قال الخطابي انه إنزعج مما انزعج ؟
إنزعج من كفره لما فهم الحجة والفهم دليل على حسن البيان الذي تلقاه فلما سمع القرآن بإنصاف أسلم .
بدليل الرواية الأخرى وهي عند البخاري وغيره قال جبير :
" سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي "
وفي رواية أخرى عند الخطيب في التاريخ (3/256) قال :
" فكأنما تصدع قلبي حين سمعت القرآن "
وهذا دليل على جزل الكلام وسحر البيان فلو كان كلاماً ركيكاً ما تأثر له هذا الرجل ولكن قلبه تصدع قلبه خشوعاً واطمئن بالإيمان وهذا تجده في كتاب الله عز وجل :
" لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " سورة الحشر
فتفكر يا ضيفنا واترك لقلبك أن يحكم .
قوله تعالى : فلما جاءتهم آياتنا مبصرة أي واضحة بينة . قال الأخفش : ويجوز " مبصرة " وهو مصدر كما يقال : الولد مجبنة . قالوا هذا سحر مبينجروا على عادتهمفي التكذيب فلهذا قال : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا أي تيقنوا أنها من عند الله وأنها ليست سحرا ، ولكنهم كفروا بها وتكبروا أن يؤمنوا بموسى . وهذا يدل على أنهم كانوا معاندين . و ( ظلما و علوا ) منصوبان على نعت مصدر محذوف ، أي وجحدوا بها جحودا ظلما وعلوا . والباء زائدة أي وجحدوها ; قاله أبو عبيدة . فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المفسدين أي آخر أمر الكافرين الطاغين ، انظر ذلك بعين قلبك وتدبر فيه . الخطاب له والمراد غيره .
"اظن ان التفسير وضحلك كل شىء
أنت تدور حول حلقة مفرغة !
هذا التفسير واضح لي يا عزيزي أتمنى أن يتضح لك أنت تريد أن تقول أنهم كذبوه لأنهم لم يقتنعوا بالكلام ولم يؤثر بهم وكأنه كلام كأي كلام .
وأنا أقول لك أنهم تأثروا به وتيقنوا أنه من عند الله ولكنهم جروا على عادتهم في التكذيب " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم "
فانت تنقل لي ما اريد أن أقوله لك فما الذي تريده أنت :)
أما اتهامهم له بأنه مجنون فهذا لأنه أتاهم بشيء خارق عن عاداتهم كذلك اتهموا كل الأنبياء حتى يسوع اتهموه بأنه مجنون إن كنت تقرأ كتابك المقدس :
" وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌ!». "
فهذا ليس معيار أن كلام يسوع يدل على جنونه بل يدل على افتراء هؤلاء الجاحدين .
وقلت لك أن ردودهم تتضمن إقرارهم ببلاغة القرآن وإن لم تتضمن الإيمان به وهذا الذي لن تستطع المروق منه فأنت إذا جلست في نادي للشعراء وقلت كلاماً ركيكاً لا قيمة فيه ولا معنى ولا بلاغة هل سيصفونك بالشاعر ؟!
أما إذا جئتهم بكلام بليغ موزون يفوق قدراتهم أو على الأقل يساويها سيقولون عنك شاعراً فهذا وصف لازم لأمر واقع وهوإشادة باللغة التي جاء بها القرآن وهذا يُدينهم ويرد على مزاعمك أنت أيضاً .
أما قولهم مجنون فلأنه جاء بما لم يعتادوه شأنه شأن الأنبياء من قبله .
وأنا أنقل من التفسيرات التي نقلتها أنت ما يدينك حتى ابين لك أنك تدور في حلقة مفرغة :
" قال محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس : أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قائل منهم : احتبسوه في وثاق ، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك ، كما هلك من هلك قبله من الشعراء : زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم . فأنزل الله في ذلك من قولهم : ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) "
فتأمل يا ضيفنا أنت ترد على نفسك :)
لو أنهم لم يذهلوا بلغة القرآن فهل سيكون هذا كلامهم إذ يسونه بفحول الشعراء في الجاهلية بل يتمنوا موته حتى لا يسحر بكلامه كل الناس .
أنت جزاك الله خيراً تكفيني مئونة البحث .
ومع ذلك هم أخطأوا حين سموه شعراً لأن القرآن الكريم ليس شعراً ولا هو على أوزان الشعر فقالوا كما بين الله عز وجل في كتابه :
" إن هذا إلا سحر مبين "
ونحن لازلنا نتكلم عن لغة القرآن فعندما توصف بالسحر فهذا دليل كاف على انها لغة خرجت على العادة بدليل اتباع الناس للنبي صلى الله عليه وسلم حين يسمعون لهذا القرآن وقد أقر الكافرين بذلك وأمروا الناس ألا يسمعوا لهذا القرآن حتى لا يقعوا في سحره كما :
" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " فصلت
لا تسمعوه والغوا فيه لعلكم تغلبون لأنهم لو سمعوه ولم يلغوا فيه غُلبوا والغلبة تعني تفوق القرآن وتغلبه على إرادتهم في نكرانه لماذا ؟
.
.
.
.
لأنه مذهل
فقالوا يعلمه بشر وقالوا كاذب مع أنهم كانوا يلقبونه بالصادق الأمين !!
كل ذلك لأن القرآن أذهلهم ولكنهم جحدوه بعد أن تيقنوا أنه ليس شعراً وليس سحراً ولكنه كلام الله وآمن به الكثير فتيقنوا أنه الهدى ولكنهم تكبروا على الحق لمصالح شخصية :
و الدليل قوله تعالى : " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْأَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " القصص .
