4950 - ( أنا عبدالله وأخو رسوله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 657 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 23) : أخبرنا خلف بن الوليد الأزدي : أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة : حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن البهي قال :
لما كان يوم بدر ؛ برز عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، فخرج إليهم حمزة بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فبرز شيبة لحمزة ، فقال له شيبة : من أنت ؟ فقال : أنا أسد الله ورسوله . قال : كفء كريم ؛ فاختلفا ضربتين ، فقتله حمزة . ثم برز الوليد لعلي فقال : من أنت ؟ ... فذكره . فقتله علي . ثم برز عتبة لعبيدة بن الحارث ، فقال عتبة : من أنت ؟ قال : أنا الذي في الحلف . قال : كفء كريم ، فاختلفا ضربتين أوهن كل منهما صاحبه ، فأجاز حمزة وعلي على عتبة .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ؛ وإنما علته الإرسال ؛ فإن البهي هذا أورده الحافظ في فصل الألقاب من "التهذيب" ؛ وقال :
"هو عبدالله بن يسار ، مولى مصعب بن الزبير" .
والصواب حذف قوله : "ابن يسار" ، كما فعل الخزرجي ؛ فإنهم لم يوردوه منسوباً إلى أبيه ، وإنما فيمن لم ينسب إلى أبيه ؛ فقال الحافظ هناك :
"عبدالله البهي مولى مصعب بن الزبير أبو محمد ، يقال اسم أبيه : يسار . روى عن عائشة وفاطمة بنت قيس و ..." .
وروى توثيقه عن ابن سعد ، وابن حبان ، وأخرج له مسلم . وعن أبي حاتم أنه قال فيه :
"لا يحتج بالبهي ، وهو مضطرب الحديث" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يخطىء" .
(/1)
4951 - ( لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها ؛ أحب إلي من أن أعطى حمر النعم : تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم - يحل له فيه ما يحل له - ، والراية يوم خيبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 658 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (3/ 125) ، وابن عساكر (12/ 87/ 2) من طريق علي بن عبدالله بن جعفر المديني : حدثنا أبي : أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" !
ورده الذهبي بقوله :
"قلت : بل المديني عبدالله بن جعفر ؛ ضعيف" . وقال في "الميزان" :
"متفق على ضعفه . وقال ابن المديني : أبي ضعيف . وقال أبو حاتم : منكر الحديث جداً . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال الجوزجاني : واه . وقال ابن حبان : هو الذي روى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً : (الديك الأبيض صديقي ، وصديق صديقي ، وعدو عدوي)" .
قلت : لكن تزوجه بفاطمة وحمله الراية ؛ فمتواتر في دواوين السنة .
والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 121) . وقال :
"رواه أبو يعلى في "الكبير" ؛ وفيه عبدالله بن جعفر بن نجيح ، وهو متروك" .
وأما الشيعي ؛ فعزاه في حاشية (ص 149) للحاكم وأبي يعلى ؛ ولم يكشف عن علته كما هي عادته ! بل زاد على ذلك ، فقال في صلب الكتاب بأنه :
"حديث صحيح على شرط الشيخين" !
وهذا كذب مفضوح عند كل من له علم بتراجم الرواة ؛ فإن عبدالله بن جعفر هذا - مع ضعفه الشديد - لم يخرج له الشيخان .
وسهيل بن أبي صالح ؛ لم يخرج له البخاري . أفلا نجعل لعنة الله على الكاذبين ؟!
ومن تدليسات هذا الشيعي - إن لم نقل : من أكاذيبه - ؛ قوله عطفاً على عزوه المشار إليه آنفاً :
"وأخرجه بهذا المعنى - مع قرب الألفاظ - : أحمد بن حنبل من حديث عبدالله بن عمر (ص 26) من الجزء الثاني من (مسنده)" !!
وكشفاً عن تدليسه ؛ أقول :
أولاً : إن لفظ حديث ابن عمر بعيد جداً عن لفظ حديث الترجمة في الخصلة الثانية ؛ فإن أحمد أخرجه في المكان الذي أشار إليه من طريق هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال :
كنا نقول في زمن النبي صلي الله عليه وسلم : رسول الله خير الناس ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ..." .
قلت : فذكرها ؛ إلا أنه قال في الخصلة الثانية :
"وسد الأبواب إلا بابه في المسجد" .
