صفحة 58 من 64 الأولىالأولى ... 2848545556575859606162 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 571 إلى 580 من 634
 
  1. #571
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4871 - ( لا تفتح الدنيا على أحد ؛ إلا ألقى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 475 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (1/ 16) - والسياق له - ، والبزار في "مسنده" (1/ 440/ 311 - بيروت) من طريق ابن لهيعة : حدثنا أبو الأسود أنه سمع محمد ابن عبدالرحمن بن لبيبة يحدث عن أبي سنان الدؤلي :
    أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين ، فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق ، فكان فيه خاتم ، فأخذه بعض بنيه ، فأدخله في فيه ، فانتزعه عمر منه ، ثم بكى عمر رضي الله عنه . فقال له من عنده : لم تبكي وقد فتح الله لك ، وأظهرك على عدوك ، وأقر الله عينك ؟! فقال عمر رضي الله عنه : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... (فذكره) وأنا أشفق من ذلك ! وقال البزار :
    "لا يروى إلى بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ فيه علتان :
    الأولى : ابن لبيبة ؛ قال في "الميزان" :
    "قال يحيى : ليس حديثه بشيء . وقال الدارقطني : ضعيف . وقال آخر : ليس بالقوي" .
    والأخرى : ابن لهيعة ؛ سيىء الحفظ .
    وبه أعله الزبيدي في "شرح الإحياء" (8/ 53) . وسكت عنه العراقي (3/ 188) !
    قلت : ومن ذلك تعلم خطأ - أو تساهل - المنذري في قوله :
    "رواه أحمد - بإسناد حسن - والبزار ، وأبو يعلى" !
    على أنني لم أره في "مسند عمر" من "مسند أبو يعلى" ؛ لكن النسخة التي عندي سيئة !
    ثم علمت بواسطة "مجمع الزوائد" (3/ 122 و 10/ 236) أن أبا يعلى إنما رواه في "الكبير" ، وهذا غير معروف اليوم ؛ بخلاف الأول ، فمنه نسخ مصورة ، وقد طبع في دمشق .
    ثم إن الهيثمي حسن إسناده في الموضع الثاني ؛ تبعاً للمنذري !
    وأعله في الموضع الأول بابن لهيعة ؛ فأصاب .
    وعزاه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 376/ 3142) للديلمي فقط ! وسكت عنه فما أحسن !
    ولم أره في "مسند
    الفردوس" ، وهو في أصله "الفردوس" (5/ 214/ 7992) .

    (/1)
    4872 - ( اليوم الرهان ، وغداً السباق ، والغاية الجنة ، والهالك من دخل النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 477 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني (3/ 171/ 1) ، وابن سمعون في "الأمالي" (ق 169/ 2) ، وابن عدي (27/ 2) ، وابن عساكر (12/ 9/ 1) عن أصرم ابن حوشب : أخبرنا قرة بن خالد وغيره عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً . وقال ابن عدي - وقد ساقه في جملة أحاديث لأصرم هذا - :
    "وهذه الأحاديث بواطيل عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا" .
    قلت : وهو كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين . وقال ابن حبان :
    "كان يضع الحديث" . ونحوه قول الحاكم ، والنقاش :
    "يروي الموضوعات" .
    لكن روي الحديث من طريق أخرى في حديث لعائشة ببعض اختصار ، ولفظه :
    "من سأل عني أو سره أن ينظر إلي ؛ فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر ، لم يضع لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة ، رفع له علم فشمر إليه ، اليوم المضمار ، وغداً السباق ، والغاية
    الجنة أو النار" .
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 258) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سليمان بن أبي كريمة ؛ وهو ضعيف" .
    وهو في "الأوسط" (4/ 152/ 3265) . وقال :
    "لم يروه عن هشام إلا سليمان ، تفرد به عمرو" .
    يعني : ابن هاشم البيروتي ، وهو صدوق يخطىء .
    قلت : ولذلك أشار المنذري (4/ 108) إلى تضعيفه . وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 203) :
    "وإسناده ضعيف" .
    (تنبيه) : زاد الطبراني في حديث الترجمة :
    "أنا الأول ، وأبو بكر المصلي ، وعمر الثالث ، والناس بعد على السبق ؛ الأول فالأول" .
    وروى ابن أبي
    الدنيا في "قصر الأمل" (1/ 30/ 2) عن عون بن عبدالله أنه كان يقول :
    اليوم المضمار ، وغداً السباق ، والسبقة
    الجنة ، والغاية النار .
    وأخرج الثقفي في "المشيخة النيسابورية" (199/ 1) عن أبي مصعب : حدثني علي بن أبي اللهبي عن محمد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبدالله يقول ... فذكره مرفوعاً بلفظ :
    "أنتم اليوم في المضمار ، وغداً السباق ، فالسبق
    الجنة ، والغاية النار ، بالعفو تنجون ، وبالرحمة تدخلون ، وبأعمالكم تقتسمون" .
    قلت :وهذا ضعيف جداً ؛ علي هذا ؛ قال الذهبي :
    "له مناكير ؛ قاله أحمد . وقال أبو حاتم والنسائي : متروك . وقال ابن معين : ليس بشيء" . زاد في "اللسان" :
    "وقال العقيلي : متروك الحديث . ونقل عن البخاري : منكر الحديث ... وقال الحاكم : يروي عن ابن المنكدرأحاديث موضوعة يرويها عنه الثقات" .
    وقد روي الحديث موقوفاً ؛ يرويه إسماعيل ابن علية عن عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي قال :
    نزلنا من المدائن على فرسخ ، فلما جاءت الجمعة ؛ حضر [أبي] وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال :
    إن الله عز وجل يقول : (اقتربت الساعة وانشق
    القمر) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغداً السباق .
    فقلت : لأبي : أيستبق
    الناس غداً ؟ قال : يا بني ! إنك لجاهل ، إنما يعني : العمل اليوم ، والجزاء غداً ! فلما جاءت الجمعة الأخرى ؛ حضرنا ، فخطبنا حذيفة فقال :
    إن الله عز وجل يقول : (اقتربت الساعة وانشق
    القمر) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغداً السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة .
    أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (27/ 51) ، والحاكم (4/ 609) . وقال "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : فيه عنده موسى بن سهل بن كثير ؛ وهو آخر من روى عن ابن علية ؛ قال الذهبي نفسه في "الميزان" :
    "ضعفه الدارقطني . وقال البرقاني : ضعيف جداً" .
    ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه :
    "ضعيف" .
    فلا وجه لتصحيحه من طريقه . لكنه لم يتفرد به ؛ فهو متابع من ثقة عند ابن جرير . لكن (إسماعيل ابن علية) روى عن عطاء بعد الاختلاط .
    إلا أنه قد تابعه عنده شعبة ، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط .
    وتابعه أيضاً سفيان : عند ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 287) ، وهو سفيان الثوري ؛ سمع منه قبل الاختلاط أيضاً ، فصح الإسناد ؛ والحمد لله .
    وقد أشار إلى ذلك أبو نعيم بقوله - عقب الحديث في "الحلية" (1/ 281) - :
    "رواه جماعة عن عطاء مثله" .

    (/1)
    4873 - ( أما إنه أول طعام دخل بطن أبيك منذ ثلاثة أيام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 480 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "الجوع" (2/ 1) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 37/ 2) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 298) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 315/ 10430) من طريق أبي الوليد الطيالسي قال : حدثنا عمار ابن عمارة أبو هاشم صاحب الزعفراني قال : حدثنا محمد بن عبدالله أن أنس بن مالك حدثه :
    أن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم جاءت بكسرة خبز إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال :
    "ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟!" قالت : قرص خبزته ؛ فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة . قال ... فذكره .
    وأخرجه أحمد (3/ 213) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 128) في ترجمة محمد بن عبدالله هذا . وقال - في رواية - :
    "الراسبي" . وسقطت هذه النسبة من "المسند" .
    والراسبي هذا ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" (1/ 207 - مخطوط) ، وهو عمدة المنذري (4/ 109) ثم الهيثمي (10/ 312) في قولهما :
    "رواه أحمد والطبراني ، ورواتهما ثقات" !
    قلت : والبخاري لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك صنع ابن أبي حاتم (3/ 2/ 308) . وقال الذهبي - بعد أن ساق له هذا الحديث - :
    "مجهول ، مر" .
    قلت : وكأنه يشير إلى قوله المتقدم :
    "محمد بن عبدالله . عن ابن عمر . وعنه محمد بن مرة ، مجهول" !
    وهذا مشكل ؛ فإن من المعلوم من نص الذهبي نفسه ؛ أن من يقول فيه :
    "مجهول" ولا يسنده إلى قائل ؛ فهو قول أبي حاتم فيه ، وعلته ؛ فصنيع الذهبي يشير إلى أن الترجمتين هما واحدة ، وأن أبا حاتم قال في صاحب هذا الحديث :
    "مجهول" ! وهذا وقع مصرحاً في "اللسان" ؛ فإنه قال :
    "مجهول . قاله أبو حاتم" !
    مع أن أبا حاتم قد فرق بين الترجمتين ، فلم يذكر في هذا شيئاً ؛ كما سبقت الإشارة إليه . وقال قبله :
    "محمد بن عبدالله . رأى ابن عمر يأكل بفرق . روى عنه محمد بن مرة الكوفي ، وهو مجهول لا يدرى من هو ؟" . لكنه قال بعد ترجمة :
    "محمد بن عبدالله البصري . سمع أنساً . مجهول" .
    فالظاهر أن هذا هو عمدة الذهبي والحافظ فيما قالا ، ومن الظاهر أن البصري هذا هو صاحب هذا الحديث ؛ فقد قال البخاري في ترجمته :
    "يعد في البصريين" . وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ؛ لجهالة البصري هذا . والله أعلم .
    (تنبيه) : ثم وجدت الحديث في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" لأبي الشيخ (ص 285) من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث عن عمار أبي هاشم به ؛ إلا أنه وقع فيه :
    "محمد بن سيرين" ! وهذا خطأ فاحش ؛ أظنه تحرف على الطابع أو
    الناسخ ، والصواب : "محمد الراسبي" ؛ كما تقدم عن "تاريخ البخاري" ، وهو عنده من هذه الطريق .

    (/1)


    4874 - ( إن الله تبارك وتعالى لم يأمرني بكنز الدنيا ، ولا باتباع الشهوات ، فمن كنز دنيا يريد به حياة باقية ؛ فإن الحياة بيد الله ، ألا وإني لا أكنز ديناراً ولا درهماً ، ولا أخبأ رزقاً لغد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 482 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "الجوع" (15/ 2) عن الزهري عن رجل عن ابن عمر قال :
    خرجت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار ، فجعل يلتقط من التمر ويأكل ، فقال :
    "يا ابن عمر ! ما لك لا تأكل ؟! قلت : يا رسول الله ! لا أشتهيه . قال
    "لكني أشتهيه ، وهذا صبح رابعة لم أذق طعاماً ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل كسرى وقيصر ، فكيف بك يا ابن عمر ! إذا بقيت في قوم يخبؤن رزق سنتهم ؟!" . قال : فوالله ما برحنا حتى نزلت : (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ؛ غير
    الرجل الذي لم يسم .
    ولعله - من أجله - أشار المنذري في "الترغيب" (4/ 109) إلى تضعيفه بتصديره إياه بصيغة التمريض : "روي" . وقال :
    "رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب (الثواب)" .
    ثم رأيته في كتابه الآخر : "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 303-304) ؛ أخرجه من طريق يزيد بن هارون : أخبرنا الجراح بن منهال عن الزهري عن عطاء عن ابن عمر به . وقال :
    "الزهري : هو عبدالرحيم بن عطاف" .
    قلت : وهذا التفسير غريب ؛ فإنه على رغم أني لم أجد من ترجم عبدالرحيم هذا ؛ فقد ذكروا في ترجمة الجراح بن منهال أنه روى عن الزهري ، والمراد به عند الإطلاق : محمد بن مسلم الزهري الإمام المشهور .
    ومع ذلك ؛ فقد نبهني هذا الإسناد على تحريف في كتاب "الجوع" ؛ فقد وقع فيه : "الحجاج بن المنهال الجزري" ! فتبينت أنه خطأ ؛ والصواب : "الجراح بن المنهال" وهو الجزري ، وأما الحجاج بن المنهال فليس جزرياً .
    وإذا ثبت هذا ؛ فالجراح الجزري متروك متهم بالكذب ، فالإسناد ضعيف جداً .
    وأفاد الشيخ أبو الفضل الغماري - في تعليقه على "الأخلاق" - أن ابن أبي حاتم رواه في "تفسيره" ؛ فزاد بين الزهري وعطاء رجلاً لم يسمه .
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 258) من طريق أبي محمد بن حيان - وهو أبو الشيخ - من طريق التي في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" ؛ إلا أنه قال :
    الحجاج بن منهال عن الزهري عن عبدالرحيم بن عطاء عن عطاء ...
    فأدخل التفسير في الإسناد ، وسمى الراوي عن (الزهري) : (الحجاج) مكان : (الجراح) !
    ولعل هذا - الثاني - هو الأرجح ؛ لموافقته لما في "تفسير ابن أبي حاتم" ؛ فإنه قال في "سورة العنكبوت" (6/ 289/ 2) : حدثنا محمد بن عبدالرحمن الهروي : [حدثنا يزيد بن هارون] : حدثنا الجراح بن منهال الجزري عن الزهري [عن رجل] عن ابن عمر ...
    والهروي هذا صدوق ؛ كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 327) .
    وتابعه عبد بن حميد ؛ فقال في "المنتخب" (2/ 39/ 814) : أنبأنا يزيد بن هارون : أنبأنا أبو العطوف الجراح بن منهال الجزري ...
    وإذا ترجح أن الراوي عن الزهري هو : الجراح بن المنهال الجزري ؛ فيكون الحديث ضعيف الإسناد جداً ؛ قال الذهبي في "المغني" :
    "الجراح بن منهال أبو العطوف عن الزهري ؛ تركوه" . وقال ابن كثير - عقب الحديث - :
    "حديث غريب ، وأبو العطوف الجزري ضعيف" .
    (/1)
    4875 - ( شربتان في شربة ، وإدامان في قدح ؟! لا حاجة لي فيه ، أما إني لا أزعم أنه حرام ، ولكني أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة ، أتواضع لله ، فمن تواضع لله رفعه الله ، ومن تكبر وضعه الله ، ومن استغنى أغناه الله ، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله عز وجل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 485 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 464/ 4891) ، وابن عساكر في "مدح التواضع" (92/ 1-2) وغيرها عن نعيم بن مورع العنبري : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
    أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل . فقال ... فذكره . وقال ابن عساكر :
    "حديث غريب ، تفرد به نعيم هذا" .
    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ قال النسائي :
    "ليس بثقة" . وقال ابن عدي :
    "يسرق الحديث" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" . وقال الحاكم . وأبو سعيد النقاش :
    "روى عن هشام أحاديث موضوعة" . وقال أبو نعيم :
    "روى عن هشام مناكير" .
    قلت : وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الدارقطني عنه . وقال :
    "تفرد به نعيم ، وليس بثقة" .
    وتعقبه السيوطي في "اللآلىء" (2/ 128) بأن الطبراني أخرجه في "الأوسط" من هذه الطريق (!) وله شاهد .
    ثم ساقه من حديث أنس نحوه مختصراً ؛ دون قوله :
    "ولكني أكره ..." ؛ وسكت عليه ! وقد قال الهيثمي - عقبه (5/ 34) - :
    "وفيه محمد بن عبدالكريم بن شعيب ؛ ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" .
    (/1)
    4876 - ( بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد . يعني : علياً رضي الله تعالى عنه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 486 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1124-1125) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 207/ 1) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا محمد بن عبدالرحيم بن شروس الحلبي عن ابن ميناء عن أبيه عن عائشة قالت :
    رأيت النبي صلي الله عليه وسلم التزم علياً وقبله ، ويقول ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ المتهم به ميناء - وهو ابن أبي ميناء الزهري - ؛ اتفقوا على تضعيف ؛ سوى ابن حبان فذكره في "الثقات" !
    وكذبه بعضهم ، فقال أبو حاتم :
    "منكر الحديث ، روى أحاديث مناكير في الصحابة ، لا تعبأ بحديثه ، كان يكذب" .
    وابنه : اسمه عمر ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 135) ؛ عن أبيه :
    "مجهول" .
    وتبعه الذهبي في "الميزان" . ثم الحافظ في "اللسان" ؛ وقال هذا :
    "ووجدت عنه حديثاً منكراً" . ثم ساق له حديثاً آخر غير هذا من طريق ابن شروس هذا بإسناده .
    وابن شروس ؛ كأنه مجهول ؛ فإني لم أجده إلا في هذا الإسناد ، وبه ذكره ابن أبي حاتم فقال (4/ 1/ 8) :
    "محمد بن عبدالرحيم بن شروس الصنعاني . روى عن عمر بن مينا عن أبيه عن عائشة . روى عنه سويد بن سعيد" .
    ولم يذكره الذهبي ، ولا العسقلاني ! وهو مما ينبغي أن يستدرك عليهما .
    وسويد بن سعيد ؛ فيه ضعف ؛ لأنه كان يتلقن .
    وخفي على الهيثمي ترجمة بعض هذا الإسناد ؛ فقال (9/ 138) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه من لم أعرفه" !
    (/1)
    4877 - ( ردوه لحالته الأولى ؛ فإنه منعتني وطاءته صلاتي الليلة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 488 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي في "الشمائل" (ص 188) : حدثنا أبو الخطاب زياد ابن يحيى البصري : حدثنا عبدالله بن ميمون (الأصل : مهدي ، وهو خطأ) : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال :
    سئلت عائشة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : من أدم حشوه من ليف . وسئلت حفصة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : مسحاً نثنيه ثنيتين فينام عليه . فلما كان ذات ليلة قلت : لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له ، فثنيناه له بأربع ثنيات . فلما أصبح قال :
    "ما فرشتموا لي الليلة ؟!" . قال : قلنا : هو فراشك ؛ إلا أننا ثنيناه بأربع ثنيات ؛ قلنا : هو أوطأ لك . قال : فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالله بن ميمون - وهو القداح المكي - ، وهو متروك . بل قال الحاكم :
    "روى عن عبيدالله بن عمر أحاديث موضوعة" .
    ثم هو منقطع بين محمد - والد جعفر ؛ وهو محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين - ؛ فإنه لم يدرك عائشة ، كما قال البيجوري في "حاشيته على الشمائل" ، وأتبع ذلك بقوله :
    "لكن حقق ابن الهمام أن الانقطاع في حديث الثقات لا يضر" !!
    ولم يتنبه أن هذا التحقيق المزعوم مخالف لما عليه علماء الحديث ؛ أن الانقطاع - بل الإرسال - علة في الحديث !
    كما أنه كان الأولى به أن يعله بالعلة القادحة الظاهرة !
    وقد وجدت للحديث إسناداً آخر ، هو خير من هذا ، ولكنه لا يرتفع به إلى أكثر من درجة الضعف !
    وهو ما يرويه عبدالله بن رشيد : أخبرنا أبو عبيدة عن أبان عن إبراهيم الجعفي عن الربيع بن زياد الحارثي قال :
    قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وفد العراق ، فأمر لكل رجل منا بعباء عباء ، فأرسلت إليه حفصة فقالت : يا أمير المؤمنين ! أتاك ألباب العراق ، ووجوه
    الناس ، فأحسن كرامتهم ، فقال : ما أزيدهم على العباء يا حفصة ! أخبريني بألين فراش فرشت لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأطيب طعام أكله عندك ؟ فقالت :
    كان لنا كساء من هذه الملبدة ، أصبناه يوم خيبر ، فكنت أفرشه لرسول الله صلي الله عليه وسلم كل ليلة وينام عليه ، وإني ربعته ذات ليلة ... الحديث نحوه .
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 167) :
    قلت : وعبدالله بن رشيد ؛ قال البيهقي :
    "لا يحتج به" . وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال :
    "مستقيم الحديث" .
    والربيع بن زياد الحارثي ؛ قال البخاري :
    "سمع عمر" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وروى عنه جمع .
    وإبراهيم الجعفي : هو ابن عبدالأعلى مولى الجعفيين ، ثقة من رجال مسلم .
    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن عائشة مختصراً ؛ ليس فيه حديث الترجمة .
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 465) : أخبرنا عمر بن حفص عن أم شبيب عن عائشة رضي الله عنها :
    أنها كانت تفرش للنبي صلي الله عليه وسلم عباءة ثنيتين ، فجاء ليلة وقد ربعتها ، فنام عليها ، فقال :
    "يا عائشة ! ما لفراشي الليلة ليس كما كان ؟!" . قلت : يا رسول الله ! ربعتها لك ! قال :
    "فأعيديه كما كان" .
    قلت : وأم شبيب هذه ؛ لم أجد من ذكرها .
    وعمر بن حفص ؛ لعله عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن عائذ المدني ، أبو حفص المؤذن ، وجده المعروف بسعد القرظ ؛ فإنه من هذه الطبقة ؛ قال ابن معين :
    "ليس بشيء" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" !
    ولكن ؛ هل سمع منه ابن سعد ، أم سقط الواسطة بينهما ؟ وهذا الذي أرجحه . والله أعلم .
    ثم وجدت لحديث حفصة طريقاً أخرى ؛ فقال ابن أبي
    الدنيا في "الجوع" (3/ 1) : حدثني عبدالله بن يونس قال : حدثني أبي قال : حدثني أبو معشر عن محمد بن قيس قال :
    دخل ناس على حفصة بنت عمر ... فبعثوا إليه حفصة ، فذكرت ذلك له ، فقال : أخبريني بألين فراش فرشتيه لرسول الله صلي الله عليه وسلم قط ؟ قالت :
    عباءة ثنيتها له باثنتين ، فلما غلظت عليه ؛ جعلتها له أربعة . قال : فأخبريني بأجود ثوب لبسه ؟ ... إلخ .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ لكنه منقطع ؛ محمد بن قيس - وهو المدني قاص عمر بن عبدالعزيز - ؛ لم يذكروا له رواية إلا عن أبي هريرة ، وجابر - ويقال : مرسل - ، وأبي صرمة الأنصاري .
    وأبومعشر : هو زياد بن كليب الحنظلي الكوفي .
    ويونس : هو ابن عبيد بن دينار البصري .
    وكلهم من رجال مسلم .
    وعبدالله بن يونس ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 2/ 205) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولكنه قال :
    "روى عنه أبو زرعة" .
    وهو لا يروي إلا عن ثقة .
    وهذه الطريق أصح طرق الحديث ؛ مع انقطاعه ، فهو يعل حديث الترجمة ؛ لعدم وروده فيها .
    (/1)
    4878 - ( هذه الدنيا مثلت لي ، فقلت لها : إليك عني ! ثم رجعت فقالت : إنك إن أفلت مني ؛ فلن يفلت مني من بعدك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 491 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه البزار (ص 325 - زوائده) ، وابن أبي
    الدنيا في "ذم الدنيا" (ق 2/ 2) عن عبدالواحد بن زيد قال : حدثني أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال :
    كنا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ فدعا بشراب ؛ فأتي بماء وعسل ، فلما أدناه من فيه ؛ بكى وبكى حتى أبكى أصحابه ، فسكتوا وما سكت ، ثم عاد فبكى ؛ حتى ظنوا أنهم لم يقدروا على مسألته . قال : ثم مسح عينيه ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ! ما أبكاك ؟! قال :
    كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرأيته قد دفع عن نفسه شيئاً ، ولم أر معه أحداً ؛ فقلت : يا رسول الله ! ما الذي تدفع عن نفسك ؟! قال ... فذكره . وقال البزار :
    "عبدالواحد ضعيف جداً ، وكان يذهب إلى القدر . ومرة مشهور ، ولا يعرف هذا الحديث إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو - كما قال البزار - ضعيف جداً ، وقد اتفقوا على تضعيفه ؛ حتى ابن حبان ؛ فأورده في "الضعفاء" ، وقال :
    "كان ممن يقلب الأخبار ؛ من سوء حفظه وكثرة وهمه ، فلما كثر ذلك منه استحق الترك" .
    ولكنه نسي هذا ؛ فتناقض ، فأورده في "الثقات" أيضاً ، فقال :
    "روى عنه أهل البصرة ، يعتبر حديثه إذا كان دونه ثقة وفوقه ثقة ، ويجتنب ما كان من حديثه من رواية سعيد بن عبدالله بن دينار ؛ فإن سعيداً يأتي بما لا أصل له عن الأثبات" .
    قلت : وهذا - مع مناقضته لنفسه - مخالف لاتفاق الأئمة أيضاً ، وفيهم إمام الأئمة البخاري ؛ فقد قال :
    "تركوه" . ذكره في "الميزان" . ثم قال :
    "ومن مناكيره : ما روى ابن أبي
    الدنيا في تواليفه ..." ثم ساق له هذا الحديث .
    ولذلم كله ؛ فلا التفات إلى قول المنذري في "الترغيب" (4/ 117) :
    "ورواته ثقات ؛ إلا عبدالواحد بن زيد ، وقد قال ابن حبان : "يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ودونه ثقة" ؛ وهو هنا كذلك" !
    ونحوه قول الهيثمي (10/ 254) :
    "رواه البزار ؛ وفيه عبدالواحد بن زيد الزاهد ؛ وهو ضعيف عند الجمهور ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : "يعتبر حديثه إذا كان فوقه ثقة ، ودونه ثقة" . وبقية رجاله ثقات" !
    ومن هذا الوجه : أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 365/ 10596) ، وكذا الحاكم في "المستدرك" (4/ 309) . وقال :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : عبدالصمد ؛ تركه البخاري وغيره" .
    (/1)
    4879 - ( كان يكنيه بأبي المساكين . يعني : جعفر بن أبي طالب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 493 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الترمذي (2/ 305) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي يحيى التيمي : حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال :
    إن كنت لأسأل
    الرجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم عن الآيات من القرآن ؛ أنا أعلم بها منه ، ما أسأله إلا ليطعمني شيئاً ، فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب ؛ لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله ، فيقول لامرأته : يا أسماء ! أطعمينا شيئاً ، فإذا أطعمتنا أجابني ، وكان جعفر يحب المساكين ، ويجلس إليهم ، ويحدثهم ويحدثونه ، فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين .
    وقال - مضعفاً - :
    "حديث غريب . وأبو إسحاق المخزومي : هو إبراهيم بن الفضل المدني ؛ وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه ، وله غرائب" !
    قلت : لقد سهل الترمذي فيه القول ، فالرجل ممن اتفق أئمة الحديث على تضعيفه . بل قال فيه الدارقطني :
    "متروك" . وهذا معنى قول البخاري فيه :
    "منكر الحديث" .
    وكذا قال أبو حاتم .
    وإسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي ضعيف أيضاً .
    وقد خالف أبا إسحاق : ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري به مختصراً ؛ دون قوله : فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب ... إلخ . لكنه زاد فقال :
    وكان أخير
    الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته ، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي فيها شيء ، فيشقها فنلعق ما فيها .
    أخرجه البخاري (7/ 61-62) ، وابن سعد (4/ 41) - الزيادة فقط - .
    وروى الترمذي ، وابن سعد ، والحاكم (3/ 209) ، وأحمد (2/ 413-414) من طريق عكرمة عن أبي هريرة قال :
    ما احتذى النعال ، ولا انتعل ، ولا ركب المطايا ، ولا لبس الكور من رجل - بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم - أفضل من جعفر بن أبي طالب . يعني : في الجود والكرم .
    وقال الترمذي :
    "حسن صحيح غريب" . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط البخاري" . ووافقه الذهبي .
    قلت : وإنما لم يصححاه على شرط مسلم أيضاً - مع أن رجاله كلهم من رجال الشيخين - ؛ لأن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - إنما أخرج عنه مقروناً . وقال الحافظ عقب الحديث :
    "إسناده صحيح" .
    (/1)
    4880 - ( إني قد قرنت فاقرنوا . يعني : في التمر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 495 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 339-340) - واللفظ له - ، والبزار (ص 161) عن جرير بن عبدالحميد عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال :
    كنت في الصفة ؛ فبعث إلينا النبي صلي الله عليه وسلم عجوة ، فكنا نقرن الثنتين من الجوع ، فيقول لأصحابه ... فذكره . ولفظ البزار :
    فنهى النبي صلي الله عليه وسلم أن يقرن إلا بإذن صاحبه . وقال :
    "لا نعلم رواه عن عطاء عن الشعبي إلا جرير . ورواه عمران بن عيينة عن عطاء عن ابن عجلان عن أبي هريرة" .
    قلت : وعطاء : هو ابن السائب ؛ وكان اختلط ، وروى عنه جرير في الاختلاط . وقال الهيثمي (5/ 42) :
    "رواه البزار ، وفيه عطاء بن السائب ؛ وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" .
    (/1)





  2. #572
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4881 - ( هذا علي قد أقبل في السحاب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 496 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 124) عن مسعدة ابن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :
    كسا رسول الله علياً عمامة - يقال لها : السحاب - ؛ فأقبل علي رضي الله عنه وهي عليه ، فقال صلي الله عليه وسلم ... فذكره . فحرفها هؤلاء فقالوا : علي في السحاب !
    قلت : وآفته مسعدة هذا ؛ قال البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 26) :
    "قال أحمد : ليس بشيء ، خرقنا حديثه ، وتركنا حديثه منذ دهر" . وقال الذهبي :
    "هالك . كذبه أبو داود" .
    ثم ساق له حديثين مما أنكر عليه ؛ هذا أحدهما ، لكنه ذكر فيه أن قوله في آخره : فحرفها هؤلاء ... ؛ هو من قول جعفر عن أبيه .
    وقد أورد الحديث الشيخ أبو الحسين الملطي الشافعي في كتابه : "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" في "باب ذكر الرافضة وأصنافهم واعتقادهم" (ص 19-20) ؛ فقال عقبه :
    "فتأولوه - هؤلاء - على غير تأويله" .
    أحاديث في فضل علي رضي الله عنه : من كتاب : "المراجعات" .

