الفاعل في اللغة العربية ينقسم إلى قسمين :
النوع الأول : فاعل نحوي تقتضيه الصناعة النحوية
النوع الثاني : فاعل دلالي يفهم من معنى التركيب.
إليك الأمثلة :
إذا قلنا : كتب القلم فالقلم فاعل نحوي و قد علم عقلا أن القلم لا يكتب لوحده .
و إذا قلنا: مات زيد فإن زيد فاعل نحوي و إلا فنحن نعلم عقلا و شرعا أن لكل شيء مسبب و لا نقول إن زيد مات و هو الذي اختار الموت .
و عندما نعود لما تريد أن تناقشه مع المسلمين :
خسف القمر فالقمر فاعل نحوي تقتضيه صناعة النحو و الإعراب و إلا فالمسلم يعلم علم اليقين أن القمر لا ينخسف لنفسه .
و إليك المزيد:
قال صاحب الصحاح في اللغة:
كسف
الكِسْفَةُ: القطعة من الشيء. يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك؛ والجمع كِسْفٌ وكِسَفٌ. ويقال: الكِسْفُ والكِسْفَةُ واحدٌ. وقال الأخفش: من قرأ: " كِسْفاً من السماء " جعله واحداً. ومن قرأ: " كِسَفاً " جعله جميعاً. والكَسْفُ بالفتح: مصدر كَسَفْتُ البعير، إذا قطعت عرقوبَه. وكذلك كَسَفْتُ الثوب، إذا قطعته. والتَكْسيفُ: التقطيعُ. وكَسَفَتِ الشمسُ تَكْسِفُ كُسوفاً. وكَسَفَها الله كَسْفاً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. قال الشاعر:
الشمسُ طالِعةً ليست بكاسفةٍ ... تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمَرا
أي ليست تَكْسِفُ ضوءَ النجوم مع طلوعها لقلَّة ضوئها وبكائها عليك. وكذلك كَسَفَ القمرُ، إلاَّ أنَّ الأجود فيه أن يقال خَسَفَ القمر.
يتعدَّى ولا يتعدَّى
يتعدَّى ولا يتعدَّى
يتعدَّى ولا يتعدَّى
ـــــــــــــــــــــــــ
قال صاحب العباب الزاخر:
وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ ... تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا
هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: " الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة " أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك.
وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صاحب القاموس المحيط:
الكِسْفَةُ بالكسر : القِطْعَةُ من الشيءِ ج : كِسْفٌ وكِسَفٌ جج : أكْسافٌ وكُسوفٌ . وكَسَفَهُ يَكْسِفُه : قَطَعَه و عُرْقُوبَهُ : عَرْقَبَهُ و الشمسُ والقمرُ كُسوفاٌ : احْتَجَبا كانْكَسَفا و اللّهُ تعالى إياهُما : حَجَبَهُما والأحْسَنُ في القمرِ : خَسَفَ وفي الشمسِ : كَسَفَتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أبو حفص عمر بن علي بن عادل:
خسف يستعمل لازماً ومتعدياً.
خسف يستعمل لازماً ومتعدياً.
خسف يستعمل لازماً ومتعدياً.
ـــــــــــــــــــ
قال ابن سيده :
خسفت الأرض تخسف خسفاً وانخسفت وخسفها الله
و قال أيضا:
وخَسَف المكان يخسِف خَسْفاً وخَسَفه الله وكذلك خَسَف القمرُ خُسوفاً وخَسَفه الله ، وكَسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً وكَسَفها الله
ــــــــــــــ
قال الفيومي في مصباحه المنير:
خسف المكان خسفا من باب ضرب وخسوفا أيضا غار في الأرض وخسفه الله يتعدى ولا يتعدى وخسف القمر ذهب ضوءه أو نقص وهو الكسوف أيضا وقال ثعلب أجود الكلام خسف القمر وكسفت الشمس.