فتأمل كم الفرق بين هذا اللفظ ولفظ الترجمة :
وسكناه المسجد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ يحل له فيه ما يحل له ؟!
هذا الفرق في اللفظ ؛ فما بالك في المعنى ، وهو مقصود الألفاظ ؟!
ثانياً : في حديث ابن عمر هذا ما لا يؤمن به الشيعة ؛ وهو أن خير الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر ، ويجادلون في ذلك مجادلة كبيرة بالباطل ، ويرتكبون في سبيل ذلك كل سهل ووعر ، ويعرضون عن الأحاديث الصحيحة - كحديث ابن عمر هذا - إلى الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة والموضوعة - كحديث عمر هذا ، وما قبله من الأحاديث وما يأتي - .
فما أشبه هذا الشيعي وأمثاله الذين يأخذون من النص ما يوافق أهواءهم ، ويدعون منه ما يخالفهم ، فما أشبههم بمن خاطبهم الله تعالى بقوله : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) !
ومن تدليساته أيضاً ؛ قوله عطفاً على ما سبق :
"ورواه عن كل من عمر وابنه عبدالله ؛ غير واحد من الأثبات بأسانيد مختلفة" !
فأقول : ليس له عن عمر إلا تلك الطريق الواهية ، ولا عن ابن عمر إلا تلك الطريق المذكورة ؛ وهي جيدة . وقال الهيثمي فيه :
"رواه أحمد وأبو يعلى ، ورجالهما رجال (الصحيح)" !
وأقول : هشام بن سعد ؛ وإن أخرج له مسلم ؛ ففي حفظه ضعف يسير ، وهو حسن الحديث . ولذلك حسن الحافظ ابن حجر إسناد حديثه هذا في "الفتح" (7/ 13) . لكن له شواهد كثيرة تؤيد صحة هذه الخصلة في حديث ابن عمر .
وقد جمع الحافظ بينها وبين قوله صلي الله عليه وسلم : "لا يبقين في المسجد باب إلا سد ؛ إلا باب أبي بكر" أخرجه البخاري ، فراجعه في "فتح الباري" .
(/1)
4952 - ( ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 661 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (3/ 116-117) من طريق مسلم الملائي عن خيثمة بن عبدالرحمن قال :
سمعت سعد بن مالك وقال له رجل : إن علياً يقع فيك ؛ أنك تخلفت عنه ، فقال سعد : والله ! إنه لرأي رأيته ؛ وأخطأ رأيي ، إن علياً أعطي ثلاثاً ؛ لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ...
قلت : فذكر قصة غدير (خم) مختصراً ؛ وفيه قوله صلي الله عليه وسلم :
"اللهم ! من كنت مولاه فعلي مولاه ، وال من والاه ، وعاد من عاداه" ، وقصة دعائه له من الرمد ، وفتح علي خيبر ، ثم قال في الثالثة :
وأخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم عمه العباس وغيره من المسجد . فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك ، وتسكن علياً ؟! فقال ... فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم ؛ وكأنه لظهور علته . وقال الذهبي في "تلخيصه" :
"سكت الحاكم عن تصحيحه ، ومسلم متروك" .
وأما الشيعي ؛ فقال بكل وقاحة (ص 150) :
"حديث صحيح" !
وزاد على ذلك ، فقال في الحاشية - بعد أن عزاه للحاكم - :
"وهذا الحديث في صحاح السنن ، وقد أخرجه غير واحد من أثبات السنة وثقاتها" !!
والحديث ؛ قد روي من طريق أخرى نحوه ، وقد مضى برقم (4495) .
(/1)
4953 - ( أما بعد ؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب ؛ إلا باب علي وقال فيه قائلكم . وإني - والله ! - ما سددت شيئاً ولا فتحته ؛ ولكني أمرت بشيء فاتبعته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 662 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 9) ، وأحمد (4/ 369) ، ومن طريقه الحاكم (3/ 125) ، وكذا ابن عساكر (12/ 92/ 2) من طريق محمد ابن جعفر : حدثنا عوف عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم قال :
كان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد . قال : فقال يوماً :
"سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" . قال : فتكلم في ذلك الناس . قال : فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" !
وأما الذهبي ؛ فلم يوافقه ولا خالفه ، كما هي عادته ؛ وإنما قال :
"رواه عوف عن ميمون أبي عبدالله" !