    (/1)
    4882 - ( أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي ، فمن تولاه تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 497 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 120/ 1) من طريق الطبراني : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا أحمد بن طارق الوابشي : أخبرنا عمرو بن ثابت عن محمد بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه مرفوعاً .
    ثم روى من طريق أخرى عن عبدالوهاب بن الضحاك : أخبرنا ابن عياش عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبي عبيدة به .
    ومن طريق ابن لهيعة : حدثني محمد بن عبيدالله به .
    ثم أخرجه من طريقين آخرين عن ابن أبي رافع به . ولفظ الترجمة لهذه الطرق . وأما لفظ الطبراني ؛ فهو :
    "من آمن بي وصدقني ؛ فليتول علي بن أبي طالب ؛ فإن ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله" .
    وبهذا اللفظ : أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 207/ 2) من رواية الطبراني . وكذلك نقله صاحب "الكنز" (6/ 155/ 2576) ؛ إلا أنه زاد في أوله :
    "اللهم ..." ! وهي سهو منه .
    ولم يذكر الهيثمي في "المجمع" (9/ 108-109) هذا الحديث إلا باللفظ الأول ؛ لفظ الترجمة ، ولكنه أشار إلى اللفظ الآخر بقوله :
    "رواه الطبراني بإسنادين ، أحسب فيهما جماعة ضعفاء ؛ وقد وثقوا" !
    وأقول : مدار الإسنادين على محمد بن عمار بن ياسر ، وهو مجهول ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 43) من رواية ابنه أبي عبيدة عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ؛ على قاعدته في توثيق المجهولين . ولذلك لم يعتد بتوثيقه الحافظ ؛ فقال في "التقريب" :
    "مقبول" ؛ أي : عند المتابعة ؛ وإلا فلين الحديث ، كما نص عليه في المقدمة .
    وحفيده محمد بن أبي عبيدة ؛ لم أجد له ترجمة .
    وعمرو بن ثابت رافضي خبيث ؛ كما قال أبو داود ، وهو متروك الحديث ؛ كما قال النسائي . وقال ابن حبان :
    "يروي الموضوعات عن الأثبات" .
    وضعفه الجمهور .
    وأحمد بن طارق الوابشي ؛ لم أعرفه .
    ومحمد بن أبي شيبة ؛ فيه ضعف .
    فهذا الإسناد ضعيف جداً .
    ومدار الإسناد الآخر على محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، وهو ضعيف جداً ، وهو من شيعة الكوفة ؛ فهو آفته ، وهو صاحب حديث :
    "إذا طنت أذن أحدكم ..." الموضوع ؛ الذي حسنه تلميذ
    الكوثري ؛ لجهله بهذا العلم وتراجم الرجال ، كما تقدم بيانه برقم (2631) .
    وعبدالوهاب بن الضحاك ؛ قال أبو حاتم :
    "كذاب" .
    لكن لم يتفرد به ؛ كما يتبين من التخريج السابق ، فآفة الإسنادين عمرو بن ثابت وابن أبي رافع ؛ لأن مدارهما عليهما مع شدة ضعفهما وتشيعهما .
    ومع ذلك ؛ استروح إلى حديثهما هذا : ابن مذهبهما الشيخ عبدالحسين ، المتعصب جداً لتشيعه في كتابه الدال عليه "المراجعات" (ص 27) ، فساقه فيه مساق المسلمات ، بل نص في المقدمة (ص 5) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح ؛ فقال :
    "وعنيت بالسنن الصحيحة" !!
    ثم روى ابن عساكر من طريق أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن : أخبرنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي : أخبرنا أحمد بن حماد الهمذاني : أخبرنا مختار التمار عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعاً بلفظ :
    "من تولى علياً ؛ فقد تولاني ، ومن تولاني ؛ فقد تولى الله عز وجل" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مسلسل بالعلل ، وشرها المختار هذا - وهو ابن نافع التيمي التمار الكوفي - ؛ قال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    وكذا قال النسائي وأبو حاتم . وقال ابن حبان :
    "كان يأتي بالمناكير عن المشاهير ؛ حتى يسبق إلى
    القلب أنه المتعمد لذلك" .
    وأحمد بن حماد الهمذاني ؛ قال الذهبي :
    "ضعفه الدارقطني . لا أعرف ذا" . وكذا قال في "اللسان" .
    ويعقوب بن يوسف ؛ الظاهر أنه الذي ضعفه الدارقطني ؛ انظره في "اللسان" .

    (/1)
    4883 - ( علي أقضى أمتي بكتاب الله ، فمن أحبني فليحبه ؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي عليه السلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 500 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 120/ 2) عن العباس - يعني : ابن علي بن العباس - : أنبأنا الفضل المعروف بـ (النسائي) : أخبرنا محمد بن علي بن خلف العطار : أخبرنا أبو حذيفة ، عن عبدالرحمن بن قبيصة عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ لم أعرف منه غير أبي حذيفة - واسمه موسى بن مسعود النهدي البصري - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق سيىء الحفظ ، وكان يصحف ... وحديثه عند البخاري في المتابعات" .
    ومحمد بن علي بن خلف العطار ؛ وثقه الخطيب في "التاريخ" (3/ 57) تبعاً لمحمد بن منصور ! وخفي عليهما - كما قال الحافظ في "اللسان" - تجريح ابن عدي إياه ، والسبب أنه لم يفرد له ترجمة ، وإنما جرحه في ترجمة حسين الأشقر ، فقد ساق له حديثاً آخر من رواية العطار هذا عنه بإسناده ؛ فيه :
    أن عماراً قال لأبي موسى : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم لعنك ليلة الجمل ! فقال ابن عدي :
    "عند محمد بن علي هذا من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر الحديث ، والبلاء فيه عندي منه لا من حسين" .
    قلت : فلعله هو البلاء في هذا الحديث أيضاً ؛ إن سلم ممن فوقه ودونه .
    وإنما أوردته من أجل الطرف الثاني منه ؛ وإلا فطرفه الأول له شاهد من حديث ابن عمر من طريقين عنه ؛ خرجتهما في "الصحيحة" (1224) .
    وشاهد آخر من حديث عمر موقوفاً عليه : أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 65) .
    وثالث عن ابن مسعود موقوفاً : أخرجه الحاكم (3/ 135) . وقال :
    "صحيح على شرط لشيخين" . ووافقه الذهبي .
    وأخرجهما ابن عساكر (12/ 166/ 2) .
    وأخرج له شاهداً رابعاً عن ابن عباس موقوفاً .

    (/1)
    4884 - ( يا عبدالله ! أتاني ملك فقال : يا محمد ! (واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا) على ما بعثوا ؟ قال : قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 501 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 120/ 2) من طريق الحاكم - ولم أره في "مستدركه" - بسنده عن علي بن جابر : أخبرنا محمد بن خالد بن عبدالله : أخبرنا محمد بن فضيل : أخبرنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله مرفوعاً . وقال الحاكم :
    "تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد" .
    قلت : والأول ؛ لم أعرفه .
    وأما الآخر ؛ فهو الواسطي الطحان ، وهو ضعيف اتفاقاً ؛ بل قال ابن معين :
    "رجل سوء ، كذاب" .
    وسئل عنه أبو حاتم ؟ فقال :
    "هو على يدي عدل" . قال الحافظ :
    "معناه : قرب من الهلاك . وهذا مثل للعرب ، كان لبعض الملوك شرطي اسمه (عدل) ، فإذا دفع إليه من جنى جناية ؛ جزموا بهلاكه غالباً . ذكره ابن قتيبة وغيره" .
    ثم رأيت الحديث عند الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 96) بإسناده المتقدم .

    (/1)
    4885 - ( مرحباً بسيد المسلمين ، وإمام المتقين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 502 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 66) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 157/ 1) : حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني : حدثنا علي بن العباس البجلي : حدثنا أحمد بن يحيى : حدثنا الحسن بن الحسين : حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي قال : قال علي : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره . وزاد :
    فقيل لعلي : فأي شيء كان من شكرك ؟ قال : حمدت الله تعالى على ما آتاني ، وسألته الشكر على ما أولاني ، وأن يزيدني مما أعطاني .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف جداً ؛ آفته الحسن بن الحسين - وهو العرني الكوفي الشيعي - متهم ؛ قال أبو حاتم :
    "لم يكن بصدوق عندهم ، وكان من رؤساء الشيعة" . وقال ابن عدي :
    "لا يشبه حديثه حديث الثقات" . وقال ابن حبان :
    "يأتي عن الأثبات بالملزقات ، ويروي المقلوبات" .
    ومن فوقه ثقات رجال الشيخين .
    لكن من دونه ؛ لم أجد ترجمتهم الآن .
    ومما يؤكد وضع هذا الحديث : المبالغة التي فيه ؛ فإن سيد المسلمين وإمام المتقين ؛ إنما يصح أن يوصف به رسول الله صلي الله عليه وسلم وحده فقط . ولذلك حكم على الحديث - وأمثاله مما في معناه -
    العلماء المحققون بالوضع ، كما تقدم في الحديث (353) ؛ فراجعه .

    (/1)





  3. #573
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4886 - ( يا أنس ! أول من يدخل عليك من هذا الباب : أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين . قال أنس : قلت : اللهم ! اجعله رجلاً من الأنصار - وكتمته - ؛ إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي . فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه . قال علي : يا رسول الله ! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ؟! قال : وما يمنعني ، وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 503 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 63-64) ، وعنه ابن عساكر (12/ 161/ 2) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة : حدثنا إبراهيم بن محمد ابن ميمون : حدثنا علي بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال ... فذكره مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد مظلم جداً ؛ ليس فيهم ثقة محتج به .
    أولاً : القاسم بن جندب ؛ لم أجد له ترجمة .
    ثانياً : الحارث بن حصية شيعي محترق ، اختلفوا في توثيقه ؛ قال أبو حاتم :
    "هو من الشيعة العتق ؛ لولا أن الثوري روى عنه لترك حديثه" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوث يخطىء ، ورمي بالرفض" .
    ثالثاً : علي بن عابس - وهو الكوفي الأزرق - متفق على تضعيفه . وقال ابن حبان :
    "فحش خطؤه فاستحق الترك" .
    رابعاً : إبراهيم بن محمد بن ميمون ؛ قال الذهبي :
    "من أجلاد الشيعة ، روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً . روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره" .
    ويعني بالخبر العجيب هذا الحديث ؛ فقد قال بعد سبع تراجم :
    "إبراهيم بن محمد بن ميمون ؛ لا أعرفه ، روى حديثاً موضوعاً ؛ فاسمعه ..." ثم ذكره من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه .
    وأقره الحافظ على حكمه على الحديث بالوضع ؛ غير أنه زاد عليه فقال :
    "وذكره الأسدي في "الضعفاء" ، وقال : إنه منكر الحديث . وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال شيخنا أبو الفضل : ليس ثقة" .
    خامساً : محمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف في توثيقه ، لكن أشار الحافظ في ترجمة إبراهيم بن محمد أنه قد رواه عنه غيره ، فإن ثبت ذلك ؛ فالعهدة فيه على من فوقه . ولعل الحافظ أخذ ذلك من قول الذهبي المتقدم :
    "روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره" !!
    وأبو شيبة هذا لم أعرفه ، ولعله أراد أن يقول : أبو جعفر بن أبي شيبة ، فسبقه القلم فكتب : أبو شيبة بن أبي بكر .
    وأبو جعفر : هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة الراوي لهذا الحديث . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وأعله بابن عابس فقط ! فقال :
    "ليس بشيء ، وتابعه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه . وجابر كذبوه" !
    وأقره السيوطي في "اللآلىء المصنوعة" (1/ 186) ، ونقل كلام الذهبي والعسقلاني السابقين وأقرهما !
    وتبعه على ذلك ابن عراق في كتابه "تنزيه الشريعة" (1/ 357) .

    (/1)
    4887 - ( إن الله تعالى عهد إلي عهداً في علي . فقلت : يا رب ! بينه لي ؟! فقال : اسمع . فقلت : سمعت . فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين . من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 505 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 66-67) عن عباد بن سعيد ابن عباد الجعفي : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول : حدثني صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعشى الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي بزرة مرفوعاً . وزاد :
    "فبشره بذلك . فجاء علي ، فبشرته ، فقال : يا رسول الله ! أنبأنا عبدالله وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم الذي بشرتني به فالله أولى بي . قال : قلت : اللهم ! أجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان . فقال الله : قد فعلت به ذلك . ثم إنه رفع إلى أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحداً من أصحابي . فقلت : يا رب ! أخي وصاحبي ؟! فقال : إن هذا شيء قد سبق ؛ إنه مبتلى ومبتلى به" .
    قلت : وهذا إسناد مظلم جداً ، ومتن موضوع ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة كسوابقه ، ورجاله كلهم مجهولون لا يعرفون ؛ لا ذكر لهم في كتب الجرح والتعديل ؛ سوى اثنين منهم :
    الأول : صالح بن أبي الأسود ؛ لم يتكلم فيه من المتقدمين سوى ابن عدي ، فقال في "الكامل" (200/ 1) :
    "أحاديثه ليست بالمستقيمة ، فيها بعض النكرة ، وليس هو بذاك المعروف" .
    وقال الذهبي - وتبعه العسقلاني - :
    "واه" .
    والآخر : عباد بن سعيد الجعفي ؛ ساق له الذهبي هذا الحديث ؛ وقال :
    "باطل ، والسند ظلمات" .
    وكذا قال العسقلاني .
    وأخرجه ابن عساكر (12/ 128/ 2) من طريق محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن عون بن عبيدالله عن أبي جعفر وعن عمرو بن علي قالا : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره ؛ دون قوله : "فجاء علي ..." .
    أخرجه ابن عساكر . وقال :
    "هذا مرسل" .
    قلت : وإسناده - مع ذلك - واه جداً ؛ فإن ابن أبي رافع متروك ، كما تقدم قريباً تحت الحديث (4882) .
    والحديث ؛ قال ابن الجوزي :
    "حديث لا يصح ، وأكثر رواته مجاهيل" .
    نقله السيوطي كما يأتي في الحديث بعده .

    (/1)
    4888 - ( يا أبا برزة ! إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ؛ فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني .
    يا أبا برزة ! علي بن أبي طالب أميني غداً يوم
    القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 507 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (414/ 2) ، وأبو نعيم (1/ 66) عن أبي عمرو لاهز بن عبدالله : حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال : حدثنا أنس بن مالك قال :
    بعثني النبي صلي الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال له وأنا أسمع ... فذكره . وقال ابن عدي :
    "باطل بهذا الإسناد ، وهو منكر الإسناد ، منكر المتن ؛ لأن سليمان التيمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أنس ؛ لا أعرف بهذا الإسناد غير هذا . ولا هز بن عبدالله مجهول لا يعرف ، يروي عن الثقات المناكير ، والبلاء منه ، ولا أعرف للاهز غير هذا الحديث" . وقال الذهبي - بعد أن نقل عن ابن عدي إبطاله للحديث - :
    "قلت : إي والله ! من أبرد الموضوعات ، وعلي ؛ فلعن الله من لا يحبه" .
    والحدث ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وأعله بخلاصة كلام ابن عدي المتقدم .
    وأقره السيوطي في "اللآلىء" (1/ 188) ، ونقل كلام الذهبي السابق في جزمه بأنه من أبرد الموضوعات .
    ثم ساق له طريقاً أخرى ؛ وهي التي بالحديث الذي قبله ؛ وقال :
    "أورده ابن الجوزي في "الواهيات" ، وقال : هذا حديث لا يصح ، وأكثر رواته مجاهيل" .
    وأقره هو ، وابن عراق (1/ 359) ؛ بل أيداه بأن نقلا قول الذهبي المتقدم هناك في إبطاله .

    (/1)
    4889 - ( ليلة أسري بي ؛ انتهيت إلى ربي عز وجل ؛ فأوحى إلي في علي بثلاث : أنه سيد المسلمين ، وولي المتقين ، وقائد الغر المحجلين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 508 :
    $موضوع$
    أخرجه السلفي في "الطيوريات" (189/ 1) ، وابن عساكر (12/ 137/ 2) عن جعفر بن زياد : أخبرنا هلال الصيرفي : أخبرنا أبو كثير الأنصاري : حدثني عبدالله بن أسعد بن زرارة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ جعفر بن زياد شيعي ، ولكنهم وثقوه .
    لكن قال ابن حبان في "الضعفاء" :
    "كثير الرواية عن الضعفاء ، وإذا روى عن الثقات ؛ تفرد عنهم بأشياء ، في
    القلب منها شيء" . وقال الدارقطني :
    "يعتبر به" .
    وهلال : هو ابن أيوب الصيرفي ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 75) برواية جعفر هذا فقط ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك ترجم لأبي كثير الأنصاري ، من رواية إسماعيل بن مسلم العبدي عنه (4/ 2/ 429) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي يعلى : أخبرنا زكريا بن يحيى الكسائي : أخبرنا نصر بن مزاحم عن جعفر بن زياد عن هلال بن مقلاص عن عبدالله بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه مرفوعاً ، فزاد في الإسناد : "عن أبيه" ، ولفظه :
    "لما عرج بي إلى السماء ؛ انتهي بي إلى قصر من لؤلؤ ؛ فيه فراش من ذهب يتلألأ ، فأوحي إلي ..." الحديث .
    وهذا إسناد واه بمرة ؛ نصر بن مزاحم ؛ قال الذهبي :
    "رافضي جلد ، تركوه . قال العقيلي : شيعي ؛ في حديثه اضطراب وخطأ كثير . وقال أبو خيثمة : كان كذاباً ..." .
    وزكريا بن يحيى الكسائي شيعي أيضاً ؛ قال ابن معين :
    "رجل سوء ، يحدث بأحاديث سوء ، يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها" !
    وقال النسائي والدارقطني :
    "متروك" .
    وتابعهما عمرو بن الحصين العقيلي : أنبأ يحيى بن العلاء الرازي : حدثنا هلال ابن أبي حميد به ، وقال : عن أبيه ؛ دون الشطر الأول من الحديث .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 138/ 1) ، وكذا الحاكم (3/ 137-138) . وقال :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : أحسبه موضوعاً ، وعمرو وشيخه متروكان" .
    قلت : وقد مضى لهما عدة أحاديث ، فانظر الأرقام (39 و 40 و 49 و 321 و 382 و 425) .
    وقد روي الحديث من طريق أخرى عن هلال بن أبي حميد عن عبدالله بن عكيم الجهني مرفوعاً به . وهو موضوع أيضاً ؛ كما سبق بيانه برقم (353) .
    وبالجملة ؛ فقد اضطرب الرواة في إسناد هذا الحديث كما رأيت ، وليس فيها ما تقوم به الحجة ، وقد بينه الحافظ في "الإصابة" . وقال في خاتمة بيانه :
    "ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء ، والمتن منكر جداً" .
    ونقل السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 133/ 2) عن الحافظ أنه قال :
    "ضعيف جداً ومنقطع" . وقال :
    "وقال العماد بن كثير : هذا حديث منكر جداً ، ويشبه أن يكون موضوعاً من بعض الشيعة الغلاة ، وإنما هذه صفات رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لا صفات علي" .
    قلت : وقد ذكرت نحوه عن ابن تيمية ؛ عند الرقم المشار إليه آنفاً .
    (تنبيه) : عزا السيوطي حديث الترجمة في "الجامع الكبير" (2/ 158/ 1) لابن النجار وحده ! فيستدرك عليه أنه رواه ابن عساكر أيضاً .
    وأما قول عبدالحسين الشيعي في كتابه "المراجعات" (ص 169) - بعد أن عزاه لابن النجار ؛ نقلاً عن "الكنز" - :
    "وغيره من أصحاب السنن" !!
    فهذا كذب وزور ؛ فإنه لم يروه أحد من أصحاب "السنن" ، والمراد بهم أصحاب "السنن الأربعة" : أبو داود ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ! وإنما يفعل ذلك تضليلاً للقراء ، وتقوية للحديث !
    ومن ذلك أنه فرق بين هذا الحديث وحديث الحاكم المذكور آنفاً ؛ ليوهم أنهما حديثان ! والحقيقة أنهما حديث واحد ؛ لأن مداره على عبدالله بن أسعد . غاية ما في الأمر أن الرواة اختلفوا فيه ، فبعضهم جعله من مسنده ، وبعضهم من مسند أبيه ! مع أن الطرق كلها إليه غير صحيحة كما رأيت . والله المستعان .

    (/1)
    4890 - ( يا أنس ! انطلق فادع لي سيد العرب - يعني : علياً - . فقالت عائشة رضي الله عنها : ألست سيد العرب ؟! قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . يامعشر الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده ؟! قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : هذا علي ؛ فأحبوه بحبي ، وأكرموه لكرامتي ؛ فإن جبريل صلي الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 511 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 132/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 63) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني : حدثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن أبي ليلى عن الحسن بن علي مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد مظلم جداً ؛ ليث وقيس ضعيفان .
    ونحوهما ابن أبي شيبة ؛ كما تقدم قريباً .
    وأما الصيني ؛ فهو شر منهم جميعاً ؛ قال الدارقطني :
    "متروك الحديث" .
    وكأنه - لشدة ضعفه - اقتصر الهيثمي عليه في إعلال الحديث ، فقال في "مجمع الزوائد" (9/ 132) :
    "رواه الطبراني ، وفيه إسحاق بن إبراهيم الصيني ؛ وهو متروك" .
    وروي بعضه من حديث عائشة بلفظ :
    "أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب" .
    أخرجه الحاكم (3/ 124) ، وابن عساكر (12/ 138/ 2) عن أبي حفص عمر ابن الحسن الراسبي : حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عنها . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد ؛ وفيه عمر بن الحسن ، وأرجو أنه صدوق ، ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : أظن أنه هو الذي وضع هذا" .
    قلت : وذلك لأنه مجهول ؛ فقد أورده في "الميزان" ، وقال :
    "لا يكاد يعرف ، وأتى بخبر باطل متنه : (علي سيد العرب)" .
    لكن تابعه يحيى بن عبدالحميد الحماني : أخبرنا أبو عوانة به .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 138/ 1-2) من طريقين عنه .
    لكن الحماني ؛ اتهمه أحمد وغيره بسرقة الحديث ! مع كونه شيعياً بغيضاً ، كما قال الإمام الذهبي .
    ثم أخرجه الحاكم من طريق الحسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : وضعه ابن علوان" .
    ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي بلال الأشعري : أخبرنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى عن عائشة مرفوعاً بلفظ :
    "هذا سيد المسلمين" . فقلت : ألست سيد المسلمين ؟! فقال : "أنا خاتم النبيين ، ورسول رب العالمين" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ جعفر هذا : هو القمي ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يهم" .
    ومثله يعقوب ؛ وهو ابن عبدالله القمي .
    وأبو بلال الأشعري ؛ ضعفه الدارقطني ، ولينه الحاكم .
    ثم أخرجه ابن عساكر من طريق أبي بكر الشافعي ، وهذا في "الفوائد" (1/ 4/ 2) من طريق خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد قال :
    بلغني أن عائشة نظرت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : يا سيد العرب ! فقال عليه السلام :
    "أنا سيد ولد آدم ، وأبو بكر سيد كهول العرب ، وعلي سيد شباب العرب" .
    قلت : وهذا - مع انقطاعه - فيه خلف بن خليفة ؛ وكان اختلط في الآخر .
    وذكر له الحاكم شاهداً من حديث جابر مرفوعاً ؛ من رواية عمر بن موسى الوجيهي عن أبي الزبير عن جابر . قال الذهبي :
    "قلت : عمر وضاع" .
    ثم روى ابن عساكر من طريق أبي نعيم ، وهذا في "أخبار أصبهان" (1/ 308) عن عبيد بن العوام عن فطر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
    "أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، وإنه لأول من ينفض الغبار عن رأسه يوم
    القيامة" .
    قلت : وهذا ضعيف منكر ؛ عطية العوفي ضعيف مدلس .
    وعبيد بن العوام ؛ لم أجد له ترجمة .
    ثم رأيت في مسودتي ما نصه - عقب حديث الترجمة - :
    "وقال الأثرم : وسمعت أبا عبدالله (يعني : الإمام أحمد) ذكر له عن أبي عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة (الحديث) ؟! فأنكره إنكاراً شديداً . قلت : لأبي عبدالله : رواه ابن الحماني ؛ فأنكره
    الناس عليه ، فإذا غيره قد رواه ! قال : من ؟ قلت : ذاك الحراني : أحمد بن عبدالملك ! قال : هكذا كتابه ! يتعجب منه . ثم قال : أنت سمعته منه ؟ قلت : سمعته وهو يقول في هذا . قلت له : إن ابن الحماني قد رواه . قال : فما تنكرون علي وقد رواه الحماني ؟! ولم يحدثنا به" .
    انتهى ما في مسودتي ، وليس فيها بيان مصدره ، وكأنني نسيت أن أقيده يوم نقلته منه ، وغالب الظن أنه "المنتخب لابن قدامة" ؛ فليراجع !

    (/1)