فهم شهدوا أنه الحق وأنه الهدى ولكن منعتهم مصالحهم الشخصية وخافوا على سلطانهم فيخرجون من السلطنة والجبروت إلى عدل الإسلام الذي لا يفرق بين الملوك والعبيد ولا بين الأبيض والأسود .
فيا ضيفنا العزيز قليل من التأمل والإنصاف فشبهتك هذه لا محل لها من الإعراب أصلاً تشكك في لغة القرآن وقوتها وهي التي طارت كل مطار وهي التي خرج منها قواعد اللغة العربية التي يدرسها الناس الأن ؟
تشكك أنت فيها وقد شهد العرب بها ولم ينكروها أنت حين تسألني عن لغة القرآن هل أعجبت العرب أم لا ، كأنك تسألني عن قوم نزلوا البحر هل تبللت ملا بسهم أم لا :)
هههههه الكفار بيقوال هذا ساحر كذاب وانت تقول فهذة اشادة بسحر كلامة طيب وفين كلمة التكذيب لم لا تضعها
لم أضعها لأن الجواب تضمنها وقلنا أن تكذيبهم لا علاقة له باللغة يا محترم ، يعني أنت حتى لا تستوعب شبهتك التي تطرحها علينا !!
هل قال لهم قرآني لغته قوية فهم كذبوه وقالوا لا لغته ركيكة ؟!!
بل قالوا شعر وسحر وأساطير وهذا إشادة للغة مع جحد للحق الذي يتضمنه القرآن فالعرب لم يتعرضوا لنقد لغة القرآن أصلاً يا عزيزي .
إنما تحاولون أنتم عجن الواقع فتقعوا في الخلط كما حاول المشركون عجن الواقع فارتبكوا في إصدار التهم .
كذاب وهو عندهم الصادق الأمين .
ساحر وهو أبنهم وتربى بينهم .
شاعر وكلامه ليس شعراً .
أساطير الأولين وهو أمي عربي لا يقرأ في كتب العجم ولا يعرفها .
تفسيرك غير مهم نريد تفسير أولى الآمر هل نتركهم ونصدق تفسيرك .؟
من عنية أعيد عليك تفسير أولي الأمر الذي نقلته أنت إلينا مشكورراً
" قال محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس : أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قائل منهم : احتبسوه في وثاق ، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك ، كما هلك من هلك قبله من الشعراء : زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم . فأنزل الله في ذلك من قولهم : ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) "
فتأمل يا ضيفنا أنت ترد على نفسك :)
و كيف تجمع بين ذهولهم و ابهارهم و هجرهم اياه ؟
لا يمكن ان انبهر بشيئ.
راجع كلامي السابق كله مرة أخرى وأزيد عليه هذا المثل :
ألم يشفي يسوع المرضى ويحيى الموتى فهل آمن به كل من رأى ذلك أم كذب أكثرهم وأنكروا وجحدوا الحق .
لو كان مقياس إيمان الناس بالمعجزة متعلق بانبهارهم بها لما كفر رجل واحد من بين آدم عندما يرى معجزة نبي من الأنبياء هذا واقع يا عزيزي وأنت رجل مسيحي ولست ملحداً وعندك كتابك فيه من هذه الأمثلة الواقعية الكثير .
وبالنسبة للقرآن فالجمع بين ذهولهم بالقرآن وإنكارهم للحق الذي فيه تجده في الرواية الأولى الصحيحة التي ذكرتها لك في بداية ردي عليك وأثبت صحتها وأخبرتك أنها تنهي شبهتك هذه من الأساس .
قال عتبة " و ماذا أقول فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني و لا أعلم برجز و لا بقصيدة مني و لا بأشعار الجن و الله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا و و الله إن لقوله الذي يقول حلاوة و أن عليه لطلاوة و أنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله و أنه ليعلو و ما يعلى و أنه ليحطم فاتحته "
نقول أن القرآن فعلاً في بعض أجزاؤه وفصوله جاء بالحقيقية فصيح العبارة وبليغ الاسلوب. وهذا أمر لا يرقي إليه شك لكل من تذوق اللغة العربية وآدابها وبلاغتها.
بالرغم من أنك نقلت هذا الكلام نقلاً ولكنني أحييك على نقله بينت للقارئ الحقيقة وأقررت بالحق واعترفت به ورددت على شبهتك .
أنت مذهل :)
ولكننا من الناحية الأخري نقول أن القرآن في بعض أجزاؤه يحتوي علي أخطاء واضحة في أبسط مباديء أصول اللغة وقواعدها بل إننا نجد في القرآن كلمات كثيرة ليس لها أي معني وكلمات أخري لم يفهمها أحد!
تذكرني بزميل هندي عندما دخل علينا عميل إنجليزي نعرفه فسأله الهندي فلما تكلم بشيء لم يفهمه هذا الهندي قال للرجل الإنجيزي :
" can you speak english " هههه
أكثر شيء أتعجب له عندما تأتون بشبهات في لغة القرآن .
القرآن نطق به رجل عربي .
والقرآن هو الذي استخرج منه المسلمون قواعد اللغة العربية التي نعرفها الأن .
واللغة العربية نسميها لغة القرآن .
فكيف يستجيز لنفسه أي شخص ويتفذلك ويقول هناك أخطاء في في لغة القرآن تخالف أصول وقواعد اللغة العربية التي تم استخراجها من القرآن .
المفضلات