قلت : ولعله لم يكن مستحضراً لحال ميمون هذا ، أو لم يعرفه ؛ لأن في طبقته جماعة ؛ كل منهم يسمى ميموناً ، فأشار الذهبي إلى أن راوي هذا الحديث إنما هو ميمون الذي روى عنه عوف .
والواقع : أن ميموناً هذا : هو أبو عبدالله البصري الكندي - ويقال : القرشي - مولى ابن سمرة ، فهو الذي روى عنه عوف الأعرابي ؛ كما روى عنه غيره .
وقد اتفقوا على تضعيفه ؛ غير أن ابن حبان أورده في كتابه "الثقات" . وقال :
"كان يحيى القطان سيىء الرأي فيه" .
قلت : وكذلك كل من تكلم فيه ، كان سيىء الرأي فيه ؛ ومنهم الإمام أحمد ، فقد قال فيه :
"أحاديثه مناكير" . ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
قلت : فيتعجب من توثيقه إياه في قوله في "الفتح" (7/ 13) :
"أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ، ورجاله ثقات" !!
ولقد كان شيخه الهيثمي أقرب إلى الصواب منه ؛ حين قال في "المجمع" (9/ 114) :
"رواه أحمد ، وفيه ميمون أبو عبدالله ؛ وثقه ابن حبان ، وضعفه جماعة" .
وأخرجه العقيلي في ترجمته من "الضعفاء" (414) ؛ لكن من طريق المعتمر عن عوف به . وقال :
"وقد روي من طريق أصلح من هذا ، وفيها لين أيضاً" .
قلت : لعله يشير إلى حديث إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ؛ الذي سبق تخريجه والكلام عليه تحت الحديث (4495) .
وقد اختلف على ميمون في إسناده : فرواه محمد بن جعفر والمعتمر عن عوف عنه هكذا .
وخالفهما أبو الأشهب فقال : أخبرنا عوف عن ميمون عن البراء به .
أخرجه ابن عساكر عقب حديثه عن زيد بن أرقم .
وخالف كثير النواء ؛ فقال : عن ميمون أبي عبدالله عن ابن عباس به نحوه .
لكن كثيراً هذا ضعيف ، وكذا بعض من دونه ؛ كما تقدم بيانه عند الرقم المشار إليه آنفاً .
ومع ذلك ؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا الاضطراب في إسناده ليس هو ممن دون ميمون هذا ، لا سيما من الوجهين الأولين ، وإنما هو من ميمون نفسه ؛ الأمر الذي يدل على ضعفه وقلة ضبطه . والله أعلم .
والحديث ؛ رواه معلى بن عبدالرحمن : حدثنا شعبة عن أبي بلج عن مصعب ابن سعد عن أبيه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"سدوا عني كل خوخة في المسجد ؛ إلا خوخة علي" .
أخرجه البزار (3/ 195/ 2551) ، وقال :
"لا يروى عن سعد إلا من هذا الطريق ، وأخطأ معلى فيه ؛ لأن شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ، وهو الصواب" .
قلت : تقدم تخريجه تحت الحديث (2929) ، وأنه جيد . وقوله في حديث سعد :
"لا يروى إلا من هذا الطريق" ! إنما هو بالنسبة لما وقع له ؛ وإلا فقد أخرجه النسائي (2/ 40 و 41) ، وأحمد (1/ 175) من طريق أخرى عنه . وقال الحافظ في "الفتح" (7/ 14) :
"وإسناده قوي" .
(/1)
4954 - ( إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته ، وإني سألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 665 :
$موضوع$
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 179 - لآلىء) بسنده ، عن الحسن بن عبيدالله الأبزاري : حدثنا إبراهيم بن سعيد عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي ... فذكره . وقال :
"باطل . من عمل الأبزاري" .
قلت : ويقال فيه : (الحسين) مصغراً ، وله ترجمة في "الميزان" و "اللسان" ، وذكرا له حديثاً آخر من أكاذيبه .
(/1)
4955 - ( إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 666 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البزار (ص 268 - زوائد) من طريق عبيدالله بن موسى : حدثنا أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال :
أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي فقال ... فذكره . ثم أرسل إلى أبي بكر ؛ أن : "سد بابك" . فاسترجع ، ثم قال : سمعاً وطاعة ، فسد بابه . ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ؛ ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم" . وقال البزار :
"أبو ميمونة مجهول . وعيسى الملائي لا نعلم روى إلا هذا" .