  4. #574
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4891 - ( أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 515 :
    $موضوع$
    خرجه الحاكم (3/ 122) عن أبي نعيم ضرار بن صرد : حدثنا معتمر ابن سليمان قال : سمعت أبي يذكر عن الحسن عن أنس بن مالك : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي ... فذكره . وقال :
    "صحيح على شرط الشيخين" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : بل هو - فيما أعتقده - من وضع ضرار . قال ابن معين : كذاب" . وقال البخاري ، والنسائي :
    "متروك الحديث" . وقال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 465-466) عن أبيه :
    "روى حديثاً عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم في فضيلة لبعض الصحابة ، ينكرها أها المعرفة بالحديث" .
    قلت : والظاهر أنه يشير إلى هذا الحديث . ومع ذلك ؛ فقد قال فيه :
    "صاحب قرآن وفرائض ، صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به ، روى ..." !!
    قلت : وهذا من مخالفته لجمهور الأئمة ؛ فإن أحداً منهم لم يصفه بالصدق ، وأنى له ذلك وابن معين يكذبه ؟! ويشير إلى ذلك الإمام البخاري بقوله المتقدم :
    "متروك الحديث" ؛ فإن هذا لا يقوله الإمام إلا فيمن هو في أردأ مراتب الجرح كما هو معلوم . وقد ساق له الذهبي هذا الحديث إشارة منه إلى إنكاره عليه . وقال فيه ابن حبان - وقد ساق له هذا الحديث - :
    "يروي المقلوبات عن الثقات ، حتى إذا سمعها السامع ؛ شهد عليه بالجرح والوهن" .
    والحديث ؛ أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (3/ 61/ 2) من رواية الديلمي وحده !
    وإليه عزاه الشيعي في "المراجعات" (172) ، ونقل تصحيح الحاكم إياه ، دون نقد الذهبي له ؛ كما هي عادته في أحاديثه الشيعية ، ينقل كلام من صححه دون من ضعفه !
    أهكذا يصنع من يريد جمع الكلمة وتوحيد المسلمين ؟!
    ولا يقتصر على ذلك ؛ بل يستدل به على :
    "أن علياً من رسول الله ، بمنزلة الرسول من الله تعالى ..." !!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً !
    وأما إذا وافق الذهبي الحاكم على التصحيح ؛ فترى الشيعي يبادر إلى نقل هذه الموافقة ، بل ويغالي فيها ؛ كما تراه في الحديث الآتي .
    (/1)
    4892 - ( من أطاعني فقد أطاع الله . ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً فقد أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 517 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 121) ، وابن عساكر (12/ 139/ 1) من طرق عن يحيى بن يعلى : حدثنا بسام الصيرفي عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن معاوية بن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر مرفوعاً . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : أنى له الصحة ؛ ويحيى بن يعلى - وهو الأسلمي - ضعيف ؟! كما جزم به الذهبي في حديث آخر تقدم برقم (892) ، وهو شيعي متفق على تضعيفه كما بينته ثمة .
    وسائر الرواة ثقات ؛ غير معاوية بن ثعلبة ؛ لا تعرف عدالته ، كما تأتي الإشارة إلى ذلك في الحديث الذي بعده .
    وبسام : هوابن عبدالله الصيرفي الكوفي ، وقد وثقوه مع تشيعه .
    والشطر الأول من الحديث صحيح : أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (394) ، وفي "تخريج السنة" لابن أبي عاصم (1065-1068) .
    وأما الشطر الثاني ؛ فقد وقفت على طريق أخرى له ؛ يرويه إبراهيم بن سليمان النهمي الكوفي : أخبرنا عباه بن زياد : حدثنا عمر بن سعد عن عمر بن عبدالله الثقفي عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي مرفوعاً بلفظ :
    "من أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أحب علياً فقد أحبني ..." الحديث .
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (239/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 128/ 2) وقال ابن عدي :
    "سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول : سمعت موسى بن هارون الحمال يقول : عباه بن زياد الكوفي ؛ تركت حديثه" . قال ابن عدي :
    "وقيل : عبادة بن زياد الأسدي ، وهو من أهل الكوفة ، من الغالين في الشيعة ، وله أحاديث مناكير في الفضائل" .
    قلت : ونقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" عن أحد الحفاظ النيسابوريين أنه قال :
    "مجمع على كذبه" . ثم تعقبه بقوله :
    "هذا قول مردود ، وعبادة لا بأس به ؛ غير التشيع" .
    ويؤيده قول ابن أبي حاتم (3/ 1/ 97) عن أبيه :
    "هو من رؤساء الشيعة ، أدركته ولم أكتب عنه ، ومحله الصدق" .
    قلت : وآفة الحديث إما ممن فوقه ، أو من دونه ؛ فإن عمر بن عبدالله الثقفي وأباه ضعيفان ؛ قال الذهبي في الوالد :
    "ضعفه غير واحد . روى عنه ابنه عمر ، وهو ضعيف أيضاً . قال البخاري : فيه نظر" . وقال ابن حبان :
    "لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد ؛ لكثرة المناكير في روايته ، ولا أدري أذلك منه أم من ابنه عمر ؛ فإنه واه أيضاً ؟!" .
    وإبراهيم بن سليمان النهمي ؛ ضعفه الدارقطني .
    وأما حديث : "من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني" ؛ فهو حديث صحيح ، خرجته في "الصحيحة" (1299) .
    (تنبيه) : ذكر الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 174) ؛ فقال :
    "أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من "المستدرك" ، والذهبي في تلك الصفحة من "تلخيصه" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين" !!
    قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفاً :
    "صحيح الإسناد" !
    وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، وددت هذا ؛ عملاً بقوله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!
    بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حد ؛ فقلت : لعل بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهواً ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضاً حديث مصحح على شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمداً ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!
    ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية (ص 45) :
    "أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من "المستدرك" عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في (تلخيص المستدرك)" !!
    وإذا رجع القارىء إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم :
    "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ! وقول الذهبي :
    "صحيح" !
    ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضاً بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضاً ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .
    ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بلج عن عمرو بن ميمون .
    فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سليم ؛ أخرج له أربعة دون الشيخين .
    وفيه أيضاً كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم :
    "محله الصدق" .
    (/1)
    وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال أبو زرعة :
    "صدوق" . وأما الأزدي فقال :
    "عنده مناكير" .
    ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه .
    (/2)
    4893 - ( يا علي ! من فارقني فقد فارق الله . ومن فارقك يا علي ! فقد فارقني ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 521 :
    $منكر$
    أخرجه الحاكم (3/ 123-124) ، والبزار (3/ 201/ 2565) ، وابن عدي ، وابن عساكر (12/ 139/ 1) عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر مرفوعاً . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : بل منكر" .
    وأقول : ليس في إسناده من يتهم به ؛ سوى معاوية هذا ، وقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 378) بهذا الإسناد ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك صنع البخاري في "تاريخه" (4/ 1/ 333) ، لكنه أشار إلى هذا الحديث وساق إسناده .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 416) !
    ويحتمل أن يكون المتهم به هو داود هذا ؛ فإنه - وإن وثقه جماعة - ؛ فقد قال ابن عدي :
    "ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي ، عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت" .
    ذكره الذهبي ؛ ثم ساق له هذا الحديث . وقال :
    "هذا منكر" .
    (/1)
    4894 - ( يا علي ! أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 522 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42) ، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : أخبرنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
    نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى علي فقال ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح" !!
    وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .
    قلت : يشير الذهبي بتحديث عبدالرزاق بالحديث سراً إلى ما رواه الحاكم عقب الحديث ، والخطيب - وسياقه أتم - قال : قال أبو الفضل : فسمعت أبا حاتم يقول : سمعت أبا الأزهر يقول :
    خرجت مع عبدالرزاق إلى قريته ، فكنت معه في الطريق ، فقال لي : يا أبا الأزهر ! أفيدك حديثاً ما حدثت به غيرك ؟! قال : فحدثني بهذا الحديث .
    ثم روى الخطيب بسنده عن أحمد بن يحيى بن زهير التستري قال :
    لما حدث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبدالرزاق في الفضائل ؛ أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث ؛ إذ قال يحيى بن معين : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبدالرزاق بهذا الحديث ؟! فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث" .
    قلت : ويؤيد قول ابن معين هذا ؛ أن أبا الأزهر قد توبع عليه ؛ فقد قال الخطيب :
    "قلت : وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبدالرزاق ؛ فبرىء أبو الأزهر من عهدته ؛ إذ قد توبع على روايته" .
    قلت : فانحصرت العلة في عبدالرزاق نفسه ، أو في معمر ، وكلاهما ثقة محتج بهما في "الصحيحين" ، لكن هذا لا ينفي العلة مطلقاً :
    أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه :
    أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال :
    "هذا حديث باطل ، والسبب فيه : أن معمراً كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيباً لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبدالرزاق في كتاب ابن أخي معمر !" .
    قلت : فهذا - إن صح - علة واضحة في أحاديث معمر في فضائل أهل البيت ، ولكني في شك من صحة ذلك ؛ لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر ؛ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما . والله أعلم .
    ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي ، وابن حجر أيضاً ؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر ، فقال الذهبي - بعد أن وثقه - :
    "ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبدالرزاق عن معمر حديثاً في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل ، فقال أبو حامد (فذكر كلامه ملخصاً ثم قال) . قلت : وكان عبدالرزاق يعرف الأمر ، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سراً ؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره ؛ فقد رواه محمد بن حمدون عن ... فبرىء أبو الأزهر من عهدته" .
    وأما بالنسبة لعبدالرزاق ؛ فإعلاله بن أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه ؛ فقال البخاري :
    "ما حدث به من كتابه فهو أصح" . وقال الدارقطني :
    "ثقة ، لكنه يخطىء على معمر في أحاديث" . وقال ابن حبان :
    "كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه ؛ على تشيع فيه" . وقال ابن عدي في آخر ترجمته :
    "ولم يروا بحديثه بأساً ؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به ، وأما في باب الصدق ؛ فإني أرجو أنه لا بأس به ؛ إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين ؛ مناكير" . وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
    "قلت : أوهى ما أتى به : حديث أحمد بن الأزهر - وهو ثقة - : أن عبدالرزاق حدثه - خلوة من حفظه - : أنبأنا معمر ... (قلت : فساق الحديث ، وقال) .
    قلت : ومع كونه ليس بصحيح ؛ فمعناه صحيح ؛ سوى آخره ، ففي النفس منها ! وما اكتفى بها حتى زاد :
    "وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك" .
    فالويل لمن أبغضه ؛ هذا لا ريب فيه ، بل الويل لمن يغض منه ، أو غض من رتبته ، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى ، رضي الله عنهم أجمعين" .
    والحديث ؛ أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 61) ، ونقل كلام الخطيب المتقدم ، ثم قال :
    (/1)
    "وقد أورده ابن الجوزي في "الواهيات" ، وقال : إنه موضوع ، ومعناه صحيح ، قال : فالويل لمن تكلف وضعه ؛ إذ لا فائدة في ذلك" .
    وكذا في "تنزيه الشريعة" لابن عراق (1/ 398) .
    (تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 175) من رواية الحاكم ؛ وقال :
    "وصححه على شرط الشيخين" !!
    ولم ينقل - كعادته - رد الذهبي عليه ، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول ابن الأزهر :
    "فحدثني (عبدالرزاق) - والله - بهذا الحديث لفظاً ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه" !
    والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث ؛ كما توهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبدالرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ :
    "فتبسم يحيى بن معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث" .
    قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح في أن الحديث غير صحيح عند ابن معين .
    فلو كان الشيعي عالماً حقاً ، ومتجرداً منصفاً ؛ لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه جواب ! وهيهات هيهات !
    (/2)
    4895 - ( يا علي ! طوبى لمن أحبك وصدق فيك . وويل لمن أبغضك وكذب فيك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 526 :
    $باطل$
    أخرجه ابن عدي (283/ 1) ، وأبو يعلى (3/ 1602) ، والحاكم (3/ 135) ، والخطيب (9/ 72) ، والسلفي في "الطيوريات" (170/ 1-2) ، وابن عساكر (12/ 131/ 2) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر مرفوعاً . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : بل سعيد وعلي متروكان" . وقال في ترجمة (علي بن الحزور) من "الميزان" :
    "وهذا باطل" . وقال ابن عدي في (الحزور) :
    "وهو في جملة متشيعة الكوفة ، والضعف على حديثه بين" .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (9/ 132) :
    "رواه الطبراني ، وفيه علي بن الحزور ؛ وهو متروك" .
    (/1)
    4896 - ( يا عمار بن ياسر ! إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره ؛ فاسلك مع علي ؛ فإنه لن يدلك على ردى ، ولن يخرجك من هدى ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 527 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 2) عن المعلى بن عبدالرحمن : حدثنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش : أخبرنا إبراهيم عن علقمة والأسود قالا :
    أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين ... (فذكر قصة ؛ وفيه قال) وسمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لعمار ... فذكره . وقال :
    "معلى بن عبدالرحمن ضعيف ذاهب الحديث" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "متهم بالوضع ، وقد رمي بالرفض" .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (3/ 63/ 1) ؛ للديلمي عن عمار بن ياسر ، وأبي أيوب .
    (/1)
    4897 - ( كفي وكف علي في العدل سواء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 527 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب (5/ 37) ، وعنه ابن عساكر (12/ 156/ 2-157/ 1) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن صالح التمار : حدثنا محمد بن مسلم بن وارة : حدثنا عبدالله بن رجاء : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال :
    كنت جالساً عند أبي بكر ، فقال : من كانت له عند رسول الله صلي الله عليه وسلم عدة فليقم . فقام رجل فقال : يا خليفة رسول الله ! إن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعدني بثلاث حثيات من تمر . قال : فقال : أرسلوا إلى علي ؛ فقال : يا أبا الحسن ! إن هذا يزعم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من تمر ، فاحثها له . قال : فحثاها . فقال أبو بكر : عدوها . فعدوها ، فوجدوها في كل حثية ستين تمرة ، لا تزيد واحدة على الأخرى . قال : فقال أبو بكر الصديق : صدق الله ورسوله ! قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم - ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة - ... فذكره . وقال ابن عساكر :
    "الحمل فيه عندي على التمار" .
    قلت : وذلك ؛ لأن التمار هذا مجهول الحال ، ذكره الخطيب في ترجمته ؛ ولم يذكر عنه غير راويين اثنين ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأورده الذهبي في "الميزان" ؛ فقال :
    ".. قال : حدثنا ابن وارة ... فذكر خبراً موضوعاً ؛ فهو آفته" ؛ ثم ساقه بإسناده إلى الخطيب به .
    وأقره الحافظ في "اللسان" .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 107/ 1) لابن الجوزي في "الواهيات" عن أبي بكر ! وفاته المصدران اللذان ذكرتهما ؛ لا سيما وأولهما أعلى طبقة من ابن الجوزي .
    ومن تدليس عبدالحسين الشيعي في "مراجعاته" (ص 177) : أنه لم ذكر الحديث مجزوماً برفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؛ لم يذكر من خرجه - كعادته - ؛ فإنه يذكره ولو كان الديلمي ، وإنما أحال به على "الكنز" موضحاً رقمه فيه وجزأه وصفحته ! دون أن يذكر من خرجه ؛ لأن فيه :
    "أخرجه ابن الجوزي في (الواهيات)" !
    لأنه يعلم أنه لو صرح بذلك ؛ لكشف للناس عن استغلاله للأحاديث الضعيفة - بل الموضوعة - في تسويد كتابه والاحتجاج لمذهبه . والله المستعان !
    ثم إن للحديث طريقاً أخرى لا تساوي فلساً : يرويه قاسم بن إبراهيم : حدثنا أبو أمية المختط : حدثني مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك عن عمر ابن الخطاب قال : حدثني أبو بكر الصديق قال : سمعت أبا هريرة يقول :
    جئت إلى النبي صلي الله عليه وسلم وبين يديه تمر ...
    قلت : فذكر قصة حثو التمر ، ولكن لمرة واحدة ، والعدد ثلاث وسبعون ، وفي آخره :
    "يا أبا هريرة ! أما علمت أن يدي ويد علي بن أبي طالب في العدل سواء ؟!" .
    أخرجه الخطيب (9/ 76-77) ، وعنه ابن عساكر (12/ 156/ 2) . وقال الخطيب :
    "حديث باطل بهذا الإسناد ، تفرد بروايته قاسم الملطي ، وكان يضع الحديث" .
    قلت : وشيخه أبو أمية المختط : اسمه المبارك بن عبدالله ، وإنما قيل له : المختط ؛ لأنه أول من اختط داراً بطرسوس لما مصرت ، وهو غير مبارك في الرواية ؛ فقد قال الذهبي :
    "ليس بثقة ولا مأمون" .
    ووافقه الحافظ العسقلاني .
    (/1)
    4898 - ( يا فاطمة ! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 530 :
    $موضوع$
    روي من حديث أبي هريرة ، وعبدالله بن عباس ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعلي الهلالي ، ومعقل بن يسار .
    1- أما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا أبو حفص الأبار : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
    قالت فاطمة رضي الله عنها : يا رسول الله ! زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له ؟! فقال ... فذكره .
    أخرجه الحاكم (3/ 129) ؛ وصححه على شرط البخاري ومسلم ؛ كما في "تلخيص الذهبي" ، فقد سقط التصحيح من "المستدرك" !! ثم تعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : بل موضوع على سريج" .
    قلت : وذلك ؛ لأن سريجاً ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك من فوقه ؛ غير أبي حفص الأبار - واسمه عمر بن عبدالرحمن - ؛ وهو ثقة .
    فأحدهم لا يحتمل مثل هذا الحديث الموضوع ؛ فالمتهم به أبو بكر الترمذي هذا .
    وبذلك جزم الذهبي في "الميزان" ؛ وقال :
    "ولعله الباهلي" .
    ووافقه الحافظ في "اللسان" ؛ إلا أنه قال :
    "وجزم الحسيني بأنه غير الباهلي" .
    2- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه إبراهيم بن الحجاج قال : أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه به .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 111/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 195-196) ، وابن عساكر (12/ 91/ 2-92/ 1) . وقال الخطيب :
    "حديث غريب من رواية عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس . وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح ، تفرد بروايته عنه عبدالرزاق ، وقد رواه عن عبدالرزاق غير واحد" .
    قلت : وإبراهيم بن الحجاج هذا ؛ قال الذهبي :
    "نكرة لا يعرف ، والخبر الذي رواه باطل ، وما هو بالسامي ولا بالنيلي ، ذانك صدوقان" .
    قلت : وهما أقدم طبقة منه .
    ثم ساق له هذا الحديث ، وقال :
    "تابعه عبدالسلام بن صالح - أحد الهلكى - عن عبدالرزاق" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" .
    ومتابعة عبدالسلام بن صالح ؛ أخرجها الثلاثة المذكورون ، وكذا ابن عدي في ترجمة عبدالرزاق من "الكامل" (309/ 1) .
    وتابعه أحمد بن عبدالله بن يزيد الهشيمي : حدثنا عبدالرزاق به .
    أخرجه الخطيب ، وعنه ابن عساكر .
    قلت : والهشيمي هذا هو من رواة حديث : "أنبأنا مدينة العلم ..." ، وقد مضى بيان حاله هناك برقم (2955) ، وأنه كذاب ؛ فراجعه .
    ثم قال ابن عدي : حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال : أخبرنا محمد بن سهل البخاري : أخبرنا عبدالرزاق بإسناده نحوه . وقال :
    "وهذا يعرف بأبي الصلت الهروي عن عبدالرزاق . وابن عثمان هذا ليس بذاك الذي حدثناه عن البخاري" !
    كذا قال ! وفي آخر كلامه غموض لعله من الناسخ ! وقد عقد للتستري هذا ترجمة خاصة ؛ قال فيه (93/ 2-94/ 1) :
    "كان يضع الحديث ، ويسرق حديث الناس ، سألت عبدان الأهوازي عنه ؟ فقال : كذاب" .
    وأبو الصلت متهم أيضاً ، وهو صاحب الحديث المشار إليه آنفاً برقم (2955) ؛ فأغنى عن إعادة الكلام عليه .
    ولعل التستري سرق هذا الحديث منه ؛ فإنه به يعرف ؛ كما تقدم عن ابن عدي .
    وجملة القول ؛ أن الحديث لم يروه ثقة عن عبدالرزاق .
    ولو أنه ثبت عنه ؛ لبقي فيه علة أخرى تقدح في صحته ، وهي احتمال أن يكون هذا الحديث أيضاً مما أدخله ابن أخي معمر في كتب معمر ؛ فإنه كان رافضياً ، كما تقدم حكاية أمره عن أبي حامد الشرقي في الحديث (4894) ، فراجعه .
    3- وأما حديث أبي أيوب ؛ فأورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 58) - وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (ص 396) - من رواية الطبراني عن حسين الأشقر : حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عنه مرفوعاً به ، وزاد :
    "فأوحي إلي ، فأنكحته ، واتخذته وصياً" . وقال السيوطي :
    "حسين الأشقر متهم . وقيس بن الربيع لا يحتج به . وعباية بن ربعي ؛ قال العقيلي : شيعي غال ملحد" .
    4- وأما حديث علي الهلالي ؛ فأورده السيوطي أيضاً في "ذيل الموضوعة" (ص 65) - وتبعه ابن عراق في "التنزيه" (ص 403-404) - من رواية الطبراني أيضاً - من طريق الهيثم بن حبيب : حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال :
    دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها ؛ فإذا فاطمة عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلي الله عليه وسلم طرفه إليها ؛ فقال :
    "يا حبيبتي فاطمة ! ما الذي يبكيك ؟!" . قالت : أخشى الضيعة من بعدك ! فقال :
    "يا حبيبتي ! أما علمت أن الله تبارك وتعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ..." الحديث نحو حديث أبي أيوب ، وفيه ذكر الحسن والحسين والمهدي . وقال السيوطي وابن عراق :
    "قال الذهبي : هذا موضوع . والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث" .
    (/1)
    قلت : ذكره الذهبي في ترجمة الهيثم من "الميزانط . فتعقبه الحافظ في "اللسان" بقوله :
    "والهيثم بن حبيب المذكور ؛ ذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من (الثقات)" !
    وأقول : تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين معروف مشهور عند أهل العلم بهذا الشأن ، فإن ثبت أنه ثقة ؛ فالعلة ممن فوقه ، وهو علي بن علي الهلالي ؛ فإني لم أجد من ذكره .
    وأبوه نفسه غير معروف إلا في هذا الحديث ؛ فقد أورده الحافظ في "الإصابة" لهذا الحديث من رواية الطبراني أيضاً - يعني : في "الكبير" - ، ثم قال :
    "وأخرجه في "الأوسط" وقال : إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد" .
    5- وأما حديث معقل ؛ فيرويه خالد بن طهمان ، عن نافع بن أبي نافع عنه قال :
    وضأت النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم ؛ فقال :
    "هل لك في فاطمة رضي الله عنها تعودها ؟!" . فقلت : نعم ؛ فقام متوكئاً علي ، فقال :
    "أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ، ويكون أجرها لك" . قال : فكأنه لم يكن علي شيء ، حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام ، فقال لها :
    "كيف تجدينك ؟" .
    قالت : واللخ لقد اشتد حزني ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي - قال أبو عبدالرحمن (ابن الإمام أحمد) : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث - قال :
    "أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ؟!" .
    أخرجه أحمد (5/ 26) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 89/ 1) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات ؛ غير خالد بن طهمان ؛ فضعفه الأكثرون . وقال ابن معين :
    "ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين ، وكان قبل ذلك ثقة" .
    (/2)
    4899 - ( أنا المنذر ، وعلي الهادي ، بك يا علي ! يهتدي المهتدون [بعدي] ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 535 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13/ 72) ، والديلمي (1/ 310-311- زهر الفردوس) ، وابن عساكر (12/ 154/ 1) من طريق الحسن بن الحسين الأنصاري : أخبرنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
    لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ؛ قال النبي صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ وله ثلاث علل :
    الأولى : اختلاط عطاء بن السائب .
    الثانية : معاذ بن مسلم ؛ قال الذهبي في ترجمته :
    "مجهول . روى عن شرحبيل بن السمط ؛ مجهول . وله عن عطاء بن السائب خبر باطل سقناه في (الحسن بن الحسين)" .
    الثالثة : الحسن بن الحسين الأنصاري - وهو العرني - ؛ وهو متهم ، وقد تقدم شيء من أقوال الأئمة فيه تحت الحديث (4885) ؛ فلا داعي للإعادة .
    وقد ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث من مناكيره من رواية ابن الأعرابي بإسناده عنه . وقال :
    "ومعاذ نكرة ، فلعل الآفة منه" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" .
    وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (4/ 499- منار) :
    "وهذا الحديث فيه نكارة شديدة" .
    وأقره الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 66) .
    وسكت عنه الطبرسي الشيعي في "تفسيره" (3/ 427) !
    قلت : وقد روي موقوفاً : رواه حسين بن حسن الأشقر : حدثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ؛ قال علي :
    رسول الله صلي الله عليه وسلم المنذر ، وأنا الهادي .
    أخرجه الحاكم (3/ 129-130) ، وابن عساكر (12/ 154/ 1) عن عبدالرحمن ابن محمد بن منصور الحارثي عنه . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : بل كذب ، قبح الله واضعه" .
    قلت : ولم يسم واضعه ، وهو - عندي - حسين الأشقر ؛ فإنه متروك كما تقدم بيانه تحت الحديث (358) . وقد قال الذهبي فيه - في حديث بعد هذا في "التلخيص" - :
    "قلت : الأشقر وثق . وقد اتهمه ابن عدي" .
    والحارثي - الراوي عنه - قال ابن عدي :
    "حدث بأشياء لم يتابع عليها" . وقال الدارقطني وغيره :
    "ليس بالقوي" .
    ومما يؤيد نكارة الحديث : أن عبد خير رواه عن علي في قوله ... فذكر الآية ؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "المنذر والهادي : رجل من بني هاشم" .
    أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 126) ، ومن طريقه ابن عساكر : حدثني عثمان بن أبي شيبة : حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عنه .
    وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات .
    وقد رواه ابن عساكر من غير طريق عبدالله فأفسده ؛ قال : أخبرنا أبو العز بن كادش : أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبدالله : أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي : أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار : أخبرنا عثمان بن أبي شيبة ... فساقه مختصراً بلفظ :
    "والهادي علي" .
    وهو بهذا الاختصار منكر ، ولعله من أبي العز بن كادش - واسمه أحمد بن عبيدالله - شيخ ابن عساكر ؛ فقد قال ابن النجار :
    "كان مخلطاً كذاباً ، لا يحتج بمثله ، وللأئمة فيه مقال" .
    وتوفي سنة ست وعشرين وخمس مئة . ووقع في "اللسان" : "ست وخمسين ..." ! وهو خطأ ، والتصحيح من "الشذرات" .
    وعلي بن عمر الحربي ؛ فيه كلام أيضاً ؛ ولكنه يسير ، فراجعه - إن شئت - في "اللسان" .
    والحديث مما تلهج به الشيعة ؛ ويتداولونه في كتبهم ، فهذا إمامهم ابن مطهر الحلي قد أورده في كتابه الذي أسماه "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة" (ص 81-82- تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم) من رواية "الفردوس" ؛ قال :
    "ونحوه أبو نعيم ، وهو صريح في ثبوت الإمامة والولاية له" !!
    وقلده عبدالحسين في "مراجعاته" (ص 55) ، ثم الخميني في "كشف الأسرار" (ص 161) ؛ وزاد عليهما في الذكب والافتراء أنه قال :
    "وردت في ذلك سبعة أحاديث عند أهل السنة" !
    ثم لم يذكر إلا حديثاً واحداً زعم أنه أسنده إبراهيم الحموي إلى أبي هريرة !
    فمن إبراهيم الحموي هذا ؟ والله لا أدري ، ولا أظن الحميني نفسه يدري ! فإن صح قوله أنه من أهل السنة ؛ فيحتمل أن يكون إبراهيم بن سليمان الحموي ، المترجم في "الدرر الكامنة" ، و"شذرات الذهب" ، و"الفوائد البهية" ، و"الأعلام" للزركلي ، فإن يكن هو ؛ فهو من علماء الحنفية المتوفى سنة (732 هـ) ، فإن كان هو الذي عناه الخميني ، وكان صادقاً في عزوه إليه ؛ فإنه لم يذكر الكتاب الذي أسند الحديث فيه . فقوله عنه :
    "أسند" ! كذب مكشوف ؛ إذ كيف يسند من كان في القرن الثامن ، فبينه وبين أبي هريرة مفاوز ؟!
    ولو فرضنا أنه أسنده فعلاً ؛ فما قيمة مثل هذا الإسناد النازل الكثير الرواة ؟! فإن مثله قل ما يسلم من علة ؛ كما هو معلوم عند العارفين بهذا العلم الشريف !
    (/1)

    والعبرة من هذا العزو ونحوه مما تقدم عن هؤلاء الشيعة ؛ أنهم كالغرقى يتعلقون ولو بخيوط القمر ! فلقد ساق السيوطي في "الدر المنثور" في تفسير هذه الآية عدة روايات ؛ وليس فيها حديث الخميني عن أبي هريرة !
    وأما حديث ابن عباس الذي احتج به ابن المطهر الحلي ؛ فقد عرفت ما فيه من العلل ، التي تدل بعضها على بطلانه ؛ فكيف بها مجتمعة ؟!
    فاسمع الآن رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الحلي ؛ لتتأكد من بطلان الحديث ، وجهل الشيعة وضلالهم ؛ قال - رحمه الله - (4/ 38) :
    "والجواب من وجوه :
    أحدها : أن هذا لم يقم دليل على صحته ؛ فلا يجوز الاحتجاج به ، وكتاب "الفردوس" للديلمي فيه موضوعات كثيرة ، أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه رواه لا يدل على صحة الحديث ، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة .
    الثاني : أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ، فيجب تكذيبه ورده ..." .
    ثم ذكر بقية الوجوه ؛ وهي تسعة ؛ ولولا أن يطول الكلام لسقتها كلها لأهميتها ؛ منها قوله :
    "الخامس : أن قوله : "بك يهتدي المهتدون" ؛ ظاهره أن كل من اهتدى من أمة محمد فبه اهتدى ! وهذا كذب بين ؛ فإنه قد آمن بالنبي صلي الله عليه وسلم خلق كثير واهتدوا به ودخلوا الجنة ؛ ولم يسمعوا من علي كلمة واحدة ، وأكثر الذين آمنوا بالنبي صلي الله عليه وسلم واهتدوا به لم يهتدوا بعلي في شيء ، وكذلك لما فتحت الأمصار وآمن واهتدى الناس بمن سكنها من الصحابة وغيرهم ؛ كان جماهير المسلمين لم يسمعوا من علي شيئاً ، فكيف يجوز أن يقال : بك يهتدي المهتدون ؟!" .
    ثم ذكر في الوجه السادس ؛ أن الصحيح في تفسير الآية : أن المقصود بها النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فهو النذير وهو الهادي . وأما تفسيره بعلي فباطل ؛ لأنه قال : (ولكل قوم هاد) ؛ وهذا يقتضي أن يكون هادي هؤلاء غير هادي هؤلاء ، فتتعدد الهداة ، فكيف يجعل علي هادياً لكل قوم من الأولين والآخرين ؟!

    (/2)


    4900 - ( أنا وهذا (يعني : علياً) حجة على أمتي يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 540 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب (2/ 88) ، وابن عساكر (12/ 139/ 2) عن مطر ابن أبي مطر ، عن أنس بن مالك قال :
    كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فرأى علياً مقبلاً ، فقال ... فذكره . وقال ابن عساكر :
    "مطر : هو الأسكاف ؛ منكر الحديث" .
    قلت : وكذا قال فيه البخاري ، وأبو حاتم ، والنسائي ؛ كما في "الميزان" ، وساق له الذهبي حديثين ؛ وقال :
    "قلت : كلاهما موضوعان" . ثم ساق له هذا الحديث ، وقال :
    "وهذا باطل أيضاً" .
    قلت : والحديث مما أورده الشيعي في "مراجعاته" (ص 178) من رواية الخطيب فقط ، ساكتاً عليه كعادته ، بل محتجاً به قائلاً :
    "وبماذا يكون أبو الحسن حجة كالنبي ؟ لولا أنه ولي عهده ، وصاحب الأمر من بعده ؟!" .
    فيقال له : أثبت العرش ثم انقش ؛ فالحديث باطل بشهادة الإمام النقاد الذهبي ، فإن كان هذا ليس حجة عنده بصفته شيعياً ؛ فما باله يحتج بهذا الحديث وعشرات أمثاله على أهل السنة ، وهو وأمثاله من الأئمة حجة عند أهل السنة ؟! وليس هذا فقط ؛ بل إنه ليوهمهم بأنه لا يحتج إلا بما هو صحيح إلا بما هو صحيح عندهم ، والواقع يكذبه . فالله المستعان !

    (/1)






  5. #575
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4901 - ( مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله ؛ قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 541 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 256) ، وعنه الخطيب (7/ 387) ، وعن هذا ابن عساكر (12/ 70/ 2) - أخرجه عن جماعة ؛ منهم : الطبراني - ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 9) ، وعنه ابن عساكر (12/ 147/ 2) قالوا : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : حدثنا زكريا بن يحيى : حدثنا يحيى بن سالم : حدثنا أشعث ابن عم حسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن - : حدثنا مسعر عن عطية عن جابر مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
    "تفرد به أشعث وكادح بن رحمة عن مسعر" .
    قلت : وقال العقيلي :
    "أشعث كان له مذهب ؛ ليس ممن يضبط الحديث . وزكريا الكسائي ويحيى ابن سالم ؛ ليسا بدون أشعث في الأسانيد" !
    كذا الأصل : "في الأسانيد" ! وفي "اللسان" - نقلاً عن العقيلي - :
    "في هذا المذهب" . وهو الصواب ؛ لمطابقته لما في ابن عساكر عنه .
    ويحيى بن سالم كوفي ؛ ضعفه الدارقطني ، وهو غير يحيى بن سالم الراوي عن ابن عمر ؛ لأنه متأخر الطبقة عنه كما ترى ، وهو الذي استظهره الحافظ في "اللسان" .
    وهذا الراوي ذكره ابن حبان في "الثقات" .
    وزكريا بن يحيى الكسائي شيعي متروك ، كما تقدم ذكره تحت الحديث (4889) ؛ فهو آفة هذا الحديث .
    وابن أبي شيبة مختلف فيه كما تقدم ؛ وقد وثق ، فالعلة من شيخه .
    وأما متابعة كادح التي ذكرها أبو نعيم ؛ فقد أخرجها ابن عدي في ترجمته من "الكامل" (339/ 1) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 71/ 2) عن مسعر بن كدام بلفظ :
    "رأيت على باب
    الجنة ..." الحديث ؛ دون قوله :
    "قبل أن تخلق ..." . وقال ابن عدي :
    "وكادح بن رحمة ؛ عامة ما يرويه غير محفوظ ، ولا يتابع عليه في أسانيده ولا في متونه" . وقال الحاكم ، وأبو نعيم :
    "روى عن مسعر والثوري أحاديث موضوعة" .
    قلت : فمتابعته مما لا يفرح بها .
    والحديث ؛ أورده الذهبي في ترجمة الكسائي ؛ في جملة ما أنكر عليه من الحديث .
    (تنبيه) : قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 111) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أشعث ابن عم الحسن بن صالح ؛ وهو ضعيف ، ولم أعرفه" !
    قلت : وهذا الجمع بين التضعيف ونفي المعرفة ؛ غريب غير معروف عند
    العلماء بالحرج والتعديل ! فلعل قوله : "ولم أعرفه" مقحم من بعض النساخ .
    ثم إن فيه تقصيراً ظاهراً في إعلال الحديث ، وفيه ذلك المتروك وشيخه الضعيف !!
    (تنبيه آخر) : وعزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 744) ، والشيخ علاء الدين - تبعاً له في "الكنز" - : للطبراني في "الأوسط" ، والخطيب في "المتفق والمفترق" ، وابن الجوزي في "الواهيات" عن جابر .
    وعزاه الشيعي في "مراجعاته" (ص 178) إلى الأولين معزواً إلى "الكنز" ، ولم يعزه إلى الثالث منهم - وهو ابن الجوزي في "الواهيات" - ؛ تدليساً على القراء ، وكتماً عنهم لحقيقة حال الحديث الذي يدل عليه عزوه إليه !
    وأيضاً ؛ فإنه لم يذكر الشطر الثاني من الحديث ، الذي يدل على حاله أيضاً عند أهل العقول !
    هذا ؛ وقد فاتني التنبيه على أن لفظ العقيلي ليس فيه :
    "علي أخو رسول الله" ، وقال بديله :
    "أيدته بعلي" .
    وكذلك رواه في ترجمة الكسائي (ص 144) .
    وقد روي كذلك من حديث أبي الحمراء ، وهو الآتي بعده .

    (/1)
    4902 - ( لما أسري بي ؛ رأيت في ساق العرش مكتوباً : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله صفوتي من خلقي ، أيدته بعلي ونصرته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 544 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 147/ 2) عن عبادة بن زياد الأسدي : أخبرنا عمرو بن ثابت بن أبي المقدام عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع مسلسل بالرافضة :
    الأول : أبو حمزة الثمالي - واسمه ثابت بن أبي صفية الكوفي - متفق على تضعيفه . بل قال الدارقطني :
    "متروك" . وقال ابن حبان :
    "كان كثير الوهم في الأخبار ؛ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد ؛ مع غلوه في تشيعه" .
    وعده السليماني في قوم من الرافضة .
    الثاني : عمرو بن ثابت الكوفي ؛ قال ابن معين :
    "ليس بشيء" . وقال مرة :
    "ليس بثقة ولا مأمون" . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" . وقال ابن حبان :
    "يروي الموضوعات" . وقال أبو داود :
    "رافضي خبيث" .
    الثالث : عبادة بن زياد الأسدي شيعي أيضاً ، لكنه مختلف فيه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4892) . فالآفة ممن فوقه ، وشيخه هو الأحق بها .
    وبه أعله الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (9/ 121) :
    "رواه الطبراني ، وفيه عمرو بن ثابت ؛ وهو متروك" .