ـــــــــــــــــــ
قال صاحب لسان العرب:
( خسف ) الخسف سُؤُوخُ الأَرض بما عليها خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها ومنه قوله تعالى فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ وخَسَفَ هو في الأَرض وخُسِفَ به وقرئ لخُسِف بنا على ما لم يسمَّ فاعله وفي حرف عبد اللّه لا نْخُسِفَ بنا كما يقال انْطُلِقَ بنا وانْخَسَفَ به الأَرضُ وخَسَفَ اللّه به الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً ذهَب في الأَرض وخَسَفَه اللّه تعالى الأَزهري وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها والخَسْفُ إلْحاقُ الأَرض الأُولى بالثانية والخَسْفُ غُؤُورُ العينِ وخُسوفُ العينِ ذَهابُها في الرأْس ابن سيده خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ وخسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وهي خَسِيفةٌ فَقَأَها وعين خاسِفةٌ وهي التي فُقِئَتْ حتى غابت حَدَقَتاها في الرأْس وعينٌ خاسِفٌ إذا غارَتْ وقد خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً وأَنشد الفراء مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ وبعضهم يقول عينٌ خَسِيفٌ والبئر خَسِيفٌ لا غير وخَسَفَتِ الشمسُ وكسَفَتْ بمعنًى واحد ابن سيده خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها وخسَفَها اللّه وكذلك القمر قال ثعلب كسَفتِ الشمسُ وخسَف القمر هذا أَجودُ الكلام والشمسُ تَخْسِفُ يوم القيامةِ خُسوفاً وهو دخولها في السماء كأَنها تَكَوَّرَتْ في جُحْر الجوهري وخُسوفُ القمرِ كُسوفُه وفي الحديث إن الشمسَ والقمرَ لا يَخْسِفانِ
( * قوله « لا يخسفان » في النهاية لا ينخسفان ) لموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَياتِه يقال خَسَفَ القمرُ بوزن ضرَب إذا كان الفعل له وخُسِفَ على ما لم يسمّ فاعله قال ابن الأَثير وقد ورد الخُسوفُ في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوفُ لا الخُسوفُ فأَما إطلاقُه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأْنيث الشمس فجمع بينهما فيما يَخُصّ القمر وللمعاوضة أَيضاً فإنه قد جاء في رواية أُخرى إن الشمس والقمر لا يَنْكَسِفانِ وأَما إطلاقُ الخُسوفِ على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما والانْخِسافُ مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ وخَسَفَ الشيءَ يَخْسِفُه خَسْفاً خَرَقَه وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ انْخَرَقَ وبئر خَسُوفٌ وخَسِيفٌ حُفِرَتْ في حجارة فلم ينقطع لها مادّة لكثرة مائها والجمع أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ وقد خَسَفَها خَسْفاً وخَسْفُ الرَّكِيَّةِ مَخْرَجُ مائها وبئرٌ خَسِيفٌ إذا نُقِبَ جَبَلُها عن عَيْلَمِ الماء فلا يَنْزَحُ أَبداً والخَسْفُ أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إلى ماء عِدٍّ أَبو عمرو الخَسِيفُ البئر التي تُحْفَرُ في الحجارة فلا ينقطع ماؤها كثرةً وأَنشد غيره قد نَزَحَتْ إنْ لم تَكُنْ خَسِيفا أَو يَكُنِ البَحرُ لها حليفا وقال آخر من العَيالِمِ الخُسْفُ وما كانت البئر خَسِيفاً ولقد خُسِفَتْ والجمع خُسُفٌ وفي حديث عمر أَن العباس رضي اللّه عنهما سأَله عن الشعراء فقال امرؤ القيس سابِقُهم خَسَفَ لهم عَيْن الشعر فافْتَقَرَ .
أرجو أن ترد على ما كتبت لك من خلال كتب النحو و قواعده مرصعا جوابك بالمصادر و المراجع المعتمدة في الصناعة النحوية .
المفضلات