قلت : عيسى الملائي ؛ قال أبو الفتح الأزدي :
"تركوه" ؛ كما في "الميزان" و "اللسان" .
وأما أبو ميمونة ؛ فقد أغفلوه ، وهو غير أبي ميمونة الفارسي المدني ؛ فإنه دون هذا في الطبقة ؛ لأن الفارسي تابعي يروي عن أبي هريرة وغيره .
وكأن الهيثمي أشار إليه بقوله في "المجمع" (9/ 115) :
"رواه البزار ، وفي إسناده من لم أعرفه" .
(/1)
4956 - ( ما بال أقوام يتنقصون علياً ؟! من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خلق من طينتي ، وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 667 :
$ضعيف جداً$
أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 128) من حديث بريدة . قال : بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً أميراً على اليمن ، وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال :
"إن اجتمعتما فعلي على الناس" . فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ علي جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها ؛ فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ما صنع . فقدمت المدينة ودخلت المسجد ؛ ورسول الله صلي الله عليه وسلم في منزله ، وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيراً ! فتح الله على المسلمين . فقالوا : ما أقدمك ؟ قلت : جارية أخذها على من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلي الله عليه وسلم . فقالوا : فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فإنه يسقط من عين النبي صلي الله عليه وسلم ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال ... فذكره .
"يا بريدة ! أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنه وليكم بعدي ؟!" . فقلت : يا رسول الله ! بالصحبة ، إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً . قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام . وقال الهيثمي :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه جماعة لم أعرفهم ، وحسين الأشقر ؛ ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن حبان" .
قلت : قال في "الميزان" :
"قال خ : فيه نظر . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال الجوزجاني : غال شتام للخيرة ... وأما ابن حبان ؛ فذكره في (الثقات)" .
وأقول : إن قصة بريدة هذه مع علي ؛ وردت عنه من طرق : عند النسائي في "الخصائص" (ص 15-16) ، وأحمد (5/ 347،350،350-351،356،359) ، وابن عساكر (12/ 105/ 2-108/ 1) من طرق عنه بعضها صحيح ، وليس في شيء منها حديث الترجمة .
نعم ؛ في بعضها قصة الجارية ، وقوله صلي الله عليه وسلم في آخرها :
"فإن له في الخمس أكثر من ذلك" .
(تنبيه) : قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 155-156) - بعد أن ساق الحديث من طريق الطبراني هذه - :
"وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره ، وطرقه إلى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها" !
فأقول : وهذا كذب مكشوف ، فمن أين لهذه الطريق الاعتبار ؛ وفيها ما عرفت من جهالة جماعة من رواته ، وضعف حسين الأشقر مع تشيعه ؟!
وهب أن هذا مرضي عنه عند الشيعي ؛ فهل الجماعة من الشيعة أيضاً على جهالتهم ؟!
ثم إنه إن كان يعني أنه لا ريب في صدوره من رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فهو التقول على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وحسبه قوله صلي الله عليه وسلم :
"من حدث عني بحديث يرى أنه كذب ؛ فهو أحد الكاذبين" .
وكيف لا يرى أن هذا الحديث كذب ؛ مع تفرد أولئك المجهولين وذاك الشيعي الضعيف به ، دون سائر الرواة الثقات وغيرهم كما سبق بيانه ؟! فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول :
"إذا لم تستحي ؛ فاصنع ما شئت" .
(/1)
4957 - ( سألت الله فيك خمساً ، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة : سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة . وأنت معي ؛ معك لواء الحمد ، وأنت تحمله . وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 669 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في ترجمة أحمد بن غالب بن الأجلح أبي العباس من "تاريخه" (4/ 338-339) بروايته عن محمد بن يحيى بن الضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب : حدثني أبي عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : ولم يذكر في ترجمته جرحاً ولا تعديلاً .
لكن الآفة من عيسى هذا ؛ قال الدارقطني :
"متروك الحديث" . وقال ابن حبان :
"يروي عن آبائه أشياء موضوعة" . وقال أبو نعيم :
"روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء" .
قلت : وساق له ابن عدي (ق 295/ 1) جملة من مثل هذا الحديث ، وقال :
"وله غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
قلت : وأورده ابن عراق في (الوضاعين والكذابين) الذين ساق أسماءهم في فصل خاص في أول كتابه (1/ 17-133) .