    (/1)
    4903 - ( من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ؛ فلينظر إلى علي بن أبي طالب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 545 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 140/ 2) من طريق أبي جعفر أحمد بن محمد بن سعيد : أخبرنا محمد بن مسلم بن وارة: أخبرنا عبيدالله بن موسى العبسي : أخبرنا أبو عمرو الأزدي عن أبي راشد الحبراني عن أبي الحمراء مرفوعاً .
    قلت : وأبو عمرو هذا ؛ لم أعرفه !
    ووقع في "اللآلىء" (1/ 184) من رواية الحاكم : "أبو عمر الأزدي" ، وقال :
    "قال ابن الجوزي : موضوع ، أبو عمر متروك" .
    قلت : فيحتمل أنه حفص بن سليمان أبو عمر البزاز الكوفي الأسدي ؛ فإنهم كثيراً ما يبدلون الزاي من السين كما في "أنساب السمعاني" ، ثم هو إلى ذلك معروف بشدة الضعف ، حتى كذبه الساجي وغيره .
    وقد أقره السيوطي - ثم ابن عراق (1/ 385) - ابن الجوزي على حكمه عليه بالوضع ، لكنهما ذكرا له بعض الطرق الأخرى ، يأتي الكشف عن علتها إن شاء الله تعالى .
    وقد اختلف على عبيدالله بن موسى على وجوه :
    1- فرواه محمد بن مسلم بن وارة عنه هكذا .
    2- ورواه محمد بن أبي هاشم النوفلي عنه : حدثنا العلاء عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي داود نفيع (الأصل : مقنع ! وهو تصحيف) عن أبي الحمراء به . أخرجه الديلمي .
    وسكت عنه السيوطي وابن عراق ! وليس بجيد ؛ فإن أبا داود هذا - وهو الأعمى - مشهور بالضعف الشديد ؛ قال الحافظ :
    "متروك . وقد كذبه ابن معين" .
    3- وقال محمد بن عمران بن حجاج : حدثنا عبيدالله بن موسى عن أبي راشد - يعني : الحبراني (الأصل : الحماني !) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
    أخرجه ابن شاهين في "السنة" .
    قلت : وسكتا عليه أيضاً ! وأبو هارون العبدي : اسمه عمارة بن جوين ؛ وحاله كالأعمى ؛ قال الحافظ :
    "متروك ، ومنهم من كذبه ، شيعي" .
    وذكر له ابن عراق شاهداً من حديث ابن عباس ؛ من طريق مسعر بن يحيى عن شريك عن أبي إسحاق عن أبيه عنه . وقال :
    "وقال الذهبي في "الميزان" : مسعر بن يحيى النهدي ؛ لا أعرفه ، وخبره منكر . انتهى (يعني : هذا) . وأبو الحمراء ؛ قال البخاري : يقال : له صحبة ، ولا يصح حديثه . والله أعلم" .
    قلت : وقد أشار الحافظ في ترجمة أبي الحمراء من "التهذيب" إلى ضعف الطريق الأولى عن سعيد بن جبير ، وقال السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 34/ 2) :
    "رواه ابن عساكر وابن الجوزي في "الواهيات" من طريقين عن أبي الحمراء" !
    وقد روي الحديث من حديث أنس نحوه مرفوعاً ؛ بلفظ :
    "يا أيها
    الناس ! من أحب أن ينظر إلى آدم في خلقه ، وأنا في خلقي ، وإلى إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى يحيى في زهده ، وإلى عيسى في سمته (الأصل : سنه) ؛ فلينظر إلى علي بن أبي طالب إذا خطر بين الصفين ؛ كأنما يتقلع من صخر ، أو يتحدر من دهر .
    يا أيها
    الناس ! امتحنوا أولادكم بحبه ؛ فإن علياً لا يدعو إلى ضلالة ، ولا يبعد عن هدى ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن أبغضه فليس منكم" .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 133/ 2) من طريق أبي أحمد العباس بن الفضل ابن جعفر المكي : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري - بصنعاء سنة إحدى وسبعين ومئتين - : أخبرنا عبدالرزاق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال :
    كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أراد أن يشهر علياً في موطن أو مشهد ؛ علا على راحلته ، وأمر
    الناس أن ينخفضوا دونه . وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم شهر علياً يوم خيبر ، فقال ... فذكره . وقال :
    "هذا حديث منكر ، وأبو أحمد المكي مجهول" .
    قلت : وهذا
    الرجل مما أغفلوه ؛ فلم يذكره الذهبي ولا العسقلاني في كتابيهما ، لا في السماء ولا في الكنى ! والله أعلم .
    وإسحاق الدبري ؛ فيه ضعف ، فراجع ترجمته في "اللسان" .
    (تنبيه) : أورد حديث الترجمة هذا : الشيعي في "مراجعاته" . وقال (ص 179) :
    "أخرجه البيهقي في "صحيحه" ، والإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" ، وقد نقله عنهما ابن أبي الحديد في الخبر الرابع من الأخبار التي أوردها في (ص 449) من المجلد الثاني من (شرح النهج)" !!
    قلت : وهذا التخريج كذب لا أصل له ، يقطع به كل من كان له معرفة بهذا العلم ، فلو كان الحديث في "مسند الإمام أحمد" ؛ فلماذا لم يورده الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" ، والسيوطي في "جامعه الكبير" ، و "الصغير" ، ولا في "الزوائد عليه" ؟!
    ومما يؤكد لك ذلك : أن البيهقي ليس له كتاب باسم "الصحيح" ، وإنما له "السنن الكبرى" ، و "معرفة السنن والآثار" وغيرهما . فمن الواضح البين أن المقصود من هذا التخريج ؛ إنما هو إظهار الحديث بمظهر
    الصحة .
    وابن أبي الحديد معتزلي شيعي غال ؛ كما قال ابن كثير في "البداية" (13/ 199) ، فلا يوثق بنقله ؛ لا سيما في هذا الباب ، كما لا يوثق بالناقل عنه ، كما قدمنا لك فيما مضى من الأمثلة !!

    (/1)
    4904 - ( يا علي ! إن فيك من عيسى عليه الصلاة والسلام مثلاً ؛ أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصاري حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 549 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 281-282) ، والنسائي في "الخصائص" (ص 19) ، وعبدالله بن أحمد (1/ 160) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1004) ، والحاكم (3/ 123) ، وابن عساكر (12/ 135/ 2-136/ 1) من طرق عن الحكم بن عبدالملك عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة ابن ناجذ عن علي رضي الله عنه قال :
    دعاني رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ... فذكره . وزاد :
    قال : وقال علي :
    ألا وإنه يهلك في محب مطر ؛ يقرظني بما ليس في ، ومبغض مفتر ؛ يحمله شنآني على أن يبتني ، ألا وإني لست بنبي ، ولا يوحى إلي ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم ما استطعت ، فما أمرتكم به طاعة الله تعالى ؛ فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم ، وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري ؛ فلا طاعة لأحد في معصية الله عز وجل ؛ إنما الطاعة في المعروف . والسياق للحاكم ؛ وقال :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "الحكم ؛ وهاه ابن معين" .
    قلت : بل هو ممن اتفق الأئمة على تضعيفه ؛ غير العجلي ؛ فوثقه ، فلا يعتد به ، ولا سيما وهو معروف بالتساهل بالتوثيق ؛ فكيف إذا خالف الجمهور من الأئمة .
    ولذلك ؛ فقد تساهل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحسينه لإسناده في تعليقه على "المسند" رقم (1376) !
    وقد أخرجه ابن عساكر من طريق عمرو بن ثابت عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة به .
    قلت : وهذه متابعة لا يفرح بها ؛ فإن صباحاً هذا - وهو ابن يحيى - ؛ قال الذهبي :
    "متروك ، بل متهم" .
    قلت : وهو شيعي .
    ومثله عمرو بن ثابت في شدة الضعف والتشيع ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4882،4902) .
    والحارث بن حصيرة شيعي أيضاً ، لكنهم اختلفوا في توثيقه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4886) ، فتعصيب الجناية في هذا الحديث بمن دونه أولى .
    وفوقه ربيعة بن ناجذ ، وهو مجهول ؛ وإن وثقه ابن حبان والعجلي ، فتساهلهما في توثيق المجهولين معروف .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي (9/ 133) - مع الزيادة - ؛ وقال :
    "رواه عبدالله والبزار - باختصار - ، وأبو يعلى - أتم منه - ، وفي إسناد عبدالله وأبي يعلى : الحكم بن عبدالملك ؛ وهو ضعيف ، وفي إسناد البزار : محمد بن كثير الكوفي ، وهو ضعيف" .
    وأورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 59) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 396) من رواية ابن حبان - يعني : في "الضعفاء" - من طريق عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي قال :
    جئت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً في ملأ من قريش ؛ فنظر إلي ، وقال ... فذكره نحوه ؛ وزاد :
    فضحك الملأ الذين عنده وقالوا : انظروا ؛ يشبه ابن عمه بعيسى ! فأنزل
    القرآن : (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون) . وقال :
    "قال ابن حبان : عيسى يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به" .
    (تنبيه) : أورد الشيعي في مراجعاته (ص 179) الحديث من رواية الحاكم ؛ دون الزيادة من قول علي رضي الله عنه ! والسبب واضح ؛ فإنها صريحة في إبطال دعواهم العصمة له ولأهل بيته ، كيف وهو يقول - إن صح - :
    وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة ... !
    فسوى بين نفسه وغيره في احتمال أمره بمعصية ، فهل هذه صفة من له العصمة ؟!

    (/1)
    4905 - ( إن الأمة ستغدر بك بعدي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 552 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 140) ، والخطيب في "التاريخ" (11/ 216) ، وابن عساكر (12/ 178/ 2) عن هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال :
    إن مما عهد إلي صلي الله عليه وسلم ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ‍‍! ووافقه الذهبي !
    قلت : وفيه نظر ؛ فإن أبا إدريس هذا لم أعرف اسمه ، ولم أجد من وثقه ؛ إلا يكون ابن حبان ! فليراجع كتابه "الثقات" ، فقد أورده البخاري في "التاريخ" (9/ 6) ، وابن حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 334) من رواية أبي مسلمة عنه ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ووقع عند البخاري : "الأودي" ؛ مطابقاً لما في "المستدرك" .
    ووقع عند ابن أبي حاتم : "الأزدي" ؛ وهو موافق لما في "ابن عساكر" ، وقال عقبه :
    "قال البيهقي : فإن صح هذا ؛ فيحتمل أن يكون المراد به - والله أعلم - في خروج من خرج عليه في إمارته ، ثم في قتله" .
    قلت : ففي قوله : "إن صح" ؛ إشارة إلى أنه غير صحيح عنده .
    ومثله قوله الآتي عنه :
    "إن كان محفوظاً" .
    وله متابع كما سأذكره .
    وسائر رجال الإسناد ثقات ؛ إلا أنه فيه عنعنة هشيم - وهو ابن بشير الواسطي - ؛ قال الحافظ :
    "ثقة ثبت ، كثير التدليس والإرسال" .
    وأما المتابع ؛ فهو ما رواه حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني عن علي ... مثله .
    أخرجه البزار (3/ 203/ 2569) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 64) ، وابن عساكر ؛ قال الأخيران :
    "قال البخاري : ثعلبة بن يزيد الحماني ؛ فيه نظر ، لا يتابع عليه في حديثه هذا" . زاد ابن عساكر :
    "قال البيهقي : كذا قال البخاري ، وقد رويناه بإسناد آخر عن علي ؛ إن كان محفوظاً" .
    قلت : يعني : الإسناد الذي قبله ، وقد عرفت آنفاً غمز البيهقي من صحته .
    ومع أن البخاري قال في ترجمة الحماني هذا (1/ 2/ 174) :
    "سمع علياً ، روى عنه حبيب بن أبي ثابت ، يعد في الكوفيين ، فيه نظر ..." ، ثم ذكر الحديث ، وقال :
    "لا يتابع عليه" .
    ورواه ابن عدي عنه في "الكامل" (ق 48/ 2) ؛ فإن هذا قال في آخر ترجمته :
    "وأما سماعه من علي ؛ ففيه نظر ؛ كما قاله البخاري" !
    قلت : وكأنه فهم من قول البخاري : "فيه نظر" ؛ أي : في سماعه !
    والمتبادر أنه يعني
    الرجل نفسه ، وسماعه صريح في رواية لابن عساكر بلفظ :
    قال : سمعت علياً على المنبر وهو يقول ...
    وكذا في "مسند أبي يعلى" (1/ 442/ 328) في حديث آخر .
    لكن في ثبوت ذلك عنه عندي نظر حقاً ؛ فإن حبيباً - الراوي عنه - مدلس أيضاً مثل هشيم ؛ قال الحافظ أيضاً فيه :
    "ثقة فقيه جليل ، وكان كثير الإرسال والتدليس" .
    وله طريق ثالثة ؛ لكنها جد واهية ؛ لأنها من رواية حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة قال : قال علي ... فذكره .
    أخرجه ابن عساكر .
    قلت : والآفة من ابن جبير هذا ؛ فإنه ضعيف جداً ، تركه شعبة وغيره . وقال الجوزجاني :
    "كذاب" .
    وبالجملة ؛ فجميع طرق الحديث واهية ، وليس فيها ما يتقوى بغيره .
    نعم ؛ قد أورده الحاكم (3/ 142) من طريق حيان الأسدي : سمعت علياً يقول : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا" . يعني : لحيته من رأسه . وقال :
    "صحيح" !
    قلت : كذا وقع الحديث في "المستدرك" و "التلخيص" بدون إسناد .
    وقوله : "صحيح" فقط ؛ إنما هو الأسلوب أو اصطلاح الذهبي في "تلخيصه" . فيبدو لي أن الطابع لما لم ير الحديث في "المستدرك" ، ووجده في "تلخيصه" ؛ نقله عنه وطبعه في "المستدرك" ! وفي حفظي أنه فعل ذلك في غير هذا الحديث أيضاً ، ولكنه نبه عليه ، بخلاف عمله هنا ؛ فما أحسن .
    وأنا في شك من ثبوت هذا الحديث في "المستدرك" ؛ فإني رأيت الحافظ السيوطي أورد الحديث - بهذا اللفظ الذي في "التلخيص" - في "الجامع الكبير" (1/ 163/ 1) ، وقال :
    "رواه الدارقطني في "الأفراد" ، والخطيب عن علي رضي الله عنه" .
    قلت : فلو كان ثابتاً في "المستدرك" ؛ لعزاه السيوطي إليه ؛ إن شاء الله تعالى .

    (/1)
    4906 - ( أما إنك ستلقى بعدي جهداً . يعني : علياً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 556 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 140) من طريق سهل بن المتوكل : حدثنا أحمد ابن يونس : حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم لعلي ... فذكره ، وزاد :
    قال : في سلامة من ديني ؟ قال :
    "في سلامة من دينك" . وقال :
    "حديث صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : نعم هو على شرطهما من أحمد بن يونس فما فوقه .
    وأما سهل بن المتوكل ؛ فليس على شرطهما ، بل هو مجهول عندي ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما لدي من المصادر !
    فإن كان ثقة ، أو توبع من ثقة ؛ فالحديث صحيح ؛ وإلا فهو من حصة هذا الكتاب . والله أعلم .
    وقد أخرج الزيادة : أبو يعلى في قصة الحديقة من حديث علي أيضاً . قال الهيثمي (9/ 118) :
    "رواه أبو يعلى ، والبزار ، وفيه الفضل بن عميرة ؛ وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات" .
    وأخرجها الحاكم (3/ 139) ، والطبراني - دون الزيادة - . وصححه الحاكم .
    ووافقه الذهبي ؛ مع أنه جزم في ترجمة ابن عميرة بأنه منكر الحديث ! ثم ساق له هذا الحديث بالزيادة . قال الهيثمي :
    "وفيه من لم أعرفهم ، ومندل أيضاً فيه ضعف" .

    (/1)
    4907 - ( تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين : بالطرقات ، والنهروانات ، وبالشعفات ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 557 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه الحاكم (3/ 139-140) عن محمد بن يونس القرشي : حدثنا عبدالعزيز بن الخطاب : حدثنا علي بن غراب [عن] ابن أبي فاطمة عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب ... فذكره .
    قال أبو أيوب : قلت : يا رسول الله ! مع من نقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال :
    "مع علي بن أبي طالب" .
    قلت : سكت عنه الحاكم ؛ وكأنه لظهور آفته !
    واقتصر الذهبي على تضعيفه ! فقصر ؛ فإنه شر من ذلك ؛ الأصبغ بن نباتة كتروك متهم بالكذب .
    ومثله ابن أبي فاطمة 0 واسمه علي ؛ وهو علي بن الحزور - ؛ وقد ساق الذهبي في "ميزانه" هذا الحديث - دون الشطر الثاني منه - في ترجمة الأصبغ من طريق علي بن الحزور عنه . وقال :
    "علي بن الحزور هالك" .
    قلت : ومحمد بن يونس القرشي : هو الكديمي الكذاب الوضاع .
    وللحديث طرق أخرى عن أبي أيوب وغيره دون الزيادة ؛ فلا بد من تتبعها ودراستها ؛ لنتبين
    مرتبة الحديث بدونها :
    2- عن محمد بن حميد : حدثنا سلمة بن الفضل : حدثني أبو زيد الأحول عن عتاب بن ثعلبة : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
    أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
    أخرجه الحاكم (3/ 139) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 185/ 2) .
    قلت : وسكت عليه الحاكم كالذي قبله !
    وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : لم يصح ، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين - إلى أبي أيوب - ضعيفين" !
    قلت : قد بينت آنفاً أن الأول واه جداً ، بل موضوع . وهذا قريب منه ؛ فإن عتاب بن ثعلبة لايعرف ؛ قال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
    "عداده في التابعين . روى عنه أبو زيد الأحول حديث : قتال الناكثين . والإسناد مظلم ، والمتن منكر" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" :
    وسلمة بن الفضل ، ومحمد بن حميد ؛ كلاهما ضعيف .
    وأبو زيد الأحول : اسمه ثابت بن يزيد ؛ وهو ثقة ثبت .
    3- عن المعلى بن عبدالرحمن : أخبرنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش : أخبرنا إبراهيم عن علقمة والأسود قالا :
    أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين ... فقال :
    إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين ... الحديث .
    أخرجه ابن عساكر .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المعلى هذا ؛ كان يضع الحديث ، وقد صرح عند موته بأنه وضع في فضل علي رضي الله عنه تسعين - أو قال : سبعين - حديثاً .
    وشريك : هو ابن عبدالله القاضي ؛ وهو سيىء الحفظ .
    لكن الآفة من المعلى ، وهو راوي الحديث المتقدم (4896) بهذا الإسناد .
    4- عن محمد بن كثير : أخبرنا الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن مخنف ابن سليم عنه نحوه .
    أخرجه ابن عساكر ، وكذا الطبراني - كما في "المجمع" (6/ 235) - ؛ وقال :
    "وفيه محمد بن كثير الكوفي ؛ وهو ضعيف" !
    قلت : حاله شر من ذلك ؛ فقد قال فيه أحمد :
    "خرقنا حديثه" . وقال ابن المديني :
    "كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    والحارث بن حصيرة شيعي مختلف فيه ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (4886) .
    ومما سبق ؛ يتبين أنه ليس في هذه الطرق ما يقوي بعضها بعضاً !
    فلننظر في الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، وهي مروية عن ابن مسعود ، وعلي ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم :
    2- أما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه زكريا بن يحيى الخزاز المقري : أخبرنا إسماعيل بن عباد المقري : أخبرنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله به نحوه .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته إسماعيل بن عباد - وهو السعدي المزني البصري - كما في "كامل ابن عدي" (13/ 1) . وقال :
    "ليس بذلك المعروف" . وقال العقيلي (ص 29) :
    "بصري ؛ حديثه غيرمحفوظ" . وقال في "الميزان" :
    "قال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : إسماعيل بن عباد أبو محمد المزني بصري ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" . زاد في "اللسان" :
    "وقال ابن حبان : كتبنا عنه نسخة بهذا الإسناد ، لا تخلو عن المقلوب والموضوع" .
    قلت : والإسناد الذي أشار إليه ؛ كلهم ثقات ؛ فهو الآفة .
    وشريك ضعيف الحفظ ؛ كما تقدم .
    وزكريا بن يحيى - وهو الخزاز ؛ بمعجمات - من شيوخ البخاري ؛ قال الحافظ :
    "صدوق له أوهام ، لينه بسببها الدارقطني" .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (6/ 235) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" .
    3- أما حديث علي ؛ فله عنه طرق :
    الأولى : عن أبي الجارود عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عنه مرفوعاً .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2) .
    قلت : وأبو الجارود : اسمه زياد بن المنذر ؛ وهو رافضي ، كان يضع الحديث ؛ كما قال ابن حبان . وقال ابن معين :
    "كذاب عدو الله" .

    (/1)
    الثانية : عن الربيع بن سهل الفزاري عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة الوالبي قال : سمعت علياً على منبركم هذا يقول :
    عهد إلي النبي عليه السلام أني مقاتل بعده القاسطين ... الحديث .
    أخرجه أبو يعلى (1/ 397/ 519) ، وابن عساكر . وكذا العقيلي في "الضعفاء" (ص 132) ، وقال :
    "الأسانيد في هذا الحديث عن علي لينة الطرق . والرواية عنه في الحرورية صحيحة" .
    قلت : والربيع بن سهل متفق على تضعيفه . وقال فيه ابن معين :
    "ليس بشيء" . وقال - مرة - .
    "ليس بثقة" . وقال أبو زرعة :
    "منكر الحديث" .
    الثالثة : عن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي : حدثني عمي عمرو بن عطية بن سعد عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد عن عطية : حدثني جدي سعد بن جنادة عن علي قال :
    أمرت بقتل ثلاثة ... (فذكرهم ، وزاد :)
    فأما القاسطون ؛ فأهل الشام . وأما الناكثون ؛ فذكرهم . وأما المارقون ؛ فأهل النهروان . يعني : الحرورية .
    أخرجه ابن عساكر .
    قلت : وإسناده مظلم مسلسل بالضعفاء : محمد بن الحسن فمن فوقه - على ما في الأصل من البياض - ، وأشدهم ضعفاً : عمرو بن عطية ؛ فقد أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 310) ، وروى بسنده الصحيح عن البخاري أنه قال :
    "في حديثه نظر" .
    وقد جعل هذا الحافظ في "اللسان" من قول العقيلي نفسه ، وليس من روايته عن البخاري ؛ فوهم !
    الرابعة : عن أبي غسان عن جعفر - أحسبه : الأحمر - عن عبدالجبار الهمداني عن أنس بن عمرو عن أبيه عن علي قال ... فذكره مثل الذي قبله دون الزيادة .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 184/ 2-185/ 1) .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أنس بن عمرو وأبوه مجهولان ، كما في "الميزان" و "اللسان" ؛ إلا أن ابن حجر زاد في ترجمة الأول ؛ فقال :
    "ذكره ابن حبان في (الثقات)" !
    قلت : وابن حبان معروف بتساهله في التوثيق .
    وعبدالجبار الهمداني : هو ابن العباس الهمداني الشبامي ؛ وثقوه ، لكن ذكر الذهبي في "الميزان" :
    "قال أبو نعيم : لم يكن بالكوفة أكذب منه" . وقال العقيلي في "الضعفاء" (ص 260) :
    "لا يتابع على حديثه ، وكان يتشيع" .
    وجعفر الأحمر - هو ابن زياد - وثقوه - أيضاً - مع تشيعه .
    الخامسة : عن أبي العباس بن عقدة : أخبرنا الحسن بن عبيد بن عبدالرحمن الكندي : أخبرنا بكار بن بشر : أخبرنا حمزة الزيات عن الأعمش عن إبراهيم عن علي . وعن أبي سعيد التيمي ، عن علي قال ... فذكره .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 185/ 1) .
    قلت : وسنده مظلم أيضاً ؛ ابن عقدة حافظ شيعي معروف ، وقد اختلفوا فيه ؛ كما تراه في "اللسان" . وقد قال البرقاني للدارقطني :
    "أيش أكثر ما نفسك من ابن عقدة ؟ قال : الإكثار بالمناكير" .
    قلت : وهذا من مناكيره ؛ فإن الحسن بن عبيد وبكار بن بشر ؛ لم أجد من ذكرهما .
    وحمزة الزيات - وهو ابن حبيب القارىء التيمي ، أحد الأئمة السبعة - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق زاهد ، ربما وهم" .
    وإبراهيم : هو ابن يزيد النخعي ، ولم يدرك علياً ؛ فهو منقطع .
    وكذلك هو من الطريق الأخرى ؛ فإن أبا سعيد التيمي لم يذكر له ابن أبي حاتم (1/ 2/ 247) رواية عن علي ؛ فقال :
    "روى عن الأشعث بن قيس أنه حذر الفتن . روى عنه الأعمش" .
    ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو في عداد المجهولين .
    والتحذير المشار إليه : أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 191) من طريق أخرى عن الأعمش عن حيان أبي سعيد التيمي قال :
    حذر الأشعث بن قيس الفتن . فقيل له : إنك قد خرجت أنت مع علي ؟! قال : ومن لكم بإمام مثل علي ؟!
    السادسة : عن مطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة عنه به .
    أخرجه ابن عساكر أيضاً .
    قلت : وهذا آفته مطر - وهو ابن ميمون ، وهو ابن أبي مطر الإسكاف - ، وهو متروك متهم ؛ روى موضوعات ، وقد سبق أحدها برقم (4900) .
    وحكيم بن جبير قريب منه ؛ مع تشيع .
    السابعة : عن جعفر الأحمر عن يونس بن أرقم عن أبان عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً يقول يوم النهروان ... فذكره .
    قلت : وهذا آفته أبان ؛ وهو ابن أبي عياش ، متروك متهم ؛ تقدم مراراً .
    ويونس بن أرقم ؛ لينه الحافظ عبدالرحمن بن خراش .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وقال :
    "كان يتشيع" .
    قلت : وجعفر الأحمر شيعي أيضاً ؛ كما تقدم أكثر من مرة .
    4- وأما حديث أبي سعيد ؛ فيرويه إسماعيل بن أبان : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن أبي هارون العبدي عنه قال :
    أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . فقلنا : يا رسول الله ! أمرتنا بقتال هؤلاء ؛ فمع من ؟ قال :
    "مع علي بن أبي طالب ، معه يقاتل عمار بن ياسر" .
    رواه ابن عساكر .
    قلت : وهذا آفته أبو هارون هذا - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، ومنهم علي بن المديني ؛ فقال - وقد سئل عنه - :
    "أكذب من فرعون" . وقال ابن حبان :
    "كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه" .

    (/2)
    وإسحاق بن إبراهيم الأزدي ؛ لم أعرفه ، وفي الرواة كثرة بهذا الاسم والنسب ، لكني لم أر فيهم أزدياً . والله أعلم .
    وإسماعيل بن أبان ؛ إن كان الغنوي ؛ فهو كذاب ، وإن كان الوراق ؛ فهو ثقة .
    وبالجملة ؛ فليس في هذه الشواهد ما يشد من عضد الطرف الأول من حديث الترجمة ؛ لشدة ضعفها ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، لا سيما وفي رواتها كثير من الشيعة والرافضة ، فهم مظنة التهمة ؛ ولو لم يصرح أحد باتهامهم ، فكيف وكثير منهم متهمون بالكذب والوضع ؟!
    والحديث ؛ أورده ابن عراق في الفصل الثاني من "تنزيه الشريعة" (1/ 387) ، ولم يستقص طرقه استقصاءنا ، ولا تعرض مطلقاً لبيان عللها ، وإنما ذكر قول العقيلي المتقدم :
    "وأسانيدها لينة" !
    أما ما وجه لينها ، وما نسبة اللين فيها ؛ فهذا كله مما لم يعرج عليه !
    فالحمد لله الذي وفقنا للقيام بذلك ، وهو المرجو أن يزيدنا من فضله ؛ إنه سميع مجيب .

    (/3)
    4908 - ( يا علي ! ستقاتل الفئة الباغية ، وأنت على الحق ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 567 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 186/ 1) من طريق أبي أحمد محمد بن أحمد العسال : أخبرنا أبو يحيى الرازي - وهو عبدالرحمن بن محمد بن سالم - : أخبرنا عبدالله بن جعفر المقدسي : أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عمار بن ياسر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ عبدالله بن جعفر لم أعرفه .
    ومثله أبو يحيى الرازي .
    وأما أبو أحمد العسال ؛ فهو أحد حفاظ الحديث المشهورين ؛ ترجم له السمعاني في "الأنساب" (ق 390/ 1) ، وغيره .

    (/1)
    4909 - ( والذي نفسي بيده ! إن فيكم لرجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن ، كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله الله ، فيكبر قتلهم على الناس ؛ حتى يطعنوا على ولي الله تعالى ، ويسخطوا عمله ، كما سخط موسى أمر السفينة والغلام والجدار ، وكان ذلك كله رضي الله تعالى ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 567 :
    $موضوع$
    ولوائح الوضع عليه ظاهرة ، وإن كنت لم أقف على إسناده مع الأسف ! ويكفي في الدلالة على عدم صحته ؛ أن السيوطي اقتصر في عزوه - في "الجامع الكبير" (2/ 324/ 1) - على الديلمي فقط عن أبي ذر . وكذا في "الكنز" (6/ 155/ 2587) !!

    (/1)
    4910 - ( يا أبا رافع ! سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ؛ حقاً على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده ؛ فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه ؛ فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 568 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 48/ 2) : حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا يحيى بن الحسن بن فرات : أخبرنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع : أخبرنا عون بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال :
    دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو نائم 0 أو يوحى إليه - ، وإذا حية في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحية ، فإن كان شيء كان بي دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية . قال :
    "الحمد لله" . فرآني إلى جانبه ، فقال :
    "ما أضجعك ههنا ؟!" . قلت : لمكان هذه الحية . قال :
    "قم إليها فاقتلها" . فقتلها . فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، وهو شيعي ؛ وأحد رواة الحديث المتقدم في الوصية بعلي رقم (2882) ، وهو صاحب حديث :
    "إذا طنت أذن أحدكم ..." ؛ كما تقدم التنبيه عليه هناك .
    وعون بن عبيدالله بن أبي رافع ؛ لم أجد من ذكره ؛ غير ابن أبي حاتم ، فقال (3/ 1/ 385) :
    "عون بن علي بن عبيدالله بن أبي رافع ، ويقال : عون بن عبيدالله بن أبي رافع ؛ فنسب إلى جده . ومنهم من يقول : عون بن عبدالله بن أبي رافع ؛ يخطىء فيه . وبعض
    الناس جعله ثلاثة أسامي ؛ كتب في موضع : عون بن عبيدالله ، وفي موضع : عون بن علي بن عبيدالله ، وفي موضع : عون بن عبدالله ، وكلهم واحد . روى عن أبيه ، وعبيدالله بن عبدالله بن عمر . روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو جعفر محمد بن علي ، وموسى بن يعقوب الزمعي . سئل ابن معين عن عون بن عبيدالله بن أبي رافع ؟ فقال : مشهور" .
    ويحيى بن الحسن بن فرات ؛ لم أجد من ذكره .
    وابن أبي شيبة ؛ فيه ضعف ، كما سبق أكثر من مرة .
    والحديث ؛ قال الهثيمي (9/ 134) .
    "رواه الطبراني ، وفيه محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ؛ ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن حبان . ويحيى بن الحسين (كذا) بن الفرات لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !

    (/1)





  6. #576
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4911 - ( أنا أقاتل على تنزيل القرآن ، وعلي يقاتل على تأويله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 569 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن السكن في "الصحابة" من طريق الحارث بن حصيرة عن جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الأخضر ابن أبي الأخضر عن النبي صلي الله عليه وسلم به . وقال :
    "الأخضر غير مشهور في الصحابة ، وفي إسناد حديثه نظر" .
    كذا في "الإصابة" للحافظ ابن حجر . وقال :
    "وأشار الدارقطني إلى أن جابراً تفرد به . وجابر رافضي" .
    قلت : وهو - إلى ذلك - متروك متهم ، فهو آفة الحديث ، وإن كان الحارث بن حصيرة شيعياً أيضاً ، ولكنه قد وثق ؛ كما سبق مراراً .

    (/1)
    4912 - ( يا علي ! أخصمك بالنبوة ، ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش : أنت أولهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 570 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم (1/ 55-66) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 70/ 2) عن خلف بن خالد العبدي البصري : حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الأنصاري هذا ؛ قال ابن عدي :
    "هو عندي من يضع الحديث" . وقال ابن حبان :
    "كان يضع الحديث على الثقات" .
    ومن فوقه كلهم ثقات .
    والعبدي مستور ؛ كما في "التقريب" .
    والحديث ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال :
    "موضوع ، آفته بشر" . كما في "اللآلىء" (1/ 167) ، وعقب عليه بقوله :
    "قلت : له طريق آخر ، قال أبو نعيم ..." !
    قلت : فذكر الحديث الآتي بعد هذا ، فلم يصنع شيئاً ؛ لأن فيه آفة أخرى كما سترى . ولذلك تعقبه ابن عراق بقوله (1/ 352) :
    "قلت : فيه عصمة بن محمد ؛ أحد المتهمين بالوضع" .
    قلت : وقد ساق له ابن عساكر شاهداً من طريق أبي سعيد عمرو بن عثمان ابن راشد السواق : أخبرنا عبدالله بن مسعود الشامي : أخبرنا ياسين بن محمد بن أيمن عن أبي حازم مولى ابن عباس عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب :
    كفوا عن علي ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم [ذكر] فيه خصالاً ؛ لو أن خصلة منها في جميع آل الخطاب ؛ كان أحب إلي مما طلعت عليه
    الشمس ...
    قلت : فذكرها ، وفيه قصة .
    قلت : وآفته ياسين بن محمد ؛ قال الذهبي :
    "لا يعرف . وقال الأزدي : متروك" .
    وأبو حازم مولى ابن عباس : اسمه نبتل ، وهو ثقة ؛ كما قال أحمد في رواية ابن أبي حاتم (4/ 1/ 508) عنه .
    ومن دون ياسين ؛ لم أعرفهما .

