الكوفي .
ويونس : هو ابن عبيد بن دينار البصري .
وكلهم من رجال مسلم .
وعبدالله بن يونس ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 2/ 205) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولكنه قال :
"روى عنه أبو زرعة" .
وهو لا يروي إلا عن ثقة .
وهذه الطريق أصح طرق الحديث ؛ مع انقطاعه ، فهو يعل حديث الترجمة ؛ لعدم وروده فيها .(/1)4878 - ( هذه الدنيا مثلت لي ، فقلت لها : إليك عني ! ثم رجعت فقالت : إنك إن أفلت مني ؛ فلن يفلت مني من بعدك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 491 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البزار (ص 325 - زوائده) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ق 2/ 2) عن عبدالواحد بن زيد قال : حدثني أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال :
كنا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ فدعا بشراب ؛ فأتي بماء وعسل ، فلما أدناه من فيه ؛ بكى وبكى حتى أبكى أصحابه ، فسكتوا وما سكت ، ثم عاد فبكى ؛ حتى ظنوا أنهم لم يقدروا على مسألته . قال : ثم مسح عينيه ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ! ما أبكاك ؟! قال :
كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرأيته قد دفع عن نفسه شيئاً ، ولم أر معه أحداً ؛ فقلت : يا رسول الله ! ما الذي تدفع عن نفسك ؟! قال ... فذكره . وقال البزار :
"عبدالواحد ضعيف جداً ، وكان يذهب إلى القدر . ومرة مشهور ، ولا يعرف هذا الحديث إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو - كما قال البزار - ضعيف جداً ، وقد اتفقوا على تضعيفه ؛ حتى ابن حبان ؛ فأورده في "الضعفاء" ، وقال :
"كان ممن يقلب الأخبار ؛ من سوء حفظه وكثرة وهمه ، فلما كثر ذلك منه استحق الترك" .
ولكنه نسي هذا ؛ فتناقض ، فأورده في "الثقات" أيضاً ، فقال :
"روى عنه أهل البصرة ، يعتبر حديثه إذا كان دونه ثقة وفوقه ثقة ، ويجتنب ما كان من حديثه من رواية سعيد بن عبدالله بن دينار ؛ فإن سعيداً يأتي بما لا أصل له عن الأثبات" .
قلت : وهذا - مع مناقضته لنفسه - مخالف لاتفاق الأئمة أيضاً ، وفيهم إمام الأئمة البخاري ؛ فقد قال :
"تركوه" . ذكره في "الميزان" . ثم قال :
"ومن مناكيره : ما روى ابن أبي الدنيا في تواليفه ..." ثم ساق له هذا الحديث .
ولذلم كله ؛ فلا التفات إلى قول المنذري في "الترغيب" (4/ 117) :
"ورواته ثقات ؛ إلا عبدالواحد بن زيد ، وقد قال ابن حبان : "يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة" ؛ وهو هنا كذلك" !
ونحوه قول الهيثمي (10/ 254) :
"رواه البزار ؛ وفيه عبدالواحد بن زيد الزاهد ؛ وهو ضعيف عند الجمهور ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : "يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ، ودونه ثقة" . وبقية رجاله ثقات" !
ومن هذا الوجه : أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 365/ 10596) ، وكذا الحاكم في "المستدرك" (4/ 309) . وقال :
"صحيح الإسناد" !
ورده الذهبي بقوله :
"قلت : عبدالصمد ؛ تركه البخاري وغيره" .(/1)4879 - ( كان يكنيه بأبي المساكين . يعني : جعفر بن أبي طالب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 493 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي (2/ 305) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي يحيى التيمي : حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال :
إن كنت لأسأل الرجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم عن الآيات من القرآن ؛ أنا أعلم بها منه ، ما أسأله إلا ليطعمني شيئاً ، فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب ؛ لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله ، فيقول لامرأته : يا أسماء ! أطعمينا شيئاً ، فإذا أطعمتنا أجابني ، وكان جعفر يحب المساكين ، ويجلس إليهم ، ويحدثهم ويحدثونه ، فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين .
وقال - مضعفاً - :
"حديث غريب . وأبو إسحاق المخزومي : هو إبراهيم بن الفضل المدني ؛ وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه ، وله غرائب" !
قلت : لقد سهل الترمذي فيه القول ، فالرجل ممن اتفق أئمة الحديث على تضعيفه . بل قال فيه الدارقطني :
"متروك" . وهذا معنى قول البخاري فيه :
"منكر الحديث" .
وكذا قال أبو حاتم .
وإسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي ضعيف أيضاً .
وقد خالف أبا إسحاق : ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري به مختصراً ؛ دون قوله : فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب ... إلخ . لكنه زاد فقال :
وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته ، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي فيها شيء ، فيشقها فنلعق ما فيها .
أخرجه البخاري (7/ 61-62) ، وابن سعد (4/ 41) - الزيادة فقط - .
وروى الترمذي ، وابن سعد ، والحاكم (3/ 209) ، وأحمد (2/ 413-414) من طريق عكرمة عن أبي هريرة قال :
ما احتذى النعال ، ولا انتعل ، ولا ركب المطايا ، ولا لبس الكور من رجل - بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم - أفضل من جعفر بن أبي طالب . يعني : في الجود والكرم .
وقال الترمذي :
"حسن صحيح غريب" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط البخاري" . ووافقه الذهبي .
قلت : وإنما لم يصححاه على شرط مسلم أيضاً - مع أن رجاله كلهم من رجال الشيخين - ؛ لأن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - إنما أخرج عنه مقروناً . وقال الحافظ عقب الحديث :
"إسناده صحيح" .(/1)4880 - ( إني قد قرنت فاقرنوا . يعني : في التمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 495 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 339-340) - واللفظ له - ، والبزار (ص 161) عن جرير بن عبدالحميد عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال :
كنت في الصفة ؛ فبعث إلينا النبي صلي الله عليه وسلم عجوة ، فكنا نقرن الثنتين من الجوع ، فيقول لأصحابه ... فذكره . ولفظ البزار :
فنهى النبي صلي الله عليه وسلم أن يقرن إلا بإذن صاحبه . وقال :
"لا نعلم رواه عن عطاء عن الشعبي إلا جرير . ورواه عمران بن عيينة عن عطاء عن ابن عجلان عن أبي هريرة" .
قلت : وعطاء : هو ابن السائب ؛ وكان اختلط ، وروى عنه جرير في الاختلاط . وقال الهيثمي (5/ 42) :
"رواه البزار ، وفيه عطاء بن السائب ؛ وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" .(/1)
المفضلات