وإن مما يؤكد ذلك ؛ قوله في هذا الحديث :
"أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة" !
فإن هذا من خصوصيات النبي صلي الله عليه وسلم وحده ؛ كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما ؛ من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وسواهما .
فجاء هذا الكذاب ، فجعله من خصوصيات علي رضي الله عنه . فقبح الله الوضاعين ، وقبح معهم من يذيع أكاذيبهم ، ويسود الكتب بها !
(تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث محتجاً به في "مراجعاته" دون أي تخريج ؛ اللهم إلا أنه ذكر أنه من أحاديث "الكنز" (ص 396 جزء 6) !
واقتصاره على هذا فقط : من تدليساته التي لا تتناهى ، ولا يمكن للقارىء - بل لأكثر القراء - أن يكتشفوا سرها ؛ فإن من عادته أن يخرج الحديث بعزوه إلى بعض أئمة الحديث غالباً ؛ كأن يقول : رواه أحمد و الطبراني و ... ، ثم يذكر المصدر الذي نقل ذلك منه كـ "الكنز" مثلاً ؛ وهو الغالب عليه ، فلماذا لم ينقل عنه مخرج هذا الحديث ؟!
ذلك ؛ لأنه لو فعل لانفضح أمره ، ذلك ؛ أن "الكنز" قال في الموضع الذي أشار إليه الشيعي نفسه :
"رواه ابن الجوزي في (الواهيات)" .
قلت : وكل من شم رائحة الحديث ، وعلم الكتب المنصفة فيه ؛ يعلم أن "الواهيات" كتاب لابن الجوزي خصه بالأحاديث الواهية والمنكرة ، التي لم تبلغ عنده دركة الوضع ، وهذا غالبي ، فكثيراً ما يورد فيه بعض الموضوعات أيضاً ، كما نبه على ذلك الحفاظ .
وعليه ؛ فعزو الحديث إلى "الواهيات" تضعيف له ؛ من أجل ذلك لم ينقل الشيعي عن "الكنز" رواية ابن الجوزي له في "الواهيات" !!
وقد يقول قائل : لعل الشيعي لا يعلم موضوع كتاب "الواهيات" ؛ فلا يلزم أن نسيء الظن به ، ونجزم أنه تعمد ترك عزو الحديث إليه لما ذكرت !
فأقول : إني أستبعد ذلك عنه ، ولئن سلمنا به ؛ فقد خلصناه من إساءة الظن به وألصقنا به الجهل ؛ بما يترفع عنه المبتدئون في هذا العلم ، فسواء كان هذا أو ذاك ؛ فأحلاهما مر !
ولقد ذكرني هذا الجهل المنسوب للشيعي بقصة طريفة تروى ؛ خلاصتها : أن خطيباً في بعض القرى ذكر حديثاً في خطبته ؛ قال عقبه :
"رواه ابن الجوزي في (الموضوعات)" !!
(/1)
4958 - ( اللهم ! إن أخي موسى سألك ؛ (قال رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي . واجعل لي وزيراً من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيراً . و نذكرك كثيراً . إنك كنت بنا بصيراً) . فأوحيت إليه : (قد أوتيت سؤلك يا موسى) . اللهم ! وإني عبدك ونبيك ، فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، علياً اشدد به ظهري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 672 :
$موضوع$
أورده الشيعي في "مراجعاته" (ص 161) من رواية الثعلبي في "تفسيره" بالإسناد إلى أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم بهاتين - وإلا صمتا - ورأيته بهاتين - وإلا عميتا - يقول :
"علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله" .
أما إني صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد ؛ فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان علي راكعاً ، فأومأ بخنصره إليه - وكان يتختم بها - ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلي الله عليه وسلم إلى الله عز وجل يدعوه ، فقال ... فذكره . قال أبو ذر : فوالله ! ما استتم رسول الله صلي الله عليه وسلم الكلمة ؛ حتى هبط عليه الأمين جبريل بهذه الآية : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) .
قلت : وسكت الشيعي عن إسناده كعادته ، بل أخذ يوهم القراء بأنه صحيح ، وذلك بأن نقل ترجمة الثعلبي عن ابن خلكان ؛ الذي نقل عن بعضهم أنه قال فيه :
"صحيح النقل ، موثوق به" !
فيتوهم من لا علم عنده ؛ أن هذا معناه أن كل ما ينقله من الأحاديث صحيح في ذاته ! وليس الأمر كذلك ، كما يعلمه عامة المشتغلين بهذا العلم الشريف ، وإنما المراد أنه لا ينقل إلا ما سمعه ، وأنه ثقة في روايته ما سمع ، كغيره من الحفاظ . وأما كون ما روى صحيحاً في نفسه أو لا ؛ فهذا أمر يعود إلى النظر في إسناده الذي روى الحديث به ؛ فإن صح فبها ؛ وإلا فإن مجرد روايته إياه لا تكون تصحيحاً له ؛ كما لا يخفى ، شأنه في ذلك شأن كل أئمة الحديث الذين لم يتقيدوا برواية الصحيح فقط .
وكم من حديث رواه الثعلبي هذا ، وهو مطعون فيه عند العلماء ، ومنه حديث الترجمة هذا ؛ فقد قال الحافظ ابن حجر - بعد أن ضعف الحديث من طريق أخرى في نزول الآية المذكورة في علي ، كما تقدم برقم (4921) - ؛ قال الحافظ (ص 56-57 ج4) :
"ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولاً ، وإسناده ساقط" .
ومضى كلام شيخ الإسلام مفصلاً في إبطاله تحت الحديث (4921) .
وقد حكم ابن عدي بوضع الطرف الأول منه من رواية أخرى .
وكذلك الذهبي ، بل حلف بالله على وضعه ! وقد سبق تخريجها برقم (357) .
(/1)
4959 - ( أيها الناس ! إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني ؛ حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني ؛ لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه ؛ رضي الله عنه كما أنا عنه راض ؛ فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 673 :
$منكر$
أخرجه ابن عساكر (12/ 116/ 1-2) من طريق عبدالله بن صالح : أخبرنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وابن هبيرة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة عن جابر بن عبدالله قال :
خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ حتى نزل (خم) ؛ فتنحى الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ، فشق على النبي صلي الله عليه وسلم تأخر الناس عنه ، فأمر علياً فجمعهم . فلما اجتمعوا قام فيهم ، وهو متوسد على علي بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ... فذكره . ثم قال :
"من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم ! وال من والاه ، وعاد من عاداه" . وابتدر الناس إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يبكون ويتضرعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله ! إنما تنحينا ؛ كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ! فرضي عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم عند ذلك . فقال أبو بكر : يا رسول الله ! استغفر لنا جميعاً . فقال لهم :
"أبشروا ؛ فوالذي نفسي بيده ! ليدخلن الجنة من أصحابي سبعون ألفاً بغير حساب ، ومع كل ألف سبعون ألفاً ، ومن بعدهم مثلهم أضعافاً" . قال أبو بكر : يا رسول الله ! زدنا - وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم في موضع رمل - . فحفن بيديه من ذلك الرمل ملء كفيه ، ثم قال :
"هكذا" . قال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ! ففعل مثل ذلك ثلاث مرات . فقال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ! فقال عمر : ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وبعد ثلاث حنفات من الرمل من الله ؟! فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم ! فقال : "والذي نفسي بيده ! ما يفي بهذا أمتي حتى يوفى عدتهم من الأعراب" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة .
ونحوه عبدالله بن صالح .
والمتن منكر .
وحديث غدير (خم) صحيح ؛ قد جاء من طرق صحاح ليس فيها هذا المتن ، ولا التنحي ، ولا الشفاعة .
وقد ذكر الشيعي في "مراجعاته" (ص 172) نقلاً عن "صواعق ابن حجر" : أن ابن السماك أخرج عن أبي بكر مرفوعاً :
"علي مني بمنزلتي من ربي" . وسكت عنه كعادته ! وما وقفت على إسناده ، وما إخاله يصح ، والمعروف - ولا يصح - بلفظ :
".. بمنزلة رأسي من بدني" .
وقد مضى (3914) ، ولعله محرف منه !
(/1)
4960 - ( والذي نفسي بيده ! فليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، أو لأبعثن إليهم رجلاً مني - أو كنفسي - ؛ فليضربن أعناق مقاتليهم ، وليسبين ذراريهم . فأخذ بيد علي فقال : هذا هو ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 675 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 244) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : أخبرنا عبيدالله بن موسى عن طلحة عن المطلب بن عبدالله عن مصعب بن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن عوف قال :
لما افتتح رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة ؛ انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ، ثم أوغل روحة أو غدوة ، [نزل]، ثم هجر ؛ فقال :
"أيها الناس ! إني فرط لكم ، وأوصيكم بعترتي خيراً ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده ..." . قال :
فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر ؛ فأخذ ...
ومن طريق عبيدالله بن موسى : أخرجه البزار (3/ 223-224) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ طلحة هذا : هو ابن جبر ؛ أورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 480) ، وروى عن ابن معين أنه قال فيه :
"لا شيء" . وزاد في "الميزان" :
"وقال مرة : ثقة . وهاه الجوزجاني فقال : غير ثقة" . زاد في "اللسان" :
"وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال الطبري : لا تثبت بنقله حجة" .
قلت : والمطلب بن عبدالله صدوق ، لكنه كثير التدليس والإرسال ، كما قال الحافظ ، وقد أرسله في رواية كما يأتي .
وشيخه مصعب بن عبدالرحمن - وهو ابن عوف - غير معروف ، وقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 303/ 1) برواية المطلب هذا عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما قول الهيثمي (9/ 134) :
"رواه أبو يعلى ، وفيه طلحة بن جبر ؛ وثقه ابن معين في رواية ، وضعفه الجوزجاني ؛ وبقية رجاله ثقات" !
وأورده في موضع آخر (9/ 163) ، فقال :
"رواه البزار ، وفيه طلحة بن جبر ، وهو ضعيف" !
فأقول : الظاهر أن مصعباً هذا أورده ابن حبان في "الثقات" ؛ فاعتمده الهيثمي ، وهذا ليس بجيد ؛ لما عرف من تساهل ابن حبان في التوثيق ! على أن كتاب "الثقات" لا تطوله يدي الآن للتحقق من ورود مصعب فيه .
ثم رأيته فيه (5/ 411) ، وقال :
"روى عنه أهل المدينة . قتل يوم الحرة سنة (63) ، وكان على قضاء مكة" .
وقد خولف ابن جبر في إسناده ومتنه ، فقال ابن عبدالبر في "الاستيعاب" (3/ 1109-1110) :
"وروى معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين جاءه :
"لتسلمن أو لأبعثن رجلاً مني - أو قال : مثل نفسي - ؛ فليضربن أعناقكم ، وليسبين ذراريكم ، وليأخذن أموالكم" . قال عمر : فوالله ! ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، وجعلت أنصب صدري له ؛ رجاء أن يقول : هو هذا . قال : فالتفت إلى علي رضي الله عنه ؛ فأخذ بيده ثم قال :
"هو هذا" .
قلت : وهذا إسناد صحيح ؛ ولكنه مرسل .
وإني لأستنكر منه قوله : "قال عمر : فوالله .... رجاء أن يقول : هو هذا" .
فإن هذا إنما قاله عمر يوم خيبر ؛ حين قال صلي الله عليه وسلم :
"لأعطين الراية ..." ؛ قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها رجاء أن أدعى لها . قال : فدعا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ... الحديث .
رواه مسلم (7/ 121) من حديث أبي هريرة .
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ من رواية يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيغ عن أبي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"لينتهين بنو ربيعة ؛ أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي ، ينفذ فيهم أمري ؛ فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية" .
فما راعني إلا وكف عمر في حجزي من خلفي : من يعني ؟ قلت : إياك يعني وصاحبك ؟! قال : فمن يعني ؟ قلت : خاصف النعل قال : وعلي يخصف النعل .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ لكن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس ، وكان اختلط ، وابنه يونس روى عنه بعد اختلاطه .
(تنبيه) : حديث الترجمة ؛ عزاه في "الكنز" (6/ 405) لابن أبي شيبة ، وقد رأيت أن أبا يعلى قد أخرجه من طريقه ، فعرفنا بواسطته إسناده الذي تمكنا به معرفة ضعف الحديث وعلته . فالحمد لله على توفيقه .
ثم رأيته في "مصنف ابن أبي شيبة" (2/ 85/ 12186) .
ورواه (12/ 68/ 12142) مختصراً عن شريك عن عياش العامري عن عبدالله ابن شداد قال :
قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن ، فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكر نحوه .
وهذا مرسل ضعيف .
(/1)
المفضلات