    (/1)
    4913 - ( يا علي ! لك سبع خصال ، لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة : أنت أول المؤمنين بالله إيماناً ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزيةً يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 571 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو نعيم (1/ 66) من طريق عصمة بن محمد عن يحيى ابن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي - وضرب بين كتفيه - ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عصمة هذا ؛ قال ابن معين :
    "كذاب يضع الحديث" . وقال العقيلي :
    "يحدث بالبواطيل عن الثقات" .
    (تنبيه) : بهذا الحديث ؛ ختم عبدالحسين الشيعي أحاديثه الأربعين وزيادة ؛ التي ساقها في "مراجعاته" : المراجعة (47) تحت عنوان : (أربعون حديثاً من السنن المؤيدة للنصوص) ! ثم ختمها بقوله :
    "إلى ما لا يسع المقام استقصاؤه من أمثال هذه السنن المتضافرة المتناصرة باجتماعها كلها على الدلالة على معنى واحد ؛ هو أن علياً ثاني رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه المة ، وأن له عليها من الزعامة بعد النبي صلي الله عليه وسلم ما كان له صلي الله عليه وسلم ، فهي من السنن المتواترة في معناها ، وإن لم يتواتر لفظها" !!
    وأقول - مستعيناً بالله تعالى وحده - :
    ليس في الأربعين التي ساقها من الأحاديث الثابتة سوى أربعة أحاديث ، ليس فيها مما أخرجه الشيخان حديث واحد ؛ اللهم إلا حديث علي :
    إنه لعهد النبي صلي الله عليه وسلم : لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ... فإنه أخرجه مسلم .
    وحديث آخر من الأربعة ؛ حسن فقط ! وكلها لا تدل مطلقاً على المعنى الذي ذكره الشيعي !
    وما مثل حديث مسلم هذا إلا مثل حديثه الآخر ؛ حديث البراء ، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار :
    "لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق" .
    وبقية الأحاديث لا يصح منها شيء ، وأكثرها موضوع كما سبق بيانه بما لا تراه في كتاب آخر ، وهي ابتداءً من الحديث رقم (4882) ، وانتهاء إلى هذا الحديث ، ومجموعها (31) حديثاً ، ومجموعة أخرى من الأربعين كنت خرجتها قديماً برقم (353،355،357،2295،2310،2955) .
    وبقي علي تخريج حديثين فقط من أربعينه الموضوعة ، لم يتيسر لي الآن الوقوف على إسناديهما :
    الأول :
    "علي باب علمي ، ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به ..." .
    والآخر :
    "علي مني ؛ منزلتي من ربي" .
    وإن كان لوائح الوضع عليهما ؛ فعسى الله أن يوفقني للاطلاع على سنديهما .
    ثم وقفت على إسناد الأول منهما ، فخرجته برقم (5798) .

    (/1)
    4914 - ( الثقلان : كتاب الله : طرف بيد الله عز وجل ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به لا تضلوا . والآخر عترتي . وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم ؛ فهم أعلم منكم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 574 :
    $ضعيف$
    أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 163-164) من حديث زيد بن أرقم مطولاً بقصة غدير خم ، وهذا طرف منه ، ولم يعزه لأحد ! والظاهر أنه سقط اسم مخرجه من قلمه ، أو قلم
    الناسخ . وقال :
    "وفي سنده حكيم بن جبير ؛ وهو ضعيف" .
    قلت : وهو شيعي ، وقد مضى له بعض الأحاديث .
    ثم إن الحديث إنما أوردته من أجل الجملة الأخيرة منه ؛ وإلا فما قبله ثابت في أحاديث سبق تخريج بعضها في "الصحيحة" برقم (713،2024) .
    ثم رأيت الحديث في "معجم الطبراني الكبير" (1/ 128/ 2) من طريق عبدالله ابن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زياد بن أرقم به .
    والغنوي هذا ؛ قال أبو حاتم :
    "كان من عتق الشيعة" . وقال الساجي :
    "من أهل الصدق ، وليس بقوي" .
    وذكر له ابن عدي مناكير .

    (/1)
    4915 - ( أنزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العينين من الرأس ؛ فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 575 :
    $موضوع$
    أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 172) عن سلمان قال ... فذكره .
    قلت : لم يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم . وقال :
    "رواه الطبراني ، وفيه زياد بن المنذر ، وهو متروك" .
    قلت : وهو رافضي كان يضع الحديث ؛ كما قال ابن حبان .
    وكذبه ابن معين .
    والحديث ؛ قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 28) :
    "أخرجه جماعة من أصحاب "السنن" بالإسناد إلى أبي ذر مرفوعاً" !
    قلت : وفي هذا التخريج تدليس خبيث ؛ فإن أصحاب "السنن" عندنا - أهل السنة - ؛ إنما هم عند الإطلاق : أصحاب "السنن الأربعة" : أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، ولم يخرج أحد منهم مثل هذا الحديث ، فالظاهر أنه يعني بعض مؤلفي الشيعة !
    ثم رأيت إسناد الحديث في "المعجم الكبير" للطبراني (1/ 124/ 2) و (3/ 39/ 2640 - ط) قال : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي : أخبرنا جندل بن والق : أخبرنا محمد بن حبيب العجلي عن إبراهيم بن حسن عن زياد بن المنذر عن عبدالرحمن بن مسعود العبدي عن عليم عن سلمان ...

    (/1)
    4916 - ( الزموا مودتنا أهل البيت ؛ فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا ؛ دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده ! لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 576 :
    $منكر$
    وهو من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه مرفوعاً . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 172) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه ليث بن أبي سليم وغيره" .
    وأورده الخميني في "كشف الأسرار" (197) ، وراجع له "منهج الكرامة" ، و "المراجعات" !

    (/1)
    4917 - ( معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 576 :
    $موضوع$
    أخرجه الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (147/ 2) من طريق محمد بن الفضل عن محمد بن سعد أبي طيبة عن المقداد بن الأسود مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن الفضل - وهو ابن عطية المروزي - متروك ؛ كذبه الفلاس وغيره . وقال أحمد :
    "حديثه حديث أهل الكذب" . ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
    "كذبوه" .
    وشيخه محمد بن سعد أبو طيبة ؛ لم أعرفه ، ولم يورده الدولابي في "الكنى" !
    والحديث ؛ عزاه الشيعي (ص 29) ؛ للقاضي عياض في "الشفا" (ص 40) من قسمه الثاني ، طبع الأستانة سنة (1328) !
    قلت : وهو في "الشفا" معلق بدون إسناد !
    ومثل هذا التخريج مما يدل اللبيب على قيمة أحاديث كتاب الشيعي ؛ فإنه حشاه بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا إسناد له ؛ فإنه لا يتورع من إيراد ما هو مقطوع بوضعه عند الأئمة السنة ، ملبساً على العامة أنه صحيح عندهم ؛ لمجرد إيراد بعضهم إياه ولو بإسناد موضوع ، أو بدون إسناد كهذا !!
    وقلده الخميني ؛ فأورده في "كشفه" (ص 197) مجزوماً به !

    (/1)
    4918 - ( لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد [عن الحوض] يوم القيامة بسياط من نار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 577 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 131/ 2) : حدثنا أبو مسلم الكشي : أخبرنا عبدالله بن عمرو الواقعي : أخبرنا شريك عن محمد بن زيد عن معاوية ابن خديج قال :
    أرسلني معاوية بن أبي سفيان رحمه الله إلى الحسن بن علي رضي الله عنهم أخطب على يزيد بنتاً له أو أختاً له ، فأتيته ، فذكرت له يزيد ، فقال : إنا قوم لا نزوج
    نساءنا حتى نستأمرهن ، فأتها . فأتيتها ، فذكرت لها يزيد ، فقالت : والله لا يكون ذاك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل ، يذبح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ! فرجعت إلى الحسن ، فقلت : أرسلتني إلى فلقة من الفلق ! تسمي أمير المؤمنين فرعون ! فقال :
    يا معاوية ! إياك وبغضنا ؛ فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الواقعي هذا ؛ قال علي بن المديني :
    "كان يضع الحديث" .
    وكذبه الدارقطني .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 172) مختصراً ؛ من عند قول الحسن : يا معاوية ... وفيه الزيادة التي بين المعكوفتين . وقال :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالله بن عمرو الواقعي (كذا) ؛ وهو كذاب" .

    (/1)
    4919 - ( أيها الناس ! من أبغضنا - أهل البيت - ؛ حشره الله يوم القيامة يهودياً ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم - احنجر بذلك من سفك دمه ، وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون - . مثل لي أمتي في الطين ، فمر بي أصحاب الرايات ، فاستغفرت لعلي وشيعته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 578 :
    $موضوع$
    رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث جابر بن عبدالله الأنصاري قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فسمعته وهو يقول ... فذكره . قال الهيثمي (9/ 172) :
    "وفيه من لم أعرفهم" .
    قلت : ولوائح الوضع عليه ظاهرة .
    والحديث ؛ أورده الشيعي في "مراجعاته" في حاشية (ص 30) بصيغة الجزم ؛ من رواية الطبراني ، نقلاً عن "إحياء السيوطي" وغيره ! ولو كان يريد الحق لنقله عن الهيثمي الذي بين علته ، لكنه - عن عمد - يتحاشاه ؛ لما فيه من البيان ، وهو لا يريده للقراء ، وإنما يريد تضليلهم بمثل ذلك العزو الهزيل !

    (/1)
    4920 - ( من مات على حب آل محمد ؛ مات شهيداً . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ مات تائباً . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ مات مؤمناً مستكمل الإيمان . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ بشره ملك الموت بالجنة ؛ ثم منكر ونكير . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ فتح له في قبره بابان إلى الجنة . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة . ألا ومن مات على حب آل محمد ؛ مات على السنة والجماعة .
    ألا ومن مات على بغض آل محمد ؛ جاء يوم
    القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله . ألا ومن مات على بغض آل محمد ؛ مات كافراً . ألا ومن مات على بغض آل محمد ؛ لم يشم رائحة الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 579 :
    $باطل موضوع$
    أورده الزمخشري في تفسير آية المودة هكذا بتمامه !
    وعزاه الشيعي في "مراجعاته" (ص 30) للثعلبي في "تفسيره" ؛ لكنه لم يسق الجملتين الأخيرتين منه ليقول :
    "إلى آخر خطبته العصماء" ! وقال :
    "وأرسلها الزمخشري في تفسير الآية من "كشافه" إرسال المسلمات" !
    قلت : وهذا من جهله أو تجاهله ، بل وتضليله للقراء ؛ فإن أهل العلم يعلمون أن الزمخشري في الحديث كالغزالي ؛ لا يوثق بهما في الحديث ؛ لأنهما غريبان عنه ، فكم من أحاديث ضعيفة وموضوعة في "تفسيره" ، ولذلك وضع عليه الحافظ الزيلعي تخريجاً لأحاديثه ، ثم لخصه الحافظ ابن حجر ؛ وهو المسمى بـ "الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف" ، وقد حكم فيه على هذا الحديث بالوضع ، فأصاب ، قال (4/ 145/ 354) :
    "رواه الثعلبي : أخبرنا عبدالله بن محمد بن علي البلخي : حدثنا يعقوب ابن يوسف بن إسحاق : حدثنا محمد بن أسلم : حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن قيس عن جرير بطوله . وآثار الوضع عليه لائحة . ومحمد ومن فوقه أثبات . والآفة فيه ما بين الثعلبي ومحمد" .
    قلت : ولم أعرفهما ، فأحدهما قد تقوله .

    (/1)





  7. #577
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4921 - ( نزلت هذه الآية على رسول الله صلي الله عليه وسلم : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ، فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ودخل المسجد ؛ والناس يصلون بين راكع وقائم يصلي ؛ فإذا سائل ، قال : يا سائل ! أعطاك أحد شيئاً ؟ فقال : لا ؛ إلا هذا الراكع - لعلي - أعطاني خاتماً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 580 :
    $منكر$
    أخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص 102) ، وابن عساكر (12/ 153/ 2) من طريق محمد بن يحيى بن الضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله ابن عبيدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال ... فذكره . وقال الحاكم :
    "تفرد به ابن الضريس عن عيسى العلوي الكوفي" .
    قلت : وهو متهم ؛ قال في "الميزان" :
    "قال الدارقطني : متروك الحديث . وقال ابن حبان : يروي عن آبائه أشياء موضوعة" . ثم ساق له أحاديث .
    (تنبيه) : عيسى بن عبدالله بن عبيدالله بن عمر ... إلخ ؛ هكذا وقع في هذا الإسناد عند المذكورين . والذي في "الميزان" و "اللسان" :
    عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر ! فسمى جده : محمداً ، بدل : عبيدالله ؛ ولعله الصواب ؛ فإنه كذلك في "الكامل" (295/ 1) في الترجمة ، وفي بعض الأحاديث التي ساقها تحتها ، وأحدها من طريق محمد بن يحيى بن ضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد ... ثم قال :
    "وبهذا الإسناد تسعة أحاديث مناكير ، وله غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
    ومما سبق ؛ تعلم أن قول الآلوسي في "روح المعاني" (2/ 329) :
    "إسناده متصل" !
    مما لا طائل تحته !
    واعلم أنه لا يتقوى الحديث بطرق أخرى ساقها السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 293) ؛ لشدة ضعف أكثرها ، وسائرها مراسيل ومعاضيل لا يحتج بها !
    منها - على سبيل المثال - : ما أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 148) من طريق محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس به ... وفيه قصة لعبدالله بن سلام .
    قلت : محمد بن مروان : هو السدي الأصغر ، وهم متهم بالكذب .
    ومثله محمد بن السائب ؛ وهو الكلبي .
    ومن طريقه : رواه ابن مردويه . وقال الحافظ ابن كثير :
    "وهو متروك" .
    ومثله : حديث عمار بن ياسر ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (7/ 17) . وقال :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفهم" .
    وعزاه ابن كثير وغيره لرواية ابن مردويه ؛ فقال الحافظ في "تخريج الكشاف" :
    "وفي إسناده خالد بن يزيد العمري ، وهو متروك" .
    وأشار إلى ذلك ابن كثير ؛ فإنه قال عقب حديث الكلبي السابق :
    "ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه ، وعمار بن ياسر ، وأبي رافع ؛ وليس يصح شيء منها بالكلية ؛ لضعف أسانيدها وجهالة رجالها" .
    قلت : ويشهد لذلك أمور :
    الأول : أنه ثبت أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت لما تبرأ من يهود بني قينقاع وحلفهم .
    أخرجه ابن جرير (6/ 186) بإسنادين عنه ؛ أحدهما حسن .
    الثاني : ما أخرجه ابن جرير أيضاً ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 185) عن عبدالملك بن أبي سليمان قال :
    سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل : (إنما وليكم الله ...) الآية ؛ قلنا : من الذين آمنوا ؟ قال : (الذين آمنوا) (ولفظ أبي نعيم : قال : أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم) . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ؟! قال : علي من الذين آمنوا .
    وإسناده صحيح .
    قلت : فلو أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه خاصة ؛ لكان أولى
    الناس بمعرفة ذلك أهل بيته وذريته ، فهذا أبو جعفر الباقر رضي الله عنه لا علم عنده بذلك !
    وهذا من الأدلة الكثيرة على أن الشيعة يلصقون بأئمتهم ما لا علم عندهم به !
    الثالث : أن معنى قوله تعالى في آخر الآية : (وهو راكعون) ؛ أي : خاضعون . قال العلامة ابن حيان الغرناطي في تفسيره : "البحر المحيط" (3/ 514) - عقب الآية - :
    "هذه أوصاف ميز بها المؤمن الخالص الإيمان من المنافق ؛ لأن المنافق لا يداوم على الصلاة ، ولا على الزكاة ، : (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) ، و : (أشحة على الخير) . ولما كانت الصحابة وقت نزول هذه الآية من مقيمي الصلاة ومؤتي الزكاة ، وفي كلتا الحالتين كانوا متصفين بالخضوع لله تعالى والتذلل له ؛ نزلت الآية بهذه الأوصاف الجليلة . والركوع هنا ظاهره الخضوع ، لا الهيئة التي في الصلاة" .
    قلت : ويؤيده قول الحافظ ابن كثير :
    "وأما قوله : (وهم راكعون) ؛ فقد توهم بعض
    الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله : (ويؤتون الزكاة) ؛ أي : في حال ركوعهم ! ولو كان هذا كذلك ؛ لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره ؛ لأنه ممدوح ! وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى" .
    (تنبيه) : قال الشيعي في كتابه (ص : 36) :

    (/1)
    "أجمع المفسرون - كما اعترف به القوشجي ، وهو من أئمة الأشاعرة - على أن هذه الآية إنما نزلت على علي حين تصدق راكعاً في الصلاة . وأخرج النسائي في "صحيحه" (!) نزولها في علي : عن عبدالله بن سلام . وأخرج نزولها فيه أيضاً صاحب "الجمع بين الصحاح الستة" في تفسيره سورة المائدة" !!
    قلت : في هذا الكلام - على صغره - أكاذيب :
    أولاً : قوله : "أجمع المفسرون ..." باطل ؛ سواء كان القائل من عزا إليه الاعتراف به أو غيره ! كيف وقد سبق أن الأرجح - من حيث الرواية - نزولها في عبادة بن الصامت ؟! وهناك أقوال أخرى حكاها المحقق الآلوسي (2/ 330) راداً بها الإجماع المزعوم . وكيف يصح ذلك وقد حكى الخلاف إمام المفسرين ابن جرير الطبري ؟! ورجح خلافه ابن حيان وابن كثير كما تقدم ؟!
    ثانياً : قوله : "وأخرج النسائي ..." إلخ ! كذب أيضاً ؛ فإنه لم يخرجه النسائي في أي كتاب من كتبه المعروفة ، لا في "سننه الصغرى" ، ولا في "سننه الكبرى" ، ولا في "الخصائص" ، وكيف يمكن أن يكون هذا العزو صحيحاً ، ولم يعزه إليه الذين ساقوا روايات هذا الحديث وخرجوها وعزوها إلى مصادرها المعروفة من كتب السنة ، كالحافظين ابن كثير والسيوطي وغيرهما ؟!
    زد على ذلك أن الحافظ المزي لم يورد الحديث مطلقاً في مسند عبدالله بن سلام من "أطرافه" ؛ وهو يعتمد فيه على "السنن الكبرى" للنسائي !
    ولا النابلسي في "ذخائره" . واعتماده فيه على "السنن الصغرى" !
    وأما "الخصائص" ؛ فقد راجعته بنفسي !
    ثالثاً : قوله : "في صحيحه" !! من أكاذيبه المكشوفة ؛ فإن المبتدئين في هذا العلم الشريف يعلمون أن النسائي ليس له كتاب يعرف بـ "الصحيح" ، وغالب الظن أن الشيعة يستحلون هذا الكذب من باب (التقية) ، أو باب (الغاية تبرر الوسيلة) ! وقد أدخلهم في إباحة الكذب المكشوف ؛ لتضليل عامة القراء ، وذلك مطرد عنده ؛ فقد رأيته قال في ترجمة علي بن المنذر (ص 98) :
    "احتج النسائي بحديثه في (الصحيح)" !
    وطرد ذلك في سائر "السنن الأربعة" ؛ تارة جمعاً ، وتارة إفراداً ، فهو يقول (ص 50) :
    "وتلك صحاحهم الستة" !
    ونحوه في (ص 54) .
    وذكر أبا داود والترمذي ؛ وقال :
    "في (صحيحيهما)" ! (ص 55،57،95،116) .
    وذكر النسائي وأبا داود ؛ وقال :
    "فراجع (صحيحيهما)" ! (ص 59) .
    ويقول في ترمة نفيع بن الحارث (ص 111) : "واحتج به الترمذي في (صحيحه)" !
    قلت : وفي هذا افتراء آخر ؛ وهو قوله :
    "احتج به الترمذي" ! فهذا كذب عليه ؛ كيف وهو القائل فيه :
    "يضعف في الحديث" ؛ كما في "التهذيب" ؟! وفيه أن ابن عبدالبر قال :
    "أجمعوا على ضعفه ، وكذبه بعضهم ، وأجمعوا على ترك الرواية عنه" !
    وإن إطلاقه اسم "الصحيح" على كل من "السنن الأربعة" ليهون أمام إطلاقه هذا الاسم على "سنن البيهقي" ! فراجع التنبيه على ذلك تحت الحديث (4903) ! واحمد الله أن جعلك سنياً لا تستحل الكذب على المخالفين والتدجيل عليهم !
    رابعاً : قوله : "وأخرج نزولها فيه أيضاً صاحب "الجمع بين الصحاح الستة" ..." !
    قلت : يعني به : كتاب ابن الأثير المسمى بـ "جامع الأصول" ! وهذا كذب عليه ؛ فإنه لم يخرجه هناك ، ولا في غيره من المواطن ، وكيف يخرجه والحديث ليس من شرطه ؟! لأنه لم يروه أحد الستة الذين جمع أحاديثهم في كتابه ، وهم : مالك ، والشيخان ، وأصحاب "السنن الأربعة" ؛ حاشا ابن ماجه !
    ثم رأيته كرر أكاذيبه المذكورة : في الصفحة (160) من "مراجعاته" !
    وللحديث طريق أخرى ساقطة ، يأتي لفظها مطولاً برقم (4958) .
    ثم رأيت ابن المطهر الحلي قد سبق عبدالحسين في فريته ، فهو إمامه فيها ، وفي كثير من فراه كما يأتي ؛ فقد قال في كتابه "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة" (ص 74 - تحقيق الدكتور محمود رشاد سالم) - وقد ذكر هذه الآية : (.. وهم راكعون) - :
    "وقد أجمعوا على أنها نزلت في علي عليه السلام ..." !!
    ثم ساق الحديث مطولاً بلفظ آخر أنكر من حديث الترجمة ، ذكره من رواية الثعلبي عن أبي ذر ! وتبعه الخميني (ص 158) ! وسيأتي برقم (4958) .
    وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية استدلاله هذا من وجوه كثيرة ؛ بلغت تسعة عشر وجهاً ، يهمنا هنا الوجه الثاني منها ، قال رحمه الله (4/ 4) - وأقره الحافظ الذهبي في "المنتقى منه" (ص 419) - :
    "قوله : "قد أجمعوا أنها نزلت في علي" : من أعظم الدعاوى الكاذبة ، بل أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأن الحديث من الكذب الموضوع ، وأن "تفسير الثعلبي" فيه طائفة من الموضوعات ؛ وكان حاطب ليل ، وفيه خير ودين ولكن لا خبرة له بالصحيح والسقيم من الأحاديث . ثم نعفيك من دعوى الإجماع ونطالبك بسند واحد صحيح . وما أوردته عن الثعلبي واه ، فيه رجال متهمون ..." .
    ثم ذكر شيخ الإسلام أن في الآية ما يدل على كذب هذه الرواية ؛ فقال :

    (/2)
    "لو كان المراد بالآية أن يؤتي الزكاة في حالة الركوع ؛ لوجب أن يكون ذلك شرطاً في الموالاة ، وأن لا يتولى المسلم إلا علياً فقط ، فلا يتولى الحسن والحسين ! ثم قوله : (الذين يقيمون ...) صيغة جمع ، فلا تصدق على واحد فرد . وأيضاً فلا يثنى على المرء إلا بمحمود ، وفعل ذلك في الصلاة ليس بمستحب ، ولو كان مستحباً ؛ لفعله الرسول صلي الله عليه وسلم ، ولخص عليه ولكرر علي فعله ، وإن في الصلاة لشغلاً ، فكيف يقال : لا ولي لكم إلا الذين يتصدقون في حال الركوع ؟! ..." إلخ كلامه .
    وهو هام جداً ، فيه من علم الشيخ ما لا يوجد عند غيره ، ولولا الإطالة والخروج عن الصدد ؛ لنقلته بحذافيره ؛ أو على الأقل ملخصاً .
    وإن من تضليلات عبدالحسين وإتهاماته القراء : أنه - بعد أن ادعى ذاك الإجماع الكاذب - أتبعه بقوله :
    "... كما اعترف به القوشجي ؛ وهو من أئمة الأشاعرة" !
    فمن هذا القوشجي ؟ وفي أي عصر كان ؟
    إذا رجعت إلى كتاب "الأعلام" للزركلي ؛ وجدت فيه : أن وفاته كانت سن (879) ، وأنه فلكي رياضي ، من فقهاء الحنفية ... ! وذكر مصادره فيها ، وهي سبعة .
    فما قيمة هذا الاعتراف من مثل هذا الفقيه - إن صح نقل عبدالحسين عنه - ؛ وهو لم يوصف بأنه من العارفين بأقوال
    العلماء ، واختلافهم وإجماعهم ، ثم هو في القرن التاسع الهجري ؟!
    هذا ؛ وكونه حنفياً ؛ يعني أنه ما تريدي ، وليس أشعرياً كما زعم عبدالحسين ! فهل كان قوله : "من أئمة الأشاعرة" ؛ لغاية في نفس يعقوب ؟ أم ذلك مبلغه من العلم ؟!
    وزاد الخميني كذبة أخرى لها قرون ! ؛ فقال بين يدي حديث أبي ذر الباطل :
    "وقد جاء في أربعة وعشرين حديثاً - من أحاديث أهل السنة - بأن هذه الآية في علي بن أبي طالب ، ننقل هنا واحدة من تلك الأحاديث التي ذكرها أهل السنة" !!
    ثم ذكر حديث أبي ذر المشار إليه آنفاً ، وقد علمت - من كلام ابن تيمية والذهبي - أنه من الكذب الموضوع ؛ فقس عليها تلك الأحاديث الأخرى ؛ إن كان لها وجود !

    (/3)
    4922 - ( نزلت هذه الآية : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ، يوم غدير (خم) في علي بن أبي طالب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 589 :
    $موضوع$
    أخرجه الواحدي (ص 150) ، وابن عساكر (12/ 119/ 2) من طريق علي بن عابس عن الأعمش وأبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد واه ؛ عطية - وهو ابن سعد العوفي - ضعيف مدلس .
    وعلي بن عابس ضعيف أيضاً ؛ بل قال ابن حبان (2/ 104-105) :
    "فحش خطؤه ، وكثر وهمه ، فبطل الاحتجاج به . قال ابن معين : ليس بشيء" .
    قلت : فأحد هذين هو الآفة ؛ فقد ثبت من طرق عن عائشة وأبي هريرة وجابر : أن الآية نزلت على النبي صلي الله عليه وسلم وهو في المدينة ، فراجع "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2489) .
    ولعل تعصيب الآفة بابن عابس أولى ؛ فقد روي - بإسناد آخر - عن عطية عن أبي سعيد ما يوافق الطرق المشار إليها ، ولو أن في الطريق إليه متهماً ، كما بينته في "الروض النضير" (989) !
    وهذا الحديث الموضوع مما احتجت به الشيعة على إمامة علي رضي الله عنه ، وهم يتفننون في ذلك ؛ تارة بتأويل الآيات وتفسيرها بمعان لا يدل عليها شرع ولا عقل ، وتارة بالاحتجاج بالأحاديث الواهية والموضوعة . ولا يكتفون بذلك ؛ بل ويكذبون على أهل السنة بمختلف الأكاذيب ؛ فتارة يعزون حديثهم إلى "أصحاب السنن" - وهم : أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ؛ كما تقدم - ، ولا يكون الحديث رواه أحدهم ! كما صنع المدعو عبدالحسين الشيعي في الحديثين المتقدمين (4889،4951) . وقد يضمون إلى ذلك كذبة أخرى ؛ فيسمون "السنن" بـ : "الصحاح" ؛ كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبل هذا .
    وللعبد هذا أكاذيب أخرى متنوعة سبق التنبيه على بعضها تحت الحديث (4892) .
    ومن ذلك قوله في "مراجعاته" (ص 57) في هذا الحديث :
    "أخرجه غير واحد من أصحاب "السنن" ؛ كالإمام الواحدي ..." !
    قلت : وهذا من أكاذيبه أيضاً ؛ فإن الواحدي ليس من أصحاب "السنن" عندنا ؛ كما تقدمت الإشارة إلى ذلك آنفاً ، وإنما هو مفسر من أهل السنة ؛ لا يلتزم في روايته الأحاديث الصحيحة كما تقدم بيانه في الحديث السابق ، فمن عزا إليه حديثاً موهماً القراء بذلك أنه حديث صحيح - كما فعل الشيعي هنا وفي عشرات الأحاديث الأخرى ، كما تقدم ويأتي - ؛ فهو من المدلسين الكذابين بلا شك أو ريب ! وقد عرفت حال إسناد الواحدي في هذا الحديث .
    وقد جرى على سننه - في الكذب والافتراء - خميني هذا الزمان ، فجاء بفرية أخرى ؛ فزعم في كتابه "كشف الأسرار" - وحري به أن يسمى بـ "فضيحة الأشرار" ؛ فقد كشف فيه فعلاً عن فضائح كثيرة من عقائد الشيعة لا يعلمها عنهم كثير من أهل السنة كما سترى - ؛ قال الخميني (ص 149) من كتابه المذكور :
    "إن هذه الآية (آية العصمة المتقدمة) نزلت - باعتراف أهل السنة واتفاق الشيعة - في غدير (خم) بشأن إمامة علي بن أبي طالب" !!
    قلت : وما ذكره من اتفاق الشيعة لا يهمنا هنا ؛ لأنهم قد اتفقوا على ما هو أضل منه ! وإنما البحث فيما زعمه من "اعتراف أهل السنة" ؛ فإنه من أكاذيبه أيضاً الكثيرة التي يطفح بها كتابه ! وإمامه في ذلك ابن المطهر الحلي في كتابه "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة" الذي يركض من خلفه عبدالحسين ؛ فقد سبقتهم إلى هذه الفرية ، وإلى أكثر منها ، تقدم أحدها في الحديث الذي قبله ، قال (ص 75) من "منهاجه" :
    "اتفقوا على نزولها في علي عليه السلام" !
    فقال ابن تيمية في الرد عليه في "منهاج السنة" (2/ 14) - وتبعه الذهبي - :
    "هذا أعظم كذباً وفرية مما قاله في الآية السابقة : (.. ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ؛ فلم يقل هذا ولا ذاك أحد من
    العلماء الذين يدرون ما يقولون ..." إلخ كلامه المفصل ؛ في أجوية أربعة متينة مهمة ، فليراجعها من شاء التوسع والتفصيل .
    وإن مما يدل الباحث المنصف على افترائهم فيما ادعوه من الاتفاق : أن السيوطي في "الدر المنثور" - مع كونه من أجمع المفسرين للآثار الواردة في التفسير وأكثرهم حشراً لهل ؛ دون تمييز صحيحهما من ضعيفها - لم يذكر تحت هذه الآية غير حديث أبي سعيد هذا ؛ وقد عرفت وهاءه ! وحديث آخر نحوه من رواية ابن مردويه عن ابن مسعود ، سكت عنه - كعادته - ، وواضح أنه من وضع الشيعة كما يتبين من سياقه ! ثم ذكر السيوطي أحاديث كثيرة موصولة ومرسلة ، يدل مجموعها على بطلان ذكر علي وغدير (خم) في نزول الآية ، وأنها عامة ، ليس لهل علاقة يعلي من قريب ولا بعيد ، فكيف يقال - مع كل هذه الأحاديث التي ساقها السيوطي - : إن الآية نزلت في علي ؟! تالله إنها لإحدى الكبر !
    وإن مما يؤكد للقراء أن الشيعة يحرفون
    القرآن - ليطابق هذا الحديث الباطل المصرح بأن الآية نزلت يوم غدير (خم) - : أن قوله تعالى : (والله يعصمك من الناس) ؛ إنما يعني المشركين الذين حاولوا منعه من الدعوة ، وقتله بشتى الطرق ، كما قال الشافعي :

    (/1)
    "يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغ ما أنزل إليك" .
    رواه عنه البيهقي في "الدلائل" (2/ 185) .
    فهؤلاء لم يكن لهم وجود يوم الغدير ؛ لأنه كان بعد حجة الوداع في طريقه إلى المدينة كما هو معلوم ! وإنما نزلت الآية قبل حجته صلي الله عليه وسلم وهو في المدينة لا يزال يجاهد المشركين ؛ كما تدل الأحاديث الكثيرة التي سبقت الإشارة إليها قريباً ، ومنها حديث أبي هريرة المشار إليه في أول هذا التخريج .
    إذا عرفت هذا ؛ فإنك تأكدت من بطلان الحديث ، وبطلان قول الشيعة : إن المقصود بـ (الناس) في الآية أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين كانوا معه في يوم الغدير ! بل المقصود عندهم أبو بكر وعمر وعثمان وكبار الصحابة ! لأن معنى الآية عندهم : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) : (أن علياً هو الخليفة من بعدك) (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
    الناس) : كأبي بكر وغيره !
    ونحن لا نقول هذا تقولاً عليهم ، بل هو ما يكادون يصرحون به في كتبهم ، لولا خوفهم من أن ينفضح أمرهم ! ويشاء الله تبرك وتعالى أن يكشف هذه
    الحقيقة بقلم الخميني ؛ ليكون حجة الله قائمة على المغرورين به وبدولته الإسلامية المزعومة ، فقد قال الخميني - عقب فريته المتقدمة في آية العصمة ؛ وقد أتبعها بذكر آية : (اليوم أكملت لكم دينكم) - ؛ قال (ص 150) :
    "نزلت في حجة الوداع ، وواضح بأن محمداً (كذا دون الصلاة عليه ولو رمزاً ؛ ويتكرر هذا منه كثيراً !) كان حتى ذلك الوقت قد أبلغ كل ما عنده من أحكام . إذاً يتضح من ذلك أن هذا التبليغ يخص الإمامة .
    وقوله تعالى : (والله يعصمك من
    الناس) : يريد منه أن يبلغ ما أنزل إليه ؛ لأن الأحكام الأخرى خالية من التخوف والتحفظ .
    وهكذا يتضح - من مجموع هذه الأدلة والأحاديث - أن النبي (كذا) كان متهيباً من
    الناس بشأن الدعوة إلى الإمامة . ومن يعود إلى التواريخ والأخبار يعلم بأن النبي (كذا) كان محقاً في تهيبه ؛ إلا أن الله أمره بأن يبلغ ، ووعده بحمايته ، فكان أن بلغ وبذل الجهود في ذلك حتى نفسه الأخير ؛ إلا أن الحزب المناوىء لم يسمح بإنجاز الأمر" !!
    (ذلك قولهم بأفواههم) ، (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) !!

