صفحة 59 من 64 الأولىالأولى ... 2949555657585960616263 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 581 إلى 590 من 634
 
  1. #581
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4950 - ( أنا عبدالله وأخو رسوله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 657 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 23) : أخبرنا خلف بن الوليد الأزدي : أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة : حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن البهي قال :
    لما كان يوم بدر ؛ برز عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، فخرج إليهم حمزة بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فبرز شيبة لحمزة ، فقال له شيبة : من أنت ؟ فقال : أنا أسد الله ورسوله . قال : كفء كريم ؛ فاختلفا ضربتين ، فقتله حمزة . ثم برز الوليد لعلي فقال : من أنت ؟ ... فذكره . فقتله علي . ثم برز عتبة لعبيدة بن الحارث ، فقال عتبة : من أنت ؟ قال : أنا الذي في الحلف . قال : كفء كريم ، فاختلفا ضربتين أوهن كل منهما صاحبه ، فأجاز حمزة وعلي على عتبة .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ؛ وإنما علته الإرسال ؛ فإن البهي هذا أورده الحافظ في فصل الألقاب من "التهذيب" ؛ وقال :
    "هو عبدالله بن يسار ، مولى مصعب بن الزبير" .
    والصواب حذف قوله : "ابن يسار" ، كما فعل الخزرجي ؛ فإنهم لم يوردوه منسوباً إلى أبيه ، وإنما فيمن لم ينسب إلى أبيه ؛ فقال الحافظ هناك :
    "عبدالله البهي مولى مصعب بن الزبير أبو محمد ، يقال اسم أبيه : يسار . روى عن عائشة وفاطمة بنت قيس و ..." .
    وروى توثيقه عن ابن سعد ، وابن حبان ، وأخرج له مسلم . وعن أبي حاتم أنه قال فيه :
    "لا يحتج بالبهي ، وهو مضطرب الحديث" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء" .

    (/1)
    4951 - ( لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها ؛ أحب إلي من أن أعطى حمر النعم : تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم - يحل له فيه ما يحل له - ، والراية يوم خيبر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 658 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الحاكم (3/ 125) ، وابن عساكر (12/ 87/ 2) من طريق علي بن عبدالله بن جعفر المديني : حدثنا أبي : أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : بل المديني عبدالله بن جعفر ؛ ضعيف" . وقال في "الميزان" :
    "متفق على ضعفه . وقال ابن المديني : أبي ضعيف . وقال أبو حاتم : منكر الحديث جداً . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال الجوزجاني : واه . وقال ابن حبان : هو الذي روى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً : (الديك الأبيض صديقي ، وصديق صديقي ، وعدو عدوي)" .
    قلت : لكن تزوجه بفاطمة وحمله الراية ؛ فمتواتر في دواوين السنة .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 121) . وقال :
    "رواه أبو يعلى في "الكبير" ؛ وفيه عبدالله بن جعفر بن نجيح ، وهو متروك" .
    وأما الشيعي ؛ فعزاه في حاشية (ص 149) للحاكم وأبي يعلى ؛ ولم يكشف عن علته كما هي عادته ! بل زاد على ذلك ، فقال في صلب الكتاب بأنه :
    "حديث صحيح على شرط الشيخين" !
    وهذا كذب مفضوح عند كل من له علم بتراجم الرواة ؛ فإن عبدالله بن جعفر هذا - مع ضعفه الشديد - لم يخرج له الشيخان .
    وسهيل بن أبي صالح ؛ لم يخرج له البخاري . أفلا نجعل لعنة الله على الكاذبين ؟!
    ومن تدليسات هذا الشيعي - إن لم نقل : من أكاذيبه - ؛ قوله عطفاً على عزوه المشار إليه آنفاً :
    "وأخرجه بهذا المعنى - مع قرب الألفاظ - : أحمد بن حنبل من حديث عبدالله بن عمر (ص 26) من الجزء الثاني من (مسنده)" !!
    وكشفاً عن تدليسه ؛ أقول :
    أولاً : إن لفظ حديث ابن عمر بعيد جداً عن لفظ حديث الترجمة في الخصلة الثانية ؛ فإن أحمد أخرجه في المكان الذي أشار إليه من طريق هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال :
    كنا نقول في زمن النبي صلي الله عليه وسلم : رسول الله خير
    الناس ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ..." .
    قلت : فذكرها ؛ إلا أنه قال في الخصلة الثانية :
    "وسد الأبواب إلا بابه في
    المسجد" .
    فتأمل كم الفرق بين هذا اللفظ ولفظ الترجمة :
    وسكناه
    المسجد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ يحل له فيه ما يحل له ؟!
    هذا الفرق في اللفظ ؛ فما بالك في المعنى ، وهو مقصود الألفاظ ؟!
    ثانياً : في حديث ابن عمر هذا ما لا يؤمن به الشيعة ؛ وهو أن خير
    الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر ، ويجادلون في ذلك مجادلة كبيرة بالباطل ، ويرتكبون في سبيل ذلك كل سهل ووعر ، ويعرضون عن الأحاديث الصحيحة - كحديث ابن عمر هذا - إلى الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة والموضوعة - كحديث عمر هذا ، وما قبله من الأحاديث وما يأتي - .
    فما أشبه هذا الشيعي وأمثاله الذين يأخذون من النص ما يوافق أهواءهم ، ويدعون منه ما يخالفهم ، فما أشبههم بمن خاطبهم الله تعالى بقوله : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة
    الدنيا ويوم القيامة يردون أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) !
    ومن تدليساته أيضاً ؛ قوله عطفاً على ما سبق :
    "ورواه عن كل من عمر وابنه عبدالله ؛ غير واحد من الأثبات بأسانيد مختلفة" !
    فأقول : ليس له عن عمر إلا تلك الطريق الواهية ، ولا عن ابن عمر إلا تلك الطريق المذكورة ؛ وهي جيدة . وقال الهيثمي فيه :
    "رواه أحمد وأبو يعلى ، ورجالهما رجال (الصحيح)" !
    وأقول : هشام بن سعد ؛ وإن أخرج له مسلم ؛ ففي حفظه ضعف يسير ، وهو حسن الحديث . ولذلك حسن الحافظ ابن حجر إسناد حديثه هذا في "الفتح" (7/ 13) . لكن له شواهد كثيرة تؤيد صحة هذه الخصلة في حديث ابن عمر .
    وقد جمع الحافظ بينها وبين قوله صلي الله عليه وسلم : "لا يبقين في
    المسجد باب إلا سد ؛ إلا باب أبي بكر" أخرجه البخاري ، فراجعه في "فتح الباري" .

    (/1)
    4952 - ( ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن الله أخرجكم وأسكنه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 661 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الحاكم (3/ 116-117) من طريق مسلم الملائي عن خيثمة بن عبدالرحمن قال :
    سمعت سعد بن مالك وقال له رجل : إن علياً يقع فيك ؛ أنك تخلفت عنه ، فقال سعد : والله ! إنه لرأي رأيته ؛ وأخطأ رأيي ، إن علياً أعطي ثلاثاً ؛ لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من
    الدنيا وما فيها ...
    قلت : فذكر قصة غدير (خم) مختصراً ؛ وفيه قوله صلي الله عليه وسلم :
    "اللهم ! من كنت مولاه فعلي مولاه ، وال من والاه ، وعاد من عاداه" ، وقصة دعائه له من الرمد ، وفتح علي خيبر ، ثم قال في الثالثة :
    وأخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم عمه العباس وغيره من
    المسجد . فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك ، وتسكن علياً ؟! فقال ... فذكره .
    قلت : سكت عنه الحاكم ؛ وكأنه لظهور علته . وقال الذهبي في "تلخيصه" :
    "سكت الحاكم عن تصحيحه ، ومسلم متروك" .
    وأما الشيعي ؛ فقال بكل وقاحة (ص 150) :
    "حديث صحيح" !
    وزاد على ذلك ، فقال في الحاشية - بعد أن عزاه للحاكم - :
    "وهذا الحديث في صحاح السنن ، وقد أخرجه غير واحد من أثبات السنة وثقاتها" !!
    والحديث ؛ قد روي من طريق أخرى نحوه ، وقد مضى برقم (4495) .

    (/1)
    4953 - ( أما بعد ؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب ؛ إلا باب علي وقال فيه قائلكم . وإني - والله ! - ما سددت شيئاً ولا فتحته ؛ ولكني أمرت بشيء فاتبعته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 662 :
    $ضعيف$
    أخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 9) ، وأحمد (4/ 369) ، ومن طريقه الحاكم (3/ 125) ، وكذا ابن عساكر (12/ 92/ 2) من طريق محمد ابن جعفر : حدثنا عوف عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم قال :
    كان لنفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أبواب شارعة في
    المسجد . قال : فقال يوماً :
    "سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" . قال : فتكلم في ذلك
    الناس . قال : فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    وأما الذهبي ؛ فلم يوافقه ولا خالفه ، كما هي عادته ؛ وإنما قال :
    "رواه عوف عن ميمون أبي عبدالله" !
    قلت : ولعله لم يكن مستحضراً لحال ميمون هذا ، أو لم يعرفه ؛ لأن في طبقته جماعة ؛ كل منهم يسمى ميموناً ، فأشار الذهبي إلى أن راوي هذا الحديث إنما هو ميمون الذي روى عنه عوف .
    والواقع : أن ميموناً هذا : هو أبو عبدالله البصري الكندي - ويقال : القرشي - مولى ابن سمرة ، فهو الذي روى عنه عوف الأعرابي ؛ كما روى عنه غيره .
    وقد اتفقوا على تضعيفه ؛ غير أن ابن حبان أورده في كتابه "الثقات" . وقال :
    "كان يحيى القطان سيىء الرأي فيه" .
    قلت : وكذلك كل من تكلم فيه ، كان سيىء الرأي فيه ؛ ومنهم الإمام أحمد ، فقد قال فيه :
    "أحاديثه مناكير" . ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" .
    قلت : فيتعجب من توثيقه إياه في قوله في "الفتح" (7/ 13) :
    "أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ، ورجاله ثقات" !!
    ولقد كان شيخه الهيثمي أقرب إلى الصواب منه ؛ حين قال في "المجمع" (9/ 114) :
    "رواه أحمد ، وفيه ميمون أبو عبدالله ؛ وثقه ابن حبان ، وضعفه جماعة" .
    وأخرجه العقيلي في ترجمته من "الضعفاء" (414) ؛ لكن من طريق المعتمر عن عوف به . وقال :
    "وقد روي من طريق أصلح من هذا ، وفيها لين أيضاً" .
    قلت : لعله يشير إلى حديث إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ؛ الذي سبق تخريجه والكلام عليه تحت الحديث (4495) .
    وقد اختلف على ميمون في إسناده : فرواه محمد بن جعفر والمعتمر عن عوف عنه هكذا .
    وخالفهما أبو الأشهب فقال : أخبرنا عوف عن ميمون عن البراء به .
    أخرجه ابن عساكر عقب حديثه عن زيد بن أرقم .
    وخالف كثير النواء ؛ فقال : عن ميمون أبي عبدالله عن ابن عباس به نحوه .
    لكن كثيراً هذا ضعيف ، وكذا بعض من دونه ؛ كما تقدم بيانه عند الرقم المشار إليه آنفاً .
    ومع ذلك ؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا الاضطراب في إسناده ليس هو ممن دون ميمون هذا ، لا سيما من الوجهين الأولين ، وإنما هو من ميمون نفسه ؛ الأمر الذي يدل على ضعفه وقلة ضبطه . والله أعلم .
    والحديث ؛ رواه معلى بن عبدالرحمن : حدثنا شعبة عن أبي بلج عن مصعب ابن سعد عن أبيه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
    "سدوا عني كل خوخة في
    المسجد ؛ إلا خوخة علي" .
    أخرجه البزار (3/ 195/ 2551) ، وقال :
    "لا يروى عن سعد إلا من هذا الطريق ، وأخطأ معلى فيه ؛ لأن شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ، وهو الصواب" .
    قلت : تقدم تخريجه تحت الحديث (2929) ، وأنه جيد . وقوله في حديث سعد :
    "لا يروى إلا من هذا الطريق" ! إنما هو بالنسبة لما وقع له ؛ وإلا فقد أخرجه النسائي (2/ 40 و 41) ، وأحمد (1/ 175) من طريق أخرى عنه . وقال الحافظ في "الفتح" (7/ 14) :
    "وإسناده قوي" .

    (/1)
    4954 - ( إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته ، وإني سألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 665 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 179 - لآلىء) بسنده ، عن الحسن بن عبيدالله الأبزاري : حدثنا إبراهيم بن سعيد عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي ... فذكره . وقال :
    "باطل . من عمل الأبزاري" .
    قلت : ويقال فيه : (الحسين) مصغراً ، وله ترجمة في "الميزان" و "اللسان" ، وذكرا له حديثاً آخر من أكاذيبه .

    (/1)
    4955 - ( إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون ، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 666 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه البزار (ص 268 - زوائد) من طريق عبيدالله بن موسى : حدثنا أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال :
    أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بيدي فقال ... فذكره . ثم أرسل إلى أبي بكر ؛ أن : "سد بابك" . فاسترجع ، ثم قال : سمعاً وطاعة ، فسد بابه . ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ؛ ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم" . وقال البزار :
    "أبو ميمونة مجهول . وعيسى الملائي لا نعلم روى إلا هذا" .
    قلت : عيسى الملائي ؛ قال أبو الفتح الأزدي :
    "تركوه" ؛ كما في "الميزان" و "اللسان" .
    وأما أبو ميمونة ؛ فقد أغفلوه ، وهو غير أبي ميمونة الفارسي المدني ؛ فإنه دون هذا في الطبقة ؛ لأن الفارسي تابعي يروي عن أبي هريرة وغيره .
    وكأن الهيثمي أشار إليه بقوله في "المجمع" (9/ 115) :
    "رواه البزار ، وفي إسناده من لم أعرفه" .

    (/1)


    4956 - ( ما بال أقوام يتنقصون علياً ؟! من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خلق من طينتي ، وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 667 :
    $ضعيف جداً$
    أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 128) من حديث بريدة . قال : بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً أميراً على اليمن ، وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال :
    "إن اجتمعتما فعلي على
    الناس" . فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ علي جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها ؛ فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ما صنع . فقدمت المدينة ودخلت المسجد ؛ ورسول الله صلي الله عليه وسلم في منزله ، وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة ؟ فقلت : خيراً ! فتح الله على المسلمين . فقالوا : ما أقدمك ؟ قلت : جارية أخذها على من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلي الله عليه وسلم . فقالوا : فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فإنه يسقط من عين النبي صلي الله عليه وسلم ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال ... فذكره .
    "يا بريدة ! أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ ، وأنه وليكم بعدي ؟!" . فقلت : يا رسول الله ! بالصحبة ، إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً . قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام . وقال الهيثمي :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه جماعة لم أعرفهم ، وحسين الأشقر ؛ ضعفه الجمهور ، ووثقه ابن حبان" .
    قلت : قال في "الميزان" :
    "قال خ : فيه نظر . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال الجوزجاني : غال شتام للخيرة ... وأما ابن حبان ؛ فذكره في (الثقات)" .
    وأقول : إن قصة بريدة هذه مع علي ؛ وردت عنه من طرق : عند النسائي في "الخصائص" (ص 15-16) ، وأحمد (5/ 347،350،350-351،356،359) ، وابن عساكر (12/ 105/ 2-108/ 1) من طرق عنه بعضها صحيح ، وليس في شيء منها حديث الترجمة .
    نعم ؛ في بعضها قصة الجارية ، وقوله صلي الله عليه وسلم في آخرها :
    "فإن له في الخمس أكثر من ذلك" .
    (تنبيه) : قال الشيعي في "مراجعاته" (ص 155-156) - بعد أن ساق الحديث من طريق الطبراني هذه - :
    "وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره ، وطرقه إلى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها" !
    فأقول : وهذا كذب مكشوف ، فمن أين لهذه الطريق الاعتبار ؛ وفيها ما عرفت من جهالة جماعة من رواته ، وضعف حسين الأشقر مع تشيعه ؟!
    وهب أن هذا مرضي عنه عند الشيعي ؛ فهل الجماعة من الشيعة أيضاً على جهالتهم ؟!
    ثم إنه إن كان يعني أنه لا ريب في صدوره من رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فهو التقول على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وحسبه قوله صلي الله عليه وسلم :
    "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب ؛ فهو أحد الكاذبين" .
    وكيف لا يرى أن هذا الحديث كذب ؛ مع تفرد أولئك المجهولين وذاك الشيعي الضعيف به ، دون سائر الرواة الثقات وغيرهم كما سبق بيانه ؟! فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول :
    "إذا لم تستحي ؛ فاصنع ما شئت" .

    (/1)
    4957 - ( سألت الله فيك خمساً ، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة : سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة . وأنت معي ؛ معك لواء الحمد ، وأنت تحمله . وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 669 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب في ترجمة أحمد بن غالب بن الأجلح أبي العباس من "تاريخه" (4/ 338-339) بروايته عن محمد بن يحيى بن الضريس : حدثنا عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب : حدثني أبي عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب مرفوعاً .
    قلت : ولم يذكر في ترجمته جرحاً ولا تعديلاً .
    لكن الآفة من عيسى هذا ؛ قال الدارقطني :
    "متروك الحديث" . وقال ابن حبان :
    "يروي عن آبائه أشياء موضوعة" . وقال أبو نعيم :
    "روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء" .
    قلت : وساق له ابن عدي (ق 295/ 1) جملة من مثل هذا الحديث ، وقال :
    "وله غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
    قلت : وأورده ابن عراق في (الوضاعين والكذابين) الذين ساق أسماءهم في فصل خاص في أول كتابه (1/ 17-133) .
    وإن مما يؤكد ذلك ؛ قوله في هذا الحديث :
    "أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم
    القيامة" !
    فإن هذا من خصوصيات النبي صلي الله عليه وسلم وحده ؛ كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما ؛ من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وسواهما .
    فجاء هذا الكذاب ، فجعله من خصوصيات علي رضي الله عنه . فقبح الله الوضاعين ، وقبح معهم من يذيع أكاذيبهم ، ويسود الكتب بها !
    (تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث محتجاً به في "مراجعاته" دون أي تخريج ؛ اللهم إلا أنه ذكر أنه من أحاديث "الكنز" (ص 396 جزء 6) !
    واقتصاره على هذا فقط : من تدليساته التي لا تتناهى ، ولا يمكن للقارىء - بل لأكثر القراء - أن يكتشفوا سرها ؛ فإن من عادته أن يخرج الحديث بعزوه إلى بعض أئمة الحديث غالباً ؛ كأن يقول : رواه أحمد و الطبراني و ... ، ثم يذكر المصدر الذي نقل ذلك منه كـ "الكنز" مثلاً ؛ وهو الغالب عليه ، فلماذا لم ينقل عنه مخرج هذا الحديث ؟!
    ذلك ؛ لأنه لو فعل لانفضح أمره ، ذلك ؛ أن "الكنز" قال في الموضع الذي أشار إليه الشيعي نفسه :
    "رواه ابن الجوزي في (الواهيات)" .
    قلت : وكل من شم رائحة الحديث ، وعلم الكتب المنصفة فيه ؛ يعلم أن "الواهيات" كتاب لابن الجوزي خصه بالأحاديث الواهية والمنكرة ، التي لم تبلغ عنده دركة الوضع ، وهذا غالبي ، فكثيراً ما يورد فيه بعض الموضوعات أيضاً ، كما نبه على ذلك الحفاظ .
    وعليه ؛ فعزو الحديث إلى "الواهيات" تضعيف له ؛ من أجل ذلك لم ينقل الشيعي عن "الكنز" رواية ابن الجوزي له في "الواهيات" !!
    وقد يقول قائل : لعل الشيعي لا يعلم موضوع كتاب "الواهيات" ؛ فلا يلزم أن نسيء الظن به ، ونجزم أنه تعمد ترك عزو الحديث إليه لما ذكرت !
    فأقول : إني أستبعد ذلك عنه ، ولئن سلمنا به ؛ فقد خلصناه من إساءة الظن به وألصقنا به الجهل ؛ بما يترفع عنه المبتدئون في هذا العلم ، فسواء كان هذا أو ذاك ؛ فأحلاهما مر !
    ولقد ذكرني هذا الجهل المنسوب للشيعي بقصة طريفة تروى ؛ خلاصتها : أن خطيباً في بعض القرى ذكر حديثاً في خطبته ؛ قال عقبه :
    "رواه ابن الجوزي في (الموضوعات)" !!

    (/1)
    4958 - ( اللهم ! إن أخي موسى سألك ؛ (قال رب اشرح لي صدري . ويسر لي أمري . واحلل عقدة من لساني . يفقهوا قولي . واجعل لي وزيراً من أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في أمري . كي نسبحك كثيراً . و نذكرك كثيراً . إنك كنت بنا بصيراً) . فأوحيت إليه : (قد أوتيت سؤلك يا موسى) . اللهم ! وإني عبدك ونبيك ، فاشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، علياً اشدد به ظهري ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 672 :
    $موضوع$
    أورده الشيعي في "مراجعاته" (ص 161) من رواية الثعلبي في "تفسيره" بالإسناد إلى أبي ذر قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم بهاتين - وإلا صمتا - ورأيته بهاتين - وإلا عميتا - يقول :
    "علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله" .
    أما إني صليت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم ، فسأل سائل في
    المسجد ؛ فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان علي راكعاً ، فأومأ بخنصره إليه - وكان يتختم بها - ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرع النبي صلي الله عليه وسلم إلى الله عز وجل يدعوه ، فقال ... فذكره . قال أبو ذر : فوالله ! ما استتم رسول الله صلي الله عليه وسلم الكلمة ؛ حتى هبط عليه الأمين جبريل بهذه الآية : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) .
    قلت : وسكت الشيعي عن إسناده كعادته ، بل أخذ يوهم القراء بأنه صحيح ، وذلك بأن نقل ترجمة الثعلبي عن ابن خلكان ؛ الذي نقل عن بعضهم أنه قال فيه :
    "صحيح النقل ، موثوق به" !
    فيتوهم من لا علم عنده ؛ أن هذا معناه أن كل ما ينقله من الأحاديث صحيح في ذاته ! وليس الأمر كذلك ، كما يعلمه عامة المشتغلين بهذا العلم الشريف ، وإنما المراد أنه لا ينقل إلا ما سمعه ، وأنه ثقة في روايته ما سمع ، كغيره من الحفاظ . وأما كون ما روى صحيحاً في نفسه أو لا ؛ فهذا أمر يعود إلى النظر في إسناده الذي روى الحديث به ؛ فإن صح فبها ؛ وإلا فإن مجرد روايته إياه لا تكون تصحيحاً له ؛ كما لا يخفى ، شأنه في ذلك شأن كل أئمة الحديث الذين لم يتقيدوا برواية الصحيح فقط .
    وكم من حديث رواه الثعلبي هذا ، وهو مطعون فيه عند
    العلماء ، ومنه حديث الترجمة هذا ؛ فقد قال الحافظ ابن حجر - بعد أن ضعف الحديث من طريق أخرى في نزول الآية المذكورة في علي ، كما تقدم برقم (4921) - ؛ قال الحافظ (ص 56-57 ج4) :
    "ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولاً ، وإسناده ساقط" .
    ومضى كلام شيخ الإسلام مفصلاً في إبطاله تحت الحديث (4921) .
    وقد حكم ابن عدي بوضع الطرف الأول منه من رواية أخرى .
    وكذلك الذهبي ، بل حلف بالله على وضعه ! وقد سبق تخريجها برقم (357) .

    (/1)
    4959 - ( أيها الناس ! إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني ؛ حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني ؛ لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه ؛ رضي الله عنه كما أنا عنه راض ؛ فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 673 :
    $منكر$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 116/ 1-2) من طريق عبدالله بن صالح : أخبرنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وابن هبيرة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة عن جابر بن عبدالله قال :
    خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ حتى نزل (خم) ؛ فتنحى
    الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ، فشق على النبي صلي الله عليه وسلم تأخر الناس عنه ، فأمر علياً فجمعهم . فلما اجتمعوا قام فيهم ، وهو متوسد على علي بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ... فذكره . ثم قال :
    "من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم ! وال من والاه ، وعاد من عاداه" . وابتدر
    الناس إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يبكون ويتضرعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله ! إنما تنحينا ؛ كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ! فرضي عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم عند ذلك . فقال أبو بكر : يا رسول الله ! استغفر لنا جميعاً . فقال لهم :
    "أبشروا ؛ فوالذي نفسي بيده ! ليدخلن
    الجنة من أصحابي سبعون ألفاً بغير حساب ، ومع كل ألف سبعون ألفاً ، ومن بعدهم مثلهم أضعافاً" . قال أبو بكر : يا رسول الله ! زدنا - وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم في موضع رمل - . فحفن بيديه من ذلك الرمل ملء كفيه ، ثم قال :
    "هكذا" . قال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ! ففعل مثل ذلك ثلاث مرات . فقال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ! فقال عمر : ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وبعد ثلاث حنفات من الرمل من الله ؟! فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم ! فقال : "والذي نفسي بيده ! ما يفي بهذا أمتي حتى يوفى عدتهم من الأعراب" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة .
    ونحوه عبدالله بن صالح .
    والمتن منكر .
    وحديث غدير (خم) صحيح ؛ قد جاء من طرق صحاح ليس فيها هذا المتن ، ولا التنحي ، ولا الشفاعة .
    وقد ذكر الشيعي في "مراجعاته" (ص 172) نقلاً عن "صواعق ابن حجر" : أن ابن السماك أخرج عن أبي بكر مرفوعاً :
    "علي مني بمنزلتي من ربي" . وسكت عنه كعادته ! وما وقفت على إسناده ، وما إخاله يصح ، والمعروف - ولا يصح - بلفظ :
    ".. بمنزلة رأسي من بدني" .
    وقد مضى (3914) ، ولعله محرف منه !

    (/1)
    4960 - ( والذي نفسي بيده ! فليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، أو لأبعثن إليهم رجلاً مني - أو كنفسي - ؛ فليضربن أعناق مقاتليهم ، وليسبين ذراريهم . فأخذ بيد علي فقال : هذا هو ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 675 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 244) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : أخبرنا عبيدالله بن موسى عن طلحة عن المطلب بن عبدالله عن مصعب بن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن عوف قال :
    لما افتتح رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة ؛ انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ، ثم أوغل روحة أو غدوة ، [نزل]، ثم هجر ؛ فقال :
    "أيها
    الناس ! إني فرط لكم ، وأوصيكم بعترتي خيراً ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده ..." . قال :
    فرأى
    الناس أنه أبو بكر أو عمر ؛ فأخذ ...
    ومن طريق عبيدالله بن موسى : أخرجه البزار (3/ 223-224) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ طلحة هذا : هو ابن جبر ؛ أورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 480) ، وروى عن ابن معين أنه قال فيه :
    "لا شيء" . وزاد في "الميزان" :
    "وقال مرة : ثقة . وهاه الجوزجاني فقال : غير ثقة" . زاد في "اللسان" :
    "وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال الطبري : لا تثبت بنقله حجة" .
    قلت : والمطلب بن عبدالله صدوق ، لكنه كثير التدليس والإرسال ، كما قال الحافظ ، وقد أرسله في رواية كما يأتي .
    وشيخه مصعب بن عبدالرحمن - وهو ابن عوف - غير معروف ، وقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 303/ 1) برواية المطلب هذا عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما قول الهيثمي (9/ 134) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه طلحة بن جبر ؛ وثقه ابن معين في رواية ، وضعفه الجوزجاني ؛ وبقية رجاله ثقات" !
    وأورده في موضع آخر (9/ 163) ، فقال :
    "رواه البزار ، وفيه طلحة بن جبر ، وهو ضعيف" !
    فأقول : الظاهر أن مصعباً هذا أورده ابن حبان في "الثقات" ؛ فاعتمده الهيثمي ، وهذا ليس بجيد ؛ لما عرف من تساهل ابن حبان في التوثيق ! على أن كتاب "الثقات" لا تطوله يدي الآن للتحقق من ورود مصعب فيه .
    ثم رأيته فيه (5/ 411) ، وقال :
    "روى عنه أهل المدينة . قتل يوم الحرة سنة (63) ، وكان على قضاء مكة" .
    وقد خولف ابن جبر في إسناده ومتنه ، فقال ابن عبدالبر في "الاستيعاب" (3/ 1109-1110) :
    "وروى معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبدالله بن حنطب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين جاءه :
    "لتسلمن أو لأبعثن رجلاً مني - أو قال : مثل نفسي - ؛ فليضربن أعناقكم ، وليسبين ذراريكم ، وليأخذن أموالكم" . قال عمر : فوالله ! ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، وجعلت أنصب صدري له ؛ رجاء أن يقول : هو هذا . قال : فالتفت إلى علي رضي الله عنه ؛ فأخذ بيده ثم قال :
    "هو هذا" .
    قلت : وهذا إسناد صحيح ؛ ولكنه مرسل .
    وإني لأستنكر منه قوله : "قال عمر : فوالله .... رجاء أن يقول : هو هذا" .
    فإن هذا إنما قاله عمر يوم خيبر ؛ حين قال صلي الله عليه وسلم :
    "لأعطين الراية ..." ؛ قال عمر : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها رجاء أن أدعى لها . قال : فدعا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ... الحديث .
    رواه مسلم (7/ 121) من حديث أبي هريرة .
    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ من رواية يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيغ عن أبي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "لينتهين بنو ربيعة ؛ أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي ، ينفذ فيهم أمري ؛ فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية" .
    فما راعني إلا وكف عمر في حجزي من خلفي : من يعني ؟ قلت : إياك يعني وصاحبك ؟! قال : فمن يعني ؟ قلت : خاصف النعل قال : وعلي يخصف النعل .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ لكن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس ، وكان اختلط ، وابنه يونس روى عنه بعد اختلاطه .
    (تنبيه) : حديث الترجمة ؛ عزاه في "الكنز" (6/ 405) لابن أبي شيبة ، وقد رأيت أن أبا يعلى قد أخرجه من طريقه ، فعرفنا بواسطته إسناده الذي تمكنا به معرفة ضعف الحديث وعلته . فالحمد لله على توفيقه .
    ثم رأيته في "مصنف ابن أبي شيبة" (2/ 85/ 12186) .
    ورواه (12/ 68/ 12142) مختصراً عن شريك عن عياش العامري عن عبدالله ابن شداد قال :
    قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن ، فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكر نحوه .
    وهذا مرسل ضعيف .

    (/1)





  2. #582
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4961 - ( يا أيها الناس ! إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أني موشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول ، وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيراً . فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : اللهم ! اشهد . ثم قال :
    أيها
    الناس ! إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني : علياً رضي الله عنه - . اللهم ! وال من ولاه . وعاد من عاداه . ثم قال :
    يا أيها
    الناس ! إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض : حوض ما بين بصري إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة . وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ؛ فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر : كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ؛ لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ؛ فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضا حتى يردا علي الحوض" .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 679 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 149/ 2) ، وابن عساكر (12/ 114/ 1-2) عن زيد بن الحسن الأنماطي : أخبرنا معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال :
    لما صدر رسول الله صلي الله عليه وسلم من حجة الوداع ؛ نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث إليهن ، فقم ما تحتهن من الشوك ، وعمد إليهن فصلى تحتهن ، ثم قام فقال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الأنماطي هذا ؛ قال أبو حاتم :
    "منكر الحديث" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
    ولم يعبأ به الحافظ ؛ فقال في "التقريب" :
    "ضعيف" .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي (9/ 164-165) من رواية الطبراني بهذا التمام من حديث حذيفة بن أسيد ، وأعله بالأنماطي هذا ؛ إلا أنه حكى قول أبي حاتم وابن حبان فيه .
    وأما الشيعي ؛ فقد صدر الحديث بقوله (ص 187) :
    "أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته عن زيد بن أرقم قال ..." فذكره بتمامه ؛ إلا أنه اختصر كلمات من أوله .
    قلت : وفي كلام الشيعي هذا على قصره خطيئتان - ولا أقول : خطآن - :
    الأولى : قوله : "بسند مجمع على صحته" ! فهذا كذب بواح ؛ فإن مثل هذه الدعوى لا يمكن إثباتها حتى من عالم ثقة متخصص في علم الحديث ، فكيف ومدعيها ليس في العير ولا في النفير ؟! بل هو ممن بلونا منه الكذب الكثير ، كما سبق بيانه مراراً .
    ومن الدليل على ذلك : أنه لما أراد أن يثبت هذه الدعوى الكاذبة في الحاشية ؛ لم يزد على أن أضاف إليها دعوى كاذبة أخرى ، فقال :
    "صرح بصحته غير واحد من الأعلام ؛ حتى اعترف بذلك ابن حجر .. في الصواعق ص 25" !
    قلت : فلم يستطع أن ينقل عن أحد صحته إلا ابن حجر المذكور ، وليس هو الحافظ العسقلاني ، وإنما هو الهيتمي الفقيه . ومع الأسف ؛ فقد صرح هذا في الكتاب المذكور بأن سند الطبراني صحيح !
    وهذا لا يقبل من مثله ؛ لأنه ليس من أهل المعرفة بالتصحيح والتضعيف ، لا سيما وفيه ذلك الأنماطي الذي جزم العسقلاني - كما سبق - بأنه ضعيف ، فأنى لإسناده
    الصحة ، بل الإجماع عليها ؟!
    والأخرى : جعله الحديث من رواية زيد بن أرقم ، وإنما هو من رواية حذيفة ابن أسيد كما رأيت ! والظاهر أنه تعمد تغيير صحابي الحديث تضليلاً ؛ فإنه يفعل مثله أو نحوه كثيراً ! عامله الله بما يستحق !
    واعلم أن الكلام إنما هو في خصوص هذا الإسناد الذي جاء بهذا السياق ، فلا يعترضن أحد علينا بأن حديث (الغدير) قد جاء من طرق كثيرة ؛ فهو صحيح قطعاً ! فإننا نقول :
    نعم ؛ هو صحيح في الجملة ؛ إلا أن طرقها تختلف متونها اختلافاً كثيراً ، فما اتفقت عليه من المتن فهو صحيح ، ومن ذلك قوله :
    "من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم ! وال من ولاه وعاد من عاداه" . وله طرق صحيحة قد كنت جمعت قسماً كبيراً منها في "الصحيحة" (1750) .
    وما اختلف عليه منه ؛ فالمرجع حينئذ إلى الإسناد ؛ فإن صح فبها ، وإن لم يصح فلا .
    ولا يجوز حينئذ تصحيح هذا النوع - كما يفعل الشيعي - بالنوع الأول ، كما هو ظاهر لا يخفى على أولي النهى ؛ فإن أهل الأهواء كثيراً ما يستغلون الحديث الضعيف إسناده ؛ لأن له سياقاً خاصاً لم يرد في الأسانيد الصحيحة ، ثم يزعمون أن الحديث صحيح ، ويعنون أصله ، وهم يستدلون بذلك على السياق الخاص !!
    ثم اعلم أن الحديث ؛ قد روى مسلم (7/ 122-123) من طريق أخرى طرفاً منه من حديث يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال :
    قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى : (خماً) - بين مكة والمدينة - فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ؛ ثم قال :

    (/1)
    "أما بعد : ألا أيها الناس ؛ فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ؛ أولهما : كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" . فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال :
    "وأهل بيتي ؛ أذكركم الله في أهل بيتي ؛ أذكركم الله أهل بيتي" (ثلاثاً) .
    وهكذا أخرجه أحمد (5/ 366-367) .
    وأخرجه النسائي في "الخصائص" (ص 15) ، والحاكم (3/ 109) من طريق الأعمش : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد به نحوه ، وزاد :
    "فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؛ فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" . ثم قال :
    "إن الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن" . ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال :
    "من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم ! وال من والاه ، وعاد من عاداه" . وزاد الحاكم :
    "فذكر الحديث بطوله" . وقال :
    "صحيح على شرط الشيخين" ! وسكت عنه الذهبي !
    وأقول : هو كما قال ؛ لولا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس ، وقد عنعنه .
    وقد اختلف عليه في إسناده : فروي عنه هكذا .
    وروي عنه عن زيد بن أرقم به دون قوله :
    "إن الله مولاي ..." إلخ .
    أخرجه الترمذي من طريق الأعمش أيضاً عن عطية عن أبي سعيد ، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد به ... فأسقط من بينهما أبا الطفيل .
    أخرجه الترمذي (2/ 308) . وقال :
    "حسن غريب" .
    وأخرجه أحمد (3/ 17،26) من هذا الوجه بأتم منه .
    وقول الشيعي (ص 20) أنه أخرجه من طريقين ... من أكاذيبه !
    ثم أخرجه الحاكم (3/ 533) من طريق كامل أبي العلاء : سمعت حبيب ابن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال :
    خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ حتى انتهينا إلى غدير (خم) ، فأمر بروح ، فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :
    "يا أيها
    الناس ! إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده : كتاب الله عز وجل" ، ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال :
    "يا أيها
    الناس ! من أولى بأنفسكم ؟!" قالوا : الله ورسوله أعلم ! قال :
    "من كنت مولاه ؛ فعلي مولاه" . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    وأقول : وهو كما قالا ؛ لولا عنعنة حبيب .
    على أن كاملاً أبا العلاء - وإن كان من رجال مسلم - ؛ ففي حفظه ضعف ، كما أشار إلى ذلك الحافظ بقوله :
    "صدوق يخطىء" .
    فمخالفة مثله للأعمش مما يتوقف فيه .
    على أن حديثه في الجملة - أو غالبه - صحيح ؛ لأنه ثابت في الطرق والأحاديث الأخرى ؛ إلا ما يتعلق بالبعث ؛ فعندي فيه وقفة الآن ؛ فإن جاء له شاهد معتبر به تقوى به .
    وقد جاء هذا في حديث زيد هذا من رواية الطبراني ، ساقه الهيثمي (9/ 163-164) بأتم من رواية الحاكم ؛ إلا أنه أعله بأن فيه حكيم بن جبير ؛ وهو ضعيف . وقد نقلت عنه فيما تقدم طرفاً منه (رقم : 4914) .
    (تنبيه) : يكشف لك هذا التخريج أن حديث الغدير قد اختلف رواته - قبل مخرجيه من الأئمة - في سياقه ؛ فمنهم المطول ، ومنهم المختصر .
    فمن جنف الشيعي وحيفه وطغيانه وحقده على أئمة السنة ؛ قوله - بعد أن ساق بعض الروايات فيه - ومنها رواية النسائي عن زيد - ؛ قال (ص 190) :
    "وهذا الحديث ؛ أخرجه مسلم من عدة طرق عن زيد بن أرقم ، لكنه اختصره فبعثره - وكذلك يفعلون -" !!
    كذا قال ! فض الله فاه ! ما أقل حياءه ! فما الذي حمله على اتهام الإمام مسلم بأنه هو الذي اختصره - إن كان هناك اختصار مقصود - دون من فوقه من رواته ؟! وكيف يصح اتهامه إياه بذلك ، وهذا الإمام أحمد قد رواه أيضاً مثل روايته مختصراً ؟!
    ثم ماذا يقول عن النسائي وغيره ممن أخرج الحديث من طرق أخرى ؛ يزيد بعضهم على بعض ، وينقص بعضهم عن بعض ، وخصوصاً الترمذي في روايته ، أكل هؤلاء اختصروا الحديث وبتروه ؟!
    بل ماذا يقول هذا الشيعي الجائر في صنيع الحاكم نفسه - وهو المتهم بالتشيع الصريح - بأنه اختصر الحديث بقوله المتقدم :
    ".. فذكر الحديث بطوله" ؟!
    أليس الحاكم هو الأولى بأن يتهم باختصار الحديث من مسلم ، لو كان الاختصار تهمة ؟! ولكن صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" .
    ومن تقادير الله اللطيفة : أنه كشف عن أن الأمر الذي اتهم الشيعي الإمام مسلماً به : إنما هو صنيع الشيعي نفسه ، فهو الذي يختصر الروايات ويبترها ؛ لهوى في نفسه ؛ فإنه - بعد أن صعن في الإمام تلك الطعنة الفاشلة - قال :
    "وعن سعد أيضاً قال : كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلما بلغ غدير (خم) ؛ وقف للناس ..." .
    قلت : فذكر الحديث ؛ وهو صحيح المتن ضعيف السند ؛ لأن فيه راوياً فيه جهالة . ومع ذلك فقد وقع في سياقه ما يدل على ضعف راويه ، وهو قوله في أوله :
    كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بطريق مكة وهو متوجه إليها ، فلما بلغ ... الحديث .

    (/2)
    هكذا نصه عند مخرجه النسائي الذي عزاه الشيعي إليه . ومع ذلك ؛ حذف منه قوله :
    بطريق مكة وهو متوجه إليها ! دون أن ينبه على ذلك ؛ لأنه لو فعل خشي أن يتسرب إلى بعض القراء الشك في صحة أصل الحديث ! ولكنه لجهله بهذا العلم ؛ لا يستطيع أن يدفع الشك المشار إليه بمثل أن يقال : أصل الحديث صحيح !
    وأما قوله : وهو متوجه إليها ... فهو خطأ من بعض رواته ؛ لأن الطرق الأخرى في حديث زيد وغيره متفقة على أن ذلك كان مرجعه من حجة الوداع . وقد ذكر الشيعي نفسه بعض الروايات في ذلك (ص 188،189) .
    وبهذا يتبين أنه قد صدق في الشيعي المثل السائر : (رمتني بدائها وانسلت) !!
    واعلم أن من الاستغلال الذي أشرت إليه فيما سبق : أن حديث الغدير ؛ أورده الشيعي (190) من رواية الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب من طريقين - كذا قال - ، فذكره ، وزاد - بعد قوله صلي الله عليه وسلم : "وعاد من عاداه" - :
    قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة !!
    قلت : ليس في حديث البراء هذا زيادة أخرى على الأحاديث الأخرى التي ساقها الشيعي ، فهو إنما ساقه من حديثه من أجل هذه الزيادة !
    وهي مما لا يصح في حديث الغدير الصحيح ؛ فإن الإمام أحمد أخرجه في الصفحة التي ذكرها الشيعي نفسه (4/ 281) من طريق حماد بن سلمة : أنبأنا علي ابن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب به .
    قلت : وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف ؛ كما تقدم مراراً .
    ومن طريقه : أخرجه ابن عساكر أيضاً (12/ 114/ 2) ، وكذا ابن ماجه (116) ؛ ولكنه لم يذكر هذه الزيادة .
    ولعله تعمد حذفها إشارة منه إلى نكارتها ؛ لتفرد ابن جدعان بها في هذه الطريق .
    نعم ؛ تابعه عليها - عند ابن عساكر - أبو هارون العبدي .
    ولكنه شر منه ؛ فإنه متهم بالكذب .
    ومما يؤكد نكارة هذه الزيادة : ما رواه أبو إسحاق عن البراء وزيد بن أرقم قالا ... الحديث دون الزيادة .
    أخرجه ابن شاهين في "السنة" (رقم 12 - منسوختي) ، وابن عساكر (12/ 115/ 1) .
    (تنبيه) : قول الشعي فيما تقدم :
    إن الحديث رواه أحمد من طريقين عن البراء بن عازب !
    فهو من أكاذيبه التي لا تتناهى ؛ فإنما هو عنده من طريق ابن جدعان فقط ؛ كما سبق .
    قلت : ومن ذلك الاستغلال ؛ قول الشيعي (ص 195) :
    "ورب قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة ؛ كأنس بن مالك" !!
    قلت : يشير بالشهادة إلى مناشدة علي رضي الله عنه من سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يوم غدير (خم) ما قال ، فقام جمع فشهدوا ، فزعم الشيعي - عامله الله بما يستحق - أن أنساً رضي الله عنه أقعده البغض عن القيام بتلك الشهادة !!
    وكذب عدو الله ! فما كان لأنس - وهو الذي خدم رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين ، ودعا له رسول الله صلي الله عليه وسلم خيراً - أن يكتم الشهادة !
    والشيعي - في زعمه الكاذب هذا - إنما استدل عليه بروايتين :
    الأولى : وعم أن علياً رضي الله عنه قال لأنس : ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فتشهد بما سمعته يؤمئذ منه ؟! فقال : يا أمير المؤمنين ! كبرت سني ونسيت . فقال علي : إن كنت كاذباً ؛ فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة ! فما قام حتى ابيض وجهه برصاً . فكان بعد ذلك يقول : أصابتني دعوة العبد الصالح .
    قلت : وهذه رواية شيعية تقطر فرية وإثماً ! وهي من رواياتهم الكثيرة التي لا سنام لها ولا خطام ، والشيعي نفسه لم ينسبها إلى أي مرجع من مراجع السنة .
    أما من كتب أهل السنة ؛ فلأنه لا أصل لها في شيء منها .
    وأما من كتب الشيعة ؛ فكأنه لم يعزه إلى شيء منها ؛ لعلمه بأن عزو مثل هذه الرواية إلى كتاب إنما هو فضيحة لها !
    وعلى كل حال ؛ فليس الشاهد فيها ؛ وإنما في الرواية السنية الآتية :
    الثانية : قال :
    "ويشهد لها ما أخرجه الإمام أحمد في آخر (ص 119) من الجزء الأول من "مسنده" ؛ حيث قال : فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا ؛ فأصابتهم دعوته" !!
    فأقول : والجواب من وجوه :
    الأول : أن عزوها للإمام أحمد خطأ ؛ سببه الجهل بكتب السنة ؛ فإن الشيعي يظن أن كل ما في "مسند أحمد" هو من روايته ، وليس الأمر كذلك عند أهل العلم ، وليس هذا مجال بسط ذلك ؛ وإنما هي من رواية ابنه عبدالله عن غير أبيه ؛ فقد قال عبدالله في "مسند أبيه" - في المكان الذي أشار إليه الشيعي - : حدثنا أحمد ابن عمر الوكيعي : حدثنا زيد بن الحباب : حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي : حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال : دخلت على عبدالرحمن بن أبي ليلى فحدثني :
    أنه شهد علياً رضي الله عنه في الرحبة قال : أنشد الله ...
    قلت : فذكر ما أشرنا إليه آنفاً ؛ وزاد في آخره :
    "وانصر من نصره ، واخذل من خذله . فقام (كذا) إلا ثلاثة لم يقوموا ؛ فدعا عليهم ؛ فأصابتهم دعوته" !

    (/3)
    الثاني : أن الاحتجاج بهذه الزيادة التي في آخر هذه الرواية ؛ إنما يجوز إذا كان إسنادها ثابتاً ؛ وهيهات هيهات ؛ فإن فيه - كما رأيت - الوليد بن عقبة بن نزار العنسي ؛ وهو مجهول كما قال الحافظ . وقال الذهبي :
    "لا يعرف" .
    وقد خالفه يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى به دون هذه الزيادة .
    وخالفه كل من روى قصة المناشدة هذه عن علي رضي الله عنه ؛ وهم جمع من التابعين : عند أحمد (1/ 84،118،119) ، والنسائي (ص 16،17،18،29) ، وابن عساكر (12/ 110/ 2-113/ 1) ؛ كل هؤلاء لم يذكروا الزيادة المتضمنة للاستثناء .
    الثالث : هب أن الاستثناء المشار إليه ثابت في القصة ؛ فليس فيه تسمية الثلاثة الذين لم يقوموا ؛ فأصابتهم دعوة علي رضي الله عنه ؛ فضلاً أن يكون قد سمي منهم أنس بن مالك رضي الله عنه .
    الرابع : هب أنهم سموا ، فليس فيه تعيين ما أصابهم من دعوته .
    ومن البدهي : أنه يجوز تعيين الاسم والدعوة بمثل تلك الرواية الشيعية الجائرة ؛ لأنها بمنزلة الرواية الإسرائيلية التي يراد تفسير النص الشرعي الثابت بها !
    وهذا باطل لا يخفى !
    ومن ذلك أيضاً : ما ذكره (ص 200) قال :
    "مما أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في تفسير سورة المعارج بسندين معتبرين (!) :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما كان يوم غدير (خم) ؛ نادى
    الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي ، فقال : "من كنت مولاه فعلي مولاه" ، فشاع ذلك فطار في البلاد ، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتى رسول الله صلي الله عليه وسلم على ناقة له ، فأناخها ونزل عنها وقال : يا محمد ! أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمساً ، فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة ، فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان ، فقبلنا ، وأمرتنا بالحج ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا ؛ فقلت : "من كنت مولاه فعلي مولاه" ، فهذا شيء منك أم من الله ؟! فقال صلي الله عليه وسلم : "فوالله الذي لا إله إلا هو ! إن هذا لمن الله عز وجل" . فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللهم ! إن كان ما يقول محمد حقاً ؛ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ! فما وصل إلى راحلته حتى رماه اله سبحانه بحجر سقط على هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج) ، انتهى الحديث بعين لفظه" !!
    قلت : فهذا السياق باطل ، لا يشك في ذلك من عنده ذرة من علم بعلم الحديث والتفسير ، وبيانه من وجوه :
    الأول : أن قوله : إن كان هذا هو الحق من عندك ... إنما هو من قول أبي جهل - لعنه الله - كما رواه البخاري في "صحيحه" . وهذا أصح مما روى الحاكم (2/ 502) عن سعيد بن جبير : أنه النضر بن الحارث بن كلدة ؛ لأن هذا مرسل .
    الثاني : أن آية : (سأل سائل بعذاب واقع) إلى آخر السورة مكية ؛ فكيف يصح القول بأنها نزلت في (خم) بعد رجوعه من حجة الوداع ؟!
    وقد روى جمع - منهم ابن الضريس - عن ابن عباس قال :
    نزلت سورة (سأل) بمكة .
    وروى ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .
    وروى الحاكم في مرسل سعيد بن جبير المتقدم :
    أن الذي سأل هو النضر بن الحارث .
    فهذا كله يبطل ما عزاه الشيعي إلى الثعلبي .
    الثالث : أن روايات الغدير - ما صح منها وما لم يصح - ؛ لم يرد في شيء منها هذا التفصيل الذي تضمنته رواية الثعلبي هذه .
    وأما قول الشيعي : "بسندين معتبرين" ! فهو غير مصدق في ذلك ؛ لكثرة ما بلونا عليه من الكذب ، ولجهله بهذا العلم الشريف ! وكثيراً ما يكون الحديث جاء من طريق واحدة يرويها صحابي واحد ، وعنه تابعي واحد ، وعنه تابع تابعي واحد ، ثم تتعدد الطرق من تحته ، فيقول الشيعي :
    "من طريقين أو طرق" !
    انظر - على سبيل المثال - التعليق المتقدم على (ص 685) من هذا الحديث ؛ تر عجباً .
    ومن ذلك قوله (ص 38) - مشيراً إلى هذه القصة الباطلة - :
    "أخرج الإمام الثعلبي في "تفسيره" هذه القضية مفصلة .... وأخرجها الحاكم في تفسير المعارج من "المستدرك" فراجع صفحة (502) من جزئه الثاني" !!
    وأنت إذا رجعت إلى المكان المشار إليه من "المستدرك" ؛ لا تجد للقصة أو القضية - على تعبيره - ذكراً ، بل تجد ما يدل على نقيضها ، وهو مرسل سعيد بن جبير الذي سبق ! وسياقه هكذا : ... عن سعيد بن جبير : (سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج) : ذي الدرجات . (سأل سائل) قال : هو النضر بن الحارث بن كلدة ؛ قال : اللهم ! إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) .
    قلت : فهذا هو نص القضية التي أحال عليها الشيعي ؛ فهل تجد فيه أن الآية نزلت فيمن جحد ولاية علي رضي الله عنه ؟! وأن الذي قال : اللهم ! إن كان ... ونزب فيه (سأل) هو الحارث بن النعمان الذي جاء في القصة الباطلة ؟! أم تجد فيه أنه النضر بن الحارث بن كلدة ؟!

    (/4)
    فماذا يستطيع الإنسان أن يقول في مثل هذا الشيعي الذي لا يتورع عن الكذب وعن تضليل القراء ؟! فإلى الله المشتكى !
    ومن ذلك أيضاً قوله (ص 208) :
    "وقيل لعمر - فيما أخرجه الدارقطني - : إنك تصنع لعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ؟ فقال : إنه مولاي" !!
    قلت : نقله الشيعي عن كتاب "الصواعق" للهيتمي (ص 26) ؛ وقد سكتا عليه ! فبئس ما صنعا !!
    فقد أخرجه ابن عساكر (12/ 119/ 1) من طريق الدارقطني بسنده عن سعيد بن محمد الأسدي : أخبرنا حسين الأشقر عن قيس عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لعمر ...
    قلت : فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
    الأولى : الانقطاع ؛ فإن سالماً لم يدرك عمر رضي الله عنه .
    الثانية : حسين - وهو ابن الحسن الأشقر - ؛ فإنه - على ضعفه - من غلاة الشيعة ، وقد كذبه بعضهم .
    الثالثة : سعيد بن محمد الأسدي ؛ إن لم يكن هو الوراق الثقفي الكوفي ؛ فلم أعرفه .
    والثقفي مضى له ذكر في الحديث (4895) .

    (/5)
    4962 - ( لكل نبي وصي ووارث ، وإن علياً وصيي ووارثي ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 694 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عدي - في ترجمة شريك بن عبدالله من "الكامل" (ق 193/ 1) - من طريق علي بن سهل : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا سلمة : حدثني محمد بن إسحاق عن شريك بن عبدالله عن أبي ربيعة الإيادب عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً .
    وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" بإسناده عن البغوي : حدثنا محمد بن حميد الرازي : حدثنا علي بن مجاهد : حدثنا محمد بن إسحاق به . وقال :
    "الرازي ؛ كذبه أبو زرعة وغيره" .
    أورده السيوطي في "اللآلىء" (1/ 186) ؛ وزاد :
    "قلت : قال الجورقاني : هذا حديث باطل . وفي إسناده ظلمات : علي بن مجاهد ؛ كان يضع الحديث . ومحمد بن حميد ؛ كذبه صالح وغيره" .
    قلت : وقد اختلف شيخ الرازي - في رواية ابن عدي عنه - عن شيخه في رواية البغوي كما ترى - ؛ فهو سلمة - وهو ابن الفضل - في رواية الأول ، وهو علي ابن مجاهد في رواية الآخر .
    ولعل ذلك من تخاليط الرازي أو أكاذيبه .
    وقد تابعه في روايته عن سلمة : أحمد بن عبدالله الفرياناني فقال : حدثنا سلمة بن الفضل به .
    رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" . وقال :
    "الفرياناني يضع" .
    وأقره السيوطي في "اللآلىء" ، ثم ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 356-357) .
    قلت : ولعله سرقه من الرازي أو العكس ؛ وهذا أقرب ؛ فقد جاء عن غير واحد أن ابن حميد كان يسرق الحديث ، كما قال الذهبي .
    وعلى كل حال ؛ فهما آفة الحديث .
    وإن كان سلمة بن الفضل فيه ضعف من قبل حفظه .
    وابن إسحاق من جهة عنعنته ؛ فإنه مدلس .
    وشريك ؛ لسوء حفظه .
    لكن الذهبي رفع العهدة عنه ، فقال عقب الحديث - وقد ساقه من طريق الرازي عن سلمة به - :
    "قلت : هذا كذب ، ولا يحتمله شريك" .
    قلت : وأشار إلى الآفة هو الرازي ؛ حيث قال عقب اسمه في سند الحديث :
    "وليس بثقة" .
    (تنبيه) قلت : نقل الشيعي في "مراجعاته" (ص 224) قول الذهبي المذكور بشيء من الخبث والمكر ، ثم قال :
    "والجواب : أن الإمام أحمد بن حنبل والإمام أبا القاسم البغوي والإمام ابن جرير الطبري وإمام الجرح والتعديل ابن معين وغيرهم من طبقتهم ، وثقوا محمد ابن حميد ورووا عنه ؛ فهو شيخهم ومعتمدهم ؛ كما يعترف به الذهبي في ترجمة محمد بن حميد من (الميزان)" !!
    قلت : فيه أنواع من الكذب والتدليس :
    أولاً : قوله : "وثقوا محمد بن حميد" !! كذب بهذا التعميم ؛ فإن أحداً من المذكورين لم يصرح بتوثيقه ؛ سوى بن معين ، مع مخالفة الأئمة الآخرين إياه كما يأتي .
    نعم ؛ سائر المذكورين رووا عنه ، ولا يلزم من ذلك أنه ثقة عندهم ، كما هو معلوم عند العارفين بهذا الشأن . فهذا ابن خراش من الرواة عنه يقول فيه :
    "حدثنا ابن حميد ، وكان - والله - يكذب" . وقال صالح جزرة :
    "كنا نتهم ابن حميد في كل شيء يحدثنا ؛ ما رأيت أجرأ على الله منه ؛ كان يأخذ أحاديث
    الناس فيقلب بعضها على بعض" !
    نعم ؛ قد أثنى الإمام أحمد عليه خيراً ، ولكن هذا ليس نصاً في التوثيق أيضاً ؛ لاحتمال أنه لشيء آخر ، وهو الحفظ والعلم مثلاً ، وهذا هو الذي رواه ابنه عبدالله عنه ، فقال عبدالله عن أبيه :
    "لا يزال بالري علم ؛ ما دام محمد بن حميد حياً" .
    ثم هب أنه يلزم من كل ذلك أنهم وثقوه ؛ فمن المحتمل أن ذلك كان منهم قبل أن يتبين لهم كذبه الذي عرفه منه الآخرون من الأئمة ؛ فقد قال أبو علي النيسابوري :
    "قلت : لابن خزيمة : لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد ؛ فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه ؟ فقال : إنه لم يعرفه ، ولو عرفه كما عرفناه ؛ ما أثنى عليه أصلاً" .
    قلت : ومن المحتمل أن أولئك الأئمة الذين رووا عنه لم يستمروا على الرواية عنه ؛ فهذا داود بن يحيى يقول :
    "حدثنا عنه أبو حاتم قديماً ، ثم تركه بآخرة" .
    ثانياً : هب أن الشيعي صادق فيما نقله من التوثيق ؛ فذلك غير كاف للرد على قول الذهبي :
    "ليس بثقة" ؛ لأن الشيعي يعلم أن في مقابل التوثيق تكذيباً صدر من أئمة آخرين ، فلا بد حينئذ من الترجيح ، ومن المعلوم أيضاً أن التكذيب جرح مفسر ، فهو مقدم على التوثيق ! هذا في قواعدنا نحن معاشر أهل السنة . وأما الشيعة ؛ فلست أعلم مذهبهم في ذلك وإن كان لا يعقل غير ما عليه أهل السنة .
    وهب أن الأمر كذلك عندهم ؛ فذلك مما لا ينفع معهم ؛ لأنهم إنما يتبعون أهواءهم ، وقاعدة الغربيين : (الغاية تبرر الوسيلة) !!
    ثالثاً : هب أن الرازي هذا ثقة على مذهب الشيعي ؛ فهل يلزم منه أن يكون من فوقه من رجال الإسناد ثقات أيضاً ؟! مع أننا قد سبق أن بينا أن الأمر ليس كذلك !
    ثم هب أنهم ثقات ؛ فهل بمجرد ذلك يصح الإسناد ؛ أم لا بد من سلامته من كل علة قادحة ؟!
    لعل الشيعي يعرف هذه الحقائق ، ثم هو يتجاهلها للقاعدة السابقة : (الغاية تبرر الوسيلة) !

    (/1)
    ومن أجل ذلك ؛ تراه يتجاهل حكم الأئمة الآخرين على الحديث بالوضع ؛ كالجورقاني ، وابن الجوزي ، وابن حجر العسقلاني ، والسيوطي ، وابن عراق !
    رابعاً : قوله : "فهو شيخهم ومعتمدهم ، كما يعترف به الذهبي ..." ! كذب على الذهبي ؛ فإنه لم يذكر لفظ : "معتمدهم" أصلاً ، وإنما زادها الشيعي من عند نفسه زوراً وتضليلاً ، فعليه من الله مايستحق !

    (/2)
    4963 - ( ألا قلت : فكيف تكونان خيراً مني ؛ وزوجي محمد ، وأبي هارون ، وعمي موسى ؟! ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 698 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (2/ 323) ، والحاكم (4/ 29) عن هاشم بن سعيد الكوفي : حدثنا كنانة قال : حدثتنا صفية بنت حيي قالت :
    دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام ، فذكرت ذلك له فقال ... فذكره .
    وكان الذي بلغها أنهم قالوا : نحن أكرم على رسول الله صلي الله عليه وسلم منها ، وقالوا : نحن أزواج النبي صلي الله عليه وسلم وبنات عمه .
    هذا لفظ الترمذي . وقال :
    "حديث غريب ، لا نعرفه من حديث ضفية إلا من حديث هاشم الكوفي ، وليس إسناده بذلك القوي" .
    قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" .
    قلت : وكنانة مولى صفية ؛ لم يوثقه غير ابن حبان . لكن روى عنه جمع . وقال الحافظ :
    "مقبول" !
    وقد ذكر الحافظ في ترجمته من "التهذيب" أن الحديث رواه ابن عدي من طريق يزيد بن مغلس الباهلي : حدثنا كنانة بن نبيه مولى صفية ... فذكر الحديث .
    قلت : وهذا ظاهره أن يزيد بن المغلس تابع هاشم بن سعيد . وحينئذ يتقوى الحديث بمتابعته .
    ولكني أرى أن في إسناد ابن عدي انقطاعاً أو سقطاً ؛ فإن ابن المغلس إنما يروي عن مالك وطبقته من أتباع التابعين ، فمثله لم يدرك أحداً من التابعين قطعاً ، وكنانة منهم .
    ويؤيده أنهم ذكروا في شيوخ يزيد هذا هاشم بن سعيد الراوي للحديث عن كنانة ، فالظاهر أنه هو الساقط بين يزيد وكنانة . والله أعلم .
    والحديث ؛ بيض له الحاكم والذهبي ، ولعل ذلك لظهور ضعفه .
    وأشار إلى ذلك ابن عبدالبر في ترجمة صفية من "الاستيعاب" (4/ 1872) بقوله :
    "ويروى أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل على صفية ..." فذكره .
    وتجاهل الشيعي في "مراجعاته" (ص 239) ضعف الحديث ، فاستدل به على أن عائشة رضي الله عنها ليست أفضل من صفية وسائر زوجاته صلي الله عليه وسلم .
    ومن غرائب جهله أو تجاهله : أنه عزاه للترمذي ، ولم ينقل عنه تضعيفه إياه بقوله :
    "حديث غريب ..." إلخ .
    كما جهل أو تجاهل أيضاً إشارة ابن عبدالبر إلى تضعيفه .
    ولكن هذا غريباً منه وهو يكذب على
    العلماء الكذب الصريح ؛ كما تقدم بيانه مراراً وتكراراً !

    (/1)
    4964 - ( خذ هذا السيف ؛ فانطلق ، فاضرب عنق ابن عم مارية حيث وجدته ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 700 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الحاكم (4/ 39) من طريق أبي معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    أهديت مارية إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ومعها ابن عم لها ؛ قالت : فوقع عليها وقعة ، فاستمرت حاملاً . قالت : فعزلها عند ابن عمها . قالت : فقال أهل الإفك والزور : من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره ! وكانت أمة قليلة اللبن ، فابتاعت له ضائنة لبون ، فكان يغذى بلبنها ، فحسن عليها لحمه . قالت عائشة رضي الله عنها : فدخل به على النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم . فقال :
    "كيف ترين ؟" . فقلت : من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه ! قال :
    "ولا الشبه ؟" . قالت : فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت : ما أرى شبهاً ! قالت : وبلغ رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يقول
    الناس . فقال لعلي ... (فذكر الحديث) . قالت : فانطلق ؛ فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطبات . قال : فلما نظر إلى علي ومعه السيف ؛ استقبلته رعدة . قال : فسقطت الخرقة ؛ فإذا هو لم يخلق الله عز وجل له ما للرجال ؛ شيء ممسوح .
    قلت : سكت عنه الحاكم والذهبي ، ولعله لظهور ضعفه ؛ فإن سليمان بن الأرقم متفق بين الأئمة على تضعيفه ، بل هو ضعيف جداً ؛ فقد قال البخاري :
    "تركوه" . وقال أبو داود ، وأبو أحمد الحاكم ، والدارقطني :
    "متروك الحديث" . وقال أبو داود :
    "قلت لأحمد : روى عن الزهري عن أنس في التلبية ؟ قال : لا نبالي روى أم لم يرو" ! وقال ابن عدي في آخر ترجمته - وقد ساق له نيفاً وعشرين حديثاً (154/ 1-2) - :
    "وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد" .
    قلت : وللحديث أصل صحيح ، زاد عليه ابن الأرقم هذا زيادات منكرة ، تدل على أنه سيىء الحفظ جداً ، أو أنه يتعمد الكذب والزيادة ؛ لهوى في نفسه ، ثم يحتج بها أهل الأهواء !
    فأنا أسوق لك النص الصحيح للحديث ؛ ليتبين لك تلك الزيادات المنكرة ، فروى ثابت عن أنس :
    أن رجلاً كان يتهم بأم ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي :
    "اذهب فاضرب عنقه" .
    فأتاه علي ؛ فإذا هو في ركي يتبرد فيها . فقال له علي : اخرج . فناوله يده ، فأخرجه ؛ فإذا هو محبوب ليس له ذكر ، فكف علي عنه . ثم أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إنه لمحبوب ؛ ما له ذكر .
    أخرجه مسلم (8/ 119) ، والحاكم (4/ 39-40) ، وأحمد (3/ 281) ، وابن عبدالبر في ترجمة مارية من "الاستيعاب" (4/ 1912) ؛ كلهم عن عفان : حدثنا حماد بن سلمة : أخبرنا ثابت ... وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه" !
    فوهم في استدراكه على مسلم ! وقال ابن عبدالبر :
    "وروى الأعمش هذا الحديث فقال فيه : قال علي : يا رسول الله ! أكون كالسكة المحماة ؛ أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ فقال : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب" .
    قلت : هذه الزيادة لم أقف عليها من رواية الأعمش ، وإنما من رواية غيره من حديث علي نفسه ، وقد مضى تخريجه في "الصحيحة" برقم (1904) ، وليس فيه أيضاً تلك الزيادات المنكرة التي تفرد بها ابن الأرقم في هذا الحديث .
    وأشدها نكارة ما ذكره عن عائشة أنها قالت : ما أرى شبهاً !
    فقد استغلها عبدالحسين الشيعي في "مراجعاته" أسوأ الاستغلال ، واتكأ عليها في اتهامه للسيدة عائشة في خلقها ودينها ، فقال (ص 247-248) :
    "وحسبك مثالاً لهذا ما أيدته - نزولاً على حكم العاطفة - من إفك أهل الزور إذ قالوا - بهتاناً وعدواناً - في السيدة مارية وولدها عليه السلام ما قالوا ، حتى برأهما الله عز وجل من ظلمهم براءة - على يد أمير المؤمنين - محسوسة ملموسة ! (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً)" !
    وعلق على هذا بقوله :
    "من أراد تفصيل هذه المصيبة ؛ فليراجع أحوال السيدة مارية رضي الله عنها في (ص 39) من الجزء الرابع من "المستدرك" للحاكم ، أو من "تلخيصه" للذهبي" !
    يشير بذلك إلى هذا الحديث المنكر !
    وإن من مكره وخبثه : أنه لم يكتف في الاعتماد عليه - مع ضعفه الشديد - بل إنه زد على ذلك أنه لم يسق لفظه ؛ تدليساً على
    الناس وتضليلاً ؛ فإنه لو فعل وساق اللفظ ؛ لتبين منه لكل من كان له لب ودين أن عائشة بريئة مما نسب إليها في هذا الحديث المنكر من القول - براءتها مما اتهمها المنافقون به ؛ فبرأها الله تعالى بقرآن يتلى - ، آمن الشيعة بذلك أم كفروا ، عامل الله الكذابين والمؤيدين لهم بما يستحقون ! وإنا لله وإنا إليه راجعون .
    وتأمل ما في إيراده في آخر كلامه للآية الكريمة : (ورد الله الذين كفروا ...) من رمي السيدة عائشة بالكفر ، مع أنه يترضى عنها أحياناً (ص 229) ! ويتعرف (ص 238) بأن لها فضلها ومنزلتها !

    (/1)
    وما إخال ذلك منه إلا من باب التقية المعهودة منهم ، وإلا ؛ فكيف يتلقي ذلك مع حشره إياها في زمرة الذين كفروا ؟! عامله الله بما يستحق !
    ثم إن الحديث ؛ أخرجه ابن شاهين أيضاً من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري به ؛ كما في "الإصابة" (6/ 14) للحافظ العسقلاني ؛ وقال :
    "وسليمان ضعيف" .

    (/2)
    4965 - ( لقد رأيت خالاً بخدها ؛ اقشعرت كل شعرة منك ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 704 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 160-161) : أخبرنا محمد ابن عمر : حدثني الثوري عن جابر عن عبدالرحمن بن سابط قال :
    خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم امرأة من كلب ، فبعث عائشة تنظر إليها ، فذهبت ثم وجعت . فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "ما رأيت ؟" . فقالت : ما رأيت طائلاً . فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره . فقالت : يا رسول الله ! ما دونك سر !
    قلت : وهذا موضوع ؛ فإنه مع كونه مرسلاً ، فإن محمد بن عمر - وهو الواقدي - كذاب ، كما تقدم مراراً .
    وقد استغل الشيعي أيضاً هذا الحديث الباطل استغلالاً غير شريف ؛ فطعن به على السيدة عائشة رضي الله عنها ، فنسبها إلى الكذب ، كما طعن عليها بالحديث الذي قبله !

    (/1)





  3. #583
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4966 - ( إنا لم نرد هذا ، إنا لم نرد هذا ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 704 :
    $ضعيف$
    أخرجه الديلمي عن عائشة :
    أنها خاصمت النبي صلي الله عليه وسلم إلى أبي بكر ؛ فقالت : يا رسول الله ! اقصد ! فلطم أبو بكر خدها ؛ وقال : تقولين لرسول الله صلي الله عليه وسلم : اقصد ؟! وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها ، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يغسل الدم من ثيابها بيده ؛ ويقول ... فذكره .
    كذا في "كنز العمال" (7/ 116/ 1020) .
    قلت : وعزوه للديلمي يشعر بضعف إسناده ؛ كما نص عليه في مقدمة "الجامع الكبير" ، ونقلته عنه في مقدمتي لكل من "صحيح الجامع الصغير وزيادته" و "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" .
    وقد صرح بضعفه الحافظ العراقي ؛ فقال في "تخريج الإحياء" (2/ 40) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، والخطيب في "التاريخ" من حديث عائشة بسند ضعيف" .
    قلت : ومع ذلك ؛ احتج به الشيعي في "مراجعاته" (249) في الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها ! عامله الله بما يستحق !
    وقد روى طرفاً منه ابن سعد (8/ 80) : أخبرنا محمد بن عمر : أخبرنا محمد بن عبدالله عن الزهري عن ابن المسيب قال :
    قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بكر :
    "يا أبا بكر ! ألا تعذرني من عائشة ؟!" .
    قال : فرفع أبو بكر يده ، فضرب صدرها ضربة شديدة ، فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "غفر الله لك يا أبا بكر ! ما أردت هذا" .
    لكنه إسناد واه بمرة ؛ فإن محمد بن عمر - وهو الواقدي - كذاب .
    ومحمد بن عبدالله : هو أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن أبي سبرة ؛ قال الحافظ :
    "رموه بالوضع" .
    ثم وقفت على إسناد الحديث عند الديلمي في "مسنده" (ص 319-320- مصورة) : أخرجه من طريق إسماعيل بن إبراهيم المنقري عن أبيه عن مبارك بن فضالة عن عبيدالله بن عمر عن القاسم عن عائشة ...
    قلت : والمبارك بن فضالة ؛ وإن كان صدوقاً ؛ فهو مدلس تدليس التسوية ! وغسماعيل بن إبراهيم المنقري وأبوه ؛ لم أعرفهما .

    (/1)
    4967 - ( إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 706 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1148) عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
    وكان متاعي فيه خف ، وكان على جمل ناج ، وكان متاع صفية فيه ثقل ، وكان على جمل ثفال بطيء ؛ يبطىء بالركب ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "[حولوا متاع عائشة على جمل صفية] ، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب" . قالت عائشة : فلما رأيت ذلك قلت : يا لعباد الله ! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلي الله عليه وسلم ! قالت : فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "يا أم عبدالله ! إن متاعك كان فيه خف ، وكان متاع صفية فيه ثقل ، فأبطأ بالركب ، فحولنا متاعها على بعيرك ، وحولنا متاعك على بعيرها" . قالت : فقلت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟! قالت : فتبسم فقال :
    "أو في شك أنت يا أم عبدالله ؟!" . قالت : قلت : ألست تزعم أنك رسول الله ، فهلا عدلت ؟! وسمعني أبو بكر - وكان فيه غرب ؛ أي : حدة - ؛ فأقبل علي فلطم وجهي . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "مهلاً يا أبا بكر !" . فقال : يا رسول الله ! أما سمعت ما قالت ؟! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لعنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه مدلس .
    وسلمة بن الفضل كثير الخطأ ؛ كما قال الحافظ . وقال الهيثمي (4/ 322) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه محمد بن إسحاق ؛ وهو مدلس . وسلمة بن الفضل ، وقد وثقه جماعة : ابن معين وابن حبان وأبو حاتم ، وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال "الصحيح" . وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في "كتاب الأمثال" ، وليس فيه غير أسامة ابن زيد الليثي ؛ وهو من رجال "الصحيح" ؛ وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات" !
    كذا قال ! وفي آخر كلامه وقفة عندي ؛ فقد قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 40) :
    "رواه أبو يعلى في "مسنده" ؛ وأبو الشيخ في "كتاب الأمثال" من حديث عائشة ، وفيه ابن إسحاق ؛ وقد عنعنه" .
    قلت : فهذا صريح في مخالفة ما ذكره الهيثمي .
    ومن المحتمل أن يكون أبو الشيخ أخرجه من طريقين ، في أحدهما ابن إسحاق دون الطريق الأخرى ، وفي هذه الليثي فقط كما أفاده الهيثمي ؛ فإن صح كلامه ؛ فالحديث حسن عندي على أقل المراتب . والله أعلم .

    (/1)
    4968 - ( علمني ألف باب ، يفتح كل باب ألف باب ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 708 :
    $منكر$
    أخرجه ابن عدي (ق 111/ 2) ، وعنه ابن عساكر (12/ 161/ 1) من طريق ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في مرضه :
    "ادعوا لي أخي" . فدعوا له أبا بكر ، فأعرض عنه . ثم قال :
    "ادعوا لي أخي" . فدعوا له عمر ، فأعرض عنه . ثم قال :
    "ادعوا لي أخي" . فدعي له عثمان ، فأعرض عنه . ثم قال :
    "ادعوا لي أخي" . فدعي له علي بن أبي طالب ، فستره بثوب ، وانكب عليه . فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال ... فذكره . وقال ابن عدي :
    "هذا حديث منكر ، ولعل البلاء فيه من ابن لهيعة ؛ فإنه شديد الإفراط في التشيع ، وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف" .
    وأقره الحافظ ابن عساكر ، ثم الحافظ الذهبي في ترجمة ابن لهيعة ، أورده في جملة ما أنكر عليه من الأحاديث .
    والحديث ؛ مما احتج به الشيعي في "المراجعات" (ص 253) ؛ وقال :
    "وأخرجه أبو نعيم في "حليته" ، وأبو أحمد الفرضي في "نسخته" كما في ص (392) من الجزء السادس من [الكنز]" !
    وكذلك قال (ص 251) .
    وأنا أظن أن عزوه إلى "الحلية" خطأ من صاحب "الكنز" أو طابعه ، اغتر به الشيعي ؛ فإن نصه في الموضع المشار إليه من الشيعي :
    "عن علي قال : علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم ألف باب .. (أبو أحمد الفرضي في "جزئه" ، وفيه الأجلح أبو جحفة (!) قال في "المغني" : صدوق شيعي جلد . حل)" !
    قلت : والمعروف من صاحب "الكنز" - تبعاً لأصله "الجامع الكبير" - أنه يسوق رموز مخرجي الحديث أولاً ، ثم يتكلم عليه - على قلة كلامه - !
    وهنا نجد رمز (حل) قد جاء بعد كلامه على الأجلح ، مما يشعر أنه مقحم !
    وقد تأكدت من ذلك بعد رجوعي إلى نسخة مصورة عندي من "الجامع الكبير" ؛ فلم يقع فيها الرمز المذكور . وتأيد ذلك بأني رجعت إلى "فهرس الحلية" للشيخ الغماري ؛ فلم أر الحديث فيه .
    (تنبيه) : حديث علي هذا مع ضعفه ؛ فإن الشيعي قد دس فيه زيادة من عنده ؛ دون أن ينبه القراء إلى ذلك ؛ فإنه ساقه عقب الحديث المتقدم (4945) الذي فيه : أن النبي صلي الله عليه وسلم توفي وهو مستند إلى علي ، فزاد - بعد قوله : ... علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم - :
    - يعني : حينئذ - . يعني : حين وفاته صلي الله عليه وسلم !
    فإن قيل : إن معنى هذه الزيادة في حديث ابن عمرو ؛ فإنه صريح أن التعليم المذكور كان في مرضه .
    فأقول : كلا ؛ ليس في معناه ، وذلك من وجهين :
    الأول : أنه ليس فيه أن المرض هو مرض موته .
    والآخر : هب أنه مرض موته ؛ فليس فيه أنه علمه ومات مستنداً إلى علي ؛ بل هو صريح بأن علياً خرج وتركه مريضاً .
    فهذا كله من الأدلة الكثيرة على أن الشيعة يستحلون الدس والكذب في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال ! نسأل الله السلامة .
    وفي الباب في فضل علي وأهل بيته : عن أبي أمامة الباهلي ، وسوف يأتي إن شاء الله تخريجه برقم (6254) .

    (/1)
    4969 - ( توفي [صلي الله عليه وسلم] وإنه لمستند إلى صدر علي ) .
    قال الألباني في "
    السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 710 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن سعد (2/ 263) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي غطفان قال :
    سألت ابن عباس : أرأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال : توفي وهو لمستند إلى صدر علي . قلت : فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت :
    توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم بين سحري ونحري ؟! فقال ابن عباس : أتعقل ؟! والله ! لتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وإنه لمستند إلى صدر علي ؛ وهو الذي غسله وأخي الفضل ابن عباس . وأبي أبي أن يحضر ، وقال : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نستتر ، فكان عند الستر .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ كذاب .
    وشيخه سليمان بن داود بن الحصين ؛ لا يعرف ؛ أورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 111) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ثم رأيت الحافظ قال في "الفتح" (8/ 107) :
    "لا يعرف حاله" .
    قلت : وإن مما يؤكد وضع الحديث ؛ مخالفته لحديث عروة المذكور عن عائشة ؛ فإن عروة وهو - ابن الزبير - من كبار التابعين وثقاتهم ، وقد رواه عنه جمع من الثقات في "مسند الإمام أحمد" (6/ 121،200،270،274) ، و "صحيح البخاري" (8/ 105-110) ، و "مسلم" (7/ 137-138) .
    وتابعه عندهما جماعة من الثقات عن عائشة رضي الله عنها ، وكذلك في "المسند" (6/ 32،48،64،74،77،231،274) ، و "ابن سعد" (2/ 261،262) . فهو حديث مشهور عن عائشة رضي الله عنها ؛ إن لم يكن متواتراً .
    ولذلك جزم به إبراهيم النخعي فقال : قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يوص ، وقبض وهو مستند إلى صدر عائشة .
    رواه ابن سعد بإسناد رجاله ثقات ؛ غير عبدالرحمن بن جريس ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 2/ 221) ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    فمثل هذا الحديث المشهور عن عائشة يبعد جداً أن يخفى على ابن عباس رضي الله عنه ! فنفيه عن عائشة وإثباته لعلي رضي الله عنه ؛ إنما هو من صنع الكذابين من الشيعة أو من يساندهم .
    ونحوه ما رواه الواقدي أيضاً : أخبرنا عبدالعزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي حازم عن جابر بن عبدالله الأنصاري :
    أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال - ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين - : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : سل علياً . قال : أين هو ؟ قال : هو هنا . فسأله ، فقال علي : أسندته إلى صدري ، فوضع رأسه على منكبي ، فقال :
    "الصلاة الصلاة" . فقال كعب : كذلك آخر عهد
    الأنبياء وبه أمروا ، وعليه يبعثون . قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟! قال : سل علياً . قال : فسأله ؟ فقال : كنت أنا أغسله ، وكان عباس جالساً ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء .
    أخرجه ابن سعد .
    قلت : وهذا موضوع أيضاً ؛ والآفة الواقدي ، أو الشيخ شيخه حرام بن عثمان ؛ فقد قال الإمام الشافعي وغيره :
    "الرواية عن حرام حرام" ! وقال الحافظ :
    "وفي سنده الواقدي ، وحرام بن عثمان ؛ وهما متروكان" .
    ومما يؤكد وضعه ، أن في رواية لعائشة في حديثها المتقدم :
    فجعل يقول :
    "في الرفيق الأعلى" ؛ حتى قبض .
    أخرجه البخاري .
    نعم ؛ قد روي بإسناد آخر خير من هذا عن علي قال :
    كان آخر كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "الصلاة الصلاة ! اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" .
    وله شواهد خرجتها في "الصحيحة" (868) من حديث أم سلمة وغيرها .
    فإن صح هذا القدر عن علي ؛ فهو محمول على ما سمعه هو نفسه من النبي صلي الله عليه وسلم في مرضه ، فلا ينافي حينئذ قول عائشة المذكور ؛ لأنه محدد لا يقبل التخصيص كما هو ظاهر لكل ذي عينين .
    ومن ذلك أيضاً : ما رواه الواقدي : حدثني عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين قال :
    قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ورأسه في حجر علي .
    أخرجه ابن سعد . قال الحافظ :
    "فيه انقطاع ، مع الواقدي . وعبدالله فيه لين" .
    ثم أخرج عن الواقدي : حدثني أبو الجويرية عن أبيه عن الشعبي مثله . قال الحافظ :
    "فيه الواقدي ، والانقطاع ، وأبو الحويرث (قلت : وهو أبو الجويرية) ؛ اسمه عبدالرحمن بن معاوية بن الحارث المدني ؛ قال مالك : ليس بثقة . وأبوه لا يعرف حاله" .
    قلت : وهذه الأحاديث الموضوعة ؛ لم يتورع عبدالحسين الشيعي - كعادته - عن الاحتجاج بها في معارضة حديث السيدة عائشة المعارض لها ؛ تحت عنوان :
    "الصحاح المعارضة لدعوى أم المؤمنين" (ص 247-252) ! ولم يعزها لغير ابن سعد . ومدارها كلها - كما رأيت - على الواقدي الكذاب ، مع عدم سلامتها ممن فوقه .
    ولم يكتف الشيعي بهذا ؛ بل أخذ يحتج بما جاء في "نهج البلاغة" و "شرحها" لابن أبي الحديد المعتزلي !!

    (/1)
    وضم إلى ذلك احتجاجه بحديث أم سلمة المتقدم تحت الحديث (4945) ؛ وتقديمه لحديثها - وهو ضعيف كما سبق - على حديث عائشة المروي من طرق كثيرة صحيحة عنها ! ثم رجحه على حديثها بالطعن عليها والغمز منها بأمور بعضها ثابت عنها ، منها أمور لازمة لغير الأنبياء المعصومين ، كحضورها وقعة المل ، وقد تابت منه . ومنها ما لا عيب عليها فيها ؛ كصلاة النبي صلي الله عليه وسلم إليها وهي مادة رجليها ! ومنها ما لا يصح نسبته إليها ، وإنما اعتماده في ذلك على كتب التاريخ التي تروي ما هب ودب ، وبخاصة "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد المعتزلي ! إلى غير ذلك من الأمور التي يطول الكلام بنقدها ، ولم تتجه الهمة إلى بسط الكلام عليها .
    لكن لا بد من الكلام على أمر منها ؛ قد يشكل على من لا علم عنده بطرق الحديث وألفاظه ، ومكر هذا الشيعي وخبثه وضلاله ، وطعنه في أهل السنة عامة ، وأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق خاصة ؛ ألا وهو حديث البخاري عن عبدالله ابن عمر قال :
    قام النبي صلي الله عليه وسلم خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال :
    "ههنا الفتنة (ثلاثاً) من حيث يطلع قرن الشيطان" . ولفظه عند مسلم :
    خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال :
    "رأس الكفر من ها هنا ؛ حيث يطلع قرن الشيطان" .
    فأوهم الشيعي قراءه أن الفتنة في الحديث إنما هي عائشة - رضي الله عنها ، وبرأها الله من ذلك كما برأها من المنافقين من قبل - !
    وكل من أمعن النظر في بعض طرق الحديث - فضلاً عن مجموعها - ؛ يعلم يقيناً أن الجهة التي أشار إليها النبي صلي الله عليه وسلم بقوله : "ههنا" ؛ إنما هي جهة المشرق ، وهي على التحديد العراق ، والواقع يشهد أنها منبع الفتن قديماً وحديثاً .
    وقد جمعت طرق الحديث وألفاظه وخرجتها في "الصحيحة" برقم (2494) ، وقد قدمت إليك خلاصتها بما فيه كفاية للكشف عن تدجيل الشيعي وبهته ، فلا داعي للإعادة .

    (/2)




    4970 - ( جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم . فتزوجني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين . وأهديت إليه وأنا ابنة تسع سنين . وتزوجني بكراً لم يكن في أحد من
    الناس . وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد . وكنت من أحب الناس إليه . ونزل في آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيها . ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام ؛ ولم يره أحد من نسائه غيري . وقبض في بيتي ؛ لم يله أحد غير الملك إلا أنا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 715 :
    $منكر$
    أخرجه الحاكم (4/ 10) من طريق إسماعيل بن أبي خالد : أنبأ عبدالرحمن بن الضحاك :
    أن عبدالله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه ، فقالت عائشة لأحدهما : أسمعت حديث حفصة يا فلان ؟! قال : نعم يا أم المؤمنين ؟! فقال لها عبدالله بن صفوان : وما ذاك يا أم المؤمنين ؟! قالت : خلال لي تسع ؛ لم يكن لأحد من النساء قبلي ؛ إلا ما آتى الله عز وجل مريم بنت عمران ، والله ! ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي . فقال لها عبدالله بن صفوان : وما هن يا أم المؤمنين ؟! قالت ... فذكره . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : ورجاله ثقات رجال مسلم ؛ غير عبدالرحمن بن الضحاك ، وقد أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 246-247) من رواية إسماعيل بن أبي خالد هذا ؛ إلا أنه وقع فيه عبدالرحمن بن أبي الضحاك ! ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ولم أره في "ثقات ابن حبان" ؛ فهو على كل حال مجهول ، فهو علة الحديث .
    وقد وجدت له طريقاً أخرى ؛ إلا أنه لا يتقوى بها ، فقال ابن سعد (8/ 65) : أخبرنا هشام أبو الوليد : حدثنا أبو عوانة عن عبدالملك بن عمير عن عائشة به نحوه . وقال في الخلة الأخيرة :
    ومرض رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتي ؛ فمرضته ، فقبض ولم يشهده غيري والملائكة .
    قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير أن عبدالملك بن عمير لم يذكروا له رواية عن عائشة . على أنه قد رمي بالتدليس .
    فمن المحتمل أن يكون الواسطة بينه وبينها رجلاً مطعوناً أو مجهولاً ؛ كعبدالرحمن هذا .
    وإنما أوردت الحديث من أجل ذكر مريم فيه مع هذه الخلة الأخيرة ؛ فإني لم أجد لها شاهداً يقويها ، وقد استغلها الشيعي عبدالحسين في "مراجعاته" (257-258) ؛ فجزم بنسبة الحديث إليها ، ثم أخذ يغمز منها بسبب هذه الخلة ، وهي مما لم يثبت عنها كما تبين لك من هذا التخريج ، بخلاف الخلال التي قبلها ، فكلها صحيحة ثابتة عنها في "الصحيحين" وغيرهما .
    فاعلم هذا ؛ يساعدك على دفع المطاعن الشيعية عن أم المؤمنين رضي الله عنها !

    (/1)









  4. #584
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4971 - ( دعوهن ؛ فإنهن خير منكم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 717 :
    $منكر$
    روي عن عمر بن الخطاب قال :
    لما مرض النبي صلي الله عليه وسلم قال :
    "ادعوا لي بصحيفة ودواة ؛ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً" . فكرهنا ذلك أشد الكراهة . ثم قال :
    "ادعوا لي بصحيفة ؛ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده أبداً" . فقالت النسوة من وراء الستر : ألا يسمعون ما يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟! فقلت : إنكن صواحبات يوسف ! إذا مرض رسول الله صلي الله عليه وسلم عصرتن أعينكن . وإذا صح ركبتن رقبته ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره . قال الهيثمي (9/ 34) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ؛ قال العقيلي : في حديث نظر . وبقية رجاله وثقوا ، وفي بعضهم خلاف" !
    قلت : ومحمد بن جعفر هذا ؛ لم أجده في "الضعفاء" للعقيلي !
    وفي "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 189) :
    "محمد بن إسماعيل الجعفري ، وهو ابن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب . روى عن الدراوردي ... روى عنه أبو زرعة . سألت أبي عنه ؟ فقال : منكر الحديث ، يتكلمون فيه" .
    قلت : فمن الظاهر أنه هذا ، وقع عند الطبراني منسوباً إلى جده ، ولكني لم أجده منسوباً إلى أبيه عند العقيلي ! فالله أعلم .
    وذكر في "اللسان" أن أبا نعيم الأصبهاني قال :
    "متروك" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
    والحديث في "الصحيحين" وغيرهما من حديث ابن عباس نحوه ؛ دون قوله : فقالت النسوة ... إلخ ؛ فهو منكر .
    وراجع شرح الحديث في "فتح الباري" (1/ 185-187 و 8/ 100-103) .

    (/1)
    4972 - ( أنفذوا بعث أسامة ، لعن الله من تخلف عنه . وكرر ذلك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 718 :
    $منكر$
    أخرجه أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في "كتاب السقيفة" قال : حدثنا حمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبدالله بن عبدالرحمن :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار ؛ منهم أبو بكر ، وعمر ، و أبو عبيدة بن الجراح ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وأمره أن يغير على مؤتة (قلت : فساق الحديث فيه) . وقام أسامة فتجهز للخروج ، فلما أفاق رسول الله صلي الله عليه وسلم سأل عن أسامة والبعث ، فأخبر أنهم يتجهزون ، فجعل يقول ... فذكره .
    فخرج أسامة واللواء على رأسه ؛ والصحابة بين يديه ... إلخ .
    قلت : ساقه هكذا - إلا ما اختصرته أنا - عبدالحسين الشيعي في "مراجعاته" (291-292) ، وسكت عليه كعادته ؛ إلا أنه زعم أن الشهرستاني أرسله إرسال المسلمات في المقدمة الرابعة من كتاب "الملل والنحل" !
    وكأنه - لبالغ جهله بالحديث - لا يعلم أن الشهرستاني ليس من علماء هذا الشأن أولاً ، وأن إسناد الحديث الذي نقله عن الجوهري ضعيف لا يصح ثانياً !! وبيان هذا من وجوه :
    الأول : أن عبدالله بن عبدالرحمن هذا ؛ يغلب على الظن أنه عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عمرة الأنصاري الذي روى له ابن جرير في "تاريخه" (3/ 218-222) قطعة كبيرة من قصة بيعة السقيفة ، ولم أجد من ذكره غير ابن أبي حاتم (2/ 2/ 96) . وقال :
    "روى عن جده أبي عمرة . روى عنه المسعودي" .
    ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً !
    الثاني : رجال سعيد بن كثير الأنصاري ؛ مبهمون لا يعرفون .
    الثالث : حمد بن إسحاق بن صالح ؛ لم أجده .
    الرابع : أحمد بن عبدالعزيز الجوهري : هو من رجال الشيعة المجهولين ، أورده الطوسي في "الفهرست" (36/ 100) . وقال :
    "له كتاب السقيفة" .
    ولم يزد على ذلك شيئاً ، فدل على أنه غير معروف لديهم ؛ فضلاً عن غيرهم من أهل السنة ؛ فقد قال في "المقدمة" (ص 2) :
    ".. فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول ؛ فلا بد من أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح ، وهل يعول على روايته أم لا ؟ ..." .
    قلت : ومن هذا تعلم جهل عبدالحسين الشيعي حتى برجال مذهبه ! فيحتج بحديث الجوهري هذا ؛ وهو غير معروف عندهم ، فضلاً عمن فوقه ممن لا يعرفون أيضاً !
    ومن الترجمة السابقة ؛ تعلم أن كتاب "السقيفة" هو من كتب الشيعة التي لا يعتمد عليها عندنا . وقد علق عليه السيد محمد صادق آل بحر العلوم بقوله :
    "ينقل عن كتاب "السقيفة" هذا كثيراً : ابن أبي الحديد المعتزلي في "شرح نهج البلاغة" ؛ مع نسبته لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري ؛ فراجع" .
    قلت : وعن ابن أبي الحديد الشيعي ؛ نقله عبدالحسين ؛ كما صرح بذلك عقب الحديث ، مع تدليسه على القراء وإيهامه إياهم أن مؤلف "السقيفة" هو من أهل السنة ! كما يظهر ذلك لمن أمعن النظر في المراجعة (91) ، وجوابه عليها في المراجعة التي بعدها !

    (/1)
    4973 - ( إنه لا يحل المسجد لجنب ولا حائض ؛ إلا لمحمد صلي الله عليه وسلم وأزواجه ، وعلي وفاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم . ألا ! هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 720 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (12/ 3/ 2) من طريق عبدالملك ابن أبي غنية عن أبي الخطاب عمر الهجري عن محدوج عن جسرة بنت دجاجة قالت : أخبرتني أم سلمة قالت :
    خرج النبي صلي الله عليه وسلم من بيته ، حتى انتهى إلى صرح
    المسجد ؛ فنادى بأعلى صوته ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أبو الخطاب مجهول ، وقد مضى .
    ومثله محدوج ؛ وهو الباهلي .
    وجسرة مختلف فيها ، وقد قال البخاري :
    "عندها عجائب" .
    ولم يوثقها من يوثق بتوثيقه .
    وقد روي الحديث من طريق أخرى عنها عن عائشة ، وهو أقوى من هذا ، وقد أوردته في "ضعيف أبي داود" (32) ؛ من أجل جسرة هذه .
    والحديث ؛ رواه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 99/ 269) من هذا الوجه دون قوله :
    "ألا هل بينت ..." .
    وكذلك رواه ابن ماجه (645) ؛ إلا أنه لم يذكر الاستثناء مطلقاً ، وكأنه تعمد حذفها ؛ لما فيها من النكارة .
    ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    "فهذا الاستثناء باطل موضوع ؛ من زيادة بعض غلاة الشيعة ، ولم يخرجه ابن ماجه في الحديث" .
    راجع كتابي المشار إليه آنفاً .
    وخالف ابن أبي غنية في إسناده منصور بن [أبي] الأسود ؛ فقال : عن عمر ابن عمير الهجري عن عروة بن فيروز عن جسرة به .
    أخرجه ابن عساكر أيضاً .
    ومنصور هذا ؛ شيعي ثقة .
    أما عروة بن فيروز ؛ فلم أجد أحداً ذكره !
    ولعل رواية الهجري عنه مما يدل على عدم ضبطه واضطرابه في إسناده - أي : الهجري - : فتارة يرويه عن محدوج ، وتارة عن ابن فيروز . والله أعلم .
    ونحو هذا الحديث : ما روى الحسن بن زيد عن خارجة بن سعد عن أبيه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي :
    "لا يحل لأحد أن يجنب في هذا
    المسجد غيري وغيرك" .
    أخرجه البزار (ص 268 - زوائد) . وقال :
    "لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو ضعيف ومنقطع ؛ لأن خارجة بن سعد : هو خارجة بن عبدالله بن سعد بن أبي وقاص ، فيما ظهر لي ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 375) ، وقال :
    "روى عن أبيه . روى عنه يونس بن حمران" .
    قلت : ولم يزد على ذلك ؛ فهو مجهول الحال .
    ثم ترجم لأبيه عبدالله بن سعد بن أبي وقاص (2/ 2/ 63-64) ؛ وأفاد أنه أخو مصعب ، وعمر ، ويحيى ، وإبراهيم ، وعمرو ؛ بني سعد . وقال :
    "روى عن أبي أيوب . روى [عنه ابنه] خارجة بن عبدالله" . ولم يزد !
    قلت : وعلى ذلك ؛ فالحديث - على جهالة خارجة وأبيه عبدالله - ؛ فهو مرسل .
    ثم إن الحسن بن زيد - وهو العلوي أبو محمد المدني والد الست نفيسة - فيه ضعف من قبل حفظه ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يهم ، وكان فاضلاً" .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (9/ 115) :
    "رواه البزار ، وخارجة لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    فأقول : فيه ما لا يخفى من التقصير والتساهل ؛ إذا تذكرت ما تقدم من التحقيق .
    والحديث ؛ أخرجه الترمذي (3729) من حديث عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً نحوه مختصراً .
    وعطية : هو ابن سعد العوفي ، وهو ضعيف مدلس ، كما سبق مراراً .

    (/1)
    4974 - ( لما نزلت : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ؛ قالوا : يا رسول الله ! ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي ، وفاطمة ، وابناهما ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 723 :
    $باطل$
    أخرجه الطبراني (1/ 124/ 2) ، والقطيعي في زياداته على "الفضائل" (2/ 669) عن حرب بن حسن الطحان : أخبرنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ، مسلسل بالعلل :
    الأولى : قيس بن الربيع ضعيف ؛ لسوء حفظه .
    الثانية : حسين الأشقر ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يهم ؛ ويلغو في التشيع" .
    الثالثة: حرب بن حسن الطحان ؛ قال في "الميزان" :
    "ليس حديثه بذاك . قاله الأزدي" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ؛ كما في "اللسان" !
    قلت : فأحد هؤلاء الثلاثة هو العلة ؛ فإن الحديث منكر ظاهر النكارة ؛ بل هو باطل ، وذلك من وجهين :
    الأول : أن الثابت عن ابن عباس في تفسير الآية خلاف هذا ، بل صح عنه إنكاره على سعيد بن جبير ذلك ؛ فقد روى شعبة : أنبأني عبدالملك قال : سمعت طاوساً يقول :
    سأل رجل ابن عباس - المعنى - عن قوله عز وجل : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) ، فقال سعيد بن جبير : قرابة محمد صلي الله عليه وسلم . قال ابن عباس : عجلت ؛ إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله صلي الله عليه وسلم فيهم قرابة ، فنزلت : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) :
    "إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم" .
    أخرجه البخاري (6/ 386 و 8/ 433) ، وأحمد (1/ 229،286) ، والطبري في "تفسيره" (25/ 15) .
    وأخرجه الحاكم (2/ 444) من طريقين آخرين عن ابن عباس نحوه ، وأحدهما عند الطبري . وقال الحاكم في أحدهما :
    "صحيح على شرط البخاري" . وفي الآخر :
    "صحيح على شرط مسلم" . ووافقه الذهبي .
    والآخر : أن الآية مكية ؛ كما جزم بذلك غير واحد من الحفاظ ، كابن كثير وابن حجر وغيرهما .
    فكيف يأمر الله بمودة أبناء علي وفاطمة وهما لم يتزوجا بعد ؟! ولهذا قال الحافظ في "الفتح" (8/ 433) - بعد أن ساق حديث الترجمة - :
    "وإسناده واه ، فيه ضعيف ورافضي . وهو ساقط لمخالفته هذا الحديث الصحيح ، وذكر الزمخشري هنا أحاديث ظاهر وضعها . ورده
    الزجاج بما صح عن ابن عباس من رواية طاوس في حديث الباب ، وبما نقله الشعبي عنه ؛ وهو المعتمد ... ويؤيد ذلك أن السورة مكية" .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (9/ 168) . وقال :
    "رواه الطبراني ، وفيه جماعة ضعفاء ، وقد وثقوا" .
    قلت : وذكره ابن كثير في "تفسيره" (7/ 365) من رواية ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين : حدثنا رجل - سماه - : حدثنا حسين الأشقر ... فذكره نحو ما تقدم من رواية الطبراني . ثم قال ابن كثير :
    "وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه مبهم لا يعرف (قلت : قد عرف من رواية الطبراني كما تقدم) عن شيخ شيعي محترق ، وهو حسين الأشقر ، ولا يقبل خبره في هذا المحل ، وذكر نزول الآية بعيد ؛ فإنها مكية ، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة رضي الله عنها أولاد بالكلية ؛ فإنها لم تتزوج بعلي رضي الله عنه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة .
    والحق : تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة ، وترجمان
    القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ؛ كما رواه عنه البخاري ؛ ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ؛ فإنهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ؛ ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم ؛ كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل بيته وذريته ، رضي الله عنهم أجمعين" .
    (تنبيهان) :
    الأول : عزا حديث الترجمة ابن حجر الهيتمي في "الصواعق" (ص 101) لأحمد أيضاً والحاكم !
    وهذا وهم فاحش ؛ فإنما أخرج أحمد والحاكم عن ابن عباس ما يبطله ؛ كما سبق بيانه .
    والآخر : أن عبدالحسين الشيعي - في كتابه "المراجعات" (ص 33) - فسر الآية المذكورة بما دل عليه هذا الحديث الباطل ؛ غير ملتفت إلى أن الآية مكية ، وأن ابن عباس فسرها على نقيضه !

    (/1)
    4975 - ( يا أيها الناس ! إن الله أمر موسى وهارون أن يتبوأ لقومهما بيوتاً ، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ، ولا يقربوا فيه النساء ؛ إلا هارون وذريته . ولا يحل لأحد أن يعرن النساء في مسجدي هذا ؛ ولا يبيت فيه جنب ؛ إلا علي وذريته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 726 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن عساكر (12/ 93/ 2) عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه وعمه عن أبيهما أبي رافع :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم خطب
    الناس فقال ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عبيدالله ، وقد مضى له عدة أحاديث فانظر مثلاً : (1546،1754،4882،4887) .

    (/1)
    4976 - ( أيها الناس ! أما تستحون ؟! تجمعون ما لا تأكلون ، وتأملون ما لا تدركون ، وتبنون ما لا تعمرون ! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 727 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "قصر الأمل" (ق 47/ 1) من طريق علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أم المنذر قالت :
    اطلع رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات عشية إلى
    الناس ، فقال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الوازع بن نافع ؛ ضعيف جداً ؛ قال البخاري :
    "منكر الحديث" . وقال النسائي :
    "متروك" .
    والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" (4/ 131) مشيراً إلى ضعفه من رواية الطبراني . وقال الهيثمي (10/ 284) :
    "وفيه الوازع بن نافع ؛ وهو متروك" .

    (/1)
    4977 - ( ألا تعجبون من أسامة ؟! اشترى إلى شهر ! إن أسامة لطويل الأمل . والذي نفسي بيده ! ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي ، ولا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض ، ولا لقمت إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت ، يا بني آدم ! إن كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم من الموتى . والذي نفسي بيده ؛ (إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 728 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي الدني في "قصر الأمل" (1/ 2/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 91) ، وابن عساكر (2/ 348/ 2) عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري قال :
    اشترى أسامة بن زيد بن ثابت وليدة بمئة دينار إلى شهر . فسمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وعلته أبو بكر بن أبي مريم ؛ ضعيف ، وكان اختلط .
    والحديث ؛ رواه أيضاً البيهقي والأصبهاني ؛ كما في "الترغيب" (4/ 131) ؛ وأشار إلى تضعيفه .

    (/1)
    4978 - ( إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - ؛ وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب ؛ من ثقله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 728 :
    $منكر$
    أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (5796،5798) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن خليفة قال :
    أتت امرأة النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني
    الجنة ! فعظم الرب تعالى ذكره ، ثم قال ... فذكره .
    وكذلك أخرجه عبدالله بن أحمد في "السنة" (ص 71) من هذه الطريق ، لكنه زاد في متنه أداة الاستثناء فقال :
    "... إلا قيد أربع أصابع" .
    فاختلف المعنى .
    ثم أخرجه ابن جرير (5797) من طريق أخرى عن إسرائيل نفسه به ؛ إلا أنه زاد في إسناده فقال : عن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم بنحوه .
    وقد أخرجه غير هؤلاء .
    وللحديث ثلاث علل :
    الأولى : جهالة عبدالله بن خليفة ؛ قال الذهبي :
    "لا يكاد يعرف" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مقبول" ؛ أي : عند المتابعة ، وإلا ؛ فلين الحديث ؛ كما ذكر في المقدمة .
    الثانية : اختلاط أبي إسحاق - وهو السبيعي - ، وعنعنته ؛ فإنه كان مدلساً .
    الثالثة : الاضطراب في سنده وفي متنه ؛ كما رأيته في رواية ابن جرير وعبدالله بن أحمد .
    وبهذا أعله شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموعة الفتاوى" (16/ 434-436) ؛ فإنه ذكره كمثال للأحاديث الضعيفة التي يرويها بعض المؤلفين في الصفات ، كعبدالرحمن بن منده وغيره ، فقال :
    "ومن ذلك : حديث عبدالله بن خليفة المشهور الذي يرويه عن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم . وقد رواه أبو عبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي في "المختارة" . وطائفة من أهل الحديث ترده لاضطرابه ، كما فعل ذلك أبو بكر الإسماعيلي وابن الجوزي وغيرهم ، لكن أكثر أهل السنة قبلوه .
    ورواه الإمام أحمد وغيره مختصراً وذكر أنه حدث به وكيع . لكن كثير ممن رواه رووه بقوله : "إنه ما يفضل منه إلا أربع أصابع" ؛ فجعل العرش يفضل منه أربع أصابع .
    واعتقد القاضي وابن الزاغوني صحة هذا اللفظ ، فأمروه ، وتكلموا على معناه بأن ذلك القدر لا يحصل عليه الاستواء ، وذكر عن أيمن العائذ أنه قال : هو موضع جلوس محمد صلي الله عليه وسلم (!)" .
    ثم ذكر لفظ ابن جرير المخالف ، ثم قال :
    "فلو لم يكن في الحديث إلا اختلاف الروايتين ؛ هذه تنفي ما أثبتت هذه ، ولا يمكن مع ذلك الجزم بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم أراد الإثبات ، وأنه يفضل من العرش أربع أصابع لا يستوي عليها الرب . وهذا معنى غريب ليس له قط شاهد في شيء من الروايات ، بل هذا يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر ! وهذا باطل مخالف للكتاب والسنة والعقل" .
    ثم أطال الكلام في ترجيح رواية ابن جرير المخالفة النافية ، وهي بلا شك أولى من حيث المعنى . ولكن الحديث عندي معلول بما ذكرنا من العلل ، وهي تحيط بكل من الروايتين المثبتة والنافية ؛ فلا فائدة تذكر من الإطالة . والله أعلم .

    (/1)
    4979 - ( لا تمنوا الموت ؛ فإن هول المطلع شديد ، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 731 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (3/ 332) : حدثنا أبو عامر وأبو أحمد قالا : حدثنا كثير ابن زيد : حدثني الحارث بن يزيد - قال أبو أحمد : عن الحارث بن أبي يزيد - قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول ... فذكره مرفوعاً .
    وتابعهما سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن الحارث بن أبي يزيد به .
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 362/ 10589) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كثير بن زيد - وهو الأسلمي مولاهم - ؛ في حفظه ضعف ، وقد اضطرب في اسم والد الحارث ؛ كما في هذه الرواية .
    وزاده بياناً الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" ؛ فقال (1/ 2/ 285) :
    "الحارث بن يزيد مولى الحكم عن جابر عن النبي صلي الله عليه وسلم : "لا تمنوا الموت ..." ؛ قاله أبو أحمد الزبيري عن كثير بن زيد . وقال عيسى وحاتم : عن كثير بن الحارث بن أبي يزيد مولى الحاكم . وقال وكيع : عن كثير عن سلمة بن أبي يزيد . قال أبو عبدالله (هو البخاري) : وسلمة لا يصح ههنا" .
    قلت : وقوله : "قاله أبو أحمد الزبيري" ؛ لعله سبق قلم ! والصواب : قال أبو عامر ؛ فإن الزبيري قال : الحارث بن أبي يزيد ؛ كما بينته رواية أحمد .
    وعيسى : هو ابن يونس .
    وقد أسنده عنه ابن عدي أيضاً في ترجمة كثير من "الكامل" ، والبيهقي في "الزهد" (ق 72/ 1) .
    وخلاصة كلام البخاري : أن كثير بن زيد اضطرب في إسناده على ثلاثة وجوه :
    الأول : الحارث بن يزيد .
    الثاني : الحارث بن أبي يزيد .
    الثالث : سلمة بن أبي يزيد .
    وفاته وجه رابع ، وهو قول هشام بن عبيدالله الرازي : حدثنا سليمان بن بلال : حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن جابر مرفوعاً .
    أخرجه ابن عدي (6/ 68) .
    وذكره الذهبي من هذا الوجه في ترجمة كثير ، ثم قال :
    "وقد رواه البزار في "مسنده" عن عدة عن العقدي : حدثنا كثير بن زيد : حدثنا الحارث بن أبي يزيد عن جابر ... فهذا - مع نكارته - له علة كما رأيت" .
    يعني : الاضطراب ، وهو من كثير بن زيد نفسه ، وليس من الرواة عنه ؛ فإنهم ثقات جميعاً على ضعف في الرازي .
    والاضطراب دليل على أن الراوي لم يضبط الحديث ولم يحفظه ، ولذلك كان الحديث المضطرب من أقسام الحديث الضعيف ؛ حتى ولو كان الاضطراب من ثقة ، فما بالك إذا كان من مضعف ؛ كما هو الشأن هنا !
    ثم إن الحارث بن يزيد - على الخلاف في أبيه كما رأيت - ليس بالمشهور ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/ 94) . وقال :
    "روى عن جابر . روى عنه كثير بن زيد ، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي والد إبراهيم" .
    فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    نعم ؛ وثقه ابن حبان كما في "التعجيل" ! وتساهله في التوثيق مشهور ، ولذلك لا يعتمد عليه المحققون .
    ومما سبق تعلم تساهل المنذري (4/ 136) في قوله :
    "رواه أحمد بإسناد حسن ، والبيهقي" !
    ومثله قول الهيثمي (10/ 203) :
    "رواه أحمد والبزار ، وإسناده حسن" !
    ومثله قول الحاكم (4/ 240) - وقد أخرج الشطر الثاني منه - :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !

    (/1)
    4980 - ( لما خلق الله آدم عليه السلام وذريته ؛ قالت الملائكة : يا رب ! خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون ، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة ! فقال الله تبارك وتعالى : لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له : (كن) فكان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 733 :
    $ضعيف$
    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 106 - هندية) عن أبي زرعة الرازي : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا عبدالله بن صالح النرسي : حدثنا عروة بن رويم عن الأنصاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ... فذكره . وقال البيهقي :
    "وقال فيه غيره : عن هشام بن عمار بإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري . وفي ثبوته نظر" .
    قلت : وعلته : إما النرسي هذا ؛ فإني لم أعرفه .
    وإما هشام بن عمار ؛ فإنه - مع كونه من شيوخ البخاري - ؛ فقد كان يتلقن .

    (/1)





  5. #585
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4981 - ( ما من شيء أكرم على الله من ابن آدم . قيل : ولا الملائكة ؟! قال : الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 734 :
    $منكر مرفوعاً$
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 108) عن عبيدالله بن تمام السلمي عن خالد الحذاء عن بشر بن شغاف عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره . وقال :
    "تفرد به عبيدالله بن تمام ، قال البخاري : عنده عجائب" .
    قلت : وهو متفق على تضعيفه ، بل كذبه بعضهم ؛ فقال الساجي :
    "كذاب ، يحدث بمناكير عن يونس وخالد وابن أبي هند" . ثم قال البيهقي :
    "ورواه غيره عن خالد الحذاء موقوفاً على عبدالله بن عمرو ، وهو الصحيح" .
    ثم ساق إسناده بذلك .

    (/1)
    4982 - ( هلم يا عمر ! اجلس حتى أخبرك بغنى الرب عن صلاة أبي جحش الليثي ؛ إن لله في السماء الدنيا ملائكة خشوعاً ، لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة ؛ رفعوا رؤوسهم ، ثم قالوا : ربنا ! ما عبدناك حق عبادتك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 734 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 87-88) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 114-115) - من طريقه - عن عبدالملك بن قدامة الجمحي عن عبدالرحمن ابن عبدالله بن دينار عن أبيه عن عبدالله بن عمر :
    أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء والصلاة قائمة ؛ وثلاثة نفر جلوس ؛ أحدهم أبو جحش الليثي . قال : قوموا فصلوا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم . فقام اثنان ، وأبى أبو جحش أن يقوم ، فقال له عمر : صل يا أبا جحش ! مع النبي صلي الله عليه وسلم . قال : لا أقوم حتى يأتيني رجل هو أقوى مني ذراعاً ، وأشد مني بطشاً ، فيصرعني ، ثم يدس وجهي في التراب . قال عمر : فقمت إليه ، فكنت أشد منه ذراعاً ، وأقوى منه بطشاً ، فصرعته ثم دسست وجهه في التراب ، فأتى علي عثمان فحجزني . فخرج عمر بن الخطاب مغضباً ، حتى انتهى إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلي الله عليه وسلم ورأى الغضب في وجهه ؛ قال : "ما رابك يا أبا حفص ؟" . فقال : يا رسول الله ! أتيت على نفر جلوس على باب
    المسجد وقد أقيمت الصلاة ، وفيهم أبو جحش الليثي ، فقام الرجلان ... (فأعاد الحديث) . ثم قال عمر : والله يا رسول الله ! ما كانت معونة عثمان إياه إلا أنه ضافه ليلة ، فأحب أن يشكرها له ! فسمعه عثمان فقال : يا رسول الله ! ألا تسمع ما يقول لنا عمر عندك ؟! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "إن رضى عمر رحمة الله ! لوددت أنك كنت جئتني برأس الخبيث" . فقام عمر . فلما بعد ناداه النبي صلي الله عليه وسلم فقال :
    "هلم يا عمر ! أين أردت أن تذهب ؟" . فقال : أردت أن آتيك برأس الخبيث . فقال :
    "اجلس حتى أخبرك بغنى الرب ..." الحديث .
    فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وما يقولون يا رسول الله ؟! قال :
    "أما أهل السماء
    الدنيا فيقولون : سبحان ذي الملك والملكوت . وأما أهل السماء الثانية فيقولون : سبحان الحي الذي لا يموت ؛ فقلها يا عمر ! في صلاتك" . فقال : يا رسول الله ! فكيف بالذي علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي ؟ قال :
    "قل هذه مرة ، وهذه مرة" . وكان الذي أمر به أن قال :
    "أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك" .
    هكذا ساقه الحاكم - دون البيهقي - بتمامه . لكن سقط من سياقه ذكر ملائكة السماء الثانية الذين أشير إليهم وما يقولونه في آخر الحديث ! والظاهر أنه من
    الناسخ أو الطابع ؛ فقد ذكرهم البيهقي ، وهو قد تلقاه عن الحاكم - كما سبق - ولفظه :
    "وإن لله في السماء الثانية [ملائكة] سجوداً ، لا يعرفون رؤوسهم حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم ثم قالوا : ربنا ! ما عبدناك حق عبادتك" . وقال البيهقي عقبه :
    "قد أخرجته بطوله في (مناقب عمر رضي الله عنه)" . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط البخاري" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : منكر غريب ، وما هو على شرط (خ) ؛ عبدالملك ضعيف ، تفرد به" .
    قلت : وكذا جزم بضعفه الحافظ في "التقريب" .
    وقال في "الإصابة" - عقب قول الذهبي المذكور - :
    "قلت : وليس في سنده [إلا] أبو عبدالملك بن قدامة الجمحي ، وهو مختلف فيه ؛ وثقه ابن معين والعجلي . وضعفه أبو حاتم والنسائي . وقال البخاري : يعرف وينكر" !
    وأقول : والحصر المذكور غير مسلم عندي ؛ فإن عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار - وإن كان من رجال البخاري - ؛ ففيه كلام كثير ، حتى إن ابن عدي ختم ترجمته بقوله فيه :
    "هو من جملة من يكتب حديثه من الضعفاء" .
    والحافظ نفسه لم يوثقه في "التقريب" ؛ بل قال فيه :
    "هو صدوق يخطىء" .

    (/1)
    4983 - ( ما أحسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله . قلنا : يا رسول الله ! ما إثابة الله الكافر ؟ فقال : إن كان وصل رحماً ، أو تصدق بصدقة ، أو عمل حسنة ؛ أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك . قلنا : فما في الآخرة ؟ قال : عذاباً دون العذاب . وقرأ : (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 737 :
    $منكر$
    أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (ق 321/ 1) ، والحاكم (2/ 253) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 187) ، وكذا ابن ماجه في "تفسيره" من طريق عامر بن مدرك : حدثنا عتبة بن يقظان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال البيهقي :
    "في إسناده من لا يحتج به" .
    قلت : وهو عتبة هذا ؛ قال الذهبي :
    "قواه بعضهم . قال النسائي : غير ثقة . وقال ابن الجنيد : لا يساوي شيئاً روى ابن ماجه في "تفسيره" ..." .
    قلت : فساق الحديث ؛ وقال عقبه :
    "عامر صدوق ، والخبر منكر" .
    والبعض الذي أشار إليه ؛ إنما هو ابن حبان ، فلو أنه أفصح عنه لكان أصوب في البيان ، ولم يوثقه غيره ! ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه :
    "ضعيف" .
    والنكارة التي أشار إليها الذهبي ؛ إنما هي في آخر الحديث ؛ لأنه مخالف لظاهر قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
    "وأما الكافر ؛ فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في
    الدنيا ، حتى إذا أفضى إلى الآخرة ؛ لم يكن له حسنة يجزى بها" .
    وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (53) ، وهو مطابق تماماً لقوله تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) .
    وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : عتبة واه" .

    (/1)
    4984 - ( ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 738 :
    $ضعيف$
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 294) من طريق إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الكوفي عن حبيب بن أبي العالية ، عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
    "تفرد به إبراهيم بن محمد الكوفي هذا ، وهو منكر" .
    قلت : ولم أجد له ترجمة !
    لكن حبيب بن أبي العالية ؛ قال الذهبي :
    "ضعفه يحيى بن معين . وغمزه أحمد" .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الدر" (6/ 149) لابن أبي حاتم أيضاً ، وابن مردويه .
    وأخرجه البغوي في "تفسيره" (8/ 167) من رواية بشر بن الحسين عن الزبير ابن عدي عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
    قلت : وبشر هذا متروك . بل قال أبو حاتم :
    "يكذب على الزبير" . وقال الدارقطني :
    "يروي عن الزبير بواطيل ، والزبير ثقة ، والنسخة موضوعة" .
    وأورده السيوطي من حديث جابر : عند ابن مردويه ، وعلي بن أبي طالب : عند ابن النجار ، ولم يتكلم عليهما بشيء كما هي عادته الغالبة .
    وما أراهما يصلحان للاستشهاد . والله أعلم .

    (/1)
    4985 - ( قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان ، وجعل قلبه سليماً ، ولسانه صادقاً ، ونفسه مطمئنة ، وخليقته مستقيمة ؛ وجعل أذنه مستمعة ، وعينه ناظرة . فأما الأذن فقمع ، والعين فمقرة لما يوعي القلب ، وقد أفلح من جعل قلبه واعياً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 739 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (5/ 147) ، وعنه أبو سليمان الحراني في "الفوائد" (ق 30/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 73- هندية) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ص 30) عن بقية قال : وأخبرني بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال : قال أبو ذر : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ فقد صرح بقية بالتحديث ؛ لولا أنه متقطع بين خالد بن معدان وأبي ذر ؛ فقد جاء في ترجمة خالد هذا :
    "وأرسل عن معاذ ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وأبي ذر ، وعائشة" .
    وذهل عن هذا المنذري ، ثم الهيثمي ! ففي "الترغيب" (1/ 25) :
    "رواه أحمد ، والبيهقي ، وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين" ! وفي "المجمع" (10/ 232) :
    "رواه أحمد ، وإسناده حسن" !
    قلت : وجزمه بالتحسين أقرب إلى حال إسناده من تردد المنذري فيه ؛ لولا أنهما لم يتنبها للانقطاع الذي بينته .
    والمعصوم من عصمه الله تعالى .

    (/1)
    4986 - ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 740 :
    $ضعيف$
    أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/ 313) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (3) ، والطبراني في "الكبير" (20/ 93/ 182) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 316) ، وأبو العباس المقدسي في "حديثه" (ق 45/ 2) ، وكذا الأصبهاني في "الترغيب" (ق 137/ 2-138/ 1) من طرق عن سليمان بن عبدالرحمن : حدثنا يزيد ابن يحيى القرشي : حدثنا ثور بن يزيد : حدثنا خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير يزيد بن يحيى القرشي ؛ وهو أخو خالد القرشي ؛ كما في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 297) ، وقال :
    "سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بقوي الحديث" . وقال الذهبي في "الميزان" :
    "لا يعرف . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي" .
    قلت : ومن ذلك تعلم خطأ المنذري في تجويده لأحد إسنادي البيهقي بقوله في "الترغيب" (2/ 231) :
    "رواه الطبراني عن شيخه محمد بن إبراهيم الصوري ، ولا يحضرني فيه جرح ولا عدالة . وبقية إسناده ثقات معروفون . ورواه البيهقي بأسانيد أحدها جيد" !
    أقول : أما الصوري ؛ فأورده الذهبي في "الميزان" . وقال :
    "روى عن الفريابي ومؤمل بن إسماعيل . وعنه إبراهيم بن عبدالرزاق الأنطاكي وعبدالرحمن بن حمدان الجلاب وجماعة . روى عن زراد بن الجراح خبراً باطلاً أو منكراً في ذكر المهدي . قال الجلاب : هذا باطل ، ومحمد الصوري لم يسمع من رواد . قال : وكان مع هذا غالياً في التشيع" . قال الحافظ في "اللسان" :
    "وهذا الكلام برمته
    منقول من كتاب "الأباطيل" للجورقاني . ومحمد بن إبراهيم قد ذكره ابن حبان في (الثقات)" !
    قلت : وأورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 786- المصورة) من رواية أبي الحسن بن حذلم فقط .
    وأما التجويد ؛ فهو بعيد ؛ لأن مدار طريقي البيهقي على سليمان بن عبدالرحمن عن القرشي ؛ وهذا مجهول أو ضعيف ، ولم يوثقه أحد ؛ فأنى له الجودة ؟!
    وقال الهيثمي (9/ 73-74) :
    "رواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، وفي شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم الصوري خلاف" !
    قلت : وله شيخ أخر فيه ، لكنه خالف الطرق المشار إليها في إسناده ؛ فقال في "مسند الشاميين" (ص 82) : حدثنا أحمد بن المعلى : حدثنا سليمان بن عبدالرحمن حدثنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد به ؛ إلا أنه قال : "عن جبير بن نفير عن أبيه" مكان : "عن معاذ" .
    ورواية الجماعة أصح ؛ لاسيما وابن المعلى قال فيه النسائي :
    "لا بأس به" .
    نعم ؛ له شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها ؛ إلا تحسر عليها يوم
    القيامة" .
    غير أن إسناده ضعيف جداً ؛ فإن البيهقي أخرجه ، وكذا أبو نعيم في "الحلية" (5/ 361-362) من طريق عمرو بن حصين : حدثنا محمد بن علاثة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عمر بن عبدالعزيز عن عروة عنها : وقال البيهقي :
    "وفي هذا الإسناد ضعف ؛ غير أن له شواهد من حديث معاذ" !
    قلت : يعني : حديث الترجمة ، وفي قوله :
    "ضعف" ، تساهل كبير ؛ فإن هذا إنما يقال في الراوي الصدوق الذي في حفظه ضعف ، فمثله يعتضد بغيره ، وعمرو بن حصين - وهو العقيلي - ليس كذلك ، بل هو شديد الضعف ، كما يدل عليه أقوال مجرحيه من الأئمة ، فقال أبو حاتم :
    "ذاهب الحديث ، وليس بشيء" . وقال الدارقطني :
    "متروك" .
    وهو الذي اعتمده الحافظ في "التقريب" .
    قلت : فلا يصلح الحديث للاعتضاد .
    ثم رأيت الحديث في "مجمع الزوائد" (10/ 80) . وقال :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي ؛ وهو متروك" .
    وقد أورده في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" (4/ 433- مصورة الجامعة الإسلامية) من رواية "الأوسط" من هذا الوجه .
    واعلم أنني كنت اغتررت برهة من الزمن بكلام المنذري والهيثمي المتقدمين ؛ قبل أن أطلع على إسناد الطبراني والبيهقي ، وأوردت الحديث في الكتاب الآخر رقم (2197) ، و "صحيح الجامع" ، فلما وقفت على إسنادهما ، وتبين أن مداره على القرشي عند كل من أخرجه ؛ رجعت عن ذلك كله ، وكتبت على هامش "الصحيح" أن ينقل إلى "الضعيف" ، وشرحت السبب هنا كما ترى ، والهادي هو الله .

    (/1)
    4987 - ( إن لكل شيء صقالة ، وإن صقالة القلوب ذكر الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 744 :
    $موضوع$
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 319-320) من طريق سعيد ابن سنان : حدثني أبو الزاهرية عن أبي شجرة - واسمه كثير بن مرة - عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يقول ... فذكره ، وزاد :
    "وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله" .
    سكت عنه البيهقي ، وليس له ذلك ؛ فقد ذكر في "المقدمة" أنه اقتصر على ما لا يغلب كونه كذباً ؛ وليس هذا من هذا القبيل ؛ فإن سعيد بن سنان - وهو أبو مهدي الحمصي - ضعيف جداً ؛ كما يشعر بذلك قول البخاري :
    "منكر الحديث" . والنسائي :
    "متروك الحديث" . وقال الحافظ :
    "متروك . ورماه الدارقطني وغيره بالوضع" .
    ومن طريقه : رواه ابن أبي
    الدنيا أيضاً ؛ كما في "الترغيب" (2/ 228) ، وصدره بلفظة : "عن" ؛ فما أصاب ولا أحسن !
    وقد روي الحديث عن أبي الدرداء موقوفاً عليه بلفظ :
    "جلاء" بدل : "صقالة" في الموضعين .
    أخرجه البيهقي (1/ 320) من طريق أبي عقيل عن عبدالله بن يزيد بن ربيعة قال : قال أبو الدرداء ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإن عبدالله بن يزيد بن ربيعة - ويقال : عبدالله ابن ربيعة بن يزيد - مجهول . ثم هو لم يدرك أبا الدرداء .
    ومع ذلك ؛ فالوقف أشبه بالصواب .
    وأما الزيادة ؛ فقد صحت من طريق أخرى عن معاذ موقوفاً عليه .
    أخرجه البيهقي (1/ 318) وغيره من حديث لأبي الدرداء في فضل الذكر .
    صححه الحاكم والذهبي ، وحسنه المنذري (2/ 228) .
    وقد روي عن معاذ مرفوعاً من طرق ، وله شواهد من حديث جابر وغيره ، فراجع تعليقي على "الترغيب" (2/ 228-229) .

    (/1)
    4988 - ( لا تزال مصلياً قانتاً ؛ ما ذكرت الله قائماً وقاعداً ، أو في سوقك ، أو في ناديك ، أو حيثما كنت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 745 :
    $ضعيف$
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 336) عن أبي أسامة عن أبي بكر قال : سمعت يحيى بن أبي كثير قال : قال صلي الله عليه وسلم لرجل ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ؛ يحيى بن أبي كثير تابعي صغير ، كل رواياته عن التابعين .
    وأبو بكر هذا ؛ لم أعرفه الآن .

    (/1)
    4989 - ( يقول الله عز وجل : من شغله ذكري عن مسألتي ، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 745 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 115) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 337) من طريقين عن صفوان بن أبي الصهباء ، عن بكير بن عتيق عن سالم ابن عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ صفوان هذا ؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان .
    ومع ذلك فقد أعاده في "الضعفاء" فقال :
    "منكر الحديث ، يروي عن الأثبات ما لا أصل له ، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق فيه الثقات" .
    ثم أخرج له البيهقي شاهداً من طريق الضحاك بن حمرة عن يزيد بن حميد عن جابر بن عبدالله مرفوعاً به .
    قلت : ويزيد هذا لم أعرفه .
    والضحاك بن حمرة مختلف فيه ؛ فوثقه ابن راهويه وابن حبان ، وحسن له الترمذي ؛ لكن قال ابن معين :
    "ليس بشيء" . وقال النسائي ، والدولابي :
    "ليس بثقة" . وقال الدراقطني :
    "ليس بالقوي ، يعتبر به" . وقال ابن عدي :
    "أحاديثه غرائب" . وقال في بعض النسخ :
    "متروك الحديث" .
    ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه :
    "ضعيف" .
    وقد روي الحديث عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
    "القرآن" بدل : "ذكري" ، وإسناده ضعيف جداً ، كما بينته في "التعليق الرغيب" (2/ 206) .
    وتحسين الترمذي إياه - ولغيره - ؛ من تساهله الذي عرف به ، ونبهت عليه مراراً !
    وسرقه بعضهم ؛ فرواه بإسناد صحيح عن حذيفة بلفظ حديث الترجمة ؛ إلا أنه قال :
    "أعطيته قبل أن يسألني" .
    أخرجه ابن عساكر في "جزء فضيلة ذكر الله عز وجل" (ق 2/ 2) عن عبدالرحمن بن واقد الواقدي قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عن حذيفة .
    والواقدي هذا ؛ قال ابن عدي :
    "يحدث بالمناكير عن الثقات ، ويسرق الحديث" .
    ثم ذكر له حديثاً سرقه ، وقال - عن عبدان الأهوازي - :
    "وهو فيه أبطل ، أو قال : الباطل" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !

    (/1)
    4990 - ( ما يأتي على هذا القبر من يوم ؛ إلا وهو ينادي بصوت طلق ذلق : يا ابن آدم ! كيف نسيتني ؟! ألم تعلم أني بيت الوحدة ، وبيت الغربة ، وبيت الوحشة ، وبيت الدود ، وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه ؟! القبر إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 747 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 82/ 1 - ترتيبه) عن محمد بن أيوب بن سويد : حدثنا أبي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
    خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في جنازة ، فجلس إلى قبر منها ، فقال ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوب ، تفرد بن ابنه" .
    قلت : وهو متهم بالوضع ؛ قال الحاكم ، وأبو نعيم :
    "روى عن أبيه أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :
    "كان يضع الحديث" . قال أبو زرعة :
    "رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة" .
    وذكر له الذهبي بعضها .
    وأبوه أيوب ؛ قريب منه في الضعف . وساق له ابن عدي جملة مناكير من غير رواية ابنه عنه .
    قلت : ومن ذلك تعلم أن اقتصار المنذري في "الترغيب" (4/ 129) على الإشارة إلى تضعيف الحديث ، والهيثمي في "المجمع" (3/ 46) على تضعيف محمد بن أيوب ، تضعيفاً ليناً ، ودون أن يضعف معه أباه ؛ كل ذلك تساهل غير محمود !!
    وقد روي بعض هذا الحديث من رواية عبيدالله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
    أخرجه الترمذي (2/ 129) . وقال :
    "حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه" !
    قلت : أنى له الحسن ، وعطية ضعيف مدلس .
    والوصافي ضعيف جداً .
    وبه أعله المنذري فقال :
    "وهو واه" .
    وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 131) من طريق ابن أبي بزة عن مؤمل ابن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال :
    مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بمجلس من مجالس الأنصار وهم يمزحون ويضحكون ؛ فقال :
    "أكثروا ذكر هادم اللذات . يعني : الموت . وقال :
    "قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له" .
    قلت : لكن قوله : "أكثروا ..." .

    (/1)





  6. #586
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4991 - ( إن الله قال : يا عيسى ! إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم . فقال : يا رب ! كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم ؟! قال : أعطيهم من حلمي وعلمي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 749 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (1/ 348) ، وأحمد (6/ 450) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 227) ، وابن أبي
    الدنيا في "الصبر" (ق 47/ 1) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" ( ق 129/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 115/ 4482) ، وابن عساكر في "التاريخ" (14/ 127/ 1) من طريق معاوية بن صالح عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة أنه سمع أم الدرداء تقول : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت أبا القاسم صلي الله عليه وسلم يقول ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط البخاري" ! ووافقه الذهبي !! وقال أبو نعيم :
    "تفرد به معاوية بن صالح عن أبي حلبس" .
    قلت : وهو مجهول الحال ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 288) برواية معاوية بن صالح عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وروى عنه أيضاً صفوان بن عمرو ؛ كما في "التعجيل" ، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته في توثيق المجهولين !
    قلت : ومن ذلك تعلم خطأ تصحيح الحاكم والذهبي ؛ فإن أبا حلبس هذا لم تثبت عدالته ، فضلاً عن أنه لم يخرج له البخاري مطلقاً ، بل ولا أحد من سائر الستة !
    وكذا معاوية بن صالح ؛ لم يخرج له البخاري !

    (/1)
    4992 - ( نعم - وأبيك ! - لتنبأن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 750 :
    $منكر$
    أخرجه مسلم (8/ 2) ، وابن ماجه (2/ 157) ، وأبو يعلى (10/ 480/ 6092) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة - وهذا في "المصنف" (8/ 541) - : حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال :
    جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! نبئني من أحق
    الناس مني بحسن الصحبة ؟ فقال ... فذكره .
    "أمك" . قال : ثم من ؟ قال :
    "ثم أمك" . قال : ثم من ؟ قال :
    "ثم أمك" . قال : ثم من ؟ قال :
    "ثم أبوك" . قال : نبئني يا رسول الله ! عن مالي كيف أتصدق فيه ؟ قال :
    "نعم - والله ! - لتنبأن : تصدق وأنت صحيح شحيح ، تأمل العيش وتخاف الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت نفسك ههنا ؛ قلت : مالي لفلان ، ومالي لفلان ، وهو لهم وإن كرهت" .
    والسياق لابن ماجه وأبي يعلى .
    وليس عند مسلم - وكذا ابن أبي شيبة - قضية الصدقة ؛ إلا من طريق أخرى عن عمارة .
    وكذلك هي عند أحمد كما يأتي ؛ إلا أن هذا أخرج القضية الأولى من طريق أخرى عن شريك فقال (2/ 391) : حدثنا أسود بن عامر : حدثنا شريك به ؛ إلا أنه قال ... فذكر القضية الأولى وقال فيها :
    "نعم - والله ! - لتنبأن" ؛ كما في القضية الثانية عند ابن ماجه .
    وخالفه ابن أبي شيبة ، وعنه مسلم ؛ فقال :
    "وأبيك" مكان : "والله" !
    وهذا من أوهام شريك عندي ، والصواب رواية الأسود إن كانت محفوظة عن عمارة في هذه الجملة ؛ لأنها لم ترد عند الثقات كما يأتي . وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 329-330) عقبها :
    "فلعلها تصحفت" !
    وأقول : بل الأقرب أنها من شريك نفسه - وهو ابن عبدالله القاضي - ؛ فإنه سيىء الحفظ ، فاضطرب في ضبط هذه الجملة ، فقال مرة :
    "والله" . وأخرى :
    "وأبيه" .
    وقد تابعه فيها في القضية الثانية : ابن فضيل عن عمارة بلفظ :
    جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أي الصدقة أعظم أجراً ؟ قال :
    "أما - وأبيك ! - لتنبأنه : أن تصدق ..." الحديث .
    أخرجه أحمد (2/ 231) : حدثنا محمد بن فضيل به .
    وأخرجه مسلم (3/ 93) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا : حدثنا ابن فضيل به .
    ومن هذا الوجه رواه البخاري في "الأدب المفرد" (778) .
    وخالفهم أحمد بن حرب فقال : حدثنا محمد بن فضيل به ؛ دون قوله :
    "أما - وأبيك ! - لتنبأنه" .
    أخرجه النسائي (2/ 125) .
    وتابعه أبو كريب : أخبرنا محمد بن فضيل به .
    أخرجه أبو يعلى (11/ 482) .
    وتابعه في بعضه جرير بن عبدالحميد عن عمارة بن القعقاع به ؛ دون قوله :
    "أما - وأبيك ! - ..." .
    أخرجه أحمد (2/ 250) : حدثنا جرير به .
    ومن طريقه : ابن حبان (3324) .
    وأخرجه مسلم (3/ 93) ، وابو يعلى (4/ 1444) من طريق زهير بن حرب : حدثنا جرير به ؛ مثل رواية أحمد بن حرب ؛ ليس فيه :
    "أما - وأبيك ! - لتنبأنه" .
    وكذلك رواه عبدالواحد بن زياد : حدثنا عمارة بن القعقاع بن شرمبة به .
    أخرجه أحمد (2/ 415) ، والبخاري (3/ 221) ، ومسلم (3/ 94) .
    وتابعه سفيان الثوري عن عمارة به .
    أخرجه أحمد (2/ 447) ، والبخاري (5/ 387) ، والنسائي (1/ 353) ، وابن حبان (434) .
    هذا ما يتلعق بالقضية الثانية .
    وأما الأولى ؛ فقد خالفه جرير أيضاً ؛ فرواه عن عمارة به ؛ دون قوله :
    "نعم - وأبيك ! - لتنبأن" .
    أخرجه البخاري (10/ 329) ، ومسلم (8/ 2) ، وأبو يعلى (10/ 468) ، وابن حبان (1435،3301،3324 - الإحسان) .
    قلت : ويتحرر عندي من هذا التخريج أنه قد اختلف على عمارة بن القعقاع في ذكر الحلف بالأب : فتفرد بذكره شريك ومحمد بن فضيل ، على خلاف في ذلك عليهما ، ولم يذكره جرير بن عبدالحميد ، وعبدالواحد بن زياد ، وسفيان الثوري عن عمارة .
    و
    القلب يطمئن لروايتهم ؛ لأنهم أكثر وأحفظ . زد على ذلك أنه لم يختلف عليهم في ذلك ؛ بخلاف شريك وابن فضيل ؛ فقد اختلف الرواة في ذلك عليهما كما رأيت ، وذلك مما يضعف الثقة بزيادتهما على الثقات .
    وإذا لم يكن هذا كافياً في ترجيح رواية الأكثر عن عمارة بن القعقاع ؛ فلا أقل من التوقف في ترجيح رواية شريك وابن فضيل المخالفة لهم .
    ولكن الأمر ينعكس تماماً حينما نجد لعمارة متابعين عن أبي زرعة ، لم يذكروا في الحديث الحلف مطلقاً ، وهما :
    1- عبدالله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو عن أبي هريرة بالقضية الأولى .
    أخرجه مسلم ، وأحمد (2/ 327-328) ، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (5) ، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2241) من طرق عنه .
    2- يحيى بن أيوب : حدثنا أبو زرعة به .
    أخرجه عبدالله بن المبارك في "البر والصلة" رقم (6) ، وعنه أحمد (2/ 402) ، والبخاري في "الأدب" (6) .
    وسنده صحيح على شرط الشيخين .
    وعلقه - مع الذي قبله - البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم .
    قلت : فاتفاق هذين الثقتين - مع رواية الأكثر عن عمارة - لا يدع شكاً في أن روايتهم هي الأرجح .

    (/1)
    ومن ذلك ؛ يتبين أن زيادة الحلف بالأب في هذا الحديث زيادة شاذة غير محفوظة .
    وإن مما يؤكد ذلك : أن الحديث قد جاء من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، مثل رواية الجماعة عن أبي زرعة ... ليس فيه الحلف بالأب .
    أخرجه ابن المبارك (رقم 5) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (3) ، وعبدالرزاق في "المصنف" (20121) ، وغيرهم ، وحسنه الترمذي ، وهو مخرج في "المشكاة" ، و"الإرواء" (837،2170) .
    واعلم أن الغرض من هذا البحث إنما هو مجرد التثبت من هذه الزيادة ؛ هل صحت عن النبي صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث بالذات أم لا ؟ وليس لأنه معارض للأحاديث الكثيرة المصرحة بالنهي عن الحلف بغير الله ؛ فإنه لو صح فالجواب عنه معروف من وجوه ذكرها الحافظ وغيره ، ويكفي في ذلك قاعدة : (القول مقدم على الفعل عند التعارض) .
    ولقد أوحى إلي هذا البحث وجوب إعادة النظر في الزيادة المشابهة لهذه ؛ والتي وقعت في حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال :
    جاء رجل (وفي رواية : أعرابي) إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم من أهل نجد ، ثائر الرأس ، نسمع دوي صوته ، ولا نفقه ما يقول ، حتى دنا ؛ فإذا هو يسأل عن الإسلام (وفي رواية : فقال : يا رسول الله ! أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة) ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "خمس صلوات في اليوم والليلة" . فقال : هل علي غيرها ؟ قال :
    "لا ؛ إلا أن تطوع" . (قلت : ثم سأل عن الصيام والزكاة ، وفيه) فأخبره رسول الله صلي الله عليه وسلم بشرائع الإسلام ، قال : هل علي غيرها ؟ قال :
    "لا ؛ إلا أن تطوع" . قال : فأدبر
    الرجل وهو يقول : والله ! لا أزيد على هذا ولا أنقص [مما فرض الله علي شيئاً] ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "أفلح إن صدق" .
    أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" - والسياق للبخاري ، مع رواياته وزياداته حسبما جاء في كتابي "مختصر البخاري" رقم (36) - ؛ أخرجاه من طريق مالك عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة ...
    وكذلك أخرجه أبو داود وغيره عن مالك ، وهو مخرج في كتابي "صحيح أبي داود" برقم (414) .
    وقد تابعه إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل به .
    أخرجاه أيضاً من حديث قتيبة بن سعيد : حدثنا إسماعيل بن جعفر به .
    أخرجه البخاري في موضعين (4/ 82 و 12/ 278) عن قتيبة به .
    وأما مسلم فقال : حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعاً عن إسماعيل بن جعفر ... لم يسق الحديث ؛ وإنما قال :
    بهذا الحديث ، نحو حديث مالك ؛ غير أنه قال : فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أفلح - وأبيه ! - إن صدق" . أو : "دخل
    الجنة - وأبيه ! - إن صدق" .
    قلت : فزاد في الحديث : "وأبيه" ، مع تردده في قوله : "أفلح" ، أو : "دخل
    الجنة" !
    وظاهره أنه من يحيى وقتيبة معاً ؛ وعليه ؛ فقد وقع فيه خلاف حول هذه الزيادة بين ثلاث طوائف :
    الأولى : البخاري ومسلم ؛ في روايتهما عن قتيبة بن سعيد .
    الثانية : بين قتيبة وغيره من جهة ، ويحيى بن أيوب وغيره من جهة أخرى ؛ في الرواية عن إسماعيل بن جعفر .
    الثالثة : بين مالك وإسماعيل بن جعفر .
    وبيان هذا الإجمال على ما يلي :
    أما الأولى ؛ فالبخاري لم يذكر في روايته عن قتيبة تلك الزيادة ؛ خلافاً لمسلم على ظاهر روايته ، ولم أجد - فيما وقفت عليه الآن من الروايات - متابعاً لأي منهما ؛ إلا أنه مما لا شك فيه أن البخاري مقدم في حفظه وإتقانه على مسلم ، لا سيما وأن رواية هذا ليست صريحة في المخالفة ؛ لاحتمال أن تكون الزيادة ليحيى ابن أيوب وحده دون قتيبة الذي قرنه مسلم به ؛ لأته مشارك له في رواية أصل الحديث لا في الزيادة ! هذا محتمل . والله أعلم .
    وأما الثانية ؛ فلكل من قتيبة ويحيى بن أيوب متابع :
    أما قتيبة ؛ فتبعه علي بن حجر : عند النسائي (1/ 297) ، على خلاف عليه يأتي .
    لكن المتابعين ليحيى أكثر ؛ فتابعه يحيى بن حسان : عند الدارمي (1/ 370-371) ، وعلي بن حجر أيضاً : عند ابن خزيمة في "صحيحه" (306) ، وكذا ابن منده - خلافاً لرواية النسائي - ، وداود بن رشيد : عند البيهقي (2/ 446) ؛ لكن ذكر المحقق أن في نسخة : "والله" بدل : "وأبيه" .
    وعلى كل حال ؛فرواية يحيى - حتى الآن - أرجح من رواية قتيبة ؛ لاقترانها بمتابع قوي لم يختلف عليه ، وهو يحيى بن حسان - وهو التنيسي - ؛ وهو ثقة من رجال الشيخين ؛ بخلاف متابع قتيبة - وهو علي بن حجر - ؛ فقد اختلف عليه كما رأيت .
    وأما الثالثة ؛ فقد تبين مما سبق أن مدار الحديث على أبي سهيل ، وأن رواه عنه مالك وإسماعيل ، وأنهما اختلفا عليه في زيادة : "وأبيه" ؛ فأثبتها إسماعيل ، ولم يذكرها مالك . فيرد حينئذ - في سبيل التوفيق بينهما - قاعدتان مشهورتان :
    إحداهما : زيادة الثقة مقبولة .
    والأخرى : مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه مردودة .
    فعلى أيهما ينبغي الاعتماد والعمل هنا ؟!

    (/2)
    الذي تحرر عندي - من علم المصطلح ، ومن تطبيقهم له على مفردات الأحاديث - أنه لا اختلاف بين القاعدتين ؛ فإن الأولى محمولة على ما إذا تساويا في الثقة والضبط . وأما إذا اختلفا في ذلك ؛ فالاعتماد على الأوثق والأحفظ .
    وبذلك تلتقي هذه القاعدة مع القاعدة الأخرى ولا تختلفان أبداً ، ويسمى حديث الأوثق حينذاك : محفوظاً ، ومخالفه : شاذاً .
    وهذا هو المعتمد في تعريف (الشاذ) بحسب الاصطلاح ؛ كما قال الحافظ .
    إذا عرفت هذا ؛ فقد تمهد لدينا إمكانية ترجيح رواية مالك على رواية إسماعيل بمرجحات ثلاثة :
    الأول : أن مالكاً أوثق من إسماعيل ؛ فإن هذا - وإن كان ثقة - ؛ فمالك أقوى منه في ذلك وأحفظ . ويكفي في الدلالة على ذلك أن الإمام البخاري سئل عن أصح الأسانيد ؟ فقال :
    مالك عن نافع عن ابن عمر . وقال عبدالله بن أحمد :
    قلت لأبي : من أثبت أصحاب الزهري ؟ قال : مالك أثبت في كل شيء .
    الثاني : أن مالكاً لم يختلف الرواة عليه في ذلك ؛ خلافاً لإسماعيل ؛ فمنهم من رواه عنه مثل رواية مالك ، كما سبق .
    الثالث : أنني وجدت لروايته شاهداً بل شواهد ؛ خلافاً لرواية إسماعيل .
    فلا بأس من أن أسوق ما عرفت منها :
    الأول : عن أنس ؛ وله طريقان :
    الأولى : عن قتادة عنه قال :
    سأل رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم افترض الله عز وجل على عباده من الصلوات ؟ قال :
    "افترض الله على عباده صلوات خمساً" . قال : يا رسول الله ! قبلهن أو بعدهن شيء ؟ قال :
    "افترض الله على عباده صلوات خمساً" . فحلف
    الرجل لا يزيد عليه شيئاً ، ولا ينقص منه شيئاً . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "إن صدق
    الرجل ؛ ليدخلن الجنة" .
    أخرجه النسائي (1/ 80) ، وابن حبان (1444) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 270) من طريق نوح بن قيس عن خالد بن قيس عن قتادة عنه .
    قلت : وهذا إسناد صحيح ، ورجاله كلهم ثقات ، وقد مضى في "الصحيحة" برقم (2794) .
    الثانية : عن ثابت عنه به مطولاً ؛ وفيه سؤال
    الرجل عن الزكاة أيضاً ، وعن صوم رمضان والحج ، وفيه قوله :
    ثم أولى ، قال : والذي بعثك بالحق ! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن . فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "لئن صدق ؛ ليدخلن
    الجنة" .
    أخرجه مسلم (1/ 32) ، وأبو عوانة (1/ 2-3) ، والترمذي (619) - وحسنه - ، والنسائي (1/ 297) ، والدارمي (1/ 164) ، والبغوي في "شرح السنة" رقم (4،5) ، وابن أبي شيبة في "الإيمان" (رقم 5 - بتحقيقي) ، وأحمد (3/ 143،193) ، ابن منده في "الإيمان" (ق 16/ 2) من طرق عن سليمان بن المغيرة عنه .
    وعلق البخاري في "صحيحه" بعضه (1/ 25/ 19 - مختصر البخاري - بقلمي) .
    وكنت عزوته إليه عزواً مطلقاً في تعليقي على "الإيمان" ، فأوهم أنه عنده مسند أيضاً ؛ فليقيد .
    الثاني : عن أبي هريرة :
    أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلت
    الجنة ؟ قال :
    "تعبد الله لا تشرك به شيئاً" (ثم ذكر صلي الله عليه وسلم الصلاة والزكاة ورمضان) . قال : والذي نفسي بيده ! لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ، ولا أنقص منه . فلما ولى قال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل
    الجنة ؛ فلينظر إلى هذا" .
    أخرجه مسلم (1/ 33) ، وأبو عوانة (1/ 4) ، وابن منده (16/ 2) .
    الثالث : عن ابن عباس ؛ وله عنه طريقان :
    الأولى : عن سالم بن أبي الجعد عنه قال :
    جاء أعرابي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال ... الحديث نحو حديث أنس من الطريق الثاني ؛ وفي آخره :
    فضحك النبي صلي الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال :
    "والذي نفسي بيده ! لئن صدق ؛ ليدخلن
    الجنة" .
    أخرجه الدارمي (1/ 165) ، وابن أبي شيبة في "الإيمان" (رقم 4 - بتحقيقي) عن ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد ...
    قلت : ورجال إسناده ثقات رجال البخاري ؛ إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط .
    والأخرى : عن كريب مولى ابن عباس عنه نحوه ؛ وفيه تسمية
    الرجل بـ : (ضمام ابن ثعلبة) ؛ وفيه قال :
    ثم قال : لا أزيد ولا أنقص ، ثم انصرف إلى بعيره . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ولى :
    "إن يصدق ذو العقيصتين ؛ يدخل
    الجنة" .
    أخرجه الدارمي ، وأحمد (1/ 250،264) من طريق محمد بن إسحاق : حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عنه .
    قلت : وهذا إسناد حسن . وسكت عليه الحافظ (1/ 161) مشيراً بذلك إلى تقويته .
    وقد جاءت تسميته بـ : (ضمام بن ثعلبة) في طريق ثالثة عن أنس بن مالك ؛ نحو الطريق الثاني عنه باختصار بلفظ :
    فقال
    الرجل : آمنت بما جئت به ، وأنبأنا رسول من ورائي من قومي ، وأنبأنا ضمام ابن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر .
    أخرجه البخاري (50 - المختصر) ، والنسائي (1/ 297) ، وأحمد (3/ 168) ، وابن منده من طريق عن الليث عن سعيد عن شريك بن أبي نمر أنه سمع أنس ابن مالك .
    وإسناده على شرط الشيخين ؛ على ضعف في شريك هذا .

    (/3)
    وبالجملة ؛ فهذه شواهد ثلاثة لحديث مالك ؛ من رواية أنس وابن عباس وأبي هريرة ، لم يرد فيها تلك الزيادة :
    "وأبيه" ، فدل ذلك على أنها زيادة شاذة غير محفوظة .
    ومما لا شك فيه أن الاستشهاد المذكور ، إنما هو باعتبار أن الحادثة واحدة في الأحاديث الأربعة ، وهو الذي صرح به ابن بطال وآخرون في خصوص الحديثين الأولين : حديث طلحة ، وحديث أنس ، فجزموا بأن
    الرجل المبهم في الحديث الأول : هو ضمام بن ثعلبة المصرح به في بعض طرق الحديث الثاني ، وحديث ابن عباس أيضاً الثالث . قال الحافظ في "الفتح" (1/ 88) :
    "والحامل لهم على ذلك : إيراد مسلم لقصته عقب حديث طلحة ، ولأن في كل منهما أنه بدوي ، وأن كلاً منهما قال في آخر حديثه : لا أزيد على هذا ولا أنقص" .
    قلت : وكذلك في حديث ابن عباس وحديث أبي هريرة كما تقدم ؛ فهي أحاديث أربعة ، تتحدث عن قصة واحدة ، فإذا تفرد أحد الرواة عنهم بشيء دون الآخرين ؛ قام في النفس مانع من قبولها ، لا سيما إذا اختلف عليه في ذلك ؛ كهذه الزيادة : "وأبيه" ؛ لأنه يلزم من قبولها توهيم الرواة الآخرين ، ونسبتهم إلى قلة الضبط والحفظ . وإذا كان لا بد من ذلك ؛ فنسبة الفرد الواحد إلى ذلك أولى ، كما لا يخفى على أولي النهى .
    وأما ما ذكره الحافظ عن القرطبي ؛ أنه تعقب جزم ابن بطال المتقدم ؛ بأن سياق حديث طلحة وأنس ، مختلف ، وأسئلتهما متباينة ! فالجواب :
    أنه لا اختلاف ولا تباين في
    الحقيقة ؛ وإنما هو الاختصار من بعض الرواة حسب المناسبات ؛ ألا ترى إلى حديث أنس من الطريق الأولى كم هو مختصر عنه في الطريق الأخرى ؟! فهل يقول قائل : إنهما يتحدثان عن قصتين مختلفتين ؛ لتباين الأسئلة فيهما ؟! وكذلك يقال عن حديث ابن عباس في طريقيه !
    فإذا كان هذا الاختلاف في حديث الرواي الواحد لا يدل على تعدد القصة ؛ فأولى أن لا يدل عليه الاختلاف في حديث راويين مختلفين . وهذه هي طريقة
    العلماء المحققين .
    ألا ترى إلى العلامة ابن القيم في (فصل صلاة الخوف) من كتابه "زاد المعاد" ؛ كيف أنه لم يجعل كل رواية رويت في صلاة الخوف صفة مستقلة ؟! بل أنكر ذلك فقال :
    "وقد روي عنه صلي الله عليه وسلم في صلاة الخوف صفات أخر ترجع كلها إلى هذا ، وهذه أصولها ، وربما اختلف بعض ألفاظها ، وقد ذكرها بعضهم عشر صفات ، وذكرها ابن حزم نحو خمس عشرة صفة ، والصحيح ما ذكرناه أولاً (يعني : ست صفات) ؛ وهؤلاء كلما رأوا اختلاف الرواة في قصة ؛ جعلوا ذلك وجوهاً من فعل النبي صلي الله عليه وسلم ، وإنما هو من اختلاف الرواة" .
    والخلاصة : أن الزيادة المذكورة في حديث طلحة - وكذا في حديث أبي هرية الذي قبله - زيادة شاذة لا تصح عندي . ومن صححها ؛ فإنما نظر إلى كون راويها - إسماعيل بن جعفر - ثقة ، دون النظر إلى المخالفة - مالك - له فيها ، واختلاف الرواة على إسماعيل في إثباتها .
    فلا جرم أن أعرض عن روايتها إمام الأئمة أبو عبدالله البخاري ، وهذا هو غاية الدقة في التخريج ، جزاه الله خيراً .
    ثم إنه قد بدا لي شيء آخر أكد لي نكارة الزيادة في حديث طلحة خاصة ، ألا وهو أنه بينما نرى الأعرابي السائل لرسول الله صلي الله عليه وسلم عن الإسلام ؛ يحلف بالله دون سواه ؛ إذا بالرسول صلي الله عليه وسلم يحلف بأبيه كما تقول الزيادة ! فهذه المقابلة مستنكرة عندي مهما قيل في تأويل الزيادة . والله أعلم .
    ثم رأيت ابن عبدالبر قد جزم في "التمهيد" (14/ 367) بأن الزيادة غير محفوظة - كما سيأتي - ؛ فالحمد لله على توفيقه .
    (تنبيه) : خفي هذا التحقيق - حول حديث الترجمة - على كثير من المتقدمين والمتأخرين ؛ اتكالاً منهم على وروده في "الصحيح" ، دون أن يتنبهوا لما جاء في تعريف الحديث الصحيح في علم المصطلح ؛ من قولهم : "ولم يشذ ولم يعل" ! أو لوجود زيادة في بعض الطرق دون بعض ؛ فيحيل في حديث الزيادة - الضعيف سنده - على الحديث الخالي منها لصحة سنده !
    وهذا ما وقع فيه المعلق على "مسند أبي يعلى" ، فإنه لما تكلم على حديث الزيادة من طريق شريك ؛ قال (10/ 480) :
    "إسناده ضعيف ؛ لضعف شريك بن عبدالله القاضي" ، فأصاب ؛ إلا أنه تابع فقال :
    "غير أن الحديث صحيح ، وقد تقدم برقم (6082) ، وسيأتي برقم (6094) ، وأما الجزء الثاني (يعني : الذي فيه ذكر الصدقة) ، فقد تقدم برقم (6080) ، وإسناده صحيح أيضاً" !
    فأخطأ في هذا التصحيح ؛ لأن الحديث بالأرقام الثلاثة التي أشار بها إليه ؛ ليس فيها جملة القسم بالله أو أبيه ؛ وهي شاذة كما علمت .
    ومن هذا القبيل : زيادة تفرد بها ابن حبان (1/ 329/ 434) في آخر القضية الأولى بلفظ :
    قال : فيرون أن للأم ثلثي البر .
    وإسناده هكذا : أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال : حدثنا سفيان عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة به .
    قلت : وإبراهيم بن بشار - وإن كان صدوقاً - ؛ ففيه كلام من قبل حفظه . ولذلك قال الذهبي في "الكاشف" :
    "ليس بالقوي" .

    (/4)
    وأصل هذا : ما رواه عبدالله بن أحمد في "العلل" (2/ 332/ 2315) - وعنه ابن أبي حاتم في "الجرح" - عن أبيه أحمد أنه قال في إبراهيم هذا :
    "كان يحضر معنا عند سفيان ، ثم يملي على
    الناس ما سمعوه من سفيان ، وربما أملى عليهم ما لم يسمعوا ، كأنه يغير الألفاظ ، فتكون زيادة في الحديث . فقلت له : ألا تتقي الله ؟! تملي عليهم ما لم يسمعوا ؟! وذمه في ذلك ذماً شديداً" .
    وقول البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 277) :
    "يهم في الشيء بعد الشيء" ، وقول ابن معين :
    "لم يكن يكتب عند سفيان ، وكان يملي على
    الناس ما لم يقله سفيان" .
    وراجع "التهذيب" إن شئت .
    وأقول : ويؤيد ما قاله هؤلاء الأئمة - جزاهم الله عن المسلمين خيراً ! - إن الحديث أخرجه الحميدي في "مسنده" (2/ 476/ 1118) قال : حدثنا سفيان به ؛ دون قوله :
    فيرون أن للأم ثلثي البر .
    وتابعه أبو بكر محمد بن ميمون المكي : حدثنا سفيان بن عيينة به .
    أخرجه ابن ماجه (3658) .
    وشيخه محمد هذا ؛ وثقه بعضهم ، وكنيته في "التهذيب" : (أبو عبدالله) . فالله أعلم .
    قلت : فالزيادة المذكورة منكرة ؛ لمخالفة الرمادي للحافظ الحميدي ومن تابعه من جهة ، ولعدم ورودها في الطرق الأخرى المتقدمة .
    ومن هذا التحقيق ؛ تعلم خطأ قول المعلق على "الإحسان" (2/ 176 - مؤسسة الرسالة) :
    "إسناده صحيح على شرط الشيخين ؛ غير إبراهيم بن بشار الرمادي ؛ وهو حافظ ، وقد توبع ..." !! ثم أفاض في تخريجه !!
    فأقول :
    أولاً : ليس إسناده بصحيح ؛ لما علمت من حال الرمادي في روايته عن سفيان .
    ثانياً : لو سلم منه ؛ فدونه الراوي عنه أبو خليفة - واسمه الفضل بن الحباب - ، وليس من رجال الشيخين ، ولا بقية الستة ! ثم هو مختلف فيه : فمنهم من وثقه ، ومنهم من تكلم فيه . وقد ساق له الحافظ في "اللسان" حديث جابر رفعه :
    "من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء ..." الحديث . واستظهر أن الغلط فيه من أبي خليفة . والله أعلم .
    ثالثاً : لو سلمنا - فرضاً - بصحة إسناده ؛ فذلك مما لا يستلزم صحة متنه ؛ إلا إذا سلم من الشذوذ والعلة ، وهو غير سالم كما عرفت مما سبق . والله سبحانه وتعالى أعلم .
    وبعد تخريج حديث طلحة بن عبيدالله من رواية إسماعيل بن جعفر بسنين ؛ طبع كتاب "التمهيد" للحافظ ابن عبدالبر ، فرأيته ذكر هذا الحديث تحت حديث :
    "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ..." الحديث ، متفق عليه ، وهو مخرج في "الإرواء" (2560) ، أورده تحته ؛ لمخالفته إياه في الحلف بالأب ، فقال (14/ 367) مجيباً عن هذه الزيادة :
    "هذه لفظة غير محفوظة في هذا الحديث من يحتج به ، وقد روى هذا الحديث مالك وغيره عن أبي سهيل ؛ لم يقولوا ذلك فيه . وقد روي عن إسماعيل بن جعفر هذا الحديث وفيه : "أفلح - والله ! - إن صدق" أو : "دخل
    الجنة - والله ! - إن صدق" ، وهذا أولى من رواية من روى : "وأبيه" ؛ لأنها لفظة منكرة ، تردها الآثار الصحاح" .
    قلت : فوافق قول هذا الحافظ ما كنت انتهيت إليه من شذوذ هذه اللفظة . فالحمد لله على توفيقه ، وأسأله المزيد من فضله .
    وقد رويت هذه اللفظة في قصة أخرى ، وهي منكرة أيضاً فيها ، وسيأتي تخريجها والكلام عليها برقم (6311) .

    (/5)


    4993 - ( إن الله إذا أحب عبداً وأراد أن يصافيه ؛ صب عليه البلاء صباً ، وثجه عليه ثجاً ؛ فإذا دعا العبد قال : يا رباه ! قال الله : لبيك عبدي ! لا تسألني شيئاً إلا أعطيتك ؛ إما أن أعجله لك ، وإما أن أدخره لك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 768 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "المرض والكفارات" (85/ 2-86/ 1) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً .
    قلت : ويزيد هذا ضعيف .
    ولذلك أشار المنذري (4/ 146-147) إلى تضعيف الحديث .
    (/1)
    4994 - ( إن الله عز وجل يقول للملائكة : انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صباً . فليأتونه فيصبون عليه البلاء صباً ، فيحمد الله . فيرجعون فيقولون : ربنا ! صببنا عليه البلاء كما أمرتنا . فيقول : ارجعوا ؛ فإني أحب أن أسمع صوته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 769 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه المخلص في "العاشر من حديثه" (207/ 1) : حدثنا عبدالواحد : حدثنا أيوب بن سليمان : حدثنا أبو اليمان : حدثنا عفير بن معدان عن سليم ابن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عفير هذا ؛ وهو ضعيف جداً ، كما تقدم برقم (293) ، ونقلته ثمة عن الهيثمي .
    وأما في هذا الحديث ؛ فقال (2/ 291) : إنه ضعيف ، فقط ! والصواب الأول . وعزاه للطبراني في "الكبير" .
    وكذلك صنع المنذري (4/ 147) ؛ وأشار إلى تضعيف الحديث .
    وأخرجه الطبراني (8/ 195/ 7697) ، والبغوي أيضاً في "شرح السنة" (1425) من الوجه المذكور .
    (/1)
    4995 - ( إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم به ؛ كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار : فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز ؛ فذلك الذي نجاه الله من الشبهات ، ومنه ما يخرج كالذهب دون ذلك ؛ فذلك الذي يشك بعض الشك ، ومنه ما يخرج كالذهب الأسود ؛ فذلك الذي قدافتتن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 769 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "الكفارات" (86/ 1) ، ومن طريقه الأصفهاني في "الترغيب" (59/ 1) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لما سبق في الذي قبله .
    وبه : أخرجه الطبراني ؛ كما في "الترغيب" ، و "المجمع" ؛ وضعفاه .
    (/1)








  7. #587
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    4996 - ( للمصيبات والأوجاع أسرع في ذنوب العبد مني في هذه الشجرة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 770 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى (3/ 1063) ، وابن أبي
    الدنيا (70/ 2،73/ 1) عن حسن بن صالح عن جابر الجعفي عن زياد النميري عن أنس بن مالك قال :
    أتى رسول الله صلي الله عليه وسلم شجرة ؛ فهزها حتى تساقط ورقها ، ثم قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زياد النميري ضعيف .
    ومثله - بل شر منه - جابر الجعفي .
    ولذلك أشار المنذري إلى تضعيف الحديث (4/ 149) .
    وقصر الهيثمي في "المجمع" (2/ 301) ؛ فأعله بضعف الجعفي فقط !

    (/1)
    4997 - ( كان إذا فرغ من صلاته ؛ رفع يديه وضمهما وقال : رب ! اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني ؛ أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ، لك الملك ، ولك الحمد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 770 :
    $منكر بهذا السياق$
    أخرجه عبدالله بن المبارك في "الزهد" (1154) : أخبرنا عبدالعزيز بن أبي رواد قال : حدثني علقمة بن مرثد وإسماعيل بن أمية : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ... إلخ .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإعضاله ؛ فإن علقمة وإسماعيل لم يثبت لهما لقاء أحد من الصحابة .
    ثم إن ذكر رفع اليدين وضمهما فيه ، وزيادة : "لك الملك ولك الحمد" ؛ كل ذلك منكر ؛ فقد وصله مسلم من طريق أخرى من حديث علي رضي الله عنه بحديث دعاء الاستفتاح مطولاً ؛ وفي آخره :
    "وإذا سلم قال : اللهم ! اغفر لي ..." إلخ دون الزيادة .
    وكذلك أخرجه أبو داود ، وغيره ، وهو مخرج في "صحيح أبو داود" (738/ 1352) .
    وعزاه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على "الزهد" لأبي داود فقط ؛ وهو تقصير واضح !
    وبهذه المناسبة أقول : لقد اطلعت منذ ثلاث سنين على الجزء الأول من كتاب بعنوان :
    "الألباني شذوذه وأخطاؤه" ؛ بقلم أرشد السلفي ، طبع المطبعة العلمية - ماليكاؤن (ناسك) الهند ، ثم على الجزء الثاني منه ؛ فتصفحتهما ، فتبين لي أن مؤلفه من متعصبة الحنفية ، وله اطلاع لا بأس به على كتب الحديث ورجاله ، ولم نعرف شخصه ، بل غلب على الظن أن هذا الاسم مزور لا حقيقة له ! ولذلك دارت الظنون حول بعض المشهورين بعدائهم الشديد للسنة وأهلها ، ولكن لما كان لا يجوز الحكم بالظن ؛ أمسكنا عن الجزم بهويته ، ثم بدأت الأخبار تتوارد من هنا وهناك أنه هو الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي المذكور !
    فإذا ثبت هذا ؛ فإنه يؤسفني أن يحشر نفسه في زمرة أعداء السنة ، في الوقت الذي يتظاهر بخدمتها وتحقيق كتبها ، ولا يظهر لي شخصياً إلا كل ود واحترام حينما كنا نلتقي به في المكتب الإسلامي في بيروت ، وكان يومئذ على تصحيح تجارب كتاب "مصنف عبدالرزاق" !!
    وإلى أن نتيقن أنه هو ؛ فإنه لا بد لي من أن أشير إلى أن الرد المذكور محشو بالبهت والافتراء علي ، وبالجهل بعلم الحديث ومصطلحه ، والطعن في أهله ؛ كالإمام أحمد وابن تيمية وغيرهما ، مع التعصب الشديد للمذهب الحنفي .
    وهذا - بالطبع - لا يعني أنه لم يصب في شيء مطلقاً مما انتقدني فيه ! فما منا من أحد إلا رد ورد عليه ؛ إلا النبي صلي الله عليه وسلم ، كما قال الإمام مالك رحمه الله .
    ولدي الآن مسودة الرد على الجزءين المذكورين ؛ فإذا انكشف الغطاء وتيقنا أنهما للشيخ الأعظمي ؛ استخرنا الله في تبييضهما ، عسى الله أن ييسر لنا نشرهما .

    (/1)
    4998 - ( ما من عبد يمرض ؛ إلا أمر الله حافظه أن ما عمل من سيئة فلا يكتبها ، وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنات ؛ وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح ؛ وإن لم يعمل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 772 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1566) من طريق عبدالأعلى ابن أبي المساور : أخبرنا محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالأعلى هذا ؛ قال الحافظ :
    "متروك . وكذبه ابن معين" .
    قلت : ومنه تعلم تساهل الهيثمي في قوله (2/ 304) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه عبدالأعلى بن أبي المساور ، وهو ضعيف" !
    قلت : وقد خولف في إسناده ؛ فقال ابن أبي
    الدنيا في "الكفارات" (87/ 1) حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرني أبو مسعود الجريري عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة به .
    قلت : فزاد في الإسناد : (عن أبيه) ! ولم أعرفه ، ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما ، ولا غيرهما من المتأخرين ؛ فهو علة الحديث ؛ فإن رجاله كلهم ثقات ؛ غير أن أبا مسعود الجريري كان اختلط قبل موته بثلاث سنين .
    لكن للحديث إسناد آخر جيد ؛ إلا أنه موقوف ، فقال ابن أبي
    الدنيا (67/ 1) :حدثنا أحمد بن حنبل : أخبرنا عبدالله : أخبرنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي هريرة قال :
    إذا مرض العبد المسلم ؛ يقال لصاحب اليمين : اكتب على عبدي صالح ما كان يعمل . ويقال لصاحب الشمال : أقصر عن عبدي ما كان في وثاقي . فقال رجل عند أبي هريرة : يا ليتني لا أرال ضاجعاً . فقال أبو هريرة : كره للعبد الخطايا .
    وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين .
    ثم استدركت ، فقلت : الظاهر أنه منقطع ؛ فإنهم لم يذكروا لحسان بن عطية رواية عن أبي هريرة وغيره من الصحابة ؛ غير أبي أمامة المتوفى سنة (86) ، وقالوا : أرسل عن أبي واقد الليثي ؛ وقد توفي سنة (68) ، وأبو هريرة توفي قبله بنحو عشر سنين ؛ فإنه توفي سنة (59) على أكثر ما قيل .
    وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف مرفوعاً وموقوفاً .

    (/1)
    4999 - ( من عاد مريضاً وجلس عنده ساعة ؛ أجرى الله له عمل ألف سنة لا يعصي الله فيها طرفة عين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 774 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "الكفارات" (ق 164/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 161) و "أخبار أصبهان" (1/ 114،325) من طريق عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد عن وهيب بن الورد عن أبي منصور عن رجل من الأنصار [عن أبان] عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
    "غريب من حديث وهيب ، لم نكتبه إلا من حديث سعيد بن يحيى . وعبدالمجيد" .
    قلت : هو عند بن أبي
    الدنيا من غير طريق سعيد بن يحيى - وهو ابن سعيد الأنصاري - ؛ فإنه قال : حدثنا عبدالوهاب الوراق قال : حدثنا عبدالمجيد ...
    وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : أبان هذا - وهو ابن أبي عياش - متروك ؛ كما قال الحافظ .
    الثانية : رجل من الأنصار ؛ مبهم .
    الثالثة : أبو منصور ؛ لم أعرفه .
    الرابعة : عبدالمجيد بن عبدالعزيز ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء ، وكان مرجئاً ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
    والحديث ؛ قال المنذري (4/ 163) :
    "رواه ابن أبي
    الدنيا في "كتاب المرض والكفارات" ، ولوائح الوضع عليه تلوح" .
    (تنبيه) : هكذا لفظ الحديث : "ألف سنة" عند مخرجيه ؛ إلا أنه وقع في نسخة أخرى من "الكفارات" بلفظ : "سنة" ، فالظاهر أنه سقط منها (ق 71/ 1) لفظة : "ألف" !
    ويؤيده أن المنذري لما عزاه إليه ؛ ذكره باللفظ الأول : "ألف سنة" .
    وكأنه لذلك حكم على الحديث بالوضع . والله أعلم .

    (/1)
    5000 - ( لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 775 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "الكفارات" (71/ 2) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا عبدالرحيم بن زيد عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالرحيم بن زيد - وهو ابن الحواري العمي - ؛ كذبه ابن معين . وقال البخاري :
    "تركوه" .
    وأبوه زيد ضعيف .
    وسويد بن سعيد ؛ كان يتلقن ؛ كما تقدم مراراً .
    والحديث ؛ أورده المنذري (4/ 164) من رواية ابن أبي
    الدنيا ؛ مشيراً لضعفه .\

    (/1)





  8. #588
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5001 - ( من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 5 :
    $ضعيف$
    رواه الطبري (ج 3 رقم : 2329 ص 223) قال : حدثني المثنى قال : حدثنا عبدالله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) ؛ قال : أخبر الله أن المؤمن إذا سلم الأمر إلى الله ورجع واسترجع عند المصيبة ؛ كتب له ثلاث خصال من الخير : الصلاة من الله ، والرحمة ، وتحقيق سبيل الهدى . وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وله علتان :
    الأولى : الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس ؛ فإنه لم يسمع منه ، ولم يره ؛ كما قال الحافظ وغيره من المتقدمين والمتأخرين .
    والأخرى : الضعف في ابن أبي طلحة نفسه ؛ فقد تكلم فيه بعض الأئمة ؛ فقال أحمد :
    "له أشياء منكرات" . وقال يعقوب بن سفيان :
    "ضعيف الحديث منكر" .
    ووثقه العجلي وغيره . وقال الحافظ :
    "صدوق يخطىء ، أرسل عن ابن عباس" .
    وجزم بضعفه الهيثمي ؛ كما يأتي .
    وعبدالله بن صالح فيه ضعف أيضاً ؛ كما تقدم مراراً .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (2/ 331) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه علي بن أبي طلحة ؛ وهو ضعيف" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (4/ 169) إلى ضعف الحديث ، وقال :
    "وفي رواية له (يعني : الطبراني) قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة : (إنا لله وإنا إليه راجعون)" .
    قلت : وبين علته الهيثمي فقال : (2/ 330) :
    "وفيه محمد بن خالد الطحان ؛ وهو ضعيف" .
    وكذا جزم بضعفه الحافظ في "التقريب" .
    وحديث الترجمة ؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 255/ 13027) ، والسلفي في "الأربعين" (9/ 1 - حديث 28) من الوجه المذكور .
    وحديث الطحان الضعيف : عند الطبراني (12/ 40/ 12411) .

    (6/1)
    5002 - ( من حفر قبراً ؛ بنى الله له بيتاً في الجنة ، ومن غسل ميتاً ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ومن كفن ميتاً ؛ كساه الله من حلل الكرامة ، ومن عزى حزيناً ؛ ألبسه الله التقوى وصلى على روحه في الأرواح ، ومن عزى مصاباً ؛ كساه الله حلتين من حلل الجنة ، لا تقوم لهما الدنيا ، ومن اتبع جنازة حتى يقضى دفنها ؛ كتبت له ثلاثة قراريط ؛ القيراط منها أعظم من جبل أحد ، ومن كفل يتيماً أو أرملة ؛ أظله الله في ظله وأدخله جنته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 7 :
    $ضعيف$
    رواه الطبراني في "الأوسط" (9/ 135/ 9288 - ط) ، (1/ 78/ 1 - من ترتيبه) عن الخليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن جابر بن عبدالله مرفوعاً . وقال :
    "لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته الخليل بن مرة ؛ فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ وغيره . وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال :
    "يروي عن جماعة من البصريين والمدنيين من المجاهيل" .
    قلت : وشيخه إسماعيل بن إبراهيم لم أتيقن من هو ، ولا أستبعد أنه الذي في "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 155) :
    "إسماعيل بن إبراهيم السلمي ، ويقال : الشيباني . روى عن ابن عباس . روى عنه يعقوب بن خالد ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة . وبعض الرواة يقول : إبراهيم بن إسماعيل ؛ يعد في المدنيين" .
    قلت : وعليه ، فلا أستبعد - أيضاً - أن يكون أحد المدنيين المجاهيل الذين أشار إليهم ابن حبان في كلمته السابقة . وقال الذهبي :
    "لا يدرى من ذا ؟" . ونقل في "التهذيب" عن أبي حاتم أنه قال فيه :
    "مجهول" . ولم أره في كتاب ابنه . والله أعلم .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (3/ 21) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الخليل بن مرة ؛ وفيه كلام" .
    ومن طريقه أخرج طرفه الأول منه : ابن شاهين في "الترغيب" (310/ 1) بلفظ :
    "من حفر قبراً ؛ بنى الله له بيتاً في
    الجنة ، وأجرى له مثل أجره إلى يوم القيامة" .

    (7/1)
    5003 - ( من أتى جنازة في أهلها ؛ فله قيراط ، فإن اتبعها ؛ فله قيراط ، [فإن صلى عليها ؛ فله قيراط] ، فإن انتظرها حتى تدفن ؛ فله قيراط ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 8 :
    $منكر$
    أخرجه البزار في "مسنده" (ص 90) قال : حدثنا عبدالله بن محمد بن الحجاج الصواف : حدثنا معدي بن سليمان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به . حدثنا محمد بن المثنى : حدثنا معدي به . وقال :
    "لا نعلم رواه إلا معدي" .
    قلت : قال أبو زرعة :
    "واهي الحديث ، يحدث عن ابن عجلان بمناكير" . وقال ابن حبان :
    "يروي المقلوبات عن الثقات ، والملزقات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" .
    وضعفه آخرون ، وشذ الترمذي فصحح حديثه .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (3/ 30) :
    "رواه البزار ، وفيه معدي بن سليمان ، صحح له الترمذي ووثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه أبو زرعة والنسائي ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !
    فأقول : لم أجد من صرح بتوثيقه من أئمة الجرح والتعديل ، ولم يذكروا عن أبي حاتم فيه إلا قوله : "شيخ" ، وهذا ليس صريحاً في التوثيق ، بل هو يدل على عدم الضعف المطلق ؛ كما قال الذهبي في مقدمة "الميزان" ، والحافظ تبعاً له في "اللسان" ؛ ونفي الضعف المطلق لا يستلزم أنه موثق عنده كما هو ظاهر .
    وكأنه لذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه : "ضعيف" . وقال في "زوائد البزار" :
    "قلت : جعل فيه ثلاثة قراريط ، فلم يتابع عليه ، وقد ضعفه غير واحد" .
    قلت : وجعلها أربعة في رواية عنه ذكرها الذهبي في ترجمته من "الميزان" ؛ ولعلها في "ضعفاء ابن حبان" من رواية عبيدالله بن يوسف الجبيري عنه بلفظ :
    "من أوذن بجنازة فأتى أهلها فعزاهم ؛ كتب له قيراط ، فإن شيعها ؛ كتب له قيراطان ، فإن صلى عليها ؛ كتب له ثلاثة قراريط ، فإن انتظر دفنها ؛ كتب له أربعة قراريط ، والقيراط مثل أحد" .
    ثم رأيته عند ابن حبان (3/ 40) .
    والحديث في "الصحيحين" وغيرهما من طرق كثيرة عن أبي هريرة نحوه ؛ دون ذكر القيراط الثالث والرابع ، وكذلك رواه جمع آخر من الصحابة ، وقد خرجت أحاديثهم في "أحكام الجنائز" (ص 68-69) .
    وقد تكلم الحافظ الناجي في "العجالة" (ق 220/ 2-221/ 1) على الحديث بإسهاب ، وقال :
    "والآفة من معدي" . ثم قال :
    "وبالجملة ؛ فهذا اللفظ منكر مخالف للأحاديث المشهورة . وقد بينت أن القيراطين إنما يحصلان بمجموع الصلاة والدفن ، وأن الصلاة دون الدفن يحصل بها قيراط واحد" .

    (8/1)
    5004 - ( لما افتتح صلي الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده ، فقال : ايأسوا أن ترتد أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ، ولكن افتنوهم في دينهم ، وأفشوا فيهم النوح ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 10 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 156/ 2-157/ 1) من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا الإسناد ضعيف ؛ فإن ابن أبي المغيرة هذا - وإن كان قد وثق كما يأتي عن الهيثمي - ؛ فقد قال ابن منده :
    "ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير" .
    وهو الذي روى عنه مطرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (وسع كرسيه السماوات والأرض) ؛ قال :
    "علمه" . قال ابن منده :
    "لم يتابع عليه" . قال الذهبي عقبه :
    "قلت : قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
    كرسيه : موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره" .
    قلت : يشير إلى أن ما رواه ابن أبي المغيرة عن سعيد عن ابن عباس منكر . وقال الحافظ فيه :
    "صدوق يهم" .
    وأشار الهيثمي إلى تليينه بقوله (3/ 13) : "رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله موثقون" .
    وتساهل المنذري - مع وهم في العزو - فقال (4/ 177) :
    "رواه أحمد بإسناد حسن" !
    ومن طريق الطبراني : أخرجه الضياء في "المختارة" (59/ 13/ 1) .

    (9/1)
    5005 - ( لا تصلي الملائكة على نائحة ، ولا على مرنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 11 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (2/ 362) من طريق سليمان بن داود (وهو الطيالسي) وهذا في "مسنده" (2457) : حدثنا عمران : حدثنا قتادة عن أبي مراية عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وأبو مراية ؛ اسمه : عبدالله بن عمرو العجلي . قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 118) :
    "روى عن سلمان وأبي موسى الأشعري وعمران بن حصين . روى عنه قتادة وأسلم العجلي" . وفي "تعجيل المنفعة" (519/ 1392) :
    "قال أبو سعيد : كان قليل الحديث . وذكره ابن بان في (الثقات)" . وقال الهيثمي (3/ 13) :
    "رواه أحمد ، وأبو يعلى ، وفيه أبو مرانة (!) ؛ ولم أجد من وثقه ولا جرحه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : ولي عليه ملاحظتان :
    الأولى : قوله : "أبو مرانة" تصحيف ؛ فإن كان منه ؛ فقوله : "ولم أجد من وثقه" في محله ، وإن كان الأصل "أبو مراية" فصحفه
    الناسخ أو الطابع ؛ فقوله المذكور في غير محله ؛ لتوثيق ابن حبان إياه ، وعادته أن يحتج بتوثيقه ؛ خلافاً للذهبي والعسقلاني وغيرهما من النقاد ؛ فإن القاعدة عندهم عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان ؛ لأنه يوثق المجهولين ، كما سبق التنبيه على هذا مراراً وتكراراً .
    والأخرى : قوله : "وبقية رجاله ثقات" ؛ فإن هذا الإطلاق يوهم أن ليس فيهم من تكلم فيه ، والأمر على خلافه ؛ فإن عمران هذا - وهو ابن داور أبو العوام القطان البصري - فيه كلام من قبل حفظه ؛ أشار إليه الحافظ بقوله في "التقريب" :
    "صدوق يهم" .
    وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف ؛ لجهالة حال أبي مراية ، وللكلام المشار إليه في عمران . والله أعلم .
    وأما الحافظ المنذري فقال : (4/ 177) :
    "رواه أحمد ، وإسناده حسن إن شاء الله" !!

    (10/1)
    5006 - ( إن هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم ؛ صف عن يمينهم ، وصف عن يسارهم ، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 13 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 77/ 1 - زوائده) عن سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن يحيى إلا سليمان" .
    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ كما يشعر بذلك قول البخاري :
    "منكر الحديث" ، كما رواه عنه ابن عدي في "الكامل" (158/ 2) ، وساق له أحاديث مما أنكر عليه ، ثم قال :
    "وعامة ما يرويه عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه" .
    وساق له الذهبي - فيما أنكر عليه - هذا الحديث أيضاً . ولذلك أشار إليه المنذري (4/ 177) إلى تضعيف الحديث . وقال الهيثمي (3/ 14) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سليمان بن داود اليمامي ، وهو ضعيف" .

    (11/1)
    5007 - ( ليس للنساء في الجنازة نصيب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 13 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه البزار (ص 87 - زوائد) عن أبي غسان : حدثنا الصباح أبو عبدالله عن جابر عن عطاء عن ابن عباس :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة ، وقال : ... فذكره .
    وقال الهيثمي في "مختصر الزوائد" (1/ 348) :
    "الصباح ضعيف" .
    كذا قال ! ويأتي بيان ما فيه ، وتعقبه الحافظ هناك بقوله :
    "قلت : وجابر : هو الجعفي ؛ أشد ضعفاً منه" .
    قلت : وقد اتفقا على تضعيف الصباح هذا ، ولم أعرفه ، وإلى ذلك يشير الهيثمي نفسه بقوله في "المجمع" (3/ 13) :
    "رواه البزار ، والطبراني في "الكبير" ، وفيه الصباح أبو عبدالله ، ولم أجد من ذكره" !
    قلت : والشطر الأول من الحديث يرويه محمد بن الحسن بن عطية عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال :
    لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم النائحة والمستمعة .
    أخرجه أحمد (3/ 65) ، وأبو داود (3128) .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن بن عطية وأبوه عطية - وهو ابن سعد العوفي - ضعيفان .

    (12/1)
    5008 - ( في قول الله عز وجل : (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) . قال : يجلسه فيما بينه وبين جبريل ، ويشفع لأمته ، فذلك المقام المحمود ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 14 :
    $باطل$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 163/ 2) عن أبي صالح عبدالله بن صالح : حدثني ابن لهيعة عن عطاء بن دينار الهذلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : الانقطاع بين الهذلي وسعيد ، قال الحافظ :
    "صدوق ؛ إلا أن روايته عن سعيد بن جبير من صحيفة" .
    والأخرى : ضعف ابن لهيعة . وقال الهيثمي (7/ 51) .
    "رواه الطبراني ، وفيه ابن لهيعة ؛ وهو ضعيف إذا لم يتابع . وعطاء بن دينار ؛ قيل : لم يسمع من سعيد بن جبير" .

    (13/1)
    5009 - ( تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس ، فما تزال ترتفع في السماء حتى تملأ السماء ، ثم ينادي مناد : يا أيها الناس ! فيقبل الناس بعضهم على بعض : هل سمعتم ؟ فمنهم من يقول : نعم ، ومنهم من يشك ، ثم ينادي الثانية : يا أيها الناس ! فيقول الناس : هل سمعتم ؟ فيقولون : نعم ، ثم ينادي : أيها الناس : (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) ، قال : فوالذي نفسي بيده ! إن الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه أو يتبايعانه أبداً ، وإن الرجل ليمدر حوضه فما يسقي فيه شيئاً ، وإن الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبداً ، ويشتغل الناس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 15 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (4/ 539) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 325/ 899) من طريق أبي بكر بن عياش عن محمد بن عبدالله مولى المغيرة ابن شعبة عن كعب بن علقمة عن ابن حجيرة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد على شرط مسلم" . ووافقه الذهبي !!
    وأقول : كلا ، وذلك لأمرين :
    الأول : أن ابن عياش لم يحتج به مسلم ؛ على ضعف في حفظه .
    والآخر : أن محمد بن عبدالله مولى المغيرة بن شعبة لم يخرج له مسلم أصلاً ؛ على جهالته ، وهو محمد بن يزيد بن أبي زياد ، هكذا ساق نسبه الحافظ المزي في ترجمة شيخه كعب بن علقمة التنوخي المصري ، وترجمة الراوي عنه أبي بكر بن عياش ، وزاد في ترجمته هو نفسه :
    "الثقفي الفلسطيني ويقال : الكوفي ، نزيل مصر ، مولى المغيرة بن شعبة ، وهو صاحب حديث الصور" ، وذكر أن أبا حاتم قال فيه (4/ 1/ 126) :
    "مجهول" . وصحح له الترمذي حديث :
    "كفارة النذر كفارة اليمين" .
    وزاد الحافظ في "تهذيبه" عن الدارقطني أنه قال فيه أيضاً :
    "مجهول" ؛ واعتمده الذهبي في "المغني" !
    قلت : ومن هذا التحقيق تعرف خطأ موافقته للحاكم في قوله :
    "صحيح على شرط مسلم" ! وقول المنذري في "الترغيب" (4/ 191) :
    "رواه الطبراني بإسناد جيد ، رواته ثقات مشهورون" ! وقول الهيثمي (10/ 331) :
    "رواه الطبراني ورجاله رجال "الصحيح" ؛ غير محمد بن عبدالله مولى المغيرة ؛ وهو ثقة" !
    ونحوه سكوت الحافظ عنه في "الفتح" (13/ 88) !
    بقي شيء واحد ، وهو أن راوي الحديث - محمد بن عبدالله مولى المغيرة - : فيما يبدو - هو غير محمد بن يزيد بن أبي زياد المجهول .
    فأقول : إن كان الأمر كذلك ؛ فهو مجهول العين ؛ لأنه لم يذكره أحد من أئمة الجرح والتعديل - هذا فيما علمت - ، لكن الظاهر عندي أنه هو نفسه ، وعليه ؛ فعبد الله لا بد أن يكون جده المكنى في "التهذيب" بأبي زياد ، فهو محمد بن يزيد بن أبي زياد عبدالله . والله أعلم .
    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن ابن حجيرة ؛ فقال ابن أبي
    الدنيا في "كتاب الأهوال" (ق 2/ 2) : حدثنا هارون بن سفيان : حدثنا محمد بن عمر : حدثنا معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن فضالة بن عبيد عن النبي صلي الله عليه وسلم . وهشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة به .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، وكذلك الإسناد الأول عن فضالة بن عبيد ؛ لكن مدارهما على محمد بن عمر ، وهو الواقدي ، وهو متروك شديد الضعف ؛ فلا يصلح للاستشهاد به .
    لكن الشطر الثاني من الحديث له شاهد قوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً .
    أخرجه الشيخان وغيرهما ، وزاد البخاري خصلة رابعة بلفظ :
    "ولتقومن الساعة ؛ وقد رفع أكلته إلى فيه ، فلا يطعمها" . وهو رواية لابن حبان (6807) .
    وهو قطعة من حديث طويل ساق السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" طرفه الأخير منه بدءاً من قوله : (لا تقوم الساعة حتى تطلع
    الشمس من مغربها ..." ؛ وعزاه للشيخين وابن ماجه ، وفيه تساهل كبير ! فإن ابن ماجه ليس له منه إلا طلوع الشمس من مغربها (رقم 4068) ؛ وهذا رواه أحمد أيضاً (2/ 231) ، فكان عزوه إليه أولى .
    ومسلم وإن كان أخرج هذا القدر أيضاً (1/ 95) ؛ فإنه ليس عنده الخصلة الرابعة المذكورة !

    (14/1)
    5010 - ( يبعث الله يوم القيامة ناساً في صور الذر ، يطؤهم الناس بأقدامهم ، فيقال : ما بال هؤلاء في صور الذر ؟! فيقال : هؤلاء المتكبرون في الدنيا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 18 :
    $موضوع$
    أخرجه البزار في "مسنده" (314- زوائده) عن القاسم بن عبدالله - يعني : العمري - عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العمري هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، رماه أحمد بالكذب" .
    قلت : وكذلك كذبه ابن معين . ولفظ أحمد :
    "كان يكذب ويضع الحديث" .
    ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (4/ 194) إلى تضعيف الحديث . وقال الهيثمي (10/ 334) :
    "رواه البزار ؛ وفيه القاسم بن عبدالله العمري ، وهو متروك" .
    ويغني عنه حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ :
    "يحشر المتكبرون يوم
    القيامة أمثال الذر في صور الرجال ؛ يغشاهم الذل من كل مكان ؛ يساقون إلى سجن في جهنم يقال له : (بولس) ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار : طينة الخبال" .
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" ، والترمذي - وحسنه - ، وهو مخرج في "المشكاة" (5112) .

    (15/1)





  9. #589
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5011 - ( إن العار والتخزية يبلغ من ابن آدم في المقام بين يدي الله ما يتمنى العبد يؤمر به إلى النار ويتحول من ذلك المقام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 19 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (262/ 1) من طريق الحارث بن سريج الخوارزمي : أخبرنا معتمر : حدثنا الفضل بن عيسى : حدثنا محمد بن المنكدر أن جابر بن عبدالله حدثه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره في جملة أحاديث ساقها للفضل هذا . ثم قال :
    "وله غير ما ذكرت من الحديث ، والضعف بين على ما يرويه" .
    وأعله الذهبي بالحارث بن سريج أيضاً ، فقال :
    "واه" .
    وأقول : ولكنه قد توبع ، فأخرجه الحاكم (4/ 577) من طريق عبدالوهاب ابن عطاء : أنبأ الفضل بن عيسى الرقاشي به نحوه ، ولفظه :
    "إن العار ليلزم المرء يوم
    القيامة حتى يقول : يا رب ! لإرسالك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى ، وإنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب" . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : الفضل واه" .
    وأورده الهيثمي في "المجمع" (10/ 336) بلفظ :
    "إن العرق ..." والباقي مثله إلا أنه قال : "مما أجد" . ثم قال :
    "رواه البزار ، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي ، وهو ضعيف جداً" .
    ولقد وهم المنذري في "الترغيب" (4/ 195-196) في متن هذا الحديث ، فإذا ساقه بلفظ البزار المذكور ، وقال :
    "رواه البزار، والحاكم من حديث الفضل بن عيسى ، وهو واه ..." !
    وقد عرفت أن لفظ الحاكم يختلف عن لفظ البزار ؛ فوجب التنبيه عليه ، ولعل هذا الاختلاف في متنه - وبخاصة في لفظة : "العار" و : "العرق" - ؛ إنما هو من الرقاشي نفسه ، وليس من بعض رواته أو مخرجيه .

    (16/1)
    5012 - ( إنه يكون للوالدين على ولدهما دين ، فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به . فيقول : أنا ولدكما ! فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك ! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 21 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 219/ 10526) : حدثنا أحمد بن عمرو البزار : حدثنا عمرو بن مخلد : أخبرنا يحيى بن زكريا الأنصاري : أخبرنا هارون بن عنترة عن زاذان قال :
    دخلت على عبدالله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج ، فقلت : أدنيت
    الناس وأقصيتني ؟! فقال : اذن ، فأدناني حتى أقعدني على بساطه ، ثم قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ البزار - وهو صاحب "المسند" المعروف به - ؛ قال الدارقطني :
    "ثقة يخطىء كثيراً" .
    وشيخه عمرو بن مخلد ؛ لم أجد له ترجمة .
    ومثله شيخه الأنصاري .
    والحديث أشار المنذري في "الترغيب" (4/ 202) إلى تضعيفه . وقال الهيثمي (10/ 355) :
    "رواه الطبراني عن عمرو بن مخلد عن يحيى بن زكريا الأنصاري ، ولم أعرفهما ، وبقية رجاله وثقوا ؛ على ضعف في بعضهم" .
    وأخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1416) من طريق عيسى بن يونس عن هارون بن عنترة عن عبدالله بن السائب : أخبرنا زاذان أبو عمر به نحوه أتم منه . لكنه أوقفه .
    قلت : وعيسى بن يونس - وهو الفاخوري الرملي - صدوق ، وقد خالف يحيى ابن زكري الأنصاري في إسناده ومتنه .
    أما الإسناد ؛ فإنه أدخل بين هارون وزاذان : عبدالله بن السائب - وهو الكندي - وهو ثقة ، ثم إنه أوقفه .
    وأما المتن ؛ فليس فيه : "فيقول : أنا ولدكما ..." إلخ . والله أعلم .

    (17/1)
    5013 - ( يوضع للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عليه - أو قال : لا أقعد عليه - قائماً بين يدي ربي ، منتصباً بأمتي ؛ مخافة أنيبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي ، فأقول : يا رب ! أمتي أمتي ! فيقول الله تعالى : يا محمد ! ما تريد أن أصنع بأمتك ؟ فأقول : يا رب ! عجل حسابهم ؛ فيدعى بهم ، فيحاسبون ، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكاً برجال قد بعث بهم إلى النار ، حتى إن مالكاً خازن النار ليقول : يا محمد ! ما تركت لغضب ربك من أمتك من نقمة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 22 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 97/ 2) و "الأوسط" (3/ 446-447) من طريق محمد بن ثابت البناني عن عبيدالله بن عبدالله ابن الحارث بن نوفل عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل البناني هذا ؛ فإنهم اتفقوا على تضعيفه ، بل قال البخاري :
    "فيه نظر" . ففيه إشارة إلى أنه شديد الضعف عنده متروك .
    فقول المنذري في "الترغيب" (4/ 220) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، والبيهقي في "البعث" ، وليس في إسنادهما من ترك" !!
    قلت : فهو غير مسلم على إطلاقه ، مع أنه غير كاشف عن علته . وخير منه في ذلك قول الهيثمي (10/ 380) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه محمد بن ثابت البناني ؛ وهو ضعيف" .

    (18/1)
    5014 - ( إن الهدية يطلب بها وجه الرسول وقضاء الحاجة ، وإن الصدقة يبتغى بها وجه الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 23 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (2/ 16/ 1) : أخبرنا أبو بكر ابن عياش عن يحيى بن هاني قال : أخبرني أبو حذيفة عن عبدالملك بن محمد عن عبدالرحمن بن علقمة قال :
    قدم على النبي صلي الله عليه وسلم وفد ثقيف ، فأهدوا إليه هدية . فقال :
    "هدية أم صدقة ؟" . قالوا : هدية ، فقال : ... فذكره . قالوا :
    لا ؛ بل هدية ، فقبلها منهم . فشغلوه عن الظهر حتى صلاها مع العصر .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة أبي حذيفة وشيخه عبدالملك بن محمد - وهو ابن نسير الكوفي - ، قال الحافظ في كل منهما :
    "مجهول" .
    وعبدالرحمن بن علقمة مختلف في صحبته ؛ قال الحافظ :
    "يقال : له صحبة . وذكره ابن حبان في "الثقات"" .
    والحديث عزاه الحافظ في "الإصابة" (4/ 172) للنسائي وإسحاق بن راهويه ويحيى الحماني وأبي داود الطيالسي في "مسانيدهم" !
    ومن الوجه المذكور : أخرجه عبدالباقي بن قانع في "معجم الصحابة" .

    (19/1)
    5015 - ( إياكم والسرية لتي إن لقيت فرت ، وإن غنمت غلت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 24 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 5/ 1) ، ومن طريقه ابن ماجه (2829) : أخبرنا زيد بن الحباب عن ابن لهيعة قال : أخبرنا يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة قال : سمعت أبا الورد صاحب النبي صلي الله عليه وسلم يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة .
    وأبوه لهيعة بن عقبة ؛ روى عنه جمع غير يزيد بن أبي حبيب ، و ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال الأزدي :
    "حديثه ليس بالقائم" . وقال ابن القطان :
    "مجهول الحال" . ولخص ذلك الحافظ فقال :
    "مستور" .

    (20/1)
    5016 - ( إذا هممت بأمر ؛ فعليك بالتؤدة حتى يأتيك الله بالمخرج من أمرك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 25 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 72/ 2-73/ 1) : أبو معاوية قال : أخبرنا سعد بن سعيد عن الزهري عن رجل من بلي قال :
    دخلت مع أبي على النبي صلي الله عليه وسلم فانتجاه دوني ، فقلت : يا أبة ! أي شيء قال لك رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قال ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد فيه ضعف ؛ لسوء حفظ سعد بن سعيد - وهو أخو يحيى ابن سعيد الأنصاري - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ، سيىء الحفظ" .
    (تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي لم يطلع عليها الحافظ السيوطي ولذلك لم يورده في كتابه "الجامع الكبير" !

    (21/1)
    5017 - ( من تعلم لغير الله ، أو أراد به غير الله ؛ فليتبوأ مقعده من النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 25 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (2/ 109) ، والنسائي في "الكبرى - كتاب العلم - نسخة تطوان" ، وابن ماجه (258) ، والأصبهاني في "الترغيب" (377/ 1) من طريق محمد بن عباد الهنائي : حدثنا علي بن المبارك عن أيوب السختياني بن دريك عن ابن عمر مرفوعاً . وقال الترمذي :
    "حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أيوب إلا من هذا الوجه" !
    قلت : وفي تحسينه نظر ؛ بينه الحافظ المنذري في "الترغيب" (1/ 69) فقال - بعد عزوه للمذكورين إلا النسائي - :
    "خالد بن دريك لم يسمع من ابن عمر ، ورجال إسنادهما ثقات" .

    (22/1)
    5018 - ( ما من رجل يضع ثوبه وهو محرم ، فتصيبه الشمس حتى تغرب ؛ إلا غربت بخطاياه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 26 :
    $منكر$
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (2/ 75/ 1) : ابن فضيل عن يزيد عن عاصم بن عبيدالله عن فلان عن النبي صلي الله عليه وسلم .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ عاصم بن عبيدالله ، وهو العمري .
    ونحوه يزيد ، وهو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم .
    وخالفه عاصم بن عمر بن حفص ؛ فرواه عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن جابر بن عبدالله مرفوعاً بلفظ :
    "ما من محرم يضحى لله يومه يلبي حتى تغيب
    الشمس ؛ إلا غابت بذنوبه ؛ فعاد كما ولدته أمه" .
    أخرجه ابن ماجه (2925) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 229) ، والبيهقي (5/ 43) ، وأحمد (3/ 373) .
    وابن حفص هذا ضعيف أيضاً .
    وتابعه سفيان الثوري ؛ لكن خالفه في صحابيه فقال : عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه مرفوعاً به .
    أخرجه البيهقي من طريق عبدالله بن عمر بن القاسم بن عبدالله بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطاب عنه .
    وسفيان ثقة ؛ لكن ابن القاسم هذا ليس بالمشهور ؛ كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه (2/ 2/ 110) .
    ورواه من طريق عاصم أيضاً فقال : وحدثني عاصم بن عبيدالله به .
    أخرجه البيهقي ، وكذا الطبراني ؛ كما في "المجمع" (3/ 224) ، وقال :
    "وفيه عاصم بن عبيدالله ، وهو ضعيف" .
    وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ؛ لضعف عاصم ، واضطراب الرواة عنه في إسناده ومتنه . وقد أشار المنذري في "الترغيب" إلى تضعيفه .

    (23/1)
    5019 - ( أيما مسلم دعا بها - يعني : دعوة يونس عليه السلام - في مرضه أربعين مرة ، فمات في مرضه ذلك ؛ أعطي أجر شهيد ، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 27 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 505-506) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني : حدثنا أحمد بن عمر بن بكر السكسكي : حدثني أبي عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطي ؟! الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث : (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) " .
    فقال رجل : يا رسول الله ! هل كانت ليونس خاصة أم المؤمنين عامة ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "ألا تسمع قول الله عز وجل : (فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) ؟!" ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : سكت عنه الحاكم والذهبي ، ولعله لوضوح علته ؛ فإن عمرو بن بكر السكسكي ضعيف جداً ؛ قال الذهبي :
    "واه ، أحاديثه شبه موضوعة" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك" .
    قلت : وابنه أحمد لم أجده ، ويغلب على الظن أنه محرف من (إبراهيم) ؛ فإن له ابناً بهذا الاسم ، ففي "الميزان" :
    "إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ، قال الدارقطني : متروك . وقال ابن حبان : يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة . وأبوه أيضاً لا شيء" . زاد في "اللسان" :
    "قال ابن حبان : لست أدري هو الجاني على أبيه ، أو أبوه كان يخصه بالموضوعات ؟!" .
    قلت : فهو آفة هذا الحديث أو أبوه .
    وأما محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ؛ فهو ثقة ؛ كما قال الدارقطني ، كما رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 120/ 2-121/ 2) ، ولم يذكر له وفاة ، وكناه بأبي العباس ، وكذا السمعاني في "الأنساب" (390/ 2) .
    فما وقع في ترجمته في مقدمة "موارد الظمآن" أنه أبو بكر : وهم ! وكذلك مغايرته بين المترجم وبين محمد بن قتيبة اللخمي ، فإنهما واحد .
    ثم إن السمعاني أفاد أنه توفي بعد سنة عشر وثلاث مئة .
    ثم إن الحديث قد صح عن سعد بن أبي وقاص بدون حديث الترجمة ؛ فانظر "الترغيب" (2/ 275) مع تعليقي عليه .

    (24/1)
    5020 - ( ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 29 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 78 و 10/ 240) ، وفي "المسند" (2/ 10/ 2) ، وعنه ابن ماجه (3870) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (471) ، وابن عبدالبر في "الاستيعاب" (4/ 1681/ 3010) : أخبرنا محمد بن بشر قال : أخبرنا مسعر قال : حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان : الجهالة ، والاضطراب :
    1- أما الجهالة ؛ فهي جهالة سابق هذا - وهو ابن ناجية - ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "ما روى عنه سوى هاشم بن بلال" .
    قلت : وهو أبو عقيل ؛ كما سبق ، فهو مجهول العين ، وقد كنت قلت في تعليقي على "الكلم الطيب" (ص 34 - الطبعة الثانية) : إنه مجهول الحال ؛ فقد رجعت عنه ، ولعل السبب في ذلك أنني اعتمدت يومئذ على قول الحافظ في "التقريب" : إنه مقبول ! ولم أرجع إلى ترجمته في "التهذيب" لأتبين أنه لم يرو عنه سوى هاشم هذا ، فتنبه !
    وهاشم بن بلال - هو أبو عقيل - ؛ وهو ثقة ؛ من رجال مسلم .
    2- وأما الاضطراب ؛ فهو أن شعبة خالف مسعراً في إسناده فقال : سمعت أبا عقيل يحدث عن سابق بن ناجية عن أبي سلام قال :
    كنا قعوداً في مسجد حمص ؛ إذ مر رجل فقالوا : هذا خدم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : فنهضت فسألته ، فقلت : حدثنا بما سمعت من من رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يتداوله الرجال فيما بينهم . قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "ما من مسلم يقول ثلاث مرات حين يمسي أو حين يصبح ..." الحديث .
    أخرجه أحمد (5/ 367) ، وأبو داود (5072) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (رقم 4) من طرق عن شعبة به .
    ثم قال أحمد : حدثنا عفان : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : عن أبي سلام البراء رجل من أهل دمشق قال : كنا قعوداً ... إلخ .
    وأخرجه الحاكم (1/ 518) من طريق أحمد الأولى ، ومن طريق وهب بن جرير : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية قال : ... فذكره . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : وهذا وهم من وجهين :
    الأول : أنه أوهم أن رواية أحمد بهذا الإسناد ؛ وليس كذلك كما رأيت ، والظاهر أنه ساقه بلفظ رواية وهب بن جرير ، ولم يتنبه أن رواية أحمد مخالفة لها ؛ وبيانه في الوجه التالي :
    والآخر : أنه أسقط من الإسناد سابقاً شيخ أبي عقيل ، وسمى أبا سلام سابق ابن ناجية ، وإنما هو شيخ أبي عقيل ، كما في رواية محمد بن جعفر وحفص بن عمر عن شعبة .
    وتابعه عليها مسعر ، وإن خالفه في جعل أبي سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم ، وإنما هو عن أبي سلام عن خادم النبي صلي الله عليه وسلم .
    وتابعه في ذلك كله هشيم عن هاشم بن بلال به .
    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم 24) ، والنسائي أيضاً (ولعله في "الكبرى") ، والبغوي ؛ كما في "الإصابة" للحافظ رحمه الله ؛ وقال :
    "وعلى هذا ؛ فأبو سلام رواه عن الخادم ، والخادم مبهم ، وقد أخرج أبو داود في "العلم" من طريق شعبة حديثاً آخر قال فيه : عن شعبة بهذا السند عن أبي سلام عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم . وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بينته في ترجمة (سابق) من حرف السين من القسم الأخير . وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ . وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي ، وهو تابعي" .
    قلت : الجزم بأنه ممطور ، يدفعه رواية عفان المتقدمة عن شعبة ، ففيها أنه أبو سلام البراء ، فلعل الحافظ لم يقف عليها ، أو على الأقل لم يستحضرها عند تحريره لهذا البحث ، ثم إنني لم أجد له ترجمة في المصادر التي بين يدي الآن ، فهي علة أخرى في هذا الإسناد .
    وأما قوله : "وحديث شعبة هو المحفوظ" ؛ فمما لا شك فيه ، خلافاً لابن عبدالبر ؛ فإنه صوب رواية مسعر المتقدمة ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي صلي الله عليه وسلم ! وهو واهم في ذلك ، ومما يدلك عليه قوله عقب التصويب المذكور :
    "وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام" .
    فإن رواية هشيم هي مثل رواية شعبة عن أبي سلام عن خادم النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كما تقدم . ثم قال ابن عبدالبر :
    "ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده ، فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة ، فقد أخطأ أيضاً" .
    وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة ؛ لجهالة سابق بن ناجية ، وشيخه أبي سلام ، واضطراب الرواة في إسناده على أبي عقيل على الوجوه المتقدمة ، وإن كان الراجح منها رواية شعبة ؛ ففيها الجهالة في الموضعين المذكورين . والله أعلم .

    (25/1)
    وقد رواه سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان مرفوعاً بلفظ :
    "من قال حين يسمي : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ كان حقاً على الله أن يرضيه" .
    رواه الترمذي (3386) ؛ وقال :
    "حسن غريب" !
    لكن ابن المرزبان هذا مدلس ، بل ضعفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه ، ومن المحتمل أنه تلقاه عن سابق بن ناجية المجهول ثم دلسه ، وقال - وهماً منه أو قصداً وتدليساً - : "عن أبي سلمة" ، بدل : (أبي سلام) ، و : "عن ثوبان" بدل : "عن خادم النبي عليه الصلاة والسلام" .
    ولذلك ؛ لم أذهب في تعليقي على "الكلم الطيب" إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين ، مع ما بين متنيهما من الاختلاف في اللفظ كما هو ظاهر بأدنى تأمل .
    وقد جاء ذكره في "صحيح الكلم الطيب" برقم (23) سهواً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، فيرجى حذفه .
    وقد يشتبه بحديث آخر مختصر جداً عن أبي سعيد الخدري ؛ مخرج في "الصحيحة" (334) ؛ كما وقع لبعض الطلبة ، فليتنبه له .
    وقد جاء هذا الورد في حديث آخر مقيداً بالصباح فقط ، وبأجر آخر ، وهو في "الصحيحة" (2686) ، ولعل هذا الحديث الصحيح - والذي قبله - هو الذي حمل الحافظ العسقلاني على قوله في حديث الترجمة :
    "حديث حسن" ! ثم قلده من قلده من المعاصرين ؛ كالشيخ عبدالقادر أرناؤوط في تعليقه على "الوابل الصيب" (ص 57) !!
    ومن تخريجنا لهذا الحديث ؛ تعلم خطأ قول النووي في "الأذكار" - بعد أن ضعف ابن المرزبان المتقدم ، وذكر تحسين الترمذي لحديثه - :
    "فلعله صح عنده من طريق آخر ، وقد رواه أبو داود والنسائي بأسانيد جيدة عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم بلفظه ، فثبت أصل الحديث ، ولله الحمد" !!
    قلت : ووجه الخطأ من وجوه :
    الأول : أنه ليس للحديث بلفظ ابن المرزبان طريق آخر ؛ إلا طريق خادم النبي صلي الله عليه وسلم ، ولفظه يختلف عن هذا بعض الشيء ؛ كما ترى .
    الثاني : أن هذه الطريق ضعيفة أيضاً ؛ لما فيها من الجهالة والاضطراب .
    الثالث : أن قوله : "بأسانيد جيدة" ؛ لا يصح من ناحيتين :
    الأولى : أن مدار تلك الأسانيد على سابق بن ناجية .
    والأخرى : أنه مجهول ، واضطرب عليه كما سبق ؛ فإنى لإسناده الجودة ؟!
    ثم وقفت على وجه آخر من الاضطراب : فرواه ابن قانع في "معجم الصحابة" في ترجمة "سابق خادم النبي صلي الله عليه وسلم" من طريق مصعب بن المقدام : أخبرنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره موقوفاً عليه لم يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
    وقلبه أيضاً فجعل سابقاً شيخ أبي سلام ؛ وإنما هو شيخ أبي عقيل كما تقدم في رواية ابن بشر وغيره عن مسعر .
    ولعل هذه الرواية عمدة خليفة بن خياط في إيراده (سابقاً) هذا في "الصحابة" ، وهو وهم ! كما صرح بذلك الحافظ في القسم الرابع من "الإصابة" .
    قلت : ولعل الوهم من مصعب هذا ؛ فإنه كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث في "معجم الشيوخ" لابن جميع (296) رواه من طريق علي بن حرب الطائي : حدثنا عبدالرحمن
    الزجاج عن أبي سعد - هو البقال - عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم به ، وزاد :
    "وهو ثان رجليه قبل أن يكلم أحداً : رضيت ..." .
    قلت : وأبو سعد البقال : هو سعيد بن المرزبان ، وهو متروك ؛ كما تقدم . وهذه الزيادة منكرة جداً ؛ لم يذكر في شيء من الروايات المتقدمة ، وكأن الراوي اختلط عليه هذا الحديث بحديث آخر فيه هذه الزيادة ، لكن بعد صلاة الفجر يقول : "لا إله إلا الله ..." ؛ جاء ذلك من حديث أبي ذر وأبي أمامة ، فانظر "الترغيب" (1/ 166/ 1 و 168/ 6 - الطبعة المنيرية) .
    ولعل ذلك من عبدالرحمن
    الزجاج - وهو ابن الحسن أبو مسعود الموصلي الزجاج - ؛ فقد قال الذهبي في "المغني" :
    "قال أبو حاتم : لا يحتج به" .

    (25/2)





  10. #590
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5021 - ( من صام الأربعاء والخميس ؛ كتبت له براءة من النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 35 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1353-1354) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا بقية بن الوليد عن أبي بكر قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس مرفوعاً .
    ثم رواه بهذا الإسناد عن أبي بكر عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :
    "صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
    الثانية : عنعنة بقية بن الوليد ؛ فإنه مدلس .
    الثالثة : ضعف أبي بكر واختلاطه ، وهو أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الشامي ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف ، وكان قد سرق بيته فاختلط" .
    الرابعة : اضطراب أبي بكر في إسناده كما ترى ؛ ففي الرواية الأولى قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس ، وفي الأخرى قال : عن زيد بن أسلم عن ابن عمر ... واضطرابه فيه مما يؤكد ضعفه .
    والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (2/ 86) من رواية أبي يعلى عن ابن عباس وحده ، وأشار إلى ضعفه . وأورده الهيثمي (3/ 198) من روايته عنه وعن ابن عمر وقال في كل منها :
    "وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف" .

    (26/1)
    5022 - ( لو أن غرباً من جهنم وضع في الأرض ؛ لآذى من في المشرق ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 37 :
    $منكر$
    أخرجه ابن عدي (ق 45/ 1) عن عثمان بن يحيى القرقساني : حدثنا يحيى بن سلام الإفريقي : حدثنا تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال :
    "تمام بن نجيح عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه ، وهو غير ثقة" .
    قلت : وضعفه الأكثرون ، بل قال البخاري :
    "فيه نظر" . وقال ابن حبان :
    "روى أشياء موضوعة عن الثقات ؛ كأنه المتعمد لها" .
    قلت : ولذلك ؛ جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ضعيف ؛ وسبقه الذهبي في "الكاشف" .
    والحسن - وهو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه .
    ويحيى بن سلام ؛ قال ابن عدي (424/ 2) :
    "بصري كان بأفريقية ، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه" .
    قلت : وقد وثق ، فانظر ترجمته في "اللسان" .
    وأما عثمان بن يحيى القرقساني ؛ فلم أجد من وثقه ، وقد قال السمعاني :
    "حدث عنه أحمد بن يحيى بن الأزهر السجستاني ؛ مات سنة 248" .
    والحديث أورده الذهبي في ترجمة تمام في جملة ما أنكر عليه .
    ورواه الطبراني من طريقه بأتم منه ولفظه :
    "لو أن غرباً من جهنم جعل في وسط الأرض ؛ لآذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب ، ولو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب" . وقال المنذري (4/ 227) :
    "رواه الطبراني ، وفي إسناده احتمال للتحسين" !
    كذا قال ! ويرده ما سبق من البيان ، وقول الهيثمي (10/ 387) :
    "... وفيه تمام بن نجيح ، وهو ضعيف ، وقد وثق ، وبقية رجاله أحسن حالاً من تمام" .
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن أبي
    الدنيا في "صفة النار" (ق 5/ 2) من طريق مبشر بن إسماعيل - حلبي - قال : حدثنا تمام بن نجيح به مثل لفظ الطبراني ؛ إلا أنه قال :
    "لأذاب" بدل : "لآذى" .
    ومبشر بن إسماعيل ثقة ؛ من رجال الشيخين ، فالعلة من تمام ، إن سلم من عنعنة البصري .
    ومن هذه الطريق : أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 212/ 2/ 3823) ؛ وقال :
    "لم يروه عن الحسن إلا تمام بن نجيح" .
    وروى منه الشطر الثاني : الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 189-190) .

    (27/1)
    5023 - ( إن في جهنم لوادياً تستعيذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم أربع مئة مرة ، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد صلي الله عليه وسلم : لحامل كتاب الله ، وللمصدق في غير ذات الله ، وللحاج إلى بيت الله ، وللخارج في سبيل الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 39 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 177/ 2) : حدثنا يحيى بن عبدالله بن عبدويه : حدثني أبي : أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء عن يونس عن الحسن عن ابن عباس مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات ؛ غير يحيى بن عبدالله بن عبدويه وأبيه ، وقد ترجمهما الخطيب (10/ 38 و 14/ 929) ؛ ولم يذكر فيهما شيئاً ؛ سوى أنه ساق لهما حديثاً آخر بهذا الإسناد ؛ أخرجه من طريق الطبراني ، وهذا في "الكبير" أيضاً ، وكذا في "الصغير" (ص 244) ؛ وقال :
    "لم يروه عن يونس إلا عبدالوهاب ، تفرد به يحيى بن عبدالله عن أبيه" .
    وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 33) بعد أن ساق الحديث :
    "رفعه غريب ، ولعله موقوف" .
    قلت : وقد روي من حديث أبي هريرة مرفوعاً به دون قوله :
    "لحامل كتاب الله ..." إلخ ؛ وزاد :
    "بأعمالهم ، وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء" .
    أخرجه ابن ماجه (256) ، والترمذي (2/ 62) - دون الزيادة - ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 201) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (194/ 162) من طريق عمار بن سيف الضبي عن أبي معان البصري عن ابن سيرين عنه . وقال الترمذي :
    "هذا حديث حسن غريب" !
    كذا قال ! ولعل قوله : "حسن" زيادة من بعض النساخ ؛ فإن المنذري نقل في "الترغيب" (1/ 33/ 4/ 229) عن الترمذي أنه قال :
    "حديث غريب" فقط ، وهذا هو اللائق بحال إسناده ؛ كما أبان عنه العقيلي بقوله :
    "وهذا إسناد فيه ضعف ، وأبو معان هذا مجهول" . وقال الذهبي في ترجمته :
    "لا يعرف ، تفرد عنه عمار بن سيف" . وقال الحافظ :
    "مجهول" .
    قلت : وعمار بن سيف ؛ فيه ضعف ؛ لغفلته ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف الحديث ، وكان عابداً" .
    والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (7/ 168) من حديث أبي هريرة مرفوعاً مع الزيادة بلفظ :
    "وإن أبغض الخلق إلى الله عز وجل : قارىء يزور العمال" . وقال :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه بكير بن شهاب الدامغاني ، وهو ضعيف" .
    قلت : أخرجه ابن عدي (ق 37/ 1) من طريق رواد بن الجراح أبي عصام العسقلاني عن بكير الدامغاني عن محمد بن سيرين به نحوه . وقال :
    "بكير ؛ منكر الحديث" .
    ثم رواه من طريق أخرى عن رواد عن أبي الحسن الحنظلي عن بكير به . قال :
    "فزاد في الإسناد : "أبي الحسن الحنظلي" ؛ وهذا أشبه من الذي قبله ؛ لأن هذا الحديث منكر ، وإذا كان حديثاً منكراً فيرويه مجهول ، وأبو الحسن الحنظلي مجهول" .
    وقد روي الحديث بلفظ آخر عن أبي هريرة ؛ وسيأتي إن شاء الله برقم (5152) ؛ وروي عن علي ، وهو الآتي بعده هنا .
    (تنبيهان) :
    1- أبو معان : بالنون ، هذا هو الصواب ، ووقع في "ابن ماجه" : "أبو معاذ" بالذال ! وعليه جريت في التعليق على "المشكاة" (275) ، وهو وهم ؛ فليعلم .
    2- على الرغم من تصريح العقيلي بتضعيف إسناد الحديث وتجهيل راويه ؛ فقد أورده المعلق عليه الدكتور القلعجي في "الأحاديث الصحيحة" التي فهرسها في آخر "العقيلي" (47/ 509) !!

    (28/1)
    5024 - ( تعوذوا بالله من جب الحزن ، أو وادي الحزن . قيل : يا رسول الله ! وما جب الحزن أو وادي الحزن ؟ قال : واد في جهنم ، تعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة ، أعده الله للقراء المرائين ، وإن من شرار القراء من يزور الأمراء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 41 :
    $ضعيف$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 201) ، وابن عدي (ق 210/ 1) ، وتمام في "الفوائد" (79/ 2) من طريق أبي بكر الداهري عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي مرفوعاً به . وقال العقيلي :
    "وأبو بكر هذا حدث بأحاديث لا أصل لها ، ويحيل على الثقات ، من ذلك هذا الحديث" . وقال ابن عدي :
    "هذا الحديث عن الثوري باطل ، ليس يرويه عنه غير أبي بكر الداهري ، وهو منكر الحديث" . وقال أحمد ، وابن المديني :
    "ليس بشيء" . وقال ابن معين ، والنسائي :
    "ليس بثقة" . وقال الجوزجاني :
    "كذاب ، وبعض
    الناس قد مشاه وقواه ، فلم يلتفت إليه" . وقال أبو نعيم الأصبهاني :
    "يروي عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش الموضوعات" . وقال يعقوب بن شيبة :
    "متروك ؛ يتكلمون فيه" .
    قلت : فالحديث ضعيف الإسناد جداً ، فلا أدري - بعد هذا - كيف حسنه المنذري بقوله (4/ 229) :
    "رواه البيهقي بإسناد حسن" ؟!
    وإني لأستبعد جداً أن يكون عند البيهقي من غير طريق الداهري المتقدم ، مع قول ابن عدي :
    "لا يرويه غيره" .
    فالظاهر أنه من أوهام المنذري أو تساهله ! والله أعلم .
    ثم وقفت على إسناد البيهقي في كتاب "البعث والنشور" (264/ 530) ؛ فإذا هو من طريق محمد بن نوح السعدي - يعني : النيسابوري - : حدثنا يحيى بن اليمان ؛ حدثنا سفيان الثوري به دون قوله : "وإن من شرار ..." .
    وهذا إسناد ضعيف ؛ يحيى بن اليمان - وإن كان صدوقاً - فقد كان يخطىء كثيراً ، وتغير ؛ كما قال الحافظ .
    ومحمد بن نوح هذا ؛ لم أتبينه .
    وأبو إسحاق : هو السبيعي ؛ مدلس مختلط .

    (29/1)
    5025 - ( يدعى أحدهم ، فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً ، ويبيض وجهه ، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ ، فينطلق إلى أصحابه ، فيرونه من بعيد فيقولون : اللهم ! ائتنا بهذا ، وبارك لنا في هذا ، حتى يأتيهم فيقول : أبشروا ، لكل رجل منكم مثل هذا . قال : وأما الكافر فيسود وجهه ، ويمد له في جسمه ستون ذراعاً على صورة آدم ؛ فيلبس تاجاً ، فيراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من شر هذا ، اللهم ! لا تأتنا بهذا . قال : فيأتيهم فيقولون : اللهم ! اخزه . فيقول : أبعدكم الله ؛ فإن لكل رجل منكم مثل هذا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 43 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (2/ 193) ، وابن حبان (2588) ، والبزار في "مسنده" من طريق السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم : في قول الله : (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) ، قال : ... فذكره ، والسياق للترمذي ، وقال :
    "حديث حسن غريب . والسدي اسمه : إسماعيل بن عبدالرحمن" .
    قلت : وهو ثقة من رجال مسلم ؛ لكن العلة من أبيه - وهو عبدالرحمن بن أبي كريمة - ؛ قال الذهبي :
    "ما روى عنه سوى ولده" .
    قلت : فهو مجهول العين . وقول الحافظ في "التقريب" :
    "مجهول الحال" !
    لعله سبق قلم ؛ فإن مجهول الحال هو الذي روى عنه اثنان فصاعداً ، وهذا لم يرو عنه غير ابنه إسماعيل ؛ كما سبق عن الذهبي ، وهو ظاهر كلام الحافظ في "التهذيب" ؛ حيث لم يذكر له راوياً غير ابنه .
    وعليه ؛ فتحسين الترمذي لإسناده غير حسن ، لا سيما وقد أشار إلى أنه لا يروى إلا من هذه الطريق ، وذلك بقوله :
    "غريب" ؛ وهو ما صرح به البزار عقبه ، فقال :
    "لا يروى إلا من هذا الوجه" ، كما في "تفسير الحافظ ابن كثير" (5/ 208 - منار) ، ولم يعزه الحافظ إلا إليه ، ففاته أنه عند الترمذي وابن حبان ؛ وذلك مما يتعجب منه . ولكن الكمال لله وحده .
    وقد عزاه المنذري في "الترغيب" (4/ 238) إليهما ؛ وزاد :
    "والبيهقي" ؛ يعني : في "كتاب البعث" .
    (فائدة) : المراد هنا بـ (الإمام) : هو كتاب الأعمال . ولهذا :
    (يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم) ؛ أي : من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح ؛ يقرأه ويحب قراءته .
    ورجحه الحافظ ابن كثير ؛ خلافاً لابن جرير ؛ فإنه قال - بعد أن ذكر هذا القول وغيره - :
    "والأولى قول من قال : معنى ذلك : يوم ندعو كل أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به ويأتمون به في
    الدنيا ؛ لأن الأغلب من استعمال العرب (الإمام) : فيما ائتم واقتدي به" .
    قال ابن كثير :
    "وقال بعض السلف : هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث ؛ لأن إمامهم النبي صلي الله عليه وسلم" .

    (30/1)
    5026 - ( إن في الجنة طيراً له سبعون ألف ريشة ، فإذا وضع الخوان قدام ولي من الأولياء ؛ جاء الطير فسقط عليه ، فانتفض ؛ فخرج من كل ريشة لون ألذ من الشهد ، وألين من الزبد ، وأحلى من العسل ، ثم يطير ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 45 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن مردويه في "ثلاثة مجالس من الأمالي" (190-191) : حدثنا محمد بن الحسن بن الفرج المقرىء الأنباري : أخبرنا مسلم بن عيسى بن مسلم الصفار : أخبرنا عبدالله بن داود الخريبي : أخبرنا الأعمش عن شقيق عن علقمة قال :
    خطبنا عبدالله يوماً ، فقال في خطبته : (متكئين على فرش بطائنها من إستبرق) ، فقال : هذه البطائن ، فكيف لو رأيتم الظواهر ؟! ثم قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته مسلم بن عيسى هذا ؛ قال الدارقطني :
    "متروك" ؛ كما في "الميزان" . وقد اتهمه في "التلخيص" بوضع حديث في فضل فاطمة رضي الله عنها يأتي بعد هذا .
    لكن حديث الترجمة أورده المنذري (4/ 260) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً وقال :
    "رواه ابن أبي
    الدنيا ، وقد حسن الترمذي إسناده لغير هذا المتن" !
    أقول : وما أظنه بحسن ؛ لا سيما وقد صدره المنذري بصيغة التمريض "روي" ؛ مشيراً إلى تضعيفه ، والله أعلم .
    ثم تأكد ظني ؛ فقد رأيته في "الزهد" لهناد ، و "صفة
    الجنة" لأبي نعيم (2/ 181) من طريق عبيدالله بن الوليد عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به .
    قلت : وعطية وعبيدالله بن الوليد ضعيفان .
    (تنبيه) : قول ابن مسعود : هذه البطائن ، فكيف لو رأيتم الظواهر . قد صح عنه من طريق أخرى ؛ يرويه سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عنه به .
    أخرجه ابن جرير (27/ 86) ، والحاكم (2/ 475) ، وعنه البيهقي في "البعث" (183/ 339) . وقال الحاكم :
    "صحيح على شرط الشيخين" ، ووافقه الذهبي !!
    قلت : وذلك من أوهامهما ؛ فإن هبيرة هذا لم يخرج له الشيخان ، وهو لا بأس به ؛ كما في "التقريب" .

    (31/1)
    5027 - ( أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام بسفرجلة من الجنة ؛ فأكلتها ليلة أسري بي ، فعلقت خديجة بفاطمة ، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة ؛ شممت رقبة فاطمة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 47 :
    $موضوع$
    أخرجه الحاكم (3/ 156) من طريق مسلم بن عيسى الصفار السكري : حدثنا عبدالله بن داود الخريبي : حدثنا شهاب بن حرب مجهول ، والباقون من رواته ثقات" ! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "هذا كذب جلي ؛ لأن فاطمة ولدت قبل النبوة ، فضلاً عن الإسراء ، وهو من وضع مسلم بن عيسى الصفار على الخريبي عن شهاب" .
    قلت : ولم أر في الرواة شهاب بن حرب . فالله أعلم .
    ومضى للصفار حديث آخر برقم (2166) من روايته عن الخريبي بسند آخر .

    (32/1)
    5028 - ( ما من عبد يدخل الجنة ؛ إلا جلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين ؛ يغنيانه بأحسن صوت سمعته الجن والإنس ، وليس بمزامير الشيطان ، ولكن بتحميد الله وتقديسه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 48 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 113/ 7478) ، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 286/ 2) ، والبيهقي في "البعث" (421) عن سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي : حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً .
    وذكره ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 5) من رواية جعفر الفريابي - ولعله عند ابن أبي
    الدنيا أو البيهقي - : حدثنا سليمان بن عبدالرحمن : حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ... ، وقال المنذري (4/ 266) :
    "رواه الطبراني ، والبيهقي" . وقال الهيثمي (10/ 419) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" !
    قلت : ليس فيهم من لا يعرف ، بل كلهم ثقات ؛ سوى واحد ، فهو معروف بالضعف ، بل الضعف الشديد ، وهو خالد هذا - وهو الدمشقي - ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف - مع كونه كان فقيهاً - ، وقد اتهمه ابن معين" .
    وأبوه يزيد - وهو ابن عبدالرحمن بن أبي مالك - صدوق ربما وهم .
    ومن أجل ذلك ؛ أشار المنذري إلى تضعيف الحديث .
    وقد صح بعضه موقوفاً ؛ فقد ذكره ابن القيم (2/ 3) من رواية جعفر الفريابي : حدثنا سعد بن حفص : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبدالرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
    إن في
    الجنة نهراً طول الجنة ، حافتاه العذارى قيام متقابلات ، يغنين بأصوات حتى يسمعها الخلائق ، ما يرون في الجنة لذة مثلها ، فقلنا : يا أبا هريرة ! وما ذاك الغناء ؟ قال : إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس ، وثناء على الرب عز وجل .
    هكذا رواه موقوفاً . وعزاه المنذري (4/ 267) للبيهقي ؛ وهو في "البعث" (213/ 425) :
    قلت : وإسناده جيد ، ورجاله ثقات رجال "الصحيح" ؛ غير أبي عبدالرحيم - واسمه خالد بن أبي يزيد الحراني - ، وهو ثقة . وأشار المنذري لتقويته .
    وقد صح مرفوعاً أنهن يغنين بغير ذلك ، فراجع "صحيح الجامع الصغير وزيادته" رقم (1557) و (1598) .
    ثم رأيت تخريج الحديث لأخينا الفاضل علي رضا في تعليقه على كتاب أبي نعيم "صفة
    الجنة" (3/ 272-273) ؛ صدره بقوله : "حسن" ! ثم انتقد بحق كلمة الهيثمي المتقدمة ، وتكلم على رواة الطبراني واحداً بعد واحد ، ولكنه سقط من قلمه أن يترجم لخالد بن يزيد بن أبي مالك - علة الحديث - ، ومن غرائبه الدالة على سقط المشار إليه أنه بعد أن ترجم للراوي عنه - سليمان بن عبدالرحمن - بقول الذهبي :
    "مفت ثقة ، ولكنه مكثر عن الضعفاء" ؛ قال عقبه مباشرة :
    "وأبوه : يزيد بن عبدالرحمن ؛ صدوق ربما وهم" .
    قلت : ويزيد هذا : هو أبو خالد - العلة - ، فغفل عن ترجمته ، وبالتالي عن سوء حاله ، وبناء على ذلك حسنه ! ثم أيده بقول العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 537) :
    "[أخرجه] الطبراني بإسناد حسن" !
    وهذا من أوهامه رحمه الله ، التي قلده فيها المعلقون الثلاثة على "الترغيب" (4/ 447) !!

    (33/1)



    5029 - ( إذا دخل أهل الجنةالجنة ، فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض ، فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، وسرير هذا إلى سرير هذا ، حتى يجتمعا جميعاً ، فيتكىء هذا ، ويتكىء هذا ، فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبه : نعم ، يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله ؛ فغفر لنا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 50 :
    $ضعيف$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 149-150) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (3/ 1119/ 610) ، وابن أبي
    الدنيا في "صفة الجنة" (76/ 239) ، ومن طريقه ابن عساكر في "التاريخ" (7/ 143/ 2) ، والبزار في "مسنده" (4/ 211/ 3553) ، والبيهقي في "البعث" (221/ 443) عن سعيد بن دينار الدمشقي : حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس بن مالك به مرفوعاً . وقال البزار :
    "تفرد به أنس بهذا الإسناد" .
    قلت : وفيه علل :
    الأولى : عنعنة الحسن - وهو البصري - ؛ فإنه مدلس .
    الثانية : الربيع بن صبيح ؛ قال الحافظ :
    "صدوق سيىء الحفظ" .
    الثالثة : سعيد بن دينار الدمشقي ؛ فإنه مجهول ؛ كما في "الميزان" ، وبه أعله العقيلي ، فقال :
    "لا يتابع على حديثه هذا ، و لا يعرف إلا به ، وليس بمعروف في النقل" .
    وبهذين أعله الهيثمي ، فقال (10/ 421) :
    "رواه البزار ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ غير سعيد بن دينار ، والربيع بن صبيح ؛ وهما ضعيفان ، وقد وثقا" .
    وقد أشار المنذري (4/ 269) إلى تضعيف الحديث ، وعزاه إلى ابن أبي
    الدنيا أيضاً .
    وساق إسناده ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 18) ساكتاً عليه !
    (34/1)
    5030 - ( إن في الجنة شجرة ، الورقة منها تغطي جزيرة العرب ، أعلى الشجرة كسوة لأهل الجنة ، وأسفل الشجرة خيل بلق ، سروجها زمرد أخضر ، ولجمها در أبيض ، لا تروث ولا تبول ، لها أجنحة ، تطير بأولياء الله حيث يشاؤون ، فيقول من دون تلك الشجرة : يا رب ! بم نال هؤلاء هذا ؟ فيقول الله تعالى : كانوا يصومون وأنتم تفطرون ، وكانوا يصلون وأنتم تنامون ، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون وأنت تقعدون .
    من ترك الحج لحاجة من حوائج
    الناس ؛ لم تقض له تلك الحاجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا ، ومن أنفق مالاً فيما يرضي الله ، فظن أن لا يخلف الله عليه ؛ لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط الله ، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه ؛ لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 52 :
    $موضوع$
    أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 136) في ترجمة أحمد ابن محمد أبي حنش السقطي : حدثنا أبو خثيمة زهير بن حرب : أخبرنا الحسن ابن موسى : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
    ورواه الذهبي من طريق الخطيب في ترجمة السقطي المذكور ، وقال :
    "نكرة لا يعرف ، وأتى بخبر موضوع ..." فذكره .
    وأقره الحافظ في "اللسان" .
    قلت : ويحتمل عندي أنه هو أحمد بن محمد بن حسين السقطي المتقدم في "الميزان" قبل هذا بنحو عشرين ترجمة ؛ فإنه من طبقته ، قال فيه :
    "روى عن يحيى بن معين . ذكروا أنه وضع حديثاً على يحيى عن عبدالرزاق ..." .
    والحديث ؛ أورده المنذري (1/ 214-215/ 4/ 269) من حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً نحوه ؛ دون قضية الحج وما بعدها ، وقال :
    "رواه ابن أبي
    الدنيا" .
    قلت : يعني في "صفة
    الجنة" له ، وأشار إلى ضعفه .
    وقد ساق إسناده ابن القيم في "حادي الأرواح" (2/ 20) ، فقال :
    "قال ابن أبي
    الدنيا : وحدثنا الفضل بن جعفر بن حسن : حدثنا أبي عن الحسن بن علي عن علي قال : ... فذكره مرفوعاً .
    والفضل هذا وأبوه ؛ لم أعرفهما ، ولعله وقع في اسمهما تحريف ما !
    ثم رأيت في "تاريخ الخطيب" (12/ 364) :
    "الفضل بن جعفر بن عبدالله بن الزبرقان أبو سهل ؛ المعروف بـ (ابن أبي يحيى) مولى العباس بن عبدالمطلب ، وهو أخو العباس ويحيى" .
    ثم سمى من حدث عنهم ، وليس منهم أبوه ! ثم قال :
    "روى عنه أبو بكر بن أبي
    الدنيا .. و .. وكان ثقة" .
    فالظاهر أنه هذا ، فيكون قوله في اسم جده : (حسن) محرفاً ، أو سقط قبله شيء . والله أعلم .
    وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (3/ 1088-1089/ 588) من طريق أخرى عن عبدالمجيد بن أبي رواد عن أبيه قال : حدثني من أصدق عن زيد بن علي عن أبيه عن ابن أبي طالب به مثل حديث ابن أبي
    الدنيا .
    وعبدالمجيد هذا فيه ضعف .
    وشيخ أبيه لم يسم ، ويحتمل أن يكون متهماً ؛ فقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 255) من طريق الخطيب - قلت : وليس في "التاريخ" - بسنده عن محمد بن مروان الكوفي عن سعد بن طريف عن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب به . وقال ابن الجوزي :
    "موضوع ، وفيه ثلاث آفات :
    إحداهن : إرساله ؛ فإن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب .
    والثانية : محمد بن مروان - وهو السدي الصغير - ؛ قال ابن نمير : كذاب . وقال أبو حاتم الرازي : متروك الحديث .
    والثالثة : أظهر ، وهو سعد بن طريف ، وهو المتهم به ؛ قال ابن حبان : كان يضع الحديث على الفور" .
    وأخرج أبو نعيم في "صفة
    الجنة" (3/ 238/ 407) من طريق سيف بن محمد الثوري : حدثنا سعد بن طريف به مختصراً مثل حديث أبي سعيد الخدري أوله فقط ، دون قوله : "فيقول من دون تلك الشجرة ..." .
    قلت : وسيف بن محمد الثوري ؛ قال أحمد :
    "كذاب يضع الحديث" ؛ كما في "المغني" .
    (35/1)






 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 13 (0 من الأعضاء و 13 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML