الحمد لله رب العالمين ..
أهلا بالجمع .
في البداية أحب أن أكرر أنني مازلت في انتظار الأخ الكريم عبد الحق ليأتي لي بالمصدر الذي زعم بأن الإمام النووي قال فيه : "اذا لم اجد ما ينفي او يجزم بثبوت ومن عدمه ارجعه لقلة اجتهادي "
وأرجو أن لا يطول الإنتظار .. برغم علمي الجازم بأن عبد الحق بحث ومحّص علّه يجد ولو ما يشابه هذا القول فلم يجد .
فكفاك افتراءا على العلماء هداك الله .. ويكفي إدراجك للمرويات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يعلم دارس علم مصطلح الحديث المبتدئ أنه لا يصح نسبتها إلى سيد الخلق .
ومازلت أيضا في انتظار دليل واحد صحيح من قرآن أو من سنة ينص على جواز التعبّد إلى الله بذكر هذه الأوراد البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، إضافة إلى ماتحويه من مخالفات شرعية فاضحة كقولهم بان الله قد تجلّى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلا فاصل ولا فارق .. ووصفهم للنبي بأنه نور الوجود وعين الوجود .. الخ .
ولا تكفيني تلك الأذواق والروحانيات التي تتكلم عنها يا عزيزي والتي لم يتذوّقها صحابة رسول الله وتذوّقها أهل التصوف الذين لا يكادون يستطيعون التفريق بين الروايات الصحيحة والمكذوبة ، فأنا أرى أن في أناشيد وابتهالات الشيخ نصر الدين طوبار ، والشيخ سيد النقشبندي مثلا .. مايفوق في ذوقه وحسّه وروحه تلك الأوراد التي لا يرى فيها باقي طرق الصوفية أنفسهم أي ذوق حتى ابتدعوا غيرها ليكون وردا لهم .
بل إنني لا أبالغ إن قلت بأن من أغاني المطرب عبد الحليم حافظ الدينية ما يفوق في ذوقه وجماله تلك الترّهات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
أنا أريد دليل يا أخي .. ولعلك تعرف ما معنى دليل .
ومازلت أيضا في انتظار الدليل الشرعي الصحيح من قرآن أو من سنة على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي - الذي لا يعلم زمانه إلا الله - .وما قولك بأن الاحتفال بالمولد هو سنة اهل التصوف إلا عجزا عن الإتيان بدليل وإصرارا على المعصية ومخالفة هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تقول :
اما بعد فردا على ما تفضلت به من حديث الامام احمد ان نفر من التابعين الى اخره مفهوم هذا الحديث انه يروي ابتداء الردة بعد رسول الله وانضمامهم للخوارج دلالة كفرهم
أولا : الراوية لا تحكي ابتداء الردّة بعد رسول الله ، لأنها تتحدث عن انضمامهم إلى الخوارج في مطاعنة المسلمين يوم النهراوين .. ومعروف أن معركة النهراوين كانت عام 39 هجرية .
ثانياً : أنا لا يعنيني ما حدث بعد إنكار ابن مسعود وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما سواء انضم هؤلاء القوم إلى الخوارج أو إلى حتى إلى أمريكا اللاتينية ..
أنا شاهدي من الرواية هو الإنكار في حد ذاته ، ولعل قلّة قراءاتك في دين الله كعادة أهل البدع هو السبب الذي منعك عن فهم المراد من الرواية .
وقولك ءاتني بدليل للاوراد ان كان بدليل شرعي اخرج مسلم عن جرير ابن عبد الله من سنى سنة
من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة الى اخر الحديث
الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، فالسنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذه هي السنة ، فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به ، فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم.
وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به ، لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها" ؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.
ومنه قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه" رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري ، فالمراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر لم يبتدع بذلك في الشريعة شيئاً بل قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة سُنة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم كما في الحديث الذي رواه البخاري والذي أدرجته في مداخلة سابقة من حديث عائشة رضي الله عنها ، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية ، لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع .
وقد كان عمر حريصا على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم حرصا شديدا ، وهو القائل للحجر الأسود : "لولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ما قبّلتك" .
أفبعد هذا الكلام يصح أن يقول عاقل بأن عمر قد ابتدع في دين الله صلاة لم يشرعها الله ؟
قال ابن رجب: "وأمّا ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنّما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع النّاس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: (نعمت البدعة هذه.)
ومن معاني البدعة اللغوية أيضا التعب والكلال ومنه أنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أبدع بي فاحملني ، فقال: ((ما عندي)) فقال رجل: يا رسول الله! أنا أدّله على من يحمله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله))
ولكن ولجهل الصوفية الشديد بالعلوم الشرعية قرأوا قول عمر ، فظنّوا أن المقصود بها هو البدعة في الشريعة .
فالسنة الحسنة إذن هي التي توافق الشرع وهذه تشمل أن يبدأ الإنسان بالسنة أي يبدأ العمل بها أو يبعثها بعد تركها، أو يفعل شيئًا يسنه يكون وسيلة لأمر متعبد به.
والبدعة هي ما لم يكن له دليل من الكتاب والسنة من الأشياء التي يُتقرب بها إلى الله.
قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" رواه الإمام أحمد في "ورواه أبو داود في ورواه الترمذي ، كلهم من حديث العرباض بن سارية.
وفي الوقت الذي يصرح فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم بان كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة ، ويطلق لنا تحذيرا يقول فيه : إياكم ومحدثات الأمور .. نجد الأخ عبد الحق يعترف بنفسه فيقول عن الاحتفال بالمولد النبوي :
وللرجوع لسؤالك تحت اي بند تجعل الاحتفال فاقول
الحداثة
:p015:
يا سبحان الله .. هذه هي البدعة يا عبد الحق ، تريدون التقرب إلى الله بما لم يشرع وأنتم لا تشعرون .
البدعة يا عزيزي ليست أن تسب الصحابة أو أن تأتي امرأتك في دبرها أو أن تفاخذ طفلة كما يفعل الروافض وكما تقول .
هذا جهل بدين الله .
البدعة هي المحدثة في الدين أي ما أضيف إلى الشريعة الإسلامية وألصق بها وهو ليس منها، سواء كان ذلك في العقائد أو في الأعمال البدنية أو في الأقوال بقصد التقرب إلى الله .
وهذا ينطبق على الاحتفال بالمولد النبوي بالطبع كما ترى وكما يرى كل عاقل منصف غير متّبع لهواه .
الصحابة به لاشتغالهم بمحاربة اهل الردة والفتوحات الاسلامية وقدموا الاهم على المهم
هذا كلام مضحك جدا .. فلم يشهد عهد من عهود الصحابة أجمعين ولا من تبِعهم ولا من تبِع من تبِعهم يوما مما شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة دعوته ، ولم يمنعه هو ولا أصحابه ذلك عن الاحتفال بالأعياد حتى كانت السيدة عائشة تستند إلى كتفيه صلى الله عليه وسلم وهي على باب حجرتها لتشاهد الأحباش وهم يرقصون بالحراب في المسجد يوم العيد .
فلماذا لم يحتفل هو ولا أصحابه بالمولد النبوي إذن ؟
هداك الله .
المفضلات