    (/2)

    4923 - ( لما نصب رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً بغدير (خم) ، فنادى له بالولاية ؛ هبط جبريل عليه السلام بهذه الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 593 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 119/ 2) عن يحيى بن عبدالحميد الحماني : أخبرنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو هارون العبدي ؛ فإنه متهم بالكذب ؛ كما تقدم مراراً .
    وقيس بن الربيع ضعيف .
    ونحوه الحماني .
    ونحوه : ما روى مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال :
    من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة ؛ كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير (خم) ، لما أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال :
    "ألست ولي المؤمنين ؟!" . قالوا : بلى يا رسول الله ! قال :
    "من كنت مولاه فعلي مولاه" . فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب !! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله : (اليوم أكملت لكم دينكم) . ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب ؛ كتب له صيام ستين شهراً ، وهو أول يوم نزل جبريل عليه السلام على محمد صلي الله عليه وسلم بالرسالة .
    أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 290) ، وابن عساكر (12/ 118/ 1-2) . وهذا إسناد ضعيف أيضاً ؛ لضعف شهر ومطر .
    وقد جزم بضعفه الذي قبله السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 259) .
    وأشار إلى ذلك ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6/ 54) ؛ فإنه ذكر عدة أحاديث في أن الآية نزلت ورسول الله صلي الله عليه وسلم على عرفة يوم جمعة 0 وبعضها في "الصحيحين" من حديث عمر - ، ثم قال ابن جرير :
    "وأولى الأقوال في وقت نزول الآية : القول الذي روي عن عمر بن الخطاب : أنها نزلت يوم عرفة يوم جمعة ؛ لصحة سنده ، ووهي أسانيد غيره" .
    وقال الحافظ ابن كثير (3/ 68) - بعد أن ساق الحديث الأول من رواية ابن مردويه ، وأشار إلى الحديث الآخر من روايته أيضاً - :
    "ولا يصح لا هذا ولا هذا ، بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية : أنها نزلت يوم عرفة ، وكان يوم جمعة ؛ كما روى ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وأول ملوك الإسلام معاوية بن أبي سفيان ، وترجمان
    القرآن عبدالله بن عباس ، وسمرة بن جندب رضي الله عنه" .
    (تنبيه) : لم يذكر السيوطي ولا غيره غير هذين الحديثين ، لا لفظاً ولا معنى . فقول الشيعي (ص 38) :
    "وأخرج أهل السنة أحاديث بأسانيدهم المرفوعة إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ صريحة في هذا المعنى" !
    فهو من أكاذيبه أو تدليساته الكثيرة ؛ فلا تغتر به - وتبعه عليه الخميني (ص 156) - ! ومن الأمثلة على ذلك : أنه قال (ص 38) :
    "ألم تر كيف فعل ربك يومئذ بمن جحد ولا يتهم علانية ، وصادر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم جهرة ، فقال : اللهم ! إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فرماه الله بحجر من سجيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل ، وأنزل في تلك الحال : (سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع) ؟!" ! وقال في تخريجه في الحاشية :
    "أخرج الإمام الثعلبي في "تفسيره الكبير" هذه الفضيلة مفصلة . وأخرجها الحاكم في تفسير (المعارج) من "المستدرك" ، فراجع صفحة (502) من جزئه الثاني" !!
    وذكره نحوه الخميني (ص 157) !
    قلت " فرجعت إلى الصفحة المذكورة من "المستدرك" ؛ فإذا فيها ما يأتي :
    "عن سعيد بن جبير : (سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج) : ذي : الدرجات . سأل سائل : هو النضر بن الحارث بن كلدة ؛ قال : اللهم ! إن كان هذا هو الحق من عندك ؛ فأمطر علينا حجارة من السماء" .
    هذا كل ما جاء في "المستدرك" ؛ وأنت ترى أنه لا ذكر فيه لعلي وأهل البيت ، ولا لولايتهم مطلقاً ! فإن لم يكن هذا كذباً مكشوفاً في التخريج ؛ فهو على الأقل تدليس خبيث .
    ثم كيف يصح ذلك ؛ وسورة (سأل) إنما نزلت بمكة ؛ كما في "الدر" (6/ 263) ؟! ، ولا وجود - يومئذ - لأهل البيت ؛ لأن علياً إنما تزوج فاطمة في المدينة بعد الهجرة كما هو معروف !!
    وانظر - إن شئت زيادة التفصيل في بطلان هذه القصة التي عزاها للثعلبي - في رد شيخ الإسلام ابن تيمية على ابن المطهر الحلي الشيعي (4/ 10-15) ، وقابل روايته - وقد عزاها للثعلبي أيضاً - برواية عبدالحسين ؛ تجد أن هذا اختصرها ؛ ستراً لما يدل على بطلانها !
    هذا ؛ وقد أشار الخميني إلى هذا الحديث الباطل متبنياً إياه بقوله (ص 154-155) :
    "إن هذا الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم ...) نزلت بعد حجة الوداع ، وعقب تنصيب أمير المؤمنين إماماً ، وذلك بشهادة من الشيعة وأهل السنة" !
    وهكذا يتتابع الشيعة - خلفاً عن سلفهم - على الكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والافتراء على المسلمين ! دونما ورع أو حياء .

    (/1)
    ومن تلاعب الخميني وتدليسه على القراء : أنه هنا يقرر أن الآية نزلت بعد حجة الوداع ؛ وفي (ص 150) يقول :
    "نزلت في حجة الوداع" ! وقد تقدم نقله في آخر الحديث السابق .
    وهذا القول هو الصحيح المطابق للأحاديث الصحيحة كما تقدم . ولا أعتقد أن الخميني قال هذا القول الموافق لما عليه أهل السنة إلا تدليساً أو تقية !

    (/2)
    4924 - ( حديث علي : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا ، وذري ذا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 597 :
    $موضوع$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 406) ، وابن عدي (383/ 2) ، وابن عساكر (12/ 136/ 2) من طريق الأعمش عن موسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه به .
    قلت : وهذا آفته موسى بن طريف ، قال الذهبي :
    "كذبه أبو بكر بن عياش . وقال يحيى والدارقطني : ضعيف . وقال الجوزجاني : زائغ" .
    وقد ثبت عن الأعمش أنه أنكر هذا الحديث على ابن طريف ؛ فروى العقيلي بإسناد صحيح عن عبدالله بن داود الخريبي قال :
    كنا عند الأعمش ؛ فجاء يوماً وهو مغضب فقال : ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي : أنا قسيم النار ؟!
    وعباية : هو ابن ربعي الأسدي ؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (ص 343) :
    "روى عن موسى بن طريف ، كلاهما غاليان" .

    (/1)
    4925 - ( والذي نفسي بيده ! إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة . ثم قال : إنه أولكم إيماناً معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية . قال : ونزلت : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) . قال : فكان أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم إذا أقبل علي قالوا : قد جاء خير البرية ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 598 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 157/ 2) من طريق إبراهيم بن أنس الأنصاري : أخبرنا إبراهيم بن جعفر بن عبدالله بن محمد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله قال :
    كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "قد أتاكم أخي" . ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أبو الزبير مدلس ، وقد عنعنه .
    ومن دونه ؛ لم أجد لهما ترجمة ، فأحدهما هو الآفة .
    وروى ابن جرير الطبري في "التفسير" (30/ 171) من طريق ابن حميد قال : حدثنا عيسى بن فرقد عن أبي الجارود عن محمد بن علي :
    (أولئك هم خير البرية) فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "أنت يا علي ! وشيعتك" .
    قلت : وهذا مرسل ؛ محمد بن علي : هو أبو جعفر الباقر ؛ الثقة الفاضل ، المحتج به عند الشيخين وسائر الأئمة .
    لكن السند إليه هالك ؛ فإن أبا الجارود - واسمه زياد بن المنذر - ؛ قال ابن معين ، وأبو داود :
    "كذاب" . وقال ابن حبان :
    "كان رافضياً يضع الحديث" .
    وعيسى بن فرقد ؛ قال فيه أبو حاتم :
    "شيخ" .
    وابن حميد : اسمه محمد ؛ حافظ ضعيف .
    وروي الحديث مختصراً جداً بلفظ :
    "علي خير البرية" !
    وسيأتي تخريجه وبيان وضعه برقم (5593) .

    (/1)









  8. #578
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4926 - ( افتخر طلحة بن شيبة - من بني عبدالدار - وعباس بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب . فقال طلحة : أنا صاحب البيت معي مفتاحه ، لو أشاء بت فيه . وقال عباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، لو أشاء بت في المسجد . وقال علي : ما أدري ما تقولان ! لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ! فأنزل الله : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 599 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن جرير (10/ 68) عن ابن وهب قال : أخبرت عن أبي صخر قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول ... فذكره .
    قلت : وهذا ضعيف ؛ لإرساله ، ولجهالة المخبر لابن وهب .
    لكن ذكره ابن كثير (4/ 130) من رواية ابن جرير فقال : أخبرني ابن لهيعة ... والله أعلم .
    وفي نزول الآية روايات أخرى ؛ تراها عند ابن جرير وابن كثير والسيوطي . وأصحها : ما رواه مسلم وغيره من حديث النعمان بن بشير الأنصاري ، وليس فيه ذكر لعلي رضي الله عنه ولا لغيره ممن ذكر معه .

    (/1)
    4927 - ( ما حملك على هذا ؟ (يعني : علياً) قال : حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني . فقال له : ألا إن ذلك لك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 600 :
    $موضوع$
    علقه الواحدي في "أسباب النزول" (ص 44) فقال : وقال الكلبي : نزلت هذه الآية : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية) في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ لم يكن يملك غير أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم علانية . فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا - مع كونه معلقاً معضلاً - ؛ فإن الكلبي متهم بالكذب .
    وقد روي سبب النزول مسنداً عن ابن عباس ولا يصح :
    أخرجه الواحدي ، وعنه ابن عساكر (12/ 154/ 1) من طريق عبدالرزاق قال : حدثنا عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله ... فذكر الآية ؛ قال :
    نزلت في علي بن أبي طالب ؛ كان عنده أربعة دراهم ... الحديث دون المرفوع منه .
    وعبدالوهاب بن مجاهد متروك ، وكذبه الثوري .
    وخالف عبدالرزاق : يحيى بن يمان فقال : عن عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه قال ... فذكر الحديث ؛ ولم يذكر ابن عباس في إسناده .
    أخرجه الواحدي ، وعنه ابن عساكر من طريق ابن أبي حاتم . وقد عزاه إليه الحافظ ابن كثير (2/ 54) . وقال :
    "وكذا رواه ابن جرير من طريق عبدالوهاب بن مجاهد ؛ وهو ضعيف . لكن رواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس" !
    كذا قال ! فهل يعني أنه رواه من غير طريق عبدالوهاب التي أخرجها عبدالرزاق عنه ؟! ذلك مما أستبعده ! والله أعلم .
    ويحيى بن يمان سيىء الحفظ .

    (/1)
    4928 - ( في قوله عز وجل : (والذي جاء بالصدق وصدق به) ؛ قال : (وصدق به) : علي بن أبي طالب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 601 :
    $منكر$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 154/ 1-2) عن ابن مجاهد عن أبيه به .
    قلت : وابن مجاهد : اسمه عبدالوهاب ، وهو ضعيف جداً كما تقدم آنفاً .
    وتابعه ليث عن مجاهد به .
    أخرجه ابن عساكر .
    وليث ضعيف ؛ وهو ابن أبي سليم ؛ وكان اختلط .
    وقد خالفهما منصور فقال : عن مجاهد :
    قوله : (والذي جاء بالصدق وصدق به) ؛ قال :
    الذين يجيئون بالقرآن يوم
    القيامة ؛ فيقولون : هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه .
    أخرجه ابن جرير (24/ 3-4) . وإسناده صحيح .
    ثم روى أقوالاً أخرى في تفسير الآية ، ليس فيها هذا الذي رواه عبدالوهاب وليث عن مجاهد . ثم استصوب أنها عامة ؛ تشمل كل من دعا إلى التوحيد وتصديق الرسول صلي الله عليه وسلم .
    ومن تلك الأقوال : ما رواه من طريق عمر بن إبراهيم بن خالد عن عبدالملك ابن عمير عن أسيد بن صفوان عن علي رضي الله عنه : في قوله : (والذي جاء بالصدق) ، قال : محمد صلي الله عليه وسلم ، (وصدق به) قال : أبو بكر رضي الله عنه .
    قلت : فهذا معارض لحديث الترجمة ؛ الذي يحتج به الشيعة ، على وهائه . لكنه لا يصح أيضاً ؛ لأن عمر بن إبراهيم هذا ؛ قال الدارقطني :
    "كذاب خبيث" .
    ثم إن حديث الترجمة ؛ عزاه السيوطي في "الدر" (5/ 328) لابن مردويه عن أبي هريرة ، وسكت عن إسناده كعادته الغالبة !

    (/1)
    4929 - ( نزلت في علي ثلاث مئة آية ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 602 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 155/ 2) عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ آفته جويبر هذا - وهو ابن سعيد - المفسر ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف جداً" .
    ثم إنه منقطع ؛ فإن الضحاك - وهو ابن مزاحم الهلالي - لم يلق ابن عباس .
    ونحوه : ما أخرجه ابن عساكر أيضاً ، وكذا أبو نعيم (1/ 64) عن عباد بن يعقوب : حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال :
    ما أنزل الله آية فيها : (يا أيها الذين آمنوا) ؛ إلا وعلي رأسها وأميرها . وزاد أبو نعيم : قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... وقال :
    "لم نكتبه مرفوعاً إلا من حديث ابن أبي خيثمة ، والناس رووه موقوفاً" .
    قلت : ولا يصح لا موقوفاً ولا مرفوعاً ؛ فإن الحضرمي هذا ؛ أورده ابن عدي (385/ 1-2) - وساق له عدة أحاديث - . وقال :
    "حديثه ليس بالمحفوظ ، وهو من الغالين" .
    يعني : أنه شيعي غال مفرط في التشيع . وقال أبو حاتم :
    "متروك" .
    وروى ابن عساكر من طريق إسماعيل بن عبيدالله : أخبرنا يحيى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس نحوه .
    قلت : ويحيى هذا ؛ الظاهر أنه ابن سعيد القرشي السعدي ؛ قال ابن حبان :
    "يروي المقلوبات والملزقات ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" .
    ومن طريق عمرو بن ثابت عن سكين أبي يحيى عن عكرمة مولى ابن عباس به نحوه .
    وعمرو بن ثابت رافضي ؛ على ضعفه .
    وسكين أبو يحيى ؛ لم أعرفه ، ولم يورده الولابي في "الكنى" !
    ومن طريق عيسى بن راشد عن علي بن بذيمة عن عكرمة بلفظ :
    .. إلا علي شريفها وأميرها . ولقد عاتب الله أصحاب محمد في آي من
    القرآن ، وما ذكر علياً إلا بخير .
    وعيسى بن راشد مجهول ، وخبره منكر ؛ قاله البخاري ؛ كما في "الميزان" .
    ومن طريق عمر بن الحسن بن علي : أخبرنا أحمد بن الحسن : أخبرنا أبي : أخبرنا حصين (.........) عبدالله بن قطاف عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
    ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي .
    قلت : وعمر بن الحسن بن علي - هو الأشناني القاضي - ؛ قال الذهبي :
    "ضعفه الدارقطني ، ويروى عنه : أنه كذاب ؛ ولم يصح هذا . ولكن هذا الأشناني صاحب بلايا" .
    قلت : وحصين هذا ؛ لم أعرفه ؛ فإن النسخة بياضاً بمقدار كلمتين أو ثلاث !
    وهذا اللفظ الأخير ؛ قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 182) :
    "أخرجه ابن عساكر وغير واحد من أصحاب السنن" !!

    (/1)
    4930 - ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 605 :
    $موضوع$
    وقد روي من حديث أبي سعيد الخدري ، وعبدالله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، والحسن البصري مرسلاً .
    1- أما حديث أبي سعيد ؛ فله عنه طريقان :
    الأولى : عن علي بن زيد نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً به .
    أخرجه ابن عدي (ق 309/ 1) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ 362/ 1) .
    وأشار ابن عدي إلى أنه حديث منكر ، وقد أورده في مناكير علي بن زيد بن جدعان (286/ 1-2) بزيادة في آخره ؛ نصها :
    فقام إليه رجل من الأنصار - وهو يخطب - بالسيف . فقال أبو سعيد : ما تصنع ؟! فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... فذكر الحديث . فقال له أبو سعيد : إنا قد سمعنا ما سمعت ، ولكنا نكره أن نسل السيف على عهد عمر حتى نستأمره ، فكتبوا إلى عمر في ذلك ، فجاء موته قبل أن تخرجوا به .
    قلت : وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - متفق على تضعيفه لسوء حفظه . بل قال ابن حبان فيه :
    "يهم ويخطىء ، فكثر ذلك منه ، فاستحق الترك" .
    وهذا الحديث يدل على أنه كما قال فيه يزيد بن زريع :
    "لم أحمل عنه ؛ فإنه كان رافضياً" . وقال الحافظ في آخر ترجمته من "التهذيب" :
    "وهذا الحديث أنكر ما حدث به ابن جدعان" .
    قلت : والزيادة التي ذكرناها تؤكد بطلانه ؛ إذ لا يعقل أن يكون أبو سعيد سمع الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم كما سمعه ذلك الأنصاري ، ثم يبادر إلى الإنكار عليه حينما أراد تنفيذ الأمر بقتل معاوية رضي الله عنه حين رآه على المنبر ، محتجاً على ذلك بقوله :
    ولكنا نكره أن نسل على عهد عمر ...
    وإنما تنفق مثل هذه الحجة فيما إذا لم يكن هناك نص خاص منه صلي الله عليه وسلم بقتل شخص معين ، أما والمفروض أنه صلي الله عليه وسلم قال :
    "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" ؛ فلا وجه لتلك الكراهة !
    لكن الزيادة المذكورة تؤكد - كما ذكرنا - بطلان الحديث ؛ إذ إنه قد ثبت أن معاوية رضي الله عنه خطب على المنبر ، فلم لم يقتلوه إن كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قاله ؟!
    وسيأتي قول ابن عدي الذي نقله عنه السيوطي بهذا المعنى قريباً إن شاء الله تعالى .
    والطريق الأخرى : عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد به .
    أخرجه ابن عدي (397/ 2) من طريق بشر بن عبدالوهاب الدمشقي حدثنا محمد بن بشر : حدثنا مجالد ... وقال :
    قال ابن بشر : فما فعلوا ! وقال ابن عدي عقبه :
    "لا أعلم يرويه عن أبي الوداك غير مجالد ، وعنه ابن بشر . وقد رواه غير ابن بشر عن مجالد . ومجالد له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة ، وقد روى عنه غير الشعبي ، ولكن أكثر روايته عنه ؛ وعامة ما يرويه غير محفوظ" .
    قلت : وحال مجالد في الضعف ؛ نحو علي بن زيد بن جدعان .
    وقد ساق حديثهما هذا ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال :
    "مجالد وعلي ؛ ليسا بشيء" .
    وأقره السيوطي في "اللآلىء" (1/ 221) ، وكذا ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 8) ، ولكنه استظهر أن الآفة ممن دون مجالد ، وهذا محتمل بالنسبة لهذه الطريق ؛ فإن بشر بن عبدالوهاب الدمشقي ؛ الظاهر أنه بشر بن عبدالوهاب الأموي الذي اتهمه الذهبي بوضع حديث مسلسل العيد .
    وأما الطريق التي عناها ابن عراق - وهي التي ساقها ابن الجوزي - ؛ فهي عنده من رواية ابن عدي أيضاً : أنبأنا علي بن العباس : حدثنا علي بن المثنى : حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد به .
    قلت : فهذا الإسناد ليس فيه من هو أولى بتعصيب الآفة من مجالد ؛ فإن الوليد بن القاسم - وهو الهمداني الكوفي - ؛ وثقه أحمد ، وابن عدي ، وابن حبان . وقال ابن معين :
    "ضعيف الحديث" .
    وأورده ابن حبان في "الضعفاء" أيضاً ! فقال :
    "انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ؛ فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده" ! وقال الحافظ :
    "صدوق يخطىء" .
    وعلي بن المثنى - وهو الطهوي - ؛ روى عنه جماعة من الثقات ، وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    لكن أشار ابن عدي إلى ضعفه ؛ كما في "التهذيب" . وقال في "التقريب" :
    "مقبول" .
    وعلي بن العباس : هو المقانعي ؛ كما في ترجمة ابن المثنى من "التهذيب" ، وقد أورده السمعاني في هذه النسبة . وقال :
    "يروي عن محمد بن مروان الكوفي وغيره ، روى عنه أبو بكر بن المقري ، ومات بعد شوال سنة ست وثلاث مئة" .
    فهو من الشيوخ المستورين . والله أعلم .
    2- وأما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه عباد بن يعقوب : حدثنا الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عنه مرفوعاً .
    أخرجه ابن عدي (ق 67/ 1) ، وعنه ابن عساكر : أخبرنا علي بن العباس : حدثنا عباد بن يعقوب به .
    ساقه ابن عدي في جملة أحاديث مستنكرة للحكم بن ظهير . وقال :
    "وللحكم غير ما ذكرنا من الحديث ، وعامة أحاديثه غير محفوظة" . وروى عن ابن معين أنه قال فيه :
    "ليس بثقة" . وفي رواية عنه :
    "كذاب" . وقال ابن الجوزي :
    "موضوع . عباد رافضي . والحكم متروك كذاب" .
    وأقره السيوطي ؛ وابن عراق .

    (/1)
    وعباد بن يعقوب - وإن كان رافضياً - ؛ فقد وثق . وقال الحافظ :
    "صدوق ، رافضي ، حديثه في "البخاري" مقرون ، بالغ ابن حبان فقال : يستحق الترك" .
    قلت : وقد خولف في متن الحديث ؛ فرواه محمد بن علي بن غراب عن الحكم بن ظهير ... بلفظ :
    "يكون هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش" .
    أخرجه ابن عدي .
    لكن محمد بن علي بن غراب مجهول الحال ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 28) من رواية محمد بن الحجاج الحضرمي عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وهو بهذا اللفظ صحيح ؛ له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً : رواه البخاري وغيره ، وهو مخرج في "الروض النضير" (1157) .
    3- وأما حديث سهل ؛ فيرويه سلمة بن الفضل : حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعاً به ، إلا أنه قال :
    "فلاناً" مكان : "معاوية" .
    أخرجه ابن عدي (ق 343/ 2) : حدثنا علي بن سعيد : حدثنا الحسين بن عيسى الرازي : حدثنا سلمة بن الفضل ... وقال عقبه :
    "لم نكتبه إلا عن علي بن سعيد" .
    قلت : وهو متكلم فيه .
    لكن العلة ممن فوقه ، وهو سلمة بن الفضل - وهو الأبرش - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق كثير الخطأ" .
    وشيخه محمد بن إسحاق مدلس ؛ وقد عنعنه .
    فلعل الآفة منها !
    4- وأما حديث الحسن البصري ؛ فيرويه عمرو بن عبيد المعتزلي .
    فقال حماد بن زيد : قيل لأيوب : إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ... فذكره ؟! فقال : كذب عمرو .
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 307) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 181) ، وابن عساكر . وقال :
    "وهذه الأسانيد كلها فيها مقال" . ثم قال :
    "وقد روي : "فاقبلوه" : بالباء ، وهو منكر" .
    ثم روى هو ، والخطيب (1/ 259) من طريق محمد بن إسحاق الفقيه : حدثني أبو النضر القازي قال : أخبرنا الحسن بن كثير قال : أخبرنا بكر بن أيمن القيسي قال : أخبرنا عامر بن يحيى الصريمي قال : أخبرنا أبو الزبير عن جابر مرفوعاً بلفظ :
    "إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه ؛ فإنه أمين مأمون" . وقال الخطيب :
    "لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه ، ورجال إسناده - ما بين محمد بن إسحاق وأبي الزبير - كلهم مجهولون" .
    قلت : وابن إسحاق هذا : هو المعروف بـ (شاموخ) ؛ قال فيه الخطيب :
    "وحديثه كثير المناكير" .
    وفي ترجمته ساق هذا الحديث .
    وساق له قبله حديثاً آخر في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين ؛ واستنكره . وقال الذهبي :
    "هذا موضوع" .
    وقال السيوطي في "اللآلىء" - بعد قول الخطيب المتقدم - :
    "قلت : قال ابن عدي : هذا اللفظ - مع بطلانه - قد قرىء أيضاً بالباء الموحدة ، ولا يصح أيضاً ، وهو أقرب إلى العقل ؛ فإن الأمة رأوه يخطب على منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولم ينكروا ذلك عليه . ولا يجوز أن يقال : إن الصحابة ارتدت بعد نبيها صلي الله عليه وسلم وخالفت أمره ، نعوذ بالله من الخذلان والكذب على نبيه !" .
    قلت : وهذا الحديث مما اعتمده الشيعي في "المراجعات" في حاشية (ص 89) في الطعن على معاوية ، مشيراً بالطعن على من أشار إلى استنكاره من أهل السنة ، متجاهلاً ما يستلزمه الاعتماد عليه من الطعن بكل الصحابة الذين رأوا معاوية يخطب على منبره صلي الله عليه وسلم ، فنعوذ بالله تعالى من الهوى والخذلان !!

    (/2)
    4931 - ( إن أول أربعة يدخلون الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا ، وشيعتنا عن إيماننا وعن شمائلنا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 611 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 48/ 2) عن حرب بن الحسن الطحان : أخبرنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد موضوع مسلسل بالشيعة ؛ وشرهم محمد بن عبيدالله ، وقد تقدم بعض أقوال أئمة الجرح فيه في الحديث (4910) .
    ويحيى بن يعلى : هو الأسلمي الشيعي الضعيف ؛ وهو صاحب حديث : "منأحب أن يحيا حياتي ..." الحديث ؛ في فضل علي رضي الله عنه ، وقد مضى برقم (894) .
    وحرب بن الحسن الطحان ؛ قال الأزدي :
    "ليس حديثه بذاك" ؛ كما في "الميزان" . وزاد الحافظ :
    "وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال ابن النجاشي : عامي الرواية ؛ أي : شيعي قريب الأمر" .
    والحديث ؛ قال الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 154/ 351) :
    "رواه الطبراني ، وسنده واه" .

    (/1)
    4932 - ( هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . يعني : علياً رضي الله عنه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 612 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن جرير في "التفسير" (19/ 74-75) ، والبزار (3/ 137/ 2417 - كشف) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (ص 364) ، وابن عساكر (12/ 67/ 2-68/ 1) من طريق محمد بن إسحاق عن عبدالغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث بن عبدالمطلب عن عبدالله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال :
    لما نزلت : (وأنذر عشيرتك الأقربين) [دعاني رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لي :
    "يا علي ! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين] ، فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال : يا محمد ! إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك ! فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عساً من لبن ، واجمع لي بني عبدالمطلب حتى أبلغهم" . فصنع لهم الطعام [وهم يومئذ أربعون رجلاً ؛ يزيدون رجلاً أو ينقصون ، فيهم أعمامه : أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب] ، وحضروا فأكلوا وشبعوا ، وبقي الطعام . قال : ثم تكلم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
    "يا بني عبدالمطلب ! إني - والله - ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ؛ إني قد جئتكم بخير
    الدنيا والآخرة ، وإن ربي أمرني أن أدعوكم ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟" .
    فأحجم القوم عنها جميعاً ، وإني لأحدثهم سناً . فقلت : أنا يا نبي الله! أكون وزيرك عليه . فأخذ برقبتي ثم قال ... (فذكره) . فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي و تطيع !
    والسياق لابن عساكر ؛ والزيادتان لابن جرير .
    وكذلك رواه البيهقي في "دلائل النبوة" ؛ لكنه أسقط من الإسناد : عبدالغفار ابن القاسم ، وكأنه من تدليس ابن إسحاق . ساقه الحافظ ابن كثير (6/ 348-349) من رواية البيهقي ، ثم من رواية ابن جرير ، وقال عقبها :
    "تفرد بهذا السياق عبدالغفار بن القاسم أبو مريم ؛ وهو متروك كذاب شيعي ، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث ، وضعفه الأئمة رحمهم الله" .
    قلت : قد تابعه على بعض القصة والمتن : عبدالله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله عن علي بن أبي طالب به نحوه بلفظ :
    فقال "
    "أيكم يقضي ديني ، ويكون خليفتي ووصيي من بعدي ؟" ... وفيه :
    فقلت : أنا يا رسول الله ! قال :
    "أنت يا علي ! أنت يا علي !" .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 67/ 2) من طريق محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي : أخبرنا عباد بن يعقوب : أنبأنا عبدالله بن القدوس ...
    قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ مسلسل بالرفض من هؤلاء الثلاثة :
    فعبدالله بن عبدالقدوس ؛ قال الذهبي :
    "كوفي رافضي ، نزل الري . روى عن الأعمش وغيره . قال ابن عدي : عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت . قال يحيى : ليس بشيء ، رافضي خبيث . وقال النسائي وغيره : ليس بثقة" .
    وعباد رافضي أيضاً كما تقدم مراراً .
    والمحاربي هذا ؛ قال الذهبي :
    "تكلم فيه . وقيل : كان مؤمناً بالرجعة" .
    لكن لم يتفرد به ، فقد ذكره ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم عن عيسى بن ميسرة الحارثي : حدثنا عبدالله بن عبدالقدوس به ؛ إلا أنه قال :
    ".. ويكون خليفتي في أهلي" .
    قلت : وهذا اللفظ هو الأشبه بالصواب ؛ فقد رواه شريك عن الأعمش عنالمنهال به ، ولفظه :
    "من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في
    الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟!" .
    أخرجه أحمد (1/ 111) ، وعنه الضياء المقدسي (476 - بتحقيقي) ، والبزار (2418) . وقال الهيثمي (9/ 113) :
    "وإسناده جيد" !
    كذا قال ! ورجاله ثقات ؛ غير عباد بن عبدالله الأسدي ؛ فإنه ضعيف .
    وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - سيىء الحفظ ؛ ولذلك لم يحتج به مسلم ، وإنما روى له متابعة كما يأتي .
    لكن له طريق أخرى بلفظ :
    ".. فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟!" .
    أخرجه أحمد (1/ 159) من طريق أبي صادق عن ربيعة بن ناخذ عن علي .
    وأخرجه ابن عساكر (12/ 67/ 1-2) من طريق أحمد .
    قلت : وإسناده جيد ؛ لولا جهالة في ربيعة بن ناخذ ؛ كما تقدم مراراً .
    ورواه ابن جرير أيضاً في "التاريخ" (2/ 321) .
    ونقل السيوطي عنه أنه صححه ؛ كما في "كنز العمال" (6/ 396/ 6045) .
    وله شاهد من حديث ابن عباس بلفظ :
    وقال لبني عمه :
    "أيكم يواليني في
    الدنيا والآخرة ؟" - قال : وعلي معه جالس - فأبوا . فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال :
    "أنت وليي في
    الدنيا والآخرة" .
    ليس فيه ذكر للخلافة مطلقاً .
    أخرجه أحمد (1/ 330-331) ، وعنه الحاكم (3/ 132-134) ، والنسائي في "الخصائص" (ص 6-7) في حديث طويل ؛ فيه عشر خصائص لعلي رضي الله عنه هذه إحداها . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .

    (/1)
    وهو كما قالا ؛ على ضعف في أحد رواته لا يقبل ما يتفرد به ، كما يشير إليه قول الهيثمي (9/ 120) :
    "ورجال أحمد رجال "الصحيح" ؛ غير أبي بلج الفزاري ؛ وهو ثقة ، وفيه لين" .
    قلت : فهذه الطرق يدل مجموعها على أن الخلافة المذكورة في هذا الحديث - وكذا في غيره مما لم نذكره هنا - إنما هي خلافة خاصة في أهله صلي الله عليه وسلم وعشيرته .
    وقد أحسن بيان ذلك الإمام ابن كثير ؛ فقال - عقب الطرق المتقدمة - :
    "فهذه طرق متعددة لهذا الحديث عن علي رضي الله عنه ، ومعنى سؤاله صلي الله عليه وسلم لأعمامه وأولادهم أن يقضوا عنه دينه ويخلفوه في أهله ، يعني : إن قتل في سبيل الله ؛ كأنه خشي إذا قام بأعباء الإنذار أن يقتل ، فلما أنزل الله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
    الناس) ؛ فعند ذلك أمن . وكان أولاً يحرس حتى نزلت هذه الآية : (والله يعصمك من الناس) ، ولم يكن أحد في بني هاشم - إذ ذاك - أشد إيماناً وإيقاناً وتصديقاً لرسول الله صلي الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه ، ولهذا بدرهم إلى التزام ما طلب منهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم كان بعد هذا - والله أعلم - دعاؤه الناس جهرة على الصفا ، وإنذاره لبطون قريش عموماً وخصوصاً ؛ حتى سمى من سمى من أعمامه وعماته وبناته لينبه بالأدنى على الأعلى ؛ أي : إنما أنا نذير ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" .
    (تنبيه) : اعلم أن الشيعي - في كتابه "المراجعات" (ص 123-125) - قد دلس - كعادته - حول هذا الحديث تدليسات فاحشة ؛ هي الكذب بعينه ! ثم تبعه على ذلك الخميني في "كشف الأسرار" (ص 173-175) ! وإليك البيان :
    أولاً : زعم أن حديث الترجمة في :
    "صحاح السنن المأثورة" ! فهذا كذب ؛ سواءً أراد به كتب الصحاح ، أو الأحاديث الصحاح ؛ فإن الحديث ليس في هذه ولا هذه ؛ كما رأيت .
    ثانياً : عزا الحديث لجماعة من الأئمة ، منهم الإمام أحمد في المواضع الثلاثة المتقدمة من "المسند" ، والنسائي في "الخصائص" في الصفحة المشار إليها ، و "مستدرك الحاكم" في الصفحة المتقدمة ، موهماً أن هذه المصادر فيها الحديث بعينه ! بل صرح فقال (ص 125) :
    "إن حديث ابن عباس يتضمن هذا النص" !
    وهذا زور وافتراء ؛ كما يظهر لك واضحاً من هذا التخريج . فالله المستعان .
    ثالثاً : ذكر في الحاشي أن مسلماً رواه في "صحيحه" ! عامله الله بما يستحق !
    ثم رأيته في (ص 133) أوهم القارىء أنه أخرجه البخاري في كتابه !!
    رابعاً : قال (ص 127) :
    "وقد صححه غير واحد من أعلام المحققين" !!
    وهذا كذب ظاهر ؛ فإن الذين صححوه ؛ إنما هو بغير لفظ الترجمة كما تقدم .
    خامساً : ثم قال :
    "وحسبك في تصحيحه ثبوته من طريق الثقات الأثبات الذين احتج بهم أصحاب الصحاح ، ودونك (ص 111) من الجزء الأول من "مسند أحمد" ؛ تجده يخرج هذا الحديث عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي مرفوعاً . وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم ، وكلهم من رجال الصحاح" !!
    وذكر في الحاشية أن شريكاً احتج به مسلم في "صحيحهما" ! وكذلك قال في (ص 79) .
    وأن عباد بن عبدالله الأسدي هو "عباد بن عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ؛ احتج به البخاري ومسلم في "صحيحيهما" ، سمع أسماء وعائشة ..." !!
    قلت : وفي هذا من الكذب ما لا يخفى على العارفين بتراجم الرجال ؛ وهاك البيان :
    الأول : قوله بأن مسلماً احتج بشريك ... وهو ابن عبدالله القاضي !
    فإن مسلماً لم يحتج به ؛ وإنما روى له متابعة ؛ كما صرحوا بذلك في ترجمته ، منهم الحافظ المنذري في آخر كتابه "الترغيب" (4/ 284) ، والذهبي في "الميزان" (1/ 446) ، وابن حجر العسقلاني في "التهذيب" (5/ 99) وغيرهم . ثم هو - إلى ذلك - سيىء الحفظ كما تقدم ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء كثيراً" .
    والآخر : قوله : بأن عباد بن عبدالله الأسدي هو ... ابن الزبير بن العوام القرشي !
    فهذا مما لم يقله أحد قبله ، بل عباد بن عبدالله الأسدي - الراوي عن علي - : هو غير عباد بن عبدالله الأسدي الراوي عن أسماء وعائشة ؛ فإن الأول كوفي ، والآخر مدني . والأول ضعيف كما تقدم ؛ وهو صاحب هذا الحديث . وأما الآخر ؛ فهو الذي احتج به الشيخان ؛ ولا علاقة له بهذا الحديث ، ولم يذكروا في الرواة عنه المنهال بن عمرو ، وإنما ذكروا أنه روى عن الأول ؛ ولم يذكروا معه غيره .
    ولقد كنت أود أن أقول : إن هاتين الأكذوبتين لم يتعمدهما الشيعي ، وإنما هما من أوهامه ؛ لولا أنني أخذت عليه كثيراً من الأكاذيب التي لا يمكن تأويلها ؛ كما تقدم مراراً .
    ولم يقنع الشيعي بما افترى من أكاذيب ؛ حتى بنى عليها قوله - بكل جرأة وقلة حياء - :

    (/2)
    "وإنما لم يخرجه الشيخان وأمثالهما ؛ لأنهم رأوه يصادم رأيهم في الخلافة ، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحة ، خافوا أن تكون سلاحاً للشيعة ؛ فكتموها وهم يعلمون ، وإن كثيراً من شيوخ أهل السنة - عفا الله عنهم - كانوا على هذه الوتيرة ، يكتمون كل ما كان من هذا القبيل" !!
    هكذا قال - عامله الله بما يستحق - ! وهو في الواقع وصفه ووصف إخوانه الشيعة ؛ فهم الذين يردون النصوص الصحيحة ، ويحتجون بالأحاديث الواهية والموضوعة ، مع إيهام القراء أنها صحيحة عند أهل السنة ؛ وهي عندهم ضعيفة أو موضوعة .
    وهل أدل على ذلك من صنيع هذا الشيعي الذي فضحناه وكشفنا عنه عواره ؛ في تخريج أحاديث كتابه التي نادراً ما يكون فيها حديث صحيح ؟! فإن وجد فلا حجة فيه مطلقاً على ما يزعمونه من النص على خلافة علي رضي الله عنه - برأه الله مما يقولون فيه ، ويعزونه إليه من الأكاذيب والأباطيل - !
    سادساً : ومن أكاذيبه وتلفيقاته : أنه ذكر (ص 128) على لسن الشيخ سليم البشري أنه قال :
    "راجعت الحديث في (ص 111) من الجزء الأول من "مسند أحمد" ، ونقبت عن رجال سنده ، فإذا هم ثقات أثبات حجج" !!
    فهذا زور وكذب وافتراء على الشيخ البشري ؛ فإن المبتدئين في هذا العلم يعلمون ما في سنده من الضعف الذي سبق بيانه .
    سابعاً : ساق حديث ابن عباس الذين ذكرت طرفاً منه - شاهداً فيما سبق في أول هذا الحديث - من رواية الأئمة الثلاثة الذين ذكرنا هناك : أحمد والنسائي والحاكم ؛ فقال عطفاً عليهم :
    "وغيرهم من أصحاب "السنن" ؛ بالطرق المجمع على صحتها عن عمرو بن ميمون ..." !!
    قلت : وفي هذا أكذوبتان أيضاً :
    الأولى : قوله : "وغيرهم من أصحاب السنن" !! فإنه لم يروه أحد منهم ، بل ذلك من أكاذيبه أو تدليساته !
    والأخرى : "بالطرق المجمع على صحتها" !! فإنه ليس له إلا طريق واحد عند الثلاثة المذكورين ؛ مدارها على يحيى بن حماد : حدثنا أبو عوانة : حدثنا أبو بلج : حدثنا عمرو بن ميمون .
    وأكذوبه ثالثة ؛ وهي أن أبا بلج هذا - وإن كان ثقة على الأرجح - لكنه ليس مجمعاً على الاحتجاج به ؛ فقد ضعفه ابن معين . وقال البخاري :
    "فيه نظر" . وقال ابن حبان :
    "يخطىء" ! وقد أشار إلى ذلك قول الهيثمي المتقدم :
    "وهو ثقة فيه لين" .
    فقوله : "بالطرق المجمع على صحتها" ؛ مزدوج الكذب .
    وثبوت حديث ابن عباس هذا وما في معناه ؛ لا ينفعه فيما هو في صدده من الاستدلال به على أن علياً هو الخليفة من بعده صلي الله عليه وسلم ، كيف وليس فيه إلا قوله صلي الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :
    "أنت وليي في
    الدنيا والآخرة" ! ونحوه قوله في الأحاديث الأخرى : ".. ويكون خليفتي في أهلي" كما هو ظاهر ؟! بل في هذا الأخير إشارة لطيفة إلى أنه ليس خليفته في أمته كلها ؛ فتنبه ، ولا تغتر بشقاشق الشيعي وأكاذيبه !
    ثم إن في حديث ابن عباس هذا ، جملة تعمد الرافضي حذفها ؛ لأنها تخالف كفره بأبي بكر رضي الله عنه وفضائله ، وهي في هجرته مع النبي صلي الله عليه وسلم ، ونصها :
    قال ابن عباس : فجاء أبو بكر وعلي نائم ، قال : وأبو بكر يحسب أنه نبي الله ، قال : فقال : يا نبي الله ! قال : فقال له علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون ؛ فأدركه . قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ... إلخ الحديث .
    فإذا كنت صادقاً في قولك : إن حديث ابن عباس هذا جاء بالطرق المجمع على صحتها ؛ فلماذا حذفت هذه الجملة التي تشهد لأبي بكر رضي الله عنه بأنه صاحب النبي صلي الله عليه وسلم في الغار ؟!
    أفلا يصدق عليك أنك كالذين عناهم الله بقوله : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) ؟! ولم لا ؟! وقد كفرتم بما هو أصح منه ؛ وهو قوله صلي الله عليه وسلم :
    "يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟!" . رواه الشيخان ، وهو مخرج في "فقه السيرة" (173) ، وهو تفسير لقوله تعالى : (إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) .
    (فأين تذهبون) ؟!
    وقد يتساءل بعض
    الناس فيقول : إذا أنكرت الشيعة أحاديث السنة الصحيحة ؛ لمخالفتها ما هم عليه من الضلال والمعاداة لسلفنا الصالح - وفي مقدمتهم أبو بكر رضي الله عنه - ، فماذا يقولون في هذه الآية الصريحة في الثناء على أبي بكر ؟ وهم - بطبيعة الحال - لا يستطعون إنكارها ؛ لأنهم لو فعلوا لم يبق مجال لأحد في كفرهم ؟
    فأقول : موقفهم من الآيه موقف كل الفرق الضالة من نصوص الكتاب المخالفة لأهوائهم ، وهو تحريف معانيها ؛ كما فعلت اليهود من قبل بالتوراة و الإنجيل ! فهذا هو كبيرهم يقول في "منهاجه" (ص 125) - جواباً عن الآية - :
    "لا فضيلة له في الغار ؛ لجواز أن يستصحبه حذراً منه ؛ لئلا يظهر أمره ..." !!
    وقد رد عليه وبسط القول فيه جداً : شيخ الإسلام ابن تيمية في "المنهاج" (4/ 239-273) ؛ فمن شاء زيادة علم وفائدة ؛ فليراجع إليه .

    (/3)
    4933 - ( يا أم سلمة ! إن علياً لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو بمنزلة هارون من موسى ؛ غير أنه لا نبي بعدي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 623 :
    $موضوع$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 131) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 66/ 1) عن عبدالله بن داهر بن يحيى الرازي قال : حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس عن النبي عليه السلام : أنه قال لأم سلمة ... فذكره .
    أورده العقيلي في ترجمة داهر هذا . وقال :
    "كان ممن يغلو في الرفض ، لا يتابع على حديثه" . ونحوه قول الذهبي :
    "رافضي بغيض ، لا يتابع على بلاياه" .
    قلت : وابنه شر منه . وفي ترجمته أخرج الحديث : ابن عدي (222/ 2) ، وعنه ابن عساكر أيضاً (12/ 100/ 2) . وقال ابن عدي - بعد أن ساق له أحاديث أخرى ؛ صرح الذهبي بإبطال بعضها - :
    "وعامة ما يرويه في فضائل علي ، وهو فيه متهم" . وقال أحمد :
    "ليس بشيء" . وكذا قال يحيى . وزاد :
    "وما يكتب حديثه
    إنسان فيه خير" !
    (تنبيه) : أورد الحديث الشيعي في "مراجعاته" (ص 141) في جملة أحاديث ثلاثة ؛ استدل بها على أن قوله صلي الله عليه وسلم لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك :
    "أنت مني بمنزلة هارون من موسى ..." ليس خاصاً بمورده ، استدل على ذلك بالأحاديث المشار إليها ؛ وهذا أحدها !
    وذلك كله مما يؤكد لكل منصف أن الشيعي - في استدلالاته - إنما يجري على قاعدة : "الغاية تبرر الوسيلة" ! ولذلك فهو لا يهمه أن يستدل بما صح إسناده إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؛ ما دام أنه يحقق غرضه ؛ مهما كان واهياً .
    ومن تدليساته : أنه إذا كان الحديث في كتاب من كتب السنة معزواً إلى مخرج من المؤلفين ؛ يكتفي بعزو الحديث إلى الكتاب الذي أخرج الحديث ، مع العناية التامة ببيان الجزء والصفحة - وذلك من تمام التضليل - ؛ ولا يذكر من خرجه من المؤلفين ؛ لأنه لو فعل لكان كالذين قال الله فيهم : (يخربون بيوتهم بأيديهم) !
    فهذا الحديث ؛ عزاه الشيعي "للكنز" و "منتخبه" ، ولم يزد ، وهو فيهما معزو للعقيلي ! فأعرض الشيعي عن هذا العزو ؛ لأنه يدل على ضعف الحديث ، ذلك ؛ لأن المقصود به كتابه "الضعفاء" !
    والحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة ؛ علقه النسائي - وهو منكر - كما يأتي تحقيقه في الذي بعده بإذن الله تعالى .

    (/1)
    4934 - ( وأما أنت يا علي ! فأنت مني بمنزلة هارون من موسى ؛ إلا النبوة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 625 :
    $منكر بهذا السياق$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 101/ 1) عن عبدالله بن شبيب : حدثني ابن أبي أويس : حدثني محمد بن إسماعيل : حدثني عبدالرحمن بن أبي بكر عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر عن أبيه قال :
    لما قدمت ابنة حمزة المدين ة ؛ اختصم فيها علي وجعفر وزيد . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "قولوا ؛ أسمع" . فقال زيد : هي ابنة أخي وأنا أحق بها ، وقال علي : ابنة عمي وأنا جئت بها ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها عندي ، قال :
    "خذها يا جعفر ! أنت أحقهم بها" . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "لأقضين بينكم . أما أنت يا زيد ! فمولاي وأنا مولاك . وأما أنت يا جعفر ! فأشبهت خلقي وخلقي . وأما أنت يا علي ..." الحديث .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالرحمن بن أبي بكر - وهو ابن أبي مليكة التيمي المدني - ؛ ضعفه جماعة . وقال أحمد ، والبخاري :
    "منكر الحديث" . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" .
    قلت : وهذا إن سلم من عبدالله بن شبيب ؛ فإنه واه ؛ قال أبو أحمد الحاكم : "ذاهب الحديث" ؛ كما في "الميزان" .
    واعلم أن هذه القصة صحيحة ثابتة في "صحيح البخاري" في مواطن - منها (عمرة القضاء) - من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه ؛ لكن ليس فيه ذكر
    المنزلة ، وإنما هو بلفظ :
    وقال لعلي : "أنت مني وأنا منك" .
    وكذلك أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 36-37) ، والبيهقي في "السنن" (8/ 5) ، والترمذي أيضاً (2/ 299) ؛ إلا أنه لم يسق من القصة إلا قوله هذا لعلي رضي الله عنه ؛ ولكنه أشار إليها ؛ فقال :
    "وفي الحديث قصة" .
    أخرجوه كلهم من رواية عبيدالله بن موسى عن إسرائيل به .
    ولعبيدالله هذا إسناد آخر ؛ فإنه قال : أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة ابن يريم وهانىء بن هانىء عن علي قال :
    لما خرجنا من مكة ؛ اتبعتنا ابنة حمزة ... الحديث بتمامه ، وفيه :
    وقال لي : "أنت مني وأنا منك" .
    أخرجه الحاكم (3/ 120) . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    وفيه نظر بينته في "الإرواء" (2190) .
    وتابعه جمع عن إسرائيل به ؛ وقد خرجتهم في المصدر المذكور آنفاً .
    وكل هؤلاء رووه بلفظ :
    "أنت مني وأنا منك" .
    وخالفهم القاسم بن يزيد الجرمي فقال : عن إسرائيل ... بلفظ :
    "أنت مني بمنزلة هارون ، وأنا منك" .
    ذكره النسائي في "الخصائص" (ص 14) معلقاً ؛ فقال : رواه القاسم بن يزيد المخزومي (كذا) عن إسرائيل به .
    وتابعه زكريا بن أبي زائدة وغيره عن أبي إسحاق : وحدثني هانىء بن هانىء وهبيرة بن يريم به .
    أخرجه البيهقي .
    والخلاصة ؛ أن المحفوظ في هذه القصة إنما هو قوله صلي الله عليه وسلم :
    "أنت مني وأنا منك" ، وأن ذكر
    المنزلة فيه منكر ؛ لتفرد الجرمي به دون سائر الثقات من أصحاب إسرائيل ، مع عدم معرفتنا لحال الإسناد إليه ، ولتفرد عبدالرحمن بن أبي بكر به في حديث عبدالله بن جعفر . والله تعالى ولي التوفيق .
    وقد رويت القصة بسياق آخر ، وفيه :
    "وأما أنت يا علي ! فأخي ، وأبو ولدي ، ومني ، وإلي ..." !
    أخرجه الحاكم (3/ 217) من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبدالله ابن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد ... فذكر القصة . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : وذلك من أوهامهما ؛ فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم مقروناً بغيره ، ثم هو مدلس ؛ وقد عنعنه ، فإنى له
    الصحة ؟!

    (/1)
    4935 - ( والذي بعثني بالحق ! ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ؛ غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي . قال علي : وما أرث منك يا رسول الله ؟! قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي . قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم . وأنت معي في قصري في الجنة ، مع فاطمة ابنتي . وأنت أخي ورفيقي . ثم تلا : (إخواناً على سرر متقابلين) : المتحابين في الله ؛ ينظر بعضهم إلى بعض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 628 :
    $ضعيف$
    أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" (1085) ، وابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق عبدالمؤمن بن عباد قال : يزيد بن معن عن عبدالله بن شرحبيل (زاد ابن عساكر : عن رجل من قريش) عن زيد بن أبي أوفى قال :
    دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم مسجده ، فقال :
    "أين فلان بن فلان ؟" . فجعل ينظر في وجوه أصحابه ... (فذكر الحديث في المؤاخاة ، وفيه) فقال علي : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ؛ فإن كان هذا من سخط علي ؛ فلك العتبى والكرامة ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالمؤمن هذا ؛ قال أبو حاتم (3/ 1/ 66) :
    "ضعيف الحديث" . وقال البخاري (3/ 2/ 117) :
    "لا يتابع على حديثه" .
    وذكره الساجي ، وابن الجارود في "الضعفاء" :
    والرجل القرشي ؛ لم يسم .
    وعبدالله بن شرحبيل - وهو ابن حسنة وهو القرشي - ؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 81-82) :
    "روى عن عثمان بن عفان ، وعبدالرحمن بن أزهر . روى عنه الزهري" .
    وكذا في "التاريخ" للبخاري (3/ 1/ 117) ؛ إلا أنه زاد :
    "وسعد بن إبراهيم" .
    قلت : فقد روى عنه ثلاثة : الزهري وسعد بن إبراهيم ويزيد بن معن - الراوي عنه هذا الحديث - ؛ ولكني لم أجد ليزيد هذا ترجمة ! لكن قال الحافظ - في ترجمة زيد من "الإصابة" - :
    "ولحديثه طرق عن عبدالله بن شرحبيل . وقال ابن السكن : روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح . وقال البخاري : لا يعرف سماع بعضهم من بعض ، ولا يتابع عليه ، رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبدالله بن أبي أوفى ، ولا يصح" .
    والحديث من أحاديث الشيعي في "مراجعاته" (ص 147،148) ؛ التي ساقها مساق المسلمات كعادته ؛ لموافقته لهواه ! ولكنه غفل عن دلالته على ما فيه من الموافقة في قوله :
    "ما ورثت
    الأنبياء من قبلي : كتاب ربهم وسنة نبيهم" - لحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
    "لا نورث ، ما تركنا صدقة" .
    وهذا مما أنكرته الشيعة على الصديق رضي الله عنه ، وطعنوا فيه ما شاء لهم هواهم وضلالهم ؛ لأنه لم يورث السيدة فاطمة رضي الله عنها ؛ عملاً بهذا الحديث المتفق عليه عنه ، وقد رواه جمع آخر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم مثل : عمر وعثمان و سعد وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وعائشة وغيرهم ، فانظر المجلد الخامس من "الصحيحة" رقم (2038) ؛ الأمر الذي يدل على كذب الشيعة وجهلهم ، وفي مقدمتهم ابن المطهر الحلي ، فقد زعم في "منهاجه" (ص 35) :
    أن أبا بكر انفرد بهذا الحديث !
    ولقد أحسن الرد عليه وبسط القول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية - جزاه الله خيراً - في "منهاج السنة" في ثمان صفحات كبار (2/ 157-165) ، فليراجعه من أحب أن يزداد معرفة بحقيقة ما عليه الشيعة من أكاذيب وضلالات .
    ومن ذلك : أنني رأيت الكليني في كتابه "الكافي" - الذي يعتبره الشيعة كـ "صحيح البخاري" عندنا - روى فيه بإسناده (1/ 32) عن أبي عبدالله (هو جعفر ابن محمد الصادق رحمه الله) قال :
    "إن
    العلماء ورثة الأنبياء ؛ لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ؛ وإنما ورثوا أحاديثهم ، فمن أخذ بشيء منها ؛ فقد أخذ حظاً وافراً" .
    فهذا يؤيد حديث الصديق الأكبر رضي الله عنه ، ويؤكد ما تقدم من تحاملهم عليه .
    وحديث أبي عبدالله الصادق : هو عندنا مرفوع في "صحيح ابن حبان" وغيره ؛ في آخر حديث ؛ أوله :
    "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ..." ؛ انظر "صحيح الجامع الصغير" (6297) .
    وقد رواه الكليني في مكان آخر (1/ 34) عن أبي عبدالله مرفوعاً إلى النبي صلي الله عليه وسلم .






  9. #579
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4936 - ( قم ؛ فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب ، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ؛ ولم أواخ بينك وبين أحد منهم ؟! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؛ إلا أنه ليس بعدي نبي ؟! ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته الله ميتةً جاهليةً ، وحوسب بعمله في الإسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 631 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 109/ 1-2) : حدثنا محمود ابن محمد المروزي : أخبرنا أحمد بن آدم المروزي : أخبرنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال :
    لما آخى النبي صلي الله عليه وسلم بين أصحابه المهاجرين والأنصار ؛ فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم ؛ خرج علي رضي الله عنه مغضباً ؛ حتى أتى جدولاً من الأرض فتوسد ذراعه ، فنسف عليه الريح ، فطلبه النبي صلي الله عليه وسلم حتى وجده ، فوكزه برجله فقال له ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته حامد هذا ؛ قال الذهبي :
    "كذبه الجوزجاني وابن عدي . وعده أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث" .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 111) . وقال :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه حامد بن آدم المروزي ؛ وهو كذاب" .
    قلت : وأما الشيعي ؛ فأورده (143) محتجاً به ؛ كعادته في الاحتجاج بالأحاديث الموضوعة !
    ثم رأيت للحديث طريقاً أخرى دون قوله :
    "أما ترضى ...." إلخ : أخرجه ابن عساكر (12/ 60/ 1) من طريق حفص ابن جميع : حدثني سماك بن حرب قال :
    قلت لجابر : إن هؤلاء القوم يدعونني إلى شتم علي . قال : وما عسيت أن تشتمه به ؟! قال : أكنيه بأبي تراب . قال : فوالله ، ما كانت لعلي كنية أحب إليه من أبي تراب ؛ إن النبي صلي الله عليه وسلم آخى بين
    الناس ، ولم يؤاخ بينه وبين أحد ، فخرج مغضباً ... الحديث .
    لكن حفص بن جميع ضعيف . وقال الساجي :
    "يحدث عن سماك بأحاديث مناكير ، وفيه ضعف" .

    (/1)
    4937 - ( يا علي ! إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي . يا علي !ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؛ إلا النبوة ؟! والذي نفسي بيده ! إنك لتذودن عن حوضي يوم القيامة رجالاً ، كما يذاد البعير الضال عن الماء ، بعصاً معك من العوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 632 :
    $منكر جداً$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 93) عن حرام بن عثمان عن عبدالرحمن ومحمد ابني جابر بن عبدالله عن أبيهما جابر بن عبدالله الأنصاري قال :
    جاءنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن مضطجعين في
    المسجد ، وفي يده عسيب رطب ، فضربنا وقال :
    "أترقدون في
    المسجد ؟! إنه لا يرقد فيه أحد" . فأجفلنا ، وأجفل معنا علي بن أبي طالب ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "تعال يا علي ! إنه ..." الحديث .
    قلت : وهذا آفته حرام هذا ؛ قال الشافعي ، وابن معين :
    "الحديث عن حرام حرام" . وقال ابن حبان :
    "كان غالياً في التشيع ، يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل" . وطول ابن عدي في "الكامل" (110/ 1-111/ 2) ترجمته ، وقال في آخرها :
    "وعامة أحاديثه مناكير" . وساق له الذهبي أحاديث أنكرت عليه ؛ هذا أحدها ؛ وقال :
    "وهذا حديث منكر جداً" .
    (تنبيه) : هذا الحديث ؛ أورده الشيعي في "المراجعات" (ص 144) دون عزو لأحد أو تخريج ؛ خلافاً لعادته ؛ إلا قوله في الحاشية :
    "كما في الباب 17 من ينابيع المودة" !
    وهذا من كتب الشيعة !

    (/1)
    4938 - ( يا علي ! أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأول المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 634 :
    $منكر$
    أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (ق 49/ 2) ، وابن عساكر (12/ 100/ 1-2) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري - وصي المأمون - : حدثني أمير المؤمنين المأمون : حدثني أمير المؤمنين الرشيد : حدثني أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جده عن عبدالله بن عباس قال :
    سمعت عمر بن الخطاب ؛ وعنده جماعة ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ، فقال عمر :
    أما علي ؛ فسمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول فيه ثلاث خصال ؛ لوددت أن لي واحدة منهن ، فكان إلي أحب مما طلعت عليه
    الشمس :
    كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ؛ إذ ضرب النبي صلي الله عليه وسلم بيده على منكب علي فقال له ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ ما بين والد المنصور - واسمه محمد بن علي بن عبدالله بن عباس - وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، من الملوك العباسيين ؛ لا يعرف حالهم في الرواية ، مع ما عرف عن المأمون - واسمه عبدالله - من التجهم ، والمناداة بخلق
    القرآن ، وامتحان العلماء وتعذيبهم به .
    ثم إن الظاهر أن في الإسناد سقطاً بين الرشيد - واسمه هارون - وبين المنصور - واسمه عبدالله - ؛ فإن الرشيد يرويه عن أبيه محمد المهدي عن أبيه المنصور . والله أعلم .
    ثم إن الجملة الأخيرة من الحديث صحيحة ثابتة في "الصحيحين" وغيرهما من طرق ، ولكنها مستنكرة في هذا السياق ؛ لآن المعروف أن النبي صلي الله عليه وسلم قالها حينما خرج إلى تبوك !

    (/1)
    4939 - ( بات علي ليلة خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى المشركين ، على فراشه ؛ ليعمي على قريش . وفيه نزلت الآية : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 635 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 73/ 1) من طريق عبدالنور بن عبدالله عن محمد بن المغيرة القرشي عن إبراهيم بن عبدالله بن معبد عن ابن عباس قال ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالنور هذا ؛ قال العقيلي (ص 267) :
    "كان ممن يغلو في الرفض ، لا يقيم الحديث ، وليس من أهله" .
    ثم ساق له حديثاً في زواج فاطمة من علي ؛ وقال :
    "الحديث بطوله لا أصل له ، وضعه عبدالنور" . وقال الذهبي فيه :
    "كذاب" . ثم ساق الحديث وكلام العقيلي فيه وفي راويه هذا الكذاب .
    ومن طريقه : أخرجه ابن عساكر (12/ 90/ 1) بطوله .
    ثم روى ابن عساكر من طريق عباد بن ثابت : حدثني سليمان بن قرم : حدثني عبدالرحمن بن ميمون أبو عبدالله : حدثني أبي عن عبدالله بن عباس به نحوه .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ميمون هذا هو أبو عبدالله البصري الكندي ؛ ويقال : القرشي ، مولى سمرة ؛ ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقد قال فيه أحمد :
    "أحاديثه مناكير" .
    وابنه عبدالرحمن ؛ لم يوثقه غير ابن حبان . وقال الحافظ :
    "مقبول" .
    وسليمان بن قرم سيىء الحفظ يتشيع .
    والمعروف عن ابن عباس : ما رواه أبو بلج عن عمرو بن ميمون عنه قال :
    شرى علي نفسه ، ولبس ثوب النبي صلي الله عليه وسلم ، ثم نام مكانه ... الحديث .
    أخرجه الحاكم (3/ 4) وغيره ، وسبق الكلام عليه تحت الحديث (4932) .
    وهذا إخبار من ابن عباس أن علياً رضي الله عنه شرى نفسه ، وليس فيه الآية نزلت في شأنه ؛ فالفرق بينهما واضح .
    فاستدلال الشيعي في "مراجعاته" (ص 45) بحديث الحاكم هذا على أن الآية نزلت فيه ؛ لا يخفى ما فيه ؛ لا سيما والمعروف في كتب التفسير أنها نزلت في صهيب رضي الله عنه !
    راجع الآية في "تفسير ابن كثير" وغيره .

    (/1)
    4940 - ( اسكني ؛ فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 636 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 159) ، وابن عساكر (12/ 91/ 1) من طريقين عن أيوب عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس قالت :
    كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم . فلما أصبحنا ؛ جاء النبي صلي الله عليه وسلم إلى الباب فقال :
    "يا أم أيمن ! ادعي لي أخي" . فقالت : هو أخوك وتنكحه ؟! قال :
    "نعم ؛ يا أم أيمن !" . فجاء علي ، فنصح النبي صلي الله عليه وسلم من
    الماء ، ودعا له ، ثم قال :
    "ادعي لي فاطمة" . فجاءت تعثر من الحياء . فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم ... (فذكره) . قالت : ونضح النبي عليها من
    الماء ، ثم رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرأى سواداً بين يديه . فقال :
    "من هذا ؟" . فقلت : أنا أسماء . قال :
    "أسماء بنت عميس ؟" . قلت : نعم . قال : "جئت في زفاف ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟" . قلت : نعم . فدعا لي .
    قلت : سكت عنه الحاكم ولم يصححه - على خلاف عادته - ، ولعل ذلك للخطأ الذي في متنه ! وبينه الذهبي بقوله :
    "الحديث غلط ؛ لأن أسماء كانت - ليلة زفاف فاطمة - بالحبشة" .
    قلت : ولا أجد في إسناده علة ظاهرة ؛ فإن رجاله ثقات ؛ إلا أن يكون الانقطاع بين أبي يزيد المدني وأسماء ؛ فقد قال في إسناد ابن عساكر :
    إن أسماء بنت عميس قالت ... وهذا
    صورته الإرسال . والله أعلم .
    (تنبيه) : أورد الشيعي الحديث في "مراجعاته" (ص 147) من رواية الحاكم في الموضع الذي نقلته عنه ؛ ثم قال :
    "وأخرجه الذهبي في "تلخيصه" مسلماً بصحته" !
    وهذا كذب مكشوف على الذهبي ؛ لأنه وصف الحديث بأنه غلط كما رأيته ، فكيف يقال : إنه سلم بصحته ؟!
    ولكن مثل هذا الكذب ليس غريباً عن هذا الشيعي ؛ فطالما كشفنا عن أكاذيب أخرى له هي أوضح وأفضح من هذه ؛ فلراجع على سبيل المثال الحديث (4931) ؛ تجد تحته عدة أكاذيب له ، والعياذ بالله تعالى !!

    (/1)
    4941 - ( أنت أخي وصاحبي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 638 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن عبدالبر - في ترجمة علي من "الاستيعاب" (3/ 1098) - من طريق حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وله علتان :
    الأولى : الانقطاع بين الحكم - وهو ابن عتيبة الكندي مولاهم - وبين مقسم ؛ فإنه لم يسمع منه إلا خمسة أحاديث ؛ ليس منها هذا .
    والأخرى : عنعنة الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ فإنه مدلس .
    وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن شعبة عن الحكم به .
    قلت : وعبدالله بن أبي جعفر الرازي ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء" .
    وقد روي الحديث بإسناد موضوع بزيادة فيه ؛ يأتي بعد حديث .

    (/1)
    4942 - ( بشارة أتتني من عند ربي ؛ إن الله لما أراد أن يزوج علياً فاطمة ؛ أمر ملكاً أن يهز شجرة طوبى ، فهزها ، فنثرت رقاقاً - يعني : صكاكاً - ، وأنشأ الله ملائكة التقطوها ، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق ، فلا يرون محباً لنا - أهل البيت - محضاً ؛ إلا دفعوا إليه منها كتاباً : براءة له من النار ؛ من أخي وابن عمي وابنتي ، فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 639 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب (4/ 210) من طريق عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي : حدثنا أبو علي أحمد بن صدقة البيع : حدثنا عبدالله بن داود بن قبيصة الأنصاري : حدثنا موسى بن علي : حدثنا قنبر بن أحمد بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال :
    خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً . فقام إليه عبدالرحمن ابن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول الله ؟! قال ... فذكره . وقال :
    "رجاله - ما بين بلال وعمر بن محمد - ؛ كلهم مجهولون" .
    قلت : ساقه في ترجمة أحمد بن صدقة هذا . وقال فيه الذهبي :
    "تكلم فيه ، ولا أعرفه" .
    وزاد عليه الحافظ ؛ فساق إسناده بهذا الحديث ؛ إلا أنه لم يسق لفظه ، فقال :
    "فذكر حديثاً ر
    كيك اللفظ في تزويج علي من فاطمة" .
    وذكره في ترجمة بلال بن حمامة - من القسم الرابع من "الإصابة" - وقال :
    "فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذن . والحديث واه جداً ، ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن" .
    وقال الذهبي في ترجمة قنبر مولى علي :
    "لم يثبت حديثه . قال الأزدي : يقال : كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي ؟! قلت : قل ما روى" .
    قلت : ولا أدري لم لم يصرح الحافظ بوضع الحديث ؟! فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة ! وقد أوردوا مثله - بل دونه - في الموضوعات ؛ فانظر الحديث (9،10،11،12،13) من "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" .
    والحديث ؛ عزاه الشيعي (ص 146) لأبي بكر الخوارزمي - نقلاً عن "الصواعق" ، وكفى !!

    (/1)
    4943 - ( يا علي ! أنت أخي ، وصاحبي ، ورفيقي في الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 640 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 268) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 71/ 2) عن عثمان بن عبدالرحمن : حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عثمان بن عبدالرحمن - وهو القرشي الوقاصي - ؛ قال الحافظ :
    "متروك ، وكذبه ابن معين" .
    قلت : وقال صالح بن محمد الحافظ :
    "كان يضع الحديث" .
    قلت : وقد روي بإسناد آخر خير من هذا ؛ دون الزيادة في آخره ، وقد مضى قبل حديث .

    (/1)


    4944 - ( ألا أرضيك يا علي ؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال : أنت أخي ووزيري ؛ تقضي ديني ، وتنجز موعدي ، وتبرىء ذمتي . فمن أحبك في حياة مني ؛ فقد قضى نحبه . ومن أحبك في حياة منك بعدي ؛ ختم الله له بالأمن والإيمان . ومن أحبك بعدي ولم يرك ؛ ختم الله له بالأمن والإيمان ، وأمنه يوم الفزع الأكبر . ومن مات وهو يبغضك يا علي ؛ مات ميتة جاهلية ، يحاسبه الله بما عمل في الإسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 641 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 205/ 2) : حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا محمد بن يزيد - هو أبو هشام الرفاعي - : أخبرنا عبدالله ابن محمد الطهوي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال :
    بينما أنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في ظل بالمدينة ، وهو يطلب علياً رضي الله عنه ؛ إذ انتهينا إلى حائط ، فنظرنا فيه ، فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبر . فقال :
    "لا ألوم
    الناس ، يكنونك أبا تراب" .
    فلقد رأيت علياً تغير وجهه ، واشتد ذلك عليه ! فقال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون مجاهد ضعفاء - على خلاف في ابن أبي شيبة - .
    غير عبدالله بن محمد الطهوي ؛ فلم أجد له ترجمة .
    وقصر الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (9/ 121) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" !
    ثم ذكره من حديث علي نحوه . وقال :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه زكريا الأصبهاني ، وهو ضعيف" !
    ثم وقفت على إسناد أبي يعلى ؛ فتبين أن في "المجمع" خطأ :
    فقد أخرجه ابن عساكر (12/ 79/ 2) من طريق أبي يعلى - وهذا في "مسنده" (1/ 402/ 268) - : أخبرنا سويد بن سعيد : أخبرنا زكريا بن عبدالله بن يزيد الصهباني عن عبدالمؤمن عن أبي المغيرة عن علي ...
    فهو الصهباني ؛ وليس الأصبهاني .
    وعلى الصواب وقع في "الميزان" و "اللسان" . وقالا :
    "قال الأزدي : منكر الحديث" .
    لكن من فوقه لم أعرفهما .
    وسويد بن سعيد ؛ كان عمي ، فصار يتلقن ما ليس من حديثه .
    وأخرج ابن عساكر (12/ 70/ 1) من طريق الخطيب بسنده عن أبي يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم عن مطير أبي خالد عن أنس بن مالك قال :
    كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ أمرنا علي بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت بن معاذ الأنصاري ؛ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله . فلما نزلت : (إذا جاء نصر الله والفتح) ، وعلمنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نعيت إليه نفسه ؛ قلنا لسلمان : سل رسول الله صلي الله عليه وسلم : من نسند إليه أمورنا ويكون مفزعنا ، ومن أحب
    الناس إليه ؟ فلقيه فسأله ، فأعرض عنه . ثم سأله ، فأعرض عنه . فخشي سلمان أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم قد مقته ووجد عليه . فلما كان بعد لقيه ؛ قال :
    "يا سلمان ! يا عبدالله ! ألا أحدثك عما كنت تسألني ؟ فقال : يا رسول الله ! إني خشيت أن تكون قد مقتني ووجدت علي ! قال :
    "كلا يا سلمان ! إن أخي ، ووزيري ، وخليفتي في أهل بيتي ، وخير من تركت بعدي - يقضي ديني ، وينجز موعدي - : علي بن أبي طالب" . وقال الخطيب :
    "مطير هذا مجهول" .
    قلت : بل هو معروف ، ولكن بالضعف ؛ وهو مطير بن أبي خالد ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 394) برواية جمع عنه ؛ منهم ابنه موسى بن مطير . ثم روى عن أبي زرعة أنه قال فيه :
    "ضعيف الحديث" . وعن أبيه :
    "متروك الحديث" .
    ووقع في "الميزان" و "اللسان" : (مطهر بن أبي خالد) !
    والظاهر أنه تحريف من بعض النساخ أو الطابعين . ويؤيده أن الحافظ قال :
    "قلت : وهو والد موسى بن مطين (كذا) الآتي ذكره" .
    قلت : ووالد موسى : هو (مطير) ، وليس (مطهراً) ، ولا (مطيناً) !
    وعلى الصواب ذكره الحافظ في المكان الذي أشار إليه .
    ووقع في سند الحديث : (مطير أبي خالد) ! فإن لم يكن سقط من الأصل لفظة (ابن) ؛ فأبو خالد هو كنية مطير أيضاً كأبيه . والله أعلم .
    ثم إن أبا يحيى التيمي - إسماعيل بن إبراهيم - ضعيف أيضاً ؛ كما في "التقريب" .
    وهذا الحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 113) من حديث سلمان نفسه نحوه بلفظ :
    "فإن وصيي ، وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ..." والباقي مثله . وقال :
    "رواه الطبراني ، وفي إسناده ناصح بن عبدالله ، وهو متروك" .
    (تنبيه) : أورد الشيعي حديث الطبراني هذا ، وأتبعه بقوله (ص 225) :
    "وهذا نص في كونه الوصي ، وصريح في أنه أفضل
    الناس بعد النبي ، وفيه من الدلالة الالتزامية - على خلافته ووجوب طاعته - ما لا يخفى على أولي الألباب" !
    وأقول : أولو الألباب يقولون : أثبت العرش ثم انقش ! فالحديث ضعيف جداً ، بل هو موضوع ؛ فقد ثبت من طرق عن علي رضي الله عنه :
    أن أفضل
    الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر ؛ كما في "البخاري" وغيره . ولكن الشيعي وأصحابه يكابرون ويجحدون !!

    (/1)
    ثم رأيت الحديث هذا ؛ قد أورده السيوطي في "اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (1/ 185) من طريق جعفر بن أحمد عن مطر عن أنس وقال :
    "مطر متروك . وجعفر تكلموا فيه" .
    ثم أورده من طريق أخرى عن أنس ؛ وحكم بوضعها .
    وأورده من حديث سلمان أيضاً من طريق أخرى عنه ؛ وأعله بقوله :
    "قال عبدالغني بن سعيد : رواته مجهولون وضعفاء . وإسماعيل بن زياد متروك" .
    ورواه العقيلي في "الضعفاء" (358) من طريق قيس بن ميناء عن سلمان به مختصراً ؛ بفلظ :
    "وصيي علي بن أبي طالب" .
    أورده في ترجمة قيس هذا . وقال :
    "كوفي لا يتابع على حديثه ، وكان له مذهب سوء" .
    وساق له الذهبي هذا الحديث . وقال :
    "كذب" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" ، والسيوطي في "اللآلىء" (1/ 185-186) .
    وقد روي حديث الوصية - بأتم من هذا - من حديث بريدة ، وسيأتي برقم (4962) .
    (تنبيه آخر) : حديث علي المتقدم من رواية أبي يعلى - التي فيها تلك العلل التي تستوجب أنه شديد الضعف - ؛ قد ذكره في "كنز العمال" (6/ 404/ 6127) من رواية أبي يعلى ، وقال :
    "قال البوصيري : رواته ثقات" !
    وهو خطأ ظاهر ؛ إما من البوصيري أو عليه !
    وقد استغله الشيعي (ص 231) ؛ فاعتمده !

    (/2)
    4945 - ( ادعوا لي أخي . يعني : علياً . قاله في مرض موته صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 646 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن سعد (2/ 263 - بيروت) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في مرضه ... فذكره . قال :
    فدعي له علي ، فقال : "ادن مني" . فدنوت منه ، فاستند إلي ، فلم يزل مستنداً إلي ، وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريق النبي صلي الله عليه وسلم ليصيبني . ثم نزل برسول الله صلي الله عليه وسلم ، وثقل في حجري ، فصحت : يا عباس ! أدركني فإني هالك ! فجاء العباس ، فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي - كذاب ؛ كما تقدم مراراً .
    وعبدالله بن محمد بن عمر العلوي مقبول ؛ كما في "التقريب" .
    وأما أبوه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ؛ فثقة .
    لكن روايته عن جده مرسلة ؛ كما قال الحافظ . وقال في "الفتح" (8/ 107) :
    "فيه انقطاع ؛ مع الواقدي ، وهو متروك ، وعبدالله فيه لين" .
    واكتفى الشيعي في هذا الحديث - كعادته - بعزوه لابن سعد ؛ وكفى !!
    وروي من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم - وهو في بيتها لما حضره الموت - :
    "ادعوا لي حبيبي" . فدعوت له أبا بكر . فنظر إليه ، ثم وضع رأسه . ثم قال :
    "ادعوا لي حبيبي" . فدعوا له عمر . فلما نظر إليه ، وضع رأسه .
    ثم قال : "ادعوا لي حبيبي" . فقلت : ويلكم ادعوا لي علي بن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره . فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ، ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 163/ 2) من طريق الدارقطني بسنده عن إسماعيل ابن أبان : أخبرنا عبدالله بن مسلم الملائي عن أبيه عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عائشة ... وقال :
    "قال الدارقطني : تفرد به مسلم ؛ وهو غريب من حديث ابنه . تفرد به إسماعيل" .
    قلت : وهو ابن أبان الوراق ؛ وهو ثقة ، وليس هو الغنوي المتهم بالكذب .
    لكن عبدالله بن مسلم الملائي ؛ لم أجد له ترجمة ، وقد ذكره الحافظ المزي في الرواة عن أبيه ، وهو غير عبدالله بن مسلم المكي الضعيف .
    وأما أبوه مسلم الملائي - وهو ابن كيسان الأعور - ؛ فهو متروك ؛ كما قال النسائي وغيره .
    قلت : وهذا من أكاذيبه - أو على الأقل : من أوهامه الفاحشة - ؛ فقد خالفه عبدالله بن عون الثقة الثبت ؛ رواه عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد قال :
    ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً ! فقالت : متى أوصى إليه ؟! فقد كنت مسندته إلى صدري - أو قالت : حجري - ، فدعا بالطست ، فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات ، فمتى أوصى إليه ؟!
    أخرجه البخاري (2/ 185) ، ومسلم (5/ 75) ، وأحمد (6/ 32) .
    قلت : فهذا يبطل حديث مسلم الملائي ، وكذلك حديث الواقدي ؛ إلا أن هذا ليس فيه التصريح بأنه صلي الله عليه وسلم مات وهو مستند إلى علي رضي الله عنه .
    وأما رواية الشيعي هذا الحديث بلفظ :
    "فقال : "ادن مني" ، فدنا منه إليه ، فلم يزل كذلك وهو يكلمه حتى فاضت نفسه الزكية" ! فقوله :
    "حتى فاضت نفسه الزكية" ! من زياداته ودسائسه لتأييد مذهبه ! نسأل الله السلامة !
    ونحو حديث الواقدي : ما روته أم موسى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
    والذي أحلف به ! إن كان علي لأقرب
    الناس عهداً برسول الله صلي الله عليه وسلم ، عدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم غداة وهو يقول : "جاء علي ؟ جاء علي ؟" (مراراً) . فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة . قالت : فجاء بعد . قالت أم سلمة : فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ؛ وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم من يومه ذلك ، فكان علي أقرب الناس عهداً .
    أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 28-29) ، والحاكم (3/ 138-139) ، وأحمد ، وابنه (6/ 300) ، وابن عساكر من طريق مغيرة عن أم موسى . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : وفيه نظر من وجهين :
    الأول : أن أم موسى هذه ، لم تثبت عدالتها وضبطها . وقد أوردها الذهبي نفسه في "فصل النسوة المجهولات" من "الميزان" ، وقال فيها :
    "تفرد عنها مغيرة بن مقسم . قال الدارقطني : يخرج حديثها اعتباراً" .
    ولذلك لم يوثقها الحافظ في "التقريب" بل قال فيها :
    "مقبولة" . يعني : عند المتابعة .
    وأما قول الهيثمي (9/ 112) - بعد أن عزاه لأحمد وأبي يعلى والطبراني - :
    "ورجاله رجال "الصحيح" ؛ غير أم موسى ، وهي ثقة" !
    أقول : فهذا من تساهله ؛ لأن عمدته في مثل هذا التوثيق إنما هو ابن حبان ، وهو مشهور بالتساهل في التوثيق ، كما ذكرناه مراراً .
    والآخر : أن المغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - وإن كان ثقة متقناً ؛ إلا أنه كان يدلس ؛ كما قال الحافظ ، وقد عنعنه .

    (/1)
    فهذا لو صح عن أم سلمة ؛ لأمكن التوفيق بينه وبين حديث عائشة الصحيح ؛ بحمل قول أم سلمة : (الناس) على الرجال ؛ فلا ينافي ذلك أن يخرج علي بعد مناجاة الرسول صلي الله عليه وسلم إياه ، وأن تتولى أمره عائشة رضي الله عنها ، ويموت صلي الله عليه وسلم وهي مسندته إلى صدرها ؛ وهذا ظاهر جداً .
    وفي الباب حديث آخر أنكر من هذا ، سيأتي برقم (6627) .

    (/2)





  10. #580
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4946 - ( أوحى الله عز وجل - ليلة المبيت على الفراش - إلى جبرائيل وميكائيل : إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟! فاختار كلاهما الحياة . فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب ! آخيت بينه وبين محمد صلي الله عليه وسلم ، فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة !! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه . فنزلا ، فكان جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرائيل ينادي : بخ بخ ! من مثلك يا ابن أبي طالب ؟! يباهي الله بك الملائكة ! وأنزل الملائكة ! وأنزل الله تعالى في ذلك : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) ) . الحديث .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 650 :
    $موضوع$
    قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 148) :
    "أخرجه أصحاب "السنن" في "مسانيدهم" . وذكره الإمام فخرالدين الرازي في تفسير هذه الآية من سورة البقرة (ص 189) من الجزء الثاني من "تفسيره الكبير" مختصراً" !!
    وأقول :
    أولاً : إن لوائح الوضع على هذا الحديث ظاهرة بينة ؛ لا تخفى على أحد أوتي فهماً وبصيرة ، فما فائدة ذكر الفخر الرازي إياه في "تفسيره" ؛ وهو محشو بالأحاديث الباطلة والموضوعة ؟! وهو في ذلك مثل "الإحياء" للغزالي !
    وثانياً : فإن قوله : "أخرجه أصحاب "السنن" في "مسانيدهم ..." ! تعبير يدل على جهله بهذا العلم ؛ فإن أصحاب "السنن" عند أهل المعرفة به هم غير أصحاب "المسانيد" ! وغالب الظن أن المقصود بهذا التعبير التعمية والتضليل ؛ وإلا فمن هم هؤلاء ؟!
    وأصحاب "السنن الأربعة" ، وكذلك أصحاب "المسانيد" - عندنا معشر أهل السنة - مع أن كتبهم لا تخلو من أحاديث ضعيفة ؛ فهي أرفع من أن تسود بمثل هذا الحديث البين بطلانه ! فالله المستعان .

    (/1)
    4947 - ( أنا عبدالله ، وأخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 651 :
    $موضوع$
    أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 3) ، والحاكم (3/ 111-112) من طريق المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله قال : قال علي ... فذكره .
    قلت : وبيض له الحاكم ؛ فلم يذكر فيه شيئاً !
    لكن الذهبي أفاد في "تلخيصه" أنه قال :
    "صحيح على شرط الشيخين" ! ثم تعقبه بقوله :
    "كذا قال ، و[ليس] هو على شرط واحد منهما ، بل ولا هو بصحيح ، بل حديث باطل ؛ فتدبره . وعباد ؛ قال ابن المديني : ضعيف" . وقال في ترجمته من "الميزان" :
    "وهذا كذب على علي رضي الله عنه" .
    وصدق رحمه الله ، وآفته عباد هذا ؛ فقد قال البخاري :
    "فيه نظر" .
    والحديث ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" .
    ولم يتعقبه السيوطي في "اللآلىء" (1/ 166) بطائل !
    ثم روى الحاكم ، وابن عساكر (12/ 63/ 1) من طريق شعيب بن صفوان عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين عن علي قال :
    عبدت الله مع رسول الله صلي الله عليه وسلم سبع سنين ؛ قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة . سكت عنه الحاكم ! وقال الذهبي :
    "وهذا باطل ؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم من أول ما أوحي إليه ؛ آمن به خديجة وأبو بكر وبلال وزيد مع علي ؛ قبله بساعات أو بعده بساعات ، وعبدوا الله مع نبيه ؛ فأين السبع سنين ؟! ولعل السمع أخطأ ؛ فيكون أمير المؤمنين قال : عبدت الله ولي سبع سنين ؛ ولم يضبط الراوي . ثم حبة شيعي جبل ، قد قال ما يعلم بطلانه من أن علياً شهد معه صفين ثمانون بدرياً ! وذكره أبو إسحاق الجوزجاني فقال : هو غير ثقة . وشعيب والأجلح متكلم فيهما" .
    قلت : ومثله وأنكر منه : ما أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 3) قال : أخبرنا علي بن المنذر (الأصل : نذر) الكوفي قال : أخبرنا ابن فضيل قال : أخبرنا الأجلح عن عبدالله بن [أبي] الهذيل عن علي رضي الله عنه قال :
    ما أعرف أحداً من هذه الأمة عبدالله - بعد نبينا - غيري ، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين !
    قلت : ورجال إسناده ثقات كلهم ؛ لكن من دون ابن أبي الهذيل كلهم من الشيعة .
    والأجلح منهم متكلم فيه ؛ كما تقدم عن الذهبي ، فلعله هو العلة . والله أعلم .
    والطرف الأول من حديث الترجمة ؛ قد روي بإسناد صحيح مرسل ، وهو الآتي قريباً برقم (4950) .

    (/1)
    4948 - ( كان علي يقول في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله يقول : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) ؛ والله ! لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله ! لئن مات أو قتل ؛ لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله ! إني لأخوه ، ووليه ، وابن عمه ، ووارث علمه ، فمن أحق به مني ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 653 :
    $منكر$
    أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 13) ، والحاكم (3/ 126) ، وابن عساكر (12/ 79/ 2) من طريق أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ... فذكره .
    قلت : وسكت عليه الحاكم والذهبي ؛ ولعل ذلك لظهور علته ، وهي تنحصر في سماك ، أو في الراوي عنه : أسباط .
    أما الأول ؛ فلأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في روايته عن عكرمة خاصة ، فقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد تغير بآخره ، فكان ربما يلقن" .
    وأما الآخر ؛ فقال الحافظ :
    "صدوق ، كثير الخطأ ، يغرب" .
    (تنبيه) : أورد الشيعي في "مراجعاته" (ص 148) طرفاً من هذا الحديث ، وعزاه للحاكم ؛ وقال :
    "وأخرجه الذهبي في "تلخيصه" ؛ مسلماً بصحته" !!
    قلت : وهذا من تدليساته الكثيرة ؛ فإن الذهبي سكت عليه ، والحاكم نفسه لم يصرح بصحة إسناده - على خلاف عادته - ، وإنما سكت عليه أيضاً ، فتنبه !!
    ثم رأيته أفصح بالكذب فقال (ص 222) - بعد أن ذكر طرفه الأول والأخير منه - :
    "هذه الكلمة بعين لفظها ثابتة عن علي ، أخرجها الحاكم في صفحة (126) ، من الجزء (3) من "المستدرك" بالسند الصحيح على شرط البخاري ومسلم ، واعترف الذهبي في "تلخيصه" بذلك" !!

    (/1)
    4949 - ( أنشدكم الله ! هل فيكم أحد آخى رسول الله صلي الله عليه وسلم بينه وبينه - إذ آخى بين المسلمين - غيري ؟ قالوا : اللهم ! لا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 654 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عبدالبر في "الاستيعاب" (3/ 1098) من طريق زياد ابن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل قال :
    لما احتضر عمر ؛ جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمن ابن عوف وسعد . فقال لهم علي ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته زياد بن المنذر ؛ قال الحافظ :
    "رافضي ؛ كذبه يحيى بن معين" .
    وسعيد بن محمد الأزدي ؛ لم أجد من ذكره ، وإني لأخشى أن يكون هو محمد بن سعيد الأسدي - ويقال : الأزدي - ؛ وهو المصلوب بالزندقة ؛ فقد قيل : إنهم قلبوا اسمه على مئة وجه ، فيكون هذا الوجه من تلك الوجوه ؛ قلبه - تعمية لأمره - هذا الرافضي الكذاب . والله أعلم .
    والحديث ؛ احتج به الشيعي ، وعزاه لابن عبدالبر ؛ وكفى !!
    ثم وجدت للحديث طريقين آخرين :
    الأول : عن يحيى بن المغيرة الرازي : حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال :
    كنت على الباب يوم الشورى ، فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت علياً يقول :
    بايع
    الناس أبا بكر ؛ وأنا - والله ! - أولى بالأمر منه وأحق منه ، فسمعت وأطعت ؛ مخافة أن يرجع الناس كفاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ! ثم بيع الناس عمر ، وأنا - والله ! - أولى بالأمر منه وأحق به منه ، فسمعت وأطعت ؛ مخافة أن يرجع الناس كفاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ! ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان ! إذن أسمع وأطيع ؛ إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم ؛ لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ، ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وأيم الله ... ثم قال : نشدتكم الله أيها النفر ! جميعاً : أفيكم أحد آخى رسول الله صلي الله عليه وسلم غيري ؟ قالوا : اللهم ! لا . ثم قال : نشدتكم الله ... أفيكم أحد له مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالوا : لا ... الحديث .
    أخرجه العقيلي في ترجمة الحارث هذا من "الضعفاء" (ص 74-75) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 174/ 2-175/ 1) . وقالا :
    "فيه رجلان مجهولان : رجل لم يسمه زافر ، والحارث بن محمد" .
    ثم ساقه من طريق آخر عن محمد بن حميد قال : حدثنا زافر : حدثنا الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عن علي ... فذكر الحديث نحوه . قال العقيلي :
    "وهذا عمل محمد بن حميد ، أسقط
    الرجل ؛ أراد أن يجود الحديث . والصواب ما قال يحيى بن المغيرة ويحيى ثقة وهذا الحديث لا أصل له عن علي" .
    وقال الذهبي - عقب قول العقيلي : "أراد أن يجوده" - :
    "قلت : فأفسده ، وهو خبر منكر" . ثم ساقه بتمامه إلا قليلاً من آخره ؛ فقال :
    "وذكر الحديث ؛ فهذا غير صحيح ، وحاشا أمير المؤمنين من قول هذا" .
    قلت : وقال الحافظ في "اللسان" :
    "ولعل الآفة في هذا الحديث من زافر" .
    قلت : وهو ابن سليمان القهستاني ؛ قال الحافظ :
    "صدوق كثير الأوهام" .
    قلت : وسواء كانت الآفة منه أو ممن فوقه ؛ فلا شك في أن الحديث موضوع لا أصل له ؛ كما صرح بذلك العقيلي ، وأشار إلى ذلك الذهبي بتبرئته علياً رضي الله عنه من قوله .
    وكذلك جزم بوضعه الحافظ ابن عساكر ، واستدل على ذلك ببعض فقراته ؛ كما يأتي قريباً إن شاء الله تعالى .
    والطريق الآخر : عن مثنى أبي عبدالله عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة وهبيرة . وعن العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله الأسدي . وعن عمرو بن واثلة قالوا :
    قال علي بن أبي طالب يوم الشورى ... فذكر الحديث نحوه بطوله .
    أخرجه ابن عساكر (12/ 174/ 1-2) . وقال :
    "وفي هذا الحديث ما يدل على أنه موضوه ؛ وهو قوله : "وصلى القبلتين" ؛ وكل أصحاب الشورى قد صلى القبلتين . وقوله : "أفيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة ؟" - وقد كان لعثمان مثل ما له من هذه الفضيلة وزيادة" .
    قلت : ولعل آفة هذه الطريق : المثنى هذا ؛ فإني لم أجد له ترجمة .

    (/1)





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML